تنهد الصعداء لكنه انتبه لزجاجة التي لا تزال في يديه ليرفعها و يقربها من وجهه ليمعن النظر في مخلوق مائي ليبتسم: "أنت لطيف للغاية.. مع أني لست متأكدا إن كنت كاكاروتو أو لا لكنك ظريف للغاية"

ابتسم غوكو بينما رأى كاكاروتو يبتسم له أيضا ليشعر بالراحة في صدره.

نظر غوكو حوله لتتسع عيناه عندما وقعت على بوابة المقبرة.

"لما لهنا بذات؟ لا شيء هنا غير الأموات" فكر غوكو بينما اقترب من البوابة الحديدية ليرى من خلالها قبور السابقين الذي رحلوا عن هذه الحياة.

ابتعد للخلف قليلا عندما سمع صوت البوابة تفتح ليرى أمامه رجلا بدى كأنه حارس هذه المقبرة ليتحدث بينما يعاين غوكو بنظره: "إنه وقت الإغلاق الآن، لكن إن أسرعت سأعطيك بضعة دقائق"

رغب غوكو برفض و مغادرة لكن مع معاملة الحارس اللطيفة قرر دخول لبضع دقائق ثم يغادر سريعا.

سار غوكو بين قبور دون تركيز بشكل تام عليها لكن لفت انتباهه بعض بتلات الورود الذابلة التي تتطاير مع نسمات الهواء ليتبعها بنظره ليراها تهبط على أحد القبور ليقترب و ينظر لذلك القبر و يقرأ اسم من رحل عن هذه الحياة.

𝚂𝚘𝚗 𝙺𝚊𝚔𝚊𝚛𝚘𝚝𝚘
𝟷𝟿𝟿𝟼-𝟸𝟶𝟶𝟼

خذلته قدماه ليسقط على ركبتيه قريبا من القبر نوعا ما "ما معنى هذا؟ " تمتم بصوت خافت بينما يعيد قراءة الاسم أكثر من مرة على أمل أن يكون أخطأ بشيء ما.

هزَّ رأسه و يعيد نظره للقبر لكنه لا يزال يرى اسم أخيه محفورا هناك.

"لا.. هذا غير صحيح.. مستحيل! " رفع يده ليمسح دموع التي كادت تفر من عينيه  بعنف حتى احمرت عيناه.

نظر لزجاجة في يده ليرى أن نسخة كاكاروتو لا تزال بها، وقف سريعا حوله باحثا عن شيء معين ليرى رفشاً على مقربة من سياج المقبرة.

ليقترب منه و يحمله و ينظر له "لا أصدق أني سأفعل هذا.. لكني علي تأكد" أخذ نفسا عميقا ليغرس الرفش في التربة و يستجمع شجاعة ليبدأ بحفر ذلك القبر.

"ماذا تظن نفسك فاعلا؟!" صرخ الحارس بينما أمسك غوكو من ذراعه و يبعده عن القبر.

نظر نحوه بعبوس "أحفر قبر أخي ألا ترى؟ الآن ابتعد و توقف عن ازعاجي" قال بينما رفع الرفش ليصيب وجه الحارس الذي تركه على فور ليصرخ ألما بينما وضع يده على أنفه الذي بدأ ينزف، لكنه لم يكمل صراخه و ألمه ليهرب سريعا ما إن رأى غوكو يرفع الرفش مجددا ناويا ضربه به.

تنهد غوكو بينما عاد لما كان يفعله بينما تذمر قليلا: "ألا ييمكني أن أحفر قبر أخي بسلام؟ "

مرت ربع ساعة على الأقل حتى إصطدم الرفش بسطح التابوت ليبعد غوكو بقية التراب سريعا ليباشر محاولة سحب التابوت خارج حفرته.

"ألم يمكنك أن تطلب منهم تابوتاً أخف وزنا؟! ألم تفكر بماذا لو أردت اخراجه مثل الان!" تذمر غوكو بينما أخيرا تمكن من سحب التابوت خارجا ليجلس على الأرض و يلتقط أنفاسه بعد عمل شاق.

نظره نحو التابوت الذي بدى عليه القِدمُ و أن ديدان الأرض بدأت تنهشه ليضع يديه عليه لكنه تجمد مكانه.

ابتلع ريقه و شعر بالخوف بينما تخيل أن كل ما سيجده بداخل هذا الصندوق هو هيكل عظمي شبه موجود لأخيه.

استجمع نفسه فبعد كل هذا لا يمكنه التراجع دفع غطاء التابوت بهدوء ليرى ورودا ذابلة التي تبدوا أنها تملأ التابوت كله و فوقها يرقد ذلك الجسد.

أبعد غوكو الغطاء كاملا لينظر لداخل التابوت لتتسع عيناه بدهشة "أين؟ أين العظام؟! " تلعثم بدهشة بينما تفحص ذلك الجسد الذي توقع من صميمه أنه سيرى جثة متحللة و لم يبقى سوى أشباه العظام.

لكنه فوجئ برؤية جسد كاكاروتو سليما تماما كما لو أنه لا يزال حيا.

