JK¹

فوت وكومنت بيبي'ز💖🌹
______________

شمرت سو ها عن كميّ قميصها لتبدأ بغسل الأطباق الزجاجية والمتكومة فوق بعضها في حوض الغسيل في مطبخ أحد أرقى المطاعم في سيؤول.

بعد مُضي نصف ساعة مازالت الأطباق كثيرة وكأنها لا تنقص أبدًا، تمسح عرقها بكمي قميصها، كما أن بضع قطرات منه سقطت على نظارة الرؤية خاصتها ولا يسعها تنظيفه بسبب القفازات التي ترتديها كما أن خلعهما وتنظيف النظارة وارتداؤهما مرة أخرى، لهو مضيعة للوقت بالنسبة لها.

تكوّم شعرها المجعد على شكل كعكة فوق رأسها، كما أن بعض خصل غرتها تدلتا على جبهتها وهن يزعجانها ويحكانها لكنها كلما رفعتهن يعدن من جديد.

لكن مع ذلك، هي تحب عملها، وترى فيه من المتعة ما لا يراه الآخرون، كما أنها تحب ذلك الشعور الذي تشعر به بعد أن يغدو كل شيء نظيفًا ومرتب.

" تصبحين على خير سو ها!"

قال رئيس الطباخين بارك جيهو ذلك بعد أن علق حقيبته على كتفه، انحنت سو ها وقالت:

" تصبح على خير سيد بارك"

ابتسم وقال:

" مازلتِ تخاطبيني برسمية، بالرغم من رفضي لذلك كل مرة"

اثناء إنحناءها قالت بنبرة صوت عالية:

" أنا أعتذر! سأكون أكثر حذرًا"

وضع يده على كتفها وقال:

" عمتِ مساءًا"

أقامت جذعها بعد أن ذهب عن المكان، وضعت يدها على كتفها وقد احمر وجهها ثم قالت:

" كاد قلبي يتوقف! لمَ هو رائع بهذا الشكل؟"

كان بارك جيهو يكبرها بعدة أشهر، ذو شعر اسود وجسد رياضي متناسق بكتفين عريضين، ذو بشرة بيضاء مائلة إلى الاصفرار، كما أنه طباخ ماهر، ويبتكر وصفات جديدة لمطعمه المستقبلي ويسرها أنه يطلعها على وصفاته كلما سنحت له الفرصة، كيف لا تحبه وهو يعاملها بلطف وينظر لها من تنك العينين الغامقتين بحنو وعطف، له ابتسامة مشرقة ساحرة، وهي متأكدة أنها تذيب قلوب العديد من النساء.

ابتسمت بكآبة حين فكرت أنه بعيد المنال بالرغم من ذلك، وهي موقنة أنه لن ينظر لها كما تنظر له.

كانت قد انغمست الصحون ولم تدرك أن الوقت حان للإغلاق، لكنها اعتادت أن تكون آخر العائدين إلى المنزل من طاقم العمل.

أنهت عملها ثم نظفت المطبخ ورتبته، غيرت ملابسها في الغرفة الخاصة بالنادلات، بعد ذلك أخرجت كيس بلاستيكي فيه علبة تحوي طعامًا متبقي قد احتفظت به سابقًا، وعند خروجها من المطعم ودّعت الحارس ومضت في طريقها متجهة إلى محطة الحافلات.

ركبت الحافلة وقد حوت القليل من الركاب، جلست على أحد المقاعد القريبه من النافذة، أخرجت هاتفها من حقيبتها - وقد كانت حقيبة كبيرة من القماش ذات لون بني- بعد أن سمعت صوت اهتزازه، كان المتصل والدتها ردت وقالت:

" مرحبًا أمي، ما الأمر؟"

كان صوت والدتها من الطرف الآخر خافت وكأنها لا تريد أن يسمعها أحد وقد استغربت سو ها من ذلك، لكن ذلك الاستغراب تلاشى عندما قالت والدتها:

" يبدو أن والدكِ اقترض مرة أخرى مالًا من أحد المرابين، لقد أخبرتهم أنني طردتكِ لذلك لا تأتي إلى المنزل الآن حتى اتصل بكِ، إذهبي إلى منزل هان سو"

انقطع الاتصال بعد أن سمعت صوت رجل خشن ينادي والدتها، نظرت إلى شاشة الهاتف إذ ظهرت قائمة بالمرات التي اتصلت والدتها بها، لم يكن هاتفها حديثًا بل كان إصدارًا قديمًا من هواتف سامسونج اشترته لها والدتها بعد تخرجها من الجامعة، لقد عملت بالعديد من الأعمال الجزئية وقد كانت تفضل أن تنفقهن على أمها وأخويها بدلًا من نفسها بالرغم من الفرص العديدة التي سنحت لها بشراء واحد جديد، لكنها كلما دخلت متجر الهواتف وترى أسعارهن تفكر بعائلتها وأن سعر الواحد يكفي لشراء وجبة أو ملابس، فتخرج منه كما دخلته.

