الفصل الحادي والثلاثون
لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————
اليوم هو أول يوم من أيام نهاية الاسبوع، كان ويليام يشعر بالملل الشديد، لم يكن يريد الخروج لأن قدمه التي لفت بالجبيرة ستعيقه، لذا قرر أن يذهب ويزعج تايهيونغ النائم بحجة الاستيقاظ لتناول الإفطار.
«تاي..» ناداه بصوت منخفض «تايهيونغ.»
لم يستيقظ تايهيونغ -بالتأكيد- فقرر ويليام أن يستخدم الطريقة الشرسة في الإيقاظ، أمسك بطرف الغطاء وسحبه بقوة «تايهيونغ استيقظ!»
بعد لحظة واحدة شعر تايهيونغ بالبرد ينهشه، فاستيقظ في لمح البصر وخطف الغطاء من ويليام طلبًا للدفئ «اخرج من غرفتي!»
- استيقظ وتناول الإفطار معي.
- لا أريد.
- لم يكن سؤالًا، كان أمرًا.
قلد تايهيونغ طريقة كلام ويليام بسخرية «لم يكن سؤالًا كان آمرًا.»
أخرج ويليام هاتفه من جيبه، عبث به قليلًا ثم أدار الشاشة لتايهيونغ «إن لم تنهض فسأرسل هذه الصورة لأحلام.»
فتح تايهيونغ عينً واحدة ليرى الصورة التي يتحدث عنها ويليام ثم قال «لن تجرؤ.»
فتح ويليام محادثته مع أحلام واستعد لإرسال الصورة «أعتقد أنني أجرؤ.» قال مبتسمًا بخبث.
بدأ الرجل يقرب اصبعه من زر الإرسال حتى شعر تايهيونغ أنه سيرسلها فعلًا فنهض من مكانه بسرعة ذاهبًا للحمام وهو يشتم «يالك من وغد!»
لم يكن تايهيونغ مستعدًا لرؤية أحلام لصورته عندما كان في الخامسة عشر من عمره، كانت مرحلة عمرية محرجة بالنسبة له.
ضحك ويليام وخرج من غرفة تايهيونغ مناديًا الخادمة «أوليفيا جهزي الإفطار.»
بعد أن وُضعت الصحون على الطاولة أتى تايهيونغ أخيرًا ليأكل، لكنه لازال منزعجًا من ويليام الخائن فحان الوقت الذي يجعله ويليام سعيدًا مجددًا لذا بدأ التحدث «تايهيونغ، هل تعلم أن رئيس قسمك يخطط للتقاعد؟»
- جيمز سيتقاعد؟
- أجل، ألم تعلم بهذا؟
- لا...
- المهم بما أنه سيتقاعد فإننا نحتاج شخصًا بديلًا له، أن يكون متدربًا عنده كي يأخذ منه كل المهارات التي سيحتاجها كرئيس للقسم.
وضع تايهيونغ ملعقته على الطاولة ثم قال «هل تلمح لي بأنني سأكون المتدرب؟»
ضحك ويليام على هذا الاستنتاج ثم هز رأسه نافيًا «لا لست أنت، وظفنا شخصًا جديدًا من أجل هذا.» عندما رأى ويليام علامة الاستفهام على وجه تايهيونغ أضاف لكلامه «سترى جونغكوك في الشركة كل يوم منذ الاثنين القادم.»
ارتسمت معالم السعادة والغبطة على وجه تايهيونغ الذي كان أقرب للجماد قبل ثانيتين «حقًا؟» صرخ بسعادة «كيف تمكنت من توظيفه؟»
- لا أعتقد أنه يعلم أن هذه شركتنا.
- أوه هذا هو السبب إذًا.
- تقريبًا، بالمناسبة لدي سؤال: هل تعلم أحلام بشأن علاقتنا؟
- إنها تعلم أنك الوصي علي فقط، هي لا تعلم ما سبب قدومي لإنجلترا أو سبب قدوم جونغكوك وجيمين، ولا تعرف أي شيء من الذي حصل لنا في الماضي.
