الجزء السادس








" يجب أن أعود الي كوريا غدا "

قالها نامجون بينما يسند ظهره علي كرسيه من ورائه وتنهد بقلة حيله ، يجلس أمامه كلا من تاي وجين يرتشفان من كوبهما وهم ينظران إليه بغير تصديق

نبث تاي بحيره

" لما فجأه هكذا ؟ "

أرجع ظهره الي الأمام مره ثانية ليقترب منهما أكثر

" الحقيقه اني اشتريت تذكره ليوم واحد فقط ميزانيتي الماليه لا تسمح لأكثر من هذا كما اني اخيرا التقيت بكم يا اصدقاء "

نظر تاي الي فنجانه بحزن وهو يومئ برأسه بقلة حيله

" انا ايضا يجب أن أعود في اقرب وقت ، عائلتي تحتاجني هناك "

رفع جين حاجبيه بدهشة منهما ليقول بنفاد صبر وملامحه التي كشت من صياحه الحاد

" هاااي يا رفاق هل سنفترق بهذه السرعة ، نحن لازلنا لم نصدق أننا التقينا !!! "

نظر تاي ناحيته مجعد تعابير وجهه بقرف

" ألا زلت تمتلك تلك العادة الوسخه بالصراخ !! "

صمت من الصدمه وهو يفتح عينيه بدهشة ليصيح بصوت أعلي بتذمر وهو يتكلم بسرعه

" ايها الحقير كيف لك أن تقول هذا لواحد اكبر منك بأربع سنوات ، تأدب يا ولد "

زفر بغلب وقلة حيله بينما برطم نامجون بخفوت

" ها قد عدنا "

أبعد تاي رأسه عنه حتي لا يجادله بينما الثاني قوس حاجبيه بإنزعاج وهو يتنفس الصعداء ، عاد نامجون الحديث بهدوء

" يا جماعه يجب أن نهدأ و نجتهد بالبحث عن البقيه ، وانت يا جين كم بقي لك هنا ؟ "

نظر إليه وهو يحاول أن يكتم ضحكته بخبث

" اصلا انا لم أقبل وكنت سأعود الي كوريا ولكن احببت اليابان أكثر "

نظرا إليه بسرعه و عيناهما ينبعث منهما الشرر الاحمر بغضب ، لم يستطع كتم ضحكته الزجاجية لذا ضحك بصوت عالي وهو يضرب الطاولة بقوه وهم ينظران إليه بإنزعاج ، وضع نامجون أنامله علي جبينه وهو يغمض عينيه بتنهد

" لما فعلت هذا بنفسي يا ربي !! "

أنتهي اخيرا من ضحكته ليقول بنفس مقطوع

" أسف لكن حقا الأمر يزعجني الي درجة الضحك "

هدأ تاي عن غضبه منه ليسأله بجديه

" ولما رفضوك مع أن عرضك كان بالمذهل "

نظر فجأه بغرور وثقه وهو يمسح علي كتفيه بحركة ابتذالية

" حسنا لا يهمني ، هم لا يستحقون جمالي وصوتي سأبحث عن من يستحقني "

رفع تاي حاجبيه وهو يرمش بسرعه وعلي وجهه ابتسامه مصطنعه من نفاد صبره ، أخذ نامجون مفاتيحه و هاتفه وهو يقف من علي كرسيه

" حسنا انا اقول انه يكفي لهذا اليوم ، صحيح تاي ؟ "

أومأ له بسرعه وهو يقف من علي مقعده

" اه نعم لدي حياه لأعيشها "

سارا خارج المطعم وسط ضحكات جين الزجاجيه وهو ينادي عليهما لكنهم تجاهلوه ولم يعروه انتباها .

يتجولان بالطرق ليلا في شوارع طوكيو المزدحمة بمثل هذا الوقت بالسنه. الاعلانات الكثيره التي تملأ الشوارع و متاجر الانمي و المانجا المنتشره علي جانبي الطريق ، كان يسيران معا بعد مده طويله من الفراق ولكن دون أن يتحدثوا بشئ فقط يراقبون الطريق من امامهم

" الليله ستكون آخر ليله لي هنا ..
متي ستعود انت ايضا ؟ "

ذم شفتيه وهو يهز أكتافه

" لا أعلم ولكن أظن أنه في اقرب وقت ربما أن وجدت نفسي مستعدا قبل الغد سأسافر معك "

أومأ له بإيجاب وهو يتنهد

" حسنا ... بالنسبه للباقين ... في الواقع لا اعرف كيف اتواصل معهم ، سأحاول البحث عن عنوانهم ولكن قد يكونوا غيروا أماكنهم من زمن "

تنهد تاي بقلة حيله

" دعنا نبحث بجد ولا تقلق سنجدهم "

" صحيح "

عاد لصمتهما مرة ثانيه وتاي واضعا يده في جيوبه

نبث نامجون بهدوء

" تاي "

لم يرد ولكن اشر له بأن يتبع

" منذ أن رأيتك هنا ، أحسست أن هناك شئ تخفيه عيونك ،

حسنا ...

انا فقط لا اضغط عليك لتقول شئ انت لا تريده انا اريد أن اطمأن عليك ، قلبي يخبرني أنه ليس انت ، أقصد يعني أنه ليس تايهونج الذي اعرفه القديم كأن شئ اصابه "

ابتسم ابتسامه جانبيه منكسرة

" وما الذي دفعك لتقول هذا ، اي أنه قد مضي سنوات منذ أن التقينا ، لما لا أكون قد كبرت و بلغت "

" عيناك كلما قابلت عيني انا وجين أشعر أن هناك قصص تريد أن تخبرنا عنها و لكنك تخاف من شئ ، أري جزعك و خوفك في كل مره انظر فيها بعينيك كأنك تغرق في عالمك الخاص لثواني "

توقف تاي عن السير فجاه دون أن يلاحظ نامجون حتي توقف هو الآخر ببعد بضع خطوات خلفه ، كان يقف بهدوء وهو يطأطأ رأسه إلي الأسفل بينما شعره الطويل الاسود يطغى علي عينيه ونصف وجهه ، قوس الآخر حاجبيه من صديقه

" في الحقيقه ..."

زادت حيرته و نبض قلبه من نبرته الهادئه الخافته ، ورائها يقبع الكثير من الآلام والأحزان التي يخفيها صاحبها






































هناك وراء اسوار قلبه ...

بقلعته الرملية .

حيث يختبئ خلف قناعه ..

خائفا من مواجهتها .
















يتبع .






Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top