السآبع || بديلة حياة ~!
في غرفة الجلوس ، يجلسان بينما هي تهزُ أقدامها بتوتر ، تارة تنظر له وتارة تزفر الهواء وهي تنظر حولها ، بينما هو يكتفي بالتحديق بها ببرود ..
إستمر هذا لبضع دقائق ، إلا ان حسمت قرارها ، ونفذت قائلة : "ياا انسى ما حدث صباحاً ، إنها مجردُ فوبيا ، كما قد تكون عند الجميع!"
، استمر بالتحديق بها ببرود ، أمال رأسه قليلاً ، ليردفَ قائلاً : "أول مرة أراك متوترة ، مال الخطب عزيزتي .. الهذه الدرجة يصعب عليكِ إظهار ضعفك ؟!"
"أتحاول استفزازي الان ؟" ، سألت بامتضعاض ، ليقهقه بسخرية ، ثم يرد : "لستُ مهتماً بك للحد الذي يجعلني أحاول استفزازك ، إضافة إلى أنه عليكِ شكري ، فبسببك قد أخرجت جميع المرايا في المنزل ، بسبب الفوبيا اللعينة خاصتك"
"ليست جميع المرايا أيها الكاذب !" ، قالت بانزعاج ، ليجيب بسخرية : "وهل أعتبرك تطلبين مني إخراج المريا في غرفتي ؟! هه ، بإحلامك .. على الأقل أستطيع ضمان حماية وتحصين غرفتي منك أيتها المفترسة "
"هل انتهيت ؟!" ، سألت وهي تقلب عيناها بملل ، ليجيب وهو ينظر لساعة يده عاقداً حاجبيه : "لا ، عليك أن تعتذري أيضاً !!"
"أعتذر ؟!!!" ، سألت بدهشة ، فأجاب وهو يعيد نظره لها ببرود : "بسببك استيقظت في العاشرة بطريقة قد تودي بحياتي ، كنت لأستطيع النوم ساعة إضافية لولا بكائك المزعج ، إضافة إلى أنه علينا الإنتظار معاً ربع ساعة إضافية حتى يحين موعد ذهابنا ، جيمين المغفل لا يزال نائماً !!"
"وااه ، حاقدٌ عليَّ لهذه الدرجة ، أتعلم بسببك أحياناً أشعرُ بأنني إيريبوس !! ... البارحة ، او بالأصح اليوم ، رغبتُ حقاً في ان اكون مكان ايريبوس !!" ، قالت فاغرة فاهها بغباء ، ليسأل بغرابة : "ولم ؟!"
"يا رجل ، لقد استطاع جعل محققنا النائم العظيم المغرور البارد المتعجرف يبكي .. قلبي أضعف من أن يفعل هذا بك .. بدوت كالجرو التائه صباحاً" ، أردفت بسخرية وابتسامة جانبية خبيثة تشق وجنتها ، ليرغب في تمزيقها إلى أشلاء !!
"إخرسي ، فصوتك يشبهُ نباح الكلاب !" ، قال بينما يبتسم بامتعاض .
"أشكرك ، فلو لم يكن كذلك ، ما كنت لتفهم عليَّ يا عزيزي!!" ، أجابته ساخرة ، لتنجح في استفزازه .
•••••
"وااه انتظرتما كل هذا معاً ، وخرجتما دون خدش واحد .. أكادُ لا أصدق يا رجل " ، قال جيمين محدثاً الجالس بجانبه بينما يقود السيارة
"أقسم لك أنني كنتُ سأقضي عليها لولا وصولكما باللحظة المناسبة !" ، ردَّ عليه بينما ينظر من خلال مرآة السيارة للجالسة تنظر أمامها باستقامة متحاشيةً النظر فيما حولها وخاصة المرايا ، بابتسامة سخرية على محياها قد رسمت ، لتقول بعد هدوئها الذي طال قليلاً : "الهذه الدجة استفزك كلامي؟"
"كفاااا !!!!" ، صرخت ديانا بانزعاج واضح على ملامحها بينما تعقد حاجبيها ، لينظر إليها جيمين ويردف قائلاً : "ما بك ؟ ، لا تبدين على ما يرام !!"
"لا شيء ، فقط صداعٌ كان خفيفاً ، وقد زاد بسبب مشاجرتهما المزعجة !" ، قالت بهدوء بينما تنظر لمن تقصد بحدة ..
"آسفة .. " ، قالت ڤيرونا بينما تعبسُ بلطف وهي لم تغير اتجاه نظرها ، لتلاحظ ديانا ذلك ، وتسأل : "عذراً ڤيرونا ، لكن لم لا تنظرين باتجاه آخر ، لاحظت ذلك اليوم مسبقاً أيضاً "
"لديها فوبيا المرايا " ، قال الآخر بابتسامة ساخرة ، لتتوسع عينا ديانا بدهشة : "واااه ، أتعلمين أن ڤيرونيكا التي حدثتك عنها كانت تكره النظر في المرآة !!"
