'صُنْدُوقٌ رَمَادِي'

"إعتَقَدتُ أنَّني وَجدْتُ مَخْرَجَاً ،لَكِنَّهُ كَانَ مُجَرَّد صُنْدُوقٍ رَمَادِيّ.."

"قَلِبيْ مَصْنُوعٌ مِنْ زُجَاجٍ مَعَادٌ تَجْمِيْعُهُ، وَعَقْلِي مِنَ الصّخْرِ قَدْ تَهَشَّمَ بِالفِعلِ فَلَا تُؤاخِذَْنِي عَلَى مَا أفْعَل"


-----

"ألَيْسَ مِنَ الجَمِيْلِ الشُّعُورُ بِالوِحدَةِ؟" تُحَرِّكُ شَفَتَيهَا وُهِي تُغَنّي مَعَ ألحَانِ النّايِ بِشُرُودٍ تَامٍّ ،كَانَتْ عَلى هَذِهِ الحَالَةِ مَنْذُ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ فأَصْبَحَتْ صَاحِبَةَ تِلْكَ المَقْطُوعَةِ الّتي تُعادُ بإسْتِمْرارٍ عَلَى مَداَرِ السّاعَةِ والأيّام ،فَمَا كَان هُناك مما تفْعَلُهُ غَيْرَ الغِنَاءِ بِما كَانَت تنْطِقُهُ مِن كَلِمَاتٍ مَشَكِّلَةً مِنْهَا أُغنِيَةً تَعِيْسَةً ،وأيْدِيْها تُصاحِبُ الإيقَاعَ الهَادِئَ وَلَا تَتَوقَّفُ عَن تِكْرارِ كَلِمَاتِهَا المَتناقِضَة مَخْتَرِقَةً حاجِزَ الجُدْرانِ فَتَناظِرُ العَدَمَ...




وَبَيْنَمَا تُسايِرُ الإيْقاعَ بِشُروْدٍ تُمَرِّرُ كَفَّهَا عَلى خَدَّيْهَا وإذْ بِهِمَا رطِبَيْنِ ,وَجُفْنَيْهَا لَم يُدْرِكَانِ الدُّمُوْعَ الجَارِيَةِ كَالشَّلّالِِ مِنْ عُيونِهَا المِشوَّشَة ،فَكَانَت فِي العَدَمِ الثّانِي هَارِبَةً فِي ْفَضَاء تَفْكِيْرِهَا ،المُلُوحَةُ قَد أغْرَقَت رَقَبَتَها لِتَسْتَفِيقَ مِن حَالَتِهَا الغَرِيبَةِ ،لَكِنَّ شَيئَاً لَم يَحْدُث...


سَواءً اسْتَفَاقَتْ أمْ لَا ،عُودُ الكِبْرِيتِ المَسْتَعْمَلِ لَا يَعمَلُ مِرَّةً أُخْرَى ،كَمَا لَمْ تَكُ إنْسَانً قَط ،لَمْ يَخْتَلِف شَيء ،مِنْ لَحمٍ وعَظْمٍ أمْ لَا فَهِي تَبْدُو كَشَجَرةٍ مُتَجَمِّدَة ،المَعْذِرَةُ ،شَجَرَةٌ بَاكِيَةٌ مُتَجَمِّدَة ،قَدْ عَبِثَتْ بِهَا الحَيَوانَاتُ والرِّياحُ والرَّعْدُ وَحَتّى الأرْضُ قَدِ إقْتَلَعَتْها وَرَمَتْها بَعيْدَاً بِغَيْرِ عَدلٍ ،كَانَت زَهرَةً جًمِيلَةً إلتَفَّ حَوْلًهَا الجَمِيْع ،فَأصْبَحَت مَدَاسَاً ما إنْ أغْلَقَتْ بَتْلاتَهَا ،حتّى الفُنَنُ الصَّلِبَةُ يُسْتَفادُ مِنْهَا فِي الكَثِيْر ،فأيْنَ العَدْلُ مَعَهَا؟

