الفصل السادس

بعد ذلك الشجار القصير بين التوأمين عاد هوشي ليحمل دلو الماء متجهاً للبئر وهو يخطط لتحطيم وجه ذلك الفتى المتعجرف إن قابله مرة أخرى , بينما يوشي فقط عاد لخيمته وأخرج أحد كتبه المفضلة ليبدأ بقرائتها .

حل المساء بعد كل ذلك العمل المتعب للأطفال ليقف المعلمون معاً وهم يخططون بكيف سيقسمون السهرة للطلاب فمن المستحيل جمع مدرستين كاملتين معاً , بالنهاية هُم قرروا جمع أربع فصول من كل مرحلة دراسية بمكان واحد .

وبعد إجراء القرعة إتجه ناو لطلاب فصله ليتحدث بمرح :" هيا سوف نجتمع مع طلاب العاصمة الآن إجتمعوا بالساحة لأجل إحصائكم أولاً "

تجمع الطلاب حول معلمهم بحماس وهو ما إن أنهى الأمر أشار لهم بأماكن الجلوس لينطق بعدها :" هوشي ستساعد أولاً بإعداد الذرة المشوية وتقديم العصائر قبل أن تنضم للجلسة "

تململ هوشي وهو ينطق :" حسناً "

وبداخله هو كان ينوي حقاً على جعل الأمور تسير على ما يرام و دون مشاكل لإنه متعب لليوم فقط .

*****

أما من الناحية الأخرى فقد أنهى معلم القرية من تعدادهم ليتحدث :" لا نريد مشاكل معهم موافقين ؟"

أومئ له الطلاب بحماس شديد وهم يتأملون أن يخبرهم طلاب العاصمة عن الحياة بالمدينة وغيرها , هم ساروا بحماس وكل مجموعة تتحدث مع بعضها البعض إلا يوشي الذي سار بهدوء بالمقدمة بالقرب من معلمهم هارو .

إجتمع بهذا الطلاب معاً وتعرف المعلمون أولاً لبعضهم البعض قبل أن تبدأ السهرة حقاً , حيث بدأ المعلمون الأربعة بإخبارهم ببعض القصص القصيرة التي كانت متفاوتة , بعضها مخيف والآخر مضحك وهكذا .

هوشي ما إن رآى وجه يوشي حتى قرر نسيان تعبه ورغبته بجعل الليلة تمضي على خير , وهو ما إن بدأ بتوزيع الذرة المشوية حتى بدأت الفتيات أولاً بالصراخ و النهوض برعب بينما الفتية قاموا بإلقائها أرضاً بسبب تلك الحشرات الصغيرة التي كانت تسير عليها .

حاول هوشي كتم ضحكه بلا فائدة فمناظرهم وهم متوتريين وخائفين مضحكة , لكنه توقف عن ذلك عندما وجد أن يوشي فقط يجلس مكانه بهدوء بعد أن ألقى قطعته أرضاً ! 

نظر ناو لهوشي لينطق بعتاب :" هوشي تداشي ! "

حدق هوشي به ببراءة شديدة وهو يجيبه :" أمرك معلمي "

قبض ناو على يديه وهو يصرخ تقريباً :" ألست من وضع الحشرات على الطعام ! ؟ "

هو عبس بينما يتحدث :" نحن بين أحضان الطبيعة المليئة بها ! "

عض على شفتيه بإستياء شديد وهو ينطق :" لماذا لا تتوقف عن التسبب بهذه المقالب التافهة !؟ كم مرة يجب أن تعاقب لتفهم بأن ما تقوم به أمر سيء ! "

هو أخفض رأسه دون إجابة بسبب ضحكات البقية ليردف ناو :" إلى خيمتك أنت معاقب "

هو كز على أسنانه بغضب بسبب ضحكات الطلاب عليه بينما ينطق :" أنا معاقب أساساً أتذكر ؟ لست هنا للإستمتاع "

هو أنهى جملته ليغادر المكان بخطوات سريعة بينما إستمر ضحك البعض عليه , صرخ هارو بالطلاب ليتوقفوا عن الضحك بذات الوقت الذي نهض يوشي به من المكان .

