الفصل التاسع والعشرون

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————

استيقظت أحلام مبكرًا هذا اليوم، ليس من عادتها أن تستيقظ قبل أربع ساعات من وقت العمل، لكنها اليوم تشعر بالسرور يملأ قلبها ويكاد يمزقه ليخرج منتشرًا كل مكان مما جعلها تستيقظ من نومها مبتسمة!

نهضت من سريرها بعد أن ألقت نظرة على الساعة التي كانت تشير للخامسة، وبعد ساعة من روتينها اليومي قررت أن تتناول إفطارًا شهيًا هذا اليوم، لكن بما أن فتاتنا ليست على وفاقٍ كلي مع المطبخ فقد أنهت تحضير إفطارها الشهي بإصبع لسعته النيران وآخر قد جرحته السكين.

جلست لتأكل وهي تفكر في الأمس، كان يومًا حافلًا للغاية، شعرت فيه بكل المشاعر الموجودة في الحياة، ظلت تفكر بالأحداث حتى قطع صوت هاتفها حبل أفكارها.

- قد تكونين نائمةً حتى الآن لكنني لم أستطع أن أنتظر حتى نذهب للشركة كي أحادثك.
لقد نمت وأنا أفكر بك، وحلمت بك، ثم استيقظت وأنتِ لا تزالين متربعة في عقلي ووجداني.
أشتاق لك.
سأنتظرك في الشركة.

ابتسمت وهي تقرأ ما كتبه حبيبها.. حبيبها.. وقع هذه الكلمة على قلب أحلام لا يمكن قياسه. «اه الجو حار.» تمتمت لنفسها وهي تضع جبينها على سطح الطاولة  مبتسمة «... عليَّ أن أستعد للذهاب للعمل.»

فتحت خزانتها تبحث عن شيء لترتديه، ولأول مرة في حياتها شعرت أنها تريد ارتداء شيء ملون، لكنها دفنت هذا الشعور وأخرجت ملابس سوداء تمثلها -كما تقول- وبعد أقل من نصف ساعة صارت جالسةً في الحافلة التي ستتجه للشركة.

أخرجت هاتفها وراسلت تايهيونغ

- صباح الخير
هل أنت في الشركة؟

- صباح الخير
أجل لقد وصلت توًا

- سأصل بعد بضعة دقائق

عندما وصلت أحلام للشركة رأت تايهيونغ ينتظرها عند البوابة، كان ينظر لساعته تارة ثم يرفع نظره للمدخل تارةً أخرى حتى رآها قادمة فرُسمت الابتسامة على وجهه فورًا، اقتربت الفتاة أكثر فتقدم نحوها وعانقها بقوة «لقد اشتقت لك كثيرًا.»

شعرت أحلام بوجهها يحترق «تايهيونغ نحن في الشركة! قد يرانا أحدهم!»

لم يتركها تايهيونغ وقام بالتحرك يمنةً وشمالًا بينما يعانقها «لا يوجد أي أحد هنا في هذا الوقت، كما أنني لا أمانع أن يرانا أي أحد.»

نحبت أحلام «تايهيونغ أرجوك.»

- حسنًا حسنًا لنذهب للمكتب.

- شكرًا.

- لكنني سأمسك بيدك حتى نصل.

ضحكت أحلام «حسنًا.»

ابتسم الفتى ونظر لحبيبته «هل أخبرتكِ قبلًا أنني أعشق ضحكتكِ؟»

«لا.» أجابته باستحياء.

أرجح يديهما معًا وهما يسيران للمصعد الكهربائي «حسنًا إذًا أنتِ تعرفين هذا الآن.»

يمكن أن يُطلق وصفُ (أبلهين غارقين في الحب) عليهما بالتأكيد، ومن المؤكد أنه إن رآهما أحدٌ الآن فسيشعر بالغيرة ولو قليلًا منهما.

«عليك أن تترك يدي الآن، لقد وصلنا للمكتب.» همست أحلام كي تحافظ قليلًا على الهدوء في القسم الذي لا يوجد به أحد.

رد عليها تايهيونغ بالهمس ذاته «لا أريد.»

حاولت أحلام إفلات يدها من يده لكنها لم تستطع ذلك «علينا أن نبقي علاقتنا سرًا.»

- ولمَ هذا؟

- أليست مواعدة موظفي الشركة لبعضهما ممنوعة؟

- هل تعتقدين أن ويليام سيوافق على مواعدتنا لو كان ماتقولين صحيحًا؟

- ... لا، لكنني لا أريد أن يعرف أحد أننا نتواعد.

