الفصل الرابع والعشرون

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————

إنه يوم الخميس، وهذا يعني أن الأصدقاء الستة سيذهبون للريف. حزم كل واحد منهم أمتعته وقد تكون أحلام قد حزمت أكثر مما ينبغي بقليل، تبدو وكأنها ذاهبة لرحلة مدتها أسبوع بينما سيقضون أربعة أيامٍ وثلاث ليالٍ هناك فحسب.

جرّت حقيبتها من غرفتها وحتى مدخل شقتها ثم جلست تنتظر زايا حتى تصل، كانت الخطة تقتضي على أن تمر زايا عليهم واحدًا تلو الآخر بدءًا بتيما ثم جونغكوك، تليهما أحلام وبعدها جيمين وأخيرًا تايهيونغ حتى ينطلقوا بعدها لوجهتهم.

رن هاتف أحلام معلنًا وصول زايا للشقة، فأمسكت بحقيبتها الثقيلة وخرجت دون أن تنسى التأكد من غلق الباب. نزلت مسرعة لتقابلها السيارة السوداء التي تتسع لسبعة أشخاص، وضعت حقيبتها في مؤخرة السيارة ثم ركبت وهي تلقي التحية على الموجودين.

- سأجلس في الخلف.

استدارت تيما لتنظر لأحلام التي تمددت على الكراسي الثلاثة الموجودة في الخلف وقالت «أحلام! هل تصدقين أنني أردت أن أجلس في المقدمة بجانب زايا لكنها رفضت!»

تدخل جونغكوك دون أن يرفع عينه عن هاتفه «بالتأكيد سترفض، هل تعتقدين أنها ستفضل جلوسك على جلوس حبيبها بجانبها؟»

تكتفت تيما عابسةً بعد تعليقه وغاصت مجددًا في كرسيها، أما جونغكوك فقد أغلق هاتفه وأعاده لداخل جيبه «لقد أخبرت جيمين أننا آتون له.»

«تقولها وكأننا سنقتله.» سخرت أحلام.

«نحن آتون لك.» قالت تيما بصوت غليظ ومخيف قبل أن ينفجر الجميع ضاحكين.

مرت نصف ساعة حتى وصلت السيارة للمبنى الذي يسكن به جيمين الذي خرج جارًا وراءه حقيبة سفر كبيرة أدخلها صندوق السيارة مثيرًا استغراب الجميع عدا أحلام التي نامت فور تحرك السيارة مجددًا.

حدقت زايا بالفتى الذي يجلس بجانبها ثم علّقت بشك «جيمين تبدو الحقيبة وكأنك وضعت كل حاجياتك بها..»

ضحك جيمين وأردف «أحضرت معي بعض الأشياء التي سنحتاجها هناك.» نظر للخلف مجددًا «ألا يجب أن نوقظ أحلام كي يستطيع تاي الجلوس عندما نصل له؟»

«أقترح أن ندع أمر إيقاظها لتايهيونغ.» تحدثت تيما «ستقتلنا إن أيقظناها الآن.»

«بل ستقتلك إن جعلت تايهيونغ يراها نائمة.» ضحك جونغكوك «دعوها نائمة الآن ولنوقظها قبل أن نصل لتايهيونغ بقليل كي تتحرك ليجلس.»

هزت زايا رأسها رافضةً هذه الفكرة «تيما ستجلس معها بالخلف وتايهيونغ سيجلس أمام أحلام مباشرة.»

«لماذا؟ لا أريد أن أتحرك من مكاني.» تذمرت تيما.

ضحكت زايا «كي لا يتسنى لتايهيونغ رؤية وجهها عندما يستدير.»
مرت بضعة دقائق بعد حتى اتصل جونغكوك لتايهيونغ ليخبره أنهم قد وصلوا، وبينما ينزل تايهيونغ قامت تيما بإيقاظ أحلام المنزعجة كي تتحرك قليلًا ويتسنى لتيما الجلوس، انتهى المطاف بتيما جالسةً أقصى اليسار بينما تستغل أحلام حجرها كوسادة.

