JK²

فوت وكومنت بليز😍
__________

نظرت سو ها إلى والدتها ثم نقلت نظرها إلى أخيها، وكانت على هذا الحال منذ جلوسهم حول الطاولة المستديرة ذات القوائم القصيرة لتناول الغداء وقد مضى على ذلك عشر دقائق.

إنها معتادة على تصرفهما بهذا الشكل، ليس وكأنها أول مرة يفعل سو جون ذلك، لكنها لا تعلم سبب هذه المرة إلى الآن، لذا بعد بلعها اللقمة قالت:

" لم تخبراني تفاصيل ما جرى"

آثر أخيها الصمت واستمر بالأكل، التفتت إلى والدتها وقد كانت كذلك أيضًا، تنهدت سائمة ثم قالت تخمن سببًا لعلهما يوافقانها على أحد الأسباب التي ستخمنها:

" سو جون، هل أردت هاتفًا؟ لقد أخبرتك بالفعل أنني أخطط لفعل ذلك.."

قاطعها هادرًا:
" لا الأمر ليس كذلك"

لقد كان إحدى الأسباب القوية التي خمنت سو ها بأنه هرب معلنًا احتجاجه بسببه، فكرت قليلًا ثم قالت:

" أعتقد أنها الملابس هذه المرة، أعلم أن ملابسك الحالية ضاقت، لكنني.."

قال لها وقد فقد صبره:

" كفاكِ تخمينًا!"

ثم وضع عيدان الطعام على الطاولة بقوة متذمرًا وبرح مكانًا والجًا غرفته، صافقًا الباب، التفتت إلى والدتها وقالت بعد أن تبقى سببًا واحدًا:

" هل هو النادي المدرسي؟"

أومأت والدتها وقالت:

" ذلك الصبي يريد أن يشترك بنادي السباحة."

قالت لها سو ها وقد انشرحت اساريرها إذ أن أخاها فتًا انطوائي تجاه الآخرين، ومعنى أنه اختار نادٍ لدخوله فهذا تقدم جيد بالنسبة له:

" هذا رائع! لا أعتقد أنها مشكلة"

قالت والدتها وقد أبدت ملامحها بعض البؤس:

" أن الأمر ليس كذلك، لقد أراد لقد أراد ملابس للسباحة، وقد سألت عن سعرها وكانت غالية جدًا، لقد أخبرته أن ينتظر حتى أملك المال، لكنه رفض واحتج، كما رأيتي"

ابتسمت سو ها وقد تذكرت أمر الوظيفة وقالت:

" سيكون كل شيء بخير، أنا واثقة"

وقفت سوها أمام المرآة تصفف شعرها قليلًا بعد أن شعرت أنه غير مرتب، عيناها تحكانها لكنها لا تستطيع فركهما بسبب مسكارة الرموش التي أجبرتها هان سو على وضعها، بالإضافة إلى العدسات اللاسقة التي اشترتها لها هان سو لكي تعوضها عن النظارات، لكنها لم تعتد عليهن.

لم تستطع كذلك تزيين وجهها بمساحيق التجميل لاحتوائها مواد تهيج عندها الحساسية، إذ يغدو وجهها متورمًا ويتصبغ ببقع حمراء، واكتفت بوضع ملمع شفاهٍ وحسب.

نظرت إلى نفسها في المرآة، وقد بدى عليها التوتر وحالت ملامحها قلقة، وبالكاد اختبأت من عيون المتقدمين للوظيفة التي ترمقها بنظراتٍ غريبة، في دورة المياه.

لقد كان هناك فرق شاسع بين مظهرها ومظهر الآخرين من المتقدمين، لقد أشاروا في الإعلان أن المظهر غير مهم لكن ما رأته اليوم كان عرضًا للأزياء وإعلانًا تامًا لمستحضرات التجميل بالنسبة للنساء، لقد شزرنها مستغربات وكأنها كائن فضائي.

لقد استعدت جيدًا واستعارت ملابس رسمية من صديقتها وهي لا تختلاف عمّن في الخارج بشيء، لكن لمَ تشعر بعدم الثقة وترغب بالاختباء عن نظراتهم تلك، إن نظراتهن تخبرها بأنها ليست في المكان المناسب وأنها يجب أن تعود إلى الجحر المظلم الذي كانت فيه.

