الثاني || سلاماً على محققنا النائم

نظرت لهُ بعد أن أخذت نفساً عميقاً لتقول كلماتْ جعلتهُ يشتمها الآف المرات في نفسه
- "الا تلاحظ أيها المحقق العظيم أن هذا المجرم يستخفُّ بكم ؟؟"
نظر لها باستفهام لتتنهد وتضع الملف أمامها على الطاولة بعد أن أخرجت إحدى الأوراق منه كان قد كتب عليها بضع كلمات أشبهَ بلغز وكانت قد طُبعت بخط (cloister black)
"يعطيكم مهلة خمسة أشهرٍ حتى تحلو لغزاً كهذا .. وتعودوا بالنهاية جارين ذيول الخيبة لعدم القبض على هذا المجرم .. أيُّ ذكاءٍ هذا ؟؟ ألم تفكروا أنهُ يستخفُّ بكم فضلاً عن عبآراته الساخرة في هذه الرسآلة ؟؟!!" قالت وهي تعلق نظرها بالواقف أمامها بينما يرمقها بحنق .. لينطقَ أخيراً بينما يكتف يديه ويجلسُ أمامها ويمُد ورقةً كالتي بحوزتها بينما اختلفت الكلمات المطبوعة فيها
"إذاً .. فلتبهرينا أنتِ .. هذا آخرُ ما تركهُ في مسرح الجريمة حيث قُتل آخرُ ضحاياه الوزير ويليام توماس .. لديكِ فقط شهرٌ واحد .. حتى تحليه .. إن لم تفعلي فستتركين هذه القضية إلى الأبد !"

أومأت له بينما تتناول الرسالة وتنطق "لَنْ أعيشَ للأبد على أيِّ حال  .. لكن موافقة "

وكان محتوى الرسالة الذي يبدو سآخراً
[ هذا الشهرُ يبدو حافلاً لكم .. سيد ديفد أشكرك على تحملك لي لمدةِ عشرون عاماً ، فلتعتني بابنتك جيداً .. لا تقلق لن أشتاق لك هناك من سيحلُّ محلك .. رغمَ أنك كنتَ تسهِّلُ عليَّ الأمور .. آهـ أحتاج للترفيه عن نفسي .. أيها المحقق النائم هل سبق وأن شاهدتَ (iron man ) ؟؟
سأرفهُ عن نفسي برفقته لكن هذه المرة سيكون بِثامنية عشرة الفاً وثمانٍ وثلاثون .. يبدو لطيفاً .. سنطيرُ معاً لأميال كثيرة تبدأ بسبعة وتنتهي بثلاثة .. ااه كم أرغب في العودة لعهد شارل الثالث .. حتى تكون تحفتي الفنية هي الأولى ~!]

قالَ بينما ينظر لتعبيرها الباردة "أعتقدُ أنكِ لستِ من ذوات الحظوظ الجيدة فهذه أطول رسالة بالإضافة إلى أنها غريبة نوعاً ما "

نظرت له ثم حولت نظرها للرسالة الأخرى بينما تنطق "لا مطلقاً .. إنها كسابقاتها لكن هذه المرة زادَ جُرعة السخرية .. بالاضافة إلا أنهُ لم يكبح نفسه عن الحديث عن المستلم الأول لهذه القضية .. تعلم فما بين السيد ديفد وهذا القاتل خمسُ قرن" قالت الجملة الأخرية بنبرة تتخللها السخرية لتقف بينما تضع نسخة من الرسالة في جيبها وتسترسل "حسناً سأذهب هذا يكفي لليوم عليَّ القيام ببعض الأمور .. بالمناسبة لا تكن شحيحاً بالمعلومات أيها المحققُ النائم" قالت كلماتها الأخيرة بقصد استفزازه بينما تخرج ليلعنها هو تحتَ أنفاسه

••••••••••
"سأطلعك على بعض جرائمه بما أنها فاقت الخمسون وأيضاً حاولي الآ تتكلمي كثيراً فبحق أنا أكره صوتك " قال بينما ينظر لها بامتعاض لتقهقه بخفة على صراحته وتومئ له

