الفصل الثامن

اتجه مسرعاً نحو الفتى الذي كان يرسم على التراب بغصن اقتلعه من الشجرة التي يجلس تحت ظلالها وبكى مناديًا إياه «جيون!» كانت الدموع تبلل وجهه، يداه مقبضتان، جسده يرتعش من البكاء وأنفاسه متقطعة منه.

«ما الذي أغضبها هذه المرة؟» سأله الصغير وعيناه متسعتان بسبب الدموع المنسابة على وجنتي صديقه. في كل صباح يأتي صديقه للمخبأ بكدمة جديدة، أو بقعة حمراء على وجهه بسبب صفعات أمه، لم يكن يحتاج أن يسأله عن سبب بكائه لأنه يعرف أن والدته لا تعتبره إلا كيس ملاكمة تصب جام غضبها عليه.

«لقد قال لها حبيبها أنه سيتركها؛ لأنه-» قطع شهيقه كلامه، فأكمل منتحبًا «لأنه لا يريد أن يكون على علاقة مع امرأة بابن مثير للشفقة!» علا صوت بكائه «لقد قالت بأنها ستقتلني كي تكون معه دون أي إزعاجات من طفل ضعيف مثير للشفقة مثلي!» كان غاضباً، منهاراً، ويشعر بالغدر والخيانة.

لا يجب على طفل في التاسعة من عمره أن يواجه أمورًا كهذه، هل هناك أمٌ تستطيع أن تتخلى عن طفلها أو تعامله بهذه الشناعة من أجل شخصٍ ما؟! في الحقيقة أجل، يوجد الكثير منهن مع الأسف في هذه الحياة.

لا يهم إن كانت تنحدر من عائلة غنية أو فقيرة، ذات جمال باهر أو أقل من العادية، إن كانت قد حصلت على الكثير من الحب في حياتها أو إن كانت قد حصلت على بعضه فحسب، إن كانت تلك المرأة بلا رحمة في فؤادها فهي لن تتوانى عن التخلي عن طفلٍ من دمها من أجل أي شيء.

لا يوجد ما يبرر لأي أمٍ أن تضرب أطفالها بهذه الوحشية على الإطلاق. مهما أساء الطفل التصرف فالضرب ليس حلاً لأي شيء، وفي حالة الطفل هذا فهو لم يسئ فعل أي شيء غير أنه وُلد من أم عُدمت رحمتها تجاه ابنها الضعيف.

بينما احتضن جيون صديقه الباكي في محاولة يائسة لمواساته لمح فتى بشعر أسود مبعثر يقف على بعد مسافة قصيرة ينظر لهما، رفع رأسه ثم أبعد صديقه عنه قليلاً ليتمعن في وجه الفتى الذي بدأ يتجه نحوهما.

«مرحباً..» تحدث الولد «لم أقصد التنصت لكنني سمعتك تبكي..»

نظر جيون له وقرّب جسده بطريقة وقائية من صديقه الذي نظر للفتى بعينين حمراوتين. جلس بجانبهما تحت ظل الشجرة وحدّق في وجهيهما مطولاً. فكر ملياً في ما يجب عليه أن يقوله ثم ابتسم للفتى الباكي وسأله «كم عمرك؟»

نظر الفتى له قليلاً محاولاً استيعاب هذا الغريب الذي طرح عليه سؤالاً مقاطعاً بكاءه ثم أجابه «تسع سنوات.»

«أوه أنا أكبر منك إذاً! وأنت؟ كم عمرك؟» وجه سؤاله هذه المرة لجيون.

نظر المعني له وقد مطّ شفتيه قليلاً، ثم أشاح نظره وأجاب متململاً: «سبع سنوات.»

نظر ذو الشعر البني للولد المبتسم مرة أخرى، لا تزال ابتسامته البسيطة مرسومة على شفتيه. كان ذو الشعر الأسود يريد أن يتحدث ويقول شيئاً، كان يريد أن يعرف اسميهما كي يصبح صديقهما لكنه لم يعرف كيف يطرح سؤاله، لذا اقترب منهما أكثر «لِم كنتَ تبكي؟»
أيها الغبي ما هذا السؤال! لن يجيبك بالطبع!

كان يستطيع رؤية الكدمة الواضحة على ساعد الفتى، وكان يعلم أنه كان يبكي بسببها، لذا لم يفكر إلا في طريقة واحدة ليجعله يتحدث معه.

رفع الكم الأيسر لقميصه حتى وصل إلى منتصف عضده مُظهراً كدماتٍ متفرقة تملأ ساعده وذراعه مما جعل أعين الاثنين تتسعان.

رفع بعدها طرف بنطاله حتى ركبته مظهراً المزيد من الكدمات، مثيراً صدمة الصديقين أكثر، وأخيراً تربع على الأرض ورفع طرف قميصه كاشفاً عن بطنه الذي مُلئ بكدمات وجروح أخرى. أخفض طرف قميصه مخفضاً رأسه معه، لكنه رفعه مبتسماً ابتسامةً لن يعرف من يراها أنها صادرةٌ من طفل يتعرض للضرب هكذا «والدي يضربني كل يوم.. ما اسميكما؟»

نظرا له بصدمة، ابتلعا ريقهما ثم تحدث أكبرهما «كيم تايهيونغ..» أخذ نفساً عميقاً «أمي تضربني..»

«كيم تايهيونغ..» كرر الفتى اسمه بلطف ثم التفت نحو جيون «ماذا عنك؟»

«جيون جونغكوك، لا أحد يضربني.» أجابه وهو لا يزال ماطاً شفتيه بعض الشيء من هذا الدخيل.

قهقه الفتى «هذا رائع! أتمنى أن نصبح أعز الأصدقاء.»

أومأ كلاهما قبل أن يسارع جونغكوك بالسؤال «ماذا عنك؟ كم عمرك وما هو اسمك؟»

نظر لهما ملياً والبسمة لم تفارق شفتيه أبداً «لقد صرت في العاشرة من عمري قبل بضعة أيام، أدعى بارك جيمين.»

—————
الي يبي يطعن أهلهم يصف بالدور

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top