الفصل العاشر

إنتهى من تبديل ثياب المشفى وهو يشعر بالنشوة لإنه و أخيراً سيغادر هذا المكان المقيت ، سار بخطوات هادئة إلى جوار مُعلمه و هوشي و إن كان يرغب بالركض للرحيل !

إختبئ خلف مُعلمه عندما ظهر الطبيب فجأة أمامهم ليتنهد بهدوء ينطق :" آسف أيها الصغير لكن بالفعل لستُ من الأشخاص اللذين يستطيعون التعامل مع الأطفال ! "

إختبئ أكثر خلف مُعلمه بينما نطق هوشي بإنزعاج :" إذاً لما تجعل غيرك يفعل ؟ عليك أن تكون سعيداً بأننا سنغادر المشفى الآن و إلا لكنت حضرت لك مقلب مُذهل يعطيك سبب حقيقي حتى لا تستطيع التعامل معنا "

نظر الطبيب له بتعجب بينما كتم هارو ضحكته بصعوبة وهو ينحني بإعتذار للطبيب بينما يسحب الطفلين معه للخارج !

و بالحافلة كان يوشي ينظر للنافذة بسعادة بينما يجلس توأمه بجواره وهو عابس بشدة لينطق هارو بِضحكة خافتة :" توقف عن هذا الآن ، أنت لطيف حتى ووجهك عابس هكذا ! "

نفخ وجنتيه بينما يقطب حاجباه بإستياء أكبر وهو يتحدث بإنزعاج :" هذه غلطتك ! كان عليك السماح لي بالقيام بمقلب ما له ! هو لا يستحق النجاة فقط "

أدار وجهه ليوشي الذي كان يحدق من النافذة ليهتف بإستياء :" فقط كيف يُمكنني تعليم مُغفل مثله أن يأخذ حقه ولو بالقوة ؟ "

نظر يوشي له ليقطب جبينه وهو يتحدث :" هل أنت تتحدث عني ؟ "

رمقه بغضب لينفجر بوجهه :" عُد لتحديقك من النافذة بسعادة كالأبله ! هيا "

آمال رأسه قليلاً قبل أن يضحك بخفة وهو يهمس :" شكراً لك "

رمش عدة مرات ليتبخر كل غضبه بينما قفز ليقف أمامه وهو ينطق بمرح :" أنت لتوك قلت شكراً لك لي صحيح ؟ لا أصدق أنك فعلت هذا ! هذا يعطي أن هُناك أمل بهذه الحياة "

أشاح بوجهه عنه بخجل ليعود هوشي لمقعده وهو يخبره أنه سيعمل على تغييره خلال الأيام القليلة المُتبقية مهما حدث !

*****
وقفت تحدق من نافذة المطبخ بشيء من الشرود عندما عادت حواسها للعمل مرة أخرى بسبب تلك اليد التي وضعت على كتفيها بهدوء .

لم تلتفت لإنها تعلم تماماً من تكون صاحبتها و إنما نطقت بهدوء :" كيف حالك يوري ؟ "

عبست تلك المدعوة بيوري وهي تنطق بإستياء بينما تُعيد خُصل شعرها البُنية للخلف :" هانا ! لستُ أنا من تعرض للتنمر من شرطي همجي ! لماذا لم تخبريني بذلك بوقت مُبكر "

تنفست بعمق قبل أن تنظر لشقيقتها الصُغرى بينما تنطق بهدوء :" أنا بخير ! و من ثُم ماذا كان يمكنك أن تفعلي ؟ كان هذا سيعرضك للمتاعب فقط "

جلست على إحدى المقاعد الموجودة بالمطبخ وهي تتحدث بإستياء :" لا بأس ، المهم أنك ويوشي بخير إذاً كيف عملك ؟ "

بدى المزيد من الإنزعاج على ملامح وجهها وهي تجيب :" أجل بخير ، لكن تعلمين كُرهي لمدير الشركة ! لطالما حاول إيذاء آيكو بكل الطرق المُتاحة أمامه "

رفعت أحد حاجبيها وهي تجيبها :" وإذاً أين هي المُشكلة ؟ "

نظرت لها بإستنكار بينما تجلس مقابل لها :" ماذا لو كان هذا الفرع سيسبب بإيذائه ؟ هما منافسان وأعداء بعد كل شيء "

