الفصل الثاني و العشرين
إرتدى معطفه بينما نهض وهو يتحدث بصوت هامس موجهاً كلامه لوالده :" إذاً ماذا حدث لأُمي ؟! هي لا تبدوا بخير حقاً "
أجابه الآخر بذات النبرة الهامسة بحيرة :" لا أعلم حقاً هي أصبحت تشرد كثيراً , تذكر مُنذ تلك الزيارة لمنزلكم "
رمش عدة مرات مُحاولاً تذكر أي تصرف هو قام به و أغضبها , حسناً هو صرخ بهم بأنه لم يجد السعادة التي كانت تتحدث عنها أهذا أزعجها ؟ أم أنها تحاول أن تفهم ذلك ؟ بالنهاية هو تنهد بشيء من اليأس فهو حقاً يجهل طُرق التعامل معها !
من جهة أخرى إتجه الصغير لجدته ليمسك بوجنتيها بكفيه الصغيرتين بينما ينطق بهدوء :" جدتي ! "
هي كانت تحدق به بحيرة بالفعل مُنذ اللحظة التي وقف بها أمامها و أمسك بها مُنتظرة منه الحديث إلا أنها أصدرت صوتاً ما يدل على أنها تستمع إليه ليكمل هو بلطف وإبتسامة هادئة :" هل أنتي بخير ؟! ألم تغضبي عندما علمتي الحقيقة ؟ "
ضيقت عيناها قليلاً وهو تجيبه و الشك لازال يتعمق بداخلها :" حقيقة ماذا ؟ "
أجابها بذات إبتسامته السابقة بينما تراجع للخلف خطوتين وكأنه يقي نفسه بحال إنفجرت هي تواً :" أنني لست هوشي ! أنا و أخي تقابلنا بالمُخيم و من ثُم كل واحد منا عاد بدلاً من الآخر , لذا أنا يوشي هيتومي "
هو كان يراقبها بكل ترقب بينما هي شعرت لوهلة بأنه يتحدث بلغة هي لم تسمع بها من قبل كان هذا قبل أن تنهض من مقعدها متجهة لإبنها و زوجها كإعصار مُتقد يوشك على إقتلاع كل ما أمامه , حدق يوشي بها بشيء من الهدوء الذي لا يعلم حقاً من أين إكتسبه , فهو أراد فعل ذلك , رغب بأن يحضر لها أي موضوع آخر يشغلها عما فعلته زوجة والده و يبعدها عن حزنها ولو قليلاً حتى لو غضبت هي منه !
سار بخطوات شبه سريعة إلى البوابة بعد أن أمسك بمعطفه وإرتداه بسرعة وهو يسير حتى وصل لهم , هو رآى جده الذي كان يضحك بخفة بينما ينطق :" عزيزتي أظن أنك كبرتي بالسن للغاية لدرجة عدم إستيعابك لكل ما يحدث من حولك بسرعة ! "
حدقت به بنظرة مُستنكرة ثم إلتفت إلى إبنها الذي كان يرفع يديه بالهواء فقط كنوع من الإستسلام وهو يتحدث :" لم أعلم بذلك إلا مؤخراً و أبي أخفى الأمر على كِلانا ! "
شهق سيزوكا وهو يهتف :" أنت خائن ! هل بعت والدك تواً ؟! "
أجابه بسرعة :" ماذا ؟ أنت هو زوجها صحيح ؟ّ ليس وكأنني تخليت عنك لعدو ! "
ضحك الصغير بهدوء لينظر له الثلاثة قبل أن تتسع عينا آيكو بينما إلتمعت عينا الجد وهو يقترب من حفيده لينطق :" يوشي ! أأنت من أخبرها ؟! أهذا مقلب ما ؟ لطيف لقد بدأ حفيدي الآخر بتعلم القيام بالمقالب الناجحة ! و إن لم أحب أنني أول ضحاياه "
ظهر التوتر على وجه الصغير الذي نفى ذلك بيديه وهو يتحدث بسرعة :" لا , غير صحيح ! لم أقصد ذلك حقاً بل فقط أردت أن تعلم هي بالأمر قبل أن أغادر بالغد أُقسم "
شعر آيكو بأنه بإمكانه الآن أخذ أنفاسه بلا قلق , بينما سيزوكا تنهد بإحباط وهو يبعثر شعر الصغير أمامه لينطق :" لا بأس , ربما بالزيارة القادمة لك "
يوشي تراجع خطوة أو إثنتين وقد أخفض رأسه قليلاً , لا يعلم لماذا لكنه يشعر بالضيق مما حدث تواً فهو لم يقصد حقاً ذلك فقط أراد أن يرفه عن جدته قليلاً ويبعد أفكارها عن ما يؤلمها !
تقدم والده منه ليربت على كتفه وهو ينطق بهدوء :" لا تفكر بالأمر كثيراً ! موافق ؟ "
أومئ لوالده بسرعة ثم أعاد نظره لجدته التي كانت تحدق به فقط قبل أن تقترب منه وكأنها تتفحصه بالكامل ثم نطقت بشيء من الحيرة :" إذاً أنت حفيدي الآخر ؟! "
هو أومئ إيجاباً بهدوء قبل أن تردف هي بضيق :" ولماذا لم تُخبرنا بذلك إلا الآن ؟! لو علمت بشكل مُبكر لجهزت إحتفال ما لإستقبالك وبرنامج لطيف لعطلتك و .."
