الفصل الثاني والعشرون

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————

وضعت زايا كوبي ماء فوق طاولتها الزجاجية وجلست تُقابل أحلام تنتظر منها أن تبدأ بالكلام لكن الفتاة كانت تجلُس مبتسمة ببراءة وهي تنظر لزايا فحسب «أنتِ على علمٍ أن ابتسامتكِ هذه لن تنقذك من أن تخبريني بما حصل صحيح؟»

عبست أحلام «لو أخبرتكِ بأنني لا أريد التحدث عن الأمر لن تجبريني على أن أقول شيئًا صحيح؟»

«أنتِ تعلمين أنني لن أجبرك على فعل أي شيء لا تريدينه.» قالت زايا ببساطة «لكنني أعلم أنك في الحقيقة لا تمانعين التحدث عن الموضوع لتلك الدرجة.»

«الجو جميلٌ اليوم.» قالت أحلام بينما تتمدد على الطاولة محاولة أن تتفادى الموضوع لكن زايا كانت لها بالمرصاد «ألن تتحدثي؟»

«حسنًا حسنًا.» عادت أحلام للخلف باستسلام «لا يوجد شيء حقًا، أنتِ تعلمين بأنني كنتُ أريد أن أهاجر أساسًا لذا لا أعلم ما الذي تريدين معرفته.»

«كُفي عن اللف والدوران وأخبريني عن سبب قدومك لإنجلترا.» قالت زايا بصرامة «الآن.»

«حسنًا حسنًا!» امتعضت أحلام وقالت بسرعة «كنتُ آخذ دواءً قد يسبب الهلوسة، وسبب لي الهلوسة بالفعل ورأيت شيئًا ما بسببه وبعدها قررت الرحيل.»

نظرت لها زايا بهدوء ثم وضعت كوب مائها بعد أن شربت منه «لم أقتنع.»

«أخبرتك أنه لا يوجد شيء خطير في الموضوع.» قالت أحلام «بدأت الكوابيس تراودني بعد ذلك وتجعلني أستيقظ كل يوم، أتيت لإنجلترا في إحدى الإجازات الرسمية وارتحت هنا ولهذا أتيت لأعيش فيها بعد أن أنهيت دراستي الجامعية.»

- و لِمَ قطعت اتصالك بالجميع؟

- أنتِ تعرفين السبب.

«أنتِ درامية للغاية يا أحلام.» نهضت زايا لتسكب لنفسها كأس ماء آخر «ظننتُ أن شيئًا قد حل بك أو بعائلتك!»

- لم يحدث أي شيء.

- هل تتواصلين معهم؟.

«قليلًا.. لو قطعت تواصلي معهم بالكامل لأتى والدي لإنجلترا وعلقني بالمروحة.» ردت أحلام ضاحكةً ثم غيرت الموضوع بسرعة «كيف هي علاقتك بجيمين؟»

توقفت زايا قليلًا ثم استدارت لتواجه أحلام وهي تنظر لها بعين الشك «هل تحاولين تغيير الموضوع؟»

رفعت الفتاة يديها لتجيب بصدق وأمانة «لا أبدًا!»

«ردًا على سؤالك: علاقتنا جيدة.» تحدثت وهي تعود لتستلقي على الأريكة.

- هل يعاملك جيدًا؟

- لدرجة لا يمكنك تصورها حتى. ماذا عن حبيب قلبك؟

- نحن صديقان فحسب.

- أجل صحيح، يستطيع العالم كله أن يرى حبكما لبعض، ما رأيك أن تتوقفي عن الكذب قليلًا؟

- صدقيني لست أكذب وإنما لا أحبه إلا كصديق.

لا أعتقد هذا أحلام «هل ستتناولين الغداء معي؟» سألتها زايا مغيرةً الموضوع.

- لا.. عليّ الذهاب الآن، لدي بعض الأعمال التي يجب أن أتممها للرئيس.

- كوني حذرة في الطريق.

وهكذا خرجت أحلام من شقة زايا لتتركها مستلقيةً على الأريكة وحدها تفكر بشيء ما، كانت تشعر بالإرهاق قليلًا لكنها في الوقت ذاته كانت تقاوم النوم الذي يحاول التسلل لجفنيها حتى أبعده صوت الباب عندما فتح لتسمع صوت جيمين «لقد عدت.»

أوه إنه جيمين.. جيمين! نهضت الفتاة من مكانها بسرعة واتجهت نحو باب الشقة «كيف سار الأمر؟» سألت على عجل وبقلق.

«رحبي بي أولًا على الأقل!» ضحك الفتى ثم اقترب منها وأعطاها كيسًا كان بيده قبل أن يذهب ليرمي بنفسه على الأريكة وهو يئن «ظهري يؤلمني.»

لحقته زايا والكيس لا يزال بيدها «اذهب واستلقِ على السرير كي لا يؤلمك إذًا.»

«لا داعي لذلك.» استدار ليواجه زايا التي جلست على الأرض «هل رأيتِ ما بداخل الكيس؟»

«لا.» قالت وهي تخرج العلبة المخملية بداخله «أوه هل أحضرت لي هدية؟» سألت زايا مبتسمةً وهي تفتح العلبة الزرقاء لتقابلها قلادتان، الأولى قطة بيضاء رسمت ملامحها باللون الأسود، والأخرى سوداء رُسمت ملامحها باللون الأبيض.