ضغطت الزر لإيقاف الحافلة ولمّا وقفت ترجلت منها متجهة إلى منزل صديقتها هان سو.

هان سو أصغر من سو ها بسنتين، ذات شعر أسود قصير وبشرة بيضاء شاحبة، كانتا صديقتان منذ الثانوية ولم ترفترقان حتى بعد أن اتخذت كلتاهما طرقًا مختلفة في الجامعة، إذ ارتادت هان سو كلية الفنون قسم الرسم وهي الآن تعمل كمساعدة لأحد مؤلفين الويبتون مع ثلاثة مساعدين آخرين.

" مرابين! ألا يمل والدكِ من ذلك، لقد عرضكِ وأمكِ وأخاكِ إلى الخطر سابقًا وها هو يكررها، وأعتقد أنه لن يكف عن تكرار الأمر؟"

قالت هان سو ذلك بعد أن وضعت كوبًا من العصير أمام صديقتها على الطاولة ثم جلست بالقرب منها على الأريكة، ثم عادت تقول:

" أبلغا عنه وتخلصا من كل هذه المعاناة"

ابتسمت سو ها وقالت:

" حتى إن كنا نرغب بفعل ذلك، فلن يحدث، بالرغم من كل شيء أمي تحبه ولا تستطيع الإقبال على ذلك"

أطلقت هان سو تنهيدة متذمرة وقالت:

"  لو لا ذلك لكنتم الآن بأفضل حال."

بادرت سو ها بابتسامة مُحرَجة ثم القت نظرها نحو الكوب وأخذته ارتشفت القليل وفكرت أن كلام صديقتها صحيح ولا يمكن نكرانه، قاطعت هان سو تفكيرها وقالت:

" هل حدث أي تطور بعلاقتكِ مع كبير الطباخين ذاك؟"

أعادت سو ها الكوب فوق الطاولة وقالت:

" لا، الأمر ليس كذلك، لقد أخبرتكِ أنه حب من طرف واحد، أنا أعلم أن لا أحد س.."

وقبل أن تكمل تلقت ضربة على مؤخرة رأسها من هان سو، قالت الأخيرة:

" لن أسمح لكِ بالتقليل من نفسك، إن كان هناك مخطئ فهم الرجال بلا شك، أنت جميلة، أنت تعرفين أن معايير الجمال خاصتي مرتفعة"

ابتسمت سو ها وقالت:

" لن أهتم لرأي أيّ أحد بعد الآن "

شردت سو ها بالتفكير بصديقتها، إنها جميلة ومن السهل عليها أن تحظى بأي رجل تريده كما أنها من عائلة ثرية وهي تسكن في شقة جميلة جدًا بأحد الأحياء الراقية، لكن ما يؤخرها بإيجاد الرجل المناسب هي شخصيتها الرجولية، لكنها لطيفة وقد ساعدتها بالكثير من الأحيان وقد كانت خير أنيس لها في لحظاتها الصعبة والحزينة.

" بمَ تفكيرين؟"

أخرج ذلك السؤال سو ها من شرودها وقالت:

" ليس أمرًا مهمًا"

اتصلت والدتها بعد ذلك وأخبرتها أن أولئك الرجال قد ذهبو من المنزل لكنهم يقفون خارج باب البناية لذا عليها أن لا تعود الليلة، ولمّا أنهت الاتصال تنهدت بارتياح ثم التفتت إلى صديقتها التي تترقب منها خبر مبيتها معها، ابتسمت سو ها وأردفت:

" أعتقد أنني سأبيت هنا الليلة "

صرخت هان سو من الفرح وعانقتها، بعد ساعة آوتا إلى السرير وقد نامت سو ها على الأرض في غرفة نوم هان سو بالرغم من اعتراض الأخيرة لذلك، كان لا يضيء الغرفة سوا مصباح صغير على منضدة بجانب السرير.

أدارت هان سو جسدها باتجاه سو ها وقالت:

" لقد أخبرتني منذ فترة أنكِ قدمتي طلب لوظيفة في إحدى الشركات، لكنك لم تذكري اسمها، أليس كذلك؟"

همهمت سو ها وقالت:

" نعم، ذلك صحيح"

" وهل هناك رد لأجل المقابلة؟ لقد مضت فترة.."