ألقت نظرة أخرى على نفسها في المرآة وبانت مثيرة للشفقة في تلك اللحظة، لكنها أخذت هواءًا بعمق وزفرته ببطئ وقالت تشجع نفسها:

" أنت هنا ليس لأجلك بل لأجل عائلتك!"

خرجت من دورة المياه وقد كانت في نفس الطابق الذي تتم فيه المقابلة، وقفت بعيدة عن الجمع وقد شكلوا بعضهم مجموعات للثرثرة وأحست أن لا أحد منهم يرغب بالحديث معها، لكنها فكرت بأن هذا ما اعتادت عليه فمظهرها يوحي بالملل، وهي بالفعل لا تملك أي حديث تشاركه مع الآخرين ولا يقتصر الأمر على مثل هذه المواقف بل في معظم التجمعات الاجتماعية، وتذكرت أن هان سو ذكرت لها عدة مرات أنها مرحة جدًا على عكس ما تبدو عليه وهذا الجانب منها حسب ما ذكرت صديقتها يجعلها تبد رائعة، بالتفكير بالأمر فإن صديقتها بالتأكيد تبالغ في الأمر، قد تكون مرحة كما تقول لكن هذا لا يعكس أي مردود عليها.

جاءت لجنة المقابلة، وكانوا ثلاثة رجال ذوي طلة وهالة مهيبة، يرتدي الثلاثة بزات تختلف في الوانها، لكنها ألوان رسمية تتباين بين الرمادي والأسود والكحلي، وجميعهم يبدون في بدايات الأربعين، رحبوا بمن ألقى التحية لكن لم تكن سو ها من بينهم، وبعد نصف ساعة بدأ أحد الموظفين ينادي بأسماء ثلاثة متقدمين ليتم مقابلتهم معًا.

وبعد ساعة من انتظار أن يُنادى اسمها، حدث ذلك ودخلت سو ها مع فتاتين، وقد بدتا أفضل هيئة منها بالرغم من أنها فعلت ما بوسعها لتخرج عن المألوف ولو بقليل.
تسارعت دقات قلبها عند اقتراب دورها اقترب دورها، ولمّا جاي ارتبكت وحاولت جاهدة أن تبدو طبيعية وأن تسيطر على نبرتها المتوترة قدر الإمكان عند كلامها.

قدمت نفسها قائلة:

" مرحبًا، أنا نا سو ها، متخرجة من جامعة سيؤول كلية إدارة الأعمال"

كانت هناك نسخة من ملف تقديمها لديهم، نظر أحدهم إلى الملف وقد كان رئيس قسم الموارد البشرية وهذا ما بينته اللوحة التي كتب عليها اسمه وصفته الوظيفية، عاد ونظر لها وقال:

" لماذا تريدين العمل في شركتنا بالتحديد؟"

فكرت قليلًا سائلة نفسها إذ كان يجب عليها أن تخبرهم بأنه تم رفضها من قبل كل شركة قدمت لها بسبب شكلها، لكنها قالت:

" لطالما رغبت أن أعمل في شركة جونغ، كما أن شركة جونغ هي حلم أي شخص يرغب بالارتقاء في حياته"

فكرت فجأة بأن هذا كان مبالغًا به، لقد أعدت هذه الكلمات في حال شعرت بأنها يجب أن تؤثر عليهم عاطفيًا، وما غير الانتماء الوظيفي سيؤدي هذه الوظيفة على أكمل وجه، وقد توقعت أن تؤدي مفعولًا لكن لم يصدر منهم أي رد فعل ولا حتى ابتسامة.

وبعد عدة أسئلة حول خلفيتها والأماكن التي عملت بها سُمح لهم بالخروج، شعرت بفقدان الثقة إذ أن المتقدمين الذين كانوا معها كانوا أكفأ منها وقد درسوا في جامعات راقية ولديهم العديد من المواهب وقد عملوا مسبقًا في المجال الذي تعمل فيه الشركة، وفكرت أن لا فائدة منها في هذا المكان، لكن كان عليها الانتظار إذ أن على المرشحين أن يقابلوا الرئيس جيون بعد ذلك.