قاطعها آيكو الذي نطق بشيء من اللطف :" لا بأس أمي أظنه فقط رغب بالتعرف علينا دون أن نُعامله كضيف ما ! "
تجهمت ملامح وجهها بينما تنطق :" ضيف ! أنا لا أتعب نفسي بكل هذه البرامج لمجرد ضيف كما تعلم , وفقط أنت لا تتدخل عندما أتحدث مع حفيدي "
آمال الصغير برأسه قليلاً وهو يحدق بها قبل أن ينطق بحيرة :" جدتي أنتي لا تكرهني ؟ "
أعادت نظرها له لتتحدث :" ولماذا سأكرهك ؟"
ابتسم بشيء من السعادة ليتقدم ويحتضنها بينما هي فقط أحاطته بيديها وتفكر بلماذا هو طرح سؤال كذلك ؟ لما قد تكره حفيدها الآخر مثلاً ؟ أليست هي من كانت تطالب دائماً بإحضاره للعيش معهم ؟!
بالنهاية نطق آيكو بهدوء :" حسناً إذاً نحن سنغادر الآن ! نراكم غداً "
لوح يوشي لهما ليغادر بسرعة إلى جوار والده , فهو حقاً متشوق للأماكن التي وعده والده الذهاب لها اليوم !
*****
جلس الجميع على البساط بينما بدأت هانا و يوري بترتيب الطعام الذي حضرته كلاهما لهذه النزهة , هوشي جلس بين خاله ووالدته بحجة أنه لا يريد الإبتعاد عن أمه طوال اليوم بما أنه سيرحل بالغد و بذات الوقت هو رفض الإبتعاد عن خاله حتى لا تمر جقيقة واحدة دون أن يزعجه !
حدق تاكاشي به بطرف عينه بينما يتحدث :" إفعل ما شئت يا صغيري يمكنني أن أسمح لك بإزعاجي عل ذلك يخفف كونك ستعود للمدرسة مُجدداً وقريباً ! "
عبس الصغير بشدة لينظر لوالدته بينما ينطق بإنفعال طفولي :" أُمي ! خالي يحاول جعلي أتوقف عن تناول الطعام والنهوض "
نظر له خاله بشيء من الغيظ قبل أن يتجاهله بينما ضحكت والدته وهي تجيبه :" إذاً فقط لا تغادر بسببه ! ثم أنت عليك الإهتمام بدراستك فقد سمعت ما قاله شقيقك عن علاماتك ! "
هو عبس أكثر بينما ينظر لوالدته و يتحدث :" أُمي ! نحن بنزهة و على وشك تناول الطعام , أحقاً هذا هو الوقت المناسب لمثل هذه المواضيع الفظيعة ؟ يمكنكم القول أنكم لا ترغبون بجعلي أشارككم وجبة الغداء ! "
بعثرت له خُصلات شعره بينما تنطق بسرعة :" حسناً آسفة هيا تناول طعامك "
أومئ لها إيجاباً بينما عاد بذاكرته لتلك المُحادثة مع توأمه , هو لم يكن نائماً صحيح ؟ لقد خدعه وهو فقط صمت لإنه ليس أمامه وإلا لأجبره على إخباره لما كان حزيناً يومها !
أليس هو من قال أنه من السهل معرفة بكيف يشعر فقط بسبب صوته ؟! إذاً لماذا يظن أنه لم يكتشف بكائه بذاك اليوم من صوته فقط ؟ حسناً ليس وكأنه لا يعلم أن تلك المُتملقة لها دور بجعل يوشي يبكي ! إذاً هي تحتاج لدرس لطيف للغاية حتى تتعلم عدم الإقتراب منه مُجدداً , وربما تمتلك كرامة ما وتغادر المنزل فقط !
*****
أعاد إرتداء قميصه ولازال العبوس يزين ملامحه , مهما كان الطبيب أمامه لطيف إلا أنه فقط يكره تواجده هنا ! أساساً أيوجد إنسان عاقل قد يُحب أن يتواجد معهم مهما كان لُطفهم ؟!
آيكو كان يتحدث برفقة الطبيب بهدوء قبل أن ينظر لصغيره ليبتسم بخفة وهو يتحدث :" إذاً هل نذهب ؟ "
أومأ الصغير له على الفور قبل أن يسير برفقة والده بخطوات هادئة ولكنه سرعان ما عاد بخطواته إلى الطبيب الذي حدق به بإبتسامة رقيقة لينطق بنبرة لطيفة بينما الخجل كان واضحاً بصوته :" شكراً لك سيدي الطبيب ! على كل شيء حقاً "
إنخفض المعني ليجلس مُقابلاً للطيف أمامه كما وصفه وهو ينطق بإبتسامة مرحة :" لا توجد أي مُشكلة يا صديقي , إعتني بصحتك جيداً موافق ؟"
حرك رأسه إيجاباً ليبتسم بخفة قبل أن يعود للركض إلى جوار والده هو أمسك بيده بينما يتحدث بشيء من الحُزن :" عندما أعود للقرية بالغد ألن أراك مُجدداً ؟"
حدق بصغيره بسرعة قبل أن يجيبه بإبتسامة هادئة :" بالطبع ستراني مُجدداً , ألا ترغب بالقدوم وزيارتي مرة أخرى ؟ وهذه المرة مع وجود هوشي بجانبك "
هو أطرق قليلاً بينما يفكر بهدوء , بعثر والده له خُصلات شعره قبل أن ينحني ليتحدث بحنان :" لا تفكر كثيراً ودع هذا الأمر لي و لأمك ! لن تبقى والدتك وحيدة , فبعض العطل قد يحدث العكس و يأتي هوشي لزيارتكم ! "
هو ابتسم قليلاً ليصعد كلاهما للسيارة بينما يردف والده :" بكل حال لنبقى على تواصل بالهاتف دائماً يا صغيري ! إن حدث لك أي أمر مُزعج يمكنك إخباري به فوراً "
هو أخفض رأسه بينما يهمس :" لكن لا هاتف لدي ! "
نظر له بطرف عينه ليتحدث بإستغراب :" ألم أحضر واحداً عندما أخبرتني أن هاتفك كُسر ؟ "
هو عبس قليلاً قبل أن يجيب :" بل أحضرته لهوشي ! أعني أنت قصدت إهدائه لشقيقي صحيح ؟ أي أنه من حقه هو "
إبتسم آيكو بخفة قبل أن يومأ إيجاباً بينما ينطق :" أجل مُحق ! و الواقع هو كان كعقاب لا هدية لإنه حطم هاتفه القديم , و الذي أظن أنها مجرد خدعة صحيح ؟ "
شعر بشيء من تأنيب الضمير وهو يجيبه :" أجل لنبقى على تواصل ! آسف حقاً "
إزداد إتساع إبتسامة والده قبل أن يوقف السيارة بسوق فاخر لينطق بشيء من الهدوء :" تعال معي قليلاً "
نظر الصغير حوله بشيء من الريبة فالسوق ليس إحدى الأماكن التي كانت مُحددة برحلتهم لليوم , ليس وكأنه يمانع حقاً فهو كُل ما رغب به هو تمضية القليل من الوقت مع والده ولا يهتم بالأماكن فعلياً !
