الفصل الرابع عشر
لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————
كان تايهيونغ يقف بجانب أحلام أمام مطعمه المفضل، وسبب تجمدهما في مكانهما كان ورقة أُلصقت على نافذة المطعم تقول: المطعم مغلق مؤقتاً.
«هل لاحقني حظي النحس إلى إنجلترا أيضًا؟» نحبت أحلام وهي تضرب الأرض بباطن قدمها، ثم واجهت تايهيونغ بابتسامة مصطنعة «أنا أموت من الجوع، لنذهب لمطعم آخر لو سمحت.»
«لا أعرف الكثير من المطاعم في هذه المنطقة..» تمتم تايهيونغ، رائع، إنني أخرب كل شيء.
«لا أمانع شراء بعض الطعام من السوق المركزي.» ابتسمت أحلام باستسلام «المهم أن أحصل على الطعام.»
همهم تايهيونغ موافقًا إياها ثم بدأ وأحلام رحلة البحث عن أقرب سوقٍ مركزي في تلك المنطقة. لنكونَ صادقين: لم يكن تايهيونغ يعرف في تلك المنطقة غير مطعمه المفضل، لذا فلا شك بأن كونه مغلقًا قد خيب آماله بعض الشيء. على كلٍ، بعد السير لمدة خمس عشرة دقيقة في شوارع المدينة وصلا أخيرًا للسوق المركزي الذي أرادت أحلام أن تحتضنه لولا الحياء الذي منعها من ذلك.
«ما الذي تريد أن تأكله تايهيونغ؟» سألت أحلام بينما تذهب لتأخذ سلة حمراء من بين كومة السلال المصفوفة بجانب الباب المتحرك.
رفع تايهيونغ كتفيه دلالة على عدم معرفته بما يريد وما كان رد أحلام على ذلك إلا أن بدأت رحلة أخرى لشراء السوق كله كي يأكل تايهيونغ، حتى ولو كانت تحاول إقناع نفسها بأنها ستشتري السوق لنفسها.
- هل تريد أن نشتري بعض النودلز الجاهزة؟
- ألن يكون تناولها أثناء سيرنا صعبًا؟
«لم أفكر بهذا..» أحلام أيتها الغبية متى ستتوقفين عن إحراج نفسك هكذا؟ «إذًا ما رأيك بهذا؟» أضافت و هي تشير نحو كيس مليء بالكرواسون.
نظر تايهيونغ للكيس ثم عقد حاجبيه «ألم تذكري سابقًا أنكِ لا تحبين الزعتر؟»
«أنا لا أحبه بالفعل، هذا لك وليس لي، أنا سآخذ هذا.» قالت وهي تشير نحو كيس آخر كُتب عليه أنه كرواسون عادي.
سحبا الكيسين ودفع تايهيونغ ثمنهما على الرغم من اعتراض أحلام قائلًا بأنه تعويض بدلًا عن المطعم الذي وُعدت به.
خرجا من السوق وسارا على غير هدى بينما يأكلان الكرواسون حتى بدا لهما تجمهر ما، وبطبيعة الحال اتجها نحوه.
«عذرًا يا آنسة.. ما الذي يحدث هنا؟» سألت أحلام بابتسامة ودودة رسمتها على شفتيها قبل أن تسأل المرأة الواقفة قريبًا منها.
«هنا مكان شراء التذاكر للكرنفال الذي سيبدأ الساعة الرابعة.» ردت عليها الشابة بحماس «لا تفوتيه، إنه رائع!»
التفتت أحلام نحو تايهيونغ الذي كان ينظر للأرض مشغولًا بركل بعض الحصايات بقدمه ويداه قد قبعتا بداخل جيوب بنطاله الخلفية «ما رأيك؟ هل ندخل؟»
- هل تريدين الدخول؟
صار الآن دور أحلام لترفع كتفيها «يبدو الأمر مسليًا.»
«حسنًا إذًا لم لا؟» رد تايهيونغ وهو يخرج محفظته من جيبه ويقف في نهاية طابور المصطفين لأجل شراء التذاكر، أمسكته أحلام من معصمه واعترضت «نحن لم نتفق على أن تدفع ثمن التذاكر أيضًا!»
