الجزء السادس عشر

يجمع اغراضه في حقيبته في عجله متجها الي خارج المشفي ، منذ آخر مره راي فيها جيمين ولم يعد يظهر له ولم يعد يسمع تلك الاصوات التي كانت تراوده ، كل شئ به اختفي وكانه فعلا كان يحلم ، تحسنه جعل الطبيب يظن انه تعافي وسمح له بالعوده للمنزل .

مشتت في حقيقة حياته ولا يعرف اهو فعلا كان يتوهم ام لا ، ماذا لو ظهر مرة اخري ولم يصدقه احد من المؤكد أن يتم إرساله مره اخري الي هنا ، لقد مات جيمين أمام عينيه اذا كيف يظهر له فجاه حتي ولما يعاود الاحساس به بعد مرور سنتان من الحادثه .

يقف معه في نفس الغرفه حيث ينظر للنافذة يراقب الحديقه بالخارج بشرود وذهنه مشغول بكلام الطبيب " حياة البرزخ " ، تلك الكلمه معقدة ولا يفهم معناها ، افعلا من الممكن أن جيمين لم يمت وان تايهونج محق وشكوك الطبيب التي صرح بها لهم فور تعالج تاي بهذه السرعه الخياليه في يوم و ليليه و حذرهم من أنه قد يحصل له شئ أن لم يراقب جيدا .

أحس بيد تضع علي كتفه من الخلف لذا استدار نحوه فوجد ابتسامه هادئه علي وجنتيه

" في ماذا كنت تفكر جونكوكشي ؟ "

تنهد باسما له بلطف ليعود بنظره للنافذة

" اذا لا تريد الكلام ؟ "

كان يقولها بنبرة لعوبة أكثر بينما يبتسم بخبث ، حول الآخر ناظريه إليه بسرعه رافعاً حاجبيه  بإستنكار

" ماذا تقصد ؟ "

" جونكوكشي لا تكذب رأيتك تنظر للهاتف أمس وكنت منهمك في محادثة أحدهم بينما تبتسم ببلاهه مثل العشاق ، أخبرني بصراحه .... من كانت ؟ اهي ايو تلك الفتاه التي لا اطيقها ؟ "

انفرط بقوه ضاحكا حيث ظهرت ابتسامته الأرنبية من استنتاجات صاحبه

" عموما تلك الفتاه جميله كوكي ... اختيار موفق "

" تايهونج اصمت رجاءا انت لا تعرف شئ "

حدق به قليلا بحيره

" لا اعرف ماذا ؟ "

تحولت ملامحه الي الهدوء مع ابتسامه حنونه لطيفه وهو ينظر للارض بملامح حب

" ايو هي صديقه مقربه لي جدا وقفت معي و ساندتني في أوقات صعبه لم اجد فيها أحد يهتم بي "
نظر له بأسف وقد تجعدت ملامحه من حزنه

" اسف كوكي اني لم أكن معك حينها "

احتضنه بلطف بين ذراعيه وهو يمسد علي شعره

" سعيد انك بخير هيونج "

" انا بخير طالما انت بخير جونكوكشي الصغير ... هاي لا تغير الموضوع ... لازالت ايو جميله ايضا "

ضحك بإحراج علي كتفه وقد ضحك تاي هو الآخر بمرح ، قاطعهما صوت طرق الباب تلاه فتحه و دخل هوسوك منه بعجله

" ما كل هذا التأخير ، لدينا مقابلة عمل اليوم ، اسرعوا قليلا "

افلته من عناقه ليمسك حقيبته في عجله

" حسنا انا جاهز "

خرج هوسوك من الغرفه تبعه تاي وكوك متجهين نحو خارج المشفي .

**********************

في الليله السابقه كان نامجون قد اعد لهم مقابلة عمل في شركه معروفه بسيول ، اتجهوا نحوها بالقطار وفور أن وصلوا إلي البوابه عند المدخل كان الجميع يشعر بالحماس و النشاط .

