الفصل السابع


حل الصباح لينهض الأطفال بنشاط مستعدين ليوم جديد و نشاطات تثير حماسهم و بشدة ، ومعهم نهض يوشي من نومه بنشاطه المعتاد ليبدل ثيابه بعد أن إغتسل و يغادر خيمته بهدوء محاولاً تجنب الجميع فهو لا رغبة له بشجار آخر مع أي أحد !

تذكر حديثه مع هوشي و شجارهما وهو يفكر إن كان قد تسرع بالحكم عليه ، فهو كان يتحدث معه بعفوية وليس بتكبر كما يفعل كيجي و الأغنياء الذين قابلهم بالقرية !

إعترض طريقه كيجي وشقيقه الأكبر لينطق الثاني بهدوء :" يوشي سمعت بأن أحد طلاب العاصمة قد تشاجر معك و تسبب بإيذائك "

تطله يوشي له بصمت وهو لا يفهم ما يريدانه حقاً منه !

نطق كيجي لكسر الصمت :" أنت إبن قريتنا ، و دميتنا نحن ! لن نسمح لأي أحد بإيذاء دميتنا سوانا "
تململ يوشي بمكانه وهو يتحدث :" أفضل أن يتم إيذائي من المهرجين أمثال هوشي على أن تكونوا أنتم السبب ! "

نطق كيجي بحنق :" لا تظن أنه ولمجرد أن والدتك تخلت عن العمل لدينا أنك أصبحت أعلى شأناً ! لازال يمكننا تحطيمكم بسهولة "

كز على أسنانه بحنق و قرر تجاهله و إكمال سيره فقط ليوقفه الأكبر وهو يتحدث :" أعدك ستندم على هذه الجرأة التي تمتلكها "

تنفس بعمق لينطق ببرود :" أن كنت قد إنتهيت فأغرب الآن عن وجهي لقد مللت بالفعل منكما "

إتسعت عينا الأكبر بصدمة بينما غضب كيجي أكثر فهو يفقد دميته المطيعة !

كاد أحدهما أن ينقض عليه لولا اليد التي سحبت يوشي ليقف أمامه وهو يكتف يديه بينما ينطق :" هل يمكنكما الإبتعاد عن طريقه بهدوء لإنني بإنتظاره منذ فترة ! "

رمقه يوشي بشيء من الغيظ بينما تحدث كيجي بإنزعاج :" إبتعد أنت ! "

نطق هوشي بحنق :" لماذا علي فعل ذلك ؟! ماذا تريدان منه بكل حال ؟ "

كاد أن ينطق كيجي مجدداً لولا يد يوشي التي أمسكت بهوشي و أجبرته على السير مُبتعداً عنهما ليتحدث شقيقه بهدوء :" يوشي هيتومي أعدك ستدفع الثمن الليلة وغالياً جداً لتعلم مكانتك أيها الجرذ "

تجاهله يوشي بينما أراد هوشي العودة و الرد عليه لولا أن الأول نطق بإنزعاج شديد :" لا تتدخل ! ثم ماذا تريد أنت مني ؟ "

توقف كلاهما أمام بحيرة بغاية الجمال ليجلس هوشي على حافة الجسر بينما وقف يوشي بالقرب منه ، نطق الأول بمرح :" أردت القيام بمقلب جديد عليك لكنني وجدتك تتشاجر معهم ! فقررت أنهما من يستحقان المقلب لا أنت "

رمش يوشي عدة مرات وهو لا يفهم عن أي مقلب يتحدث حقاً حتى فجأة سمع صوت صراخ كيجي و شقيقه وأصوات نباح لعدة كلاب ، إلتفت للخلف برعب وهو يراهما يجريان بسرعة بينما كلاب الحراسة تتبعهما بإصرار .