نظر لها تايهيونغ بلامبالاة «إن تكلفة المطعم عالية بالأصل، لذا كنت متوقعًا أنني سأدفع الكثير منذ البداية.» أمسك بمعصمها وسحبها لتقف بقربه كي لا تضيع بين الحشود «كفي عن التذمر لو سمحتِ.»
أحلام كانت تحترق. هل كان هذا لأنها خجلة أم لأنها غاضبة؟ الجميع يعلم بأن الجواب هو الأول، لكنها تحاول أن تقنع نفسها بأنه الأخير.
يبدو أكثر.. انفتاحًا؟ توقعت أنه سيرفض فكرة الكرنفال بسبب وجود العديد من الناس، لكن ربما لا.
«تبقت عشرون دقيقة على موعد الكرنفال.» قال تايهيونغ بعد أن أعطى أحلام تذكرتها «هل تريدين الذهاب لذلك المقهى بينما ننتظر؟»
«أجل لنذهب.» أجابت وسحبت معصمها برفق من قبضته متجهةً لداخل المقهى الذي لم تلحظ وجوده.
فور أن جلسا سألها تايهيونغ إن كانت تريد أن تشرب شيئًا «هل تريد أن تُفلس قبل أن ندخل الكرنفال يا تايهيونغ؟»أجابته ضاحكة.
وهكذا مرت الدقائق وهما يعبثان بهاتفيهما، فتحت أحلام محادثتها مع صديقتها زايا
- لقد أعطانا الرئيس بقية اليوم إجازة هيهيهي
مرت لحظتان قبل أن يصلها إشعار من زايا
- أيتها المحظوظة :(
رئيسنا أخر موعد الاستراحة بسبب اجتماع، من المفترض أن تكون الاستراحة منذ الثانية حتى الثالثة، أما الآن فأصبحت منذ الثالثة حتى الرابعة
تبقت عشر دقائق فقط في استراحتي ما هذا
- هيهيهي كُلي جيدًا
- أيًا يكن، ما الذي ستفعلينه في إجازتك؟
- خرجت مع أحد أصدقائي من الشركة
كان يفترض أن نذهب لأحد المطاعم لكن حظي السيء لحقني لإنجلترا واكتشفنا أن المطعم مُغلق
لذا سنذهب للكرنفال!
- أووووووه يبدو هذا ممتعاً!
يبدو كموعدٍ غرامي أيضًا لكنني لن أعلق على الموضوع :)
- إنه ليس موعدًا غراميًا ماخطب الجميع اليوم؟!
«أحلام إنها الرابعة، لنذهب للكرنفال.» ناداها تايهيونغ بعد أن أغلق هاتفه ووقف.
- على كلٍ علي الذهاب الآن
- استمتعي بموعدك الغرامي~
- إنه ليس موعدًا غراميًا!
«كيف هي كرنفالات إنجلترا؟» تساءلت أحلام وهي تمشي بجانب تايهيونغ بعد أن ألقت بكيس الكرواسون الفارغ في سلة المهملات.
«لا أعلم.» أجاب تايهيونغ بهدوء «لم أذهب إلا لكرنفال واحد في حياتي وكان في كوريا.»
«أوووه.» متى أتى لإنجلترا أصلاً؟ «بالمناسبة متى أتيت لإنجلترا؟»
- عندما كنت في الثامنة عشر.
- لقد كنت صغيرًا، لِمَ لم تذهب لأي كرنفال هنا؟
- ما الذي ستفكرين به إن رأيتِ ولدًا في الثامنة عشر مع رجل في الثامنة والعشرين في الكرنفال؟
«ما الذي-» احمرت وجنتا أحلام قليلًا بعد أن فهمت ما يرمي تايهيونغ له «حسنًا فهمت قصدك.»
ضحك تايهيونغ بخفة ثم أكمل «كان ويليام يصرّ على أن أذهب للكرنفالات مع أصدقائي، وعندما أخبرته بأن لا أصدقاء لي حاول أن يسحبني معه للكرنفال لكنني حبست نفسي في الحمام كي لا نذهب.»
ضحكت أحلام وهي تتخيل رئيسهم يلاحق تايهيونغ ثم توقفت عن الضحك فجأة «ويليام؟ تعني رئيس شركتنا ويليام؟»
- أجل.