شعر تاي بشئ يغزو قلبه ، هذا المكان حيث يحمل له ذكريات مع صاحبه ، نفسه الذي كانا يتدربان فيه ، نفسه الذي قضي فيه سنوات معه يحلمان ويتعبان ويجتهدان ونفسه الذي خسر صديقه بسببه ، يتذكر آخر ليله له هنا قبل أن تنقلب حياته رأساً على عقب افكار غزت مشاعره وهيمنت عليه لكنه لازال يشعر أنه معه ، في هذا العالم ، يشعر به ويتنفس معه لكنه سيلتزم الصمت الي حين العثور عليه .

كان دائما يتقدمهم نامجون الذي أعد المقابله مع الشركه لذا كان يتولي أمرهم بمسؤولية .

اخذوا أدوارهم وجلسوا في غرفة الانتظار بهم قليلا من التوتر يملأون وقت انتظارهم بحديثهم المرح ، هو كان يجلس بعيدا عنهم في عالمه الخاص لا يريد التكلم مع أحد ، لا احد يعلم منهم أن تاي جاء هنا من قبل مع جيمين ولا احد يعلم أنه كان يتدرب هنا ، هذه المواجهه ستكون صعبه وقد ينجوا هم و يغرق هو .

نودي علي نامجون اولا فدلف للداخل ومعه تشجيعاتهم له وظل هناك فتره طويله حتي نودي علي يونجي وقد استعجبوا كون نامجون لم يخرج من عندهم حتي ليدخل يونجي .

" الذي يدخل يتم إخراجه من باب آخر حتي لا يخبر أحد من المتقدمين عن نوعية الاسئله التي يسألوها "

نبث تاي كلماته بهدوء جعلت الجميع يفهمون الأمر و ترتسم علي ملامحهم الإدراك .

ظلوا أكثر من نصف ساعه ينادي علي أسامي فرد فرد حتي كان آخرهم تايهونج الذي كان يجلس بإعياء ينتظر دوره بضجر و صداع نصفي يطغي عليه ، حتي اخيرا سمع اسمه و دلف حيث ينتظره رجلان يجلسان علي مكتب عريض امامهم كرسي خاص بالملتحق الجديد .

********************

يتصفح الاسامي من أمامه المعروضه علي العمل الجديد بالشركه لم يشد انتباهه أو اهتمامه ايا منهم كلهم متشابهون في فرصة التحاقهم بالعمل حتي وقت ورقة في يده بها ملف لأحد الملتحقين جعلت منه يبحلق بها بصدمه و اندهاش من الاسم الذي أمامه .

*******************

دخل بهدوء وجلس علي الكرسي أمامهم ليرفع رأسه نحوهما و يصدم ممن يجلس أمامه لقد كان مدير مدير أعماله السابق " السيد سوبين " و بجانبه " السيد كيم " ، كانت نظرات حاده متصلة بين الاثنين جعلت تايهونج يرتبك و يبتلع ريقه بصعوبه

تحدث سيد كيم بنبرة جديه

" عرفنا عن نفسك "

" انا ادعى كيم تايهونج ، مواهبي العزف علي البيانو و الغناء "

" طبعا من سجلك يظهر انك كنت متدرب هنا سابق .. لما عدت الي هنا وهل لك تجارب في شركه أخري ؟ "

" جئت الي هنا لأن بي أمل أن انمي مواهبي عندكم ... لا ليس لي تجارب مع شركات أخري "

تنهد سوبين بينما يعقد كفيه ويسند مرفقيه علي المكتب وملامحه التي ارتسمت عليها بعضا من الحقد

" لما تركت الشركه فجأه ؟ "

" في الحقيقه كان هناك ظروف اضطرتني لرفض عرض الانضمام  "

" وهل هذا منطقي ... نتعب عليك في تدريبك ثم تترك كل هذا بسهوله ... اين الثقه في العمل ؟ "

" سيدي ابديت لك عذرا عن سبب رفضي .. لكن اعدك أنها لن تتكرر "

كلامه كان مستفز بالنسبه لتاي فملامحه الخبيثه الشامته التي يخفيها بكلامه الحاد جعلت تاي موشكا علي فقد صوابه خصوصاً العداوة الرهيبه التي يمكنها في صدره تجاه هذا الشخص الذي كان سبباً في رفض جيمين هنا لو كان حي .

