الخامسَ عشر || الخطوة الاخيرة ، طريقٌ الى الملاك

· البارت طويل فتم تقسيمه لجزئين

الجزء الاول : ..

بعد أن قرأ الرسالة نظر حوله بلا استيعاب وراح يتخبط بأفكاره ..

"هل حقاً هذه آخر جريمة ؟؟

لا بل كيف عرفت أنني سأسأل آيدوس عن فيرونا وعائلتها !! بل وما الدافع وراء قتله .. اللعنة "

بينما هو شارد الذهن بلا وعيٍ منه أخذت أقدامه تسير للمجهول إلى أن ابتعد عن منطقة الأكروبول وأصبح يجول في أحياء أثينا ..

لمح أحد مألوفاً وكان آخر من يتوقع ..

"فيرونا و ... كيم تايهيونغ !! "

نظرت اليه فيرونا بعد أن لاحظته ببرود ثم أكملت طريقها متجاهلة اياه بينما كان الواقف بجانبها وكأنه يجبرها على شيء ..

حاول التوجه لهم إلا أنها تمتمت بشيء في اذن تايهيونغ ليمسك بمعصمها ويبدآن بالركض في الأزقة مما أصبح من الصعب العثور عليهما ..

عاد مشتت الذهن فوراً إلى الأكروبول وكانت صدمته الكبرى حينما رأى فيرونا تتحدث مع جيمين وديانا ..

"يا رجل أين كنت ؟؟ كنا نبحث عنك ؟؟ "

تحدث القصير بصخب لكنه لم يتلقى إجابة ..

"ما بك شوقا ؟ لا تبدو بخير .. هل حدث خطبٌ ما ؟؟ "

" هل .. هل كنتِ هنا ؟ أ-أعني هل تايهيونغ في أثينا ؟ "

تحدث دون وعي ومجدداً تجاهل السؤال ..

"ماذا .. تايهيونغ .. لا أعلم .. "

أجابت بهدوء ثم ذهبت مبتعدة بعض الشيء عنهم ..

" أنتما غريبان .. ما بكما ؟ "

"جيمين .. هل كانت فيرونا هنا ؟ "

" أجل .. لم تغادرنا مطلقاً .. لم تسأل ؟؟ "

" لا شيء .. س-"

قاطع كلامه قدوم فيرونا بسرعة تحمل بيدها رسالة ..

"ل.. لقد وجدت هذه .. يبدو انها من ايريبوس .. "

أمسكها شوقا وشرع في قرائتها

[ أعتذر على ما أسببه لكم .. لكن على الأقل لقد زرتم بلدان كثيرة .. إعتبروها جولات سياحية مع بعض الإثارة .. حسناً على كلٍ .. ستصلكم تذاكر لرحلة إلى بلجيكا .. في منزل جد الآنسة فيرونا .. اعتقد أن هذه ستكون بمثابة هدية الوداع الأخيرة .. حتى أصبح مجرد ماضي .. ]

" كم هو مجرم لطيف !! "

تحدثت ديانا بغرابة ..
****

"إنها دعوة من مجرم .. لم كان علينا قبولها ؟؟ "

تحدثت فيرونا بتذمر ..

"ليس من اللباقة أن نرفضها .. فيرونا "

أجابها ببرود ..

عودة بالأحداث ..

"دعيني .. هذا يكفي لن أفعل شيئاً كهذا !! "

صرخت المقيدة بفتاة واقفة تنظر لها ببرود ..

" على رسلك .. من قال لك أنكِ مخيرة ؟؟"

أجابتها باستفزاز ..

"جدياً .. أنتِ وحدك .. هل تظنين أنكِ ستنجحين أمام أفضل فريق ؟؟ "

تحدث بضجر ليجلجل صوت ضحكة الأخرى في أرجاء المكان ..

" أعذريني صغيرتي .. لكن هل أنت متأكدة عن من تتكلمين ؟؟ ثم من أخبرك أنني وحدي ؟ "

"ماذا تقصدين ؟؟ "

"شخص يحبك حد الجنون .. يعرفك منذ نعومة أظافرك ولى أن يضحيَ بحياته حتى يكون وفياً لوالدك ... ويكون معكِ بالنهاية ..