بعد ساعتين ذهبت إلى متجر قريب لشراء شطيرة وعلبة من العصير كفطور ولكي تقتل بعض الوقت، فبعد مضي ثلاثة ساعات من الانتظار شعرت بالجوع، لمّا دخلت المتجر واتجهت نحو الرفوف لتجلب ما نوت شراءه، لاحظت رجل طويل، يرتدي ملابس سوداء وحذاء بعنق طويل كما ارتدى قبعة بيسبول وسترة جلدية بلون مماثل، واستغربت أنه يأكل نودلز سريعة التحضير مقابلًا نافذة المتجر، وفكرت أن النودلز ليست وجبة فضلى للفطور، لكنها تجاهلت الأمر واشترت ما تريده وخرجت ثم جلست على حول طاولة خارج المكان لتأكل ما اشترته.

أصبح باستطاعة ذلك الرجل المتشح بالسواد رؤيتها، ولوهلة شعرت بأنه ينظر لها، ولم تستطع أن تتأكد لكنها حاولت قدر المستطاع التصرف وكأنه غير موجود، خلعت حذاءها إذ أنها كانت بكعب عالي قليلًا ولأنها لم تكن معتادة على ارتداء هذا النوع قد اتعبتها كما أن حوافها جرحت قدمها من الخلف، وقررت ما أن رأت الجرح أن تشتري ضمادات.

شعرت أن رأسها يدور، إذ أنها لم تنم جيدًا بسبب تفكيرها بالمقابلة، وقد فقدت شهيتها هذا الصباح فلم تستطع تناول الفطور، بالإضافة إلى جدالها مع أخيها الذي لم رفض في البداية الذهاب إلى المدرسة وهو احتجاج سببه عدم حصوله على آلة موسيقية، بالرغم من أن أخيها غير اجتماعي خارج المنزل ويكاد يكون انطوائي إلا أنه منفتح ومزعج داخله، وقد استطاعت والدتها إجباره على الذهاب وهددته بعدم حصوله على أي شيء إن لم يذهب وقد أتى ذلك بنتيجة.

بعد انتهائها من الأكل زاغت عيناها نحو النافذة التي وقف أمامها ذلك الرجل، لكنها لم تجده، بالتفكير بالأمر فقد كان أنيق وطويل وبدت ملابسه باهظة الثمن وابتسمت ساخرة من شراءه تلك النودلز وأكلها أثناء وقوفه، ألا يستطيع رجل مثله يرتدي تلك الملابس أن يذهب إلى مطعم لتناول الفطور؟

كان المتجر قريب من الشركة، فقد كان عليها أن تعبر الشارع فقط للوصول إلى الشركة، أثناء سيرها وقبل عبورها الشارع لاحظت رجل كبير في السن يستند إلى جدار أحد البنايات وقد بدى عليه التعب كما لاحظت أنه يضع يده على جهة قلبه، اتجهت نحوه لسؤاله عن حاله، لكنه خرّ واقعًا على الأرض.

هرعت لمساعدته، لم يكن بمقدور ذلك الرجل التنفس بسهولة، كما أنه كان من الصعب عليه التحدث، تجمع الناس حولهما، أخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت بالإسعاف ولمّا أنهت المكالمة، التفتت إلى الرجل ثم فكت أزرار قميصه العليا، وفركت صدره أثناء ذلك قالت:
- سيدي! أيمكنك سماعي؟

أجرت له بعض الإسعافات الأوليّة اللازمة حتى وصول سيارة الإسعاف، وبعد نقله إلى السيارة قام أحد الرجال الذين كانوا مجتمعين حولهما والذي أبدى بعض المساعدة لها بالركوب مع الرجل بعد أن أبلغ رجال الإسعاف بأنه يعرفه.

انتظرت سو ها ابتعاد السيارة عن مرآها، وسارعت بالعودة إلى الشركة، قبل استقلالها المصعد تفاجأت من وجود ذلك الرجل الذي رأته في المتجر، يقف منتظرًا أن يفتح المصعد بوابتاه، نظر إلى جهتها وأخفضت نظرها ما أن تلاقت نظراتهما وتساءلت إن كان يعمل في الشركة واستغربت أنه يرتدي نظارة سوداء حتى بعد دخوله إلى مكان ظليل.

خرج ذلك الرجل من المصعد قبلها، ولمّا فتح باب المصعد لوجهتها خرجت منه، واتجهت نحو الغرفة التي تمت بها المقابلة وقد وجدت أنها قد انتهت منذ دقائق وعلى الجميع الآن انتظار إعلان المرشحين ليقوم بعد ذلك السيد جيون بمقابلتهم.

