الفصل الحادي عشر

١٧ - سبتمبر - ٢٠٢٥، الأربعاء

- كيف حالك اليوم جيمين؟

مرَّ أسبوع ونصف على الجلسة الاستشارية الأولى، وكان جيمين يشعر بحالٍ أفضل هذه المرة. بالطبع قد راوده حلمٌ غريب، وبالطبع ظنَّ أنه قد رآها تدخل لمتجرٍ ما، لكن ذلك كان قبل أسبوع، وهو الآن يشعر بتحسن كبير.

- أفضل حالًا من الأسبوع الماضي.

- هل تغير شيء ما؟

- في البداية ظننت أني رأيتها، كنتُ بمجمع تجاري ورأيت امرأة تشبهها تدخل لأحد المتاجر.

- كيف تصرفت؟

- ذكرتُ نفسي بأنها ليست هي ثم غادرت المجمع التجاري.

- ماذا حدث أيضًا؟

- لقد حلمتُ بها... أو لأكون أكثر دقةً: باليوم الذي توفيت به. لكن الحلم لم يكن كالحقيقة تمامًا؛ إذ أنها بنهايته طلبت مني المساعدة بينما كانت تلد، لكنني لم أكن معها أثناء عملية الولادة في الحقيقة.

- ما كان رأيك بالحلم؟ كيف كان شعورك عندما استيقظت؟

فكر جيمين قليلًا  «كنتُ مرتعبًا بعض الشيء في البداية...» سكت للحظة ثم أكمل «لكنني كنتُ أعلم أنه لم يكن سوى حلمٍ رأيته لأنني لا زلتُ أشتاق لها. لم يحدث أي شيء غير هذين الحادثين.»

«من الطبيعي أن تشتاق لزوجتك المتوفاة.» ابتسم الطبيب «لقد أحببتها وشاركتها جزءًا مهمًا من حياتِك، ما تشعر به بغاية الطبيعية. المهم هو ألّا تتوقف حياتك على إثر توقف حياتها.»

أومأ جيمين للطبيب. كان يعرف هذا جيدًا، يعلم أن الحياة تستمر بعدم وجود إيلر، يعلم أن موتها لن يوقف زقزقة العصافير ولن يمنع شروق الشمس وغروبها. لكن يالصعوبة استمرار حياته عندما لا توجد شمسها.

«كيف هي علاقتك مع عائلتك يا جيمين؟» قاطع صوت الطبيب أفكاره بغتةَ.

«إنها... أعتذر، لا أعرف كيف أصفها...» أجابه بخجل.

أومأ له الطبيب مهونًا «لا بأس، قل ما بجعبتك فحسب.»

«أعلم أن كليهما يريدان لي الأفضل، وأعلم أن كليهما قلقان علي، لكن والديّ يكادان يجبراني على الزواج ثانيةً.» تنهد جيمين ومد نفسه على الأريكة الزرقاء «لا أعتقد أن الارتباط سيحل مشكلتي أصلًا.»

- ماذا عن علاقتك بأصدقائك؟

- لدي صديقان مقربان، علاقتي بهما قوية وطيبة. كلاهما يساعداني متى احتجت.

- حاول خلال هذه الفترة أن تحيط نفسك بمن تحب، اشتياقك لزوجتك السابقة نابعٌ من حبك لها، لذا فأنت بحاجة لإحاطة نفسك بمن تحب كي تعوض عن ذلك الفراغ.

- هل علي أن أرتبط بفتاة؟

- يمكنك ذلك إن أردت، لكن لا ضير في عدم الارتباط أيضًا. تخطيك لوفاة زوجتك ليس مشروطًا بارتباطك بغيرها، كما أن ارتباطك لن يعود عليك بنفعٍ إن لم تكن مستعدًا له ومتقبلًا لفكرته.

انتهت جلسة اليوم وغادر جيمين بسيارته عائدًا لمبنى الشركة كي ينهي عمله. خرج هذه المرة أكثر ارتياحًا وأكثر اطمئنانًا، كان يعلم أن إيلر قد توفيت ولم يتبقَّ إلا أن يقتنع تمامًا بعدم إمكانية عودتها؛ لذلك قرر أن يزور قبرها مجددًا بعد أن هجره لأشهر. لكنه لن يزوره اليوم، فهو ليس مستعدًا لذلك بعد.

—————
تم التواصل مع مستشار نفسي لأجل كتابة هذا الفصل💙

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top