الفصل الخامس

في صباح اليوم التالي إستيقظ هوشي من نومه بمفرده وهو غسل وجهه بكل هدوء وإرتدى ثيابه المدرسية بينما ملامح العبوس تزين وجهه ، نزل للأسفل بينما ينطق بإنزعاج :" إلى اللقاء "

نظر آيكو له بإستنكار ليتحدث:" ألن تتناول فطورك ؟"

أجابه بسرعة وهو يغادر :" لا شكراً ، لا أريد "

نظر سوزوكا لأبنه وهو يتحدث بأسى :" أبنك لم يتناول الطعام مُنذ أن عاد من مدرسته أمس "

توسعت عيناه بينما يجيبه بسرعة :" أتعني أنه لم يتناول أي شيء إلا وجبة الفطور أمس ؟ "

أومئ له سوزوكا دون أن يتحدث لينطق آيكو بإنزعاج :" ولماذا لم تخبرني بذلك قبل أن يذهب ؟"

حرك كتفيه بلا إهتمام وهو يجيب :" أنت لا تريد مني أن أقوم بإعطائك محاضرات أتذكر ؟"

زفر آيكو بإنزعاج ثم توجه إلى حقيبته لكي يهم بالخروج إلى العمل ، وقبل رحيله ظهرت والدته التي نطقت بإبتسامة :" آيكو هل فكرت بلأمر يا عزيزي ؟"

زمجر بغضب :" أمي كفى ! "

تحدثت على عجل :" إنسى أمر إحضار يوشي إلى هنا إبحث عن زوجة تقوم بخدمتك وإسعادك
ثم أحضر يوشي "

غادر آيكو المنزل وأغلق الباب خلفه بقوة شديدة متجاهلاً الرد عليها حتى ، هو صعد إلى سيارته بينما يتمتم بعبارات غير مترابطة بكل حنق :" تزوج , أحضر ابنك منها , لا تقم بعقابه فهو طفل , إبنك يحضر أسوء العلامات دائماً , إبنك لا يفعل شيئاً سوى المقالب , العميل يريد أن ينجز العمل
بسرعة أو سحب مساعدته , هل يرون أنني آلة مثلا ؟ لا يمكنني القيام بكل هذه الأمور
إنهم مزعجون للغاية ! "

هو وضع رأسه على المقود بينما يتحدث :" فقط يوم إجازة واحد من كل هذا "

رفع رأسه وقام بتشغيل سيارته لكي ينطلق إلى عمله وتلك الأفكار لازالت تطارده بلا رحمة :" لم يتناول الطعام منذ الأمس , يا إلهي سأجن من هذا الفتى لماذا لا يشعر بأنني إنسان أيضا ويمكن أن أخطأ حتى لو ظلمته مرة أو أخطأت بحقه , كم مرة أخطأ هو بحقي ولم أفعل له أي شيء تباً "

***********
إستيقظ مبكراً كعادته لكن تقاسيم وجهه كانت تحمل خيبة أمل شديدة ، هو لم يرد التوقف عن العمل و لا أن تغضب والدته منه !

لم يقصد جعلها تغضب حقاً ، هو لا يذكر أنه تشاجر معها بالماضي هكذا و لا لمرة واحدة لذا يشعر بالخجل الشديد من مواجهتها الآن .

شعر بدموعه تتساقط على وجنتيه بخفة ، إلا أنه مسحها بسرعة فهو حقاً إكتفى من البكاء ، يشعر بأنه يتألم بطريقة مضاعفة وكأن هنالك ألم مجهول يضغط على أنفاسه وقلبه .

حاول تناسي الأمر باللحظة التي أطلت والدته بها للغرفة و أخفض رأسه ، هي جلست بجواره بهدوء قبل أن تحمله بخفة و تضعه على قدميها ليتشبث بها بقوة .

