الفصل الثاني عشر

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————

فور أن استفاق ويليام من صدمته أمسك بمرفق تايهيونغ ليجره إلى مكتبه ويغلق الباب، أجلس تايهيونغ على الكرسي وجلس أمامه مباشرةً «متى رأيته؟ خلال موعدك الغرامي مع أحلام؟»

«أجـ - لا!» احمر وجه تايهيونغ «رأيته عندما كنت معها لكنه لم يكن موعدًا غراميًا! أصلاً ما أدراك أنني خرجت معها؟»

سخر ويليام «أجل بالطبع صحيح، لا يحتاج الأمر للكثير من التفكير لأعرف أنكما خرجتما معًا في موعد غرامي.» زفر ثم أكمل كلامه «هل تحدثت معه؟»

أشاح تايهيونغ بنظره ليده القابعة في حجره وتحدث هامسًا «أجل، لقد قال بأنه عاد ولم يجدني أو- أو جيمين..»

- ما الذي قلته له؟

أخذ تايهيونغ نفسًا عميقًا وبدأ يقص عليه ما جرى بالأمس:

- ما الذي حدث؟ لقد اختفيت فجأة!

«أعلم لكنني عندما عدت لم أجدكرفع صوته المنكسر «بحثت عنك كثيرًا! لكنني لم أجدك، و لم أجد جيمين حتىرمقتهما صاحبة المقهى بنظرة حادة ليخفضا من صوتيهما.

«لقد اختفى جيمين بعدك بأسبوع، لازلت لا أعلم أين هو، لا أعلم إن كان حيًا أم مقتولًامسح تايهيونغ دموعه بقسوة. «إلى أين ذهبت؟ متى عدت أصلاً!؟ لقد انتظرتكما طويلاً لكنكما لم تأتيا أبدًا..» سالت دموعه الحارة على وجنتيه مجدداً عندما انكسر صوته ثانيةً «كنت أتعرض للضرب يوميًا ولم يكن هناك أي أحد بجانبي، لقد كنت أتألم كثيراً

اعتُصر قلب جونغكوك وبدأت الدموع تتجمع في مقلتيه «أنا- أنا آسف حقًاأخذ نفسًا مرتجفاًا «لقد عدتُ بعد أسبوعين ولم أجدكما، سألت عن جيمين وأخبروني بأنه انتقل مع والده، لكنني لا أعلم إلى أين. سألت عنك وأخبروني بأنك اختفيت وأن والدتك اختفت بعدك ببضعة أيام.. لم أعرف ماذا أفعل، ظللت أبكي تحت ظل الشجرة كل يوم طوال سنتينشدّ على قبضته «لقد أتيت لإنجلترا لغرض ما، ووجدتك برفقة فتاة، استطعت التعرف عليك على الفور، لكنني كنت مصدوماً

أخذ تايهيونغ نفسًا حادًا وارتشف قليلًا من الماء، أغمض عينيه وأحكم إغلاق قبضتيه، سالت دموعه أكثر بسبب تذكره لما حصل قبل أربعة عشر سنة «بعد أسبوعين من اختفائك طردتني أمي من المنزل لأنني طلبت منها مالًت لأشتري حذاءً جديدًا . ضربتني كثيرًا ثم طردتني في الجو ممطر، لم تفتح لي الباب..  ولم يفتح لي غيرها الباب أيضًا. ما الذي كنت أفكر به؟ لن يفتح أحد بابه لولد ييبدو كمتشردٍ إلا إن كان معتوهًا. ظللت أجوب الشارع طوال اليوم، ونمت من التعب أسفل مرآب قديم

توقف عن الحديث لبرهة قبل أن يكمل سرد مأساته على صديق طفولته الذي صُدم مما جرى له «في اليوم التالي كان الجو ينبئ بقدوم عاصفة، لذا بدأت أجري وأنا أقرع الأبواب وأصرخ طالبًا النجدة. هل تعلم ما الذي كنت أفكر به في ذلك الوقت؟» هز جونغكوك رأسه نافيًا وهو يمسح دموعه التي تستمر بالسقوط حزنًا على حال تايهيونغ «لقد كنت أفكر بصديق طفولتي الذي كان دائمًا ما يقف بجانبي عندما تضربني أمي، وناديته عندما ارتطم رأسي بقارعة الطريقأمسك جونغكوك يد تايهيونغ وهو مطأطئ رأسه يبكي «لقد ناديتك جونغكوك، لكنك لم تأتِ لي أبدًا

هنا انهار كلاهما، كلاهما كانا يحاولان أن يتماسكا كي لا يلفتا أنظار الجالسين في المقهى، مرت بضعة دقائق حتى استعاد كل منهما وتيرة تنفسه الطبيعية بعد أن كانا يشهقان، لكن دموعهما لا تزال تنتظر أن يرفعا رأسيهما كي تهطل مرة أخرى بغزارة كالمطر.

«لقد وجدني أحدهم، اسمه ويليامرفع تايهيونغ رأسه ليجد جونغكوك ينظر له بقلق والدموع قد حفرت لها مكاناً على وجنتيه «لقد كان في العشرين حينها، وكان قد أتى لكوريا الجنوبية من أجل دراسته الجامعية، أخذني للمشفى ودفع تكاليفها ولأن الوقت كان متأخرًا عندما سمحوا لي بالخروج أخذني معه لشقتهابتسم تايهيونغ وهو يمسح دموعه «لقد أعد لي الراميون، كان سيئًا، لكنني شاكرٌ لذلك الراميون السيء حقًا؛ فلولاه لكنت في عداد الموتى الآن

ابتسم جونغكوك بأسى وهو ينظر له، لكنه ظل صامتًا.