رمقتها شقيقتها بإنزعاج وهي تجيب :" هانا لم يعد هناك ما يربطك بآيكو ! "

ردت بسرعة :" وماذا عن الصغيرين ؟ "

حركت يديها بلا مُبالاة وهي تنطق :" هُما الضحية ! لقد حذرتك و أخي تاكاشي من الزواج من شخص ثري صحيح ؟ كلاكما من عالم مُختلف تماماً و أنتي صممتي أنه يمكنك تولي الأمر "

صمتت قليلاً قبل أن تُكمل :" لكنك أول من إستسلم ! هو حاول القتال أكثر و أنتي لم تعطه فرصة "

ضيقت عيناها بينما تنطق بضيق :" و هل أجعله يخسر والدته لأجلي ؟ أنا أُم أيضاً و أعلم أنني لن أكون مسرورة إن فضل صغاري إمرأة ما غيري "

تنفست بعمق وهي تحدق من النافذة :" و النتيجة هي أن أحد أبنائك لا يعرفك حتى و الآخر بلا والد "

شعرت بكلمات شقيقتها تنساب لقلبها مسببة له طعنات مُختلفة ، ليس وكأنها سعيدة بهذا ! لكن من كان ليحتمل كل تلك الهمسات التي وجهت نحوها ! و ليس من أي شخص بل من والدة زوجها التي ما كانت تنفك عن إحراجها و الحديث عنها بسوء أمام الآخرين .

أخذت نفساً بعمق شديد ، و قد قاطع تفكيرها صوت طرق على الباب ، نظرت لشقيقتها بحيرة فلا أحد قد يأتي لزيارتها ، نهضت يوري لترى من أتى لزيارة شقيقتها فهي مؤخراً باتت لا تستقبل إلا المصائب !

توقفت كلتاهما بينما الصدمة تعتلي وجهيهما تماماً ، فالواقف أمامهما إنسان غادر حياتهما فجأة وبلا مُقدمات منذ أربع سنوات !

إبتسم بهدوء وهو ينطق :" ما هذا إجتماع عائلي من دوني ؟ ألن ترحبا بشقيقكما ! "

تقدمت هانا أولا لتتفحصه بدهشة قبل أن تنطق بضعف :" تاكاشي أنت ! "

مسح على شعرها بخفة وهو ينطق :" أجل ، هل إشتقتما لي ؟ "

ضمته هانا لها بقوة شديدة بينما دموعها كانت تسيل على وجنتيها بكل قوة ، هو رحل بينما هي بأمس الحاجة له ، تمنت لو أنها قادرة على توبيخه وإبعاده لكن شوقها كان أكبر من هذا بكثير .

راقبتهما يوري و الدموع تتجمع بعيناها ، لكن هي ليست كشقيقتها الكُبرى لذا نطقت بحده :" أين كُنت أنت ؟ كيف ترحل و كأنك بلا عائلة تقلق وتهتم لأمرك !؟ "

هو أحنى رأسه قليلاً بينما ينطق بألم:" لست كذلك ، لقد كُنت مجبراً على الذهاب فقط "

أجبرت نفسها على الإبتسام عند سماعها لنبرة الألم بصوته ، بينما أمسكته هانا من يده وهي تنطق :" لا يهم الآن ، هيا تفضل سأعد لك حماماً ساخناً ووجبة طعام لذيذة "

ضحك بمرح وهو ينطق :" هذه هي أختي التي أُحبها ، إذاً أين الصغير ؟ "

أجابته بشيء من الحزن :" بالمخيم "

آمال برأسه بتعجب :" المخيم ! "

أومأت إيجاباً لينظر لشقيقته الأصغر وهو ينطق :" وماذا عن صغيرك ؟ "

أجابته بإبتسامة هادئة :" أصبح لدي ثلاثة اطفال "

صفر بمرح وهو ينطق :" مُذهل ، لابد أنهم يملئون حياتك "

ضحكت بخفة ليتحرك هو للإستحمام ، وما إن إنفرد بنفسه حتى أخفى إبتسامته وهو ينطق بهمس :" آسف حقاً ، لكن إبن ذلك الرجل لن يعيش هنا ! "

*****
دقت عقارب الساعة لتشير على الساعة الخامسة مساءاً تماماً و بهذا دخلت السيدة تداشي بكل خطوات هادئة و واثقة وهي تحدق بكل شيء حولها بإعجاب فهذه الشركة من جهد صغيرها لذا هي فخورة بها للغاية !