قبلته على وجنته مكان الصفعة بينما تتحدث بهدوء :" يوشي هل تعلم يا صغيري ماذا سيحدث لو أنه تم القبض عليك ؟ "

هو نظر لها ببراءة بينما يومئ سلباً لتتحدث بعد أن تنهدت :" هم كانوا سيبعدوني عنك ! أتفهم ذلك ؟ "

هو نظر له بخوف شديد  لتضمه هي أكثر بينما تكمل :" آسفة لصفعك يا طفلي لكن أنا والدتك ! لا تكن كتوماً لهذه الدرجة أخبرني بما يزعجك "

هو نطق بينما دموعه تهدد بالإنفجار :" لا أستطيع ! أقسم أنني لن أستطيع فعلها يا أمي ، أحاول ذلك لكن فقط لا يمكنني "

هي ضمته أكثر بينما تغمض عيناها فصوته المخنوق يؤكد لها أنه يحاول وبكل جهده أن يتغير لكن الأمر لن يتم بسهولة ، وهو بهذا يرث طبع والده الذي لم يكن ليشكوا لأحد ما يعانيه إلا عندما ينهار تماماً .

نطقت بهدوء و شيء من الإكراه :" لدي دعوة للعمل بشركة ما ، هي ستفتتح فرع لها هنا بالقرية و صاحبها يريد مني أن أكون منسقة للأفرع ، و مسؤولة عن الإفتتاح ، أنا سأقبل بهذه الوظيفة والمقابل أنت ستذهب للمخيم الصيفي موافق ؟ "

نظر لها بهدوء ليتحدث :" هل العمل بها مرهق لك ؟ لما لا تبدين راضية عن ذلك ؟ "

إبتسم وتهي تبعثر خصلات شعره الشقراء الناعمة لتتحدث :" لا تقلق على والدتك أبداً فهي قوية أكثر مما تبدوا "

إبتسم بالمقابل ليقبلها على خدها وينهض ليستحم ويغادر للمدرسة ، لكن لازال هناك شعور ما يزعجه و لا يعلم السبب أبداً .

************
بمدرسة الأثرياء توقف ناو عن الشرح وهو يراقب هوشي الشاحب بشدة ليتحدث بقلق:" هوشي هل أنت بخير ؟"

نظر له المعني بنظرات خالية من مرحها المعتاد وهو يجيبه:" أجل معلمي بخير "

نظراته الفارغة و نبرته الهادئة أزعجت معلمه أكثر والذي شعر أن الصغير ليس بخير لينطق: يمكنك العودة إلى منزلك إن لم تكن بخير "

قطب هوشي حاجباه بسرعة وهو يتحدث :" لا , لا أريد أنا بخير "

تنهد ناو بعجز قبل أن يتحدث :" حسنا كما ترغب , لماذا لا تأتي وتشاركنا الحل ؟ "

حرك رأسه سلباً وهو يحدق بالنافذة ، صحيح أنهم إنتهوا من المواد وأن الإمتحانات بدأت بالفعل إلا أن الإدارة تقوم بجعل المعلمين يعطون حصص إضافية للطلبة الراغبين بذلك ، وعلى غير المعتاد هوشي حضر تلك الحصص المملة .

ناو لم يعجبه هدوئه لذا أراد إجباره على النهوض و المشاركة لينطق بإستياء :" هيا تعال أو أنقصتك علامتان من الإمتحان النهائي "

ولو أن الصغير بحال جيدة حقاً لتجاهله أو ضحك بصخب ، لكنه يشعر بالدوار الشديد و الإرهاق لذا أجاب بإقتضاب :" حسناً "

نهض من مقعده و إتجه للوح الألكتروني لحل المسألة لكن طاقته لم تسعفه ليبقى على قدميه طويلاً بل هوى بقوة أرضاً .

إتسعت عينا ناو الذي إنطلق بكل رعب وهو يحمل الصغير بين يديه بينما يناديه :" هوشي , هل أنت بخير ؟ هوشي إستيقظ هيا أرجوك ! "

هو طلب من البقية أن يبقوا بأماكنهم بينما حمله ليتجه لغرفة العيادة بالمدرسة ومن ثم إنطلق لغرفة المدير لإبلاغه عما حدث .

هو دخل بسرعة دون أن ينتبه لوجود آيكو بالغرفة بينما ينطق بتوتر :" أريد أن تتصل بأسرة الطالب هوشي تداشي "

نظر المدير له بشيء من الحيرة بينما نهض آيكو من مقعده وهو يتحدث بقلق شديد :" هل طفلي بخير ؟"

نطق ناو وقد تمالك نفسه قليلاً :" لقد فقد وعيه وهو الآن بغرفة التمريض "

ركض آيكو بسرعة وهو يشعر بندم فظيع يجتاحه ، هو مجرد مغفل ضعيف لا يستحق أن يلقب بوالد حتى ، عليه تحمل كل الصغوطات بفم صامت تماماً ، لماذا دائماً ما يفرغ إستيائه بطفله ؟

أهو أحمق ؟ أم ينوي أن يفقده ؟ كم مرة حاول بها إغلاق فمه عن الحديث و عدم الصراخ عليه ؟ ما ذنبه إن كانت الشركة تنهار ببطئ لسبب هو للآن لا يعرفه ؟ أو أن كانت والدته تضغط عليه ؟ صغيره لا ذنب له ! هو البالغ الذي عليه تحمل مسؤوليته بالكامل .