" تبقى يوم واحد"

" ما الذي دعاكِ لفعل ذلك؟ لقد أخبرتيني أنكِ سئمتِ؛ إذ أنكِ تعلمين الرد مسبقًا"

" في الإعلان، لم يطلبو أن تكون المتقدمة حسنة الشكل، اعتقدت أن هذا يلائمني، كما أن الوظيفة في مجال تخصصي، وأشاروا إلى وجود الخبرة المتواضعة فقط وليست خبرة لسنوات أو خريجة من إحدى الجامعات المشهورة."

كانت نبرة صديقتها مستغربة، ثم سألتها بشك وارتياب:

" لمَ؟ أأنتِ متأكدة أن تلك الشركة موجودة فعلًا، ربما يكونوا محتالين"

" لا تقلقي، لقد بحثت عنها على الانترنت وهي شركة لإنتاج مستحضرات التجميل اسمها JUNG"

جلست هان سو مندهشة مما سمعته وقالت:

" حقًا! هل أنتِ متأكدة؟"

نظرت سوها إلى صديقتها وقد حالت ملامحها متفاجئة من ردة فعلها، ثم قالت:
" أنا متأكدة، لقد ذهبت إلى المبنى وقد رأيت الإعلان على عارضة أمامه"

عادت هان سو ورمت نفسها على السرير بتهور وقالت:

" هذا رائع! إنها إحدى الشركات الرائجات في كوريا، كما أن مستحضرات التجميل خاصتها رائعة، لقد اشتريت أحمر شفاه منهم منذ اسبوعين، بالإضافة إلى أن منتجات الشركة طبيعية ولا تحتوي على مواد كيمائية أو حيوانية"

ابتسمت سو ها لحماس صديقتها وقالت:

" لقد رأيت تقريرًا كاملًا عنها"

"يقال أن رئيسها وسيم جدًا، أتمنى أن تقبلي حتى يتسنى لي رؤيته"

أطلقت سو ها ضحكة خفيفة باهته ثم قالت:

" حلم جميل، لقد حلمت به أيضًا، تصبحين على خير"

فكرت سو ها للحظة بذلك، وسمحت لمخيلتها أن تسافر بعيدًا حيث يتم توظيفها في تلك الشركة وتقابل ذلك الرئيس المزعوم، استغربت عند بحثها عن الشركة على الانترنت قبل عدة أيام، لا توجد أية صورة له بالرغم من شهرة شركته وعلامتها التجارية، وأوعزت سو ها ذلك إلى عدم رغبته في الظهور أمام الكاميرا، لكنها وجدت الكثير من المقابلات الصحفية معه.

فكّرت سو ها أثناء سيرها الياردات العدة التي تفصل محطة الحافلات عن محل سكنها، أنها لا تعلم متى سيطلبونها للمقابلة، كما أن عليها شراء بذلة رسمية في حال تم قبولها؛ فالبذلة الرسمية الوحيدة قد تمزقت بعد آخر مقابلة عمل ولم تشتري غيرها بسبب الفكرة التي ملأت عقلها بعدم التقديم على أية وظيفة إثر استياءها.

بعد صعودها إلى الطابق الرابع حيث تقع الشقة التي تقطن بها وعائلتها اتجهن نحو باب الشقة وقبل دس المفتاح في مقبض الباب فُتِح وخرج منها أخيها مندفعًا وقد أزاحها عن طريقه بلا مبالاة كما أن ملامحه بدت غاضبة ثم خرجت خلفه والدتها تنادي اسمه، ثم قالت لمّا رأتها بعنين دامعتين:

" إذهبي خلفه وأوقفيه، سو ها!"

خالجها القلق والارتياب من كلمات والدتها، لكن الأخيرة دفعتها محفزتًا إياها لتركض خلف أخيها أثناء إجهاشها بالبكاء، أرادت أن تسأل لكن حال والدتها أخبرها أن عليها الإسراع باللحاق بأخيها، تركت حقيبتها عند والدتها وذهبت راكضة.

لحسن الحظ أنه لم يبتعد كما أن إشارة المرور عطلته، ولمّا سنح لها الإمساك به شدته من ملابسه وأقعته، كان صوت أنفاسها عالي ومتقطع وبالكاد تقف على قدميها، قالت بعد أن استدار لها أخاها:

" لقد كبرت ولم يعد بمقدوري اللعب معك، لذا أخبرني ما الأمر؟"

أراد أن يفلت يدها عن ملابسه لكنها أمسكته بيدها الأخرى وثبتت أقدامها على الأرض وقالت:

" كم أنت مزعج! أيًّا كان ما تنوي فعله، لاتدع والدتك تركض خلفك أيها الأحمق"

هدر غاضبًا:

" ما كان عليها أن تنجنبني من الأساس!"