تحدثت بهدوء ثم علت نبرة صوتها قائلة

تفضل "

بعد كلمتها الأخيرة دخل أحد للغرفة المظلمة وبدأ بالتقدم نحوهم .. أما المقيدة لم تحتج لرؤية ذلك الشخص المجهول .. رائحة عطره الفواحة تكفي حتى تتعرف هويته وتفصح عن ذلك متمتمة بصدمة

"ك-كيم تايهيونغ!!"

"أجل عزيزتي .. "

قال بهدوء ثم انحنى على ركبتيه وأمسك بيديها ..

"لقد اشتقت لك .. "

تمتم بحزن ..

"أ-أنت .. أنت من تساعدها !! .. لم فعلت هذا هل أنت معتوه ؟؟ "

صرخت بوجهه .. لم تكرهه بل كرهت نفسها لأن كل ما يحدث الآن بسببها وهي أكثر من يعرف ذلك .. تمنت لو لم تكن موجودة .. أقرب شخصان لها الآن أمامها .. لكن ليس كما كانت تتمنى ..

"رجاءاً وافقي .. "

طلب منها بهدوء ..

"مستحيل .. "

اجابت بإصرار ..

" أنت لا تعلمين كم عانيت .. والدك .. والدتك حتى هي .. فلنكمل هذا فحسب .. رجاءاً "

تحدث بصوت مبحوح والدموع غزت عينيه لتنزل متسللة إلى كفيها ..

قضمت شفتها بقوة حتى شعرت بالدم بحلقها ..

تنهدت بعمق ..

"ح-حسناً .. لكن لا تؤذوه "

تحدثت بمضض

"لا تتصرفي كجولييت .. ليس وكأننا سنقتله .. "

أجابت بانزعاج ..

"صباح الخير "

"صباح الخير فيرونا .. هللا ناديتي شوقا ليتناول الفطور .. "

"ما زال نائماً !!"

صعدت لتيقظه إلا أنها لم تجده في الغرفة

"يا أيها القصير المغفل .. ليس هنا !"

"ماذا ؟؟ ليس من عادته ان يستيقظ باكراً .. وهاتفه هنا .. "

قاطع نظراتهم المتسائلة لبعضهم صوت رنين هاتف فيرونا ..

-"مرحباً ؟؟ "

-"إنه أنا تايهيونغ " أجاب الطرف الآخر لاهثاً

-"أجل تاي .. مالخطب ؟؟ " تحدثت الأخرى وقد طغت نبرة القلق على صوتها

-"فيرونيكا ..فيرونا ... فرونا قد هربت "

-" ماذا ؟؟ مالذي تقصده بهربت بحق الجحيم ؟؟ وأين ه-" صرخت ثم صمتت فجأة بعد أن تذكرت اختفاء شوقا المفاجئ ..

-" اللعنة عليك كيم تايهيونغ .. لقد أخذت مين يونقي !! إبحث عنها في كل مكان .. أتفهم !!" صرخت مجدداً ثم القت الهاتف وخرجت من الشاليه مسرعة ..

اخذت سيارة أجرة

" Chaussée de Bruxelles 329 إلى"

أتجهت إلى إحد المنازل ثم طرقت الباب بقوة ففتحدت لها الخادمة .. تخظتها ودخلت مسرعة إلى غرفة المعيشة وفور أن أصبحت في الداخل وجه مجموعة رجال عليها الأسلحة إلى أن أمرتهم إمرأة بانزالهم ..

"ماذا هناك فيرونيكا .. ليس من عاداتك زيارتي هكذا ؟! "

"أمي .. أين فيرونا ؟؟ "

"لم تريدين معرفة مكانها ؟؟ "

" أمي أبنتك المجنونة تريد أن تكشف كل شيء لذلك المحقق المعتوه !! "

"انصرفوا " قالت الأم ليخرج جميع الرجال من الغرفة ..