دخل لغرفة التمريض ونظر لصغيره الذي كان مستلقياً على السرير بينما هناك تقطيبة خفيفة بحاجبيه بسبب الإبرة التي إخترقت جلده ، شعر بأنه يرغب بالبكاء حقاً وهو يرى وجهه الشاحب كالأموات ، هو لم يبقه معه لتعذيبه هكذا !

تحدثت الممرضة عندما لاحظت وجوده بإبتسامة خفيفة :" هو بخير ، أظنه لم يتناول الطعام جيداً بالفترة الماضية "

تقدم آيكو من صغيره ليقبله على جبينه بخفة قبل أن يعتدل بوقفته و يغادر الغرفة .

بعدها بربع ساعة تقريباً فتح الصغير عبناه الزمريدتان وهو يحدق بالأرجاء بينما يهمس لنفسه :" لما أنا هنا ؟ "

إنتبه معلمه الذي بقي برفقته لإستيقاظه ليبتسم وهو يبعثر شعره بينما يتحدث :" وأخيراً ، لقد قلقنا عليك حقاً "

هو حدق بمعلمه بشيء من الدهشة ليعتدل بجلسته وهو يتحدث :" هل أنت تقلق علي ؟ "

عقد ناو حاجباه وهو يتحدث :" أنت أحد طلابي بالطبع سأقلق عليك ! "

إبتسم هوشي له وهو يتحدث بشيء من المرح :" أنت معلم طيب بالفعل ، سأستثنيك من مقالب العام الجديد "

ضحك ناو بخفة ليردف هوشي بسرعة بتهديد طفولي رآه معلمه لطيفاً :" لكن لا تقم بإزعاجي حتى لا تعود للقائمة ! "

بعثر المعلم خصلات شعره وهو ينطق بهدوء :" جيد أنك عدت لطبيعتك ! "

نظر له هوشي بعدم فهم ليردف بخفة :" منذ شجارك مع ذلك الفتى أنت فقط تغيرت قليلاً "

تجهمت ملامحه الطفولية بينما ينطق :" لإنني لم أقتله صحيح ؟ على الأقل كان علي القيام بمقلب ما عليه ! "

ضحك ناو وهو يجيبه :" تقريباً ، شيء كهذا "

بتلك اللحظة دخل آيكو للغرفة وهو ينطق بإبتسامة :" إستيقظت ! "

نظر هوشي لوالده بتوتر وهو يتحدث :" أبي ! هل أزعجوك بمكتبك ؟ أنا بخير حقاً "

تحدث ناو بإبتسامة هادئة :" السيد تداشي كان بالمدرسة أساساً "

نظر له هوشي بهدوء و من ثم نظر لوالده بتساؤل لينطق بحنان :" أردت فقط إصطحابك للمنزل معي بعد نهاية الإمتحان "

إلتمعت عينا الصغير بالسعادة ، ولكنه بتلك اللحظة إنتبه لما يحمله والده بيده وللرائحة الزكية التي تخرج مما معه ليتحدث :" ماذا معك ؟ رائحته شهية ؟ "

ضحك آيكو بخفة وهو يقدم له العلبة بينما يتحدث :" وجبتك المفضلة يا طفلي حتى تصبح بحال أفضل "

هو أومئ بسعادة وأخذ الطعام من بين ذراعي والده ، الجوع كان قد أخذ منه الكثير من الطاقة و الآن هو سعيد للغاية لإن والده أحضر له الطعام بنفسه بل الواقع هو يرغب أن يحلق من فرط سعادته ، فهو حتى ترك الشركة دون أن يعلم أن مريض ليعيده للمنزل معه .

إبتسم ناو وهو يراقب سعادة تلميذه ليندم حقاً على كل لحظة كره بها هذا الفتى ! هو الآن يبدوا فقط كقط أليف لطيف للغاية .