نظر لهوشي الذي كان يضحك على منظرهما لينطق بتوتر :" ماذا إن حدث لهما مكروه ؟ "

أجابه بمرح :" لا تقلق لن يحدث ذلك ! لقد أطعمتهم مع الحرس للتو و أيضاً الحارس قال أنه يريد رؤية إن كانوا قادرين على الإمساك بالسارقين كنوع من التدريب ! "

إبتلع يوشي رمقه بينما غمز توأمه له وهو يردف :" لذا أخذت وشاح الحارس و ربطته بالشقيقان من الخلف وأنتم تتحدثون "

نطق يوشي بدهشة :" كيف تخطر مثل هذه الأفكار بعقلك ؟ "

قطب حاجباه أكثر ليتحدث وقد أدرك ما هو أهم :" وهل كنت تنوي فعل هذا بي ؟ "

ضحك هوشي بمرح وهو يبعثر شعره :" لقد نجوت بسببهما ! "

إقترب منه ليعبث بخديه وهو يردف بإبتسامة واسعة :" لكنني أدرك لما يلقبانك بالدمية أنت لطيف للغاية "

عبس يوشي وهو يبعده عنه بقوة وقد أشاح بوجهه عنه ، حدق هوشي بمياه البحيرة لينطق بحماس :" ما رأيك بالقفز و التسابق لمن سيصل للضفة الأخرى منها ؟ "

شهق يوشي برعب و تراجع للخلف بقوة بينما يتحدث :" لا مُستحيل ! لن أفعل ذلك مُطلقاً "

أجابه بحيرة :" لماذا شحب وجهك ؟ أتخاف من المياه لهذه الدرجة ؟ "

هو أومأ إيجاباً بينما يتحدث :" أخاف منها وللغاية ! "
أومئ هوشي برأسه ليمسك بيده و يبتعدا عن البحيرة وبينما هما يسيران بالأرجاء لمحا كيجي و شقيقه وقد أسقطتهما الكلاب أرضاً والحرس حولهم حيث أخذوا الوشاح منهما !

ضحك هوشي بمرح على مظهرهما بينما إبتسم يوشي بخفة وهو يشعر بسعادة لا يعلم مصدرها للآن .

********

أغلق آيكو هاتفه النقال وملامح الغضب تحتل تقاسيم وجهه بالكامل !

نهض من مقعده الجلدي الفاخر ليغادر المكتب بسرعة شديدة و يتجه نحو إحدى المنازل الراقية بأحد الأحياء القريبة من قصره ، هو لم يهتم لصورته العامة كرجل أعمال فما يحركه حالياً هي مشاعره كأب !

دخل لغرفة الضيوف ليجد والدا ساتورو و الطفلين الآخران مع أسرهم بإنتظاره ، لم يهتم لأنهم أطفال بل حدق بهم بنظرات حادة أخافتهم و جعلتهم يتراجعون للإختباء خلف أسرهم !

إبتسم بسخرية فلو أنهم أكبر قليلاً فقط لما إنتظر ثانية واحدة حتى لتلقينهم درس لن ينسوه .

تقدم والدا ساتورو لينطق بهدوء حذر :" سيد تداشي نحن هنا لنناقش التعويض المطلوب عما فعله أبنائنا "

أجابه بصوت غليظ أرعب الأطفال أكثر :" تعويض ! "
كز على أسنانه بينما أخرج هاتفه ليتصل على شخص ما عدة ثوان وأجاب الطرف الآخر بشيء من المرح :" مرحباً أبي ، هل إشتقت لي بهذه السرعة ؟ "

هدأت أنفاسه قليلاً وهو يشعر أن لا ألم بصوت صغيره ليتحدث بخفة :" أنا بالطبع إشتقت لك ، أخبرني هل أنت بخير ؟ "

أجابه هوشي بمرحه المعتاد :" أجل بخير تماماً ، تعلم لقد قمت بالمساعدة بتدريب كلاب الحراسة اليوم "

رمش عدة مرات قبل أن يتحدث بقلق :" لكن صغيري ألن تتأذى ؟ "

أومأ هوشي سلباً وكأن والده قادر على رؤيته وهو يجيبه :" لا هي اليفة تماماً "

تنهد وهو ينطق :" أخبرني طفلي هل تشعر بالألم بسبب ما فعله لك أولائك الحمقى ! "

عبس بقوة وهو ينطق :" ومن أخبرك بذلك ؟ يمكنني تدبر أمري معهم ! لا تهتم فأنا بخير حقاً يا أبي "

تنفس بعمق فهو قد وصلته التقارير الطبية والتي أشارت أن صغيره بخير ولكنه أراد التأكد فقط من أن نفسيته على ما يرام و لم تتأثر بالتنمر الذي تعرض له .