حدق هارو به ليتحدث بتساؤل :" ما الأمر يوشي ؟"

نطق المعني بشيء من الإنزعاج :" أشعر بالنعاس فقط أرجو المعذرة "

نظر هارو لطلابه ليتحدث بهدوء :" بكل حال هيا الجميع إلى الخيم الخاصة به ! "

نظر ناو له بشيء من الصدمة وهو يتحدث :" لماذا ؟ لا يمكنك عقابهم بلا ذنب ؟"

تنهد هارو بإنزعاج وهو يجيبه :"  هم سخروا من زميلهم وهذا لا يجوز لذا الجميع معاقب اليوم "

نهض الطلاب بتثاقل وخطوات مستاءة للغاية بينما وجه هارو أنظاره لناو وهو يتحدث بعتاب :" لا يمكنك الصراخ على طفل أمام زملائه هذا سيحطم ثقته بنفسه فقط "

تنفس المعني بعمق وهو يجيبه :" أنت فقط لا تعلم ماذا يفعل بي بالعادة ! أنا عاجز حقاً عن إيجاد حل مناسب له "

إبتسم هارو له بهدوء وهو ينظر للطلاب الذين عادوا لخيمهم بخطوات متثاقلة لينطق :" لا بأس قد نجد حل معاً "

ضحك ناو بشيء من اليأس وهو يتحدث :" لهوشي ؟ مستحيل ! أنصحك أن تفقد الأمل يا صديقي "

آمال هارو برأسه وهو يفكر بما فعله به ذلك الطفل لليأس تماماً من إصلاحه .

**********************

بالخيمة الخاصة التي يجلس بها هوشي هو كان يحدق للأعلى بينما يقسم بداخله أنه سيجعل معلمه يندم على صراخه عليه هكذا أمام الجميع , ليس وكأنه سيصمت لهم أساساً هو سيفرغ إستيائه بهم جميعاً .

تنفس بعمق شديد وهو يستمع لصوت ساتورو والذي لسوء حظ كلاهما معه بذات الخيمة :" أنت السبب بعقابنا جميعاً ! "

أجابه بلا إهتمام فعلي :" وما شأني أنا بكم ؟ "

أجابه بغيظ شديد :" لإننا سخرنا من عديم فائدة مثلك "

حدق به بإنزعاج بينما ينطق :" أغرب عن وجهي ولتعلم أنكم تستحقون "

نهض من مكانه هو و الإثنان اللذين معه ليتحدث :" إذاً ما رأيك بدرس صغير ؟"

نظر لهم ليقف هو الآخر بينما ينطق بإنزعاج :" و من أخبرك أنني أرغب بتعلم أي شيء من شخص ممل للغاية مثلك ؟"

تقدم الإثنان منه ليهتف بإستياء :" ألا يمكنك مواجهتي بمفردك ؟"

أجابه أحدهما بسخط :" لم يعاقب هو بمفرده ! جميعنا سنرغب بالإنتقام منك وما إن ننتهي سنقوم بتصويرك وإعطاء البقية الصور "

أحدهما أمسك به بقوة من الخلف ليحاول هوشي التحرر وهو ينطق :" دعني الآن لأجعلك تندم فقط ! أيها الجبناء "

تجاهلة ساتورو وهو يضع لاصق على فمه حتى لا يتمكن من الصراخ وجذب إنتباه المعلمين .

*******

تقلب يوشي بنومه عدة مرات وهو يفكر بمن قابله صباحاً , لماذا يجعل من نفسه أضحوكة هكذا ؟ وماذا إستفاد من مقالبه ؟ والأهم لماذا هو مهتم أساساً به ؟

نهض من فراشه بخطوات هادئة وقد قرر الخروج لإحضار القليل من المياه , إلا أنه توقف أمام إحدى الخيم بسبب الأصوات التي تصدر منها , هو نطق بصوت خافت :" هل هناك شجار ؟"

حرك رأسه بنفي وهو يحاول إقناع نفسه أن لا شأن له بهذا وعليه فقط المضي بطريقه , لكن شيء ما بداخله منعه من التحرك لذا فتح طرف الخيمة فقط لتتسع عيناه بصدمة عندما شاهد هوشي أرضاً فاقداً للوعي و بالرغم من هذا أحدهم يمسك بعصى كبيرة وهو ينوي ضربه بها !

