The end

Start

تلك الأزمة التي مر بها العالم كانت قد تسببت في دمار شنيع

رغم مرور شهور علي التخلص من تلك الكائنات إلا أن مُخلفاتها كانت لا تزال متواجدة

كذلك الدول التي لم تتمكن تلك الكائنات من دخولها كانت تُعاني من ما حدث

العالم أجمع اهتز اقتصاده و جميع الدول التي دخلتها تلك الوحوش لاتزال تحاول العودة كما السابق

تواجد عجز بالأطباء  و تلك كانت مشكلة أخري تواجه العالم فجميع من تحولوا سابقاً يجب أن يخضعوا للعلاج بسبب ما تعرضوا له من آثار جانبيه و منهم من كان يجب أن يخضع للعلاج النفسي

في منزل سيهون الصغير الذي قام بشرائه بعيداً عن مدينة أولسان بل في مكان بعيد عن الجميع بمنطقة هادئه

هو كان يقف بجانب السرير حيث جسد هيبا التي لم تستيقظ بعد فبعد أن تمكن منها المرض و تم صدم جسدها بـ سُمٍ قوي كما الذي كان يجري بدماء بيكهيون، تعرض جسدها لصدمة و ها هي لا تزال في غيبوبة منذ ذاك الوقت

بيكهيون؟

هو كان من المُفترض أن يعتني بها لكنه أوشك ذات مرة علي قتلها و حينها اكتشف سيهون أن بيكهيون  يُعاني من انفصام بالشخصية و شخصيته الأخري كانت أسوأ من بيكهيون المتحول بمراحل

شخصية إجرامية لأقصي حد لذا بيكهيون تم حجزه بمشفي للأمراض العقليه بغرفة خاصه و ها هو منذ شهور طويلة لم يري حبيبته و لم يتواصل مع عائلته بعدما علم أن أمريكا لم تدخلها تلك الكائنات بسبب سرعة اغلاقهم للمطارات لكنه علي الأقل أدرك أنهم بخير

'اي ان' بدايةً كان بحاجة للراحه و التغذية و تشانيول تولي تلك المُهمة خاصة بعدما اختفت تشانسوك دون حديث... هي فقط اختفت من حياة الجميع و لم يكن هناك أحداً علي تواصل معها سوي سوشيل و التي رفضت اخبارهم أي شيئ عن تشانسوك كما طلبت الأخري

تشانيول؟

هو عاني من ضعف بالنظر لذا لم يعد بإمكانه الرؤية دون نظاراته الطبيه، و سيهون رأي أن تلك كانت مُعجزة كونه توقع أن يخسر تشانيول حياته أو يفقد نظره نهائياً علي الأقل

و بعد عودة والديه إلي كوريا هو انتقل ليعيش معهما و افتتح مقهي آخر قريباً من منزل والديه

" هل ستحضر الجلسة غداً؟"

سوشيل سألت سيهون بهدوء حين اقترب ليجلس علي الأريكة مجاوراً لها فهز رأسه يُهمهم بالنفي

البروفيسور، سونغ هو و كذلك جيبوم تم إلقاء القبض علي ثلاثتهم لكن في ظل الأحداث التي يمر بها العالم أجمع و كوريا بصفة خاصه فأمر مُحاكمتهم قد تأجل للعديد من المرات

لكن سيهون لم يكن مُهتماً كثيراً بمعرفة ما سيحل بهم فمهما حدث هم لن يخرجوا من السجن، اما الحُكم سيكون الإعدام أو مؤبد

و بجميع الأحوال خروجهم من السجن لن يكون لصالحهم لأن العالم أجمع ساخط عليهم بسبب ما افتعلوه من فوضي و خسائر

" سأذهب إلي المكتبة، في طريق عودتي سأمر علي تشانيول لإصطحاب 'اي ان'"

وقف من مكانه يهمس بهدوء فهمهمت إليه ليخرج من هناك تحت نظراتها التي تُراقبه

ربما بسبب ما حدث سيهون تخلص من تلعثمه لكن ذراعه اليُسري و التي كانت تُعاني سابقاً من رجفة شديده ها هو الآن فقد القدرة علي تحريكها

ليس تماماً

لكنه بمجرد أن يرفعها ستبدأ بالارتجاف بشدة ثم تقع فهو فقد السيطرة علي أعصاب يده اليُسري لذا سيهون اتخذها حجة ليُغير مجال عمله لأنه في الواقع لم يعد يتحمل ذلك

سيهون لم يعد يرغب بأي شيئ يُثير توتره و يزعجه، هو أراد حياة هادئه لذا رأي أن العمل ببيع و تأجير الكُتب سيكون رائعاً و مُمتعاً بالوقت ذاته و لن يتلف أعصابه كذلك

الجيد بالأمر أنه عاد أوه سيهون السابق، الهادئ و اللطيف، هو بنفسه لا يعرف كيف كان يغضب و كيف كان يتعامل ببرود فهو في كثير من الأحيان يرغب بالصراخ بوجه سوشيل و أحيان أخري يرغب بتجاهلها و التعامل معها ببرود لكن طبيعته تغلب علي تصرفاته

بالنهاية تصرفاتهم جميعاً كانت خارجة عن سيطرتهم و الآن لا يمكن لأي منهم أن يعود كما كان عليه أثناء تحوله

سوشيل تنهدت بضيق لتخطو نحو غُرفة هيبا و سحبت كُرسياً لتجلس بجانبها مُمسكة بيدها ثم قبّلت ظاهرها قبل أن تُلقي بجبينها فوق كفيها اللذان يحتضنان كف هيبا

"اشتقت إليكِ"

تمتمت بخفوت لترفع رأسها تنظر نحو هيبا ثم التفت برأسها حيث تلك الكاميرا المتموضعة فوق الطاولة

" هو أيضاً يفعل"

ابتسمت بخفة مُتذكرة اهتمام بيكهيون بـ هيبا حتي آخر لحظة قبل مُغادرته لتُغلق عينيها بحزن

__________

بملامح هادئة و ابتسامة خفيفة تكاد تُلاحظ سيهون كان يُقلّب بين أوراق ذاك الكتاب المتواجد علي الطاولة أمامه في هدوء تام إلي أن قاطعه شخص احتضنه من الخلف فاتسعت ابتسامته و أغلق الكتاب ليلتفت له

"كنت قادم لأجلك بعد أن أنتهي"

" تشانيول طلب مني أن أُحضر لك هذا"

