الفصل السادس والأربعون
لاتنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————
السبت، الخامس من شهر ديسمبر.
«يكتشف الغامضَ والمثير، يستنتج بالعقل الكثير!» كانت الساعة تشير للرابعة عصرًا وكانت أحلام تغني بينما تعيد ترتيب خزانتها متناسيةً كل ما حدث بالأسبوعين الماضيين.
«كونان! الرجل الصغير، يسعى دائمًا!» جاءها صوت زايا من خلفها لتجفل من خلف باب خزانتها وتتوقف عن الغناء كي تسمع سؤال صديقتها «لمَ باب شقتك مفتوح؟»
«نسيت إغلاقه بعد عودتي من المتجر» أجابتها مغلقةً باب خزانتها ثم جلست فوق سريرها الذي اشتاقت له كثيرًا «ما الذي تفعلينه هنا؟»
تربعت زايا أمامها «مرَّ أسبوع مذ رأيتكِ آخر مرة، ألا يحق لي أن آتي؟»
«البيت بيتك.» ضحكت أحلام وجرت وسادةً لتضعها بحجرها بينما تسند ظهرها على أخرى «ما الذي حدث أثناء غيابي؟»
«لم يحدث الكثير..» فكرت زايا قليلًا «يونجين كانت بالمستشفى لبضعة أيام ثم نُقلت للسجن حتى موعد محاكمتها، كنا نظن أن بارك دوكسو قد اختطفكما لكن تبين أن ذلك الرجل كان مقتولًا قبل الحفل بيومين وكان القاتل حبيب يونجين الذي كان يخبرها عن مكانك أنتِ وتايهيونغ.. لقد قُبض عليه أيضًا.»
«أتمنى أن تتعفن يونجين في السجن وتموت موتًا بطيئًا مليئًا بالألم والعذاب.» علّقت أحلام مغمضةً عينيها مميلةً رأسها للخلف.
- ماذا عنكِ؟
- ماذا عني؟
- أخبريني بما حدث بالتفصيل.
«وهل تظنين أنني أعرف التفاصيل؟ لم يخبرني تايهيونغ بأي شيء.» سخرت أحلام من حالها بالأسبوع الماضي ثم أكملت «كان ينفعل بسرعة وقد أخافني بضعة مرات، حتى أني ظننت أنه سيضربني!»
شهقت زايا «هل فعل لك شيئًا؟»
- كلا، كان يفعل كل ما بوسعه كي أكون بخير وكان يقدم راحتي على راحته طوال الأسبوع، كان ينفعل إن حاولت إقناعه بأن لا أحد منكم متواطئ مع يونجين؛ لذا اضطررت أن أتظاهر بتصديقه كي لا يحصل ما لا يُحمد عقباه.
- هل أنتِ بخير نفسيًا؟
- فكرت بالأمر على أنني بإجازة ريفية لذا أنا بخير، لا تقلقي.
«ماذا عن علاقتك بتايهيونغ؟ هل ستنفصلين عنه؟» انتظرت زايا الرد من صديقتها لكنه لم يصلها، فتنهدت وأكملت «تيما قادمة أيضًا.»
رفعت أحلام حاجبًا «هل دعوتِ الجميع لشقتي مرةً أخرى؟»
- لم أدعُ أي أحد! هي من لديها السيارة لذا فهي من سيوصلنا لبيت ويليام.
- لمَ سنذهب لبيت ويليام؟
- ألم تمسكي بهاتفك اليوم؟ لقد أرسل للجميع رسالة يطلب منا فيها أن نذهب لبيته، وتيما ستوصلنا.
جلست الفتاتان بهدوء حتى سمعتا صوت قرعٍ على الباب ومن بعده أتى صوت تيما «لمَ الباب مفتوح!» دخلت للداخل سريعًا ورأت الفتاتين ذائبتين على السرير وكأنهما بقيظ يوليو لا صقيع ديسمبر «هل أكلت القردة عقليكما؟ ألا تعرفان أن إبقاء الباب مفتوحًا شيء خطير؟»
«ألم تقفلي الباب بعد دخولك؟» سألت أحلام زايا دون أن تتحرك.
«لا لقد نسيت..» تزحلقت من فوق السرير حتى الأرض لتواجه تيما «ماذا عنك تيما؟»
«سنخرج الآن لذا لم يكن هناك داعٍ لقفله، ارتديا معطفيكما ولنخرج.» غادرت الغرفة ولم تسمع صوت تحركهما فصرخت مجددًا «تحركا يا كسولتين!»
تحركت الفتاتان أخيرًا وارتدت كل واحدة معطفها لتنزلا وتركبا السيارة انطلاقًا حتى منزل ويليام، لكن تيما -كونها تيما- لم تفوِّت فرصة السخرية من الفتاتين.