ثانية أو أقل حتى تردد صوت صرخة متألمة منه بعد أن دفع بجسده أمام هوشي ليتلقى هو الضربة على كتفه , برهة من الزمن هي ما إحتاجها لينطق بألم ممزوج بالغضب :" هل فقدتم عقولكم ؟ أتحاولون قتله حقاً ؟"

أجابه ساتورو بحقد :" إبتعد فأنت لا شأن لك أيها المتطفل ! "

أجابه بإنفعال :" لقد فقد وعيه لا يمكنك أن تكمل ضربه فقط "

*************************

وبخيمة هارو نهض بسرعة وهو ينطق :" صوت يوشي "

غادر خيمته بسرعة متتبعاً مصدر الصوت ليجد ناو أيضاً أمام إحدى الخيم , نظرا لبعضهما لثانية قبل أن يدخلا معاً للخيمة حيث كان ساتورو ينطق بحنق :" إذاً تلقى أنت الضربات عنه ! "

أجابه يوشي بنفاذ صبر :" لما لا تحاول ؟ "

أراد أن يتقدم ويضربه لولا صوت ناو الذي نطق بغضب واضح :" ساتورو ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟"

تقدم هارو من يوشي وهو ينطق بإستياء :" هل أنت بخير ؟ لماذا صرخت ؟ وكيف لك أن تخرج من خيمتك لتتشاجر معهم ؟! "

حول يوشي نظراته لهوشي الفاقد للوعي ليشحب وجه ناو وقد ترك ساتورو وصديقاه ليحمله بين يداه وهو ينطق بحنق :" أنتم الثلاثة ستعودون لمنازلكم غداً مع تقرير لأسركم عما فعلتموه مفهوم ؟"

هو نظر لهارو بينما يتحدث :" أرجوا أن تعتني بطلابي مع طلابك ! هم فقط لا يتجاوزون الخمسة عشرة طالباً أي أربع خيم لا غير "

أومئ هارو له إيجاباً ليجيبه :" لا بأس لكن أيمكنك إصطحاب يوشي معك لمعاينته ؟"

أومئ ناو له إيجاباً لينطلق كل منهما لعمله .

*******

لم يصحوا هوشي بمساء تلك الليلة لذا وجد ناو و يوشي نفسيهما مضطران للبقاء بالمشفى برفقته , وبالصباح فتح هوشي عيناه ببطئ شديد وهو يلتفت حوله بينما هناك إبرة مغذي متصلة بذراعه .

عبس بينما يذكر ما حدث له بالأمس لينطق :" مجرد جبناء ! لو أنهم سمحوا لي بالحركة لقتلتهم جميعاً ! ليس وكأنني لن أنتقم بكل حال "

شهق بشيء من الخوف عندما أتاه صوت يوشي وهو ينطق :" يا لها من طريقة مذهلة لتبدأ بها يومك ! "

هو نظر له بإستياء بينما يتحدث :" ماذا تفعل أنت هنا ولماذا يدك مصابة ؟"

أشاح بوجهه عنه بينما يجيب:" أتيت لعلاج كتفي فقط "

هو نطق بحماس :" هل تشاجرت مع أحدهم أيضاً ؟"

لم يفهم حقاً سبب حماس من أمامه لكنه أجاب بكل حال :" أجل مع ذات المغفل الذي تشاجرت معه لتوك "

هو أمال برأسه ليجيب بتساؤل :" ولماذا ؟"

إنزعج من كثرة أسئلته و التي هو لا يعرف إجابتها لذا نطق بهدوء :" شعرت بأنك ستموت فقط إن تركتك , والآن نادم لإنني ساعدتك فأنت مزعج "

حدق به بحنق وهو ينطق :" أنت حقا مزعج أنا لن أزيلك بسبب مساعدتك لي من قائمتي السوداء "

أجابه بحيرة :" وما هي تلك القائمة ؟ هل تحتفظ بأسامي الأشخاص الذين تود قتلهم بها بالمستقبل ؟ "

قطب حاجباه بضيق وهو يجيبه :" وهل تريد مني التحول لمجرم لأجل من لا يستحق ! أنا فقط أضع بها من سيحظون بشرف الحصول على مقلب مني شخصياً "

وضع يوشي يده على رأسه وهو حقاً بدأ يشعر باليأس من أن من أمامه طبيعي , حل صمت بينهما لم يقاطعه سوى ناو الذي دخل بينما ينطق براحة :" إستيقظت أخيراً "

عبس دون أن يجيبه ليقترب منه ناو وهو يمسح على شعره بخفة بينما يردف :" هل أنت غاضب مني ؟"

