الرابعَ عشر || ما قبل الخطوة الأخيرة




قاطع حبل أفكاره الحركة المندفعة من فيرونا حينما لاحظت الكتاب الذي يقبع بين يديه حيثُ قامت بسحبه بسرعة ..

نظر لها بعدم استيعاب , فبررت

" هذآ الكتاب .. له مكانة خاصة في قلب جدي , ولم يكن يرغب لأحد بأن يمسكه "

" أوووه .. أعتذر"

قال بنبرة استنكار لما حدث

"لكن..."

أردف قائلاً لكن على ما يبدو أن مقاطعته من هوايات المحيطين به

"فيروننااااا هذا التمثال .. أأ - أريد مثله "

صرخت ديانا مندهشة وهي تنظر لتمثال فتاتان صغيرتان متماثلتان بينهما مرآة تقفان على صخرة

" أوه .. جدي نحته بنفسه , أخشى أنك لن تستطيعين الحصول على واحد مثله "

قالت محاولة اظهار الحزن على الأخرى لاستفزازها ..

" ياا فيرونا منذ متى وانتِ تحبين استفزازي ؟؟ "

سألت بانزعاج .. لتجيب الأخرى

" منذ الآن .. "


"بالمناسبة من هاتان الطفلتان ؟"

سأل القصير

" إنهما .. خالتي وأمي .. "

"حقاً ؟! مهلاً أمك لم يكن لديها شقيقات "

" إنها تؤامها , ماتت عندما كان عمرها عشر سنوات .. "

" لم هناك الكثير من الغرف هنا ؟ "

" اثنتان فقط مفتوحة والباقي مغلقة "

" أين مفاتيحها ؟ "

" مع الوريث الأصلي لهذا المنزل "

"مع جدك ؟!!"

سألها القصير ببلاهة لتتجاهل سؤاله ثم تردف قائلة  وهي تصعد السلم وتشير لإحدى الغرف

" أنا وديانا سننام في الغرفة هذه , وأنتما تستطيعان النوم في تلك الغرفة .. "

ذهبت ولم تجب عن سؤاله او تترك المجال لسؤال اخر ..

" أشعر بالتعب .. سأنام أيضاً تصبح على خير جيميني , تصبح على خير أيها المتعجرف "

قالت الأخرى ولحقت فيرونا

" لم ستتتزوج من هذه المزعجة ؟ "

سأله بغرابة

" إنها لطيفة "

أجابه بابتسامة مغفلة

" لا تنجب منها ابناءاً "

أردف وهو يتفحص باقي الكتب

" ولم ؟؟ أريد أن انجب منها جيلاً كاملاً "

أجاب حالماً

" مغفل .. سيتنمرون عليك في منزلك .. "

أجابه ساخراً

" من قال انني اريد الانجاب اصلاً"

تحدث بعد أن سمح لمخيلته الغريبة بلعب دورها ..

تنهد الأخر حينما لم يجد ذاك الكتاب الذي يعتقد أن فحواه قد يهمه .. وقال وهو يتجه للغرفة المقرر أن يناما فيها

" سأنام , تصبح على خير"

"مهلا انتظرني "

توقف فجأة

"لستُ زوجتك حتى ننام معاً في نفس الوقت "

"أدخل يا امرأة "

قال الآخر بعبث بعد أن ركل الأكبر على مؤخرته ملقياً به إلى داخل الغرفة

"ياااا جيمين اللعين .."

..

..

مضت أربع ساعات وهو ما زال يتقلب على السرير .. النوم يأبى أن يمس جفونه حتى تسدل متيحة له المجال بالراحة , بينما الآخر ينام كطفل في الثالثة بعد يوم شاق في اللعب بالوحل , ثم الاستحمام بمياه دافئة

"اللعنة"

وقف وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ويغبط الآخر على الراحة التي ينعم بها الان ..

بدت الغرفة من الطراز القديم والفاخر .. غرفة حجرية تكسوها تدرجات اللون البني وأرضية خشبية مع سقف مزخرف , هذه حتماً لأحد ذوقه رفيع ..