'اي ان' أشار بسبابته علي الجانب الآخر من الطاولة حيث وضع كوب من القهوة فرفع سيهون حاجبيه بتفاجؤ كونه لم يلحظ وجوده ثم أعاد نظراته نحو الصغير بإبتسامة مُتسعه و بعثر شعره بلطف

" انتظر لنذهب إليه سوياً "

'اي ان' أومأ برأسه و اقترب ليجلس علي المقعد المُقابل لخاصة سيهون بينما يُراقبه و هو يترك مقعده ليضع الكتاب بمكانه ثم عاد إليه ليحمل كوب القهوة و أشار بعينيه للصغير أن يلحق به

أغلقا باب المكتبة سوياً و بخطي صغيرة و متساوية سارا جنباً إلي جنب مُتجهين حيث مقهي تشانيول الذي يقع علي بُعد شارعين من مكتبة سيهون

"هل يُعجبك العمل بالمقهى؟ تركت المكتبة من أجله"

أنهي حديثه بتذمر ليرتشف القليل من الكوب بيده فقهقه 'اي ان' ببلاهة

"من قال أنني أعمل بالمقهى؟"

"فكرت في ذلك و كذبت ما قاله تشانيول عنك"

رمق الصغير بنظرة جانبية خبيثه فابتسم الآخر و أشاح بنظراته بعيداً عن سيهون

" هل هي لطيفه؟ "

تسائل بخفوت و سرعان ما سمع قهقهة خجوله من 'اي ان'

" إنها رقيقة و لطيفه... تُذكرني بك لذا أنا مُعجب بها "

" اوووه، لقد تحمست لرؤيتها "

سيهون قهقه بخفه ليبتسم الآخر بإتساع ثم ركض نحو باب المقهي ليدفعه بيده حين وصلا، و مع صوت الجرس الذي ارتطم بالباب مُعلناً عن وصول شخص ما، رفع تشانيول رأسه نحو الزائرين لتنمو ابتسامة مُتسعة علي شفتيه و أشار لهما بالجلوس حيث إحدي الطاولات الفارغة

" كيف حالك؟ "

تسائل و هو ينضم لهما علي الطاولة بعدما قدم طلب زبون آخر فابتسم سيهون مومئاً برأسه بينما يهمس بخفوت

"بخير"

" تشانيول كان يُريد أن يذهب معك غداً للقاء بيكهيون"

'اي ان' هتف بعدما مرت لحظات صامته علي الجميع، و هو كان بمقدوره ملاحظة توتر تشانيول الذي زاد أكثر حين أفصح الصغير عن ما يُريد

"تعلم... بيكهيون يرفض رؤية أي شخص حتي يتحسن"

سيهون رفع كتفيه نهاية حديثه ليتنهد تشانيول

" لكن... لا بأس... يُمكنني اصطحابك معي فبالنهاية أنت لست هيبا أو سوشيل"

تشانيول ابتسم بخفه ليومئ برأسه ثم التفت حيث الباب حين دخل زبائن آخرين و بعدها هو ذهب ليأخذ طلبهم

" ألن تعود تشانسوك؟ "

'اي ان' سأل بخفوت و هو يُراقب بعينيه ابتسامة تشانيول و هو يتحدث مع الزبائن ثم حرك عينيه نحو سيهون الذي هز رأسه إلي الجانبين بعدم معرفه

" هي لم تتحدث معي، و لن أسأل سوشيل بالطبع"

ختم حديثه بتأكيد لأنه يعرف ما سيقوله الصغير بعد ذلك حين يطلب منه أن يسأل سوشيل

و سيهون لن يفعل ذلك لأنه بقدر الإمكان يحاول عدم التحدث معها فعلاقتهما لاتزال متوترة

هما نوعاً ما ليسا في علاقة و لا يتحدثان كثيراً لأن تشانسوك لم تكن الوحيدة التي اتخذت قراراً بالابتعاد بل سيهون كذلك

فمنذ ما حدث بالمرة الأخيره في الفندق و ذاك الشجار الذي حدث بينهما لم يعد لدي سيهون أي طاقة للتمسك بهذه العلاقه رغم محاولات سوشيل في إصلاح الأمر بينهما

فتح سيهون باب المنزل ليُشير إلي 'اي ان' بالدخول و هو الآخر دخل من بعده مُتجهين حيث الغُرفة التي تمكث بها هيبا

تنهد حين رؤية سوشيل نائمة علي الكُرسي بجانب السرير بينما تتشبث بيد هيبا و رأسها يتكئ علي أعلي ذراعها فاقترب من هيبا ليُقبّل جبينها و ابتعد بعدها يتفحص صحتها بينما 'اي ان' اقترب من سوشيل يمسح علي رأسها بلطف لينتفض جسدها بفزع

"اووه، عُدتما!"

مسحت علي عينيها بنعاس لتتبادل النظرات بين 'اي ان' و سيهون الذي أشاح نظراته بعيداً عنها ليخرج من الغُرفة بهدوء

"ماذا يحدث لكم جميعاً؟"

'اي ان' تمتم بخفوت مُنزعجاً من تجاهل الجميع لبعضهم، يبدو الأمر بالنسبة إليه و كأن تلك الوحوش هي السبب في ارتباطهم سوياً و الآن مع اختفائهم اختفت العلاقة الدافئة التي تجمعهم

ظهيرة اليوم التالي، كان كلاً من سيهون و تشانيول يسيران خلف الطبيب مُتجهين حيث غُرفة بيكهيون الذي التفت برأسه نحو الباب سريعاً حين سمع صوت المُفتاح ليقترب من الباب بخطوات واسعه عندما ظهر سيهون من خلفه بمجرد أن فُتح

"هل هيبا استيقظت؟ هي بخير، أليس كذلك؟"

سأل بلهفة ليبتسم سيهون بخفه في حين توسعت أعين تشانيول قليلاً

"علي الأقل لتُرحب بي"

تشانيول ضرب كتفه بلطف ليُحرك بيكهيون عينيه ينظر إليه بتشوش حتي أصدر 'أوه' خافته حين تعرف علي تشانيول

" أنت وسيم"

بيكهيون همس بهدوء و التفت بعدها نحو سيهون ليُبلل شفتيه بتوتر ينتظر إجابة الآخر

"لم تستيقظ بعد، لكنها بخير... لا تقلق "

ربت علي كتف بيكهيون الذي تنهد بضيق ليُحيط كتفه ثم سار معه حيث السرير و خلفهما تشانيول الذي عقد ذراعيه إلي صدره بينما يلحق بهما حتي جلس ثلاثتهم علي السرير مُتقابلين

" بيكهيون"