هو سار خلف والده بينما يحدق بالمحلات التجارية الواسعة و المُنظمة بشدة بنظره فلو أنه بالقرية لأصطفت المحلات بجانب بعضها البعض بلا أي ترتيب , أعاد بنظره للأمام إلا أنه توقف وقد إرتفعت نبضات قلبه عندما لم يعثر على والده !
جال بنظره للمكان بسرعة وقد ظهر التوتر جلياً على ملامحه الصغيرة حتى إنساب صوت والده له :" يوشي هُنا "
هو أدار بصره من فوره لمصدر الصوت ليجد أن والده بمحل ما على الجهة اليُسرى , هو ركض بإتجاهه بسرعة خشية أن يختفي مُجدداً , وقف بالقرب منه وبيده هو أمسك ببنطال والده حتى لا يضيع مُجدداً ثم وزع أنظاره بأرجاء المحل ليكتشف بأنه بمحل للهواتف , هو رمش عدة مرات ثُم أعاد بصره لوالده الذي كان يتحدث مع صاحب المحل عند مواصفات ما هو لم يفهم منها أي شيء مُفكراً أوالده يريد شراء هاتف ما له ؟! نفى الفكرة بسرعة من رأسه فلماذا قد يفعل ذلك ؟
خرج من أفكاره عندما شعر بوالده يتحدث معه ليرفع ببصره فوراً مُحدقاً به , إنخفض آيكو لصغيره بينما يتحدث بإبتسامة لطيفة :" إذاً أي لون تفضله ؟ "
آمال رأسه بشيء من الحيرة قبل أن يشعر بيدا والده تحيط به من خصره لترفعه وتجعله قادر على رؤية ما على الطاولة بالمحل , هو دق قلبه بشيء من السعادة عندما وجد ثلاث علبة لهاتف ما بينما هُناك ثلاث ألوان منه , إنتهى به الأمر ليشير على الهاتف ذو اللون الأسود ليومئ والده له بخفة بينما نطق صاحب المحل :" مُبارك لك "
أعاد يوشي بصره لآيكو الذي إبتسم بخفة وهو يومئ له إيجاباً لتزداد سعادته , هو أمسك بعلبة الهاتف بين يديه الصغيرتان كأنه كنز ثمين يتوجب عليه حمايته و لو بحياته , و بالرغم من أنه لا يعرف الكثير عن الهواتف الحديثة و لا حتى عن أسعارها إلا أن فكرة كونه حصل عليه كهدية من والده تُسعده بشدة , فهي هديته الأولى !
هو عاد للسير خلف والده ولكن بخطوات سريعة عندما توقف والده فجأة أمام محل للثياب ليتحدث بصوت هادئ :" يوشي ما رأيك بأن أشتري لك معطف مُشابه للذي ترتديه الآن ؟ حينها ستمتلك أنت و هوشي ذات المعطف للشتاء ما رأيك ؟ "
أومئ إيجاباً وهو يفكر بأنه سيكون من اللطيف أن يرتدي كلاهما ذات المعطف حقاً دون أن يعلم أن والده لم يفكر بهذا إلا ليحضر له معطف ثقيل يقي جسده الصغير من البرد دون أن يشعره بأن ما تقدمه والدته له لا يكفي !
بالنهاية أخذه والده لمطعم ما لتناول الغداء معاً وقد حاول آيكو بجعله يتحدث عن حياته بالقرية بحجة التعرف عليه أكثر إلا أنه وكما توقع فقد تجنب صغيره ذكر أي شيء قد أزعجه , ولاحظ أيضاً أن طفله كما شقيقه التوأم لم يمتلك أي أصدقاء فكل حديثه كان عن والدته و معلمه هارو تقريباً , والقليل ربما عن أبناء خالته , وذكر بشكل سريع عمله دون أي تفاصيل .
إنتهى الأمر بخروج كلاهما من المطعم وما إن ركب كُل منهما بمكانه حتى نطق يوشي بشيء من الإستياء :" لماذا معك أشعر بأنني مُجرد طفل ؟ "
لم يتمكن آيكو من كتم ضحكته قبل أن يجيب صغيره :" لإنك طفل ! أعلي تكرار ذلك ؟ ثم لماذا تظن هذا ؟ "
حدق بالنافذة بعبوس وهو يجيبه :" لإنني أتحدث كثيراً ! لستُ مُعتاداً على ذلك ثُم أنا لم أقرأ أي كتاب مُنذ وجودي بمنزلك "
ظهرت إبتسام خافتة على شفتي آيكو فهل صغيره يغتبر يعتبر نفسه تحدث كثيراً حقاً ؟ هو لم يخبره بأي معلومة يريدها حقاً !