نظر لوالده ليتحدث :" سيد آيكو أيمكننا مناقشة شيء ما بالخارج ؟ "

أومئ له آيكو إيجاباً بينما يمسح على رأس صغيره بحنان ، ليغادر كلاهما بعدها بثوان للخارج .

تنهد ناو وهو يتحدث :" سيدي أظن أن إبنك تأثر و للغاية بشاجره مع أحد الطلبة بالأمس ، فهو على ما يبدوا أصاب وتر حساس لدى طفلك بذكره لموضوع الوالدة "

أخفض آيكو رأسه إلى الأسفل وشد على قبضة يده ، إذاً صغيره حقاً لم يكن مخطأ هذه المرة ؟

و الآن شعوره بالألم والذنب تضاعف لمراحل شديدة ، ضعفه و عدم قدرته على الوقوف أمام والدته جعل أسرته تعاني تماماً !


أكمل المعلم كلامه بعد أن طال صمت محدثه :" سيد آيكو أردت أن أخبرك بهذا الأمر فقط حتى يكون لديك علم بلأمر  ، وأنا حقا أظن أنك غير قادر على تدبير أمور المنزل والعمل فأنت إنسان لا آلة "

أغمض عيناه بقوة فهو مل من سماع ذات الكلام ! ليعطه أحدهم القليل من النصائح المفيدة بدلاً من إعادة مشكلته على مسامعه وكأنه لا يعلمها ، نطق بنبرة مختنقة :" هلا أخبرت هوشي بأنني قد غادرت وأن السائق سيأتي لإصطحابه عندما ينتهي الدوام "

أنهى جملته ليغادر على عجل .

****************

مر أسبوع كامل من دون أي أحداث تذكر إلا أن الضغوطات تزداد فوق رأس آيكو وقد أصبح عصبياً جداً بسببها ولا يطيق الحديث مع أحد ما , أما بالنسبة لهانا فقد وافقت على عرض الشركة وأصبحت تعمل لديها في محاولة لإنجاح الفرع الجديد وقد قامت بدعاية ضخمة لهذا الفرع الذي سيتم إفتتاحه بعد فترة وحان ذلك اليوم
المنتظر اليوم الذي سيذهب به الصغار للمخيم

********
توقف آيكو أمام الحافلات وهو يمسح على شعر صغيره بهدوء بينما ينطق :" إعتني بنفسك جيداً "

إبتسم هوشي له وهو يجيبه :" سأفعل لذا لا تقلق علي ! لكن أنت أيضاً لا ترهق نفسك كثيراً "

هو رد الإبتسامة بهدوء شديد بينما يتحدث :" حاول أن لا تسبب بالمشاكل "

إبتسم بشقاوة وهو يتحدث :" سأبذل ما بوسعي "

ضحك ناو بخفة وهو يضع يداه على كتفي هوشي بينما يتحدث :" لا تقلق يا سيد آيكو سيكون تحت رعايتي مباشرة "

شكره آيكو بهدوء قبل أن يغادر و يعود لعمله الذي ما عاد يغادر الشركة إلا بعد منتصف الليل

*********
توقفت هانا وهي تتحدث :" سأشتاق لك كثيراً "

ضمها الصغير من فوره وهو يتحدث بإبتسامة :" وأنا أيضاً يا أمي ، إعتني بنفسك جيداً و لا تهملي صحتك مطلقاً "

هي نطقت بحنان :" هذه جملي أنا لك ، توخى الحذر دائماً "

إبتسم له بهدوء شديد قبل أن يقبلها على جبينها و يركض بإتجاه الحافلات المعدة للرحلة .

*********

هوشي تثائب بملل شديد وهو يكرر سؤاله للمرة الألف ربما :" ألم نصل بعد لقد مللت ؟"

نظر ناو له بطرف عينه وهو يجيبه :" لماذا هل أنت راغب بالعمل لهذه الدرجة ؟ "

عبس هوشي وهو ينطق :" أنت بالفعل تكره أن يبقى الآخرون على علاقة سلمية معك صحيح ؟ "

ضحك بخفة وهو ينطق :" إذاً هل أنا عدت لقائمتك السوداء ؟ "

إستاء من ضحكه و الذي إعتبره سخرية شديدة لتتجهم ملامح وجهه وهو ينطق بشر :" أجل "

نظر لملامح وجهه التي كانت لطيفة من وجهة نظره و لنبرة صوته التي حملت الكثير من الشر له ليتحدث مقاوماً رغبته بالضحك :" أبعد هذه الملامح يا صغيري لا داعي للحقد "

ضحك هوشي بخفة على كلمات معلمه ومن ثم عاد للنظر من النافذة .