بَرِيقُ عَيْنَيْهَا قَد إخْتَفَى كَشِهَابٍ بَيْنَ المَجَرّات الشّاسِعَةِ الوَاسِعَة ،خائِرَةٌ نَفْسُها وَفُؤادُهَا المُحْتَرِقُ لَا تَبْنِيهِ سِوَى الألام ،صَرَخاتٌ مُسْتَنْجِدَةٌ مِنْ أجْزاءِ قَلبِها كَانَت عَالَيةً لِدَرَجةٍ كَفِيلَةٍ بِقَلْبِ مَهْجَعِهَا رَأسَاً عَلى عَقِبٍ ،أمّا بِالنِسْبَةِ لَهَا فَلَمْ تَكُ تِلْكَ الصَّرخَةُ سُوَى إيْقاعٍ جَدِيْدٍ يَضْرِبُ صَدْرَها بِعُنْفٍ لتُضيْفَهُ إلَى أُغنِيَتِهَا ،وذَلِكَ قدْ خَلَقَ أعْمَاقَاً مُتَفَحِّمَةً حَوْلَ َفُؤادِهَا غَيْر أنّها لَمْ تُعطِي لَهُ وَزْنَاً -أهَمّيَّة-...


"أظُنّني أكرهُ هَذا ،لايُعجِبُنِي هَذا المَكَان...

مُؤلِمْ."

------

"حَتّى لَو اسْتَغْرَقْتُ مِئَاتَ اللّيالِي والسّنين.." تَسْحَبُ ذَاتَهَا الّتي هَلَكَت أطْرافُهَا مِن التَّعَبِ ،ولَكِنّها لم تأبَهْ لِجَفَافِ رِيقِها أو لِسَيْرِهَا فِي أرْضٍ فَارِغَه لَا تَحوِي سُوى التُّرابُ المُبلَّل لأيّام ،لَكِنّها لا تُريدُ العَودَةَ إلى مَهجَعِهَا الفَارِغ فَمَن يُحِبُّ أن يُحْبَسَ حتّى فِي مَكَانٍ هُو صَنَعَه؟


إبْتِسامَةٌ عَرِيضَةٌ تَمْتَدُّ عَلى طُولِ ثغرِها تَلِيهَا أنْفَاسٌ مُرْهَقَةٌ وأقْدَامٌ عَلَى وَشَكِ السُّقوطِ مِن الإرْهاقِ بِجَسَدٍ فَارِغ وَسَلاسِلَاً إخْتَفَت فَجأه مَا إن لَمَحت شَيئَاً يَظْهَرُ أمَامَها مِن بَينِ الغُيومِ ،إذاً...هل نَجَت؟

فَاخْتَفَتِ الإبْتِسامَةُ ،وَحَدَقَتَيْهَا السّاكِنَتَين تُحَدِّقانِ بِذَلِكَ المَنْزِلِ الّذي تَتَجَلّى فِيهِ مَظَاهِرٌ الوِحْدَةِ اكْثَرَ مِن غيرِه..."أهْلَاً ،مَرْحَباً بِك فِي المَنْزِل"

----


"أَحَقّاً لَم أعُد أشْعُرُ ،أم أنّ جَسَدِي فَقَط إعتَادَ عَلَى الأوْجَاعِ؟"




تُتَمْتِمُ بِهُدُوءٍ وَاضِعََةٌ إحْدَى رَاحَتَيها حَيْثُ وَجْنَتَهَا المُزَيَّنَة بِطَبْعَةٍ قَدِ ازرَقَّتْ بَيْنَما تُنَاظِرُ مِنَ النّافِذَةِ ،السَّماءَ الّتِي إحْتَلَّها السَّوَادُ عَلَى حِين غِرّة ،خَالِيَةٌ مِنَ النُّجُومِ...