خرج من أفكاره على صوت صغيره الذي نطق مجدداً :" أبي ؟ "

إبتسم قليلاً وهو يجيبه :" أنا هنا يا صغيري لا تقلق ، حسناً تذكر جيداً أخبرني بكل ما يحدث معك ووالدك سيساعدك حسناً ؟ "

اجابه بمرح شديد :" أمرك ! ومن ثم تعلم لدي صديق يساعدني وهو من أبعدهم عني "

إتسعت إبتسامة آيكو فأخيراً صغيره لديه صديق ما ، نطق بإبتسامته الواسعة :" حسناً إذاً بلغ سلامي له و إستمتع بوقتك "

أغلق الخط بعدها ليعيد ملامح وجهه الحادة وهو ينظر لمن أمامه ليمسك بياقة قميص والد ساتورو وهو ينطق بحدة :" قلت تعويض صحيح ؟ هل تعلم أنه لو وجدت أن هناك بحة ألم جسدي أو نفسي بصوته لما أكتفيت من مسح الكرة الأرضية بكم وبأبنائكم ! "

ألقاه بعيداً لينظر للجميع وهو ينطق :" لا تعاون بين شركاتنا بعد الآن ، وأقسم لو أن أحد صغاركم حاول الإقتراب من طفلي مرة أخرى سأتأكد من جعلكم بالحضيض "

هو غادر بعدها ذلك المنزل بحنق ، هو يعلم تماماً أن صغيره كالزجاج ويخشى عليه من الإنكسار ، يدرك بأنه مجرد طفل يحاول إثبات نفسه حتى لا يتم إزعاجه و التنمر عليه ، لذا هو حقاً قلق و للغاية على نفسية طفله بسبب التنمر أكثر من قلقه على الإصابات الجسدية .

*******

هو توردت وجنتيه بينما ينطق بهدوء :" لماذا أخبرت والدك أنني صديق لك ؟ "

إلتفت له وهو يتحدث بتفاخر :" فقط لتعلم هذا شرف عظيم لك "

تجهمت تقاطيع وجهه وهو ينطق :" ألست من قال أن لا أحد سيحزن إن مت أنا ؟ "

أجابه بمرح :" بل قلت مقارنة بي ! أي أن أعداد من سيحزنون لأجلي أضعاف مضاعفة ممن سيحزن لك "

تنهد بملل وهو يتحدث :" حسناً ، بكل حال سأعود لخيمتي حالياً ، آراك لاحقاً "

بعدها بوقت قصير حيث إجتمع الطلاب للبدء بالمسابقات اليومية ، نطق ناو بمرح :" إذاً من يرغب بالإشتراك بفاعليات اليوم ؟ "

تعالت هتافات الطلاب المتحمسة بينما حدق هوشي بالجميع بحثاً عن يوشي و عبس عندما لم يعثر عليه .

لفت إنتباهه الحديث بين معلمه ناو و معلم صديقه الجديد حيث تحدث الأول :" ألن يأتي يوشي للمشاركة ؟ "

تنهد هارو بتعب وهو يتحدث :" لا أظن هو يفضل العزلة لذا على الأغلب سيبقى بخيمته "

تقدم منهما ليتحدث بإنزعاج شديد :" و هل أتى للرحلة للبقاء بخيمته ؟ "

نطق ناو بسرعة :" مهلاً هوشي لا تتدخل أنت ! "

لم يستمع هوشي لمعلمه و أكمل سيره بسرعة للخيمة حيث يجلس شقيقه ، دخل ليجده يمسك بكتاب ما و منغمس بقرائته إلى درجة أنه لم ينتبه لوجوده حتى !