************************

وبالرحلة الخاصة بطلاب القرية نهض معلم فصل يوشي وهو ينطق بحماس للأطفال :" هيا لقد وصلنا "
تعالت هتفاتهم السعيدة و المتحمسة لبدأ رحلتهم و أخيراً .

هو نطق بإبتسامة :" إذاً لتنقسموا لمجموعات حتى تنصب كل مجموعة خيمتها ! "

عاد الهتاف لهم لإنهم سيختارون أصدقائهم للبقاء معهم عكس ما ظنوه وهو ترتيبهم عشوائياً .

نزلوا من الحافلة المخصصة لهم وقد بدأ كل فريق بالتشكل و العمل إلا يوشي الذي وقف على بعد عنهم بهدوء ، هو لا يجيد الإختلاط بهم و على ما يبدوا لا أحد يريد أيضاً ضمه لمجموعته .

بقي يحدق بالطلاب بهدوء وأسى على نفسه فهو وخلال سنواته الدراسية لم يتمكن من كسب صديق واحد !

تقدم معلمه و إبتسم له بخفة ليتحدث يوشي :" هل يمكنني أن أكون بمفردي ؟ "

قطب حاجباه وهو يجيبه :" أين المتعة بذلك ؟ لتختلط بالآخرين ! ما رأيك لو أضفتك لمجموعة عشوائية ؟ "

هو حدق بالطلاب الذين كانوا يعملون معاً بسعادة وجد إلا أنه أخفض رأسه وهو يومئ سلباً بينما ينطق :" لا أريد التطفل على أي منهم لذا .. "

شعر معلمه بالأسى الشديد عليه ! ليوافق على مضض عندما شعر بأن نبرة صوت الصغير مخنوقة للغاية .

تنفس بعمق ومن ثم وجه نظره نحو الطلاب ليتحدث :" هناك مدرسة من العاصمة ستخيم بالقرب منا ، ما رأيكم أن نجعل الأمسيات الليلية معهم؟ "

تعالت هتافتهم مجدداً و بعضهم تحدث عن كونهم متشوقين لرؤية طلاب العاصمة و كأنهم شيء غريب للغاية بالنسبة لهم !

تحدث يوشي بتساؤل :" ألن يصعب السيطرة هكذا على الطلاب إن إندمجت المدرستان ؟ "

رمش قليلاً وهو يرى أن هذا الصغير يفكر بطرق أكبر من عمره وربما هذا ما يجعله وحيداً إلا أنه أجاب بهدوء :" كل فصل معلمه مسؤول عنه لذا لن يحدث أي سوء فلا تقلق "

أومئ يوشي له إيجاباً وعاد لترتيب خيمته الصغيرة التي سيقضي بها وقته هنا !

توجه معلمهم للحديث وترتيب خيمته مع بقية معلمين المدرسة بينما كيجي نظر ليوشي بشر فهو وإن لم يتعرض له بالفترة الماضية بعد نقله من فصله لم ينسى بعد أن أهانه و تجرأ على الوقوف بوجهه لذا نطق لأصدقائه :" هل تلاحظون أن معلم ذلك الفصل متحيز لهيتومي المتشرد بقوة ؟ "

أومئ أحدهم وهو ينطق بإنزعاج :" أجل فهو لم يسأل سواه تقريباً عن آرائهم بالإندماج "

أفرج عن إبتسامة خبيثة وهو يتحدث :" إذاً دعونا نلقنه درساً لن ينساه بحياته "

***************
نطق آيكو للتأكد فقط :" إذاً تم الأمر ؟ "

إبتسم الرجل وهو يمد يده لمصافحته بينما ينطق :" بالتأكيد "

زفر آيكو براحة وأخيراً ، فمن أمامه دعم الشركة بمشروعها الجديد وكل هذا فقط لإن إبنته تعلم كسكرتيرة له بفترة تدريبية فهي ما إن تتعلم منه و تكسب القليل من الخبرة ستبدأ بالعمل بشركة والدها !