«زايا هل بكيتِ بالأمس أيضًا؟ لمَ عيناك بهذه الحمرة؟» تنهدت بدرامية ثم أكملت «إنك تسببين الاكتئاب حقًا.»
ضربتها زايا على ساعِدها «اخرسي.»
«هذا كله لأن أحلام تعيش بفلم ولا تعيش بعالم حقيقي.» أضافت تيما لتُكافأ بضربة أخرى من الخلف أتتها من أحلام فضحكت «فلنخرج للتسوق مجددًا عندما تقرران التوقف عن ضربي.»
عمَّ الهدوء بالسيارة بالطريق المؤدي لمنزل ويليام، ولم يُكسر إلا عندما ركنت تيما السيارة فور وصولهن، كان ويليام قد طلب حضور الكل ليطلب منهم مساعدته في تشتيت تفكير تايهيونغ عمّا حدث كي تتحسن حالته، كما أنه أراد أن يتحدث مع أحلام خصوصًا بشأنها وتايهيونغ، وهذا ما فعله فور وصولهن.
«أحلام هلّا حادثتك قليلًا؟» ذهب مع الفتاة للمطبخ ولاحظتْ الهالات أسفل عينيه عندما كان يحاول تجميع أفكاره قبل تحدثه «سُجِّل الأسبوع الماضي على أنه كان إجازةً مدفوعةً لكما أنتِ وتايهيونغ، لكنني لن أخصم هذا الأسبوع منك.» أومأت أحلام فانتقل للنقطة التالية «أعلم أن ما فعله تايهيونغ سيء للغاية وأعلم أنه قد لا يتحسن بسرعة، فما الذي ستفعلينه؟»
- هل تسأل إن كنتُ سأنفصل عنه؟
- بالضبط.
- هل تودُّ التخلص مني أيها الرئيس؟
- بالطبع لا، ولن أستطيع رؤية تايهيونغ حزينًا إن قررت الانفصال عنه أيضًا، لكنني لا أستطيع أن أتغاضى عن تصرفه غير العقلاني وأتظاهر بأنه كان شيئًا طبيعيًا يحصل بأي علاقة ما؛ لذا فأنا أخبرك الآن بأنكِ تستطيعين الانفصال عنه إن أردتِ وليس عليكِ أن تشعري بالسوء حيال ذلك.
- تبدو وكأنك تشجعني على الانفصال يا ويليام.
- إنني أتلو عليكِ حقك.
ابتسمت أحلام؛ ويليام رجل شريف حقًا «لن أنفصل عن تايهيونغ لأن ما فعله -على الرغم من كونه خاطئًا- كان مقصده حمايتي، كما أنه لا يحتاج ما يضايقه أكثر من الآن.»
- هل ستبقين لأنك تشفقين عليه؟
- بل لأنني أحبه.
تسابقت الدموع فجأة لعيني ويليام تأثُرًا بما قالته أحلام. يالها من فتاة، غيرها كان سيغادر على الفور ويطالب بتعويض بعد رفع قضية «ويليام هل تبكي؟» نفى الرجل برأسه بسرعة فغيرت أحلام الموضوع متظاهرةً بأنها تصدقه «هل يمكنني الذهاب لتايهيونغ الآن؟»
«يمكنك المحاولة، لقد حاول جيمين أن يدخل ويتحدث معه لكنه رفض أن يراه.» تنهد الرجل «ولم يتحدث معي اليوم على الإطلاق، شعرت أنني أتحدث لجدارٍ ما.»
أومأت أحلام بتفهم ثم اتجهت ناحية الدرج كي تتوقف أخيرًا أمام باب غرفة حبيبها، قرعته ثلاث مراتٍ ولم يأتِها أي رد «تايهيونغ هل يمكنني الدخول؟» قرعت الباب ثانيةً وثالثةً لكن لم يصلها أي رد فتراجعت وذهبت للبقية «لم يفتَح الباب ولم يرد، قد يكون نائمًا.»
«ليس نائمًا لكنه لا يريد أن يرد.» نهض جونغكوك من مكانه وصعد «سأجرب أنا.»
قرع جونغكوك الباب مرتين «تايهيونغ سأدخل.»
لم ينتظر جونغكوك ردًا وفتح الباب لتقابله كتلة متكورة تختبئ تحت أغطية السرير، ولم تمر إلا لحظة حتى خرج من خلف الأغطية رأس تايهيونغ ينظر لجونغكوك بحزن.
