.•.|8|.•.

كان لدي شعور بأن جسدي يطفو و يطير فوق الغيوم على ما أظن؟

لم أشعر بجسدي خفيفا هكذا من قبل.. كنت أطيرا عاليا فالهواء كان شعورا جميلا.

لكن كل شيء كان بلون الأسود.. و كل شيء كان صامتا  و هادئا.

حتى بدأ كل شيء يَبيَضُ..









استيقظت من حلمي الغريب ذاك.. نظرت حولي كان من سهل علي معرفة أنني فالمشفى.

انتبهت لوجود والداي قربي لأمعن نظر بهما تجاهلت كل ما قالاه كنت أنظر لهما وحسب.

كأنني لم أرهما من وقت طويل.. كأنني أرى والداي لأول مرة.. يا له من شعور غريب!

انتظرت قليلا حتى صمتا بنفسيهما يبدو أنهما ينتظراني أن أتكلم.

فتحت فمي بينما فكرت مليا في سؤالي.. نظرت نحوهما مباشرة و قلت: "هل كاكاروتو ميت؟ "

نظرت جيدا لتعابيرهما بدى أن سؤالي قد صدمهما تبادلا نظرات لفترة.. كان واضحا انهما مترددان بالإجابة.

كنت أنوي إلحاح بسؤالي لكن قاطعني الطبيب الذي حثّ والداي على خروج بينما قال: "ليس من الجيد أن يتعرض لصدمات أو ضغط عليه الراحة الآن"

ثم عاد إلي بينما أخذ يقول لي أن كلّ شيء سيكون بخير و أني سأرتاح قريبا.. شعرت بوخز في ذراعي ثم باحساسي بشيء ينتشر داخلي.

أغلقت عيني مجددا.. و استسلمت لنوم آخر.








عندما فتحت عيناي.. كان كل شيء مظلما إلا المصباح الذي يتوسط الغرفة.. مع ذلك إضاءته خافته بعض الشيء.

شعرت بقشعريرة سرت بجسدي.. رفعت نظري للأعلى لأقابله وجها لوجه تفصلنا بضعه سنتيمترات لأراه يحدق بي.

"كاكاروتو؟.. "

لم يجبني.. أمعنت نظر فيه ليتجمد الدم في عروقي!

لم أستطع تصديق ما أراه.. لم أشعر بالرعب هكذا في حياتي من مستحيل أن يكون ما أراه حقيقة!

بشرته بيضاء شاحبة جدا أقرب للرخام و عيناه كانتا واسعتين للغاية سوداوتين بالكامل لا شيء سوى بؤبؤ أبيض صغير بوسط ذلك سواد يحدق بي، و لتكتمل أمور رعبا أكثر تلك ابتسامة الصغيرة البريئة.

أردت الصراخ و الهروب و الابتعاد! لكني لم أستطع جسدي انشلّ بسبب الخوف..

مستحيل أن يكون هذا كاكاروتو!!

ظلّ الصمت طويلا بدى لي كسنوات! و هو لم يتوقف عن تحديق بي لم ترمش عيناه حتى.

استجمعت شجاعتي و فتحت فمي لأتحدث.. لكن رأيته يرفع سبابته و يضعها على شفتيه.

مجددا يطلب مني أن أبقى صامتا..

لكني لا استطيع علي تحدث له علي فهم كل شيء الان! من بينها لما هو هكذا!

فتحت فمي و كدت أنطق بشيء.. لكن لم أستطع شعرت بالاختناق!

شعرت بشيء يسحق رقبتي بقوة! يمنعني من التنفس.. شعرت بطعم بدماء في فمي التي سالت على خدي.

لا أستطيع تنفس.. لا أستطيع.. سأموت هكذا!

نظرت ناحية كاكاروتو مجددا الذي لا يزال على تلك نظرات المرعبة.. لكن هذه مرة سمعت صوتا..

"انتظرت لمدة طويلة.. "

سمعت صوت يتردد بصدى.. كما لو كان يتحدث من داخلي في رأسي!

" أتعلم؟ أنا جائع للغاية.. و أنت أخذت وقتا أكثر من لازم "

قال صوت بينما بدأ يصبح أكثر برودة و رقة.

"كان عليك استسلام.. أنت تعذب نفسك لا غير.. "

سمعته يتلفظ بالمزيد لكن بدى لي كالوسوسة الغريبة بسبب أن وعي بدأ يتداعى بسبب ضغط على رقبتي.. و هذا ما حدث.

هل سأموت؟.. أنا لا أريد ذلك.. لكن جسدي لا يساعد..

ربما علي استسلام؟









صرخت بقوة بينما نهضت منتفضا.. بينما شعر بجسدي ينتفض هو الآخر لأجل الهدوء و الهواء.

كان مجرد كابوس.. إلهي أي كابوس كان هذا!

تنفست بعمق بينما شعرت بجسدي يسترخي أخيرا.. يبدو أنه كان مجرد حلم مزعج لا شيء آخر ليس هناك داعي لتفكير به الان.

لكن مهلا..

مسحت فمي بيدي و نظرت لها كان عليها شيء أحمرا قارب  لسواد.. انه دم..