- هل ستخبرها؟
- لا أعلم، ليس من السهل أن أقول: (لقد كانت أمي تسيء لي وتعنفني عندما كنت طفلًا لذا تبناني ويليام.) كما تعلم.
أطال ويليام النظر لتايهيونغ قليلًا مما جعل الآخر يسأل «ماذا؟»
«لا شيء، أكمل طعامك.» أجاب مبتسمًا بينما يضع لقمة أخرى بفمه «ما هي مخططاتك لليوم؟»
«لدي موعد مع حبيبتي.» نهض تايهيونغ كونه قد أنهى طعامه، نظر لوجه ويليام المصدوم «عليك أن تجد لك حبيبة أنت أيضًا قبل أن تصبح عجوزًا لتنجب وريثًا لك.»
«اذهب لحبيبة قلبك بلا ثرثرة زائدة.» رد ويليام ثم استنكر «قبل بضعة أيام لم يكن يريد أن يعترف لها بحبه، والآن يناديها حبيبتي بكل بساطة.» رن هاتف ويليام مقاطعًا تذمره على تايهيونغ «نعم ديفيد، هل حصلت لي على المعلومات التي أحتاجها؟»
«أجل سيدي، أرفقت جميع التفاصيل في البريد الإلكتروني الذي أرسلته لك.» أجابه الرجل.
«جيدٌ جدًا، هذا كل شيء ديفد أحسنت عملًا.» قال ويليام ثم أنهى المكالمة، مصير سكرتيره يعتمد على الموجود بهذا البريد الإلكتروني. هل سيُطرد أم سيبقى؟
«مابك؟» سأل تايهيونغ قبل أن يخرج عندما رأى وجه ويليام متجهمًا.
«لا شيء.» طمأنه «استمتع بموعدك مع حبيبتك أحلام.»
خرج الفتى متجهًا للمقهى ذاته الذي ذهب له الأصدقاء الستة لأول مرة لينتظر أحلام هناك. لم ينتظر كثيرًا حتى أتت الفتاة وجلست أمامه «إذًا ما الذي سنفعله اليوم؟»
- أي شيء تريدينه.
- عقلي مفرغ من الأفكار.
- هل تريدين الذهاب للمتحف؟
- أحب المتاحف لكنني لا أملك الطاقة الكافية لذلك الآن، لا أريد أن أتحرك غالبية الوقت.
- ما رأيك أن نذهب لنشاهد فلمًا آخر؟
- لا توجد أفلام جيدة في السينما.
- لمَ لا نشاهد فلمًا في شقتي إذًا؟ يمكنك اختيار الفلم الذي تريدينه والطعام الذي تشتهينه.
- أوافق.
وهكذا خرج الاثنان عائدين لشقة تايهيونغ، فور وصولهما جهزّا الوسائد والوجبات الخفيفة ليتناولاها أثناء مشاهدة الفلم. اختارا فلمًا لم يشاهده أي منهما، ثم أطفآ الأضواء وبدآ بمشاهدته.
عندما انتهى شغلا غيره، وغيره، وغيره، حتى انقضى اليوم كله بمشاهدة الأفلام. كان هذا شيئا لم تفعله أحلام منذ فترة طويلة. قد تكون آخر مرة لها شاهدت فيها العديد من الأفلام بشكل متتالٍ هكذا قبل أن تأتي لإنجلترا حتى.
«لقد تأخر الوقت، عليَّ الذهاب.» قالت أحلام وهي تسحب حقيبتها من الزاوية.
- ستعودين تحت هذا المطر؟
- السماء تمطر؟
نهض تايهيونغ وأبعد الستارة عن النافذة قليلًا لترى أحلام قطرات المطر تصطدم بها بعنف «يبدو ذلك.»
جلست الفتاة مكانها ثانية وتذمرت «لماذا تُمطر السماء دائمًا عندما أكون في بيت أحدهم؟ ألا يمكنها أن تمطر عندما أكون في سريري مندثرة تحت الغطاء الدافئ؟»
- غطائي دافئ.
- وإذًا؟
- يمكنك أن تمضي الليلة هنا.
ضحكت أحلام «لا.»
- ولمَ لا؟
- لأن...