«هاه؟» كانت أحلام تحاول توصيل النقاط، لكنها لم تكن تعلم عن وجود علاقة بين ويليام وتايهيونغ على الإطلاق «كيف؟ أعني اممم-»
«لا يعلم أحد في الشركة هذا، ويليام هو الوصيّ علي.» أجاب بسرعة ثم أشار نحو كشك ألعاب، إن أوقعت جميع القناني فستحصل على هدية «ما رأيك أن تجربي تلك اللعبة؟»
يبدو أنه لا يريد التحدث في الموضوع «لا أعتقد أنني سأفوز.» أجابت بعد أن مطت شفتيها قليلًا أثناء محاولتها أن تقرر إن كانت دمية الدولفين المعلقة تستحق العناء أم لا.
«لا ضير من المحاولة.» وضع يداه على كتفيها وبدأ يدفعها نحو الكشك لتلعب.
«مرحبًا بك أيتها الآنسة!» نادى الرجل خلف الطاولة بحماس زائف «يمكنك الحصول على ثلاث كرات لإيقاع الهرم بجنيه إسترليني واحد فقط!»
«سيكون الأمر كالأفلام الكليشية.» تمتمت أحلام وهي تمسك بالكرة الأولى بعد أن دفع تايهيونغ الجنيه للرجل «لن أستطيع الفوز وسيفوز تايهيونغ لي بالدمية.»
أخذت خطوة للوراء، قدمت قدمها اليسرى على اليمنى، أعادت يدها للخلف ثم رمت الكرة التي لم تصل إلى العلب حتى.
«لم أتوقع أنكِ ضعيفة هكذا.» سخر منها تايهيونغ «ضعي بعض القوة في رميتك أيتها الرقيقة.»
تأففت أحلام قبل أن تستعد مرة أخرى، القدم اليسرى أمامًا واليمنى خلفًا، قبضتها محكمة على الكرة، أعادت يدها للوراء ثم رمت الكرة بقوة وبسرعة، تحركت الكرة في الهواء وقبل أن يلحظها أحد ارتطمت برأس صاحب الكشك «يا إلهي أنا آسفة!» شهقت أحلام بعد أن وضعت يديها على فمها الذي فُتح من الصدمة، ثم غطت وجهها بهما بعد أن سمعت ضحكات تايهيونغ التي فشل في إخفائها «العب أنت إذًا.» قالت بنبرة منزعجة.
«لا شكرًا، أنا فاشل في هذه الألعاب.» نظر للكرة الوحيدة التي تبقت عندهما «إيه، لا ضير من المحاولة.»
أمسك بالكرة ووقف بجانب أحلام مجدداًغ أرجو ألّا أحرج نفسي أرجو ألّا أحرج نفسي رمى الكرة مصوبًا ناحية قاعدة الهرم التي تهالكت على نفسها ثم تدحرجت للأسفل «أوه.» تفاجأ تايهيونغ من نفسه ثم نظر ناحية أحلام التي رفعت وجهها من يدها بعد أن سمعت صوت الارتطام «أووه.»
أخفضت أحلام يديها ورفعت رأسها مبتسمة «لقد فعلتها!» قالت بحماس ثم أشارت نحو دمية معلقة «أريد دمية الدولفين تلك.»
«ما شأني بما تريدينه؟ أنا الذي فاز.» استنكر تايهيونغ «إن كنت سآخذ شيئًا سآخذ تلك الدمية.» أكمل وهو يشير لدمية لها رأس أحمر على شكل قلب، فم أصفر به خط أسود، وجسد أزرق منقط بالأصفر أيضاً.
«هذا ليس عدلًا!» نحبت أحلام بطفولية وهي تلحقه بعد أن أخذ الدمية التي يريدها واتجه نحو كشك آخر «عليكَ أن تأخذ لي دمية الدولفين لأنني أصغر منك.»
اكتفى تايهيونغ بهز رأسه وهو يضحك ضحكته المربعية، وللحظة شعرت أحلام بقلبها يتوقف عن النبض حتى أفاقها تايهيونغ من شرودها عندما استدار لها مبتسمًا «ألن تأتي؟»
- أ-أنا قادمة.
—————
أحلام وهي تحاول تستوعب العلاقة بين تايهيونغ وويليام:
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top