********

وبالقرية تحدثت هانا بشيء من الرسمية :" إنتهى أمر التنسيق لإحتفال الإفتتاح ! تبقى فقط دعوة بعض رؤساء الشركة وأصحاب الأسهم الضخمة ، إضافة لمن يدعم شركتك "

حدق تاتشو بها بهدء قبل أن يبتسم بخفة وهو ينطق :" جيد للغاية ، كنت واثق من ذلك حقاً ، لديك القدرة على العمل ولا أصدق أنك أضعتي سنوات من عمرك بأعمال لا تناسب قدراتك ! "

هي أشاحت بوجهها عنه بإنزعاج وكل ذرة لديها تطالبها بترك العمل مع هذا الرجل بالذات ، لكن صغيرها بحاجة لقليل من السعادة و هذا العمل سيوفرها له .

ما إن غادرت مكتبه حتى إبتسم المدعو تاتشو بخبث وهو يمرر يديه بين خصلات شعره الكستنائية وهو ينطق :" هذه الخطوة الأولى فقط عزيزي آيكو .

*********
قفز هوشي بسعادة ما إن توقفت الحافلة لينطق :" وأخيراً ! "

إبتسم  ناو على حماسته المفرطة وهو ينطق :" أجل وأمامك خمس دقائق قبل بدأ العمل "

كتف يديه لصدره وهو يتحدث بخيبة أمل :" أنا حقاً بدأت أكرهك ! "

ضحك ناو بشدة وهو يبعثر خصلات شعره بينما يجيبه :" لا بأس لكنني مستمتع بهذا ! "

***************

وصل كيجي ورفاقه ليوشي لينطق:" أنت يا مزعج !"

حدق يوشي به بشيء من الملل وهو يجيب :" ماذا تريد ؟ "

إبتسم بشر وهو ينطق :" فقط رؤيتك تتألم "

هو نظر لخيمته التي لم ينتهي من نصبها بعد لاسيما أنه بمفرده لينطق بإنزعاج :" إستمع لي ليس لدي وقت لإضاعته "

تقدم أصدقاء جوهان وأحاطوا به بشكل دائرة لمنعه من الهرب أو الإبتعاد إلا أن صوت معلمه قد أنقذه منهم قبل بدء الشجار حيث نطق :" ماذا تفعلون هنا ؟  أنتم لستم من هذا الفصل لذا توجهوا لمنطقة فصلكم حالكم "

أجابه الطلاب بإنزعاج :" أمرك "

لكن كيجي حدق به بكره شديد وهو ينطق :" أنت شخص مزعج ولا يمكنني إستحمال وجودك على قيد الحياة يا يوشي أرغب بقتلك ."

شهق المعلم فنظراته و نبرة صوته أرسلت قشعريرة له هو ! لا يفهم حقاً كيف وصل الأمر بينهما لهذا الكره إلا أنه نطق بإستياء :" هل أنت مجنون ؟ إرحل قبل أن أخبر معلم فصلك ! "

وجه نظرة حاقدة ليوشي ليغادر ، بينما أخفض المعني رأسه قبل أن يبتسم بإستهزاء ويعود لعمله .

**********************
هو حمل الدلو الثقيل بينما يقسم أنه سيجعلهم جميعاً يندمون على تحويله لخادم لهم ، عقله كان يحيك المقالب التي عليه فعلها بهم عندما إصطدم وبقوة بأحدهم و أوقع كل المياه ليتحدث بغضب شديد :" هل أنت أعمى ؟! أنظر ماذا فعلت ! ستصبح ضمن قائمتي يا مغفل ، و سأجعلك تندم و تتمنى الموت "

نهض الفتى عن الأرض وهو يفكر هل الجميع اليوم يرغبون بقتله أم ماذا ؟

إلا أنه تحدث ببرود :" إنها غلطتك وكان يفترض بك الإعتذار "

شهق هوشي وهو يرى الفتى يبتعد ليتحدث :" مهلاً لحظة أيها الأشقر عديم الفائدة لماذا لا تعيد ما قلته ؟"

تنهد يوشي بملل شديد وهو ينطق :" هل نظرت لنفسك ؟ أنت بشعر أشقر وبحسب ما آراه أنك عديم فائدة فلو أنك إختصرت الوقت لكنت الآن قد إنتهيت من إعادة تعبئة المياه ! "

هو أنهى جملته لينطق هوشي بشر :" لا بد أنه من أمثال ساتورو المغفل ! سأجعله يندم أقسم بهذا "

~ نهاية الفصل ~

قراءة ممتعة 😍😍❤❤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top