" فيرونا تعرف ما تفعل .. "

" أمي أي تعرف هذه تماماً ؟؟ لقد فقدت عقلها .. قد يقتلها في أي لحظة !! "

"شوقا لن يفعلها .. إضافة إلى أنك من أدخلتها بهذا .. كان عليكِ التفكير بالعواقب .. "

"أنا حتى لا أكاد أصدق أن تؤامي الكبيرة بهذا الغباء "

"تمهلي .. ومن قال لك أنك ذكية .. تذكري يا عزيزتي أن جميع الأساليب والدك من وضعها "

" أمي هذا يكفي !! أخبريني أين هي ؟؟"

" في بحر المانش "

"ماذا!! ... آه طبعاً .. كان علي معرفة هذا !"

اتجهت للخروج لكن كلمات امها اوقفتها

" إنهما هناك منذ الثانية عشرة بعد منتصف الليل .. أعتقد أنك ستتأخرين في جميع الأحوال .. "

"إذاً .. كشف كل شيء!! "

تحدثت بهدوء بعد أن جلست بعدم تصديق ..
••••

فتح عيناه ببطئ وشعر بألم في رأسه بسبب الضربة التي تلاقاها والتي أفقدته وعيه

"آه أشعر بالدوار "

تمتم وهو يحاول رفع يده إلى أن لاحظ أنه مقيد ..

ثم تدارك ما حوله ليستنتج أنه في وسط البحر إضافة إلى أنه قد تم اختطافه وضربه وها هو الآن مقيد ..

" آسفة .. لم أقصد أن تكون بتلك القوة "

أخذ يحرك رأسه يميناً وشمالاً باحثاً عن صاحب الصوت إلى أن رآها فتحدث باستنكار :

"فيرونا .. مالذي حدث ؟؟ "

"فقط .. أحضرتك إلى هنا لنضع حداً لهذا .. "

"حداً لماذا ؟ ماذا تقصدين ؟؟ "

"تعلم جيداً ما أقصد .. حسناً سأكون واضحة أكثر .. ما كنت تريد سؤاله للعم آيدوس "

فتح عيناه على مصراعيهما بسبب الفكرة المفاجئة التي اجتاحت عقله بعد جملتها الأخيرة .. فقال بصدمة :

"إ-إيريبوس .. ه.. هو أنتِ ؟!!! "

"لا ونعم "

"ماذا ؟! "

"سأروي لك القصة كاملة "

"اخبريني اولاً هل أنتِ ايريبوس " , صرخ فجأة

"إن استمريت بالصراخ فلن تعرف شيئاً .. وليس أمامنا الكثير من الوقت أتفهم ؟ "

صمت وأخذ ينظر اليها بحنق بينما هي زفرت بقوة ثم باشرت الحديث ..

" قبل سنين طويلة ولد تؤام .. فتاتان متماثلتان بكل شيء تقريباً .. عدا المستقبل .. فيرونا والتي هي أكبر من فيرونيكا بنصف ساعة .. عاشت الطفلتان بسعادة مع أسرتهم المكونة من والدهما ووالدتهما وجدهما اليوناني .. رغم أن كل فرد من هذه الأسرة كان يخفي الكثير .. لكن هذا لم يكن عائقاً في استمرارية حياتهم .. وجائ اليوم الذي كشف فيه السر الذي شتت هذه العائلة .. ذلك الأب الرائع .. زوج أفضل محققة في أوروبا بأكملها .. هو المجرم المطلوب دولياً تحت اسم " ايريبوس " .. حلَّ نزاع طويل كانت نهايته الانفصال .. فتاة ذهبت مع والدها والشاب اللطيف الذي يكبرها باعوام قليلة والتي هي فيرونيكا والأخرى مع والدتها وجدها .. سارت الأمور ببطئ ورغب الأب في أن تكمل ابنته السلسلة التي قام بها .. هدفه من سلسلة القتل هذهباعتقادهتخليص العالم من الشرور .. جهز قائمة بأسماء الأشخاص .. ثم باشر بقتلهم .. "

