الفصل الثلاثون
لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————
«كيف كان موعد الجميلة بالأمس؟» سألت تيما فورما جلست أحلام على كرسيها، ثم أضافت وهي تتكئ على كفها «حاولت أن أسأل تايهيونغ لكنه تجاهلني وذهب لمكتب ويليام.»
- لا داعي لأن تعرفي كيف كان موعدي.
- ولمَ لا؟ إن أخبرتني بما جرى فسأخبرك بما أعرفه عن معجبي السري حتى الآن.
نظرت أحلام للفتاة بشك «قولي ما تعرفينه أولًا وبعدها سأحدثك عن موعدي.»
- حسنًا، ذهبت لغرفة حرس الأمن وطلبت منهم أن يروني تسجيل الكاميرا للأمس، لم أرَ أي أحد يقترب من مكتبي عندما لم أكن موجودة لكنني رأيتك وتايهيونغ تتغازلان.
- لم نكن نتغازل.
- أجل أنا أصدقك، المهم أنني شاهدت تسجيلات الكاميرا لأيام العمل الثلاثة الماضية ورأيت الذي وضع الورقة في درج مكتبي.
- حقًا؟! من كان؟
رفعت تيما كفيها عن الطاولة قليلًا «أخفضي صوتكِ.. أعتقد أنه فتى من قسم المبيعات.»
صرخت أحلام «فتى المبيعات!؟»
وضعت تيما يدها على فم الأخرى لتخرسها «أخفضي صوتك أيتها الغبية! قلت لك أعتقد، لست متأكدة إن كان هو أم لا.»
- كيف تكونين غير متأكدةً من ذلك؟
- لم أرَ وجهه جيدًا، لكنني سأتحقق من الأمر اليوم.
- وكيف ذلك؟
أخرجت تيما ورقة صفراء أخرى من درجها وأعطتها أحلام «لقد وجدت هذه اليوم، لذا سأذهب مجددًا لغرفة حراس الأمن، سأرى ما الذي يرتديه هذا المعجب اليوم، وسأعرفه.»
- ماذا لو كان قد وضع هذه الرسالة بالأمس؟
- من المستحيل ذلك، بحثت في جميع أدراجي عندما أتيت ولم أجد شيئًا إلا بعد أن عُدت من دورة المياه.
هزت أحلام رأسها تأييدًا ثم أعادت نظرها للورقة الصفراء وبدأت تقرأ ما كُتب بها «آنسة تيما، أنت تبدين فائقة الجمال اليوم كما الأمس. أخبريني هل غضب القمر عندما سرقتِ جماله؟ هل حزنت الورود عندما سرقتِ عطرها؟ هل غارت اللآلئ عندما ضحكتِ لها؟ آنستي أعتذر على أنانيتي، لكنني أطلب منك أن تبقي هذه الابتسامة على محياكِ؛ فإنها نبيذٌ يهيجني، ودواءٌ يشفي غليل قلبي.» أنهت القراءة وأعادت الورقة لصاحبتها «يا إلهي إنه رومانسي للغاية، ما رأيك ألّا تواجهيه اليوم؟ اجمعي بعض هذه الرسائل وبعدها أخبريه بأنك تعلمين من يكون.»
«لا.» أجابت تيما بهدوء جعل أحلام تستنكر جوابها، فبررت «ليس لدي وقتٌ للعلاقات.»
- لكنكِ قلتِ أنكِ تريدين الوقوع في الحب!
- أعلم.
- إذًا؟
- سأخبره بأنني لا أريد أن أخوض في علاقة الآن ويمكنه هو أن يتوقف أو يستمر بإرسال هذه الرسائل.
- لقد قال أنه يريد مراقبتك عن بُعد، لم يذكر أي شيء عن العلاقات.
«هل تعتقدين حقًا أنه سيكتفي بالمراقبة فقط؟ أنا لا أعتقد ذلك.» زفرت ثم ابتسمت ابتسامتها المستفزة «الآن أخبريني كيف كان موعدك مع حبيبك.»
ابتسمت الأخرى ببراءة «كان جيدًا.»
- ما هذه الإجابة السخيفة؟ أخبريني ببعض التفاصيل على الأقل! أين ذهبتما؟
- ذهبنا لصالة الألعاب ثم شاهدنا فلمًا.
- هل ربحتم أي لعبة؟
- دبٌ أبيض لي ودبٌ بنيٌ له.
