•2•
•🍂•
"مهمتك هي الطبخ لنا، منزلنا تُعقد به العديد من الإجتماعات بسبب عمل زوجي..والعديد من رجال الأعمال يأتون إلى هنا، لذالك نحن بحاجتك.."
عادت لتجلس مكانها لتحدق بتلك المرأة وهي تتكلم مع والدتها وتخبرها ما عليها فعله، حدقت بالمنزل مجددا بعيناها الواسعتان لتهز رأسها..
منزل كهذا ويعيش به ثلاثة أشخاص! هي ظنت أن الشخص من الغرفة هو زوج هذه المرأة هنا، وأن لديهم طفلا هي لم تراه بعد.
لهذا هو كبير؟ لأنه تعقد به الكثير من الإجتماعات ووالدتها ستتعب حقا من التنظيف والطبخ لذالك قررت مساعدتها
"وأخيرا، تلك الفتاة هناك ستريك المنزل مجددا لأننا غيرنا به الكثير، غدا لدينا حدث مهم بالمنزل وأريد أن يكون كل شيئ على أفضل ما يرام، حسنا؟"
أردفت وهي تشير لأرجاء المنزل لتومئ لها والدة جينا بهدوء وتردف
"لا تقلقي سيدتي..سأكون عند حسن ظنك"
"جيد، فلتذهبا الآن لغرفتكما من أجل الإستراحة وعندما يُعد العشاء ستناديكما الخادمة، تذكري أنكِ فقط اليوم لن تقومي بشيئ بسبب يومك الأول إتفقنا؟"
أردفت وهي تشير لها بإصبعها السبابة لتلقي نظرة خاطفة على جينا التي تزم شفتيها وتنظر لها بغيض..
إبتسمت لتصفق بيداها لتحضر نفس الفتاة وتشير لهما بتتبعها لتتبعها جينا أولا وتنحني والدتها قبل الذهاب..
دخلتا لغرفة النوم المشتركة تلك، كان بها سريرين منفصلية وحمام وكانت جميلة ومظهرها مريح حقا!
إبتسمت جينا لتجري وتقفز على السرير لتبدأ بالتدحرج
"جينا أنتي لا تتصرفين بشكل جيد مع السيدة سونغهي"
إختفت إبتسامة الأخرى لتقف وتردف
"هذا إن كانت تتصرف معنا جيدا، ألم تنظري لها أمي؟ إنها تجعلني أغتاض من طريقة كلامها المتعجرفة وكأننا عبيد لديها"
تنهدت والدتها لتقترب منها وتضع كلتا يداها على كتفيها لتهزها بخفة
"تذكري أنني مجرد خادمة هنا، نحن لسنا ضيوف يا إبنتي"
حدقت بها الأخرى بصمت لتشرد بنظراتها بوجه والدتها، لطالما عمل والداها بجد ليجعلاها تكمل دراستها وتكون سعيدة طوال حياتها.
هي بالفعل تتمنى رد كل هذا الجميل لهما وتنتظر لحظة إكمالها لدراستها من أجل العمل، وحينها هي ستقوم بتقديم راتبها الأول لهما حتى من دون أن تأخد شيئا منه فقط لتنظر لبسمة الإفتخار و دموع الفرح نحوها.
دخلت والدتها للحمام لتذهب هي لتغيير ملابسها لترتدي بيجامة زرقاء بدون أكمام وشورت يصل لركبتيها
لتنزل للأسفل مع والدتها التي ظلت تحدق بالشورت الذي ترتديه، هي شعرت بالحر لذالك إرتدت تلك البيجامة
لكن والدتها كانت متوترة بشأن ذالك لأنهما ليسا بمنزلهما الخاص وعليها إحترام السيدة سونغهي وصاحب المنزل..
"جينا لم يكن عليك إرتداء هذا الشورت نحن لسنا بالمنزل!"
همست والدتها بعدما جلسا معا بطاولة الطعام لتنظر لها بإستغراب وتردف
"الجو حار أمي، وهذا الشورت ليس قصيرا لثثيري كل هذه الضجة"
"لكنه ييظهر فخديك عندما تجلسين، هيا فلتذهبي و إرتدي شيئا أطول ريتما تأتي السيدة"
أردفت وهي تدفعها لتقف وهي تمد شفتيها بإنزعاج وتقف لتتوجه نحو غرفتهما، لكنها توقفت فور رؤيتها له وهو يخرج من غرفته..