صمتت فجأة ثم نظرت له وسألت وهي تتقدم نحوه وتفك قيده

" هل تعلم ما اليوم ؟ "

"رأس السنة !! "

"وهل تعلم في أي يوم قتل والدك ؟؟ "

" لا .. السيد ديفد حذف كل المعلومات حول قضية مقتل والدي .. أعني كالتاريخ واليوم والمكان .. "

"حسناً إذا سأخبرك .. إنه رأس السنة أيضاً!! .. اليوم الذي قتل فيه والدك .. عاد أبي الى المنزل وانتحر .. في ذلك اليوم .. كنت . كنت – "

صمتت وبدأت دموعها بالنزول وصوتها اختنق ..

نظر لها ثم اقترب منها وبدأ بمسح دموعها ..

"لا بأس .. ان لم تريدي الإكمال .. "

تنفست بعمق ثم اشارت بلا وأكملت ..

" في ذلك اليوم كنت قد ذهبت لزيارة والدي وأختي لأن أمي كانت مشغولة بإحدى القضايا .. وقد شاهدت كيف قتل والدي نفسه أمامي .. في وقتها .. وفي المنزل الذي كنا فيه .. فقط أنا وأختي الملطخة بالدماء وجثة والدي .. وحولنا المرايا المهشمة .. وقتها جاء كيم تايهيونغ .. أنا ادين له بالكثير .. كان ملجأي الوحيد في تلك الليلة .. لم يكن هذا المنزل الذي كان يخطط والدي فيه لكل شيء .. إنه كوخ قد أرسلت عنوانه البارحة إلى منزلك في كوريا .. ستعرفه لاحقاً .. تايهيونغ في ذلك اليوم كان يحمل معه رسالة مطبوعة تحمل تهديداً لوالدتي وجدي .. لذا بعد ذلك اليوم تم ابعاد والدتي عن الأنظار .. أبي أ-أراد حمايتها .. كان أحد القتلة يستهدفها , وأيضاً تم إبعادنا عنها .. عشت أنا مع جدي بينما كانت فيرونيكا تعيش مع مربية ,أما تايهيونغ فكان يزورنا بين كل حين .. سبب انتحار والدي ذلك اليوم هو أنت .. حينما رآك والدي .. ورأى نظرتك لوالدك .. شعر كم هو سيء .. والدك كان يهرب الممنوعات للدولة وأعتذر على قول هذا .. بعدما عاد والدي .. كان متردداً .. الا انه انتحر في النهاية .. صوت الشرطة والاسعاف .. بعد تلك الليلة وبعد ابعادي عن فيرونيكا تعرضت لصدمة .. فقدت فيها ذاكرتي في آخر واسوأ تسع سنوات قد عشتها .. لم اتذكر شيئاً عن فيرونيكا ولا عن والدي , إلا الامور التي كان يخبرني بها جدي عن والدي حينما كنت اساله حيث لم اكن اعلم بوجود فيرونيكا اصلاً وفي الزيارات الدورية القليلة لأمي .. "

قهقه بسخرية , ثم جلس واضعاً رأسه بين كفيه ..

"أكملي "

"مضت السنوات وأصبحت محققة .. وأنا لا اذكر شيء بعد إلى أن جاء اليوم الذي اكتشفت فيه كل شيء ..

