الفصل العشرون
لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————
«أرنبك هنا جيمين.» قال جونغكوك بعينين دامعتين وهو يدفن رأسه أكثر في رقبة جيمين بينما يشد الآخر على عناقهما أكثر وأكثر كلما مرت ثانية «أنا هنا.»
مرت لحظات قبل أن يفصل جيمين عناقهما، ففي النهاية كانا يتعانقان أمام أشخاصٍ أتوا ليستمتعوا بوقتهم قبل الظهيرة، من الجيد أن الأغلب نائم في هذا الوقت والمقهى ليس ممتلئًا.
أمسك جيمين بيد جونغكوك وسحبه نحو طاولتهم حيث تجلس الفتيات مستغربات من اختفاء جيمين الفجائي «جيمين!» نادت زايا باستغراب ووقفت ذاهبة لجيمين الذي لا يزال يمسك بيد جونغكوك، نظرت ليديهما ثم لجيمين «أهو..» قالت ثم ألقت نظرة خاطفة على جونغكوك «إنه الذي كنت تبحث عنه صحيح؟»
أومأ جيمين مبتسمًا وهو يشد قبضته على يد جونغكوك، أومأت زايا مبتسمة بعطف ثم أشارت للطاولة برأسها «لنذهب ونجلس، يمكنكما أن تتحدثا وأنتما جالسين.»
جلست زايا بجانب أحلام وأشارت لتيما بأن تأتي لتجلس بجانبها «ما الذي يحصل؟» سألت تيما بهمس وهي تجلس يمين زايا.
«جونغكوك وجيمين صديقا طفولة وقد تفرقا عن بعضهما قبل أربعة عشر سنة، أعتقد أن تايهيونغ هو صديقهما الثالث.» أجابتها زايا بالهمس ذاته.
كان جيمين يميل بجسده كي يواجه جونغكوك، كان ينظر لكل تفاصيل وجهه وكأنه يريد أن يحفظها قبل أن يفقده مرة أخرى، وكان جونغكوك يفعل المثل، كلاهما كانا يحدقان في بعضهما قبل أن يستوعب جيمين ما يحصل «تايـ-» نطق بعجل وبخوف «أين هو تايهيونغ؟! هل تعرف مكانه؟ هل هو بخير؟»
أومأ جونغكوك بعجل وهو يبتسم يُحارب الدموع التي تريد أن تقع «إنه آتٍ أيضًا.»
«هنا؟!» سأل جيمين مرة أخرى كي يؤكد على ما سمعه «سيأتي هنا الآن؟» سأل مرة أخرى لتقابله إيماءة من جونغكوك.
«أريد..» ابتلع ريقه «أريد أن أرى صورة له، أريد أن أرى كيف يبدو الآن.» وما كان من جونغكوك إلا أن أخرج هاتفه ليريه صورته مع تايهيونغ في حديقة الحيوانات، وأخرى لتايهيونغ وهو يقف بجانب قفص النمور.
كان جونغكوك يعلم بأن جيمين يعتبره وتايهيونغ كأخويه الصغيرين وأن عليه حمايتهما، وأنه كان سيفعل أي شيء من أجل ذلك. كما أنه كان يعلم بأن علاقته مع تايهيونغ أكثر من علاقة صديقين أو أخوين، كانا كروح واحدة قسمت لجسدين، كان أحدهما يشعر بألم الآخر قبل أن يعرف عنه، لذا فعندما رأى جيمين على وشك البكاء لرؤية صورة تايهيونغ ربتّ على ظهره للتخفيف عنه.
في محاولة لتخفيف جو الكآبة الذي ساد على الطاولة وضع جيمين يديه في حجره وبدأ يهز نفسه للأمام والخلف «أوه لِمَ أبكي كالطفل في لقائي الأول مع صديقات حبيبتي؟» ضحك ثم نظر لأحلام «أنا بارك جيمين، صديق طفولة تايهيونغ وجونغكوك وحبيب زايا.»
ابتسمت أحلام له «تشرفت بمعرفتك جيمين.»
نظر جونغكوك لزايا «يبدو أنك تعرفين الكثير عني مسبقًا، لكن لا ضير من أن أعرف بنفسي بشكل رسمي.» ثم ضحك و ظهرت ابتسامته الأرنبية «أنا جيون جونغكوك.»
ضحكت زايا وهي تمد يدها لتصافحه «أنا زايا، سررت بمعرفتك.»
