الأول || مرآة إيطالية
"حاصروا المبنى" - قال بصوتٍ مرتفع بينما ينظر لساعة يده اليسرى من (Rolex) و يمسك بيده اليمنى سلاح من نوع (Fn 571) ليبدأَ وفدٌ من القواتِ الخاصة بمحاصرة المبنى ذو الثلاثينَ طابقاً أمامه ..
دلفَ إلى الداخلِ راكضاً بينما يتبعهُ رجلان ذوات بنيةٍ ضخمة ، صعدَ إلى الطابقِ الثلاثين من خلال المصعد الكهربائي لتقابله بوابةٌ حديدية ، حاولَ فتحها لتظهرَ لهُ سلسلةٌ تبيِّنُ أن الباب قد اقفل من الداخل !
زفر بانزعاج ليرفع مسدسه ويطلق رصاصتين على السلسلة محطماً إياها ..
فُتِحَ البابُ ببطئ وكأنهـُ يضيف لرهبةَ ما في الداخل رهبة ..
اظهر عما خلف هذا الباب ليجدوا جثةً معلقةً بسكاكين من أطرافها ورأسها على الحائط مشكلةً شكلاً خُماسياً ..
هربت من فم الرجلان شهقات خفيفة لصدمتهما مما رأيا
أيّ نوعٍ من البشر قادرٌ على القتل بهذه الوحشية بل التنكيل !
او ربما ليسَ بشراً !
كانتْ عينا الجثة شاخصتان بينما قد شق رقبتها خطاً أحمراً عميقاً لم يفصل الرأس عن الجسد بينما كانت قد جُرِدت من الملابس العلوية ليُحفرَ على الجزء العلويّ من الجسد
"إيريبوس"
ابتسمَ بسخرية عندما تسللت إلى مسامعه صوت شهقات من خلفه ليهمس بخفوت
"ماذا برأيكما سيحدثُ لو رأى طفلٌ بالخامسةِ من عمره جثةَ والدهُ بهذا الشكل ؟"
لم يستطيعا الاجابة فحملقا بالقابع امامها بصدمة ، ارتعدت اوصالهما لهذا المنظر بينما رأيا العديد من الجرائم الشنيعة فما بالهم بطفلٍ لم يرَ شيئاً من الحياة بعد ~!
••••••••
في إحدى مكاتب الاستخبارات المركزية - العاصمة أوتاوا
صوت رجل أجش يبدو بعقده السادس
"لقد وصلت لتوي ..أعلموني انك لم تمسك به بعد"
قهقه الاخر بسخرية بينما اردف "بِربك ، لو كنتُ أمسكتُ به لكنت الآن اتناول فطوري مع اليزابيث "
ابتسم الطرف الآخر بخفة ليتبع "مين يونغي .. هناك اخبارٌ لا أعتقد انها ستسرك "
اشآر له يونغي أن يكمل ليردف "انا مستلمُ لهذه القضية منذُ عشرينَ عاماً .. وحتى الشرطة لم تتدخل في هذه القضية .. وقد حانَ وقتُ تقاعدي .. بعدما زرتُ ابنتي المريضة ادركتُ ان الحياة قصيرة .. وانا لم اكن معها في أهم ايام حياتها .. لذا قررت ان أقضي ما تبقى من عمري مع عائلتي .. لأعوضهم عما ذهب هباءاً "
اومأ له الآخر بتفهم ليستفهم "اذاً سأصبحُ المشرفَ الوحيدَ على هذه القضية ؟"
ردَّ الآخر "لا ، أشهرُ محققة في ايطاليا ستأتي غداً لتستلم معكَ هذه القضية .. وأرجو أن تكونا آخر من يستلمها "
فغر الآخر فيه بصدمة "لكن سيد ديفد هل عليها أن تكون فتاة ؟؟ لا أعتقد أنني اتفق مع جنس حواء مطلقاً "
رد الرجل "لا اعتقد أنها كأي فتاة ، ثم عليك التخلص من هذه العقدة .. لقد كُنتَ طفلاً وقت الحادثة فما الذي يؤكدُ لكَ أنكَ لا تتوهم .. ربيتُكَ منذُ عشرين سنة واعتنيتُ بك ، وعندما اذهب عليك ان تجد من يعتني بِك كأن تتزوج مث.."