- أووه، أنتِ بيضاءُ البشرة وهو أسمر البشرة، هذا مثالي!
ضحكت أحلام «لم أفكر بهذا بالأمس.»
- ما هو الفلم الذي شاهدتماه؟
- لا أعلم، نسيت اسمه.
- هل كان فلمًا رومانسيًا؟
- أجل.
بعد سؤال تيما هذا تذكرت أحلام ماحدث بعد القبلة الأخيرة لبطلي الفلم، وماحدث بعد خروجهما من السينما. لم يكن هناك أي داعٍ لأن تعرف تيما أن تايهيونغ كاد يقبلها في ظلمة صالة العرض، وليس من الضروري أن تعرف أنه قد أخذها لتلة تخفيها الأشجار كي ترى منها غياب الشمس خلف الأفق.
لم يكن من المهم أن تعرف تيما كم ازداد خفقان فؤاد الفتاة بعد رؤيتها للغروب مع من تحب، ولن يكون من اللائق أن تخبرها بقبلتهما بعد أن ودعتهما الشمس ورحبت بهما النجوم. تستطيع إخبارها أنهما تناولا عشاءً خفيفًا قبل أن يعيدها تايهيونغ للمنزل، لكنها فضلت ألّا تقول ذلك كي لا تخبرها خطأً عن القبلة الدافئة التي شهد عليها باب شقتها قبل أن تودع تايهيونغ وتدخل.
توقفت ذكرياتها بعد أن لمحت تايهيونغ قادمًا، رتبت شعرها ثم تظاهرت أنها تعمل «صباح الخير أحلامي.» همس لها تايهيونغ وطيف الابتسامة على شفته قبل أن يجلس مكانه، فردت عليه أحلام مبتسمة «صباح الخير، ما الذي كنت تفعله عند ويليام؟»
استغربت تيما من سؤالها فتدخلت «ما هذا السؤال الغريب؟ لقد ذهب ليعطيه بعض الملفات التي أنهاها.» اقتربت من أحلام وهمست لها «إن أردتِ أن تتحدثي مع حبيبك فتحدثي معه دون تدخل من الغباء.»
بعيدًا قليلًا عن حديث الحب والإزعاج وفي مكتب الرئيس الذي كان يتحدث مع رجل ضخم البنية، يرتدي بزة سوداء، ويبدو كشخص يستطيع سحق جمجمة من يغضبه بيد واحدة. تحدث الرجل الضخم «لا أعتقد أنه سيوافق على العمل هنا سيدي. كما أنني لا أعتقد أننا نملك مكان عملٍ متاح له.»
فكر ويليام قليلًا «ألا يوجد مكان له في قسم المبيعات؟» هز الرجل رأسه نافيًا «ماذا عن قسم المحاسبة؟»
«يوجد مكانٌ شاغر في قسم المحاسبة، المكتب المجاور لمكتب السيد تايهيونغ فارغ.» أجاب الرجل ثم استدرك «لكن سيدي، أعتقد أن الفتى سيكون رئيس قسم مناسب.»
- ما الذي تعنيه؟
- لقد كنت أراقبه لعدة أيام، إنه يمتلك الصفات التي يجب على رؤساء الأقسام أن يتحلوا بها، كما أنه يؤدي وظيفة رئيس النُدُل في ذلك المطعم الذي يعمل به.
- أعتقد أنك على حقٍ في هذا.
- كيف سنستطيع توظيفه هنا دون أن يعتقد أن ذلك كان بسبب السيد تايهيونغ؟
- سأتكفل أنا بهذا. المهم ديفيد، كيف حال إصابتك؟
- لقد تشافت كليًا سيدي.
- هذا جيد، لأنني أريدك أن تتحقق من أمرٍ آخر.
أخرج ويليام ملفًا من درج مكتبه وأعطاه ديفيد الذي فتحه بدوره ليلقي نظرةً على ما بداخله «سيدي أليس هذا سكرتيرك؟»
زفر ويليام «أجل، تحقق منه كليًا، مايفعله قبل أن يأتي للشركة، ما يفعله بعد أن يغادر، من يقابلهم، ومن يتحدث معهم.»
- حاضر سيدي، هل يمكنني أن أسأل عن السبب؟
- أعتقد أنه يفشي معلومات الشركة لإحدى الشركات المنافسة، لكنني أريدك أن تتأكد من ذلك، يمكنك الانصراف الآن.