اليوم الذي التقيت فيه بفيرونيكا .. واليوم الذي أصبحت ايريبوس فيه .. "
الجزء الثاني : ..
عودة بالأحداث ..
قبل يوم من حادث مقتل السيد اليخاندرو لوبيز
"ايها المتجمد .. أنا ذاهبة لأشتري بعض اللوازم .. سأعود عندما أنتهي "
صرخت بقوة ليخرج الآخر وهو يضع فرشاة الاسنان بفمه
"أي لوازم ؟ "
"لوازم للفتيات "
"مثل ؟؟ "
احمر وجهها ثم قالت بانزعاج
"هل أنت فتاة حتى أخبرك ؟؟ "
"بففف .. حسناً على أي حال لا تقلقي الدعيات الاعلانية تكفلت بذلك "
خرجت مسرعة من البيت وهي تشتمه تحت انفاسها , أوقفت سيارة أجرة وأخبرت السائق بالعنوان ..
بعد مدة قصيرة
"أرجو المعذرة .. هذا ليس المكان الذي أخبرتك عنه سيدي .. "
"حقاً "
قال السائق دون أن يلتفت وكان صوته أنثوياً ..
"إذاً أنتِ مختطفة "
قالت من تدعي بأنها السائق هذا ثم ادارت وجهها وابتسمت بغرابة وفجأة غرزت إبرة في قدم الأخرى وأفرغت محتواها ..

بعد فترة وجيزة , أفاقت وهي تشعر ببعض الدوار والغثيان ..
حركت رأسها بتثاقل
"أ-أ أين أنا ؟ "
سألت بوهن وهي ترمش بعينيها مراراً حتى يذهب الغباش ..
"عند نفسك .. "
مصدر صوت انثوي جائ من خلفها بتلك الغرفة المعتمة ..
حاولت الاستدارة لكنها لم تقوى فهدأت ..
"من أنت ؟؟ "
أصبح صدى صوت خطوات الأخرى يتردد في أنحاء المكان , إلى أن اصبحت خلفها تماماً وبدأت تمد شيئاً لها , وكان ... مرآة ..
أسندت رأسها على كتف الأخرى ثم ضغطت على أحد الأزرار بجهاز التحكم الذي تحمله ليضاء ضوء خفيف فوقهما ..
وكم كانت صدمتها حينما رأت نسختان منها على المرآة ..
بدأت بعد الذكريات المشوشة تتدفق إلى عقلها .. لكن هذا لم يغنها عن السؤال ..
" من تكونين ؟؟ "
بدأت تحرك رأسها يميناً ويساراً بحزن مصطنع ..
"هيي فيرونا .. عزيزتي .. الا تسطيعين التعرف على تؤامك الصغيرة ؟؟ "

"ت-تؤامي ؟!! "
"أجل فيرونا .. أم أقول الفقاعة المتجمدة ؟ "

اللقب الذي أطلقته عليها لتوها جعلها تراجع الكثير من الأحداث مع الطفلة المماثلة لها ..
"أنت ... فيرونيكا !! "
"ذاكرتك سريعة جداً عزيزتي .. "
فكت وثاقها لتلتف الأخرى عليها وتحتضنها بقوة ..
بعد فترة قصيرة ابعدتها ثم طلبت منها الجلوس وتقييدها حتى تخبرها بكل شيء ..
وافقت بمضض .. ثم بدأت الأخرى تخبرها
"سأخبرك وأوجز .. بعدما ابتعدت عنك اصبح مساعد أبي الذي ستعرفين من هواليوم يخبرني بكل شيء عنه وعن خططه وعنك .. لذا قررت أن أكمل ما كان يفعله .. أنا وذلك الشخص .. والان نحن بحاجة لك .. ستكونين معنا "
"ماذا كان يعمل والدي ؟؟ "
زفرت بعمق قبل ان تجيب :
"أبي هو ايريبوس والان أنا هي ايريبوس وستصبحين أنتِ "
فتحت الأخرى عيناها على مصراعيهما بصدمة ..
"هل تمزحين .. فيرونيكا هل فقدتِ عقلك ؟!! هل تعرفين انه سيحكم عليك بالاعدام لو اكتشف امرك .. لا بل هل حتى تعلمين أنني أنا المحققة في هذه القضية ؟؟ "
"ما هذه الاسئلة الغبية ؟؟ وكيف لن أعرف مثلاً ؟؟ "
"فيرونيكا توقفي .. لا يوجد ادلة ضدك .. لذا توقفي عن هذا وكان شيئاً لم يكن "
انطلقت ضحكة ساخرة منها ثم تحدثت :
"وهل حبيبك العظيم سيترك هذه القضية قبل ان ينتقم لوالده ؟؟ "
"فيرونيكاا !! لم تفعلين هذا .. ما الفائدة .. "
"سأخبرك .. "
تحدث بهدوء ثم أطفأت الانوار وجلست على الأرض واضحة رأسها على كربتيها ..
ثم بدأت بقص ما حدث عليها تفصيلاً .. مع دموعها التي لم تكبحها هذه المرة .. امام قطعة منها على الاقل ..
"إذاً انتِ تراقبيننا منذ زمن !! "
تحدث بصدمة ..
"اجل وكنت انتظر تقاعد السيد ديفد حتى تتولين أنت المهمة وننهي هذا بهدوء .. "
"مستحيل .. لن أفعل أبداً .. أنت ايريبوس .. ماذا لو حدث لك شيء .. "
"وافقي على الأقل من اجل من ضحى بنفسه لأجلك "