أومئ إيجاباً بينما يتحدث بإنزعاج :" أجل و لا رغبة لدي بالحديث معك "

تنفس بعمق وهو يجيبه بإبتسامة حانية :" آسف لإنني صرخت بك بالأمس "

أشاح بوجهه مجدداً عنه فبرأيه هو لو لم يقم بالصراخ بوجهه هكذا أمام الجميع لما تجرأ أي منهم على الإقتراب منه أساساً , جلس بجواره ليتحدث بمرح :" لكن أنا لدي خبر جيد لك "

نظر له وهو ينطق بصوت إتضحت به برائته :" هل سأعود للمنزل ؟"

أومئ ناو سلباً وهو ينطق بهدوء بينما إجتاحته موجة من الندم :" لا بل أنك معفي من العقاب , أنت ستستمتع بوقتك فقط من الآن "

إبتسم بحماس وهو يعتدل بجلسته :" حقاً ؟"

ضحك بخفة ليجيبه :" أجل حقاً , وساتورو وصديقاه تم إرسالهم لمنازلهم فقط مع عقوبة ببداية العام الجديد "

هو نطق بسعادة :" شكراً لك أنت الأفضل حقاً "

إبتسم له ناو وهو يفكر كم سيصمد هذه المرة خارج قائمته , إستيقظ على صوت هوشي :" معلمي متى سأخرج من هنا لقد مللت "

أجابه وهو ينظر لساعته :" نصف ساعة ربما ؟ لقد طلبت من الحافلة الخاصة بالمعسكر أن تأتي لإصطحابنا "

نظر بعدها ليوشي الذي كان يجلس بصمت فقط ليتحدث بلطف :" وهل كتفك بخير ؟"

أجابه المعني بإيماءة من رأسه دون أن يتحدث ليردف ناو بإبتسامة :" كنت شجاعاً للغاية ! أحسنت بالفعل "

أجابه يوشي بإبتسامة هادئة :" شكراً لك "

فجأة نطق هوشي بكل حماس :" وجدتها سأنفذها بلا ريب ! "

نظر ناو له بحذر ليتحدث :" وجدت ماذا ؟"

تحدث بفخر :" سأجعلهم يندمون على ضحكهم علي بالأمس ! سيرقصون جميعاً كالحمقى "

تنهد ناو بيأس شديد بينما همس يوشي :" غريب بالفعل "

تجهمت ملامح وجه هوشي وهو ينطق :" من هو الغريب ؟ أراهن أنك مجرد دودة للكتب ! "

حرك كتفيه بلا مُبالاة وهو ينطق :" تحدث كما تشاء فأنا لا رغبة لي بمجادلة الحمقى "

نطق هوشي بإنزعاج شديد :" وهل أنت خائف ؟ "

لم يجبه الآخر مما دفع هوشي للغضب أكثر , بينما ناو جلس وهو يراقبهما بإبتسامة هادئة وهو يحاول معرفة سبب التشابه الكبير بينهما  !

نظر لهوشي عندما نطق بإنزعاج :" ذكرني معلمي بقتل هذا المزعج عند عودتنا للمخيم ودفن جثته بمكان مجهول ! "

ضحك ناو بخفة بينما نطق يوشي بإستفزاز :" ظننت أنك لا ترغب بأن تكون مجرماً "

لا يعلم لماذا لكنه حقاً رغب فقط بالنهوض وتحطيم رأسه ! هو غير قادر على إحتمال ردوده و تجاهله له , لذا سيخطط لمقلب مميز فقط لأجله هو !

دخل الطبيب للغرفة وهو ينطق :" سعيد برؤيتكما بخير ! سيد ناو هلا أتيت لإكمال إجراءات خروجهما ؟"

أومئ الأستاذ له ليغادر برفقته قبل أن ينطق هوشي بملل شديد :" لقد مللت من هنا أريد المغادرة الآن "

تنهد يوشي وهو ينطق :" للمرة الأولى أنا أتفق معك "

حل الصمت بينهما تماماً حيث ركز هوشي بنظراته بإتجاه الفراغ بينما الآخر حدق بمن أمامه وكأنه لوحة معقدة يريد الوصول لما تحتويه من مغزى !