تنهد بهدوء وارجع ظهره للخلف

" جئت هنا مع صديقك علي ما اتذكر وقد رفض حينها ... هل هو السبب في رفضك للعمل هنا ؟ "

صمت يحاول استجماع قوته في الرد عليه بهدوء

" صديقي ليس السبب في رفضي ... السبب انكم لا تستطيعون اختيار الفنان الصحيح كما كنت اظن "

تنهد بسخريه من كلامه

" وهل تظن أنك تملك الخبره الكافيه لأختيار الفنان الصحيح !! "

نظر للارض وصمت لبرهه ليقول بوجوم

" لقد جئت اليوم لأقدم نفسي وليس أحد آخر "

نطق بسخريه واضحه

" ولو تم رفض أحد من أصدقائك الآخرين هل ستترك الشركه مرة ثانيه ؟ "

سؤاله جعل فرائصه ترتعض بقوة والدماء التي صعدت في رأسه وهي تغلي بينما يضغط علي أسنانه بقوه حتي كادت تصطك ، منظره جعل الآخر يتلذذ برؤيته هكذا .

رفع رأسه قليلا ليقول بإعياء خافت

" لو كنت أخطأت في حياتي فسيكون عندما قررت العوده الي هنا مرة ثانيه "

وقف بعيدا عن كرسيه و هرول خارج المكتب بغضب ، و سيد كيم منصدم من ردة فعله ومدي تأثير زميله عليه واستفزاز كلماته له ، كان علي وشك طلبه للعوده لولا أن أوقفه الثاني وابتسامة نصر خبيثه تزين وجهه

" اتركه "

" لما فعلت هذا .. ، انا اري أنه موهوب فعلا و خساره أن نضيع أمثاله من يدنا ، الا تتذكر ماذا فعل المدير عندما علم بمغادرته كاد يكسر الشركه فوق رأسنا "

تنهد بعدم مبالاه

" لا يهم .. أمثاله لا يجب أن يتواجدون هنا  "

***************

خرج نحو أصدقاءه وهو في قمة غضبه ولا يريد التحدث مع أحد ، كان سيغادر لولا أن شده جين من معصمه

" ما بك ... ماذا حصل ؟ "

لم يرد عليه بل صمم علي أن يدعه وشأنه وقف أمامه نامجون يمنعه وهو يواجهه بالكلام

" ما بك تايهونج أهدأ ؟ "

صاح بغضب

" دعوني اذهب "

" لن نتركك هذه المره ... قل لنا ماذا حصل ؟ "

توقف في مكانه وهو يتنفس الصعداء

" لن أستطيع أن أظل هنا دقيقه واحده "

نبث يونجي بحيره

" لما هل استفزوك ؟!! "

ضم شفتاه بينما يضغط عليهما وهو يمسح وجهه بنفاد صبر

" أظن اني رفضت "

صاحوا بسرعه بدهشة

" بهذه السرعه !! "

تنهد بضيق ونطق بخفوت

" نعم .. هذا كان من المفترض أن يحصل "

لم يستوعبوا ما قاله لوهله حتي تناهى الي مسامعهم صوت يصيح بإسمه كان السيد كيم

" تايهونج حمدالله انك لم تغادر "

تقدم ناحيته بإبتسامة ودودة بينما كان ينظر إليه الآخر بعدم مبالاه

" بني انا أتأسف لك نيابة عن زميلي و بصفتي أكون قد وافقت علي ترسيمك هنا "

دهش الجميع وزادت فرحتهم من خبر قبوله هنا انا هو فقد ظل صامتاً لم يبدي اي تعابير من الاهتمام لكلامه .

صاح نامجون بسعاده

" مبارك لك تايهونج "

صمته الطويل جعل الجميع يشكون في رده لذا علت ملامحهم الحيره من بروده

" اسف سيدي أنا أرفض "

انصدم الجميع من رده الغير مبرر ، جعل الرجل يكون في دهشه من أمره

" لما تايهونج ما الأمر ؟ "

لم يرد علي جونكوك والقى نظره نظره اخيره عليهم وبعدها رحل تاركهم وراءه في حيرة من أمرهم .
























" يتبع "

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top