الفصل الخاص الثاني

٢٥ - أكتوبر - ٢٠٢٦، الأحد

ماذا لو...

ماذا لو أعاد التاريخ نفسه؟
لم يكن جيمين الوحيد الذي يخاف من هذا الاحتمال، بل كان خوف إيلر منه يزداد يومًا بعد يوم لاقتراب اليوم الموعود.

كان حملها هذا حملًا سهلًا مشابهًا لحملها بجيسونغ، لكن ماذا لو كان وقت الولادة مشابهًا لوقت ولادتها بابنها الأول أيضًا؟

لم تكن إيلر تتابع حملها بهذا الجنين في ذات المشفى الذي كان به الطبيب جونغ، لكن ماذا لو تواجد خسيسٌ مثله هناك أيضًا؟

كانت وحدها بالشقة بعد أن غادر جيمين لعمله وأوصل جيسونغ للحضانة، وكانت جالسةً على جزئها من السرير مادةً ساقيها، واضعةً وسادتها خلف ظهرها ومعانقةً وسادة جيمين.

شعرت بآلام المخاض الكاذبة، لكنها لم تملك الطاقة الكافية لتتحرك فتختفي هذه الآلام. شعرت برغبة شديدة في البكاء، وقد بدأت الدموع تتسابق فعلًا لعينيها دون أن تحاول إيلر إيقافها.

ماذا لو حدث ما تخشاه فعلًا؟
ماذا لو أغمي عليها مجددًا؟
ماذا لو دخلت بغيبوبة ثانيةً؟
ماذا لو لم تنجُ هذه المرة؟

لم تكن تريد أن تترك عائلتها مرةً بعد، لقد عانى الجميع كثيرًا لسنةٍ طويلة مضنية، ولا أحد يريد تكرارها.

ارتفعت شهقاتها وشعرت بالآلام تزداد، فخرجت من الغرفة لتتحرك وتختفي الآلام كما في كل مرة.

«لمَ تفعلين هذا بي؟» بانزعاجٍ ركلت كرة جيسونغ التي كانت أمامها تمنعها من التقدم للأمام، ثم ذهبت واستلقت على جانبها الأيسر فوق الأريكة.

هدأت قليلًا وحاولت أن تبعد الأفكار السلبية عن عقلها، فكرت بكل ما لم تتمكن من فعله المرة الماضية مع جيسونغ، وقررت أنها لن تدع شيئًا يمنعها عن إتمام دورها كأمٍ هذه المرة.

أحست ببعض الجوع فنهضت من استلقائها بضجرٍ لتتجه للمطبخ وتبحث عن شيء لتأكله، وما إن حطت يدها على صندوق رقائق الذرة حتى جلست على الكرسي -الذي لم يعد مريحًا بالنسبة لها- وبدأت تأكلها جافة.

لم يسعها الوصول لالتقاط المزيد من الرقائق حتى شعرت بالتقلصات مجددًا، وما إن اختفت حتى عاودت رمي الرقائق بفمها لتسمع قرمشتها بعد عضها.

ماذا لو جربت تغليف قطعة من الخبز برقائق الذرة، وثم تقليها لتكون قطعة خبز فرنسي مغلفة برقائق الذرة؟ سيكون ذلك لذيذًا حتمًا-

تقلصات أخرى.

ألقت نظرة على الساعة الجدارية وتجاهلت الألم لتكمل تخيلاتها. ماذا لو أذابت بعض الشوكولاة على رقائق البطاطس المملحة؟ الموالح تتماشى مع السكريات أحيانًا، فهل سيكون الطعم لذيذًا أم مقززًا؟

تقلصات أخرى. نظرت للساعة مجددًا، ورأت أن ربع ساعةٍ قد مرت منذ التقلصات السابقة.

«أوه لا.» أعادت صندوق الرقائق لمكانه ثم أسرعت ناحية الغرفة لتأخذ هاتفها وتتصل بجيمين، لكنها لم تجد هذا الهاتف في أي مكان بالغرفة.

شعرت بالتقلصات مجددًا بعد أن مرت عشر دقائق عن سابقتها، وكلما زاد ألمها زاد قلق إيلر أكثر «أين الهاتف؟ أين الهاتف!؟»

مرت عشر دقائق أخرى جالبةً معها تقلصاتٍ جديدة أكثر ألمًا مما سبق وشعرت به المسكينة، ولم يكن لها خَيَار غير أن تجلس على الأرض لتستعيد وتيرة تنفسها الطبيعية بعد هذه الآلام.

رأت هاتفها واقعًا على الأرض، فالتقطته بسرعة وبلمح البصر أجرت مكالمة لجيمين الذي أجاب بالسرعة ذاتها «هل جاءكِ المخاض؟»

«أجل...» تنهدت مرتاحةً قليلًا بعد أن تلاشت الآلام وجلست على الأريكة «عشرةُ دقائق تفصل بين التقلصات.»