هو تقدم بكل إنزعاج منه ليخطف الكتاب من بين يديه بينما يتحدث بحنق :" ماذا تفعل هنا ؟"

حول يوشي نظراته للخيمة قبل أن ينطق بتهكم :" أظن أنها خيمتي صحيح ؟"

أجابه بكل ضجر :" تعلم أنني لا أقصد هذا ! هل أتيت للجلوس هنا وحسب ؟"

أعاد كتابه من بين يدي الواقف أمامه بينما يتحدث بهدوء :" لا رغبة لدي بالمشاركة بذلك ! "

عبس بخفة بينما يتحدث بإستياء :" وهل أنت ستقضي كل يومك هنا ؟ ألا تجيد الإستمتاع بوقتك ؟ "

أجابه بشيء من البرود :" لا علاقة لك بالأمر "

حدق به بحنق ، فهو يذكره بساتورو وإن لم يكن مثله ! لما لا يجيد الإستمتاع بوقته ويحبس نفسه هكذا ؟ هذا الأمر يزعجه وللغاية ، هل عليه التدخل بطريقته الخاصة ؟ إبتسم بسعادة عندما خطرت بباله فكرة مذهلة ليغادر المكان بصمت أثار ريبة يوشي إلا أنه نطق بهدوء :" لماذا يتدخل بما لا يعنيه ؟"

راقب هارو خطوات هوشي الخائبة لينطق بإبتسامة خافتة :" لم تتمكن من إقناعه صحيح ؟ "

إبتسم بمرح شديد وهو يجيبه :" لا تقلق ، أنا لا أستسلم بسهولة مطلقاً !"

ضحك هارو بخفة وهو يتمنى حقاً أن يتمكن هوشي من إخراج تلميذه من وحدته .

بالبداية بدأت الفاعليات بمسابقات رياضية كالجري و البحث عن الأعلام بأماكن متفرقة من الغابة ، هوشي توجه بالبحث بمكان قريب من خيمة يوشي و ما إن إقترب قليلاً منها حتى صرخ بألم شديد أجاد تمثيله ليخرج شقيقه من خيمته وهو ينطق بقلق :" ماذا حدث لك يا مغفل ؟ هل أنت بخير؟"

هو بالكاد تمالك نفسه من كشف خطته و تحطيمه بسبب كلمة مغفل بل أكمل تمثيله ببراعة :" هذا مؤلم للغاية "

حدق به بقلق ليتحدث وهو يتفقده :" ماذا يحدث لك ؟ ماذا يؤلمك ؟ "

ناو وهارو توجها للمكان بسبب صراخ هوشي ، حاول يوشي الإمساك بيده ليساعده على النهوض إلا أنه شهق بألم وتراجع للخلف وهو يشد على يده بألم ، إستقام هوشي وهو يضحك بخفة بينما ينطق :" كم أنت لطيف للقلق علي ! وأخيراً سقطت بالفخ "
حدق يوشي به بسخط عندما فتح يده وأظهر آلة صغيرة للصعق ليتحدث بإستياء :" لماذا فعلت هذا ؟"

أجابه بمرح غير مدرك أن معلمه على وشك الإنفجار من خلفه :" لسببين الأول أنني أرفض وبشدة أن يتواجد شخص ما لا يقع بمقالبي ! و الثاني لإنك تحبس نفسك كالعجائز بخيمتك مع كتاب ما لقرائته ! "

صمت قليلاً ليردف :" مع العلم أنها إهانة لجداي لإنهما أكثر نشاطاً منك ، جدي دائماً مستعد للمرح وجدتي لا تتوقف عن الذهاب للحفلات !"

رمقه بذات الإستياء فهو لو مهما حاول لن يتمكن من عقد صداقات بسبب كونه لا يجيد المرح أو الإستمتاع بوقته ، فهو وبطبيعته هادئ و لا يمكنه فقط التفكير كمن هم بعمره ، ومن يلومه على هذا حقاً ؟ حياته لم تكن لتسمح له بأي حال من الأحوال أن يتصرف بعشوائية و إلا لتسبب لنفسه وأمه بالمشاكل وهذا ما لا يريده الصغير .