كان يجلس على ذالك الكرسي المتحرك وتلك الفتاة تدفعه به ليرفع نظره ويحدق بها ببرود
نظراته كانت عميقة جدا بحيث إخترقت قلبها وعقلها لدرجة أنها شعرت بالجمود وظلت تحدق به بصدمة
وهو لم يرقه تحديقها المطول ذالك به ليشعر بالغضب ويحرك تلك العجلات بكلتا يداه ليتجاوزها وتتبعه الأخرى ولكن قبل ذالك توقفت لتردف بحنق نحو جينا
"لا تنظري للسيد مجددا فهو يكره أن يستمر أحدهم بالتحديق به! هل تفهمين ما أقوله؟"
رمشت الأخرى عدة مرات لتذهب تلك الفتاة وتضع جينا يدها على قلبها لتردف بصدمة
"ه-هل هو...مقعد؟"
إستدارت مجددا لتنظر للخلف ثم توجهت نحو الغرفة لترتدي سروالا وعادت لغرفة الطعام، هي كانت تشعر بالخجل لأنهم بدأو الأكل بالفعل وكانت خائفة من أن تنظر له بالصدفة
لكنه لم يكن موجودا هناك!
"هل يتناول كيونغسو طعامه الآن؟"
أردفت السيدة سونغهي لتجلس جينا بجانب والدتها
"إنه لا يريد الطعام سيدتي، لقد طلب مني أخده للحديقة لكنني أخبرته أنك لا تريدين ذالك من أجل صحته.. وهو غاضب جدا الآن!"
أردفت تلك الفتاة بقلق لتتنهد الأخرى وتضع فرشاة طعامها جانبا..
"أين هو الآن؟"
"إنه بالمكتبة سيدتي! "
"حسنا، بعد ساعة قومي بإعطائه الدواء، وهو سيتناول الطعام بعد ذالك"
"أمرك.."
غادرت لتبتسم بإصطناع وتشير لها بإكمال طعامهم، لكن فضول جينا لم يمنعها من طرح الأسئلة كعادتها
"هل هو زوجك سيدة سونغهي؟"
توقفت الأخرى عن الأكل لتطلق ضحكة غريبة وصاخبة ومسحت دموعها الوهمية تلك لتردف
"وما شأنك عزيزتي؟...لا أظن أن طرح أسئلة كهذه ستكون فكرة جيدة مجددا!"
إتسعت أعين والدتها وقد شعرت بالحرج الشديد لتقوم بنكز جينا من الأسفل لتنزل الإخرى نظرها وتكمل أكلها..
...
وبينما هم يتناولون العشاء، هو كان يجلس أمام تلك النافدة الكبيرة والمغلقة بإحكام وسط تلك الجدران المصفوفة بالكتب..
تنهد بعمق لينظر لذالك الكتاب الذي بيده و الذي كان بعنوان..
'رؤية عن بعد'
فتح أول صفحة به ليقرأ تلك الخواطر الحزينة التي زادت قلبه هما وحزنا..
"أتعلمون ما هو معنى جملة أن العالم هو قرية صغيرة بالنسبة لي؟ هو أن جميع الناس بهذه الكرة الأرضية قد تقلصو وتقلصلت منازلهم حتى أصبحو بقرية واحدة..حتى تقلصت عقولهم ليبدأو بالتفكير بطريقة متخلفة، حتى تقلصت قلوبهم لدرجة أنها لم تعد تحمل تلك المشاعر البراقة والحنونة، غلب عليهم الجشع وتقلصت أحاسيسهم تجاه الآخرين...لم يعد أي أحد يكن الإحترام للعجائز ولا المساكين أو لمن هم بحالة نقص...تغيرت نظرات الجميع من حب وسعادة إلى حقد ورغبة وحتى شفقة دون مد يد المساعدة، لأنهم وببساطة؟ يخافون الإصابة بالعدوى، عن أي عدوى أتحدث؟ إنها عدوى الخوف من نظرة المجتمع"
أغلق ذالك الكتاب وهو يضغط عليه بيده ليتذكر نظرات تلك الفتاة قبل قليل ويرمي ذالك الكوب الذي بجانبه حتى إنكسر..
كانت تتجول بالمنزل لتسمع سقوط شيئ ينكسر وتجفل مكانها لتفتح ذالك الباب وتدخل بهدوء وهي تنظر في الأرجاء لتنفرج شفتيها من الكم الهائل للكتب..
"واه!"
أردفت وهي تستدير حول نفسها لتتقدم وتصعد تلك السلالم ليظهر لها كيونغسو وهو يجلس وينظر لقطع الزجاج الملقية على الأرض..