لكمت رأسه بإحدى يديها، وقد آلمه ذلك فوضع يداه على رأسه وقال:

" ما أقوله ليس خاطئًا، لقد سئمت كوننا يرثى لنا، لا أستطيع أن أحيا بشكل جيد لأن والدي مق.."

أسكتته بوضع يدها على فمه ثم اقتربت من أذنه من الخلف وهمست له:

" يكفي، لنعد إلى المنزل واخبرني ما تريد"

افلت ملابسه من قبضتها لمّا أحس أن قبضتها وهنت، ثم قام والتفت لها وقال:

" لن أعود إلى تلك الشقة الكئيبة، فإن عدت سأموت "

أخفضت سو ها رأسها وقد خلا عقلها من أي رد مناسب، فهو يقول الحقيقة، لكن كونه مراهق يجعله عكسها، فهو لا يحتفظ بشيء في قلبه، ولا يزيّن الواقع، ولا يهتم ما إن كان ما سيقوله قد يؤذي الآخرين أم لا، لكنه محق بشكلٍ مؤلم.

تحرك عدة خطوات إلى الأمام، قالت:

" لا تثير قلق والدتي، عُد عندما تهدأ، اتفقنا؟"

رأت كتفاه تبتعد وتلج بين المشاة، عادت إلى شقتها بخطوات مثقلة وكتفٍ محني قليلًا، وغدت تفكر بأخيها سو جون، الفتى ذو السبعة عشر عامًا، والذي يبدو أكبر من بني عمره إثر الحياة التي يعيشها، قنوطه شيء تعذره عليه، فعندما يرى أصدقاءه يعيشون سنهم فهو يرغب أن يفعل مثلهم، المواعدة واللعب والضحك، لكن عيناه حزينتان دائمًا، ما أن يرى أي شخص بشرته الشاحبة ونحول جسده سيعرف دون عناء أن هذا الشاب يعاني، لم يكن لدى سو ها سوى تأييده على غضبه.

عندما دخلت الشقة أسرعت لها أمها ولمّا لاجظت أن سو جون لم يكن معها قالت مستعلمة:

" أين أخيكِ؟"

أثناء خلعها لحذائها أردفت سو ها:

" أتركيه، كنت سأفعل الشيء ذاته لو كنت مكانه"

ولجت بخطواتها إلى الداخل وقد تبعتها حدقتا والدتها كما قدماها رادفة:

" هل أخبركِ بما ينوي فعله؟"

التفتت سو ها إلى والدتها وقالت:

" لا تقلقي، لن يفعل شيء، سيعود ما أن يهدأ"

تململت والدتها قائلة:

" لا أمل فيكما"

راقبتها سو ها ترتدي حذاءها وقد همت بالخروج، ثم قالت:

" أتريدين الذهاب والبحث عنه يا أمي؟ هو لم يعد صغيرًا، قلت لكِ أنه سيعود"

أثناء ذلك دخل سو جون، التفتت له والدتها قبل أن تدخل قدمها بالحذاء الأخرى، ثم ضربته على كتفه وقالت:

" أيها العاق!"

فكرت سو ها بأن والدتها لا تظهر قلقها أمام أي أحد حتى لو كان ذلك القلق على أحد أبنائها، لكن كلاهما هي وسو جون يعلمان بأنها أم لطيفة وهذا ما جعله يعود قبل انتهاء الساعة حتى بعد أن قال أن العودة ستقتله.

دخلت سو ها غرفتها وبدلت ثيابها واستلقت على السرير، لم تكن غرفتها بذاك الترف، كان الخشب الذي وضع عليه الفراش متهالك ومتقشر، كما أن صبغة الجدار متقشعة، وهناك شق يفطر الجدار كما أن خزانة ملابسها من النوع الذي يطوى وهو مصنوع من القماش، لم تكن في خزانتها تلك الكثير من الملابس، وأغلبها كانت من هان سو.

بعد العشاء فتحت سو ها الحاسوب المحمول والذي استعارته من هان سو لأجل التقديم وقد أبلغتها صديقتها حينها أنها يمكنها الاحتفاظ به حتى موعد ظهور نتائج التقديم.

تفحصت بريدها الالكتروني، ومن بين الرسائل العديدة كانت هناك رسالة شركة جونغ، فتحتها وقرأت فحوها، وقد تم قبول طلبها كما أن المقابلة ستكون الأسبوع القادم يوم الأحد في الثامنة صباحًا، صرخت سو ها عاليًا سعيدة بهذا الأمر، وسرعان ما اتصلت بهان سو لتخبرها بالأمر.

______________

رايكم بالبارت؟

سؤال لكم/ لماذا طلب جونغكوك أن تكون مساعدته قبيحة؟

فوت وكومنت وعبرو عن رأيكم مثل ما تردون.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top