الثالث || مقيمٌ غريبُ الأطوار
"ما طبيعة علاقتك بالضحية ؟!" ، سألت لتجيب الأخرى بتوتر : "انا اعمل معها كمربية هنا منذ شهر تقريباً"
همهمت لها لتسأل : "وأين زوجها ؟"
ردَّت : "لقد سافر قبل أن آتي ، فهو كثير السفر بسبب أعماله الدائمة"
تنهدت ڤيرونا ، ثم وقفت وجالت ببصرها حول غرفة الجلوس التي كان اللون الأحمر طاغٍ بشكل مبالغ فيها ، إلا أن لفت انتبهها شيء ما ..
تقدمت ودققت النظر في الزجاج الأحمر - كلون زجاج النافذة - على الارضية الخشبية : "شوقا" نادت ليلتفت لها المقصود وهو يحمل بضع صور ويتجه نحوها بينما يسأل : "ماذا ؟"
طلبت منه الصور لتأخذهم وتدقق النظر ، فترتسم ابتسامة جانبية على شفتيها : "إنه أسهل مما توقعت"
"أي؟!"
قال الآخر مستفهماً لتهمسَ بضع كلمات في أذنه ، اومأ لها ليطلب من الحراس تفتيشَ المنزل والبحث عن جزءٍ من تحفة باللون الاحمر
نظرت لهم المربية بصدمة
خرجت ڤيرونا من الشقة لبضع دقائق بينما تحمل دليل الهاتف معها ، ثم عادت بابتسامة واثقة
اتجه لها أحد الحراس بعد بعضٍ من الوقت :
"لم نجد شيئاً"
قال ؛ لتجعد حاجبيها وتتجه نحو المربية
"أين كنتِ تنيمين الطفل ؟"
سألت ؛ لترد الأخرى :
"في غرفة السيدة"
••
بينما كان شوقا يبحث في الغرفة واستطاع العثور على ضالتهم ، ابتسم ساخراً :
"لنختبرك قليلاً أيتها المرآة"
خرج ليتجه نحو ڤيرونا قائلاً :
"لم أعثر على شيء في الغرفة"
نظرت له ولكادر الباحثين الجنائيين من خلفه لتزفر بانزعاج وتدخل الغرفة لتبحث بنفسها ؛ لتخرج بعد دقيقتين حاملة التحفة وكان جزءٌ منها مهشم
نظر لها كلاً من شوقا والمربية بصدمة بينما الباقين فتظراتهم ملئت بالدهشة :
"بما أن شوقا لم يجد شيئاً فهذا يعني انه قد بحث في كل الأماكن ؛ لكنني رجحت أنه نسي النافذة وهذا ما حدث .. على ما يبدو ، وما نبحثُ عنه هو القطعةُ الرئيسية للزجاج المهشم ، الذي شكله يبدو مختلفاً عن شكل زجاج النافذة " ، تقدَّمت نحوهم ثم مدت يدها لأحد الباحثين واسترسلت بينما تعطيه باقي التحفة :
"إفحصوا البصمات ، ثم أرسلوا النتائج كدليل "
أكملت بابتسامة جانبية : "بعدما تعترف "
نظرت لها المربية بخوف : "ل..ليست أنا .. لستُ من قتلها"
قالت لها محاولة استنزاف أعصابها : "حادثتُ السيد بيلفين ، بدا لي أنه يشعر بالضيق عند ذكر اسمك "
حدَّقت بها بصدمة ، ثم حولت ڤيرونا نظرها للطفل القابع بين يديّ المربية : "يبدو مرتاحاً بين يديّ ... والدته~!"