بدأ يصول ويجول بالغرفة بينما يفكر بالقضية التي يستلمها , إلى أن وقعت عينه على إطار الصورة الخشبي , اقترب منها لينظر للصورة وكانت لرجل أشمط الرأس والشارب يضع التبغ في فمه ويرتدي نظارة ذات اطار ذهبي على عينه اليمنى وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة غامضة ..

انتقل نظره للتوقيع أسفل الصورة

H.Adonis

"إذا هذا جدها .. ما هذا ؟!"

قال وهو يلتقط إحدى الصور لفتاتين متماثلتين ووالدة فيرونا وجديها

"هذا"

تمتم بعدم استيعاب ..

"والدة فيرونا تبدو بالثلاثينيات هنا .. وخلفها هي وشقيق-"

توقف فجأة ..

" اللعنة , إنها فيرونا , وتؤامها على ما يبدو! , ولمَ أخفت هذا ؟! "

فكر قليلاً ثم هز رأسه محاولاًلا طرد الافكار التي اجتاحته ..

"مستحيل .. لن تقعل شيئاً كهذا " 

********

بينما يتناولون فطورهم في إحدى المطاعم الشهيرة في أثينا ..

- " مرحباً , من معي ؟؟ "

- "مرحباً سيد مين يونقي , أنا فرانسيس , رئيس قسم التحقيقات الجنائية "

- "أووه أجل سيد فرانسيس , هل هناك خطب ما ؟ "

- في الواقع .. حدثت جريمة في الأكروبول .. والضحية على ما يبدو أنها للقاتل الذي تلاحقونه "

- "وتقول هذا الان فقط ؟!!!"

صرخ بصدمة ثم أغلق الهاتف ووقف بسرعة ..

" ماذا هناك ؟"

"لنذهب للأكروبول , لقد تمت الجريمة "

"ولماذا الآن ؟!!! " , سألت فيرونا بصدمة ليحدق بها شوقا قليلاً ثم يتجه لإحدى سيارات الأجرة ..

*******

"على ما يبدو سيد يونقي أن الجريمة حدثت في حوالي السابعة صباحاً , ولحسن الحظ أن أول من رأى الجثة هو شرطي واتصل بنا لذا استطعنا السيطرة على الوضع "

قال من عرف نفسه برئيس قسم التحقيقات الجنائية للذي يقف بغضب ..

"حسناً , شكراً على المعلومات , لكن من الضحية ؟؟ "

" تفضل هذا تقرير عن الضحية "

قال الآخر وهو يمد له ملفاً ممتلئاً بالأوراق

فغر فاهه بصدمة حينما رأى الضحية وتعرف عليها , ثم قال الطرف الآخر

" آه سيد يونقي هناك ايضاً هذه الرسالة , أعتقد أنها موجهة لفريقكم "

قدم له الرسالة قبل أن يذهب تاركاً اياه بصدمة ..

[هل اشتقت لي ؟؟ أعذرني سيد شوقا لكن مع الأسف لن تستطيع سؤاله عما تريد إلا إذا التقيتما في الجحيم فلنا حديث آخر , بالمناسبة لا تكن فضولياً بهذا الشكل , صدقني لو عرفت هويتي لتمنيت لو أنك مت قبل أن تعرفها , على أيّ حال , لم أقتل آيدوس لهذا السبب فحسب , لست سيئة بهذا الشكل .. وهاك نصيحتي لا تري فيرونا هذه الرسالة , ستجرح مشاعرها عزيزي , هل تعلم .. ستعلم هويتي في اسوأ يوم في حياتك .. بالرغم من عدم معرفتك ما هذا اليوم حتى لكن لا بأس .. ستعلم عزيزي عندما نلتقي .. والآن .. أعتقد أن جرائم ايريبوس انتهت .. لكن ايريبوس .. انه فنان .. ما ادراك كيف او متى سيعود .. وآمل أن يكون لقائنا التالي هو الأخير بصفتنا أحياء .. αντίο " آنتيو " ]


************************

#انتهى#

تروح تكتب البارت الاخير ^.*

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top