الفصل الحادي عشر

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————

كان ويليام يعلم بأن تايهيونغ ليس على طبيعته، لقد رآه وهو مريض وهذا ليس شكله عندما يكون مريضًا. لقد بدا وكأنه قد سُحبت روحه، كان يبدو.. كما كان يبدو عندما رآه ويليام لأول مرة.

أثارت هذه الذكرى القشعريرة في جسده لذا لم يستطع أن يبقى في الشركة لمدة أطول. نظر لساعته ووجد أن ساعات العمل الرسمية تنتهي بعد ساعة ونصف لذا قرر الخروج مسرعًا شاكرًا كونه يحظى ببعض الامتيازات كونه رئيسًا للشركة.

ألقى ببعض الملفات على مكتب سكرتيره وخرج من الشركة ليستقل سيارته يسابق الريح حتى يصل لبيته «تبًا! لِمَ يجب أن يكون هذا البيت بعيدًا؟!» صرخ داخل سيارته بنفاذ صبر عندما تحولت إشارة المرور للحمراء «أيتها الإشارة الـ أف! لدي جروٌ جريح في المنزل ما هذا الهراء؟!» إن نظر له أحد عبر النافذة فسيعتقد بأنه مجنون لا محالة.

قبل أن يشعر ويليام بأن روحه ستخرج من مكانها وتطارد سائق السيارة البطيئة التي أمامه وصل لمنزله أخيرًا. ركن سيارته وخرج مغلقًا الباب قبل أن يتذكر هاتفه الذي نسيه بالداخل من فرط عجلته «أووف.» فتح الباب، أخرج هاتفه المسكين، وركض مرة أخرى تجاه بوابة المنزل الرئيسية، ربما يكون قد أوشك على السقوط عندما تعثر بحصاة صغيرة، لكن هذا ليس مهمًا كثيرًا.

أكمل جريه نحو باب المنزل «لِمَ فناء المنزل كبير هكذا؟» أخذ نفسًا «يا إلهي لقد تعبت من الجري، سأركن السيارة بالداخل بدءًا من الغد.»

من الغريب أن رجلًا كهذا يرأس شركة ضخمة ومشهورة صحيح؟ لكن على الرغم من كل هذه الصعوبات التي واجهته وصل أخيرًا وبنجاح لباب المنزل وفتحه متلقيًا خادمته أوليفيا المبتسمة في وجهه.

«مرحبًا بعودتك سيد جين.» بدأت الحديث وهي تضع حقيبة ويليام ومعطفه في مكانيهما «لقد تناول السيد تايهيونغ الطعام كما طلبت وصعد لغرفته بعدها، لكنه لم ينزل لتناول وجبة الغداء ولم أذهب لأناديه بعد.»

أومأ ويليام برأسه وكأنه كان متوقعاً أن تايهيونغ لن يأكل غداءه «لا بأس سأناديه أنا، هل أكل كل ما أعددتِه له؟»

- لا، لكنه تناول أكثر من نصفه بقليل.

أومأ ويليام ثانيةً واتجه ناحية الدرج ليذهب لغرفة تايهيونغ القديمة «ضعي الغداء على الطاولة في الصالة، سأنزل وتايهيونغ لتناوله بعد قليل.»

طرق ويليام باب تايهيونغ مرتين، وعندما لم يحصل على أي رد فتحه ودخل ليجد تايهيونغ نائماً على سريره.

كبقية غرف المنزل، كانت غرفة تايهيونغ متوسطة الحجم. لكن على عكس بقية الغرف غير الشاغرة، كانت هي الغرفة الوحيدة التي كان يحرص ويليام على إبقائها مرتبة وخالية من أي ذرة غبار كي تكون جاهزة متى ما أراد تايهيونغ العودة. طوال السنة والنصف التي خرج فيها تايهيونغ ليعيش في شقة بسيطة بمفرده كانت غرفته في بيت ويليام تُفتح لتُنظف وتُرتب مرتين كل أسبوع، وقد يأتيها ويليام ليجلس فيها أحيانًا عندما يشتاق لوجود تايهيونغ في منزله.