أخيرًا أصبح الأصدقاء الستة كلهم في السيارة واتجهوا نحو الريف الذي يخططون لقضاء أمتع أوقاتهم فيه. شغل جيمين الموسيقى وبدأت تصدح بداخل السيارة وربما خارجها أيضًا مما سبب استيقاظ أحلام -التي لم تكن منزعجةً بعد الآن- وأمرِها لجيمين أن يغير الموسيقى إلى أغانٍ كي يستمتعوا قليلًا بالغناء، وهكذا بدأت أحلام تغني مشجعةً الجميع ليغنوا معها.

«يمكنك أن تدعوني بالفنان، يمكنك أن تدعوني بالمغني!» غنّت مع المغني الأصلي «مهما نعتني فأنا لا أهتم.»

انضمت لها تيما «إنني فخور بهذا، إنني حر، لا مزيد من السخرية لأنني دائمًا كنت على ما أنا عليه!»

والآن جاء دور جونغكوك وزايا للانضمام «عمّ تثرثر باستمرار؟»

صار الجميع يغني عدا جيمين وتايهيونغ اللذان ينظران للبقية مستمتعين فحسب «تتحدث، تتحدث، تتحدث.»

«سأفعل ما أريد فعله لذا انشغل بأمورك.» بدأ جونكوك يضرب تايهيونغ وجيمين بكلتا يديه كي يغنوا معهم، حتى اشتعل حماس الستة معًا لتسمعهم يصرخون «لا يمكنك منعي عن محبة نفسي! أوووه أوووه!»

انتشر الغناء الصاخب بالسيارة وخارجها حتمًا لكن لم يأبه أي أحدٍ منهم، ظلوا يغنون الأغنية تلو الأخرى حتى بدأت حناجرهم تتعب من كثرة الغناء، لكن الجانب الإيجابي كان أنهم قد استمتعوا وهم يغنون أثناء تناول الوجبات الخفيفة وأنهم قد وصلوا لوجهتهم أخيرًا. كلهم كانوا سعداء لكن أحلام على وجه الخصوص كادت تطير من الفرح، إن حلمها يتحقق أمامها، ولم يسعها الانتظار حتى الليل لتتأمل النجوم، لكن النجمة الوحيدة التي تستطيع رؤيتها الآن هي الشمس.

دخل الجميع للداخل وتفرقوا داخل البيت ليتأملوه أكثر، فالصور لم توفِه حقه على الإطلاق! كان اللون البني يطغي على أغلب ما هو موجود في ذلك المنزل ذي الطابقين، في الطابق الأول كان المطبخ وغرفة المعيشة، ووُجد في غرفة المعيشة مدفأة مليئة بالحطب الجاف لأيام الشتاء الباردة. غرفتا النوم كانتا في الطابق العلوي للمنزل لذا صعد الجميع ليلقوا نظرة عليهما.

«واه!» خرجت من فم جيمين «هذه الغرفة رائعة وكبيرة، ماذا عن الغرفة الأخرى؟» سأل قبل أن يتجه ليفتح باب الغرفة المقابلة «إنها رائعة وكبيرة أيضًا!»

«كلتا الغرفتين بهما سريرٌ واحد كبير فقط، لكن هذه الغرفة تطل على التل..» أضافت تيما وفجأة دفعت زايا وأحلام لداخل الغرفة وأغلقت الباب عليهن «سنأخذ نحن هذه الغرفة!»

بعد هذا الانقسام نام الجميع بسبب الإرهاق، استيقظت زايا الساعة الثامنة ونزلت للمطبخ لتشرب بعض الماء، لكنها صادفت جونغكوك يلعب بهاتفه في غرفة المعيشة بينما يجلس تايهيونغ وهو يقرأ كتابًا ما «متى استيقظتما؟»

«قبل نصف ساعة.» أجاب تايهيونغ «علينا أن نبدأ بإعداد الطعام ونوقظ الباقين.»

أومأ جونغكوك وأضاف له «أتفق معك، إنني أتضور جوعًا.»

ضحكت زايا «سأذهب لأوقظ النائمين، أنتما أخرجا كل ما نحتاجه لنبدأ إعداد اللحم للشواء.»

