الفصل الأول
كانت السماء صافيةً عندما خرجت الفتاة من بيتها لتذهب لعملها، كان باستطاعتها أن تسترخي في بيتها أكثر، لكنها كانت متحمسة للبدء بالعمل؛ فخرجت قبل الموعد المحدد بساعةٍ ونصف.
استقلت الحافلة ووصلت لناطحة السحاب التي ستبدأ العمل بها منذ اليوم، أخذت نفسًا عميقًا وخطت خطوتها الأولى لتحقق حلمها.
وضعت كوب قهوتها الذي كانت تحمله على سطح مكتبها وراحت تتأمل محيطها: طابقٌ واسع بأرضية خشبية داكنة اللون، مكاتب بيضاء اللون تملأ المكان وحائط أبيض مثلها يضفي للمكان وِسعًا أكثر مما تضفيه النوافذ التي امتدت عرض الجدران.
شعرت بالارتياح بعض الشيء كونها تجلس بجانب النافذة، ألقت نظرةً على المكتب الذي أمامها و تساءلت عن الذي يجلس هناك. كان المكتب مرتباً، و شاشة الحاسوب ألصق عليها بعض أوراق الملاحظات الملونة. رأت بعض الخربشات على دفترٍ وضع بجانب لوحة المفاتيح، ورأت سلسلة مفاتيح حديدية علق نهايتها شريط أسود.
ألقت نظرة على ساعة يدها ولاحظت أنه قد تبقى رُبع ساعةٍ على وقت وصول الموظفين وبدء العمل رسمياً، لذا جلست على كرسيها و جالت بنظرها لخارج المبنى تتأمل من كان يمشي قريباً من ناطحة السحاب، هذا حتى أخذها عقلها للشاب الذي قابلته عندما قدمت لمقابلة الرئيس قبل يومين. كان أول رجل تلاحظ وسامته منذ قدومها لإنجلترا، وقد كان طيباً كثيرا معها حتى أنه دلَّها لمكتب الرئيس بلباقة تامة.
عرفت من رئيس الشركة أنها ستعمل معه في القسم ذاته، وتمنت سراً أن تراه بسرعة في يومها الأول وتتخذه صديقاً لها علَّها تسهل من دخولها في هذه الشركة.
لقد كانت فتاةً اجتماعية، وكانت تصادق الجميع بسرعة. كانت تمتلك شخصيةً قويةً وجذابة، ولم تخذُلها ملامحها في إظهار سِحر تلك الجاذبية الفتاكة التي كانت ترغم الجميع على أن يُعجبوا بها في لمح البصر.
هكذا كانت وقد أتت لهذه الشركة كي تُحقق حلمها بأن تكون امرأة ناجحة في مجالها، لكن من يعلم؟ ربما تخرج دون أن تحقق شيئاً، ولربما تنجح في تحقيق ذلك وتصبح أحلام التي قد حققت أحلامها.
قُطع حبل أفكارها عندما بدأ الموظفون يدخلون المبنى، وبدأ بعضهم يتوافد ويأخذُ مكتبًا قريبًا من مكتبها. كانت متحمسةً لتعرف من سيجلس بجانبها، ومن الذي سيجلس أمامها، حتى تذكرت أن الرئيس طلب منها أن تنتظره بمكتبه في أول يوم عملٍ لها.
تبقت ٣ دقائق على موعد وصول الرئيس، لذا أسرعت خطاها وذهبت لتنتظره في مكتبه الذي بُهرت بضخامته مرةً أخرى. انتظرت ما يقارب خمس دقائق حتى فتح الرئيس الباب ووقفت احتراماً له «صباح الخير سيد جين، كيف حالك اليوم؟»
رد لها الابتسامة «صباح الخير، أنا بخير! أيضاً ناديني بويليام فحسب.»
- حاضر، هل أردتني في شيء ما؟
«أوه أجل، تفضلي واجلسي لأنني قد أطيلُ الحديث معكِ. سأخبرك عن آلية العمل في قسمكِ مرة أخرى، بالإضافة لتذكيرك بالقوانين.» أوقف حديثه هنيهةً عندما رأى أمارات الاستغراب تبدأ بالظهور على وجهها، فأكمل مقهقهاً «لا تستغربي، إن لم أجتمع معك الآن فسأُركل إلى منزلي من غير عمل، هذه سياسة الشركة.»
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top