لم يشكوا عن أي شخص و لا عن الحياة بالقرية ولا حتى حاول المُقارنة بين المدينة والقرية و الحياة بكل منهما ولو بشكل عفوي فعن أي طفل يتحدث ؟! و أي صمت هو هذا الذي يغرق صغيره نفسه بها إن عد ما قاله له ثرثرة ؟!
******
عبس هوشي بشدة وهو ينطق مُعترضاً :" لكن لم تغرب الشمس بعد لماذا علينا العودة للمنزل ؟ "
نظرت والدته له بينما تجيبه بهدوء :" لإن الجو سيصبح أكثر برودة ! ثُم نحن لن نصل قبل غروبها بكل حال , وأنت عليك النوم مُبكراً اليوم فأمامك رحلة طويلة بالغد "
إزداد تجهمه قبل أن ينطق بتساؤل :" هل أنتي مُشتاقة ليوشي ؟ "
وجهت تركيزها بالكامل لصغيرها قبل أن تتقدم وتجلس أمامه تمسح على شعره بحنان بينما تتحدث بحزن :" كلاكما صغيراي , بالطبع أشتاق إليه و بالوقت ذاته حزينة لإنك ستذهب ! "
هو أخفض بصره قليلاً قبل أن يعيد النظر لها بينما ينطق :" إن عاملتني زوجة أبي بسوء هل يمكن لي الهرب و القدوم لهنا ؟ "
شهقت بفزع وهي تجيب بسرعة :" إياك وأن تفكر بالهرب هكذا ! أولاً أخبر والدك و إن لم يفعل أي شيء فعليك الإتصال بي وأنا سآتي لإصطحابك بنفسي حسناً ؟"
هو أومئ إيجاباً بشيء من الإطمئنان فمهما كان مقدار قوته التي يظن أنه يمتلكها يبقى بداخله مُجرد طفل صغير بحاجة لشخص آخر يدعمه , هو حقاً إحتاج لسماع أن هُنالك بديل ما له بحال تم إيذائه !
بعثر تاكاشي له خُصلاته بشيء من القوة بينما ينطق بسخرية :" وماذا عن مقالبك وتهديدك بأنك ستجعلها تهرب من المنزل ؟ هل أصبحت خائفاً منها ؟ "
رده بإنفعال شديد :" بالطبع لا ! هي ستندم بالتأكيد لا أحد يمكنه الهرب من مقالبي "
هتفت هانا بسرعة :" تاكاشي ماذا تظن نفسك فاعلاً بتشجيعه ؟ "
ضحك الصغير بخفة وهو يحمل بعض الأمتعة ليسير قبلهم بينما بدأ يفكر بكيف عليه تمضية الغد عن عودته للمنزل ؟! هل عليه إمضائه بخير فقط لإعطائها شيء من الأمان ثُم ينقض عليها ؟!
*******
حدق بوالده بخفة وهو يفكر بما قاله له تواً لينطق بنبرة حائرة طفولية :" هل تفعل أنت هذا يا أبي ؟ "
أعاد آيكو بصره للبحر أمامه بينما ينطق بإبتسامة هادئة :" أجل وكثيراً أيضاً ! آتي لهنا و أخبر البحر عن كُل ما يزعجني "
هو أعاد بصره للبحر بينما يجيب بشيء من التردد :" ألن يكون مُحرجاً إن سمعك شخص ما ؟ "
ضحك آيكو بخفة قبل أن يجيبه بهدوء :" إستمع لصوت الأمواج ! هي ستمنع أي شخص من سماع صوتك ! سيكون سر ما بينك وبين البحر فقط "
وضع يده على ذقنه بمحاولة منه للتفكير بذلك قبل أن ينظر لوالده مُجدداً وهو يقول بشك :" لكنك قريب جداً مني ! يستحيل لصوت الموج أن يمنعك من الإستماع "
رفع آيكو له يداه بالهواء قبل أن ينهض من جوار صغيره ويجلس خلفه على بُعد عدة خطوات وهو ينطق :" أهذا جيد ؟ "
أومأ الصغير بشيء من التردد بينما يُعيد ببصره بإتجاه البحر , والده أخبره بأن الشكوى أمام البحر ستخفف من ألمك حتى لو كنت وحيداً , وببعض الأحيان هي قد تُحدث معجزة ما وتبعدك عن كُل ما يؤلمك !