"دعيني .. هذا يكفي لن أفعل شيئاً كهذا !! "
***************
"بعدما وافقت على العمل معهما .. أصبحت فيرونيكا في مكاني وأنا في مكانها .. كانت تدبر كل شيء .. هي من كانت تكتب الرسائل وهي من كانت تخطط .. لكن .. كنت أنا من أنفذ .. بعد أن دربني تايهيونغ على بعض الأشياء .. كنت آتي اليكم بين فترة وأخرى قصيرة ... ذاك اليوم حينما التقيت بايريبوس .. كانت أنا بينما كان تايهيونغ يوصرنا , وفي اليوم التالي كنت أنا معكم .. بعد أن خرجت من المنزل أخذت فيرونيكا دوري .. جميع الاشياء تعرفها فيرونيكا .. لكنها لا تعلم بأمر واحد .. وهو الرسالة الأخيرة والتي طلبت منك فيها الا تخبر فيرونا والتي هي فيرونيكا .. أرسلتها سراً دون ان ينتبه تايهيونغ الذي كان يلازمني دائماً .. كل الأوقات التي كان فيها تايهيونغ كنت أنا .. طلبت منها طلباً اخيراً قبل ان ننهي هذا وهي دعوتكم الى بلجيكا والتي كنت متأكدة من موافقتك عليها .. واعلم انها حاولت منعك .. اخترتها لأن أمي كانت ستساعدني في كشف الحقيقة لك وها قد فعلت .. "
"لم أخبرتني بالحقيقة .. لم لم تصمتي فحسب ؟؟ "
قال بذبول..
"لأنني .. أعلم كم كنت تعاني كل ليلة من تلك الكوابيس التي تروادك .. أعلم كمية فضولك لمعرفة من هو ايريبوس .. ولأنني أعلم جيداً أنني لو اخبرتك لاحقاً فما كنت لتسامحني .. والان .. تستطيع فعل ما تشاء .. أعتقد أن فيرونيكا تنتظرنا عند الشاطئ .. ونحن نقترب أكثر .. "
تقدم نحوها بهدوء .. ثم عانقها فجأة .. ملقياً بكل ما يحزنه خلفه .. سامحاً لهذا العناق بأن يخترق كل شيء فيه ..
لكن مخططاتها الأخرى وقفت ضد رغبته .. هو لم يعاقبها لذا ستعاقب نفسها بنفسها ..
ودون سابق انذار أخرجت حقنة من كمها وحقنته بها .. حتى يقع فاقداً لوعيه ... ثم أخذت الزورق الآلي الصغير الذي أحضرته معها على اليخت وذهبت فيه بينما عاد اليخت إلى الميناء من خلال القائد الآلي ..

فور أن وصل صعدت اليه فيرونيكا باحثة عن فيرونا ..
ولم تتوقع أن تجد شوقا فاقداً لوعيه ..
أخذته بمساعدة تايهيونغ الى منزل والدتها وانتظروا الى أن استيقظ ..