إنتبه الآخر على نظراته ليتحدث :" ماذا ؟ هل هناك شيء غريب بي ؟"

نطق يوشي بهدوء وسرعة :" لا , لكن بكل مرة أنظر لك بها أشعر وكأنني أقف أمام مرآة ! "

أومئ هوشي رأسه إيجاباً أولاً قبل أن ينطق بسرعة وترفع :" قد نشبه بعضنا بالمظهر لكن هذا لا يعني مطلقاً بأنني أشبهك بأي شيء آخر "

إبتسم له بشيء من السخرية وتجاهله كما هي عادته ليشعر الآخر وكأنه على وشك الإنفجار تماماً وهو يردف :" فقط لتعلم أنه شرف عظيم أن تشبهني ! "

أجابه بإختصار :" لا شكراً "

عبس لثوان قبل أن ينطق بتساؤل :" إسمك يوشي ؟"

أومئ له إيجاباً بينما أردف هوشي بملل فهو يحاول فتح حوار مع من أمامه  والآخر إما أن يجيب بكلمة أو يومئ فقط برأسه :" أتعيش بقرية شيزوكا ؟"

نطق بهدوء وهو ينظر من النافذة :" أجل "

ضم يده وهو يتحدث بنبرة حاول جعلها مرحة :" لدي جدة تدعى شيزوكا ! أسرتها أسمتها بذلك لإنهم عاشوا بها بالماضي ! "

هو إلتف ليحدق به قبل أن ينطق :" وهل زرت القرية من قبل ؟"

عبس وهو يجيبه :" لا , فهي ترفض ذلك , الواقع جدتي لا تعرف ما معنى المتعة حتى ! "

أومأ له بإبتسامة وهو يتحدث :" حسناً البعض يفضل المدن على القُرى وبما أنكم أثرياء أظنها تكره القرى حتى "

نطق بقلة حيلة :" أتظنها تُحب أي شيء حقاً ؟ أنا أستغرب إن سمعتها تتحدث أن هنالك شيء ما أعجبها ! بالطبع إن لم تكن تتحدث عن نفسها فقط "

ضحك يوشي بخفة قبل أن يتحدث :" مهلاً لا يجوز أن تتحدث عنها هكذا ! "

تجهمت ملامح وجهه وهو ينطق بتهديد طفولي :" لا تدافع عنها ! أنت حتى لم تتعرف عليها ! أتصدق أنها عاقبتني مرة فقط لإنني وضعت الحليب بعلبة المكياج الخاصة بها ؟"

شهق يوشي بصدمة وهو ينطق :" مهلاً لماذا فعلت ذلك ؟ معها الحق بعقابك ! "

عبس بقوة وهو يجيبه :" الحليب مفيد للبشرة أكثر مما تضعه هي على وجهها ! وفوق كل هذا لم تقتنع بما قلته لها "

لم يمنع يوشي نفسه من الضحك ليشاركه هوشي بعد فترة , عاد ناو ليجدهما مستمتعين معاً ليتحدث :" لطيف أنكما منسجمان فنحن نفكر بجعلكما بذات الخيمة لاحقاً , والآن هيا وصلت الحافلة "

نهض كلاهما من مكانه ليبدل هوشي ثياب المشفى وينطلق بمرح للحافلة وما إن بدأت بالتحرك حتى نطق هوشي بفضول :" ماذا أراد الطبيب منك ؟"

أجابه بحاجب مرفوع :" وما شأنك أنت ؟"

تحدث بإستياء طفولي :" لكنني المريض ! إذاً لابد أنه تحدث عني "

تنهد ناو وهو ينطق :" لم تكن المريض الوحيد أتذكر ؟"

نظر هوشي لشقيقه وهو ينطق بمرح :" إذاً أنت تحتضر ! سعدت بالتعرف عليك قبل موتك "

رمش يوشي وهو يشير  لنفسه بينما نطق ناو من بين ضحكاته :" وكيف توصلت لهذا ؟"

هو نطق بهدوء :" هذا ما يحدث بالأفلام بالعادة ! يأتي الطبيب ليخبر أحدهم أن المريض المسكين يحتضر وهم يكذبون عليه ويخبرونه أنه بخير "

ضحك يوشي مع ناو هذه المرة قبل أن يردف هوشي :" لكن لا بأس لا أظن أن هنالك الكثيرين ممن سيحزن عليك ! أما أنا فسيبكي العالم بأكمله على فقد شخص مذهل مثلي "

توقف يوشي عن الضحك وهو يتحدث بإستياء :" أنت متعجرف "