توقفت عندما ظهرت لها تلك المرأة ذات الشعر الأشقر و إبتسامة هادئة مرسومة على شفتيها بينما تنحني بخفة وهي تنطق :" أهلاً بك سيدتي هنا ! "

حدقت بها و بكل تفاصيلها قبل أن تُجيب بهدوء :" هل آيكو هنا ؟ "

ردت بتهذيب وهي تشير للمصعد :" السيد تداشي مشغول الآن بإجتماع ما ، و أنا من سوف أستضيفك اليوم ! تفضلي رجاءاً لمكتبه "

رمشت عدة مرات وهي تسير خلفها بينما تنطق بهدوء وشيء من الترفع :" ولماذا مُفتاح مكتب صغيري معك ؟ "

أجابتها بهدوء :" لإنه يثق بي دائماً بتنظيف المكتب وترتيبه ، لاسيما أن أوراق العقود و الصفقات لديه ! "

إبتسمت لها أخيراً وهي تدلف لداخل مكتب إبنها :" يثق بك صحيح ؟ وأظن أنني رأيتك بإحتفال ما ! "

حركت بعض من خُصل شعرها الشقراء وهي تنطق بشيء من الغرور :" بالطبع ، فأنا إبنة مدير أحد أهم شركائكم و بفترة تدريب هنا ! "

أومأت رأسها برضى قبل أن تنطق بتساؤل :" إلى أي حد يثق بك آيكو ؟ "

قطبت حاجبيها بتفكير قبل أن تنطق :" لا أعلم ، لكنه يخبرني عن مشاكله مع صغيره أيضاً "

برقت عينا شيزوكا وهي تنهض بينما تنطق :" حسناً ، تشرفت بالتعرف عليكي آنسة سوكي "

صافحتها سوكي بهدوء و شيء من المكر قبل أن تفترق كل واحدة منهما بطريقها .

******

و بالمخيم وضع هوشي آخر أمتعته بخيمته الجديدة مع يوشي وهو يشعر بالسعادة ، نطق بمرح شديد :" أليس هذا أفضل ؟ أنا وأنت فقط "

إبتسم له بهدوء وهو يومئ بينما ينهض لمساعدة الآخر بترتيب أغراضه ، بتلك اللحظة إقتحم كيجي الخيمة وهو ينطق بحماس :" أيها الفاشل غادرت  المشفى إذاً !؟ "

لم يجبه بل أكمل عمله بصمت بينما نهض هوشي وهو ينطق بإنزعاج :" غادر من هنا حالاً ! "

نظر له بإستخفاف قبل أن ينطق بسخرية وترفع :" لكنني أتيت فقط لأجعله يرى ما حدث لوالدته بسببه "

إنتفض من مكانه و هو يتقدم نحوه بينما يمسك به بعنف وهو يصرخ بغضب :" ماذا حدث لأُمي ؟ "

رماه أرضاً ليلتقطه هوشي بينما أخرج كيجي هاتفه و أعطاه ليوشي بعد أن فتح على الفيديو الذي يعرض ما حدث لوالدته و كيفية تنازلها عن رفع دعوة قضائية ضدهم بسبب ما حدث !

إتسعت عيناه بينما تناثرت دموعه لاسيما عندما ضرب الشرطي والدته بالحائط ، سحب كيجي الهاتف منه وهو ينطق بسخرية :" هذا كي تتعلم أن تكون دمية مُطيعة "

ليغادر بينما هوشي ينظر له بحقد و غضب ، حدق بسرعة بتوأمه الذي وضع يده على صدره وهو يسعل بقوة ليساعده على الجلوس بإعتدال وهو يتأمله بعجز !

بتلك اللحظة هو شعر بأن مقلب بسيط لن يجدي نفعاً معهما ، ما إن هدأ سعال الآخر هو فقط ضمه إليه لينطق بحزن :" لا تهتم لهم ! هم فقط أشخاص فظيعون "

أجابه بألم :" لكنها تأذت وأنا لا يمكنني حتى الإطمئنان عليها "

عبس بشدة وهو ينهض ليخرج هاتفه النقال ثم ينطق بحيرة :" أتحفظ رقم منزلك ؟ "

تطلع به يوشي بدهشة قبل أن يبتسم الآخر له بتشجيع ، نطق بعد القليل من التردد :" أجل أفعل ، لكن سيكون باهضاً الحديث من هاتف متنقل لمنزل أرضي صحيح ؟ "

عبس هوشي وهو يجلس بجواره بينما يجيب :" لا أريد سماع أي تذمر منك وإلا أعددت مقلب لطيف لأجلك و سأتأكد من وقعك به "

إبتسم بشيء من الخجل و الإمتنان بينما يمسك الهاتف بلهفة و يتصل على والدته للإطمئنان عليها !

