الجزء الثاني
تسلم كل واحدا فيهم رقمه و دوره وكان جيمين يسبق تاي بكذا دور،
ما ان دقت الساعة الثالثة مساءا حتي بدأ الملتحقون الجدد يصطفون واحدا تلو الآخر في غرفة الانتظار، يراجعون تلك الكلمات الموجوده بالاوراق ومنهم من يمرن صوته قبل الاختبار ومنهم من يتدرب علي الرقصة للمرة الأخيره قبل العرض، الجو العام بالمكان كان متوترا وقد يجلب الصرع لأي شخص في ثواني، يحاولون التمسك ببعضهم البعض، مع بعض من روح التنافس التي خلقت بينهم،
يجلس جيمين بتوتر علي كرسييه يحاول ان يطرد كل التوتر و الخوف الذي يشعر به، كان يشهق ويزفر ببطئ محاولا الحفاظ علي ثباته لم يتبقى له سوي شخص واحد امامه ومن ان ينتهي سيأتي دوره، كانت أنامله ترتعش بقوة ويحرك رجليه بعصبيه حتي لاحظه تاي الجالس بجواره يراجع نوتاته الموسيقيه،
اقترب منه وامسك يده بثقه وهو يهمس له مشجعا
" لا تقلق، ستنجح "
نظر له بتوتر وهو يقول ببعض الحزن
" كنت أتمني لو كان معنا أصدقائنا، أتتذكرهم يا تاي؟ "
أومأ رأسه بقوه بمعنيي الاجاب ليبتسم بأسف
" طبعا اتذكرهم، كوك، جين، هوسوك ، يونجي ونامجون، أتمني لو نلتقيهم من جديد "
" كم اشتاق لهم، اشتقت لكوك الصغير جدا، كم كنت احبه رغم انه كان لا يستلطفني، ياتري كيف يغدو الآن!، اظن انه قد اصبح الآن اقوى وأوسم "
" اشتقت له هو ايضا، لقد حظينا بوقت رائع معا، وتواعدنا علي ان نظل معا ونسعي لتحقيق حلمنا لكن للاسف تفرقنا "
كان ينهي كلامه بنبرة حزينه اكثر منها مؤلمه
" وهل تعتقد أننا سنلتقي مجددا؟ "
أومأ له بإبتسامة ثقه وحماس
" انا واثق من هذا، سنعود ونحقك حلمنا ولن استسلم بالبحث عنهم "
أعلن هذا الواقف عند البوابة بصوته العالي والحاد
" بارك جيمين، التالي "
قطع كلامهما فجأه فقام جيمين مسرعا نحو الباب وتبعه تاي، كان يغلق عينيه يحاول تهدأة نفسه والمحافظه علي ثباته، القي نظرة اخيره علي تاي قبل ان يدخل فكانت ملامحه باعثة الاطمأنان و الراحه، همس له بثقه
" حافظ علي ثباتك، لا تدع شئ يربكك او يشتت ذهنك، ارقص بحب واهزمهم يا بطل "
أومأ له بعد ان طرد كل مخاوفه وفتح الباب ليدخل جيمين بكلتا قوته ووسامته امام لجنة التحكيم وأقفل وراءه.
تخطت الساعه السادسة مساءا بعد ان انتهي كل المتدربين الجدد من الاختبار ولازالوا ينتظرون النتائج علي أحر من الجمر، لم يكنا تاي وجيمين اقل منهما توترا لكنهما قررا ان لا يقلقوا انفسهما اكثر من هذا فقد فعلوا ما عليهم، عرض تاي عليه ان يتعشا سويا في احدي المطاعم علي حسابه ليكون مكافأه لهما علي جهديهما الرائع،
وافق جيمين بسرعه ولكن كان يجب ان يذهب ليشتري بعضا من مستلزمات والدته التي تنتظره في المنزل وتاي كان يجب ان يخلص بعض الاوراق المطلوبه منه، واتفقا علي الالتقاء في حلول السابعه و النصف مساءا.