سيهون رفع يده يمسح علي وجه الآخر بلطف حين ضم بيكهيون شفتيه بعبوس و عينيه قد ذرفتا الدموع

"أنا السبب... ما كان يجب أن أتهور"

شهق باكياً فهز سيهون رأسه نافياً

"لا تقل هذا... لولا ما فعلته لكنا فقدناها، إنها بخير لكن... هـ هذا طبيعي"

حاول مواساة بيكهيون لكن كلاهما يعرف الحقيقة فبيكهيون بالفعل كان مُخطئاً، لقد تسرع حين قام بـ عض هيبا و رغم أنه كان العلاج لحالتها لكن كان يجب أن تتلقي العلاج بصورة أفضل و أكثر دقة فهي تقريباً كان يفصل بينها و بين الموت ما يُعادل شعره

" حين تستفيق رجاءً أخبرني"

مد يديه يُمسك بيد سيهون اليُمني ليومئ الآخر بإبتسامة

"لكن الطبيب قال أنك تحسنت و بإمكانك الخروج"

"لا"

بيكهيون صاح نافياً يُقاطع حديث تشانيول الذي انتفض بفزع فبلل بيكهيون شفتيه بتوتر

" مازلت أفقد السيطرة علي نفسي أحياناً، و أحيان أخري أنسي جزءاً من يومي"

"لكن..."

تشانيول حاول اقناعه لكن بيكهيون هز رأسه سريعاً بينما يبكي بصمت ليتنهد تشانيول و فضّل أن لا يضغط عليه

بعد دقائق تشانيول كان يسير بجانب سيهون يخرجان من المشفي بهدوء حتي تنهد تشانيول بضيق يتسائل بعدم فهم

" ألم يقل الطبيب أنه بخير؟ لماذا يرفض الخروج؟ "

ضم سيهون شفتيه لبضعة لحظات بينما يرفع رأسه نحو السماء و زفر بعدها قائلاً بهدوء

" بيكهيون لا ينسي شيئاً و لا يتصرف خارج عن إرادته و الطبيب وضع كاميرا لمراقبته كي يتأكد من ذلك و تصرفات بيكهيون لا تختلف أبداً و لا يحدث له شيئ... "

" إذاً ،ما الخطب؟ "

تشانيول توقف ليُمسك بذراع سيهون يوقفه هو الآخر

" بيكهيون هو من يقول ذلك،لا أقصد أنه يكذب لكنه يخشي أن يخرج من هنا و يتسبب بأذية أي شخص خاصة بعدما حاول قتل هيبا سابقاً لذا هو يظن دائماً أنه ليس بخير و يظن أنه ينسي الكثير من أحداث يومه المُتشابهه "

" هذا يعني أنه ليس بخير كما قال الطبيب"

رفع حاجبيه بتفاجؤ فهز سيهون رأسه إلي الجانبين

" هو بخير لكن... يمكنك القول أن علاج بيكهيون النهائي هو استيقاظ هيبا كي تنتهي مخاوفه و يتخلص من أفكاره السلبية "

'أوه' خافته صدرت عن تشانيول ليومئ بتفهم ثم أكملا طريقهما حيث اتجه تشانيول إلي مقهاه بينما سيهون عاد إلي المنزل كي يطمئن علي هيبا

"سيهون"

'اي ان' ركض نحوه يحتضنه حين دخل المنزل فابتسم ليرفع يده اليُمني يُبادله الحضن بينما يتقدم بخطواته نحو الداخل

" ماذا هل اعترفت لحبيبتك؟ تبدو مُتحمساً"

قهقه بخفه نهاية حديثه ليبتعد عنه 'اي ان' بإبتسامة مُتسعه بينما يسحبه من ذراعه و هو يركض حيث غرفة هيبا قائلاً من بين قهقهاته المُتحمسه

" كنت أتحدث معها و تخيل ماذا حدث حينها؟"

سيهون رفع حاجبيه بإبتسامة لحماس الآخر و هز رأسه بعدم معرفه فدفع 'اي ان' الباب و سرعان ما وقفت سوشيل من مكانها و تقدمت نحو سيهون بخطوات واسعه حتي وصلت إليه لتُحيط عنقه بذراعيها مُحتضنة إياه بقوة و هي تبكي بصوت عالٍ لينعقد حاجبيه

" مـ ماذا.. حدث ؟"

همس بتساؤل يتبادل النظرات بين 'اي ان'  و جسد هيبا الساكن بمكانه ليرفع يده بتردد يُربت علي ظهر سوشيل

" هيبا... هيبا لقد فتحت... عينيها"

نطقت سوشيل من بين شهقاتها لتتسع أعين سيهون بصدمة و التفت ينظر إلي 'اي ان' الذي عض علي شفته السُفلي بينما يومئ برأسه بحماس

"التقت عيناي مع خاصتها"

صوت 'اي ان' كان مكتوماً يدل علي مدي حماسه فقهقه سيهون بسعادة و هو يضيق الحصار حول خصر سوشيل دافناً رأسه بعنقها ليصرخ 'اي ان' بصوت مكتوم

"هذا كثير عليّ"

تمتم بخفوت يُراقب كيف يتشبثان ببعضهما مُتناسيان أي خلاف بينهما

لكن ذلك لم يدم طويلاً حين فرق سيهون بين جفونه مستوعباً ما حدث ليدفع سوشيل بخفه فابتعدت عنه ببطئ و يديها لاتزالان تُحيطان بعنقه

تحمحم سيهون بإحراج ليُمسك بإحدي يديها يُبعدها عنه هامساً

" سأفحص هيبا"

همهمت لتبتعد عنه تضم شفتيها بعبوس فتنهد 'اي ان' بإحباط ثم ركض نحو السرير الخاص بـهيبا

" هل تحدثت معك؟"

سأل بإهتمام ليهز 'اي ان' رأسه بالنفي

"لا، لقد نظرت إلي قليلاً فقط ثم نامت مرة أخرى... إنها بخير صحيح؟"

سيهون تنهد ليومئ إليه ثم وقف من مكانه قائلاً بهدوء و عينيه تُراقبان هيبا

" ابقي بجانبها و إذا استيقظت مرة أخرى اتصل بي فوراً"

"هل ستخرج؟ "

" نعم، هناك مجموعة من الكُتب الهامه طلبها مني طالب جامعي و سيأتي اليوم للحصول عليها "

'اي ان' اومأ و اقترب ليجلس علي الكُرسي بجانب هيبا و أمسك بيدها ثم رفع رأسه نحو سيهون بإبتسامة مُتسعه ليضحك الآخر بخفه مُبعثراً شعر الصغير قبل خروجه من الغُرفة