رائحة العفعن و الورود الذابلة تؤكد أن صندوق بقي فترة طويلة تحت الأرض لكن كلما رأى جسد أخيه السليم لا شيء يكون منطقيا!

مدَّ يده ناحية جسد كاكاروتو ليلمس خده "بارد.." قال في نفسه بينما مرر يده للأسفل ليلامس رقبته ليتحسس نبضه.

لكن لا وجود لأي نبض.

جسد سليم كما لو كان حيا بلا قلب ينبض؟ كيف يعقل أن يحدث هذا؟

أبعد غوكو يده سريعا و ابتعد عن التابوت قليلا "هل أنا أحلم؟ أين منطق في هذا؟!" قال بينما قرص خده ليتأكد إن كان يحلم أو لا.

لكنه لم يكن حلما.

أسند غوكو رأسه بين يديه بينما شعر بالصداع يفتك برأسه من كثر التفكير.

كان على أعصابه و يحاول ضبط أعصابه بينما صوت صغير مزعج يلوح حوله.

لكن فجأة كل شيء هدأ.

أبعد غوكو يديه عن وجهه و ينظر حوله كان كل شيء برتقاليا محمرا و مصفرا كوقت الغروب.

تمعن فالمكان ليجد نفسه في مكان مختلف عن مقبرة بدى مثل الشارع لكن هناك شيء مختلف.

"لما كل شيء متوقف؟" تساءل غوكو بينما سار بين الناس الذين تجمدوا مكانهم ليتوقف فجأة عندما شعر أن داس على شيء ما نظر للأسفل ليرى أنه داس على كعكة ساقطة على الأرض.

"لما هذا مألوف؟" فكر غوكو بينما تابع نظره ليقع نظره على طفل صغير ليقترب منه.

"أنا؟" اندهش غوكو بينما رأى نفسه لكن أصغر سنا بينما تعابير الصدمة و الهلع بادية على وجهه.

أسند غوكو يده لرأسه بينما أصابته نوبة صداع أخرى ليبدأ يسترجع شيئا في خيالاته "أذكر هذا مكان.. كان عيد ميلاد كاكاروتو و أخبرته ألا يتبعني لكنه فعل.. سيارة كادت تصدمه لكني دفعته بعيدا.. فضربته أخرى" أبعد يده عن رأسه بينما انسابت الدموع من عينيه ليكمل حديثه بصوت مهزوز: "كنت سبب موته.. دفعته و قتلته.. لو لم أدفعه لكان ليكون بخير!"

رفع ناظره ليرى صورة الحادث المتجمدة لكنه وجد نفسه في مكان آخر؟

كان على قمة جبل غابة الخيزران و بينما كانت الشهب تتساقط مشهد آخر متجمد يظهر أمامه لـ غوكو بينما يحاول إمساك كاكاروتو الذي سقط من على سفح الجبل.

"ما الذي يجري هنـ-!؟" ما كاد غوكو يكمل كلامه حتى تغير المكان مرة أخرى مشهد آخر يليه مشهد آخر كلها تعرض سيناريوهات مختلفة لكن كلها تقود لنهاية حتمية.

لـ موت كاكاروتو.

"فكر فكر فكر غوكو! استيقظ من هذا حلم غبي!" قال بينما ضرب جبهته بخفة بيده عدة مرات.

لكنه توقف بينما شاهد أن الزجاجة في يده بدأت تتوهج قليلا بلون الأزرق لينظر لها بينما تبادر في ذهنه ذكرى من كلام العجوز الغريب الذي قابله.

"و لا تدع شيطان يخدعك عليك تذكر طريقة الصحيحة التي مات بها او لنقل كيف فصلت روحه"

"لا تدع شيطان يخدعك؟" ردد غوكو في نفسه بينما أغلق عينيه و أخذ نفسا عميقا: "حسنا غوكو ليس أي من هذا حقيقيا.. تذكر كيف مات حقا! ليس أي من هذا حقيقيا!"

فتح عينيه ليتنفس الصعداء بينما وجد نفسه قد عاد للمقبرة لكن لا يزال في حيرة.

نظر نحو جسد كاكاروتو في التابوت بينما حاول فهم ما يحدث و جمع الخيوط مع بعضها.

"من جيد رؤيتك مجددا غوكو"

تحدث صاحب الصوت بينما توقف وقع خطواته قريبا من غوكو.

"سعيد أنك بخير أخي"

استدار غوكو للخلف سريعا لتتسع عيناه بدهشة بينما رأى كاكاروتو أمامه.

نظر نحو التابوت ثم لمن أمامه هناك إثنان؟ لكن هذا مختلفا بدى أكبر سنا و أطول ليبتسم لـ غوكو بينما مدَّ يده نحوه و يتحدث بصوت خافت و هادئ قائلا: "دعنى ننهي كل هذا أخي و نرتاح"

ابتسم بخفة "أعطني نصفي الآخر أحتاج لتلك الروح"

___________________
يتبع..
في الفصل القادم..