«ألا تجدون أنه من الغريب أننا نعرف أنفسنا بأسمائنا الأولى فقط لكنهما -بالإضافة لتايهيونغ- يذكرون أسماء عائلاتهم أيضًا؟» سألت تيما.
«هذا لأن الكاتبة لم تعطِ عائلاتنا أي اسم.» أجابتها زايا بلا مبالاة وهي تنادي نادلًا ليحضر بعض الماء.
«هاه؟» شعرت أحلام بالضياع للحظة «ما الذي تتحدثان عنه؟» سألت وتلقت 'لا شيء' من زايا وتيما لتُترك مرة أخرى مع تساؤلاتها بغير جواب.
أعاد الجميع نظره لجيمين الذي كان يهز نفسه كي يهدأ قليلًا وينظر ليديه ثم لبداية الرواق ينتظر اللحظة التي يرى فيها تايهيونغ يأتي عبره «هل يعرف تايهيونغ أنني هنا؟ أعني في لندن.»
أومأ جونغكوك له «لقد عرف عن كونك في لندن قبل قليل، هو الذي أرسل لي صورتك وأخبرني بوجودك هنا.» قال ثم أخذ كأس ماءٍ ليروي به عطشه بعد كل ما حصل «لكنه لا يعلم أنك هنا في المقهى، لم يكن أي أحدٍ منا يعرف.»
«لقد أخبرتني أحلام بأن زميلها يدعى تايهيونغ.» تحدثت زايا باعتذار «لكن لم يخطر على بالي بأنه هو تايهيونغ ذاته صديق طفولتك.»
أومأ جيمين بتفهم «المهم أننا وجدنا بعضنا البعض الآن.» أنهى كلامه مبتسمًا ثم أعاد نظره لبداية الرواق «أشعر بالتوتر..» أضاف هامسًا لنفسه.
«لقد وصل تايهيونغ.» تحرك نظر جيمين إلى أحلام «قلت له بأننا نجلس نهاية الرواق، إنه آتٍ الآن.» قالت وهي تغلق هاتفها ثم تضعه على الطاولة، وفي الوقت ذاته أعاد جيمين نظره لبداية الرواق وهو يشعر بأن قلبه سيخرج من قفصه الصدري لسرعة خفقانه.
سيأتي صديق طفولته في أي وقت الآن.
سيظهر من وراء تلك الزاوية وسيراه لأول مرة بعد فترة تزيد عن العقد.
سيرى تايهيونغ، صديق طفولته تايهيونغ، أخاه الصغير تايهيونغ.
وأخيرًا ظهر تايهيونغ من خلف الزاوية ينظر للأرض سامحًا لشعره بأن يغطي عينيه، لم يرفع رأسه إلا عندما سمع ارتطام كرسي جيمين الذي نهض من عليه بسرعة.
في تلك اللحظة ظنت أحلام بأن جيمين سيرمي بنفسه على تايهيونغ ويحتضنه فورما يراه لكن ذلك لم يحصل، لقد تجمد كلاهما، جيمين واقفٌ وكفاه على الطاولة، وتايهيونغ واقفٌ في بداية الرواق عيناه متسعتان وشفتاه تأبيان أن تنطبقا على نفسيهما. في لحظة تحركت عقارب الساعة في عالميهما وانطلق جيمين من خلف الطاولة إلى تايهيونغ محتضنًا إياه بكل القوة التي أوتيت له في تلك اللحظة، سامحًا للدموع الساخنة بأن تشق طريقها نحو ملابس تايهيونغ بينما يرخي هو جسده المتصنم بين يدي صديقه ليبادله العناق.
«أنا آسف.» همس جيمين بغصة «أنا آسف، أنا حقًا آسف.» لكن هذه لم تكن نهاية الاعتذارات «أرجوك سامحني تايهيونغ.» أكمل وهو يشهق «سامحني لأنني تركتك وفشلت في حمايتك منها.» أنا لا أستحق أن أناديك بتاي.
أبعد تايهيونغ نفسه قليلًا عن جيمين وأمسك بوجهه كي ينظر له عن كثب «أنت جيمين.» همس له «أأنت حقًا جيمين؟» سالت دموع تايهيونغ على وجنتيه عندما أومأ جيمين مبتسمًا والدموع تشق طريقها على وجنتيه ثم أعاد احتضانه مرة أخرى سامحًا لشهقاته بالخروج.