" هلا تحدثنا؟ "

سوشيل استوقفته أمام باب المنزل من الداخل مُمسكة بذراعه فرمق يدها بجانبية لتتركه

" مرت أشهر بالفعل علي ما حدث، ألا يُمكنك مُسامحتي؟"

تنهد ليرفع يده نحو مقبض الباب كي يفتحه فاحتضنته من الخلف لتتكئ برأسها ضد ظهره

"سيهون أنا أحبك... أحبك كثيراً و لا أريد أن تُعاملني بهذه الطريقه"

اختنقت بغصتها لتضم شفتيها بعبوس فتنهد سيهون و ترك مقبض الباب ليُمسك بيديها المُتشابكتان أمام معدته محاولاً فك عُقدتهما لكنها تمسكت به رافضة الإبتعاد

"رجاءً لا تفعل"

همست بضعف ليعض علي شفته السُفلي بينما يرفع رأسه إلي الأعلي حين شعر بحرقة عينيه

" أنا غبيه و أعلم ذلك... أنت أيضاً تُدرك مدي غبائي، تهوري، و تسرعي لكنك أحببتني بالرغم من ذلك و أنت علي معرفة مُسبقه بشخصيتي السيئة هذه فلماذا الآن ترفض التحدث معي؟... لم جعلتني أقع بحبك و تركتني هكذا أتعذب ببرودك نحوي"

"آسف لذلك"

همس بخفوت فابتلعت ريقها بصعوبة حين شعرت به يفك عقدة يديها ببعض العنف حتي نجح بذلك ليُكمل ببرود

" لكنني قررت تقدير نفسي فلست مُضطر إلي تعذيب نفسي من أجلك أو تحمل غبائك، تهورك و حتي تسرعك... لم تعد لدي أي طاقة لتحمل هذه العلاقة "

فتح الباب و خرج بعدها تاركاً إياها مُتجمدة بمكانها ترمق الأرض بأعين مُتسعة قليلاً و لا يتحرك منها سوي تلك الدموع التي تنزلق علي وجنتيها الواحدة تلو الأخري

____________

" حركي الطاولة يميناً "

هيون بين أشار بإهمال علي الطاولة المتواجدة بمنتصف غرفة المعيشه فرمقته تشانسوك بغيظ بينما تجر الطاولة حيث يُريد

"لا، إنها غير مُريحة هكذا... أعيديها حيث كانت"

تركت الطاولة لترتطم بالأرض بقوة فانتفض هيون بين بفزع لكنه سرعان ما تحمحم و هو يعتدل بجلسته

"أنا لست خادمتك أيها الوغد"

"بلي ستكونين كذلك كلما فكرتي فقط في التدخين"

رفع حاجبيه بحده بينما يضغط علي أسنانه بحنق نهاية حديثه فرمشت بضعة مرات ببراءة مُصطنعه تحاول جعله يلين فهي منذ ساعات تغير ديكور المنزل و تُعيده كما كان و هذا لأن لحظها السيئ هيون بين نسي هاتفه و اضطر للعودة إلي المنزل بعدما كان قد خرج من أجل العمل

و حينها شم رائحة السجائر التي تتسرب من غُرفتها

"توقفي عن تعذيب نفسك و اذهبي إليه"

مسد جبينه بإنزعاج و هو يقترب منها حتي وقف خلفها فتركت ما بيدها لتلتفت إليه بعبوس

"لقد وعدته بالفعل أنني سأبتعد عنه"

" أهااا تبتعدين عنه و عن صديقتك المُقربه التي لا تمتلكين غيرها فقط من أجله بل و عدتي للتدخين رغم تحذيرات الأطباء لكِ، ترغبين بترك دولتك الأم و تذهبين إلي مكان غريب حيث لا تمتلكين أي معارف هناك و لا حتي لغة تساعدك للتواصل لكن هذا فقط من أجله... هل فكرتي حتي في ردة فعل هيبا حين تُدرك أنكِ ترغبين في الإبتعاد عنها من أجله؟ صدقيني كرهها له سيتضاعف و قد تقتله بسببك "

أنهي حديثه بصراخ لتضم شفتيها بعبوس ثم أخفضت رأسها بحزن حين تركها و اتجه حيث غرفته ليصفع الباب بقوة

" لقد تعرضت للرفض كثيراً و لا يُمكنني التحمل أكثر "

تمتمت بصوتٍ مُختنق و استدارت كي تذهب إلي غُرفتها لكن رأسها ارتد إلي الخلف حين ارتطم بصدر هيون بين

رفعت رأسها ببطئ حتي استقرت نظراتها علي حاجبيه المعقودين

" أريد قهوة"

"سأحضّرها من أجلك"

همست بخفوت لتخطو نحو المطبخ فأمسك بيدها يُعيدها إلي مكانها و تحمحم قائلاً

" لنخرج قليلاً"

"هل هذا موعد؟"

سألته بغباء لينقر رأسها بسبابته عدة مرات

" لن أرتبط أبداً بحمقاء مثلك حتي و إن كنتِ الأخيرة في هذا العالم"

"  لماذا لم يقتلك الزومبي "

هسهست بحنق لتدفع كتفه بقوة و هي تسير نحو غُرفتها لتبديل ثيابها و بعد دقائق كان كلاهما بسيارة هيون بين الذي يُغني بإستمتاع بينما هي تُغلق أذنيها بسبابتيها مُكشرة الملامح بسبب بشاعة صوته

" توقف يا رجل سأفقد سمعي "

صرخت و هي تضرب كتفه فأمال نحوها برأسه يُغني بصوت أعلي لتضحك بصخب و هي تحاول دفعه بعيداً عنها

"هيون بين أنت مُزعج"

تحدثت من بين ضحكاتها حتي رفعت رأسها تري الطريق لتعقد حاجبيها

"مهلاً... إلي أين سنذهب؟لم خرجت من المدينه؟ "

"اووه... صديق لي أخبرني عن مقهي رائع لذا أفكر بتجربته"

ابتسم بتوتر لترمقه بشك لكنها سرعان ما رفعت كتفيها بعدم اهتمام و عقدت ذراعيها إلي صدرها تنظر إلي الطريق لتُغلق عينيها بإبتسامة مُتسعه حين عاد هيون بين للغناء مرة أخرى

"ها هو "

صفق بحماس و هو يتوقف بالسيارة جانباً لتفتح تشانسوك عينيها تنظر حيث ذاك المقهي و بخفة ابتسمت حين تذكرت مظهر الباريستا خاصتها و هو يصنع القهوة لتتنهد بإرتجاف