وبما أن ثقته بوالده كبيرة هو أغمض عيناه قليلاً بينما بدأ يتحدث بصوت متوسط القوة وبهدوء :" هُناك بالقرية حيث كبرت توجد أسرة ما , هُم فظيعون حقاً ! أُمي كانت تعمل لديهم أعني بالمصنع الخاص بهم وإبنهم كان معي بذات المدرسة "
صمت قليلاً مُستعيداً كل تلك المشاعر الفظيعة التي كانت تنتابه بسببهم قبل أن يردف :" هُو أمرني بأن أصبح مُجرد دمية له حتى لا يتم طرد أُمي من العمل ! , إعتاد على إهانتي وضربي دائماً و أنا كنت أصمت فقط لأجل أُمي ! بالنهاية لم أتمكن من إحتمال المزيد لذا ضربته "
أخفض رأسه وهو يشعر بأنه على وشك البكاء ليكمل :" وبسببهما تشاجرت مع أُمي للمرة الأولى ! هي صفعتني بسبب إكتشافها أمر عملي , لكن أنا فقط أردت مُساعدتها و أن لا تعمل لديهم حتى يتوقف كيجي عن إزعاجي , كان هذا مؤلماً للغاية , ثم هناك بالمُخيم هُما ألقيا بي بالبحيرة ! أنا ظننت أنني سأموت حقاً , لا يمكنني السباحة ! أخاف منها بشدة "
هو تنفس بعمق قبل أن يفتح عيناه المليئتان بالدموع بينما ينطق بضيق :" كل ما حدث كان بسبب أُسرة واحدة ! و الآن هُناك ذلك البغيظ الذي يريد الزواج بأمي , لا أعرفه لكن لا أريد ذلك ! مع هذا فأبي قال أنه لن يسمح له بالزواج منها , و أيضاً هل أنا خائف ماذا إن لم أُقابل أبي و هوشي مُجدداً ؟ أنا لم أتعرف على أخي جيداً بعد ! "
هو صمت بعدها تماماً فتقريباً هو أفصح عن كل ما أزعجه و بالرغم من ذلك بطريقة مُختصرة حتى مع ظنه أن لا أحد قادر على سماعه !
ومن خلفه عينا آيكو كانتا تشعان بالغضب , وربما لو أنه لا يريد أن ينتبه صغيره على أنه يسمعه لنهض و إستجوبه بطريقته !
هو كان ليعلم كل شيء ثم يتجه مُباشرة لمنزل تلك الأسرة و يجعلهم يتعلمون حقاً مكانتهم الحقيقية , تنفس بعمق ليتص ذلك الغضب فهذا ليس وقته , سيفقد ثقة صغيره به إن علم أنه خدعه تواً وهو ما لا يريده لذا سيتظاهر بأنه لم يعلم أي شيء حتى يصل للقرية بالغد , سيكون أكثر من سعيد للتوجه وزيارة تلك الأسرة بنفسه !
*******
نطق تاكاشي بينما يلوح :" إذاً نراكم غداً لتوديع هذا الشيطان الصغير ! "
عبست ملامح وجه هوشي بينما يجيبه :" أنت تستغل أن لا وقت لدي للتفكير بمقلب مُذهل لك صحيح ؟! لكن لا تقلق دائماً يوجد مرة ثانية ! "
هو قالها بقوة قبل أن يعقد حاجبيه وينظر لوالدته لينطق بشيء من القلق :" يوجد مرة ثانية صحيح ؟! هذه لن تكن آخر مرة أليس كذلك ؟"
بعثرت له خُصلاته بهدوء وهي تجيبه بإبتسامة هادئة :" بالطبع يا صغيري "
ابتسم قليلاً لينطلق أولاً للداخل , هو أمسك بذلك الدفتر الذي يخص شقيقه و مذكراته ليتأمله , هذا الدفتر هو ما دفعه للقيام بذلك المقلب لأسرة كيجي , ومع هذا فهو يشعر بالكثير من الألم , لازال يشعر بأنه لم يأخذ حق توأمه بالكامل , بل هو لم يبعد شعوره بالإستياء حتى ! هُنالك قطرات دماء على بعض من صفحات الدفتر بالنسبة له تعني أنه حتى قتلهم لن يكون أمراً سيئاً !
بالنهاية هو أمسك بقلم ما ثُم خط على إحدى الصفحات بعض الكلمات لشقيقه وقد حاول بقدر المُستطاع جعل خطه مفهوماً !
بعدها هو فقط غادر غرفته ليستعد للنوم بجوار والدته .
*****
سار كلاهما لداخل المنزل , آيكو بذل كل ما بوسعه حتى لا يظهر أي إنفعال على ملامحه وجهه أثناء تناولهما لوجبة العشاء وقبل عودتهما للمنزل , وهو أظهر إنزعاجه بالكامل عندما شاهد والد سوكي بمنزله !
ليس وكأنه نسي تآمره مع والدته لتزويجه إبنته طمعاً بشركاته أو أياً كان ما أراده , يوشي وقف ليحدق بهما وبوالده المُنزعج قليلاً قبل أن ينطق آيكو ببرود :" أهلاً بك ! سوكي سأبقى الليلة برفقة يوشي بما أنه سيعود للقرية بالغد , لا حاجة للعشاء فنحن تناولناه بالفعل ! "
أنهى عبارته ليمسك بيد صغيره و يأخذه معه للأعلى , نظر والد سوكي لإبنته التي كانت تحدق بهم بغيظ لينطق :" ألم تُخبريني بأنك قادرة على سرقة عقله و قلبه خلال بضعة أيام ؟ "
كزت على أسنانها بقوة بينما تجيبه بحنق :" أجل لو لم يكن أباً ! هو فقط يشغل كل تفكيره بهم وهذا مُزعج و الأسوأ أنه بالغد سيعود إبنه الشيطان للمنزل ولا يمكنني العثور على طريقة ما للتخلص منهما ! "
أجابها بضيق :" سوكي ! بحقك أصبحي صديقة لهما , أو إفعلي أي شيء يجعل زوجك يحبك ! "
تنفست بعمق فهو محق فمنذ قدومها وجل ما تفعله هي تهديد و إبعاد أسرته , ربما عليها كسب أسرته بصفه لتكسبه هو ؟! ومن حماقتها أبعدت الوحيدة التي أدخلتها المنزل وقبلت بها ! أهناك طريقة ما تجعلها تتراجع الآن عن ذلك ؟
******
أجواء كئيبة سيطرت على قلب الصغير الذي وقف أمام جديه وهو يرتدي معطفه الجديد بينما يتحدث بنبرة ما تمكن من منع الحزن من الظهور بها :" إلى اللقاء يا جدي , أنا إستمتعت حقاً برفقتك , شكراً لك "
إحتضنه جده بخفة بينما يجيبه بنبرهة لطيفة :" لا تكن رسمياً هكذا معي يا صغيري , و أنا حقاً شعرت بسعادة شديدة لرؤيتك و التعرف إليك , لذا إعتني بنفسك جيداً حتى لقائنا القادم "
إبتسم له بخفة قبل أن ينظر لجدته ليتحدث بهدوء :" سأشتاق لكِ , إعتني بنفسك جيداً "
هي ضمته بخفة قبل أن تجيبه :" أجل و أنت إعتني بنفسك جيداً "
بالنهاية هو جلس بالمقعد بجوار والده ليحدق من النافذة بهدوء وشيء من الحُزن ! آيكو فضل الصمت فهو أكثر من يدرك أن الحزن أو الألم الحقيقي لم يبدأ بعد !