«أعطاني ملابسَ جديدة كانت كبيرة جدًا علي وغسل لي الملابس التي كنت أرتديها. سألني عن سبب كوني في الشارع وأخبرته بأنني ضللت طريق العودة لمنزلي، لكنه كان يعلم أنني أكذب، وعلى الرغم من ذلك فقد أقلني لمنزل والدتي، لكن هناك..» تنهد «لقد رأيت كل حاجياتي مرميةً على باب المنزل، كلها! ملابسي، صوري، حتى شهادة ولادتي والأوراق القانونية والرسمية

اتسعت عينا جونغكوك، كان يعلم بأن والدة تايهيونغ حقيرة لكن ليس لتلك الدرجة! «ما الذي فعلتَه؟»

«طرقت الباب وأنا أبكي كالعادة، حاولت ترجيها بأن تسمح لي بالدخول لكنها رفضت، لذا أخذني ويليام معه لشقته، و في لحظة ما أخبرته بكل شيء فعلته لي، لقد كان طيبًا جدًا معي، طلب لي البيتزا وسمح لي بالنوم في غرفته ونام هو على الأريكة. في اليوم التالي بعد أن أعد لي وجبة الأفطار أمرني بألّا أخرج من الشقة أبدًا وألّا أفتح الباب لأي أحد ثم خرج هو، واستمر بالخروج في الوقت ذاته كل يوم لأسبوع ونصف. لا أعلم ما الذي فعله بالضبط، لم يخبرني بذلك ولم يجبني عندما سألته، لكن ما أعرفه هو أنه أصبح الوصيَّ عليّ بسبب ذلك

- يبدو شخصًا رائعًا هذا الويليام.

«إنه شخص طيب بالفعل، لقد سحب ملفي من مدرستنا السابقة وسجلني في مدرسة قريبة من جامعته وشقته. لقد كان عاطلًا عن العمل في ذلك الوقت، وكان والده هو من يعيله، لذا فقد كان يعيلني أنا أيضًا. كان والده رافضًا لفكرة أن يكون ويليام وصيًا علي، ولم يقبل بأن يدفع تكاليف أي شيءٍ يخصني، عندما ويليام أخبره بأنه سيعيد له المال الذي ينفقه علي فور أن يتخرج من جامعته ويعمل بالشركة، فوافق. لكن على الرغم من ذلك وبعد ثلاثة أشهر عندما زارنا والداه، غيَّر والده رأيه وقرر أنه سيدفع كل شيء، وصارت أمه تعطيني مصروفًا شهريًا أيضًاضحك تايهيونغ، في تلك الفترة كان فتى مرتعبًا يخاف بسهولة بسبب العنف الذي تعرض له من والدته، لكن ويليام وعائلته ساعدوه بكل شيء. «عانيت من صدمة بسبب والدتي، وأصبت بالاكتئاب، لذا أخذني ويليام لطبيب نفسي وعالجني. أنهى ويليام دراسته الجامعية، لكنه انتظر سنتين أخرتين حتى أكمل أنا الثانوية العامة ونسافر لإنجلترا. كان حريصًا على أن أتقن اللغة الإنجليزية، لذا لم أواجه صعوبة في الجامعة من هذه الناحية

- سافرت لإنجلترا عندما كنت في الثامنة عشر؟!

- أجل، بدأ ويليام يعمل في شركة والده، وكان يملك منزلًا في إنجلترا بالفعل، لذلك سكنّا هناك. عندما أتممت دراستي الجامعية كان ويليام قد أصبح رئيسًا للشركة فوظفني بها.

- هل لا تزال تعيش معه؟

- لا، لقد انتقلت لأعيش في شقة بمفردي قبل سنة ونصف.

أومأ جونغكوك برأسه متفهمًا ثم رن هاتفه «تبًا، تايهيونغ عليّ الذهابأعطى تايهيونغ هاتفه «اكتب رقم هاتفك وسأتصل بك

أعطاه تايهيونغ رقم هاتفه، واتصل جونغكوك به ليسجل تايهيونغ رقمه، ثم خرج من المقهى مسرعاً.

«كنت أظن أن الراميون قد أعجبك!» ضحك ويليام وهو يحاول مسح دموعه قبل أن يراها تايهيونغ.

«لا في الحقيقة كان سيئًا، لم يُصبح طهيك للطعام الكوري جيداً على الإطلاق.» ضحك تايهيونغ ثم ابتسم ابتسامةً حزينة وأخفض رأسه جاعلاً شعره يغطي عينيه «أنا مرهق من التفكير يا ويليام، لا زلت لا أدري إن كان جيمين حيًا أم ميتًا.»

وضع ويليام يده على كتف تايهيونغ وابتسم «لقد نسيت شيئًا مهما تايهيونغ.» رفع الفتى رأسه وعلى وجهه نظرة تساؤل، ما الذي يكون قد نسيه؟ «أنا فاحش الثراء الآن، ويمكنني البحث عن أي شخصٍ كان داخل أو خارج إنجلترا.»

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top