7

غادر المنزل بعد أسبوع من بقائه به، بعد أسبوع من تذمر زوجته، و اتصالات مديره المزعجة، أسبوع واحد كان كفيلا أن يهرمه، و يجعله أكبر من سنه بسنوات، لم تفارق ملامح إيناس البائسة ذاكرته، أيعقل أن يؤذي الإنسان الشخص الذي يحبه بهذا الشكل القاسي ؟ هو قد فعل، و ما زال لا يجد سببا منطقيا لما فعله بها، بعد فقدان إيناس كان تائها، غارقا لا يدري أي قرار صائب و أيهم خطأ، فدفع ثمن ذلك فادحا، ما الأسوأ من أن يعاقب الاباء بأبنائهم؟ لا شيء أسوأ من ذلك. اتصل بمساعده يسأله عن موقع إيناس، فبعث له عنوان عيادة لمعالج نفسي، زفر بعمق بعد أن تذكر كلامها

" لقد رأيته في منامي الليلة الماضية، قال بأنه يكرهني، دفعني بعيدا عنه حين أردت احتضانه .. سيعود أليس كذلك ؟ لا يمكن لأحد أن يكره أمه أليس كذلك ؟ .. "

كان لابد له من لقائها، لكن ماذا سيقول له ؟ لا شيء سيغفر له، و لا يستطيع إنقاذها بعد الان، و لا إنقاذ نفسه.

وقف أمامها ينظر إليها، متفحصا كل شبر في ملامحها، يبحث عن أية إشارة لعتاب، ينتظر منها أن تصرخ في وجهه، أن تصفعه، أن تشير إليه بأصابع الاتهام، لكنها ساكنة جدا، بالكاد ترمش بعينيها، ليقول متلعثما

-" لم تفارق عيناي صورته.. يبدو أنه يشبهك "

تابعت المسير دون أن تكلف نفسها عناء إجابته، ليسير بهدوء إلى جانبها، ثم استأنف كلامه بنبرة قلق و تأنيب ضمير

-" لا تبدين بخير "

إبتسمت بسخرية لتجيب

-" لم أره في المنام الليلة الماضية، لقد رحل إلى الأبد، لا أستحق رؤيته في منامي حتى "

أدار وجهه خشية أن تلمح الدموع المتجمعة في عينيه

-" سأبحث عنه "

رفعت حاجبها قائلة

-" هل تعتقد أنني لم أبحث عنه؟ لن يعود أبدا.. فقدانه عقاب لكلينا على ذلك الحب اللعين و ذلك الزواج الغبي .. ها أنت ستصبح أبا مجددا، لكنني لن أعرف الأمومة بعده أبدا، و لا أستحق أن أفعل"

لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك، إنهمرت دموعه ليمسحها بسرعة، ثم يقول مخففا عن كليهما

-" لابد أنه في مكان أفضل، مع عائلة تحبه، لابد أنه سعيد بعيدا عنا "

لا يعرف كيف قال ذلك، فهو عكس ما يفكر به تماما، لكنه خرج من فمه بشكل لا إرادي. كادت تقع بعد أن شعرت بدوار شديد، فأمسك بها لتدفع يده عنها بعنف، و تصرخ في وجهه

-" لا أريد رؤيتك مجددا "

ركبت سيارتها الفاخرة، و ابتعدت، أما هو فيكاد لا يصدقما حدث و يحدث، عاد إلى منزله منهزما، لم يحدث زوجته منذ أن عرف بمسألة الطفل.يحاول التهرب من كل شيء، لكن ما باليد حيلة.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top