*******
وقف بهدوء أمام خالته و خاله و أبناء خالته لينطق بشيء من الهدوء الطفولي :" شكراً لكم على هذه العطلة المُمتعة ! "
إحتضنه تاكاشي بخفة بينما يتحدث :" لا تشكرنا ! و أخيراً سنرتاح منك ! "
عبس بخفة قبل أن يبتسم وهو يبتعد ليهتف :" لا تقلق ليس لمدة طويلة ! سأعود مع جدول مليء بالمقالب "
حرك يديه بلا إهتمام فعلي وهو ينطق :" أجل بالطبع لتجدك أُمك جثة "
ابتسم بثقة وهو يجيبه :" ومن سيقتل جوهرة مثلي ؟! ثُم أنا كُنت أقصد سأحضر جدول نقوم به معاً لكنك للتو عُدت للقائمة الخاصة بي لذا حظاً أوفر "
ضحكت والدته وخالته من فورهما على تلك الجملة وملامح شقيقهما الذي بدا لهما بتلك اللحظة كحائط فقط , قبل أن يظهر الغضب جلياً على وجهه لينطلق الصغير بعد أن حضن خالته بخفة هارباً للخارج حيث سيذهب هو و والدته إلى بداية القرية لإنتظار والده و شقيقه !
إلا أنه سرعان ما عاد للركض حيث خاله لينطق بجد طفولي :" لكن خالي , عليك حماية أخي من كل شيء و من المتنمرين أيضاً ! أيمكنك ؟ "
نظرت هانا له بعينان مُتسعة من الصدمة بينما إبتسم تاكاشي له ليبعثر له خصلات شعره وهو ينطق بلطف :" أنت شقيق جيد حقاً "
آمال رأسه بإنزعاج وهو ينطق بإصرار :" أهذا وعد ؟ "
أومأ له إيجاباً وهو يجيب :" أجل أعدك ! "
شعر بالراحة تتسلل لأعماقه قليلاً قبل أن ينطلق عائداً لجوار والدته وهو يحدق بكل ما حوله هنا , لا يعلم حقاً كيف مرت تلك الأيام بسرعة !
هو لم يشعر بأي ملل مع أنه لم يلعب بغرفته الخاصة بالألعاب الإلكترونية ولم يتصل على شبكة النت كثيراً , مع ذلك شعر بأنها أجمل إجازة قضاها بحياته و إن كان بداخله يتمنى لو أنه وشقيقه معاً , فهذا هو فقط ما كان ينقصه !
*******
توقفت تلك السيارة الفاخرة على جانب الطريق ليترجل آيكو أولاً منها وهو يحدق بصغيره المشاكس و هانا بإبتسامة هادئة , تقدم هوشي منه على الفور ليعانقه بقوة بينما ينطق بسعادة :" إشتقت لك حقاً ! "
أجابه بينما يربت على شعره بخفة :" ألست من كاد يقوم بمقلب ما بي قبل فترة قصيرة ؟ "
ابتسم بشيء من البراءة وهو ينطق :" فظيع ! من يقوم بمقلب ما لوالده اللطيف ؟ أنا قلت فقط أنني سأفعل ذلك بسبب زوجتك لكن فكرت بالأمر و رأيت أنه علي تقديم إستيائي لها مُباشرة ! "
فتح فمه بشيء من الصدمة و القلق لتتقدم هانا وهي تنطق بعتاب :" هوشي لا تقم بذلك ! أنت تتعب والدك هكذا "
هو عبس ولكنه لم يعطي أي رد بما أنه لا ينوي أن يطيع أوامرها و لا يرغب بأن يعدها كذباً ! بالنهاية هو فقط جال ببصره بالمكان قبل أن ينطلق لسيارة والده ليعثر على توأمه يجلس بينما يخفض رأسه , هو عبس قليلاً قبل أن ينطق :" هل أزعجك أبي ؟! هل تريد مني الإنتقام منه ؟ "
رفع يوشي بصره ليحدق بتوأمه بشيء من الشوق إلا أنه فور وقوع بصره على والدته حتى أخفض رأسه مُجدداً , ضحك آيكو بخفة بينما يتحدث بلطف :" لا تقلق فوالدتك ليست غاضبة صحيح ؟ "
رفع بصره قليلاً لهانا بينما عبس توأمه بلطف وهو ينطق :" أأنت حقاً ترفض الظهور لأجل هذا فقط ؟! أمازلت نادماً على قبولك ؟ "
تقدم آيكو للعبث بشعر كلاهما وهو يتحدث :" نحن بالفعل نعلم من هو صاحب الفكرة ! كما أنها حقاً مفاجأة لطيفة بالنسبة لكلانا لذا لا تقلق "
هو نظر لوالدته مُباشرة و التي ابتسمت له بخفة لينهض من مكانه ويتجه لها ليحتضنها بقوة شديدة , هو بالفعل إشتاق لها وبشدة بالنهاية إبتعد عنها بينما يحدق بوالده و توأمه بهدوء , وبتلك اللحظة بدأ يشعر بأن دقات قلبه تؤلمه حقاً !