- لأن؟ لا تقلقي، سأنام أنا هنا على الأريكة ويمكنك أن تنامي في غرفتي.
- .. لا أعلم.
- أنا أعلم، ستنامين هنا اليوم.
- لا.
بدأت الحرب. أحلام ترفض البقاء لهذه الليلة وتايهيونغ يرفض أن تعود لمنزلها تحت المطر «هذا المطر لن يتوقف حتى الصباح.»
- وما أدراك!
- إنني أشاهد النشرة الجوية!
- يالك من عجوز.
نهض تايهيونغ من مكانه ليأخذ هاتفه ثم أشار لأحلام به «ستمضين الليلة هنا وهذا قرار نهائي.» جلس مكانه مجددًا «أما الآن ما الذي تريدين تناوله على العشاء؟»
- لا أريد شيئًا.
- حسنًا إذا سنتناول البيتزا.
- لمَ سألتني إذًا؟
بدأ الثنائي يتحدثان عن الكثير من المواضيع: دراستهما، كيف تغيرت حياتهما بعد أن صارا يعيشان بمفرديهما، طعامهما المفضل، أفلامهما المفضلة، أغانيهما المفضلة.
حديثهما عن الأغاني ذكر كليهما بغناء تايهيونغ لأحلام تحت المطر في الريف كي يهدئها.
تحدثا عن أصدقائهما وكيف تجسسا عليهما بوضع الكاميرا أمام باب أحلام. بعدها سأل تايهيونغ سؤالًا جعل ريق أحلام يجف لبضع لحظات.
«إذًا أحلام، حدثيني عن عائلتك.» قال بعد أن حاول أن يطلب لهما البيتزا، لكن رسالةَ سوء الأحوال الجوية جعلته يعدل عن ذلك «أنا لا أعرف الكثير عنها.»
استلقت أحلام ووضعت رأسها بحجر تايهيونغ «لدي أخٌ وأخت، أنا الصغرى.» أخذت نفسًا عميقًا، لم تعلم أنه سيكون من الصعب أن تتحدث عن عائلتها «أخي الأكبر يدعى خالد، إنه مهندس كهرباء. أختي تدعى سارة، إنها معلمة.»
- هل هما أكبر منك بكثير؟
- الفرق بين كل واحد منا لا يزيد عن ثلاث سنوات. وبما أنني الأصغر فدائمًا ما أكون أنا الضحية.
- يبدو أنكم كنتم تحظون بالكثير من المرح.
- فعلًا، لقد كنا قريبين من بعضنا كثيرًا عندما كنا صغارًا لكن علاقتنا ضعفت قليلًا عندما أتيت لإنجلترا.
- لماذا؟ ألا تتواصلين معهم؟
- لا، لم أتحدث معهم إلا مرتين منذ أتيت.
«يا إلهي.» رفع تايهيونغ الفتاة من حجره لتواجهه ثم أمسك بيدها «أحلام لا تفرطي بعائلتك.» تأمل تايهيونغ عيني حبيبته ثم أكمل حديثه «أمي لم تحبني قط، ولم يكن لدي أي أخوة أشقاء. كل من كان عندي هو جونغكوك، وبعدها جيمين.»
وهكذا أخبرها تايهيونغ برمي أمه له في الخارج بينما تمطر بغزارة، أخبرها كيف أنقذه ويليام وتبناه قانونيًا ليصبح الوصي عليه. حدثها عن استعداد ويليام التام لفعل أي شيء يطلبه تايهيونغ منه ليسعده، وأخبرها أنه يرى ويليام كوالدٍ وكأخٍ كبير له في الوقت ذاته «ومثلما ويليام مستعدٌ لفعل أي شيء لأجلي، أنا مستعدٌ للتضحية بنفسي لأجله.» تنفس الفتى الصعداء بعد كل هذا، وابتلع الغصة التي جاءته ثم أضاف «لا تفرطي بعائلتك أحلام، تواصلي معهم.»
«أعتقد أنه منتصف الليل هناك، سأتصل لهم صباحًا.» قالت له بهدوء وهي تضغط على يده برفق مبتسمة «لن أقطع علاقتي بهم.»