، عقدت حاجبيها بغرابة ، ثم قالت : "حقاً ، يبدو أن هناك عدة أشياء متشابهة بيننا ، حدثيني عنها أكثر"
"همم حسناً ، في الواقع كانت باردة كالجليد ! بالكاد تتحدث-" ، قالت بينما تحاول التذكر ، ليقاطعها الجالسُ أماماً بسخرية قائلاً : "وأول نقطة اختلاف ، أقسم لك أنها ستختم كلمات اللغة قريباً ، هذا ان لم تكن قد فعلت بالفعل! "
، قهقهت ديانا بخفة ، ثم أردفت قائلة : "ليس وكأنها قالت أنهما نفس الشخص، هي ذكرت التشابه فحسب ، في الواقع حتى أنا لم أكن أعلم الكثير عنها ، رغم أنني عشتُ معها ما يقاربُ الستة سنواتٍ ونصف ، كانت كاللغز ، وكالحل !!"
"متناقضة؟!" ، سألت التي تنظر أمامها بغرابة ، لتجيبها بابتسامة عفوية : "لا ، كانت كاللغز ، لأن فهمها معضلة كان بالنسبة لنا !! ، أما لكونها كالحل ، فقد أذكر أنها كانت دائماً تحلِّلُ كل ما يواجهنا ، سواء من الناحية الدراسية ، فكانت الأذكى في المدرسة ، أو من الناحية الاجتماعية ، حيث انها لم تكن تختلط بالناس ، وتستطيع تحديد نوع الشخص المقابل لها ببضع نظرات فقط!!"
"واهتماماتها ؟!" ، سألت بنوع من الإستمتاع فعلى ما يبدو أن الحديث عن شبيهتها قد راقها ، لتجيب الأخرى برحابة صدر : "لطالما كانت تلك الفتاة الهادئة التي لا تفصح عن حياتها ، حتى وإن سألتها ، ستجيبني بلغز جحيمي !! لكن أعتقد أنها كانت مهتمة بالقصص البوليسية بكثرة إضافة إلى الكتب الطبية ، وكتب العقاقير ، وعلم الفضاء ، وكانت تهتم بالقصص الإغريقيَّة ، رأيتُ مرَّة صورة منزل والدها وقد كان كالمتحف ! ، مليءٌ بالأمور المتعلقة بالإغريق "
"واين هي الآن ؟" ، سألت سؤالاً آخر بعد إيمائها عدة مرات : "في الواقع .. لا أعلم ، آخر ما علمته عنها أنها قد عادت لبلادها الأُم - بريطانيا - لإكمال دراستها هناك ، ومنذ فترة سمعتُ أنها قد توفيت ، لكنني لم أصدق !! إضافة إلى أن هذا كان سبب دهشتي عندما رأيتك !"
، أجابتها بملامح حزينة ، ليردف الآخر بسخرية : "إن كان هذا صحيحاً يكون قد بقي تسعٌ وثلاثونَ نسخة ، ويصبح العالم بأفضل حال"
"أنتَ ... حقير !!" ، قالت شاردةَ الذهن بينما تفكِّر بشبيهتها ..
وقبل أن يهمَّ الآخر بتفوه أي شيء قاطعه جيمين قائلاً : "أجلا المشاجرة ، لقد وصلنا "
، سعل بخفة ثم نزل من السيارة وعدَّل ملابسه ، واتجه نحو المبنى بهدوء ، ليتبعه الباقين منزعجين من عجرفته .
••••••••
8:40 في مبنى الإستخبارات المركزية - العاصمة : مدريد
كل من شوقا وجيمين وديانا غارق بالملفات ، أحدهم يدقق في صور الجرائم ، والآخر يدقق في الألغاز ، ومن يطلع على معلومات الضحايا ، بينما كانت ڤيرونا تجهز تقريراً لتقدمه للمسؤولون هنا حول القضية
فجأة ألقى شوقا بأحد الملفات التي امامه أرضاً ، ثم وضح كلتا يديه على رأسه ، سانداً إياهما على الطاولة أمامه ..
"ماذا هناك سيد شوقا ؟!" ، سألت ديانا بغرابة من تصرفه الذي بدا مألوفاً للآخران ، ليزفر هو بانزعاج ويصرخ فجأة : "ثلاثة ألغاز معقدة في يوم واحد ؟! وكأن ايريبوس لا يكفينا !! نعمل منذ ثمان ساعات متواصلة ! أيظنونا شيرلوك هولمز أم ماذا ؟!!"
، نظرت له الجالسة أمام الحاسوب تحت نظارتها السوداء لوهلة ، ثم أعادت نظرها للحاسوب بينما أردفت قائلة : "حللنا لغزاً ، وبقي القليل حتى نحلَّ الآخر .. وأعتقدُ أنني حللت جزءاً كبيراً منه "
"أعذريني آنسة ڤيرونا ، لقد أخطأت بحقكك ، نسيت أن لا شيءَ صعب عليكِ " ، قال بسخرية بينما يرفع رأسه ناظراً لها بحدَّة .