فُتح الباب فجأةً ودخل جيمين منه على عجل «هيا فلنذهب للمستشفى.»

«كيف وصلت إلى هنا بهذه السرعة؟» سألته بعد أن عاد من غرفتهما حاملًا حقيبة المشفى.

ابتسم وبانت أسنانه «علمتُ أنكِ ستلدين لذا خرجت من الشركة قبل أن تتصلي حتى.»

«أوه...» أرادتْ هي أن تبتسم أيضًا، فابتسامة جيمين معدية. لكن قلقها لم يسمح لها بذلك، وقد لاحظ زوجها هذا.

«هل أنتِ خائفة؟» أومأت وحاولت تمالك دموعها، وجلس جيمين إلى جانبها محيطًا كتفها بذراعه «أعدك أنني لن أسمح لأي شيء بأن يصيبك، أنا هنا إلى جانبك ولن أبتعد أبدًا.»

لم ترد إيلر، فتحدث جيمين مجددًا «ألا تشعرين بالحماس لتقابلي نجمتنا الجديدة؟»

-بلى...

-علينا أن نسرع للمشفى للقائها إذًا.

لم يكن الطريق للمشفى طويلًا، لكن الصدق يُقال: كان جيمين خائفًا أكثر من إيلر على الرغم من أنه لم يظهر خوفه هذا كي لا يزيد من خوفها.

خطرت بباله الكثير من أسئلة (ماذا لو) أيضًا. ماذا لو أُجبر على مغادرة الغرفة؟ سيرفض بالطبع، لكن ماذا لو حدث ذلك؟ ماذا لو واجهت زوجته تعسرات الولادة مجددًا؟ كانت تعسرات الولادة المبكرة في المرة الأولى، لكنها ستلد بعد يومين من اليوم الذي حُدد لها أصلًا.

شعر جيمين بقلبه يخرج من مكانه -بكل ما تحمله الكلمة من معنى- عندما رأى زوجته تتنفس بصعوبة وهي تحاول أن تدفع كما تأمرها الطبيبة المسؤولة عنها، وشعر بأن روحه كادت تفارق جسده عندما بدأت إيلر تغمض عينيها. لم يعلم ما الذي كان يقوله لها، ولم يعلم إن كان هذا الذي يقوله يساعدها بأي شيء.

توقف الوقت أمامه، لن يخسرها مجددًا، من المستحيل أن يخسرها مجددًا، لن يسمح بأن يخسرها مجددًا!

فتحت عينيها وعاد الوقت يتحرك مجددًا. تنفس جيمين الصعداء، وعندها فقط سمع صوت بكاء طفلٍ أجبره على أن يبعد عينيه عن زوجته.

«لقد رُزقتما بطفلة جميلة.» مدت الممرضة له رضيعته ملفوفةً بقماطٍ أبيض، وتسارعت نبضات قلبه عندما حملها بين يديه.

إن كان جيسونغ خليطًا من والديه، فهذه الفتاة تشبه جيمين. من الشعر وحتى العينين والأنف فالشفتين، تبدو الطفلة كنسخة من أبيها.

انحنى ليضع الطفلة بين يدي والدتها التي ابتسمت «مرحبًا جيبيول، شكرًا لأنك لم تتعبيني كثيرًا.» تنهدت متظاهرةً بالتذمر بعد أن تأملت ملامح الصغيرة «صار لدينا نسخة ثالثةٌ من جيمين، لمَ جيناتي ضعيفةٌ هكذا؟»

«جسيونغ يشبهك..» قال جيمين شاردًا بابنته التي عاودت وأغمضت عينيها المتعبتين مجددًا.

سخرت إيلر «هذا ما تقوله أنت وحدك، الكل يقول أنه نسخة منك، والآن لدينا نسخة أخرى.»

ضحك جيمين «أعتقد أنك تحبينني كثيرًا، ولهذا تنجبين أطفالًا يشبهونني.»

قلبت إيلر عينيها مبتسمة «يالغرورك.»

-ألا تحبينني؟

-بل أعشقك.

—————
تمت من صدق هالمرة😂😂😂
المهم ayyyy جيسونغ صار عنده اخت صغيرة
اسمها مو كلش، اسم جيسونغ أحلى😂
لكن اتمنى عجبتكم الفصول الخاصة مع انها نتفة☺️

+

هازو: باخذ بريك من التأليف
بعد هازو: بدأت في رواية جديدة اسمها ذكرى روحوا شوفوها uwu

صج ترى بديت في رواية جديدة روحوا حطوها في مكتباتكم باليز🌚

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top