- حاضر سيدي.
خرج ديفيد مغلقًا الباب خلفه ليقوم ويليام بمناداة سكرتيره جاكسون عبر جهاز الاتصال في مكتبه «جاكسون، اطلب من رئيس قسم الموارد البشرية ورئيس قسم المحاسبة أن يأتيا لمكتبي حالًا.»
وهكذا كان، وصل الرئيسان لمكتب ويليام في دقائق معدودة، فأعطاهما المهمة التي يجب أن يتموها «جيمز هل وجدت بديلًا لك كرئيس لقسم المحاسبة؟»
«ليس بعد.» أجاب الرجل الذي قارب الخمسين من عمره واكتسى الشيب شعره.
«جيدٌ جدًا.» أعطاهما صورة لجونغكوك كتبت خلفها معلوماته «اذهبا للمطعم الذي يعمل فيه هذا الشاب واقترحا عليه أن يُقدم على عمل كمتدرب لرئيس القسم هنا، عليكما أن تقنعاه بأن يعمل هنا مهما كان لكن إياكما أن يعرف أنني أنا من بعثتكما. هل هذا مفهوم؟»
«أجل.» رد رئيس قسم الموارد البشرية، والذي كان يبدو أصغر من المدعو جيمز «هل هناك أي شيء محدد تريدنا أن نفعله؟»
- تظاهرا بأنكما هناك لتناول الطعام، لا أعرف كيف ستستطيعان إقناعه بأن يأتي هنا للعمل لذا سأدع هذا الأمر لكما. يمكنكما أن تحددا له موعدًا للمقابلة، أنا متأكد أنه سيعجبكما. المهم هو ألّا يشعر أبدًا بأنكما قد ذهبتما من أجله، ستجدان خلف الصورة الأوقات التي يعمل بها.
- تنتهي مناوبته بعد ساعة ونصف.
- إذهبا الآن إذًا! أريده أن يكون في هذه الشركة مهما كان.
«حاضر سيدي!» هتف كلاهما قبل أن يقولا «أنت مخيف عندما تكون جديًا.»
- إنني الرئيس، من واجبي أن أكون جديًا هكذا.
خرج الرجلان من المكتب وتوجها فورًا لخارج الشركة ليذهبا للمطعم الذي يعمل جونغكوك به، التحدي الآن هو أن يكون هو المسؤول عن طاولتهما، وأن يقنعاه بالتقديم في الشركة.
- تشارلز.
- ماذا؟
- ما الذي سنفعله لو لم يكن هذا الفتى هو المسؤول عن طاولتنا؟
- لا تقلق سأتصرف.
دخلا المطعم، جلسا على الطاولة، وبالفعل لم يكن جونغكوك هو نادلهما، بل كان فتى أشقر الشعر يدعى توم «أريد نادلًا غيرك.» قال تشارلز بوقاحة.
«هل هناك مشكلة ما سيدي؟» سأل توم المسكين بقلق.
«أجل، أريد نادلًا غيرك.» كرر تشارلز بوقاحة أكثر «هل ستحضر لي نادلًا آخر أم عليّ أن أحضر لك فأرًا لتلاحقه وتبتعد عني؟!»
سمع مدير المطعم الجلبة فهرول لتلك الطاولة مسرعًا قبل أن ينتبه بقية الزبائن لما يحدث «ماهي المشكلة سيدي الزبون؟»
زفر تشارلز بعصبية «هل من الصعب عليكم أن تفهموا أنني أريد نادلًا آخر؟»
- ما الخطب بهذا النادل؟
- أنت ياهذا، ألا تعلم من أكون؟ اسأل صاحب هذا المطعم عني، اسأله من يكون تشارلز روبنسون! أقسم إن لم تحضر لي نادلًا آخر فسأتسبب بطردكما أنت وهذا القط باتصال هاتفي واحد!
هلع المدير ولم يجد بُدًا من أن يرضخ لطلب تشارلز، فعلى ما يبدو أن هذا الرجل كان مستعدًا لطرده هو والنادل المسكين، والرجل الذي أتى معه يبدو أنه كان معتادًا للغاية على هذا لأنه لم يفعل شيئًا غير شرب الماء بهدوء تام وكأن الأمر لا يعنيه.
أشار المدير لنادل آخر فأتاه بسرعة «هل هذا النادل مناسب سيدي؟» سأل بقلق.