إقترب هوشي منه ليحتضنه بقوة بينما يهمس بصوت خافت لم يصل سوى لمسامع توأمه :" لا تبكي بمفردك أبداً , أعلم أن تلك المتنمقة أزعجتك لكنني سأنتقم لك منها , سأجعلها تندم حقاً ! و أنت كن بخير حسناً ؟"
هو بادله العناق على الفور بينما يجيبه بذات النبرة :" لا تتصرف بحماقة ! و إعتني بنفسك جيداً موافق ؟ "
أومأ له إيجاباً ليبتعد كلاهما عن بعضهما البعض , أي منهما لم يذرف أي دمعة حقاً بالرغم من أن عينا كِلاهما تلتمعان بفعل الدموع , إقترب آيكو منهما ليحتضن صغيره الذي يشابهه بشدة بالطباع بينما ينطق بلطف وحنان :" صغيري , سُعدت حقاً بالتعرف عليك أكثر ! إعتني بنفسك و بوالدتك و إن حدث لك أي أمر يزعجك إتصل بي موافق ؟! "
هو حرك رأسه بالموافقة دون أن ينطق بحرف , يشعر بأنه إن فعل سيبكي حقاً !
هوشي أيضاً إحتضن والدته للمرة الأخيرة وهي فقط لم تتوقف عن إعطائه الكثير من النصائح و التي كانت تدرك جيداً أنه لن يستمع لها !
و بالنهاية كلا الصغيران عادا لإحتضان بعضهما البعض قبل أن تغادر نصف الأسرة وتصعد بالسيارة تاركة خلفها النصف الآخر و أرواح مُشتتة تطالب بالإجتماع !
نظر آيكو لصغيره لعدة ثوان ليراه فهو و منذ صعوده صامت تماماً بينما يُغمض عيناه بقوة !
تنفس بعمق قبل أن يركن السيارة لجانب الطريق لينطق بهدوء :" هوشي أُنظر إلي "
أومئ الصغير سلباً على الفور ليردف والده بتساؤل :" لماذا يا صغيري ؟ "
عض على شفتيه بقوة مُمتنع عن الإجابة أيضاً ، أخفض آيكو بصره له ثم مسح على شعره بحنان شديد وهو ينطق :" هوشي أنا أعلم تماماً كيف تشعر يا صغيري ! أُدرك أنك إن بكيت الآن لا تعني بذلك أنك تكرهني أو لا ترغب بالعيش معي ! هذا من حقك "
ما إن وصل آيكو لنهاية جملته حتى كانت دموع هوشي تنهمر من عيناه بقوة ، حدق والده به و عيناه مليئتان بالدموع فالأمر ليس سهلاً على أي منهم !
تشبث الصغير بيد والده وهو ينطق بنبرة باكية :" المرة القادمة أيمكن لي و لأخي البقاء معاً بمكان واحد يا أبي ؟ "
ابتسم آيكو له بضعف وهو يجيبه :" بالطبع يا صغيري "
هو حرك رأسه إيجاباً ليعود للبكاء فقط ، يُدرك بأنه سيشتاق لوالدته و توأمه و لكنه لم يكن يعلم قط أنه سيشعر بكل هذا الفراغ بالرغم من أنه سيذهب لمنزله !
*****
هو كان يحاول مسح دموعه فور إنهمارها من عيناه بينما يسير خلف والدته كي لا تراه , ومع ذلك هي بحد ذاتها لم تتمكن من كتم تلك الدموع التي غزتها , عدة دقائق فقط قبل أن تمسحها و تأخذ نفساً عميقاً فإن بكت هي كالأطفال كيف يمكنها جعل صغيرها يهدأ ؟!
تراجعت بضع خطوات لتنطق بصوت هادئ حنون :" صغيري أأنت بخير ؟ "
هو نظر لها بشيء من الصعوبة بينما يجيبها بحزن :" أجل ! أنا سأشتاق لهما لكن يمكنني زيارتهما مُجدداً صحيح ؟ "
إنخفضت لمستواه كي تحتضنه بسرعة بينما تنطق :" بالطبع يا بُني يمكنك ذلك ! "
******
كان قد إنتهى من مسح دموعه من فترة بينما يحدق من النافذة بشيء الهدوء حتى إنفجر فجأة بحماس :" أتعلم ماذا لقد خططت للكثير حقاً ! بالفعل إجازتك يا أبي إنتهت فهل أنت مستعد للعودة ؟ "
ضحك آيكو بخفة بينما يجيبه :" و إجازة أحدهم إنتهت وسيعود للمدرسة مُنذ الغد ولن يتفرغ لشيء آخر ! "
نظر له بسرعة بينما يتحدث بفخر :" المقالب لا تحتاج لوقت ! هي دائماً سريعة و مُمتازة وذات تأثير كبير ! "
أجابه بملل :" لو أنك تهتم بدراستك هكذا يا بُني لكنت الأول "
عبس بقوة وهو يجيبه :" هذا العام كنت قد وعدتك أن أجعل نفسي أفضل ! لكنك أحضرت ما يُلهيني عن دراستي لذا هي غلطتك "
تنهد بتعب قبل أن ينطق بتساؤل :" فقط أنت لم تقابل سوكي من قبل إلا بالشركة و نادراً فما مُشكلتك معها ؟! "
أجابه بغيظ :" عليك أن تثق بي هي مُتملقة فقط ! أنت لا ترى كيف كانت تتصرف بعد مُغادرتك للمكتب مثلاً , تظهر وجهها الحقيقي , ومن ثم هي أبكت يوشي مرة لذا ستندم "
هو حدق بصغيره بهدوء لا يعلم إن كان يقصد تلك المرة عندما صرخ هو بوجه طفله أما أنها أزعجت صغيره بغيرها ؟! على الأقل الآن هو يدرك بأن هوشي لن يصمت على أي إهانة أو تصرف سيء لذا سيشعر براحة أكبر , يمكنه التدخل و التصرف حينها !