وضع ويليام يده على كتف تايهيونغ مربتًا عليه بعد أن جلس على حافة السرير ليوقظه «تاي لقد حان وقت النهوض.» وكعادة تايهيونغ، هذا لم يكن كافيًا لإيقاظه.

حدق ويليام بوجهه المتعب وتمنى أن تخيب ظنونه بشأن هذا التعب. رفع يده عن كتف تايهيونغ ومسح على رأسه مخلخلًا أصابعه بشعر تايهيونغ البني الذي بدأ يغطي عينيه المغمضتين. «تايهيونغ، هيا استيقظ وتناول الغداء.»

فتح تايهيونغ عينيه لينظر لويليام ثم أغلقهما مرة أخرى «لا أريد تناول الطعام.»

«أوه لم يكن ذلك طلبًا أو سؤالًا بل كان أمرًا، هيا تحرك وإلا سأحملك بنفسي للأسفل.» أجابه ضاحكًا، وكان رده كافيًا ليتذمر تايهيونغ بانزعاج وينهض من سريره متجهًا لدورة المياه ليغسل وجهه.

انتظره ويليام حتى انتهى ثم نزل معه للصالة حيث كانت الأطباق موضوعة على الطاولة البيضاء. استغرب تايهيونغ من الأمر «هل صرت تأكل طعامك هنا؟»

«لا، لكنني أعلم أنك لا تحب الأكل في قاعة الطعام لذا سنأكل هنا.» جلس ويليام على الكرسي وأشار للكرسي المقابل له «هيا اجلس.»

جلس تايهيونغ وبدأ يتناول طعامه ببطء متجاهلًا تحديق ويليام به حتى أصبح ذلك غير مريح بعض الشيء «لِمَ تحدق بي؟ أيضًا أزل هذه الابتسامة عن وجهك، إنها تجعلك تبدو وكأنك تريد مغازلتي وهذا سيجعلني أرميك بالصحن.»

ضحك ويليام من كلام تايهيونغ الذي يبدو ككلام مراهق وليس ككلام شاب في السادسة والعشرين من عمره «إنني أحدق بك لأنني افتقدتك.»

- إنك تراني كل يوم في الشركة.

«أراك خمسة أيام في الشركة فقط، ولا أراك أكثر من ساعة في كل هذه الأيام الخمسة مع بعضها.» مط ويليام شفته قبل أن يغير الموضوع «لِمَ لم تأكل طعامك كله اليوم؟»

تنهد تايهيونغ «لم أكن جائعًا.»

نظر ويليام لوجه تايهيونغ الذي أصبح أضعف بكثير مما كان عليه سابقًا وتنهد مرة أخرى ليستمرا بتناول طعامهم دون أن يتحدث أي منهما.

فور انتهائهما من تناول الغداء تحدث ويليام قاطعًا الصمت بينهما «أنت تعلم بأنني سأسألك عمّا يحصل معك صحيح؟»

لم يزح تايهيونغ نظره عن الأرض «أعلم.»

«هيا إذًا، تحدث.» أخفض ويليام رأسه لينظر لعيني تايهيونغ «أنا أعلم بأنك لست مرهقًا فحسب، لذا من الأفضل أن تقول الحقيقة.»

«حسنًا حسنًا .» أخذ تايهيونغ نفسًا عميقًا وزفره ثم تحدث بعد برهة «لقد رأيته.»

- من؟

- جيون جونغكوك.

صوت تايهيونغ المنكسر كان كفيلًا بأن يوسع عيني ويليام متذكرًا ما حصل عندما كان بالعشرين من عمره. عندما كان يتجول في إحدى المناطق السكنية في سيؤول وقرر العودة لشقته بسبب قرب بدء العاصفة، وعندما رأى جسدًا هزيلًا ممددًا على إسفلت الشارع البارد.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top