قاطعه الآخر ببرود "تعرف رأيي عن الزواج على اي حال .. اعتقد انها فور أن ترى مظهر الجثة اما ان تموت او ان تتخلى عن القضية "
-"كفَّ عن هذا .. بالمناسبة هل حللتَ الشفرة الأخيرة "
رد بابتسامة جانبية " لا ، انها غامضةٌ جداً .. الشيء الوحيد المتأكد منه أنها شخصية اما سياسية او من قوات الأمن .. على الاقل نضمن هذا المجرم بعدم مساسه بالشعب "
ثم استرسل بسخرية "بالإضافة الى انها ستكون فرصة جيدة لاختبار مهارة المحققة العظيمة "
-"شوقا .."
-"همم ؟؟"
-"الا تشعر بالنعاس .. فلتنم افضل لي من ثرثرتك ايها المغفل"
-"وأينَ الخطأ الذي قلته ؟؟"
-"اولاً ان هذا المجرم اللعين يتخذُ ضحاياهُ من جميع بلاد العالم .. بالإضافة الى انهم من الشخصيات السياسية فلا مجال للتغطية على الأمر وتحدث فوضى كبيرة في الشعب ان تم تسريب ولو معلومة صغيرة عن طريق الخطأ
وثانياً ان هذه القضية مستمرة منذ عشرين سنة والى الان .. لم نعرف شيئاً حول القاتل الا معلومات بسيطة يمكن لأي احد من العامة معرفتها ككونه ذكراً .. اتسائلُ عن عمر القاتل !"
"أشكُ بأنه فانٍ" ردَّ بتهكم ليقهقه الطرفُ الآخر بينما ينقر على جبينه
"ليس وكأننا في قصةٍ خيالية يا فتى."
••••••••
"المحققة ڤيرونا" - قالت بينما تمد يدها للسيد ديفد متجاهلة الواقف بجانبه يتقحصها بنظره من رأسها لأخمص قدميها بتهكُّم
"إنه لشرفٌ أن التقي بالمرآة الإيطالية"
أردف الرجل الآخر بينما يصافحها لتقهقه بخفة على اللقب الذي باتت به تشتهر ، حوَّلت نظرها للواقف بجانبه لتقول ببرود
"إن انتهيت من تفحصي فأرجو أن نذهب من هنا"
نظر لها بملل بينما قال وهو يعطيها ظهره ليهم بالمشي "ليسَ وكأنني أهتمُ لكِ ، لكن على أي حال أحتاج لمعرفة من سأعمل معه لفترة غير معلومة"
ردَّت بسخرية بينما تقف إلى جانبه "لا أعتقدُ أنك تستطيع معرفتي من شكلي "
"لا أعتقد أن عليكِ الانزعاج لهذا الحد ، فعلى أيِّ حال لستُ مُعجباً أو مهتماً حتى"
قال بسخرية لينكزه السيد ديفد مشيراً له على عدم التمادي
••••••
"وهنا تقبعُ جميع الملفاتِ المتعلقة بالقضية .. تستطيعين الإطلاعَ عليها " قال وهو ينظر بملل لتأخذ بدورها أحد الملفات ذاتِ الغلاف الأسود أمامها وتبدأ بتفحصها ..
بينما تقرأ فرَّت ضحكةٌ ساخرة من فمها لينظر لها الطرف الآخر بتهكم يحمل في طياته التساؤل عما يحدث لتلكَ الصورة الباردة التي رسمها عنها والتي تتلاشى الآن ~!
"آآآه لا أصدق !! انتم حقاً غير معقولين"
قالت وهي تحاول التقاط انفاسها ليسأل الآخر بتهكم "وما الغير معقولٍ في الموضوع آنسة ڤيرونا ؟"
نظرت لهُ بعد أن أخذت نفساً عميقاً لتقول كلماتْ جعلتهُ يشتمها الآف المرات في نفسه
******************
وهيگ بخلص البارت الأول ..
شو بتتوقعوا تكون نوعية القصة ؟ •
•
إنطباعكوا عن ڤيرونا ؟ •
•
بتتوقعوا يصيرو أعداء / أصدقاء ؟ •
*
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top