كان متجها نحو الخارج بعد يوم ثقيل ومتعب ينتظر اللحظه التي يحتضن بها العاب الفيديو و سريره المريح،
اوقفه مدير اعماله عند المخرج ليقول بنبره جاده وآمره
" كيم تايهونج اريدك في مكتبي "
انحني له بطاعه واحترام
" حاضر سيدي "
سار خلفه بتوتر وهو يلعق شفتيه حتي دلف لمكتبه،
جلس وراء المكتب بحزم بينما وقف امامه بإحترام،
عقد يديه وارتسمت ابتسامه سعيده علي وجنتيه
" مبارك لك لقد قبلت واصبحت عضوا جديدا في الفرقة "
انصدم ممما سمعه فلم يصدق أذنيه مما سمعه، وارسمت ملامح السعاده والفرحه علي وجهه، كانت ملامحه مخطلته ومعقده من النشوة و الدهشه،
جاء في رأسه بسرعه علي ان يسأل عن جيمين، لتختفي إبتسامة الحالي امامه ويقول بأسف
" لم يقبل "
اختفت الابتسامه من وجهه بسرعه و امتقع وجهه وجست علي تعابيره الصدمه والاسف والحزن الشديد ،
نبث بإستنكار
" ماذا؟ أهناك شئ "
لم يتحدث بل ظل صامتا متصنما في مكانه من الصدمه
" يمكننا أختيار غيرك ان غيرت رأيك "
أخذ ريقة بصعوبه لينحني بتردد وهو يخفي ارتباكه وحزنه
" شكرا، سأبذل جهدي "
" جيد، اذا اخبره بأن يأتي ليصفي حسابته هنا، حظ موفق "
حرك رأسه بإرتباك وأستاذن بالمغادره،
ما ان ابتعد عن المكتب حتي أختل توازنه ووقع علي الارض من الحزن الذي يشعر به، لا شئ يشغل تفكيره سوى جيمين، كيف سيخبره الآن؟، كيف سيصارحه بالحقيقه التي آلمته هو قبله، فكر مليا في ربما من كان يستحق الفوز هو جيمين وليس هو، هذا اكبر ظلم من الممكن ان يتعرض له شخص في حياته، هذا الملاك لا يستحق هذا العالم القاصي، بكي بقهر علي صديقه، وهو يشعر بالخوف الشديد ان نقل له الخبر، لكن شاء ام أبي سيعرف و سيواجه الحقيقه المره، هو مشتت لا يعرف ماذا يفعل، أيترك الشركه من اجل صديقه اذا ماذا عن حلمه، ماذا عن الايام التي قضاها في الحلم و الجهد، لما هو اناني لهذه الدرجة، أحس بالغضب والضعف علي صديقه،
مشي بقلب مكسور ومتألم لا يعرف الي اين، وجد نفسه في متجر متنقل دخله وطلب عدة زجاجات من السوجو، شرب بكثره من الجعه وطلب المزيد حتي اوشك مالك المتجر علي طرده لأنه سيسبب له مصيبه وقد يموت، انتهي من زجاجته التاسعه وكان علي استعداد لطلب العاشره لولا ان اوقفه صوت رنين هاتفه، نظر بذهن مشوش و رؤيه ضبابيه الي المتصل فوجده جيمين، احس بالغضب يسري في ثناياه بعد ان كان في ذروة سكره رمي الزجات علي الارض بزمجرة لتقع منكسره مصدرة صوت مزعج ورمي الهاتف معها لتقفل الشاشه منكسرة،
جاء مالك المتجر وهو يجز علي اسنانه من الغضب
" ايها الحقير، اقسم انك ستدفع ثمن هذا "
رمي المال علي الطاوله وغادر ببرود دون ان يرد علي هذا الثائر خلفه،
ركب سيارته وهو في كامل سكرة، يحاول ان يري بوضوح بعد ان كان يفقد الوعي لثواني ومن ثم يستيقظ بترنح، اتجه نحو منزله وتوقف امامه وقد لاحظه جيمين من بعيد، اتجه نحوه بسرعة واستقل السياره وهو يسأله بنفاد صبر