«قال ويليام لي أن يونجين كانت في المستشفى وأنه من المستحيل لأحدٍ منكم أن يتعاون معها.» أغلق جونغكوك الباب وذهب ليجلس نهاية السرير ينتظر من تايهيونغ أن يكمل كلامه «قال أيضًا أن حبيبها قد قتل والد جيمين وأنه ويونجين بالسجن الآن بانتظار موعد محاكمتهما..»
«ما الذي قاله أيضًا؟» حثّه على التحدث بعد برهة من السكوت.
«قال أنه سيتأكد من أنها ستبقى في السجن مدة طويلة وأنه لن يسمح لها بالخروج.» تحرك تايهيونغ بمكانه قليلًا ثم اهتز صوته وهو يكمل «لقد أحضر طبيبًا وقال الطبيب أنني كنتُ أتوهم أغلب ما حدث لأنها قد عادت فجأة، وأخبرني بأن عليّ أن أسترخي هذه الفترة ولا أفكر بالموضوع وأبقى مع من أثق بهم، ثم أعطاني إجازة مرضية.»
«هل تثق بي؟» سأله فأومأ دون أن يرفع عينيه عن النقطة التي كان يحدق بها «ماذا عن أحلام وجيمين، ألا تثق بهما؟»
- بلى.
- لمَ إذًا رفضت التحدث إليهما؟
- لقد اختطفت أحلام وأطلقت النار على جيمين، لا أستطيع أن أنظر لهما بعد ما فعلته.
زحف جونغكوك مقتربًا من تايهيونغ فغطى الآخر وجهه بغطائه «أنت لم تقصد إيذاء أي منهما، كما أن كلاهما بخير. أحلام قد أتت مع زايا وتيما تضحكن وجيمين بأفضل حال، لقد رأيت كتفه وكان يبدو وكأنه جُرح جرحًا عاديًا، حتى أنه قد نزع الضمادة التي وُضعت له.»
أخرج تايهيونغ رأسه مجددًا «لم يتأذَّ كتف جيمين كثيرًا؟»
- لا.
- وأحلام كانت تضحك؟
- أجل، كلاهما بخير لكنهما قلقان بشأنك.
«ومع ذلك لا أستطيع أن أغفر لنفسي ما فعلت...» أعاد تايهيونغ تغطية وجهه «سيكون من الأفضل للجميع أن أبقى بعيدًا.»
نهض جونغكوك وخرج من الغرفة ورمى نفسه على الأريكة إلى جانب جيمين «يقول أنه لا يستطيع أن يسامح نفسه على ما فعله لجيمين وأحلام وأنه سيكون من الأفضل للجميع أن يبقى بعيدًا.»
ضاق جيمين بتايهيونغ ذرعًا ونهض بغضب متجهًا للأعلى، فتح الباب باندفاع وأغلقه بعنف ثم أبعد الغطاء بوحشية عن الشاب الذي شعر بالصدمة حيال ما يحدث، أمسك بكتفيه ورفعه ليجلس على السرير عوضًا عن كونه متكورًا فوقه ثم زجره «اسمعني جيدًا كيم تايهيونغ، لقد أصبتني برصاصة وهذا يعني بأن عليك أن تفعل ما أريده حتى ولو لم تكن موافقًا على ذلك كي أسامحك؛ لأن تلك الرصاصة أحرقتني وآلمتني كثيرًا، ولأننا كدنا نموت خوفًا طوال الأسبوع الماضي! هل فهمت؟»
ابتلع تايهيونغ ريقه وفتح فمه ليتحدث لكن جيمين عاود زجره مجددًا «هل تعرف كم تعب ويليام وهو يبحث عنك ليلًا ونهارًا ليحاول بعدها أن يتظاهر بالتماسك أمام الجميع؟ هل تعتقد أنه سيرمي كل ما فعله لأجلك عرضَ الحائط لأجل امرأة رخيصة مثل يونجين؟ من الأفضل لك أن تعتذر له وللباقي بدلًا عن تهربك هذا!»
«لست أتهرب!» قطب تايهيونغ حاجبيه «من الأفضل لكم حقًا أن تبتعدوا عني لأن كل ما حدث كان بسببي، لم يكن أي أحدٍ ليتأذى لو لم أكن موجودًا!»
أمسك جيمين بوسادة وبدأ يضرب تايهيونغ بها «صدقني إن كنتَ تفكر بالانتحار فسأحبسك وأضربك حتى يعود عقلك لمكانه الصحيح!» توقف عن ضربه ورفع سبابته ليضغط بها على صدر تايهيونغ بغضب «لم يكن كل شيء بسببك بل كان بسبب يونجين والتي هي الآن في السجن؛ مما يعني أننا سنتخلص منها للأبد. ما فعلته أنت هو أنك تحاول أن تعالج الخطأ بالخطأ، هل تظن أن ويليام سيرتاح لو واصلت تجاهله؟ هل تعتقد أن أحلام ستُسر لو توقفت عن التحدث معها فجأة؟» ضربه مجددًا بالوسادة ثم تركها «كف عن التصرف كالأطفال الأغبياء!»