لم يكن هندامها على أفضل حال، لقد اتربت تنورتها، لكن لم يكن ذلك مهمًا إذ أنها كانت مسرورة مُذ أنها كانت ذات فائدة لذلك الرجل، فلم تضيع السنتين اللاتي قضتهما في معهد التمريض سدًا، وهي ممتنة جدًا أن إسعافاتها الأولية أتت بنفع.

خرج أحد الموظفين من الغرفة ومعه قائمة، قال بعد أن جال بنظره نحو الجميع:

" أرجو أن تنصتوا جيدًا، من سأندي باسمه أرجو أن يبقى"

بعد أن نادى على أسماء المرشحين تفاجأت أنها كانت من بينهم، وما فاجأها أكثر أن من ترشحوا هم عشرة من ضمن خمسين، وتساءلت إن كان هذا يعقل، ليس لأنها تشك بمؤهلاتها إلا أنها تعتقد أن من لم يتم ترشيحهم أفضل منها، وسألت نفسها عن المعايير التي تم قبول المرشحين بها، ولوهلة شعرت بالتوتر والقلق.

أخبروهم أن السيد جيون سيصل بعد عشر دقائق، ولم تمر سوى خمسة، كانت تجلس على أحد الكراسي المخصصة للانتظار في الممر المؤدي إلى الغرفة، كانت تضع حقيبتها في حجرها وتتشبث بها بقوة مانعة كل الأفكار التي تجول في رأسها، إذ أن ثقتها في نفسها انخفضت والعديد من السناريوهات تتسابق كالعدائين في المضمار داخل عقلها، وكلها سلبية، هي تؤمن بنفسها لكن التجارب السابقة جعلتها تنسى ذلك.

في خضم معركتها الداخلية لاحظت أن المتقدمين الموجودين والذين يجلسون على كراسي الانتظار كحالها برحوا أماكنهم منتفضين وأخذوا وضع الاستعداد، وهذا كل ما تحتاجه حتى تعلم أن الشخص القادم والمتجه نحوهم هو السيد جيون والذي ما أن أعلت رأسها ورأته حتى علت ملامحها الدهشة وربما هو برق خفي صعقها، إنه ذلك الرجل من المتجر وهي بالتأكيد ليست ثملة لتتخيله، إنه هو بلا شك.

وعندما أدركت أنها تحدق به بوقاحة أخفضت نظراتها إلى الأرض بينما أكمل سيره نحو والغرفة ودخلها ولكن بقي الشخص الذي معه خارجًا، دخل أحد الموظفين الغرفة حاملًا أسماء المرشحين وبعد دقائق قليلة طلب السيد جيون لأول مرشح أن يدخل، عاد الجميع وجلسوا على أماكنهم التي برحوها.

مضت خمس دقائق وخرج ذلك المرشح، التفوا حوله بقية المتقدمين عداها، يسألونه عن الاسئلة التي تم سؤاله إياها في المقابلة، فأخبرهم ذلك الشاب بأن أسئلته لم تكن صعبة أو مستحيلة، لكن ما هو صعب حقًا هو البقاء دون أن تفقد صبرك أمام كلماته اللاذعة.

لمّا سمعت سو ها ذلك فكرت لأي مدى قد تكون كلماته لاذعة؟ لقد اعتادت على ذلك منذ أن فهمت معنى كلمة استهجان، ولم يهمها الأمر قط، لكن إن كانت ستُقبل لهذه الوظيفة فهي لن ترغب برئيس قد يهينها أمام الجميع يومًا.

كل من يوم قابله يطلب منهم الموظف الذهاب إلى منازلهم وانتظار رسالة قبولهم للوظيفة، ولم يتبقى سواها، وما أن نادى اسمها حتى فزعت وملأها التوتر، بالتفكير بأن جميع من قابلوه خرجوا مستاءين وينبسون بالشتائم نحوه جعلها تصاب بألم في المعدة إثر تخيلها بما سيجري في المقابلة.

حملت حقيبتها وعدلت هندامها قليلًا واتجهت نحو الباب، فتحه ذلك الموظف لها ودخلت، دنت من الكرسي الذي يواجه المكتب الذي يجلس خلفه، كان يخفض حدقتاه نحو ملف ما وقد خمنت سو ها أنه ملف المتقدم الذي قبلها، كان يشطب بقلمه الأخضر على أماكن معينة فيه.

____________

رايكم بالبارت؟

طول البارت وعدد الفصول ووقت التنزيل غير محددات.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top