- لماذا؟

- أريد أن نتواعد سرًا لفترة، لا أريد أن يعرف الموظفون بشأن علاقتنا حاليًا.

«هل هناك أحدٌ هنا؟» جاء صوت من الخلف أفزعهما وجعل كل واحد منهما يترك يد الآخر ويقفز لمكتبه في جزء من الثانية، ظهر صاحب الصوت من خلف الحائط واتضح أنه صوت سكرتير ويليام «أوه أنتما، ما سبب قدومكما للشركة في هذا الوقت المبكر؟»

تحمحم تايهيونغ محاولًا إبعاد القلق الذي اتضح على وجهه «أهذا أنت جاكسون، لدينا بعض العمل لننهيه لذا أتينا مبكرًا اليوم.» رد عليه بضحكة متوترة.

نظر له السكرتير «...حسنًا؟» وبعدها استدار ليذهب لمكتبه.

«شعرت بقلبي يقع لبطني.» قالت أحلام واضعةً يدها على قلبها.

أسند تايهيونغ رأسه بيده وقال مبتسمًا «سلامةُ قلبك يا قلبي.»

- توقف تايهيونغ.

- لا أريد.

- لماذا؟

- لأنني أحبك كثيرًا، ولأنني أحب أن أراك خجلة.

شعرت أحلام بوجهها يسخن شيئًا فشيئًا حتى تمنت أن يمتلئ المكتب بالموظفين كي لا يتمكن تايهيونغ من مغازلتها هكذا.

أخرجت هاتفها وبدأت تعبث به كي لا تلتقي عينها بعين حبيبها لكن رسالة وصلتها منه جعلتها تلقي نظر خاطفة عليه لتراه ينظر لها بابتسامة مفادها: ردي

- أحلام هل تعلمين ما الذي أفكر به الآن؟

- لا

- أفكر بكم أنا غارق بحبك
وبكم أريد احتضانك
وبكم أريد إغداقك بالهدايا
وبكم أريد أن أطبع قبلاتي على وجهك
ويديك
وشفتيك

«تايهيونغ توقف!» هتفت أحلام وهي محمرة من الخجل «متى سيأتي موظفوا القسم!»

ناداها تايهيونغ والابتسامة لا تزال مرسومة على شفتيه «حبيبتي.» غطت أحلام وجهها بيدها «لنخرج في أول موعد لنا كحبيبين رسميين اليوم.»

- اليوم؟

- أجل، لقد أخبرت ويليام بالأمر مسبقًا لذا سنخرج مبكرًا.

- ووافق؟

- بالطبع وافق، لقد كان ينتظر مواعدتنا أكثر من الجميع.

- أين سنذهب؟

- ستعرفين لاحقًا.

بدأ الموظفون بالتوافد للقسم شيئًا فشيئًا وبذلك اضطر تايهيونغ أن يوقف غزله كي يبقيا علاقتهما سرًا «صباح الخير أيها الحبيبان.» قالت تيما بصوت منخفض وابتسامة مستفزة «كيف كانت أول ليلة لكما كحبيبين؟»

«كل واحدٍ نام في شقته يا تيما.» أجابتها أحلام بلا مبالاة.

نظرت تيما لتايهيونغ وعلقت «يبدو أن تايهيونغ كان يريد أن تناما معًا.»

- أنا لم أقل هذا.

- لكنك توافق كلامي صحيح؟

- أرفض الإجابة على هذا السؤال.

استندت الفتاة على كرسيها وزفرت «أنتما مملان.» شغلت حاسوبها وسحبت أحد الأدراج كي تخرج المستندات التي ستعمل عليها منه لكنها رأت ورقة صفراء اللون بداخله «هل وضع أحدكما ورقة في درج مكتبي؟» سألت الحبيبين ولاقت النفي من كليهما لذا قررت أن تقرأ ما بداخلها عوضًا عن إزعاجهما أكثر، وبعد أن انتهت من قراءتها استدارت للحبيبين مجددًا «هل أتى أحدٌ ووضع هذه الورقة في الدرج.»

«لم نرَ أحدًا، لمَ؟ ما المكتوب بالورقة.» سألت أحلام لكنها لم تتلقَ ردًا من الفتاة «تيما؟»

- أوه.. اقرأي الرسالة.

- حسنًا...