كانت هناك بعض الخدوش بقدمه لأن الزجاج إرتطم بالأرض وضرب قدمه الحافية
"س-سيدي...قدمك تنزف"
أردفت بصدمة ليرفع نظره بسرعة وأعين متسعة، من سمح لهذه الفتاة بالدخول لمكتبته الخاصة ودون طلب الإذن حتى؟
"إبتعدي مالذي تفعلينه؟"
حاول دفعها بيده عندما جثث على ركبتيها لتخرج ذالك المنديل من جيبها وقامت بتبليله بالماء لتضعه على الجرح
"يا إلاهي هناك قطعة صغيرة إخترقت قدمك"
تمتمت لتحاول نزعها ويغمض عيناه بقوة لأن ذالك كان مؤلما بحق، لكنه لم يشعر بالألم عندما أصيب بذالك الجرح!
نزعت تلك القطعة الصغيرة والدقيقة لتضع عليها المنديل وتقف لتنظر له بتوتر
"آسفة لدخولي بهذا الشكل المفاجئ سيدي لكن عندما سمعت صوت الإنكسار لم-"
"هذا لا يعني الدخول بهذا الشكل ودون طرق الباب، أظن أنك جديدة ولم تتعلمي القواعد بعد! لذالك سأتجاهل تصرفك هذا..والآن أخرجي لا أريد رؤية وجهك مجددا"
قاطعها بالصراخ على وجهها لتلمع عيناها بسبب تلك الدموع التي تمردت رغما عنها، إنحنت لتجري وهي بالخطأ وجدت طريقا أخرى وتبدو كطريقه الخاصة بسبب كرسيه المتحرك..
آستدارت مجددا لتغادر ليستدير هو للنافدة وتخرج هي مسرعة لتدخل الغرفة وتجد والدتها تتحدث مع زوجها على الهاتف
"اوه هاهي! جينا تعالي للتحدث مع والدك على الهاتف"
تجاهلتها الأخرى لتدخل الحمام وتغلق عليها الباب بقوة، هي شعرت بالظلم..ساعدته وكانت قلقة وهذا جزائها؟
"مابها هذه الفتاة؟"
أردفت بتساؤل لتكمل كلامها مع زوجها، خرجت الأخرى بأعين منتفخة بعد عدة محاولات من غسل وجهها لكنها تعاني من مشكلة إحمرار عيناها و وجنتيها بسرعة حتى قبل البكاء!
توجهت نحو سريرها لتحمل هاتفها وهي تعمدت التأخر بالحمام حتى تنام والدتها لتبدأ بالدردشة مع أصدقائها حتى غلبها النوم...
....
دخلت الخادمة لتجده لا يزال بمكانه يحدق في الفراغ..
"سيد كيونغسو؟...حان وقت الدواء، وبعدها عليك تناول الطعام"
أردفت وهي تصعد نحوه لتتسع عيناها فور رؤيتها للزجاج المنكسر على الأرض وقدمه الحافية والمجروحة..
"يا إلاهي هل أنت بخير سيدي؟ هل أنادي الممرضة الخاصة؟"
"لا!"
"لكن قدمك-"
"لقد قلت لا من أين تفهمين الكلام؟..أريد الذهاب لغرفتي"
صرخ بوجهها ليعود بظهره على كرسيه وتومئ له لأنها لا تريد مجادلته أكثر من ذالك لتقوم بدفعه برفق...
ساعدته على التمدد على سريره لتضع الدواء بجانبه وتخرج بعدما أغلقت الباب خلفها..
نظر لذالك الدواء بأعينه الدائرية ليقوم بسحق تلك الحبة بين يديه وإرتشف القليل من الماء ليمسك حاسوبه ويخرج علبة المكسرات ليبدأ بالأكل ومشاهدة إحدى الأفلام..
لا أحد يعلم بما يقوم به، لا أحد يعلم أنه لم يعد يتناول دوائه، ذالك هو سره الصغير الذي لا يعلم به أي أحد..
لكنه لا يعلم أيضا، أن أمره قد كشف وهي مجددا أخطأت بالذهاب للمطبخ ودخلت غرفته بالخطأ...
•يتبع•
اتأخرت صح؟
البارت قصير بس الرواية كذا لأنو إذا طولتو رح تخلص بسرعة😂💔
الخواطر يلي قرأها دي أو من كتابتي😊 وأي خواطر قادمة رح تكون من كتابتي كذالك...كنت حابة اسوي كتاب للخواطر وكلام حركات وبركات بس اظن انو احطو بالرواية مشان يناسب وتستفيدو منو شوي💗
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top