«أدوات الشي لازالت في السيارة صحيح.» سأل جونغوك بعد خروج زايا من المطبخ لإيقاظ النائمين.

- أجل.

بينما كان جونغكوك وتايهيونغ يجهزان كل شيء من أجل الشي، كانت زايا تحاول إيقاظ تيما وأحلام «استيقظا! علينا تجهيز الطعام!» نحبت بيأس، لكن لا جواب.

بدأت بهز تيما بخفة في محاولة لإيقاظها لكنها لم تستيقظ، حاولت هز أحلام لكن الثانية لم تستيقظ أيضًا لذا قررت تركهما قليلًا وذهبت لتوقظ جيمين بدلًا عنهما.

لحسن حظها -أو قد يكون لسوئه- أنه لم يكن من الصعب إيقاظ هذا الشاب، لذا فقد اتجهت مباشرة نحو السرير لتوقظه، لكنها شعرت بنفسها تغرق بملامحه فجأة وظلت تتأمل وجهه النائم بينما تنسدل هي على السرير بجانبه.

«لِمَ تحدقين بي؟» همس لها دون أن يفتح عينيه جاعلًا إياها تضحك بتوتر.

- متى استيقظت؟

«عندما شعرت بك تستلقين بجانبي.» فتح عينيه قليلًا واقترب منها ليجرها لصدره ويغلق عينيه مجددًا «لننم قليلًا بعد.»

زايا التي كانت ترفض احمرار وجهها اعترضت «عليك أن تنهض لتساعد تايهيونغ وجونغكوك في تحضير الشواء.»

امتعض جيمين قليلًا لكنه استسلم ونهض من مكانه «عليّ أن أنهض أصلًا كي أتمكن من النوم ليلًا.»

عادت زايا لغرفة الفتيات لتحاول إيقاظهم ورأت تيما شبه مستيقظة «لقد استيقظتِ أخيرًا! هلّا ساعدتني في إيقاظ أحلام؟»

- اسكبي الماء على وجهها وستستيقظ، أنا ذاهبة للحمام.

- أولًا: لن أفعل. ثانيًا: اذهبي للحمام السفلي، جيمين بالأعلى.

بعد محاولات عديدة وهزٍ كثير استطاعت زايا إيقاظ أحلام أخيرًا ونزلت لتساعد البقية في إنهاء ما تبقى، اهتم الأولاد بالشيّ واهتمت الفتيات بتجهيز المكان ليأكلوا في الهواء الطلق.

«أوه الجو بارد هنا.» ولّدت تيما بعض الاحتكاكات بين كفيّها طالبةً القليل من الدفء الذي لم تتمكن من الحصول عليه «متى ستنهون الشواء؟ ألم تتجمدوا؟»

«لقد تبقى القليل.» أجابها جيمين ثم أضاف له جونغكوك «تعالي وخذي ما أنهينا شيّه للداخل قبل أن يبرد.»

أخذت تيما الصحون وهرولت سريعًا للداخل وهي تتمتم «الجو بارد الجو بارد الجو بارد.» جاعلةً جونغكوك يضحك على ذلك «إنها مضحكة.»

«إنها خرقاء.» صحح تايهيونغ بينما يقطب حاجبيه وهو يبعد دخان الشواء عن وجهه.

استغرب جيمين من تعليقه واستغرب أكثر بعد سؤال جونغكوك «ما سبب قسوتك عليها هكذا؟»

لم يجب تايهيونغ لكن تيما التي أتت لتأخذ المزيد من اللحم أجابت عوضًا عنه بابتسامة غرور«إنه لا يحب كوني قريبةً للغاية من أحلام، لذا فهو يغار مني.»

«ألا تساعدك في التقرب منها؟» سأل جيمين.

«بلى، ولهذا لا أستطيع قتلها مع الأسف.» قال تايهيونغ بأسف واضح لتذهب تيما له وتضرب يده بخفة ضاحكة «أعلم أنك تحبني لذا لا تحاول التظاهر بأنك تكرهني.»

ابتسم تايهيونغ قليلًا «ربما.»

—————
الواتباد: "2k reads"
انا: قراءات أحلام!؟

شكرًا على الألفين🥺💙💙💙

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top