لم يكن هناك أي أحد في الرواق غير أصدقائه، وهو لا يهتم أساسًا إن رآه أي أحدٍ يبكي الآن، لقد وجد جيمين، وهذا كل ما يهم، لقد وجد صديق طفولته وملاكه الحارس كما أسماه في صغره «لقد وجدناك أخيرًا.» ضحك «أنت بجانبي أخيرًا.»
أبعد تايهيونغ نفسه عن جيمين ثم اقترب من الطاولة وهو يجره خلفه، ذهب لجونغكوك الذي وقف فورًا واحتضنهما كلاهما وهو يبتسم على الرغم من دموعه التي كانت لا تزال تسقط كأنها أمطار ديسمبر «جيون لقد عاد، لقد عاد جيمين لنا.»
كان موقفًا مؤثرًا للغاية، حاولت زايا أن تحبس دموعها لكنها فشلت في ذلك، سقطت بعض الدموع من تيما أيضًا، أحلام التي كانت تقول بأنها لا تبكي على الإطلاق شعرت بالدموع تخرج من مدمعيها لكنها تماسكت رافضةً أن تقع، وهنا قررت زايا بأن عليهم ألّا يضيعوا الوقت في البكاء وأن عليهم أن يجلسوا ويطلبوا شيئًا من المقهى كي لا يكون هذا الحجز بلا أي فائدة.
«إحم.» لفتت انتباه الخمسة وهي تمسح دموعها التي سقطت «أعلم بأنكم قد رأيتم بعضكم بعد عقد وبحث طويلين ومؤلمين، لكن من الأفضل أن نجلس جميعنا ونأكل شيئًا كي نتعرف على بعضنا.» قالت وهي توزع قوائم الطعام عليهم بعد أن جلس جونغكوك وتايهيونغ يتوسطهما جيمين «الآن اطلعوا على قائمة طعامهم واختاروا ما تريدون أكله ثم بإمكاننا جميعنا أن نتعرف على بعضنا أكثر.»
وافق الجميع وبدأوا باختيار ما يريدونه، مر بعض الوقت قبل أن يتم وضع طبق كل شخص منهم أمامه.
«إذًا جيمين» قالت أحلام وهي تضع كأس القهوة المثلجة على الطاولة «كيف قابلت زايا؟»
فجأة بدأت زايا تكح بعنف «عذرًا.» قالت وهي تضرب صدرها بخفة «هل يمكن أن لا تعرفوا القصة؟»
ارتسمت ابتسامة مكر على وجه أحلام وتيما «لا.» قالتا في وقت واحد وضحك جيمين وجونغكوك على هذا.
«لِمَ لا تريدين أن نعرف القصة؟» سأل جونغكوك.
«إنها محرجة بعض الشيء..» مررت زايا يدها خلال شعرها في محاولة لإبعاد الإحراج قليلًا «جيمين لا تقُلها أرجوك.»
«لا أعتقد أنني أملك خيارًا آخر.» قال جيمين بأسف وهو يرفع كتفيه قليلًا «آسف حبيبتي.»
وضعت زايا رأسها على الطاولة لتخفي احمرار وجهها وهي مبتسمة «لا تقُلها أرجوك..» انتحبت.
«لكنكِ تبتسمين!» اعترضت تيما ضاحكة.
«هي من النوع الذي يضحك عندما يُحرج.» تدخلت أحلام بسرعة «المهم جيمين، تفضل وأخبرنا بالقصة.»
«لقد تحرشت بي صديقتكم قبل أن نتعرف حتى.» قال جيمين بدرامية جاعلًا جميع من على الطاولة يشهقون بصدمة، و يحولون أنظارهم لزايا.
«لستِ لعوبةً فحسب بل أنتِ قليلة أدبٍ أيضًا!» أعربت أحلام بصدمة.
«لم أفعل!» رفعت زايا رأسها باعتراض وحاولت الدفاع عن نفسها «لقد كان عن غير قصد!»
«صحيح.» قال جيمين بسخرية «كيف يكون ضربك لمؤخرتي بغير قصد؟»
احمر وجه زايا عندما تعالت ضحكات الأربعة الآخرين «لقد كنتُ خائفة فحسب.»
«ووجدتِ الأمان في مؤخرته؟» وضعت زايا رأسها على الطاولة مجددًا بعد تعليق جونغكوك الذي أثار ضحكات الجميع مجددًا.