هو فقط فكر أيضاً بأن له زيارة قريبة للقرية أو ربما أمر أفضل , أمر سيجعل تلك الأسرة التي عبثت مع صغيره وزوجته السابقة تدفع الثمن وبشدة !
يمكنه أن يكون لئيماً وبشدة إن تعلق الأمر بأسرته وهم بالفعل إعتدوا عليها لذا ليتلقوا جزائهم بسعادة !
******
أشرقت شمس نهار جديد مُعلن عن نهاية تلك المُغامرة للصغيرين وبداية عودتهم لحياتهم اليومية غير عالمين بالمغامرات التي ما زالت تنتظرهم بالفترة القريبة !
سار بإتجاه فصله بحماس شديد لاسيما بعد رؤيته لساتورو ومن معه وقد تجنبوا الإقتراب منه , هو يعلم أن والده تدخل و وهددهم جميعاً وهذا يُعجبه بالرغم من رغبته بالقيام بعدة مقالب لهم بسبب ضربهم له وتقييده ! لكن الآن هو لديه زوجة والده وهي تستحق كل جهده !
بالأمس هو فقط حافظ على هدوئه واتجه لغرفته للنوم مُباشرة , فقط لإنه مُتعب بالطبع لكن بعد عودته من المدرسة سيتأكد من أن لا يفوت دقيقة واحدة .
ما إن دخل لفصله حتى رآى مُعلمه ناو يتفقد المكان وبعض من طلابه الذين وصلوا مُبكراً هو هتف بسعادة :" مُعلمي ناو ! "
إلتف ناو له على الفور بينما يبتسم بإتساع وما إن وصل الصغير له حتى أمسك أذنه بقوة بينما ينطق بشر :" إذاً تداشي هوشي ! هل نعدد كل بطولاتك بالإجازة يا صغيري ؟ "
وضع هوشي يده على يد مُعلمه بمحاولة منه لإبعاد مُعلمه منه بينما أردف المعلم بخفة :" أولاً أنت ببساطة تبادلت الأماكن مع توأمك وخدعتني ! ثانياً جعلت طفل بريء كيوشي يساعدك على تنفيذ مقلب ما و أوقعته بمشاكل جمة ! ثالثاً كدت تدخل السجن بسبب عبثك , رابعاً فضيحة أسرة كيجي أثق دون أن أرى أنك السبب بها ! "
هو تحرر أخيراً ليقف بفخر بينما يجيبه :" أتسمي هذا شيء يستحق عقاباً ؟! ظننت أنك تجاوزت هذا التفكير مُعلمي , أنظر أولاً أنا رأيت أُمي و ثانياً هذه التجربة ستفيد أخي كما أنه تعرف على أبي ! و ثالثاً هذا لم يحدث لذا لا يهم الحديث بشأنه أما رابعاً فهم يستحقون الأسوء تماماً ! "
أومأ إيجاباً بينما ينطق :" حسناً لا بأس , إذاً تداشي أول فرض عليك القيام به هو تفصيل لي ماحدث برحلتك تلك وكل ما قمت به مع النتائج ووجهة نظرك و أتوقع أن تسلمه بنهاية الأسبوع القادم إن لم ترغب بأن تعاقب بالحجز ! "
تجهمت ملامحه بينما يتجه لمقعد بجوار النافذة بينما ينطق بتهديد طفولي :" كنت قد قررت توفير كل مجهودي لزوجة أبي لكن أنت تدفعني لصنع مقلب خصيص لك ! أهلاً بك مُجدداً بقائمتي مُعلمي "
ضحك ناو بمرح وهو يجيبه :" يمكنني الإعتياد على ذلك لعام آخر ! "
*******
ضحك بخفة وهو ينطق بلطف :" لم أتخيل أن تفعل أنت بالذات أمر كهذا ! "
هو أخفض رأسه عندما تقدم المعلم منه وبعثر شعره بينما ينطق بخفة :" إذاً هل إستمتعت بوقتك مع والدك ؟"
ابتسم بسرعة وهو يذكر اليوم الذي أمضاه بالكامل مع والده ليومئ إيجاباً بسعادة , هو حقاً كان يوماً مُذهلا و أحبه بشدة , و بالرغم من كُل ما عاناه هو فقط سعيد بأنه تجرأ ووافق على خطة توأمه !
بالنهاية ابتسم هارو بلطف وهو يرى الجواب يشع من عينا الصغير أمامه ليتحدث بلطف :" إذاً يوشي أمامك أسبوع لكتابة الفرض الصيفي و الذي لا أظن أنك .."
صمت وهو يرى يوشي يخرج له دفتراً ما ويضعه أمامه بينما يتحدث بهدوء :" لقد فعلت فور عودتي بالأمس و قبل أن أنام ! "
ضحك بسرعة فحقاً هذا الصغير شيء آخر تماماً لا يمت لتوأمه بصلة !
~ نهاية الفصل ~
قراءة ممتعة 😍
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top