لم ينبس تايهيونغ بأي حرف فزفر جيمين أخيرًا «لديكَ عشر دقائق تفكر بها وبعدها تأتي للأسفل لتجلس معنا، إن لم تنزل بنفسك فسآتي وأجرك عنوةً، لا تغضبني أكثر.»
خرج جيمين مغلقًا الباب وراءه بالقوة ذاتها ثم نزل لتقابله تعابير المصدومين بالأسفل «ما الذي حدث؟ لقد سمعنا صراخًا وصفعًا للأبواب.» سألت تيما بفضول.
«أعطيته محاضرة قصيرة وضربته بالوسادة ليس إلا، إن لم ينزل خلال عشر دقائق فسأجره إلى هنا.» أجابها جيمين وكأنه لم يفعل إلا ما يُعد طبيعيًا.
«هل جننت؟» سألته زايا بصدمة «حالته النفسية بالحضيض بسبب ما جرى، هل تعتقد أنه كان يحتاج أن يُضرب بالوسائد؟»
«تايهيونغ ليس طفلًا، وإن تركناه على سجيته سيبقى منعزلًا لأنه يعتقد أن هذا هو الحل الصحيح.» استند جيمين على الجدار «كان يحتاج شخصًا يُدخل وجهة نظرٍ أخرى إلى عقله.»
بدأ الستة يراقبون الساعة منتظرين قدوم تايهيونغ حتى مرت عشر دقائق واستعد جيمين ليصعد ويجره من الأعلى، لكنه لحسن الحظ رآه يجر نفسه بنفسه.
وصَلَ أمامهم وتوقف، نظر بسرعة للجالسين ولويليام وجيمين الواقفيْن ثم أخفض نظره وانحنى تسعين درجة أمامهم «أعتذر على المشاكل التي سببتها هذه الفترة، أخذي لأحلام وهربي كان تصرفًا غير لائق أبدًا وسبب تعقُدات كان الكل في غنى عنها. أنا أعتذر لأحلام كوني أرغمتها على البقاء معي في الريف، أعتذر لجيمين لأنني أطلقت النار عليه، أعتذر لبقيتكم لأنني شككت بكم، وأعتذر لكم جميعكم على الجو المشحون والقلق والإرهاق الذي سببته تصرفاتي غير العقلانية. أتفهم إن رفضتم الصفح عني وأتفهم إن أردتم ضربي.»
عمَّ الهدوء ولم يتحدث أي أحد بينما تايهيونغ ما يزال منحنيًا، كانت أنظارهم متمركزةً على أحلام ينتظرون منها قرارًا، ففي النهاية هي من اختُطفت وكانت أكثر من تضرر بعد تايهيونغ منذ ظهور يونجين.
اقتربت أحلام منه ووضعت يدها على كتفه لترفع رأسه وتبتسم له، ثم أمسكت بيده وجرته ناحية الأريكة ليجلس «أنا أصوت لمشاهدة فلمٍ كوميدي!»
عمت الفوضى مجددًا، لكنها هذه المرة كانت فوضى تدل على السعادة والراحة، كانت ذات السعادة التي وُجدت قبل أن تتحطم لقدوم يونجين، ولحسن الحظ تفاقمت هذه السعادة بين ضحكاتهم أثناء استلقائهم وهم يشاهدون فيلما عن سنجاب يحاول الحصول على ثمرة بلوط.
—————
ما تأخرت عن التحديث هالمرة😌✨
الفصل من ١٧٠٠ كلمة تقريبًا، من زمان ما كتبت فصل هالقصر لأحلام😂
المهم تتذكرون لما قلت ان أحلام ممكن تخلص في جبتر ٥٠؟ اي يمكن تخلص قبل اكثر وانه من الحين حزينة☺️💔
ممكن أحلام تنتهي الاسبوع الجاي او الي بعده الله أعلم
بس شنو بتكون هالنهاية؟ سعيدة؟ حزينة؟ نص ونص؟ سعيدة لكن مو بالطريقة الي توقعتوها؟ الله أعلم
اذا كان عندكم اسئلة بخصوص الرواية او اي شي ثاني اسألوا وبجاوبهم في ملاحظة الكاتبة لما تكتمل أحلام
القرّاء الصامتين ترى الكلام لكم بعد، ماتبون تسألون هني اسألوني في الخاص ماعندي مشكلة😂
اشوفكم الاسبوع الجاي💙💙
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top