حدّقت بها المربية بنظرات تملؤها الصدمة لتقول : "وإن كنتُ زوجتهُ السابقة .. هذا لا يعني أنني من قتلها "
أمالت رأسها قليلاً بينما تبتسم لتقول بهدوء : "تبدين عنيدة .. بالاضافة الى الدليل الآخر وهو أنك لم تنيّمي الطفل ؛ لأن الاطفال عادة يحتاجون لزجاجة حليب قبل النوم ، ولكن عندما فتشنا المنزل كانت الزُجاجة في أحد أدراج المطبخ .. ويبدو الطفل جائعاً .. هل من الطبيعي أن تحاول مربية تنويم طفل وهو جائع ؟! لا تنكري ، فهذا لن يجدي ، فقط تضييع بعض الوقت لانتظار نتائج التحاليل لقطع الشك باليقين ، هل تريدين هذا؟"
"اللعنة" ، تمتمت بهدوء لتضح طفلها جانباً وتقف ثم ترفع نظرها للواقفة أمامها بهدوء :
"حسناً سأعترف .. أنا من قتلتها ، حاولت ايذاء ابني أمامي مراراً دون أن تعرف انني والدته ، أمرتني بتعذيبه ، بأن أكون وحشاً .. لستُ نادمةً على قتلها ولن أندم لأنني خلصتُ العالم منها ، طاوعها قلبها على فعل هذه الأمور ، ستصبح قاتلة بالنهاية !"
استرسلت ، لترد الأخرى بثبات : "مهما استعصت المشاكل ، سيكون هناك دائماً حلّ بديل بعيد عن مجرى القتل .. لكن نحتاج للتروي .. إضافة إلى أن الانسان لا يمكن أن يصبح وحشاً ؛ لأنهُ خلق إنسان وسيبقى إنساناً .. نرى الوحش في بعض الأشخاص لأن الإنسان ليس سوى مرآة تعكس ما أمامها .. مخلفات الآخرين ملأت المرآة لتبدو لنا هذه الصورة القذرة "
تم تقييد المربية وأخذها إلى مركز الشرطة لاستكمال الاجراءات بينما في طريق العودة ..
"كلامكِ مقنع نوعاً ما " ، قالَ محاولاً كسر حاجز الصمت لتردَّ : "لكن أعتقد أنك كمحقق ستعرف هذا الكلام بنفسك دون حاجة مني لإقناعك "
نظر لها لوهلة ثم أعاد نظره للطريق أمامه ليسترسل : "ألم تحلّي ولو جزءاً من اللغز بعد ؟!"
"لا" أجابتهُ باختصار ليقول بسخرية : "يبدو أنك ستودعي.." ،قاطعته بسرعة قائلة : "لستُ بحاجة لخمسة أشهر لحلِّه"
اعتلت ملامحه النظرات المنزعجة لتقهقه بخفة وتقول : "أتعلم ، رغم أنك فظ ، إلا أنني أراكَ لطيفاً نوعاً ما .. إنك تبدو كالسكر الأسود "
"هل أعتبرُ هذا غزلاً؟!"
سأل بسخرية لترد : "أعتبرهُ ما تشاء ، ليسَ بهذه الأهمية بالنسبة لي"
تنهد ثم قال بعد قليل من الوقت : "لآحظتُ أنك تعتمدين على استفزاز المجرم وجعله يعترف بنفسه رغم أنك تمتلكين جميع الأدلة لزجّه في السجن دون أن تتفوهي بكلمة"
"ما الفائدة من زجِّ المجرم بالسجن إذا لم يدرك خطأه .. إن فعلت ما تقول سيشعر المجرم بالظلم في حال كان قد قتل الضحية لسببٍ مقنع ، وسيؤدي هذا إلى مشاكل أكبر "
قالت بينما تعلق نظرها بالطريق ..
•••••
"سينضمُ لنا اليوم شخصٌ جديد .. إنه المسؤول عن فريق القوات الخاصة ، كوريّ الجنسية ، سيلازمكم دائماً في حال احتجتم لأي دعم ؛ لا سيّما أنكم منذ اليوم لن تتسلموا سوى المهمات الخطرة ، إضافة إلى أنه علينا الإمساك ب (ايريبوس) بأسرع وقت"
، قال المسؤول للقابعان أمامه بانزعاج بادٍ على ملامحهما ليسترسل منادياً : "بارك جيمين ، تفضل"
'دخلَ المنادى عليه لتتهلل ملامح شوقا ويخرج المسؤول من الغرفة تاركاً إياهم ؛ ليتعارفوا :
"يااا تشيم تشيم ، هذا أنتَ حقاً "
نظرت له التي بجانبه بغرابة ، ثم حوَّلت نظرها للأخر الذي ردَّ عليه : " يااا يونغي خاصتي ، مرَّ وقتٌ طويل "
انكبَّ عليه يعانقه بينما الأخرى تنظر لهما بغرابة بينما تتمتم تحت أنفاسها : "إنهما غريبا الأطوار ، هل جميع الكوريين هكذا ؟!"