"فيرونا .. فيرونا .. أين هي ؟؟ "
كانت كلماته الأولى فور أن استيقظ وهو حرك رأسه بكلا الاتجاهين باحثاً عنها ..
" الم تخبرك أين ذهبت ؟؟ لقد افقدتك لوعيك في اليخت وذهبت "
قالت بنبرة مرتفعة ليرد بتشوش
"ل-لا .. لم تخبرني شيئاً "
"مالذي تفكر به هذه المعتوهة بحق الجحيم أين ذهبت .؟؟؟ أمي آمري رجالك بالبحث عنها "
صرخت بغضب
"هناك رسالة تركتها لي في الاكروبول انتِ لا تعلمين عنها .. "
"وما هي ؟؟ "
"ها هي "
قال وهو يلتقط الرسالة من جيبه ثم اعطاها اياها لتقرأها وتشهق بصدمة
"أمي انها تخطط للانتحار .. "
"أعلم "
وللمفاجاة اجابت الام بكل برود ..
"ماذا ؟؟ تعلمين ؟؟ أين هي ؟؟ اخبريني "
صرخت بقوة ..
لا استطيع .. ستؤذين نفسك "
"وأتركها تموت هذه المجنونة ها ؟؟ "
بدأت تصرخ وتكسر كل ما يقع أمامها ثم جلست على الأرض بوهن .. لم تتحمل فكرة أن تخسر أختها بعدما تسنت لهم الفرصة اخيراً بعيش حياة سعيدة معاً ..
بدات دموعها بالانهمار ثم قالت بصوت  مبحوح ..
"أرجوكِ .. أخبريني امي .. "
لم تتحمل المقصودة دموع ابنتها فأخبرتها بالعنوان والذي كان مجمعاً ..
اتجهو للمكان المقصود سريعاً .. وفور أن وصلو نزلت فيرونيكا مسرعة وسبقتهم جميعاً الى الداخل .. وقبل أن يقترب تايهيونغ وشوقا تفجر المبنى بأكمله !!

....
صوت طنين اجتاح رأسه .. المبنى الذي كانت فيه فيرونا .. تفجر !! هذا يعني أنها ذهبت .. فيرونا لم تعد موجودة .. لن يراها مجدداً ..
خارت قواه ولم تعد قدماه تحملانه فسقط على الأرض محقاً بالفراغ وقطرات العرق على جبينه ..
لم تعد موجودة !! تفجرت !!
خسرتُ مجدداً ..

....
أما بالنسبة للآخر فدموعه بدأت بالنزول فجأة ..
ركب السيارة متجها إلى مكان بعيد عن البشر .. مكان يبقى فيه وحده .. وهو وسلاحه الذي كان يراه في هذه اللحظة طريقاً يوصله إلى ملاكه .. فيرونا ..
....

بعد أن تم اخماد الحريق في المبنى ..
"هيونغ .. لقد عثروا على هذا الخاتم .. وقد يكون لفيرونا .. "
تحدث جيمين للذي يحق بالفراغ .. ولم ينبس ببنت شفة ..كأن روحه نزعت منه .. فور ان سمع اسمها حول ناظريه نحو الخاتم ..
التقطته من يد الآخر وحدق به قليلاً قبل أن يبتسم بزاوية شفته شفقة على حاله ..

"لقد .. لقد عرضتُ عليها الزواج بعد أن ننهي القضية ... لقد ظننت أننا كنا نبني واقعنا معاً لكنني كنت أبني حلمي وحدي .. تركتني وبكامل ارادتها .. رغم أنها الفتاة الوحيدة التي دخلت قلبي .. "
بدأت دموعه تنزل وتحرق وجنتيه .. هو الأقل حظاً في أن يجد السعادة ..
............
اليكم آخر الأخبار والتي أصبحت حديث الساعة ..
انتحار الروائي كيم تايهيونغ في أحد المقاطعات المهجورة في بلجيكا ..
تفجير أحد المجمعات الشهيرة في بلجيكا والتي تم الاكتشاف بعدها أنها كانت مكان لاجتماع المافيا وكان المجمع المخزن الأساسي للممنوعات ..
تصريح المحققة الشهيرة فيرونا ويلسون بانها من فجرت نفسها في المجمع وذلك من خلال فيديو انتشر بشكل سريع بعد أن تم تفجير المبنى تصرح فيه بذلك ..
............