"تفضلي آنستي"

هيون بين فتح باب السيارة لأجلها و انحني و كأنها أميرة ما فضحكت هي

"أقنعني أنك لا تتغزل بي و أن هذا ليس موعداً"

"لا أُحب المُدخنين"

أجابها يرفع حاجبيه بسخرية لتقلب عينيها كونه لم يتخطي الأمر بعد

"حسناً، لقد اقتنعت"

زمت شفتيها بعبوس ليقترب كلاهما من الباب فدفعه هيون بين و انحني مرة أخرى فضحكت بصخب

"هيون بين توقف عن هـ... "

تجمدت مكانها لتتلاشي ابتسامتها تدريجياً حين رأته يقف أمام الزبائن بإبتسامته التي اعتاد علي تبادلها مع الجميع

و حين أعطي لذاك الزبون طلبه هو رفع رأسه بإبتسامة مُتسعه نحو الباب يري من يقف هناك ليبتلع ريقه بصعوبة و تلك الابتسامة اختفت تدريجياً

كلاهما تبادل نظرات امتزجت بها مشاعر الصدمه مع الاشتياق حتي نسيا مكان تواجدهما

لا هو يسمع تلك الفتاة التي توقفت أمامه، و لا تشانسوك تري غيره بالمكان حتي استفاق من شروده بها هامساً بعدم تصديق

"تشانسوك"

جفلت بفزع حين رأت حركة شفتيه تنطق بإسمها لتلتفت نحو هيون بين ترمقه بتأنيب ثم أعادت نظراتها نحو تشانيول الذي تحرك من خلف طاولته و هو يخلع مئزره فتحركت بقدمها إلي الخلف خطوة و استدارت سريعاً لتركض مُبتعدة عن المكان فألقي تشانيول مئزره بإهمال و خرج هو الآخر راكضاً يبحث عنها لكنها كانت قد اختفت بالفعل

توقف يلتقط أنفاسه بصعوبة و هو يسحب شعره إلي الخلف بينما يتلفت حوله باحثاً عنها لكنها كانت قد اختبأت بداخل أحد المباني المجاورة لمقهى تشانيول كي لا يراها

عاد خطواته إلي المقهي خائباً و سحب المئزر يرتديه فتنهد هيون بين بضيق و هو يراه بتلك الحالة

لوهلة هو فكر بالتحرك نحو تشانيول و إخباره بمكان تشانسوك و التي تمكث معه بنفس المنزل لكنه تراجع عن تلك الفكرة خشية أن تتركه تشانسوك و حينها لن يتمكن أحد من الوصول إليها و ربما قد تؤذي نفسها لذا هو خرج من المقهي ليصعد إلي سيارته و ابتعد عن المقهي قليلاً ثم رفع هاتفه ليتصل بها لكن تشانسوك أغلقت بوجهه و أغلقت هاتفها ليزفر بضيق

" هل أخطأت؟"

تمتم بإنزعاج ليتنهد بعدها ثم قاد عائداً إلي المنزل و بكل فترة سيتصل بها لعلها تُجيبه لكن تشانسوك كانت... ربما غاضبه.. حزينه.. أو فقط تُعاني بسبب قلبها الذي تضغط عليه بقوة الآن بينما تجلس أرضاً محاولة جمع شتاتها

مجهودها طوال تلك الأشهر أضاعه لقاء لا يُحتسب و الذي قد دام للحظات فقط

هي حتي لم تسأل عن عنوان منزل هيبا الجديد فقط كي لا تضعف و تذهب إلي هناك فتقابله صدفه

تشانسوك حاولت بقدر الإمكان الإبتعاد عنه دون رجعه كي لا تضعف أمامه و بعد أن توقعت أنها لربما تخطته و لو قليلاً إلا أنها اكتشفت أنها اشتاقت إليه أكثر و للتو أدركت مدي ضعفها أمامه

هيون بين انتفض من مكانه بقلق حين فتحت باب المنزل تجر خطواتها إلي الداخل بصعوبة

"آسف... أنا حقاً آسف لم أتوقع أن..."

توقف عن الحديث حين ارتمت بحضنه و شهقت باكية فتنهد ليُحيطها بذراعيه

"ظننت أنكما بحاجة للحديث"

"قلبي يؤلمني... يا إلهي لقد اشتقت إليه كثيراً"

انتحبت باكية و هي تتشبث بثيابه بقوة ليُهمهم بينما يمسح علي شعرها من الخلف بلطف

" و هو أيضاً... أنت لم تري حالته بعد مُغادرتك، لقد بدي مُشتتاً و ضائعاً"

____________

"هل واثق أنها كانت هي؟... أعني لماذا ستهرب منك إذا كانت هي من أتت إليك بنفسها؟!"

والدة تشانيول تسائلت بهدوء و هي تُمسد شعر تشانيول الذي يستقر رأسه فوق فخذيها فتنهد هو

" لا أعلم... لكنني واثق أنها كانت هي، لقد رأيتها حقاً و لم أكن أتخيل"

" دعنا ننظر إلي الجانب الإيجابي في الأمر "

فتح عينيه لينظر إلي والدته التي أمالت لتُقبّل جبينه فهمس بإستغراب

"و الذي يكون؟"

"أنها لازالت في كوريا و أيضاً قريبة منك"

ابتسم بخفه ليُهمهم موافقاً إياها

مر أربعة أيام أخري و حين كان سيهون يقف بجانب هيبا يتفحص صحتها هو رأي يدها تمتد نحوه ليعقد حاجبيه ثم حرك عينيه نحوها إلي أن التقت عينيه مع خاصتها

" هيبا"

همس بإبتسامة و اقترب ليجلس علي السرير بجانبها و هو يُمسك بيدها فابتسمت  بخفه و عادت تُغلق عينيها مرة أخرى

"لا، لا تنامي رجاءً"

صاح بذعر و ترك يدها ليرفع كفه نحو وجنتها يُربت عليها بلطف كي تستفيق هيبا فعادت تفتح عينيها مرة أخرى

" ابقي مُستيقظه هممم؟"

نبس بقهقهة سعيده فهزت رأسها تومئ بضعف ثم حركت عينيها في الأرجاء تستكشف هذه الغُرفة التي بدت غير مألوفة بالنسبة إليها لتهمس بخفوت

"أين نحن؟"

"هذا منزلي الجديد... لقد انتقلنا إلي هنا منذ أشهر"

أجابها بينما يبعث برسالة إلي سوشيل خشية من أن يترك هيبا فتعود للنوم مجدداً

" كل شيئ انتهي... وجدنا العلاج و الجميع عاد إلي طبيعته، كذلك 'اي ان' بسبب حادث غير مقصود تخلص من مرضه و أصبح بخير "