إستيقظ من شتات أفكاره على يد هوشي التي أمسكته وهو يتحدث بإبتسامة مشرقة :" كن معي بفريق واحد ! سأعلمك أن تستمتع بوقتك جيداً "

لم يستطع الإنكار أنه متشوق وللغاية ليجرب أن يلعب كأي طفل بعمره لذا هو أومئ له بهدوء ليسعد هوشي ويمسكه من يده بخفة ليغادروا تحت مراقبة المعلمين المبتسمين ، نطق ناو بكل هدوء :" لم أكن لأصدق أن هوشي قد يساعد أحدهم ! و بمقلب أيضاً "
ضحك هارو بخفة بسبب ملامح وجه ناو وهو ينطق بجملته الأخيرة ليتحدث :" لكل طفل أسلوبه بالتعامل مع المشاكل ! وربما أكثر من يستطيع التقارب هم المختلفين بالطباع "

نطق ناو بجد :" لا أظن أن الأمر بهذه السهولة ! لكن ألم تلاحظ الشبه العظيم بينهما ؟ وأيضاً تقارب الأسماء "

حدق به هارو قليلاً ليتحدث :" ماذا تقصد ؟"

أجابه ناو بذات نبرته السابقة :" السيد آيكو تلاشي إنفصل عن زوجته بعد أن أنجبت توأم ومنذ إنفصالهما توأم هوشي لم يعد أحد يذكره سوى بالمقابلات التي يسعى أصحابها لإزعاج السيد فقط "

نظر هارو للطريق الذي سلكه الصغيران ، هو لا يستبعد ما يقوله ناو لكن لا شأن لهما ببساطة بالتدخل وكشف الأمر ، لكن هذا جيد إن كان صحيحاً فهذه المقابلة ستحفر بذاكرتها مما يعني أنه حتى لو عرفا الأمر بسن متأخر سيذكران أنهما كانا صديقا طفولة ولن يصعب تقبلهم للأمر .

*******
إنتهى ذلك النهار أخيراً وأسدل الليل ستاره لينعم الأطفال بالراحة بعد ذلك النهار المتعب والذي قضوه بالمرح واللعب ، يوشي فقط لم يعد لخيمته بل جلس أمام البحيرة وهو يتأملها بشيء من السعادة ، اليوم للمرة الأولى هو وجد من يشاركه اللعب و لم يغضب عليه لإنهم خسروا بسببه بل أخبره بأنه سيكون أفضل بالمرات القادمة .

إلتفت للخلف بعد سماعه لصوت خطوات تقترب منه ظناً أنه هوشي بحيث أخبره أنه لم يستطع النوم سيأتي لإزعاجه ، لكن خابت ظنونه عندما ظهر كل من كيجي وشقيقه الأكبر لينهض و يقرر مغادرة المكان حتى لا يتعرض لمشاكل هو في غنى عنها .

ومع الأسف لا تجري الرياح بما تشتهيه أنفسنا و إنما هما إعترضا طريقه ليتحدث الأكبر منهما بكل سخرية :" إلى أين ؟ هل تكرهنا لهذه الدرجة ؟!"

تنهد قبل أن يتحدث بهدوء :" لا أريد الدخول بشجار ما ! لذا هل يمكنكما فقط الإبتعاد عني ؟"

رفع كيجي أحد حاجبيه وهو ينطق بإنزعاج :" ليس قبل أن تعتذر وتعود لدمية مطيعة ! "

أجابه بإستياء :" لست دمية لأحد ! "

تحدث الأكبر وهو يتقدم منه :" إذاً هذه الدمية بحاجة لعقاب لتعرف من تكون تماماً "

تراجع يوشي برعب حتى إصطدم بسور الجسر الذي يقفون عليه لتتسع إبتسامة الأكبر بينما يتحدث :" ما رأيك لسباحة متأخرة ؟ أظن أن إصابتك بالحمى شيء جيد لتعلم من تكون "

أراد أن يجيبه لولا أنه حمله وألقاه من أعلى الجسر ليتحدث بصوت مرتفع :" سباحة موفقة "

ثم أمسك بيد شقيقه ليغادر المكان بحجة أن البحيرة ليست عميقة ويمكنه السباحة بمفرده .