"إن كنت تشعر بالصداع فاذهب وارتاح ، ليس وكأننا نجبرك على فعل هذا معنا " ، قالت بهدوء بينما تثبت ناظريها على الشاشة أمامها ؛ لترتفع طرفُ ابتسامة خبيثة على محياه ويقف ثم يتقدم نحوها قائلاً : "ليست بهذا السوء ، عزيزتي كلامك حقاً مقنع"
، أصبح خلفها تقريباً ، ثم أردف قائلاً : "تقدمي أريد المرور"
، وقفت لتدفع الكرسي ملبية لطلبه ، لكنه باغتها فجأة عندما عادت لتجلس بأنه سحب الكرسي من تحتها لتقع على الأرض ، بجانبه مباشرة !
طمر كلتا يديه بجانبه ، ثم انحنى حتى أصبح وجهه مقابلاً لوجهها ، وأردف بهدوء : "زني كلامك قبل أن تتكلمي ، فأنا يا عزيزتي ، لست ممن تخبرينهم ما عليهم فعله"
، وقفت فجأة بعد أن استندت بيدها على الحائط من خلفها ، ثم أردفت قائلة : "حسناً إذاً ، سيد مين يونغي ، منذ الآن لا كلام يجمعنا سوى كلام العمل ، ولا أعمال تجمعنا سوى القضايا المشتركة ... والآن أعذرني " ، قالت كلمتها الأخيرة تزامناً مع سحبها للكرسي ووضعه في موضعه ثم الجلوس عليه مجدداً ، بينما الآخران آثرا المراقبة بصمت على ألا يشعلا الأجواء أكثر .
فجأة رن هاتف المكتب معلناً عن اتصال ، لتقف ديانا وتتجه نحوه ثم تجيب ، وبعد أن أنهت المكالمة وجهت نظرها نحوهم قائلة : "هناك إشتباكٌ مسلَّح بالقرب من نهر مانثاناريس ، جيمين تواصل مع القوات الخاصة الإسبانية ، نحتاج وحدتين ، سنتوجه إلى هناك مباشرة ، وأيضاً نبههم على أنه هناك رهائن ، وقوات الشرطة ستنسحب بهدوء ونتدخل نحن "
، باشر جيمين بفعل ما طلبته ، واتجهوا جميعهم نحو السيارة إلى الموقع ، ويغزوا آذانهم صوت إطلاق النار .
تحدث شوقا عبر الجهاز اللاسلكي : "قوات الإستخبارات المركزية ، إنسحبوا ببطئ "
-"عُلِم"
نزلوا من السيارة بينما اتخذ كلُّ واحد منهم موقعه الخاص ، وبدأوا بالتواصل عبر اللاسلكي :
- "كم عدد الرهائن ؟!" ، سأل جيمين
- "خمسة ، إمرأتان وطفلان وطفلة " ، أجابت ديانا
- "أولويتنا ستكون تحرير الرهائن " ، ردَّ .
بعد بضع دقائق من إطلاق النار
- "أين هم القوات الخاصة بحق الجحيم ؟!" ، سألت ڤيرونا ، ليجيب جيمين بتوتر :
- "على ما يبدو أن هناك ازدحام في الطرق ، وبعضها أغلق بسبب الرعب الذي تدوال بين الناس لاسيَّما أنهم علموا بأمر الاشتباك "
- "لا مجال ، أستطيع إنقاذ تلك المرأة والطفلان ، جيمين من جهتك تستطيع إصابة الباقين ، وأنتما أحميا ظهري "
- "شوقا توقف ل-" ، حاولت ڤيرونا ايقافه إلا أنه ترك جهازه وتوجه مباشرة لتنفيذ ما يريد
أصاب أحد الرجال ، ليهرب الطفل من بين يديه نحو ديانا ، بينما شوقا يحمي ظهره ، و نفَّذ جيمين ما طلبه شوقا ، ثم اتجه وأنقذ الإمرأة الأخرى ..
أحد المجرمين : "لا تقتربوا وإلا فجرتُ رأس هذا الطفل "
هدأ شوقا وأومئ له ، ثم وضع سلاحه ببطئ على الأرض
"حسناً ، لك ما تريد ، والآن دع الطفل في حال سبيله" ، أردف شوقا بينما يستعد لأية ردِّ فعل ، ليجيب المجرم : " ليس بهذه السهولة يا صديقي" ، فجأة رفع مسدسه نحو شوقا لتباغته رصاصة من مسدس ديانا ، وسحب جيمين للطفل بسرعة ، بينما سحب شوقا سلاحه وأطلق على من حاول الإطلاق على جيمين ، تقدم بضع خطوات ليسمع فجأة صوتاً يصرخ باسمه ~
مَنْ ؟ مالذي حدث ؟ شُلَّ عن الحركة للحظات !! لم يستوعب ما حصل إلى أن رآها تفترش الأرض بدمائها !!!
•••••••
#انتهى#
رجعنا للقطعات هاي 😂😂💔✌️️
المهم ، ريتها تموت ، حقدت عليها كيف بتعامل يونغيي هيك ☹️☹️👌
رأيكو بتعامل شوقا معها ؟
رأيكو بتعاملها مع شوقا ؟ 😂😂💔
اسحبوا متل العادة 🙂
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top