نظر تشارلز للنادل الثاني من رأسه لأخمص قدميه باحتقار ثم ضحك باستهزاء، جال ببصره المطعم ولمح جونغكوك يرشد زبونين لطاولة أمامهما فأشار ناحيته برأسه ووجه كلامه للمدير «أريد ذلك الفتى.»
نظر المدير لجونغكوك فحاول أن يجعل تشارلز يعدل عن رأيه «لكنه مسؤول عن طاولةٍ أخرى، هل-»
قاطعه تشارلز بعنف وهو يسحق سطح الطاولة بقبضته «هل أنت أصم؟! قلت لك أني أريد ذلك النادل!»
لم يكن المدير مستعدًا للمزيد من الشجار، في الحقيقة كان يبدو أنه سيبكي من الخوف، لذا أسرع ناحية جونغكوك ساحبًا معه النادلين الآخرين بعيدًا عن طاولة هذا المجنون.
«جونغكوك..» همس للفتى بعد أن أبعده عن الزبونين اللذين كان معهما، وأشار لنادل آخر بأن يأخذ مكانه في خدمتهما «اذهب واهتم بتلك الطاولة هناك.»
«ماذا عن هذه الطاولة؟» سأل جونغكوك بالهمس ذاته.
«سأجعل توم يهتم بها.» أجابه على عجل «اذهب لتلك الطاولة لكن احذر منهما، ذلك الرجل الذي يرتدي النظارات مخيف للغاية.»
- لماذا؟
- إنه صعب الإرضاء! لقد كاد يُبكي توم المسكين.
ابتلع جونغكوك ريقه بقلق وذهب لطاولة تشارلز وجيمز، لكن على عكس ماتوقع كانا طبيعيين وطيبين للغاية -لأنهما لو أفزعاه لقطع ويليام رأسيهما-، وعندما انتهى كلاهما من طعامه ناداه مجددًا لدفع الفاتورة وليتحدثا معه قليلًا.
«إذًا يا فتى ماهو اسمك؟» سأل جيمز بينما يمسح يديه بالمنديل.
«جونغكوك سيدي» أجاب بأدب.
سأل تشارلز «ما الذي تفعله هنا يا جونغكوك؟»
- عفوًا؟
- لا تقل لي أنك تعمل هنا بملئ إرادتك، ما الذي درسته في الجامعة؟
- درست إدارة الأعمال سيدي.
تفاجأ جيمز، كان يعتقد أنه نادلٌ عادي قد راق لويليام أو ماشابه «درستَ إدارة الأعمال لكنك تعمل كنادل؟!»
أومأ له جونغكوك بهدوء «أجل سيدي.»
نظر جيمز وتشارلز لبعضهما البعض ثم أخرج الثاني بطاقة عمله من جيب سترته ووضعها بيد جونغكوك «هذا العجوز هنا هو رئيس قسم المحاسبة في شركتنا وهو يريد أن يتقاعد. إننا نبحث عن خليفة له، لذا أريدك أن ترسل لي سيرتك الذاتية.»
صُدم جونغكوك من هذا العرض المفاجئ «أنا.. سيدي..»
ربت جيمز على كتف جونغكوك بعد أن نهض من مكانه، لكن الفتى كان متجمدًا من الصدمة. لم يفق من صدمته إلا بعد أن رحل الرجلان وقد تركا له مئة جنيه استرليني كإكرامية.
أعجب جونغكوك -لحسن الحظ- بشركة البناء هذه، وأرسل سيرته الذاتية لتشارلز الذي بدوره اتصل له ليحدد معه وقتًا لمقابلة العمل. من الجيد أن جونغكوك كان يملك بزة رسميةً قد أحضرها معه من كوريا، وكما هو متوقع، أعجب جيمز وتشارلز به في تلك المقابلة.
«حسنًا إذًا جونغكوك تبقى سؤالٌ واحد أريد أن أطرحه عليك.» قال جيمز بينما يرتب الأوراق أمامه ويقف. ابتلع جونغكوك ريقه منتظرًا أن يطرح جيمز سؤاله «ما رأيك أن تبدأ العمل بداية الأسبوع القادم؟»
وقف جونغكوك احترامًا للرجلين وصافحهما «سيسعدني ذلك! سأكون عند حسن ظنكما!»
—————
لاحظتوا تلميح توم وجيري ولا😂؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top