شعر تايهيونغ بالراحة، ثم ألقى نظرة سريعة على الساعة وقرر أن وقت النوم قد حان، لكن أحلام كان لديها مشكلة صغيرة «لا أستطيع النوم بهذه الملابس.»
وهكذا صارت أحلام ترتدي قميصًا وسروالًا قصيرًا تعود ملكيتهما لتايهيونغ. شعرت أحلام بأنها تقع في الحب مجددًا، لم تستطع النوم لأنها كانت ضعيفة مقابل رائحة حبيبها التي غطت الملابس التي ترتديها والسرير الذي تنام عليه، ظلت تتقلب طوال الليل كمراهقة ألقت التحية على الفتى الذي يُعجبها. لكن أخيرًا استطاعت أحلام النوم، كان ذلك بعد أن خطفت دمية تايهيونغ التي أسماها تاتا من فوق المنضدة واحتضنتها لتتمكن من ذلك.
استيقظت الفتاة في الصباح الباكر، وأعادها تايهيونغ لشقتها ولم يغادر بالطبع إلا عندما طبع قبلة سريعة على شفتيها. لو كان الأمر بيده لما غادر قط، لكنه قد وعد ويليام بأنه سيقضي ذلك اليوم معه.
تناولت أحلام إفطارها المكون من شريحة خبز وكوب من العصير، ثم قررت أن تتصل لأخيها الذي لم تحادثه منذ فترة طويلة.
«هل أحلم أم أحلام قد اتصلت بي بالفعل؟» سأل أخوها بدرامية «حادثي أمي أيتها المهاجرة.»
سمعت أحلام صوت أخيها يصرخ مناديًا أمهما يخبرها أن ابنتها الصغيرة قد اتصلت، وفي لحظات معدودة أبعدت الهاتف عن أذنها كي لا تنفجر طبلة أذنها «هل أنت مقطوعة من شجرة؟! لمَ لا تتصلين؟! هل عليّ أن أتصل لمقر عملك كل مرة ليخبروني أنكِ مشغولة ولا تستطيعين التحدث؟ إن لم تتصلي لنا بانتظام منذ اليوم فصاعدًا فسآتي لإنجلترا وأرميك بحذائي!»
سمعت بعدها صوت أخيها يعلق ويشجع «أجل أمي! اكسري ملعقة الخشب على ظهرها أيضًا!»
ضحكت أحلام وطمأنت والدتها «لا تقلقي سأتصل بانتظام، لا داعي لأن تأتي لإنجلترا.»
ظلت العائلة تتحدث معًا بسعادة، بعد بضعة دقائق سمعت الأخت الجلبة وأتت لتضيف مزيدًا من الإزعاج على هذه المكالمة الهاتفية، وبعد ذلك بقليل انضم الأب أيضًا.
كانت مكالمة مليئة بالعتاب، لكنها أيضًا كانت مكالمة مليئة بالضحك والسرور. استمر والداها بسؤالها إن كانت تنام وتأكل جيدًا، وإن كانت تحتاج لأي شيء ليرسلاه لها. أما الأخوان فقد كانا يسألانها كم مرة أحرقت إصبعها عندما تعد لنفسها الطعام، وكم مرة تأخرت عن العمل لأنها غطت بالنوم. مع الأسف الشديد كان على عائلة أحلام المغادرة لحضور مناسبة عائلية، لذا كان عليها أن تنهي المكالمة.
«لحظة خالد لدي سؤال قبل أن تقطع الاتصال.» قالت بسرعة
- ماهو؟
- هل تتذكر قصة النمر الصغير التي كان يحكيها أبي لنا عندما كنا صغارًا؟
- النمر الذي لا يشبه بقية النمور؟ أتذكرها، لماذا؟
- انتهت القصة بعد أن أصبح النمر والعصفورة صديقين صحيح؟
«أصبحا صديقين؟ هل تمزحين؟ لقد أكلها النمر.» لا تعلم أحلام ما السبب، لكنها شعرت بقلبها يقع للحظة بعد أن أنهى أخوها الاتصال.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top