بدأ يقلب الصور على الحاسوب المحمول القابع على الطاولة أمامهما بينما يوضِّح "لديه أسلوبٌ واحد في التنكيل بضحاياه ألا وهو تعليقها بهذا الشكل مع حفر هذه الكلمة (ايريبوس) على الجزء العلويّ من جسد الضحية وقطعُ جزءٍ من العنق "

أمالت رأسها قليلاً لتردف بدهشة "وااه إنه حقاً فنان .. نفسُ الشكل فعلاً .. كم عدد ضحاياه ؟"

نظر لها بحُنق ليرد "واحد وخمسون ضحية ،  في كل سنتين خمسةُ ضحايا : سبعةَ عشرةٍ اناثاً والباقي ذكوراً .. الفئة العمرية لضحاياه ما بين الخامسة والعشرون وحتى الخامسة والستون "

"جدياً ألا يكبُر ؟!!"
سألت بغرابة ليقلب عينيه ويعود للتحديق بشاشة الحاسوب أمامه .. حرَّك للصورةِ السابقة لتظهر له آخر صورة تمنى رؤيتها .. الصورة التي جعلتهُ يبحر في ذكرياته بعيداً ناسياً الجالسة بجانبه .. شردَ يتذكرُ تلك الليلة الكئيبة ، نظرتْ له بغرابة عندما لاحظت سكونه المفاجئ ثم هزته ليستفيق من شروده ويهزَّ رأسهُ سريعاً ليطردَ الذكريات التي احتلت عقله ..

"لِمَ شردت ؟؟ لقد رأيت العديد من هذه الجثث هل لديك ذكرى خاصة مع هذه القضية ؟؟ ثم أن الصورة طبيعية " إنهالت عليه بالأسئلة لتشبع فضولها الذي ينمو كل يومٍ بداخلها، نطق "ماذا سيحدث لكِ لو كان والدك مكان هذه الجثة وانتِ تشاهدينه بينما لم تتجاوزي الخامسة من عمرك ؟؟"

حدَّقت بالشاشة قليلاً بلا تعابير ثم أردفت قائلة "سأكون أستبقتُ بالزمن ورأيتُ ما قد أراهُ في أيّ لحظة بوقتٍ سابقٍ لأوانه .. لكن بأي حال .. ردة فعلي المبدئية لن تكون أفضل من ردة فعلك حينما حدث معكَ هذا "

نظرَ لها بغرابة .. حتماً فهو لم يذكر أنهُ من تعرض لهذا .. فما الذي دفعها لتقول أن هذا الطفل هو نفسه ؟؟ استرسلت لملاحظتها نظراته "لستُ غبيةً حتى لا أعلم أنك أنتَ هو الطفل .. نظراتُك للجثة كفيلةٌ بأن توضحَ لي الصلة بينكما .. وكما تعلم على المحقق أن يكون محللاً للشخصيات كذلك "

نظر لها بسخرية "انتِ ثاني شخص بعد السيد ديفد يعلم بهذا .. رغم أنكما في نظري نقيضان من ناحية مشاعري تجاهكما لكن يبدو أن أسراري ستكون مع أحدٍ أمقته "

حدقت به بملل ثم قالت "ان نظرت من هذا المنظور فأنت تعطي أسرارك لمن تمقت بينما علم السيد ديفد سرك لأجل قدره الذي جعله يتولى هذه القضيّة .. أما من ناحية الترتيب فأنا الثالثة إلا اذا كنتَ تعتبر المجرم وهماً .. فمهما بلغت وحشية جرائمة يبقى إنساناً .."

زفر بعمق بينما يغلق عينيه "أكرهُ المتاحذقين .. إن بقيتي هكذا فمن الأفضل لك أن تتركي القضية "

"لستُ خاضعةً لمشاعرك .. أقوم بما تمليه عليَّ إرادتي .. إن أردت ألا أكون متاحذقة فلا تكُن فظاً فبطبيعة الحال لستُ كما تصفني .."