" لما تأخرت كل هذا، ولما هاتفك غير متاح؟ "
حاول التظاهر بطبيعيه حتي لا يكشف امامه
" هل انتهيت من التبضع؟ "
نسي الآخر سؤاله ليرجع رأسه الي الوراء بتعب
" نعم، بسرعة قد للمطعم انا اتضور جوعا "
انطلق به وهو يقود نحو وجهتهم، كان ينازع شعورة بالدوران و الغثيان وجيمين يجلس بجواره يتأمل الطريق وهو يقول بتطلع
" لو تعرف كم تعبنا وتمنينا ان نصل لهدفنا، اتمني ان ننجح كلانا، لا اعرف ماذا سأفعل ان فشلت او ان فشلت انت، لا اريد التفكير بشئ محبط كهذا "
كان يسمعه بهدوء دون ان ينبث مما جعل فرائصه تشتعل غضبا، كلامه كأنه يطعن في قلبه، لا يعرف ماذا سيحصل ان عرف صاحبه، مما جعله يزيد سرعة السيارة جعلت الآخر يتأرجح من مكانه.
" تااااي خفض السرعة سنموت "
رد عليه بصياح غاضب
" اصمت "
سكت جيمين عاقدا حاجبيع بإستنكار، قرب انفه من فمه وهو يستنشق بقوه رائحة الهواء من حوله ليقول بتقزز
" لحظه تاي هذه رائحة قوية، هل شربت؟!! "
لم يرد عليه وتابع بالضغط علي المحرك لتزداد السرعه،
صاح جيمين بسرعه وقد شحب وجهه من الخوف
" تاي توقف سنموت "
في الحقيقه تاي لم يدرك ما يقوله جيمين لأنه لم يكن بوعيه، العالم يدور من حوله ورؤيته اصبحت صعبه، حتي صراخ جيمين عليه هو لا يسمعه،
صاح جيمين لينبهه من غفوته من الشاحنه التي سيصطدمون بها،
انتبه تاي الي الطريق من امامه فجأه محاولا الضغط علي الفرامل بسرعه قبل ان يصطدموا بها وتكون نهايتهم، ضغط بقوة عليها فجأة، لتنقلب السياره وتتدحرج عدة مرات وتصطدم أخيرا بالشاحنه متسببه في وقوعها ويفقد كلا منهما وعيه من قوة الارتطام.
فتح عيونه بصعوبه والدم الذي يملأ جبهته ووجهه، كان هناك شئ يمزق بطنه ويخترقها نظر اليه فكانت حديده قد خرقت بطنه من المنتصف تلوى من الالم ولكن تذكر جيمين لينظر اليه فيجده مدرج بالدماء فاقدا الوعي، حاول الصراخ عليه بقوه ليستيقظ، شد انفه رائحة احتراق وصوت يشبه قطرات المياه، كانت الشاحنه التي امامهما يتسلل منها البنزين والذي قد يؤدي الي الانفجار في اي لحظه،
حاول الصراخ و طلب النجده لكن كان طريق خالي من البشر ويمكن السيارات لم تمر بعد به، حاول الصياح عليه لينقذه كآخر مره لكنه لا يجبه، حاول التحرك لكن ذلك القضيب الذي يخترق جسمه،
هطلت دموعه بينما يصيح علي صديقه الذي فارق الحياه، ليقول من تحت انفاسه المنقطعه
" جيمين ارجوك استيقظ، جيمين لا تمت ارجوك، لقد وعدتني انك ستكون معي،
لما لا تستيقظ، لا تفعل هذا بقلبي جيمين،
جيمين "
كانت هذه آخر كلماته علي صديقه بينما يشهق بقوة من تحت دموعه، اغلق عيونه بقلة حيله وهو ينتظر الموت بجانب صاحبة، وسلم روحه للموت ليعانقها.
يتبع.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top