أخذت أحلام الرسالة من يد تيما وبدأت تقرأ ما كُتب بها:
«آنسة تيما، لا يسعني إلا أن أكتب هذه الرسالة لك لأنني -وعلى الرغم من شدة إعجابي بك- خجلٌ من ملاقاتك. أي فتاة بجمالك الأخّاذ هذا ستقبل برجل ينفر عنه الجمال كما تنفر الهررة عن الماء؟ إنني شديد الإعجاب بك وقد أسرتني بسحر جمالك، لذا أرجو أن توافقي على أن أتأملك عن بُعد كما نتأمل النجوم.» صمتت أحلام دقيقة ثم علقت «وااه! تيما لديها معجب!»

«من يكون؟» سأل تايهيونغ بعد أن رفع رأسه عن شاشته.

- لا نعلم، لكن تيما لديها معجب!

سحبت تيما الورقة من يد أحلام «اتركي معجبي وشأنه واستمري بمغازلة حبيبك.»

هل ستبدأ قصة حب جديدة تكون بطلتها تيما؟ لا نعلم هذا بعد لكننا نعلم أن تيما لن ترتاح حتى تعرف هذا المعجب، من يعلم؟ قد يكون يراها الآن دون أن تدري.

بعد وصول الرئيس بدأ الجميع بالعمل، ولم يُسمح للحبيبين بالمغادرة إلا عندما أكملا ما لديهما من أعمال، لحسن الحظ أنهما خرجا في الوقت المناسب، ذهبا لمطعم قريب تناولا فيه غداءهما وانطلقا في السيارة مجددًا.

لم تستطع أحلام كبح فضولها أكثر لذا سألت «أين سنذهب؟»

أجابها تايهيونغ ضاحكًا «لمكان تُخرجين فيه الطفلة التي بداخلك.»

لم يمضِ الكثير من الوقت حتى وصلا للمكان المنشود: المجمع التجاري. أمسك تايهيونغ بيد حبيبته بفخر واتجه معها للداخل «سنلعب حتى نتعب وبعدها سنذهب للسينما لنشاهد فلمًا!»

تذكرت أحلام عندما ذهبا للمهرجان سويًا «هل ستأخذ اللعبة التي أريدها عندما تفوز؟»

- ولمَ أفعل هذا؟

- لأن عليك أن تفعل هذا.

- لماذا؟

- لأننا معًا.

- ماذا؟

- دائمًا ما يفوز الشاب بالهدية لحبيبته إن لم تستطع هي الفوز بها.

نظر تايهيونغ لأحلام من طرف عينيه مبتسمًا ثم عاود النظر للبائع ليشتري بطاقة لصالة الألعاب، أما هي فقد شردت بالألعاب الموجودة كي تختار أيًا منها تريد أن تلعب أولًا ووقعت عيناها على لعبة ملاكمة «تايهيونغ انظر.» أشارت لتلك اللعبة «دعنا نرى قوتك.»

اتجه الاثنان نحو تلك اللعبة ثم ابتعدا عنها بعد أن لكم تايهيونغ الكيس بقوة جعلتهما يحصلان على المركز الأول في القائمة «كنتُ أعلم أنك قوي، لكنني لم أعلم أنك بهذه القوة!»

- إنني قوي للغاية كي أستطيع أن أحمل حبيبتي الجميلة.

- حسنًا حسنًا لنلعب تلك اللعبة الآن أيها اللعوب.

- لعبة المخلب؟

- أجل!

- أي لعبة ستحاولين أن تلتقطي؟

- ذلك الدب الأبيض.

بدأت موسيقى اللعبة معلنةً عن بدئها وأمسكت أحلام بعصاة التحكم وثبتت يدها على الزر الأحمر الكبير، حركت المخلب شمالًا ثم حركته للخلف، ثم لليمين قليلًا وضغطت على الزر كي ينزل المخلب ويمسك بالدب الأبيض، بدأ الدب يرتفع رويدًا رويدًا وبدأت سعادة أحلام تزداد لأنها ستحصل على الدب، لكن كما تكون لعبة المخلب دائمًا: سقط الدب قبل أن يعود المخلب لمكان الاستلام «لا!» شهقت الفتاة «دبدوبي!»

- حاولي مجددًا.

