الجزء الثالث

يفتح عينيه بفزع بينما عباراته التي كانت تنزل بصمت علي وجنتيه ، يتنفس الصعداء بقوه بينما جسده الذي ملأه العرق كأنه في حرب .

تلك الاحلام التي عاودت الظهور له في الآونة الأخيرة، تسبب له الارق بكثره ، لا يعرف ما سببها فجاه ، مر سنتان لكنه لا يستطيع النسيان ، عقله وقلبه يأبى المسامحه ، لقد فقد الاحساس بكل شئ ، منذ أن رحل فقد الاحساس بالموسيقى و الرقص ، لم يعد له القدره علي التنفس حتى ، يحبس نفسه في غرفته لأيام وقد تصل لشهور ، حالته الباهتة الخافتة ، ملامحه الحزينه علي فقدان تؤام روحه .

ينظر إلي التقويم المعلق بالحائط ، اليوم يوافق الثامن و العشرين في الشهر يليه يوم التاسع و العشرين الذي حوطه بدائره حمراء كبيره ، يذكر أنه وضعها منذ سنوات مضت ، هذا اليوم في الشهر من كل سنة تعقد قبة طوكيو ، تعد من إحدى أكبر المناسبات الموسيقيه في العالم ، وتعد حدث عالمي ضخم ومنارة لكل الراغبين في الشهره وتحقيق حلمهم ، في الماضي كانت من إحدى أحلامه هي المشاركة في فعاليات المهرجان والآن لم يعد له الرغبه بالمحاولة حتى .

رفع الغطاء ليسعل بقوة من الغبار المتراكم عليه ، كان البيانو في حال رثة من القذارة لم يلمس مذ وقت طويل بعد هجران صاحبه فأصبح لا يطيقه ، رغم أنه كان في يوم من الأيام يعني له الكثير ، جلس علي الكرسي ، وحاول جاهدا أن يتذكر ايا من النوتات الموسيقيه ، ذاكرته أصبحت مشوشه وعقله يأبى تذكرها ، حاول استرجاع بعضا منها بقوه ، وحرك أنامله علي المفاتيح عازفا بداية اللحن ، بيحس بالصداع الشديد في عقله و يقفل علي عيونه بقوه من الألم ، لم يعد حتي يسمع ما يعزف ، فور البدأ بالمحاولة يأتيه هذا الصداع الشديد وقلبه ينبض بقوه مثيرا حزنه ، وقف وابتعد عنه وهو يتنهد بعمق وحزن .

وقف امام المرآة محدق بها بتركيز ، رفع يده و رجله يحرك جسده برشاقة ، وقع فجأه علي الأرض مرتطما بها بقوة ، جسده أصبح لا يتحمل الجهد بسبب أنه هزيل و ضعيف ، وقف مرة ثانيه وهو يزفر بقلة حيله وعاود الرقص ليقع مرة ثانيه بقوة .

جهاز تسجيل الاتصالات كان يرسل اشعار مشيرا إلي احدى الاتصالات ، ضغط علي الزر ليجلس مسندا ظهره للحائط وهو يجلس القرفصاء ،

ظهر صوت أمه القلق و الحزين

" تايهونج هل تسمعني ؟ ، ارجو ان تكون بخير ،

قل لي .......

ألم تشتاق لنا ؟ ،

والدك حالته تتدهور يوما بعد يوم يخاف أن يموت قبل أن يراك بني

، تايهونج أرجوك استيقظ من سباتك وفق لنفسك ،

لقد مضى سنتان علي تلك الحادثه وانت لا تزال تذكر

لما تحمل نفسك فوق طاقتها ؟ "

صمتت لتتنهد بقلة حيله نابثه بحزن

" تايهونج أعلم ما تمر به ، أشعر بألمك وأنك لا تستطيع مسامحة نفسك ، أعلم أنه كان اعز أصدقائك ، لكنه القدر ، نحن ليس لدينا يد في الأمر "

توقفت برهه وقد ظهر في نبرتها أنها كانت تبكي بحرقة

" لم أتحمل أن اراك بهذه الحاله لذا أرسلتك لليابان محاولة مني لجعلك تنسى لكن الأمر زاد عن حده وأصبحت أسوأ
وأخاف ..........
أخاف .."

عاودت البكاء بصوت منخفض

" أخاف أن تفعل شئ في نفسك قد يفتر قلبي عليك ،

أرجوك عد في اقرب وقت تايهونج "

اختفى صوتها ليعلن عن انتهاء التسجيل .

انكمش جسده علي نفسه أكثر و ارتجف بقوة محوطا رأسه بكلتا ذراعيه وهو يبكى بقوة ، صوت نفسه و شهقاته كادت تقتله ، لكنه لا يستطيع التوقف ، تأنيب ضميره الذي يذبحه ببطئ وإحساسه بالألم علي فقدانه ، شعوره بالفتور والحزن أصبح أحد عاداته ، لم يسطع مسامحة نفسه ، لقد ذهب شخص كان يمثل له كل شئ بل هو السبب في رحيله ،

قال بصوت مختنق من تحت دموعه الساخنه

" لقد اشتقت اليك جيمين ، لقد تغير العالم من بعدك ، لم يعد للحياه طعم بدونك "























يتبع .







Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top