عدة رنات مضت قبل أن يجيب الطرف الآخر و صوتها الهادئ إنساب لأُذنيه بخفة :" أهلاً ، منزل هيتومي هانا "

هو كافح لئلا يبكي بينما يتحدث :" مرحباً أُمي ! "

إتسعت عيناها بصدمة تامة بينما تنطق بسعادة :" صغيري يوشي ! كيف حالك ؟ إشتقت إليك بشدة هل أنت بخير ؟ هل تتألم ؟ أنا آسفة يا صغيري لإنني لم أتمكن من الحفاظ على حقك "

إبتسم بخفة قبل أن ينفخ وجنتيه قليلاً وهو يجيب :" بل أنا الآسف ! لقد سببت المتاعب لكِ مجدداً ، لكن أقسم لقد حاولت تجاهلهم فقط "

أومأت سلباً بينما تنطق وهي على وشك البُكاء :" لا لم تفعل ! أنت طفل مذهل يا صغيري ، لا تقلق كل شيء بخير ، فقط حاول الإستمتاع بالغد بما أنه سيكون آخر يوم لك بالرحلة "

مسح دموعه العالقة وهو يجيبها بإبتسامة صادقة :" سأفعل ، بكل حال إن تناسيت المشفى و الغرق لقد قضيت بالفعل وقت لطيف ! "

ضحكت بخفة وهي تجيبه :" سعيدة لذلك ، إعتني بنفسك جيداً "

أومئ إيجاباً لينهي المُكالمة بينما كان هوشي فقط يجلس مُقابلاً له و يحدق بتقاسيم وجهه !

أعاد هاتفه له بينما هو يتحدث بإنزعاج :" لما تُحدق بي و كأنني كائن فضائي ؟ "

هو قام بغرس أصبعه بلطف بوجنة توأمه بينما ينطق بمرح :" أنت فقط مُذهل ! أعلم السبب الذي يدفعهم لإعتبارك دُمية "

عبس بقوة أكبر ليضحك هوشي بخفة ، دقائق و هدأ كلاهما بينما إستلقى كُل منهما على فراشه وهو يفكر بشيء مُختلف حتى قاطع الهدوء صوت هوشي الذي نطق بجد وشرود :" ما هو شعور أن يكون لديك أُم ؟ "

نظر له يوشي بشيء من الحيرة قبل أن يردف هوشي بمرح مُصطنع :" سمعت أنها الشخص الذي يبكي لأجلك ويحبك دائماً مهما فعلت ! و أنها لن تنام قبل التأكد من نومك ، تشعر بك و بألمك دون أن تتحدث أهذا صحيح ؟ "

أومئ إيجاباً بهدوء لتتسع إبتسامة هوشي لكن بحزن وهو يتحدث مُجدداً :" أنت محظوظ للغاية ! "

نطق بحيرة وتوتر :" هل أُمك ميتة ؟ "

حدق به قليلاً و قد أخفى إبتسامته وهو ينطق بألم ما كان قادراً على إخفائه :" لا ، هي إنفصلت عن أبي و لم أرها مُطلقاً ، عندما دخلت المدرسة للمرة الأولى رأيت الكثيرين من الأطفال مع أمهاتهم ، و بإجتماع أولياء الأمور لم يحضر أحد من أسرتي فأبي كان مشغول للغاية "

إبتلع رمقه بينما يغمض عيناه مُستعداً لفضح كينونة قلبه لمن أمامه وهو يكمل :" بذلك الوقت بدأ البعض يسخر مني لعدم تواجدها ، و من هنا كانت بدايتي مع المقالب و تجاهل الدراسة لم أرد إخبار أبي بالبداية لكن مرة قررت أن أعلم منه أين هي أُمي ؟"