همهمت بإبتسامة خفيفه لتسحب نفساً عميقاً ثم زفرته حين اقتحمت سوشيل الغرفة مع 'اي ان' فركض كلاهما نحوها سريعاً لتحتضن سوشيل وجنتيها

"صغيرتي"

شهقت باكية فضحكت هيبا بضعف و أغلقت عينيها حين شعرت بجبين سوشيل يستقر فوق خاصتها

" اشتقت إليكِ، أنا حقاً اشتقت إليكِ"

قبلت جبين هيبا و ابتعدت عنها قليلاً بينما تتفحصها بعينيها بلهفة فهزت هيبا رأسها و هي تُحرك عينيها حيث 'اي ان'

" مرحباً بعودتك "

هتف بحماس ليُقبّل وجنتها فقهقهت هيبا بخفه

" تشانسوك؟"

تسائلت و هي تُحرك عينيها في الأرجاء باحثة عنها لتعقد حاجبيها

" أين بيكهيون؟"

تبادلت النظرات بينهم بإستغراب حين استشعرت وجود خطب ما لتُمسك يد سوشيل بقلق

"لم يُصيبهما مكروهاً، أليس كذلك؟ "

" لا، لا.. الأمر فقط.."

ابتلعت سوشيل ريقها بتوتر حين لم تجد ما تقوله فابتسم سيهون و هو يميل نحو هيبا ليمسح علي شعرها بلطف قائلاً بهدوء

" تشانسوك تعيش بمكان آخر لكنها ستأتي لرؤيتك بالتأكيد"

تنهدت براحه لتومئ إليه برأسها

" أيضاً عائلة بيكهيون بخير فتلك الكائنات لم تصل إليهم"

"هل بيكهيون عاد.. إليهم؟"

سألته بتردد ترسم ابتسامة مُصطنعه علي شفتيها فهز سيهون رأسه بالنفي

"بيكهيون رفض تركك و ظل مُلتصقاً بكِ "

ابتسمت بخجل لترفع حاجبيها تنتظر أن يُكمل

" هو فقط..."

بلل شفتيه ليخفض رأسه حيث كفه اليُسري التي تستقر بداخل جيبه فسحبها ببطئ يُخرجها من هناك و مدها نحو هيبا لتعود عقدة حاجبيها مرة أخرى حين لاحظت ارتجاف يده الشديد و الغير طبيعي حتي استقرت فوق كفها فأعادت عينيها نحو خاصته

"لم نعد إلي طبيعتنا تماماً فكل منا فقد شيئ ما كما ترين..."

"بيكهيون و.. تشانيول ماذا حدث لهما؟"

سألته بقلق و هي تحاول أن تعتدل بجلستها لكن قواها خارت لتقع بمكانها مرة أخرى فجسدها لازال ضعيفاً نوعاً ما

"تشانيول قد ضعف نظره كثيراً،أما بيكهيون فهو... أعني هو كان يُعاني من الانفصام لكن صدقيني هو أصبح بخير الآن"

أنهي حديثه بنبرة مُندفعة حين لاحظ انكماش ملامحها بقلق فعبست هيبا

"أين هو؟"

"إنه بالمشفى... دعينا نطمئن عليكِ أولاً و بعدها سأخبرك بكل شيء كما أنه سجل فيديو من أجلك كي ترينه "

سوشيل همست و هي تُمسد كف هيبا فأومأت الأخري بتردد

________

هيون بين كان يقف بجوار باب المنزل عاقداً ذراعيه إلي صدره بإبتسامة مُتسعه بينما يُراقب حماس تشانسوك التي ترتدي حذائها علي عجل

"هل هذا الحماس من أجل هيبا أم تشانيول؟ "

سألها بنبرة مستفزة فرمقته بحده

"لا تمزح معي فأنا لم أنسي بعد ما فعلته"

قلب عينيه بملل و فك عقدة ذراعيه ليسبقها إلي الأسفل حيث سيارته و هي الأخري لحقت به لتصعد إلي جانبه

"صديقتك استيقظت البارحة و لم تجدك بجانبها لذا رجاءً لا تنسي إخبارها أن هذا حدث لأنك قررتي الإبتعاد عنها من أجل..."

لم يُكمل حديثه بسبب التفاتها بحدة نحوه ليبتسم ببراءة

"لم أصبحت مزعجاً بالفترة الأخيرة؟"

رفع كتفيه كإجابة ليُدير السيارة مُتجهاً حيث العنوان الذي أرسلته سوشيل إلي تشانسوك و بعد ساعة و نصف من القيادة توقف أمام المبني الذي تقع به شقة سيهون لتنزل تشانسوك من السيارة بحماس لكنها عادت أدراجها إليه ليخفض زجاج النافذة قليلاً و أمال نحوها حين أشارت له

" أنهي عملك و عد سريعاً لإصطحابي"

"لست سائقك الخاص"

أغلق زجاج النافذة و قاد السيارة مُتجهاً إلي عمله فرفعت تشانسوك طرف شفتيها بإنزعاج قبل أن تهز رأسها ثم اتجهت إلي الأعلي

هي لم تستغرق وقتاً في إيجاد باب شقة سيهون حيث كان 'اي ان' يقف بالخارج ينتظرها بحماس حتي ظهرت أمامه ليركض نحوها مُحتضناً إياها

" اشتقت إليك "

قهقهت تهمس و هي تحيطه بذراعيها فغمغم بكلمات غير مفهومه و هو يدفن رأسه بعنقها

"تشانسوك"

سيهون نبس بهدوء و هو يفتح باب المنزل علي وسعه فرفعت تشانسوك رأسها نحوه و ابتعد عنها 'اي ان' لتبتسم بخفه

"كيف حالك؟"

"بخير،تفضلي"

أفسح لها الطريق كي تدخل ففعلت، و حيث أشار لها هي تقدمت ليفتح الباب من أجلها فظهرت لها هيبا التي تجلس علي السرير تنظر نحو الأرض بشرود و أعين لامعه

هيبا لم تلحظ دخول أي منهم إلي الغُرفة فعقلها كان شارداً بكلمات بيكهيون الأخيرة التي سمعتها منه قبل أن تفقد وعيها بذلك اليوم

فكرة أن البروفيسور، الشخص الذي أحبته و وثقت به تسبب لها بالأذي و أوشك علي قتلها تجعل من قلبها ينقبض بألم مع كل نفس تسحبه