بعد سنة ..
كان يجلس أمام نهر التايمز في بريطانيا على أحد الكراسي الخشبية .. ويتذكر المأساة التي حدثت له .. حينما خسر اجمل شيء قي حياته .. ويحدق بآخر ذكرى سعيدة تركتها له
يتذكر ما لم ينسه لثانية واحدة في حياته .. يفكر في اشياء انتحاريه حتى يتخلص من هذا العذاب اليومي .. يشعر بغصة في حلقه .. لا يستطيع العيش بعد ذلك اليوم ..

...
" هل ستخبره بهذا الآن ؟؟ "
"أجل .. اذهبي أنت وفيرونا الى الحديقة العامة .. وسآتي اليكم بعد قليل "
قال جيمين وهو يشير لزوجته وطفلته التي لم تبلغ العام بعد .. ثم اتجه نحو صديقه الشبه حي ..

"مرحباً ايها الرجولي "
قال مازحاً على أمل مفقود في أن يعيد له ابتسامته من كلمات سخيفة كهذه .. لكن لم تهتز للآخر شعرة .. نطق بهدوء
"أهلاً جيمين "

بعد فترة وجيزة من الصمت القاتل .. قرر جيمين التكلم بحنق
"الى متى ستبقى هكذا ؟؟ "
"الى أن تغادر روحي جسدي "
أجاب بهدوء وكانه شيء اعتيادي
ولأن الآخر كان قد ضاق ذرعاً بهذه الاجابات المكررة .. قرر الايجاز
"ااه تباً لك .. لم آتي لأسمع هذا الهراء على أي حال .. أتيت لأخبرك شيئاً فقط .. هناك فرصة في الحياة سيد مين يونقي .. إن لم تكن فيرونا موجودة .. تستطيع ايجاد فيرونا أخرى .. تسطيع ايجاد الفتاة التي عشت معها أنت بنفسك مسبقاً كفيرونا .. والتي ناديتها أنت مسبقاً بفيرونا .. فقط فيرونا لم تمت .. تستطيع احيائها من جديد .. كن أنانياً هذه المرة فقط .. وأحيها من جديد .. انها تنتظرك .. "

وقف عن الكرسي ووضع ورقة صغيرة كتب عليها شيء في يده ثم ذهب حيث عائلته .. بينما الآخر يتخبط بسبب حديثه ..
هل حقاً عليه أن يكون أنانياً هذه المرة ؟؟
سيفعل المستحيل حتى يراها كفيرونا مجدداً .. يريدها مجدداً ..
نظر للورقة واتجه للعنوان المخطوط عليها والذي كان عنوان إحدى المستشفيات ..
ثم اتجه للغرفة المقصودة ..
فتح الباب ببطئ ليجد فتاة نائمة بكل هدوء وبعض الكدمات ما زالت تظهر بشكل طفيف على جسدها ..
فتحت عينيها .. نظرت له ثم قالت :
"مرحباً .. من أنت يا سيد ؟؟ "
صمت مطولاً مما اثار غرابتها قبل أن يجيب .. :
"شوقا .. زوجك المستقبلي .. آنسة فيرونا ويلسون " .

********
#وتمتت القصة#
15 p.
•    ملاحظة للي ما فهم آخر مقطع : البنت اللي بالمستشفى هي فيرونيكا .. دخلت بغيبوبة لمدة سنة , ولما فاقت فاقت فاقدة لذاكرتها ..

•    ملاحظة 2 : ما في بارت إضافي  🌝

أي تعليقات \ آرآء \ انتقادات ؟

أي اسئلة للشخصيات \ الكاتبة؟ *إذا كان في عدد منيح من الأسئلة رح جاوب عليهم ببارت اضافي*

وسي يووو ☹️🙂

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top