صمت بينما إلتمعت عيناه بفعل الدموع وهو يردف :" و من سوء حظي وجدت جدتي أمامي ، عندما سألتني عما أُريده أخبرتها كالأحمق وهي صرخت بي بأنه علي نسيانها و أنها تخلت عني و لا تريدني أبداً "

شعر يوشي بأنه يرغب بالبكاء معه و بألمه تماماً وكأنه صاحبه بينما مسح الآخر دموعه وهو ينطق بألم أبي ما كان ليخبرني بهذا بهذه القسوة ! و من ثُم لماذا هي تخلت عني ؟ أأنا شخص سيء ؟ ألم تستطع أن تُحبني ؟ "

أكمل برعب :" هل سيتخلى أبي عني أيضاً ؟ فأنا لم أعد قادراً على أن أُصبح طفل جيد ، فقط أُسبب له بالمتاعب دائماً ، إذاً لماذا يحتفظ بي ؟ "

قبل أن يدرك ذلك دموعه كانت تنهمر بغزارة ، يوشي تقدم ليضمه إليه بكل قوته الممكنة ، هو لا يريد رؤية دموعه وضعفه ! يشعر بأنها تضعفه هو و تؤلمه للغاية ، نطق بصوت باكٍ :" لست كذلك ! أنت شخص مميز للغاية ، لا تقل ذلك عن نفسك "

تشبث الآخر به بقوة ، صحيح أنه لم يعلم لماذا أفصح للتو عن كُل ما يؤلمه و أخفاه عن الجميع إلا أن ما يهمه حقاً هو ذلك الشعور بالراحة و الدفئ الذي أصبح يتسلل لأعماقه بسبب صديقه الجديد .

و بخارج الخيمة توقف كِلا المُعلمان وهما ينظُران لبعضهما البعض بتردد ، كان المُفترض أن يأتي هارو للتأكد أن يوشي قد أخذ دوائه بينما حضر ناو حتى يطمأن أن تلميذه لا ينوي على شيء جديد ، إلا أنهما سمعا كل ما نطقه الثاني .

بعد قليل من الوقت قرر ناو التدخل فبالنهاية هذا الفتى طالب لديه وهو مسؤول عنه ، فتح الخيمة ليدلف لداخل و يجد أن الصغيران يعانقان بعضهما ، إبتسم بخفة شديدة و تقدم ليجلس خلف هوشي وهو ينطق بهدوء :" آسف على التطفل "

إبتعد هوشي عن توأمه وهو يمسح دموعه بينما نفخ وجنتيه بإستياء من تواجد معلمه وهو تصرف غير مهذب بنظره ، ضحك بخفة وهو يحمله ويجلسه على قدميه بينما ينطق بحنان :" أعلم أنك طفل قوي وتكره أن يرى أحدهم دموعك ، و لكنني سأتظاهر بأنني لم أرها موافق "

إزداد عبوسه ليمسح ناو ما تبقى على وجنتيه وهو يضمه برقة :" أنت مُخطئ ، لست بالطفل السيء أبداً ، بل أنت مُذهل للغاية وتقلق على والدك دائماً و تهتم به "

صمت قليلاً عندما حدق به بعيناه الزُمردية المُلتمعة بسبب دموعه ليشعر بالأسى حقاً عليه قبل أن يكمل :" عزيزي والدك يهتم بك و للغاية ، هو يُحبُك جداً ، ألا تذكر أنه أتى للمدرسة لأجلك قبل أن يعلم أنك مُتعب و أحضر لك طعامك المفضل ؟ "

إبتسم قليلاً و هو يومئ إيجاباً قبل أن يُردف :" وهل تعلم أنه ذهب لأسرة ساتورو و قام بتوبيخهم و ألغى العقود مع شركاتهم لأجلك ؟ "

وهنا عاد بريق عيناه المتحمس بينما ينطق بسعادة ولهفة :" هل تشاجر معهم ؟ هل جعلهم يرون قيمتهم أولائك الحشرات ؟! "

ضحك بقوة وشاركه كل من هارو ويوشي بينما حدق بهم هوشي بإستياء وهو يتحدث :" ماذا ؟ هم إجتمعوا علي و لم يقاتلوا حتى بعدل ! "

بعثر خُصلات شعره بخفة وهو ينطق بمرح :" تماماً ، لا تفقد ثقتك بنفسك فأنت رائع "

أومئ له هوشي لينهض وهو ينطق :" حسناً تُصبحان على خير "

هو قالها بينما يغادر أما يوشي فقد أعطاه هارو الدواء ليغادر هو الآخر الخيمة ، إلتف بعد أن شرب المزيد من المياه خلف حبة الدواء لرؤية هوشي الذي عاد للإبتسام ليبتسم هو الآخر بلطف .