أعين هيبا تحركت حين اقتحم جسد ما المساحة التي تشرد بها لترفع عينيها تدريجياً حتي استقرت نظراتها علي تشانسوك فعبست و رفعت يديها نحوها تُطالبها بعناق و الأخري رحبت بذلك سريعاً لتميل نحوها مُحتضنة إياها بقوة

و كانت تلك حجة هيبا للبكاء دون ذكر سبب بكائها

جميعهم التفوا حول سريرها و جلسوا يتبادلوا أطراف الحديث لكنها لم تكن تسمع شيئاً

لازال هناك شخصاً مفقوداً و حقيقة أنها لن تراه لعدة أيام أخري تُفقدها حواسها و شعورها بما حولها

"تشانيول بالأسفل"

تلاشت ابتسامة تشانسوك و أصابتها الحازوقة حين سمعت ما تفوه به سيهون ليضحك الآخرين عليها ثم وقفت سوشيل لتسحبها خلفها نحو غُرفة أخري

"أعرف أنكِ لا تُريدين رؤيته"

تشانسوك ابتسمت لها لتُربت سوشيل علي كتفها ثم خرجت لتُغلق الباب و اتجهت إلي غرفة هيبا

" لم تدخلتي؟ تعرفين أن تشانيول كان ينتظر اليوم الذي سيلتقيها به بفارغ الصبر"

سيهون هسهس بإنزعاج و هو يميل نحو سوشيل كي لا يسمعه البقية فابتسمت سوشيل لتلتفت إليه برأسها هامسه

" في جميع الأحوال تشانسوك كانت ستهرب منه لذا تدخلت أنا كي أترك أثرها"

بعدم فهم سيهون رفع حاجبيه فرفعت سوشيل سبابتها تُشير إلي كُرسي تشانسوك ثم هاتفها المتواجد فوق الطاولة ليضحك سيهون بعدم تصديق فمتي كانت سوشيل تُفكر هكذا؟!

"مرحباً"

تشانيول هتف بإبتسامة حين دخوله ليظهر من خلفه 'اي ان' و الذي كان يتقدم سوشيل بخطوة لأنه أخبر تشانيول مباشرةً عن تواجد تشانسوك

"مرحباً"

أجابوه بإبتسامة مُتسعه فضحك بخفه و اقترب ليجلس علي الكُرسي المجاور للسرير حيث كانت تشانسوك تجلس سابقاً

فرقع أصابعه أمام هيبا الشاردة لتنتفض ثم رفعت عينيها نحوه و ابتسمت حين رؤيته

" أقلقتي الجميع"

بعثر شعرها مُغيظاً إياها فبرزت شفتها السُفلي بعبوس

" ألا يجب أن تقول شيئاً أفضل؟"

"اشتقت إلي صوتك المُزعج"

أمال نحوها يرمش ببراءة فقلبت عينيها تهمس

"أنت المُزعج"

ضحك بصخب و مع صوت ضحكته انتفضت تشانسوك بالغرفة المجاورة تشعر بقلبها يتراقص بمكانه بحماس لتزفر بإرتجاف و رفعت يدها تُمسد يسار صدرها بخشونة لعل قلبها يهدأ

" أمي أرادت المجيئ معي لكن كما تعلم هي لا يُمكنها ترك والدي وحده"

سيهون همهم بتفهم ليُشير بعينيه نحو هاتف تشانسوك فالتفت تشانيول برأسه ينظر حيث أشار سيهون ليبتسم بخفه ثم أغلق عينيه و فتحهما كإجابة بأنه يعرف

انتفضت تشانسوك حين سمعت صوت رنين هاتفها الذي يصدر من الغُرفة الأخري لتضرب جبينها حين تذكرت أنها تركته هناك ثم ألصقت أذنها بالباب كي تسمع ما يحدث بالخارج حتي فُتح الباب لتتراجع إلي الخلف

"لقد غادر"

سوشيل أخبرتها بذلك لتعود كلاهما إلي غرفة هيبا فسحبت تشانسوك هاتفها تنظر إلي المُكالمات لتري مكالمة من هيون بين و رسالة

" اووه، يجب أن أُغادر"

رفعت حاجبيها بتفاجؤ حين قرأت رسالة هيون بين التي يُخبرها بها أنه سيصل بأي لحظه ثم اقتربت من هيبا لتُقبّل جبينها قائلة

"سوف أعود لرؤيتك مجدداً"

"ألا يُمكنك البقاء معنا؟"

هيبا أمسكت بيدها سريعاً قبل أن تبتعد فربتت تشانسوك علي يدها بإبتسامة

" لا يُمكنني... لكن صدقيني سأعود لاحقاً"

همهمت هيبا بعبوس لتُغادر تشانسوك و استقلت المصعد كي تنزل

توقفت أمام المبني من الخارج تتلفت يميناً و يساراً بحثاً عن سيارة هيون بين حتي شعرت بشخص يقف بجانبها لترفع رأسها نحوه

حين رأته عينيها اتسعتا و فقدت توازنها حتي أوشكت علي الوقوع لكنها سرعان ما استعادت توازنها و أشاحت بوجهها بعيداً عنه

"ألن تهربي ؟"

سألها بهدوء فابتلعت ريقها و حركت قدميها بنية الهروب لكنه أمسك بيدها سريعاً و جعلها تلتفت إليه

" لقد قُلتي بأنكِ ستختفين من حياتي حين أُحقق أمنياتك"

"لم أقصد الظهور أمامك، صدقني لن أُزعجك"

اندفعت بحديثها لترفع عينيها نحوه فرأته يبتسم بخفه

" لاتزال لديكِ أُمنية عالقه لذا لا يُمكنك الإختفاء هكذا"

بعدم فهم رفعت تشانسوك حاجبيها ليميل برأسه نحوها فتراجعت بوجهها قليلاً حين شعرت بأنفاسه تضربه بلطف

" تعالي إلي مقهاي غداً في الثامنة مساءً "

استدار كي يُغادر فضمت قبضتيها و أغلقت عينيها بقوة ثم صاحت باندفاع

" لن آتي "

توقف مكانه لبضعة لحظات و ابتسم بخفه ثم التفت إليها

"تشانسوك"

ضمت شفتيها حين نادي بإسمها بصوتٍ عالٍ لترفع حاجبيها بهمهمة مُتسائلة عندما طال صمته

" سوف أنتظرك "

ابتسامته اتسعت أكثر ليضع يديه بجيوب بنطاله ثم غادر بهدوء فضمت تشانسوك شفتيها بصراخ مكتوم حتي أفزعها صوت تصفير إعجاب من خلفها فانتفضت بفزع و التفتت إليه لتري هيون بين يستند علي سيارته بينما يضم ذراعيه إلي صدره