جيمين بعد أن ابتعد عن شوقاً متيحاً له المجال للتنفس ، نظر لها بينما يتكلم : "من هذه الجميلة هنا ؟!"
"الجميلة ؟؟" ، نبست بغرابة لتنظر له بعدها ببرود :
"كررها مجدداً وسأتحول لإيريبوس عليك "
"إنها متوحشة نوعاً ما فلا تحاول حتى "
، همسَ الأخر بأذنه بسخرية ليزفر جيمين بانزعاج بينما يتجه للمكتب خلفهم ويجلس على الكرسي خلف المكتب ويضع قدميه على الطاولة
شوقا بهدوء : "تبدو مرتاحاً جداً"
"اممم يا رجل مكتبك مريح" قال الآخر بينما يسترخي أكثر فأكثر ، وابتسامةٌ بلهاء خطَّت على محياه ، ليردَّ بسخرية : "جيد لكن لا تخبرني بهذا ، أخبر الرئيس فهو مكتبه على أي حال "
قال كلماته الأخيرة ؛ ليفزَّ الآخرُ واقفاً تزامناً مع صراخه :
"ياا لم لم تخبرني منذ البداية ؟!"
"وهل تترك لأحد المجال ؟؟ إضافةً إلى أنها البداية ، وأيضاً هناك اسم المدير على الطاولة أمامك !"
، أجاب ببرود لتنبس الأخرى بعدم تصديق :
" آه .. لا أصدق أنك المسؤول عن فريق القوات الخاصة !! "
قال بينما ينظر لها بابتسامة لعوبة ويقترب منها لترتفع يده على وجنتها : "بلى صدقي يا عزيزتي ، لكنني أجيد أشياء أخرى إن أردتي "
نظرت له بينما تبتسم بتهكُّم لتخرجَ سلاحها وتصوبه في وجهه ، ليجفل للحظة ثم يتدارك الأمر ، فتنزل سلاحها وتبدأ بالنظر به متظاهرة أنها تتفحصه قائلة : "اااه مسدسي يحتاج للفحص ، هذه الفترة يطلق دون أن أضغط على الزناد حتى ، سيد جيمين ، هل تستطيع تفحصه لي ؟!"
قالت جملتها الأخيرة بينما تصوبه نحو جيمين مباشرة، ليحدق بها قليلاً ثم يبتعد مبتسماً : "حسناً حسناً أستسلم ، أنتِ أصعبُ مما توقعت "
"هذا مبدئياً جرِّب حتى النظر إليّ بتلك النظرات المقرفة في المرة القادمة ، وسأضمنُ لكَ أن تدفن بلا عيون "
، قالت مبتسمة بتكلف
••••••
بعدَ حوالي أربعة أسابيع
"يبدو أنك ستودعيننا غداً "
، قالَ سآخراً مستقبلاً من وصلت لتوها بينما تحمل كأس بلاستيكية تحوي القهوة المثلجة بداخلها
*********
#انتهى#
•بتودعنا وبتيجي بطلة جديدة 🌚💔
•
•
تبون أخليها قصيرة / طويلة ؟!
•
•
كيف ظهور تشيم تشيم ؟ 😂😂💔 مفاجئتي بذا البارت ، في كمان شخصية لقدام ظهورها بكون بووم 😐
•
•
حد غيري حس ان ڤيرونا مفلسفة بزيادة ؟! 🌚
•
وتكفون لا تسحبون 😭😂
¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥
*ملاحظة : الأحداث من البارت الأول لهاد البارت بتصير بكندا (اوتاوا) شتتوقعون الدولة التانية ؟!
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top