شعر الأول بتحديقه لينظر له ومن ثم يتقدم ليجلس أمامه وهو ينطق بسعادة :" أنت لقد بدأت بالبكاء لأجلي ، كم أنت لطيف ! "

عاد للتجهم وهو ينطق بإستياء :" كم أنت بغيظ ! "

ضحك بخفة وهو يتحدث بمرح :" المُعلم ناو مُحق أنا أبدوا لطيفاً حتى عند الغضب ! يجب علينا حل هذه المشكلة ليخشى خصومنا منا "

رمش مرتين قبل أن ينطق بتساؤل :" وما شأني أنا بما قاله معلمك ؟ "

تنهد بملل وهو يجيب :" أنت من قال ذلك عندما كُنا بالمشفى أول مرة ! نحن نبدوا مُتشابهان كإنعكاس أنفسنا بالمرآة "

همس بهدوء :" أجل صحيح "

عاد كِلاهما للإستلقاء قبل أن يتحدث هوشي مُجدداً :" أخبرني ماذا عن والدك ؟ "

أجابه بكل هدوء :" لا أعلم إن كان حياً أم لا ، لم أستفسر بشأنه يوماً خشية إزعاج أُمي "

عبس قليلاً وهو يجيبه :" أو ربما يكون والداك مُنفصلان مثلي ! "

همس بهدوء :" رُبما من يعلم "

بعد دقائق من الصمت التي حلت بينهما نهض هوشي بحماس وهو ينطق :" تعلم لقد وجدت مرة وأنا أبحث بالقبو للتسلية على صورة ما مُمزقة من المنتصف و بها إمرأة تحمل طفلاً ! و عندما سألت الخادمة قالت لي أنها زوجة السيد القديمة ألا يعني هذا أنها أُمي ؟ "

إبتسم يوشي بخفة وهو ينهض بينما ينطق :" أما أنا فقط أعطتني أُمي مرة دفتر قديم من دفاترها الخاصة و كان بها صورة لرجل يشبهني و يحمل طفل صغير ، و ذات الرجل أٌمي تحتفظ بصورة له بغرفتها لذا إستنتجت أنه والدي "

ضحك هوشي بمرح وهو ينطق :" كلانا سرق صورة ما ولم يجرأ حتى على إخبار أحد ! "

إنزعج يوشي من كلمة سرقة لكن سرعان ما تبخر ذلك عندما تحدث الأول مُجدداً :" هل الصورة معك الآن ؟ "

حدق يوشي به و هو يومئ إيجاباً لينهض هوشي بحماس نحو أمتعته وهو يُخرج نصف الصورة التي لديه عن أُمه نظر لها بهدوء قبل أن يوجه أنظاره لتوأمه وهو يتحدث :" إذاً لنتبادل ! أنا سأُريك صورة أُمي وأنت تجعلني أرى صورة والدك "

إبتسم بهدوء وهو ينهض ليخرج الصورة التي يمتلكها من حقيبته الصغيرة و يقف أمام الآخر !

كلاهما كان مُتحمس لسبب لم يعلمه أي منهما ، نطق هوشي بهدوء وكأنها عملية سرية ما :" عند ثلاثة نتبادلهم ! واحد ، إثنان ، ثلاثة "

يوشي كان ينظر له بشيء من الحيرة فهو حتى لم يفهم السبب الذي يدفعهما للعد أو التبادل و لكن ما إن نطق رقم ثلاثة حتى دب الحماس بأوصاله هو الآخر و بالفعل سلم كُل منهما الصورة للآخر .

حدق هوشي بصورة والده بدهشة وهو لا يعلم لماذا يوشي يمتلكها !؟ أهو والده أيضاً ؟ لكن هذا غير مُمكن فهو بمثل عمره ! و أيضاً والده كان متزوج من والدته صحيح ؟

آمال رأسه بعدم فهم ، أما الآخر فقط صمت هو أيضاً تماماً وهو يحاول تفسير ذلك ، ماذا تفعل صورة والدته بقبو لرجل ثري ؟ و لماذا قالت تلك الخادمة أنها الزوجة السابقة للسيد ؟

عبس بحاجبيه بعدم فهم قبل أن يتحدث بحيرة طفولية  :" لنذهب و نجعل المعلم يخبرنا ! "

أومئ الآخر له أيضاً ليتحرك كلاهما و يغادرا الخيمة دون المزيد من الكلمات أو حتى الأفكار !