اتجهت الأنظار لجيمين مرة أخرى كإشارة لأن يبدأ في رواية القصة «كنت في المكتبة أبحث عن كتابٍ جيد لأستعيره، وبينما كنت منغمسًا بالبحث دون أن أتدخل في ما لا يعنيني شعرت بشيء يصطدم بمؤخرتي.» حدق الجميع به بحماس مبتسمين وهم ينتظرون أن يكمل قصته «كان رأس زايا.» وانفجروا ضاحكين.
حاولت زايا الدفاع عن نفسها مجددًا «لقد ظننت أنه أسقط شيئًا لذلك انحنيت لآخذه وأعيده، لكن ذلك الشيء كان صرصارًا عملاقًا!»
«توقفي عن الكذب.» قاطعها جيمين وهو يضحك «لقد كان بحجم إظفاري.»
فتحت زايا فمها لتقول شيئًا لكن لم يخرج أي صوت منه، يبدو أنها كانت تحت تأثير صدمة خيانة جيمين لها «.. كان أكبر من ذلك..» قالت بعبوس أضحك جميع الموجودين.
«أنا أصدقك عزيزتي.» قال جيمين وهو يضحك «المهم أنني أنقذتها من الوحش العملاق الذي كاد أن يلتهمها.» أكمل جيمين سخريته من حبيبته التي أدمعت عيناها من الإحراج «بعدها دعتني لأحد المقاهي كاعتذار، تحدثنا قليلًا وتبادلنا أرقام الهواتف ثم أخذتها في موعد الأسبوع الذي يليه.»
ابتلعت تيما اللقمة التي في فمها بسرعة كي تعلق «مواعيدك تأتي بسرعة البرق جيمين.»
«هل يمكنك أن تلومينني؟» سأل وهو ينظر لزايا بنظرة حالمة «إنها جميلة و لطيفة وأعجب فؤادي بها من أول تحرش.» قال جيمين مبتسمًا وهو لايزال يسخر من حبيبته المحرجة التي تمتمت «حتى تايهيونغ يضحك عليّ، لِمَ لا تصدقونني؟!»
«سنصدقك عندما يصير طولك ١٥٥ سم.» ألقت أحلام بكلامها ساخرةً من طول صديقتها «أما الآن فنحن لا نأخذ بكلامك.»
ظل الستة يسخرون من بعضهم البعض دون أن يتطرقوا لموضوع افتراق الفتية الثلاثة كي لا يعود الجو حزينًا حتى أنهوا طعامهم، أعطت زايا ثمن ما تناولته هي وجيمين لتيما قبل أن تتقدم لتسحب الفتى مبتعدةً قليلًا عن الجميع.
«جيمين تعال قليلًا..» نادته بهمس «ما رأيك في أن تذهبوا أنتم الثلاثة لشقتي؟ أنا متأكدة بأن لديكم الكثير لقوله، ولا شك في أنك لا تريد من شريكك في السكن أن يخرِّب عليكم جلستكم.»
«هل تعلمين بأنك تبدين لطيفةً عندما تقلقين؟» قال جيمين وهو يبعد خصلةً من شعرها الكستنائي عن وجهها ليدفنها خلف أذنها حتى تبتسم على الرغم من أن بعض القلق لا يزال باديًا على محياها، عدل وشاحها طلبًا للحصول على دفء أكثر منه لتحارب برد أكتوبر ثم ابتسم لها «سنذهب لشقة تايهيونغ وسنتحدث هناك، لا تقلقي.»
استدار لكنها أمسكت بمعصمه قبل أن يتجه لجونغكوك وتايهيونغ اللذين ينتظرانه عند الباب «لحظة، هل أنت متأكد من أنك ستكون بخير؟»
أومأ لها مبتسمًا وقال «لا تقلقي علي.»
- لكن-
- عليكِ أن تتحدثي مع صديقتكِ أنتِ أيضًا.
أومأت له ثم احتضنته بقوة «سيكون كل شيء على ما يرام.» همست له.
أحاطها بذراعيه وقرّبها لجسده أكثر، وكأنه يريد أن يأخذ منها بعض القوة والشجاعة ليواجه صديقي طفولته «أعلم.» همس لها ثم اتجه لأصدقائه قبل أن تتجه هي بدورها لأحلام.
«أحلام.» نادت كي تستدير لها «ما رأيك أن تأتي لشقتي؟»
«لماذا؟» رفعت الأخرى حاجبها مستغربة.
«لم نتحدث معًا لفترة طويلة للغاية.» قالت لها مبتسمة «أعتقد أنكِ تدينين لي بتوضيح بعض الأشياء.»
—————
فشلتنا زايا عند الناس🤦🏻♀️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top