الجزء الثامن عشر

" نقطة التقاء "

.

.

.

.

.
















دلف لداخل الغرفه بحذر بينما يعمق ناظريه بالنائم علي السرير حيث تنسدل منه اسلاك المحاليل و أجهزة التنفس وضغط القلب المعلقه بصدره ، ينبعث صوت الصفير الحاد من جهاز نبض القلب مع إضاءة الغرفه الخافتة ، انتبه إليه فعرفه لينصدم مما يراه و شهق بقوة جاعله جسده يختل توازنه ويقع علي مؤخرته في صدمه ، وضع يده علي فمه يحجم بها صياحه بينما يحدق أكثر بوجهه ليتأكد من أنه فعلا .

نبث بتقطع وسط صوته المرتجف

" جي.. مين "

كان نائما علي سريره فاقدا الوعي ، وقف بإرتباك وهو يقترب منه بحذر أكثر حتي يراه أكثر ، قرص يده ليتاكد منه انه لا يحلم لكن فعلا هو لا يتخيل حتي ، ابتلع ريقه بصعوبه بينما ظهرت عروقه من جبهته و عنقه من كثرة الخوف و الذي يشعر به بينما تنسدل عبارة ساخنه علي وجنتيه

نبث بإحتقان وسط بحته الرجوليه

" انت ... حي فعلا ؟ "

نظر لصدره ليتأكد من تنفسه وجهاز القلب الذي يعمل بالفعل ، وضع يده علي وجهه وكوره بكفه وهو يحدق به بنظرات لهفة واشتياق وعدم تصديق لما يراه

نبث بعدم تصديق

" لا لم اخطئ ... انت جيمين "

بشرته الدافئه التي يلفحها بأنامله البارده ، يتحسسه قلبه ليتأكد من دفئ قلبه هو الآخر ، كأن قلبيهما تلاقان بعد فراق طويل في رحلة بحث طويله امتدت لليالي صعبه و سوداء .

هطلت دموعه بحرقه وسعاده عليه و علي رؤيته مرة أخري

" انت هنا بالفعل !!"

تفرس ملامحه أكثر بسعاده و اشتياق ، سنوات من الألم الذي شعر به وها هو يكافأ برؤيته مرة أخري

نبث بينما يبتسم بنشوة ويبكي فرحا

" لو تعلم كم اشتقت اليك يا توام روحي ....

تمنيت لو اراك مرة اخيره في حياتي .. "

بللت دموعه وجهه بالكامل الذي نفضت عنه حزن متراكم عليه ، امسك بكفه وهو يضغط عليه ينتظره حتي يستيقظ ، متشوقا الي الاحساس به وسماع صوته بينما يدخله في ثناياه و يحتضنه بفارغ الصبر ، اغمض عينيه ممسكا براحة كفه يدعو في سره بان يعود سالماً معافى

نطق بنبرة خافته من النشوه

" تعرف لقد كان حلمي طويل جدا ، جدا لدرجة اني ظننته حقيقياً ، لكن بعد رؤيتك الآن نسيت هذا الحلم الصعب "

اختفت ابتسامته ليعبس وهو يبكي

" لقد كان صعباً بدونك .. "

شهقاته ارتفعت بينما يمسح دموعه من علي وجهه بسرعه

" لكن الآن كل شئ سيعود كما هو .. لقد قابلتهم عندما اختفيت انت ... لو علموا الآن كونك بخير قد يطيرون من الفرحه ... لا تعلم كم كان نامجون بجانبي في هذا الحلم "

" وجونكوك تغير جدا ... جيمين حتي انا لم أعرفه لقد كان متأثراً جدا بغيابك "

تنهد ساخراً من حاله

" يال حماقتي "

" و يونجي جيمين ... هو فعلا يحبك بشده ، لا تعلم كيف كانت حالته بدونك كم بدي محطما و مكتأبا لقد تقطع قلبي عليه لكنه سيكون سعيد الآن .... والباقين أيضا "

أخذ نفس عميق وطويل يتنفس أخيراً براحه بعد كل ما مر به

" وأخيراً سيلم شملنا مرة ثانيه بعد سبع سنوات ...

جيمين ..

دعني احتضنك مرة اخيره قبل أن تختفي .. "

نظر إلي ملامحه فكانت لازالت هادئه ، نظر له بلطف يتأمله بحب .

حتي قاطعه صوت صفير حاد ضوى من الجهاز من خلفه ، تغيرت ملامحه فور أن رأي جهاز نبض القلب من وراءه قد توقف معلنا عن هذا بصوته الحاد ، ارتعشت مفاصله وجحظت عيناه من هول ما يراه ، نظر إليه بسرعه كان يحتضر ونفسه يخرج بصعوبه وروحه تبتعد عن جسده ، صدره لم يعد يهبط او يعلو وضع يده بسرعه يتحسس وريده ليجد ان نبض القلب لا يعمل ، تشنجت اعصاب وجهه فاصبحت تهتز من الخوف الذي يشعر به ، شعر لبرهه ان العالم يدور به ، كل شئ توقف عن الحراك حتي الزمن توقف ، عقله تصلب ولا يعرف ماذا يفعل ، حتي صوته لا يجد له مكانا للخروج ، بيننا تنهمر دموعه بلا وعي منه ولا إدراك يراقب وجهه الخالي من الحياه وهو يموت امامه لأخر مرة

نطق بخفوت من بين انفاسه الساخنه التي تحرق حنجرته

" جي.. مي ..ن "

صاح علي احدهم لينقظه بسرعه

" ليأتي احدكم ايها الاوغاد "

ظل يصيح بقوة وهو في صدمه من امره لعل احد يستجيب له وياتي لإنقاذه قبل فوات الاوان لكن لا احد يسمعه كانه الوحيد بهذا العالم ، لا احد يراه او يسمعه .

امسك وجهه بينما يحركه ليفق

" جيمين ارجوك ليس هذه المره ... نحن لم نتكلم حتي ...
لا تفعل بي هذا للمره الثانيه لا استطيع ان اعيش نفس الكابوس للمرة الثانيه ،

لا اريد حتي ... "

٠ظل يصيح بقوه وهو في حالة انهيار بينما ياخذه في صدره

" انا .. انا لا افهم لما يحصل هذا بي ؟ "

غرس راسه علي كتفه علي السرير بينما يبكي بحرقه ونفسه المقطوع الذي يتكلم من خلاله بصعوبه

" سأموووت من الالم ...... آه يا قلبي

روحي تنزف جيمين .. "

شعر بمفاصله ومشاعره و إحساسه يقل بكل ما حوله حتي شعر بجسده يهوي علي الارض ليرتطم بها بقوه جاعلة من راسه تنزف دماً .





















































يقف والداه بالغرفه بينما تبكي الام في حضن زوجها و تمسح علي وجهها وهي تنتحب علي فراق ولدها ، يقف كلا من الطبيب و الممرضه يفصلون الاجهزه و الاسلاك عن جسده يحركون رؤوسهم بقلة حيله عاجزين عن إنقاذه بعد فوات الاوان ، ليغمضوا أعينهم بأسف مستسلمين لقضاءه .




























" يتبع "

العد التنازلي للنهايه

٣
.
.
.




Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top