ومن جهة يوشي هو كان يصارع بإستماتة شديدة ليبقي رأسه خارج المياه بينما يصرخ بكلمة النجدة بكل رعب و دموعه تنهمر بغزارة شديدة ، هو حتى لم يشعر ببرودة المياه بسبب خوفه ، لطالما شكلت المياه رعب له ، لا يمكنه النجاة ولن يجده أي أحد لذا بدأ بالبكاء بصمت وقد قرر الإستسلام لمصيره فقط و التوقف عن المحاولة التي لا طائل منها .

**********
نهضت من مكانها لتتوجه لغرفة صغيرها ونبضات قلبها مضطربة ، هي حتى لا تعرف السبب أهي متوترة بسبب إقتراب موعد الإفتتاح أم أن مديرها هو من يزعجها ؟ لكن ضربات قلبها قادت أفكارها لإتجاه آخر تماماً وهي عن صغيرها !

تشعر بالقلق الشديد عليه و لا تدرك ماذا عليها أن تفعل لتطمأن عليه فهو لا هاتف لديه ، ولا يمكنها الإتصال بمعلمه بوقت متأخر لأجل شعور سيّء يراودها فقط

.**************************

جلس على المائدة وأفكاره فقط بإتجاه منافسه الذي يتحداه بسبب فرعه الجديد بالقرية ، ليس وكأنه سيسمح لذلك الفرع بالنجاح حتى لو إضطر هو للتدخل شخصياً و إفساده بطريقة ما !

فكر أولاً بجمع المعلومات عن الفرع ولهذه الغاية هو سيعقد إجتماع طارئ بالغد صباحاً .

إستيقظ من أفكاره على صوت والده الذي نطق بشروط :" تناول القليل من الطعام آيكو وتوقف عن الغرق بأفكارك "

إبتسم بهدوء وهو يومئ إيجاباً ليتناول طعامه بينما تحدث والده بملل :" متى سيعود حفيدي لقد إشتقت له حقاً !؟ "

تحدث آيكو بهدوء وهو يفكر بطفله ليتحدث :" وأنا أيضاً إشتقت له كثيراً "

************
هو عبس عندما لم يعثر عليه بخيمته ليتوجه نحو الجسر الذي جلسا عليه صباحاً ، حدق بالأرجاء قليلاً لكنه لم يعثر عليه مطلقاً ، ناداه عدة مرات دون أن يتلقى أي إجابة منه ، لفت إنتباهه حركة خافتة للغاية بالمياه بالأسفل لثانية فقط قبل أن تختفي ، هو شهق برعب متذكراً ردة فعل يوشي عندما عرض عليه السباحة ليخلع قميصه ويلقي بجسده للأسفل بسرعة بعد أن أشعل بعض الألعاب النارية التي كان يريد جعلها مقلب لكنه الآن يتمنى أن توقظهم لاسيما إن كان تفكيره صحيحاً .

إستيقظ بعض المعلمين بسبب الألعاب النارية و تحركوا للموقع لرؤية من أشعلها ولماذا ، بينما كان ناو واثق بأن تلميذه هو الفاعل .

غاص هوشي للأسفل عندما لمح جسده ليرفعه بصعوبة شديدة ويتأكد من إخراج رأسه من الماء ومن ثم بدأ بمحاولة السباحة للضفة ، شهق هارو برعب وهو يراهما ليتقدم هو ونار بسرعة لإخراجهما من البحيرة ونقلهما للمشفى بأسرع وقت لاسيما يوشي الذي كان فاقد للوعي ووجه أزرق بشدة .

~ نهاية الفصل ~
قراءة ممتعة 😢

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top