ضيق عيناه الزمردية وهو ينطق :" أعد ما قلته ! "

أجابه بإستياء شديد :" أنتم الأغنياء جميعاً مجرد متعجرفون بالنهاية "

شهق هوشي وهو ينطق بحنق :" ماذا ؟ كيف لك أن تقول هذا ببساطة !؟ "

بقي ناو يحدق بهما وهو حقاً لا يفهم كيف تحول الأمر لشجار حقيقي بينهما , إلا أنه نطق بإبتسامة هادئة :" لا يا صغيري , ليس الجميع متشابهون , لا يمكنك أن تحكم على الجميع ! "

أشاح يوشي بوجهه قليلاً بينما أراد هوشي التحدث لولا أن الآخر نزل من الحافلة فور وصولهم دون أن يعطيه فرصة لينطق حرف حتى مما جعل هوشي يتمتم بشر :" هذا المزعج عليه أن يندم ! "

نطق ناو بهدوء :" ربما تكون تجربة سيئة مع أحد الأغنياء لذا إنسى الأمر فقط"

أجابه بإنزعاج :" لكن هذا لن يعطيه الحق للتحدث عنا جميعاً هكذا ! أبي ليس كذلك "

قطب ناو حاجباه وهو يتحدث :" متى قال أي شيء عن والدك ؟"

أجابه بينما يسير للخارج :" لقد جمع كل الأغنياء بعبارته , لذا هو سيرقص مع البقية بعد أن كدت أستثنيه من مقلبي "

لم ينطق ناو بأي حرف فهو أكثر من مدرك أن لا فائدة بالحديث مع هذا الطفل .

************

  في المساء تحديداً بموعد النوم خرج المعلمون لتفقد الطلاب بحيث كانت أصواتهم مرتفعة نسبياً ليجدوا أنهم جميعاً يتحركون بعشوائية شديدة وهم يحاولون حك أجسادهم بقوة لينطق ناو بإستياء :" لقد فعلها حقاً "

رمش هارو عدة مرات وهو يهتف بصدمة :" لا تقل لي أن طالبك هو السبب ؟"

إبتسم ناو بقلة حيلة وهو يومئ إيجاباً بينما ينطق :" جد علاجاً له إن إستطعت ! "

وبخيمة هوشي التي أصبحت له بعد رحيل البقية دخل يوشي إليه ليقف بكل ثقة أمامه بينما نهض هوشي بصدمة وهو ينطق :" مهلاً لحظة ؟ هذه ليست البيجامة التي وضعت بها خلطتي السرية ! "

أجابه بثقة :" مع الأسف لستً ممن تنطلي عليهم الخدع كهذه "

تحدث برعب :" هل إكتشف البقية ذلك ؟"

أجابه بإبتسامة هادئة :" لا , الجميع بالخارج يرقص كالحمقى كما وصفتهم ! "

تنفس بإرتياح شديد قبل أن يعبس مرة أخرى وهو يتحدث :" تبقى أنت فقط "

أجابه مرة أخرى لكن بشيء من البرود :" لن تنجح بذلك مطلقاً "

أراد الإجابة لولا صوت ناو الذي نطق بكل ذرة غضب يمتلكها :" هوشي تداشي بحق الإله فقط توقف عن هذا "

أراد أن يجيبه إلا أن هارو نطق بشيء من اللطف :" صغيري هوشي أيمكنك أن لا تكرر هذا مرة أخرى ؟"

أجابه هوشي بإستياء طفولي :" أكره أن أخيب ظنك لكن قبل أن أوقع يوشي بإحدى مقالبي لن أتوقف مطلقاً "

أجابه يوشي بسخرية :" تابع الحلم "

نطق المعلمان معاً بحزم :" إياكما والشجار "

أومئ يوشي لهما بينما إنحنى بخفة ليغادر , بينما نطق هوشي :" مجنون "

نظر ناو له بهدوء وهو يتحدث :" إذا هل يمكنك أن تكون مجنون مثله من فضلك ؟"

أجابه بسرعة :" لا بالتأكيد , هذا فظيع ! "

ضحك هارو بخفة شديدة وهو يسحب ناو معه للخارج لتنتهي الليلة الثانية لهم بالمخيم بسلام نسبي .

~ نهاية الفصل ~

قراءة ممتعة

توقعاتكم ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top