الآن بدأت أدرك أن نكهة الدم المعدنية لا تزال في فمي!

"ما معنى هذا!؟! " صرخت بقوة بينما نظرت لدم على أصابعي.

سمعت صوت أقدام تقترب. كان من دخل أحد الأطباء و الممرضة.. يبدو أن صراخي قد جذبهما لي.

شعرت بالطبيب يضع يديه على كتفي بينما يجبرني على استلقاء و قال أنه علي أن أهدأ و أرتاح.

"لا! شيء ما كان هنا! عليّ خروج!" صرخت بقوة بينما حاولت دفع الطبيب عني الذي حرص على تثبيتي جيدا بينما أشار للممرضة.

توقفت عن محاولة دفع طبيب عني بينما غطيت أذناي بيدي بينما كنت أسمع صوت طنين مجددا في رأسي و هو يعلوا شيئا فشيئا.

فتحت عيناي لعلي أجد مصدره لألحظ أن مصباح السقف تشتد إضاءته أكثر من لازم و الحمرة واضحة على أطرافه.

أغلقت عيني بينما سمعت صوت صراخ الممرضة في نفس لحظة انفجار المصباح.

فتحت عيناي لأرى أن ممرضة قد انشغلت بأمر طبيب الذي أصيب بشظايا زجاج المصباح لتغادر غرفة معه على عجل.

أخيرا الآن أنا وحدي.. انها فرصتي علي خروج من هنا!!

وقف سريعا و توجهت نحو الباب بسرعة!

توقفت في مكاني فجأة على بضع خطوات من عتبة الباب شعرت بشيء دبق و لزج دست عليه بقدمي العاريتين.

نظرت للأسفل فإذا بسائل أسود لزج ينتشر على الأرض.

تتبعت مصدره فإذا به ممتد لخارج الغرفة. اقتربت من عتبة باب بهدوء حتى كادت قدمي أن تطأ خارجها.

تجمدت في مكاني بينما شعرت بقلبي قفز من مكانه بينما فجأة وضعت يدٌ صغيرة على حافة جدار الباب! تلاها بنفس لحظة ظهوره هو.. مجددا!

بنفس النظرات بنفس الوجه و تلك ابتسامة الصغيرة. ظل يحدق بي لفترة دون فعل شيء.

تمالكت نفسي لأسير بسرعة لخارج الغرفة و نظرت له و هو بادلني نفس النظرات.

تراجعت للخلف بينما ابقيت أنظاري عليه! هو لما يقدم على أي حركة فأكملت سيري للخلف و لم أحد بناظري ابدا عنه.

لمحت شيئا بقربه أزحت نظري لما بقربه و ليتني لم أفعل..

ما رأيته كان جثث..

جثث ممتدة على طول ممر لمن كانوا فالمشفى. لكن أسوء أني تعرفت على اثنتين منها..

جثتا والداي أيضا..

وضعت يدي على فمي بينما شعرت برغبة بالتقيؤ لأبعد نظري سريعا عن تلك جثث الممزقة.

نظرت للأرض بينما ألتقط أنفاسي لأرى سائل لزج الأسود ينتشر أكثر.. هذا سائل كان دماء تلك جثث على الأرض.

نظرت ناحية كاكاروتو مجددا. رأيته يرفع سبابته و يضعها أمام شفتيه.

مجددا يطلب من أن أبقى صامتا..

تراجعت للخلف أكثر لأجد نفسي قد بدأت بالجري بعيدا على طول ذلك الممر ظللت أنظر كل فترة للخلف.

كان واقفا مكانه لم يحاول اللحاق بي؟ تابعت جري حتى اختفى عن ناظري مع ذلك ظللت مذعورا و قلبي لم يتوقف.

الهدوء وحده كان يقتلني و الخوف من ظهوره مجددا يكاد يقودني للجنون.

توقفت قليلا لأتنفس قليلا نظرت للأرجاء كان فارغة لا أحد كان هناك المشفى كان فارغا نوعا ما.

لسبب ما شعرت بالجدران تهتز قليلا لألحظ أن جدران بدأت تتموج بشكل غريب كما لو أصبحت أمواج بحر ما.

تابعت الجري مع أنه كان صعبا عليّ مع حركة جدران هذه التي تشوش على تفكيري.

ابتسمت بفرح بينما رأيت المخرج أمامي لأغادر أخيرا ذلك مشفى.

لكني لم أتوقف تابعت الجري حتى وصلت لحدود الشارع عند مدخل المشفى.

نظرت للخلف لأراه مجددا واقف عند باب المشفى الرئيسي.

كان مغلقا عينيه لكنه بدى انه ينظر ناحيتي مع ابتسامة طفل بريء رفع يده و لوح لي كما لو كان يودعني.

فتح عينيه أخيرا و نظر ناحيتي. رأيته يرفع سبابته مجددا.. سيطلب مني نفس طلب مجددا.

اتسعت عيناي و تراجعت للخلف بينما رأيته يمرر الاصبع فوق رقبته.

تراجعت للخلف و بدأت الجري بعيدا بعيدا جدا عنه.

هو يريد قتلي!!

___________________
يتبع...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top