تَسْتَقِيمُ بِبُطْئ مِن الأرِيْكَةِ مُتَوَجّهَةً إلَى الخَارِجِ ،تَصِلُ إلى عَتَبَةِ البَابِ الخَشَبِيَّةِ المُتَرَهِّلَه الّتِي أصْدَرَتْ صَرِيْراً حًادَّاً ،تَخْطُو بِخُطُواتٍ ساكِنَةٍ مَا إنْ لَمَسَتْ أقْدَامُها التُّرْبَةُ الرَّطِبَة، بِعُيُونٍ فَارِغَةٍ هَادِئَة تَجْلِسُ فِي حُفرَتِهَا الطّوِيلَةِ مَُمَدِّدَةً هُناك بِصَمْتٍ ،تَتَأمَّلُ الأضْواءَ الصًّغيرَة َالّتِي تُغَطِّي الأرْضَ كَنِجُومٍ مُصَغَّرَة قَدِمَتْ مِن العَدَمِ ،كَيفَ لَا؟ وهَذاَ المَكَانُ فِي نِهايَةِ المَطافِ هُو عَقْلُهَا وَخَيالُهَا...




"إن أصْبَحْنَا مَقطُوعَةً سِمفُونِيَّة ،ألَا يُمِكِنُنَا التًّغَلّبُ عَلى المَوْجَة؟" تَنْطِقُ بِإنْخِفاضٍ سارِحَةً بِجَمَالِ المنْظَرِ ،كَمَا لَو كَانَت نُقْطَةَ الوَصْلِ بَيْنَ الشّرقِ والغَربُ ،شُعُورٌ غريبٌ قد إلتَفّ حَولَهَا وَنَبَضَاتٌ قًد سُمِعَت فَجْأة قَبْلَ أن تَسْتَقيمَ بِهُدُوء."أيُمْكِنُكَ إخْراجِي مِن هُنَا؟"





"لَا؟" أرْدَفَت دَالِفَةً إلى الدَّاخِلِ ،فَتَحتَظِنُ راحتَيهَا كُوبَ المِياهِ المُوضوْع عَلى الطًّاوِلَةِ ،وَتَنْطِقُ بِفَرَاغٍ بًعدَ أن صَفَّقَة بإصْبَعَيْهَا فَتَخْتَفِي الأضْواءُ فَجْأة."لَا بَأسَ ،أُحِبُّ المَكَان هُنَا ،يُعجِبُنِي هَذاَ"


----

تُلصِقُ جَبينَها عَلى المِرآةِ المَرْسومَةِ فِي وَسَطها قَلْبٌ رُسِمَ بِألْوانٍ دَامِيَةٍ ،قَدِ تَفَرَّقَتِ المِرآةُ مُحَطِّمَةً قَلْبَهَا إلَى أشْلاءٍ فِي وَسَطِهِ كَمَا لو إخْتَرقَهُ الرُّصاص،تُبعِدُ رَأسَهَا فَتَمْسَحُ فَكًّها الدّامِي بِهُدوءٍ ،ومَا إن تَسِيْرُ ِبِخُطَىً مُتباعِدَة حَيْثُ النّافِذة الصَّغِيرة مُتَجَاهِلَةً حَوضَ المِياهِ المُحَطَّمِ بِعُنْفٍ والمِياهُ تَجرِي مِنْهُ مَالِئَةً الأرْضِيَّة ،فَيُعادُ كُلُّ شَيءٍ إلى مَكانِهِ كَما الجدِيْدُ إلّا أوْجَاعُها الجَسَدِيَّةُ ،لِتَنْبِسَ مُتَنَهِّدَةً بِيَأسٍ خلْفَهُ مُحَاوَلاتٌ كَثُرَ عَدَدُها وَطَالَ وَقتُها...بِلا جدْوَى.








خَرِيْطَةُ الرُّوحِ..
لَمْ تُجَدْ بَعد.✖

-----

خَرِيْطَةُ الرُّوح ،أنتهى

اوكي غباىي واصل حدود بس مو لذي الدرجة ،نسيت ان اقللكم انها تعيش في عقبها بسبب المجتمع وهذا الي اسميه بالتيار .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top