ناو وهارو كانا قد أنهيا تفقد الطلاب وجلسا أمام الخيام قليلاً عندما شاهدا الصغيران قادمان بإتجاههما ، نهض هارو أولاً وهو يتحدث بقلق :" هل أنتما بخير ؟ يوشي هل تشعر بالألم ؟ "

مد يوشي ذراعه التي تُمسك بصورة والدته له بينما هوشي الأمر ذاته لناو ، حدق كلاهما بالصور ثم لهما لينطق يوشي بحيرة :" هذه صورة أُمي ! "

أكمل هوشي بذات الحيرة :" وهذه صورة أبي ! "

نطق ناو بحذر :" وبعد ؟ "

أجابه كلاهما بذات الوقت :" إذاً لماذا هو يمتلكها ؟ "

عض ناو على شفته بخفة بينما توترت ملامح وجه هارو و قد تأكدت شكوكهما حول أنهما توأم !

آمال يوشي رأسه بخفة وهو يمسك بطرف قميص معلمه ليجعله يفيق من شروده وهو يتحدث بحيرة طفولية :" ما معنى ذلك ؟ "

أعاد نظره لهما وهو يحاول جمع كلمات مُناسبة قبل أن ينطق هوشي بضجر :" إن لم تكونا تعلمان فقولا ذلك فقط ! أو أترغبان بمقلب ما بالبحيرة حتى تستيقظا ؟ "

إبتسم ناو قليلاً وهو يمسكه من يده و يقربه منه ليتحدث بهدوء :" بلى نعلم معنى ذلك ، أخبرني أترغب أن يكون لك شقيق ؟ "

عبست ملامح وجهه وهو ينطق بإنزعاج :" أتعني أن أبي سيتزوج مرة أخرى ؟ هي لن تتمكن من إنجاب طفل لإنني سأجعلها تغادر المنزل و مظهرها كالقرود ! "

ضحك ناو بخفة وهو ينطق :" لن يكون من الصعب تخيلك تفعل هذا ! "

أردف بهدها بفترة قصيرة :" قصدت شقيق لك من والدتك و والدك "

عادت ملامح الحيرة لتطغى عليه بينما تشبث يوشي بمعلمه وهو ينظر له بتوتر ، إبتسم هارو وهو يبعثر شعره بينما يومئ إيجاباً عندما علم أن تلميذه فهم إشارة ناو .

أمسك هارو بالصورة التي بيد ناو و من ثُم قربهما من بعض لتكتمل الصورة بحيث كان آيكو واقفاً وهو يُمسك بأحد الصغيرين بينما هانا مُستلقية على الفراش و بيدها الآخر !

نطق هوشي بدهشة :" يوجد طفلين ! "

أجابه ناو بإبتسامة :" أجل فأنت تمتلك توأم "

ضحك بمرح وهو يجيب :" نسخة أخرى مني ! "

ضحك المُعلمان بهدوء بينما نطق الآخر بإستياء و هو يعود لخيمته :" لست نسخة لأحد "

رمش عدة مرات قبل أن يذكر بأن يوشي هو من يمتلك تكملة الصورة و هو يشبهه تماماً ليتحدث بصدمة :" هو توأمي ! "

أومأ له هارو لتتسع إبتسامته و يركض خلفه ، هو سعيد وللغاية لإن أول صديق له هو توأمه ! و أيضاً هو لطالما رغب بالحصول على أشقاء ، لكن لماذا غضب شقيقه منه ؟ هل أزعجه ؟

و بالخيمة هو أدخل نفسه تحت غطائه بهدوء و هناك شبه إبتسامة مرسومة على شفتيه ! يشعر بالسعادة لإنه علم أن هُناك شقيق له و لإنه عرف عن والده الكثير ، لكن بذات الوقت يشعر بالتوتر و الخجل من توأمه و لا يمكنه السيطرة على ذلك .

~ نهاية الفصل ~

توقعات للقادم ؟

قراءة مُمتعة 😍

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top