«الين واليانغ؟» سألتْ.

«أجل.» أومأ لها جيمين مبتسمًا «القطة البيضاء لكِ، والقطة السوداء لي.»

- و لمَ ذلك؟

«لأن القطة البيضاء تعكس بياض قلبك.» أجابها بفلسفة «والقطة السوداء تتماشى مع سواد شعري!» أكمل ضاحكًا.

«لقد دمرت فلسفتك الرومانسية!» ضحكت زايا وهي تفك القطتين عن بعضهما، أعطت جيمين السوداء وارتدت هي البيضاء، أخرجت هاتفها ونظرت لجيدها عبر الكاميرا الأمامية ثم ابتسمت «لقد أعجبتني كثيرًا، شكرًا لك جيمين.»

أمسك جيمين بيدها ورفعها لتجلس بجانبه على الأريكة ثم وضع رأسه في حجرها وتمدد «آه هذا مريح.» قال وهو يغمض عينيه.

وضعت زايا يدها على رأسه وبدأت تلعب بشعره ثم همست له «جيمين..»

- همم؟

- كيف سار حديثك مع تايهيونغ وجونغكوك؟

«سار كُل شيء على ما يرام.» همس لها مبتسمًا بتعب «كل شيء كان بخير.»

«هل تشعر بالنعاس؟» سألته مبتسمة.

«أجل.» أجابها بتثاؤب «يتعبني البكاء، وقد بكيت كثيرًا اليوم.»

- انتظر قبل أن تنام لدي سؤالان.

- تفضلي.

«ما رأيك في أن نذهب نحن الستة للريف؟» اقترحت الفتاة «يمكننا أن نطلب إجازة يومي الجمعة والاثنين، نذهب للريف يوم الجمعة ونعود يوم الاثنين.»

«أوه إنها فكرة جيدة.» استدار جيمين ليواجه حبيبته «أنشئي مجموعة وقومي بإضافتنا لها لنتناقش عن الموضوع أكثر، لدينا أسبوع.»

- حسنًا.

- ما هو سؤالك الآخر؟

«لمَ لا تنتقل لتعيش هنا؟» سألته بسرعة ليواجهها وجه جيمين المستغرب «ألن يكون من الأفضل أن تعيش معي على أن تعيش في شقتك المشتركة الحالية؟»

واجهها السكوت مرة أخرى من طرف جيمين لذا أكملت محاولاتها في إقناعه «إن انتقلت لتعيش هنا فستستطيع الاستيقاظ متأخرًا أكثر لأن شقتي أقرب للشركة التي تعمل بها، سنستطيع أن نرى بعضنا أكثر و..»

لم يُعطها جيمين فرصةً لتكمل، حدق في عينيها وهو يسألها «ما هو السبب الحقيقي الذي دفعك لتطلبي هذا؟»

- إحم.. امم...

- قولي الحقيقة.

ترددت زايا بعض الشيء لكنها أخبرته في نهاية المطاف وهي محرجة «لا يمكنني أن أكتفي برؤيتك بضعة ساعات فحسب، أريد أن أنام وأستيقظ بجانبك.»

ضحك جيمين ورفع نفسه ليقابل فتاته «تشعرين بالوحدة بدوني هاه؟»

«أجل أجل هل ستأتي لتعيش معي أم لا؟» سألت زايا بنفاذ صبر فما كان من جيمين إلا أن قبل جبينها وحملها معه للغرفة «هيه!» صرخت زايا «أنت لم تجبني! و لمَ سنذهب للغرفة!؟»

«من المفترض أن أسألك أنا هذا السؤال، منذ متى تطلب الفتاة أن ينتقل الفتى معها؟ لذا سأفكر في الموضوع قليلًا قبل أن أجيبك.» رد عليها بينما يفتح باب الغرفة «وأما الغرفة فهي لنشاهد فيلمًا ونحن مستلقيان.»

- دعني أخبر البقية بشأن خطة الريف أولًا!

«يمكنك أن تفعلي ذلك بينما أختار الفيلم الذي سنشاهده.» وضعها على السرير وسحب جهاز الحاسوب المحمول ليضعه بجانبها ثم اقترب من وجهها وهمس «سأضع فيلمًا مخيفًا كي تتشبثي بي.»

«أنت الذي يخاف أفلام الرعب.» سخرت منه زايا «أنا لا أخاف منها.»

تظاهر جيمين بالاستسلام وقال «هذا صحيح مع الأسف.»

ما لم تكن زايا تعرفه هو أن جيمين قد خطط لوضع أحد الأفلام الحزينة، ليس لأنه يحب أن يراها متألمة وتبكي، لكن لأنه يحب أن يكون الشخص الذي يمسح لها دموعها عندما تسقط، يحب أن يكون الشخص الذي سيرسم الابتسامة على وجهها مرة أخرى.. لو أخبرتها بأنها تبدو لطيفة عندما تبكي لرمتني بكل الوسائد الموجودة في الشقة.

—————
مومنتات الزامين تسبب لي جفاف💔

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top