أعادَ نظرهُ للحاسوب ثم قال مختصراً هذا الحديث العقيم "جنسه ذكر غالباً يقوم بالجرائم بتوقيت ثابت في تمام الثانية عشرة عند منتصف الليل تكون الجثةُ معلقة بلا روح ، جميع ضحاياه من الشخصيات السياسية والمهمة ذكوراً وإناثاً من المشاهير غالباًيكون لكل خمسةِ ضحايا صلةُ ببعضهم لكن لا نكتشفُ هذا إلا من خلاله عندما يتركُ رسالةً موضحاً فيها الصلة بينهم "

أومأت لهُ بتفهم لتسأل بعدها "هل هذه هيَ القضيّة الوحيدة ؟"
"لا .. بما أنَّ هذا المجرم متنقل ، أعني أن جرائمه لا تقتصر على دولةٍ واحدة .. اذاً في كل دولة نذهب اليها سنساعد في حل بعض القضايا شرط ألا تكون متسلسلة ، بالإضافة إلى بعض قضايا السرقة"

نظرت له باستفهام عند قوله لجملته الأخيرة "قضايا السرقة ؟! .. ألستَ محققاً جنائياً ؟"
"كوني محقق يحتم عليَّ أن أواجه أي قضيَّةٍ تعرض عليّ" تكلم بهدوء ليرن هاتفه معلناً عن اتصال

*أجل ؟!*
*حسناً اننا قريبان *

أغلق الهاتف ونظر لها وهو يأخذ سلاحه وهاتفه اللاسلكي الخاص بالمهمات عن الطاولة ليسترسل "جريمة قتل في مونتريال .. اننا موكلان بها "

أومأت له تزامناً مع وقوفها ليتجها سريعاً نحو السيارة خارح المبنى ويلحق بهما بعض عناصر الشرطة بينما شوقا بدأ بالقيادة متجهان لموقع الجريمة
"ماذا لدينا الان ؟!"

سألته ليرد وهو ينظر للشارع بتركيز "قضية قتل على ما يبدو ، سقوط الضحية من الطابق السابع مما أدى إلى وفاتها ، المتواجدان الوحيدان معها هما ابن زوجها الصغير ومربيته ، الباقي سنعرفه في مسرح الجريمة "

"في حوالي الساعة الخامسة سمع صوت تهشيم زجاج تلته سقوط الجثة من الطابق السابع ، نجم عنه وفاتها ، وباشر صاحب المطعم المقابل بالاتصال بالشرطة بعدما رأى الجثة وعندما وصلنا كانت قد فارقت الحياة ، حققنا مع المربية لتقول أنها كانت تنيم الطفل في غرفته لتسمع فجأة صوت تهشيم الزجاج وعلى ما يبدو أنه تعرض لضربة قوية مسبقاً ما أدى إلى تهشيمه بسهولة "
قال رجلٌ ما يرتدي ملابس الشرطة بينما يقرأ مما كتب في مذكرته ليهمهم له شوقا ، همسَ بعدما ذهب الشرطي من أمامه للقابعة بحانبه تتأمل مسرح الجريمة "تبدو لي كقضية إنتحار "

اومأت له بلا لتتجه بعدها بهدوء إلى المرأة وتبدأ بطرح بعض الاسئلة عليها "ما طبيعة علاقتك بالضحية ؟!"

********
انتهى


قدرتو تحلو لغز (ايريبوس) ؟


حد غير شوقا حابب يقتل ڤيرونا ؟ 😂😂


ممكن تكون جريمة برأيكو (الضحية اللي وقعت من الطابق السابع)؟


أي استنتاجات ؟ (حد تحول لكونان )

حابين بالفترة الجاي ازيد من :
١. كوميدي
٢.اكشن / رعب
٣. حزين 🌚✌️️
٤. اشي تاني ؟؟

ووو

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top