وهذا ما حدث، حاولت أحلام ثانيةً، وثالثةً، ورابعة وخامسة لكنها لم تفلح في اصطياد ذلك الدب الجميل وحل اليأس عليها، وضع تايهيونغ البطاقة بيدها وأدارها ناحيةً أخرى «لمَ لا تجربين لعبة أخرى بينما أحاول أنا اصطياد هذا الدب؟»

«حسنًا...» أجابت بعبوس وهي تبتعد عن لعبة المخلب لتبحث عن واحدة أخرى، لكن لسوء حظ بطلة قصتنا فقد كانت اللعبة التي تريد أن تلعبها معطلة، أدخلت بطاقتها في اللعبة لكنها لم تعمل، أخرجت البطاقة وأدخلتها مجددًا لكن اللعبة لم تعمل أيضًا! وقفت محتارة أمامها لثانيتين حتى أتاها صوت أحد العاملين «ما المشكلة آنستي؟»

استدارت ورأت بطاقة اسمه معلقة على ملابسه ..أريل؟ اسم غير اعتيادي لفتى «أعتقد أن اللعبة معطلة.»

«أوه لا.» اقترب الشاب أكثر وعبث بالصندوق الخلفي لتلك اللعبة ثم أخرج منها فاكهة تنين فلينية تصدر رائحةً زكية عند الضغط عليها «من المؤسف أن تغادري بدون أي شيء، لذا تفضلي هذه اللعبة.»

قبل أن تمد أحلام يدها لتأخذ اللعبة أتى تايهيونغ من خلفها، حاوط كتفها بيده مقربًا إياها له، ثم دفع اللعبة لصدر أريل وقال بحدة «نحن لا نحتاج شيئًا يا مسحوق الغسيل، يمكنك الانصراف الآن.»

ابتعد أريل حفاظًا على سلامته، ثم أدار تايهيونغ أحلام لتواجهه «من الخطر أن تتمشي بمفردك، الجميع هنا سيحاولون مغازلتك.»

حاولت أحلام طمأنته «لا أعتقد أنه كان يحاول مغازلتي..»

نظر تايهيونغ لها بحدة ثم غير الموضوع «المهم!» قال الفتى وهو يسحب دبًا أبيض من كيس كان بيده «انظري ما الذي استطعت الحصول عليه!»

«الدب!» هتفت أحلام وحاولت أخذ الدب لكن تايهيونغ رفع عاليًا كي لا تصل له «ألن تعطيني إياه؟!»

ضحك تايهيونغ وهز رأسه «سأعطيكِ إياه في حالة واحدة فقط.»

- ماهي؟

- قولي (تايهيونغ حبيبي) ثم سأعطيكِ إياه.

- هذا غير عادل!

- لمَ لا؟ أنتِ حبيبتي وأنا حبيبك، كيف يكون من غير العادل أن تقولي لي حبيبي؟

- احتفظ بالدب إذًا.

استدارت أحلام لتذهب وتلعب بلعبة ثانية لكن تايهيونغ سحب البطاقة تلك منها «قولي (تايهيونغ حبيبي) أولًا.»

تكتفت الفتاة بعبوس «أنت خبيث.»

تقرب تايهيونغ منها «لا، إنما أنا فتى عاشق.»

تحمحمت أحلام «هل ستعطيني الدب حقًا إن قلت ذلك؟ ألن تأخذه أنت؟»

«لا.» أخرج دبًا آخر بني اللون من الكيس «لقد حصلت لنفسي على واحد.»

«تايهيونغ حب..» بدأت ثم انفجرت ضحكًا فجأة «لا أستطيع أن أقولها!»

ضحك تايهيونغ أيضًا «بل يمكنكِ ذلك! قولي ورائي: تايهيونغ.»

- تايهيونغ.

- حبيبي.

- لا أستطيع!

- ستستطيعين لو توقفتِ عن الضحك! هيا قولي: تايهيونغ حبيبي!

انفجرت الفتاة ضحكًا مرة أخرى «لا أستطيع تايهيونغ.»

رفع تايهيونغ الدب ووضعه في وجهها «قولي تايهيونغ حبيبي وإلا لن تري هذا الدب أبدًا.»

«لا لا سأقولها.» أخذت نفسًا وهي تحاول حبس ضحكتها «تايهيونغ.. تايهيونغ.. تايهيونغ حبيبي!» أنهت جملتها وخطفت الدب من يد حبيبها لتدفن وجهها به «كان هذا محرجًا للغاية.»

ضحك تايهيونغ وهو يبعد الدب عن وجهها المحمر «لم يكن هذا صعبًا، هيا لنذهب ونشاهد فلماً.»

عانقت يداهما بعضًا بينما تمسك اليد الأخرى بدبيهما وهما يسيران للذهاب للسينما، ما الذي كانا يفكران به أثناء سيرهما بهدوء؟ هذا بسيط للغاية:

إنها حبيبتي و إنه حبيبي.

—————
يحليلهم🌚

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top