" لا تتحدث"

قاطعته بصراخ قبل أن يسخر منها فضحك بصخب و اقترب يفتح الباب من أجلها ليُغادر كلاهما و بإنزعاج هي أغلقت أذنيها حين بدأ هيون بين بالغناء بصوتٍ عالٍ

هيون بين تركها تدخل غرفتها بأعين حالمه، هو يمكنه رؤية الفراشات تحيط بها و القلوب تتطاير من عينيها لذا ظن أن كل شيئ سيكون بخير

لكن هذا كان قبل مساء اليوم التالي حيث كان يسحب جسد تشانسوك المُتشبثة بالباب بقوة رافضة الخروج

"تشانسوك، سيرانا الجيران و سيسيئوا الظن بنا"

"قُل هذا لنفسك و اتركني"

صرخت به و هي تحاول دفع جسدها نحو الباب أكثر فزفر هيون بين بتعب ليتركها و تخصر ليُمسد جبينه بإنزعاج

"أووه بارك تشانيول؟ كيف وصلت إلي هنا؟"

هتف بتفاجؤ لتتسع أعين تشانسوك و تركت الباب سريعاً و هي تستدير حيث ينظر هيون بين لكن ما قابلها كان الفراغ

" أيها الـ..."

رفعت يدها محاولة ضربه فسحب باب المنزل يُغلقه سريعاً و رفعها من خصرها يجرها نحو المصعد كي لا تهرب منه مرة أخرى تحت محاولاتها العنيفة في التحرر منه

"لن أذهب إلي أي مكان"

باب السيارة الذي أغلقه لتوه هي عادت لتفتحه مرة أخرى فوقف أمامه يمنعها من ذلك

" تشانسوك لا تكوني طفوليه، توقفي عن ذلك"

"أنت لا تفهم شيئاً لذا دعني وشأني"

صاحت به بعبوس ليفتح باب السيارة و حين أوشكت علي الخروج هو دفعها لتلتصق بالكرسي و سحب حزام الأمان يضعه لها ثم أغلق الباب و ركض سريعاً إلي الجانب الآخر كي يصعد بجانبها

"ما أفهمه هو أنكِ تقتلين نفسك و أنتِ بعيدة عنه "

"لم تتحدث و كأنه سيعرض عليّ الزواج لنعيش ما تبقي من عمرنا سوياً؟ هو فقط يريد تحقيق أمنية أخيرة لي قبل أن يختفي من حياتي و صدقني أنا لن أتحمل ذلك"

"هنيئاً لكِ تشانسوك، لقد تأكدت للتو أنكِ حمقاء بالفعل"

هتف بحماس مزيف ليلتفت بعدها ينظر إلي الطريق أمامه بينما يقود بهدوء و الأخري كانت تهز قدميها بتوتر فهي غير مستعدة لرؤية تشانيول لأنها لو فعلت فلن تتمكن من الإبتعاد عنه مجدداً

توقفت السيارة أمام المقهي لتسحب تشانسوك نفساً عميقاً ثم زفرته فسحب هيون بين يدها يمسح عليها بلطف قائلاً

"دعيني أخبرك بأمر ما تشانسوك"

رفعت حاجبيها تحثه علي الحديث بينما تُهمهم بتوتر فابتسم يُكمل

"لو أنه يرغب بإختفائك فلن يهتم بإيجادك أو بتحقيق أمنيتك الأخيره"

ترك يدها و دفعها بخفة نحو الباب يحثها علي النزول لتبتلع ريقها بصعوبة ثم نزلت من السيارة التي سرعان ما ابتعدت عن المكان لتنظر تشانسوك في أثرها بتوتر ثم أعادت نظراتها نحو باب المقهي

"لا بأس تشانسوك، أنتِ قوية "

هزت رأسها تستجمع شجاعتها لتضع يدها علي الباب تدفعه فدق الجرس مُعلناً عن وصولها و معه رفع تشانيول رأسه نحوها ليبتسم بخفه فسقطت جميع دفاعاتها لتتأكد مرة أخرى أنها ضعيفة أمامه

"قُلتِ أنكِ لن تأتي"

نبس بهدوء و هو يقترب منها فحركت عينيها بالأرجاء بتوتر مُجيبة إياه

" قُلت أنك ستنتظرني لذا.."

رفعت كتفيها بنهاية حديثها ليميل برأسه نحوها و هو يحيط خصرها بذراعيه يضع لها مئزراً إضافي فحركت عينيها نحوه لتلتقي مع خاصته

"منذ افتتحت المقهي و أنا أضعه هنا منتظراً عودتك حتي فقدت الأمل بأن تظهري مرة أخرى"

رمشت عدة مرات تستوعب كلماته ثم أشاحت بنظراتها بعيداً عنه ليضحك بخفه

"ألا يوجد زبائن؟"

"محجوز بالكامل لأجلك"

زفرت بإرتجاف لتتسع ابتسامته و هو يُشابك أناملها بخاصته بينما يجرها خلفه حيث طاولة صنع القهوة

كلاهما كان هادئاً، هو يُعانقها من الخلف مُمسكاً بيديها يصنع كوبين من القهوة تحت نظراتها الشاردة بيديها المُختفيتين أسفل خاصتيه

" أين اختفيتي فجأة؟ "

جفلت حين شعرت بأنفاسه ترتطم بأذنها و ذقنه قد حط فوق كتفها فابتسم بخفه حين شعر بيديها ترتجفان بين يديه

" منزلي... أعني هو كان مُدمر لكنني لم أمتلك مكاناً آخر للذهاب إليه و حينها التقيت هيون بين الذي كان يبحث عني و ساعدني.."

توقفت عن حديثها المتوتر حين وضع كوبي القهوة جانباً و أمسك بخصرها يجعلها تلتفت إليه فحركت عينيها بالأرجاء بتوتر تُكمل

"سـ ساعدني.. و.. اا هو جعلني.. أعني بحثنا عن شقة صغيره نسكن بها سوياً "

" تعيشين معه؟ "

همس بتساؤل و هو يميل نحوها جاعلاً من جانب أنفه يُلامس خاصتها فأغلقت عينيها بقوة تتكئ علي الطاولة خلفها بكفيها

"نعم... لكـ ـن... هـذا مؤقت.. حتي تستفيق هيبا و بعدها كنت سأسافر إلي الخارج كما أخبرتك... "

حرك أنفه بلطف فوق وجنتها قبل أن يبتعد قليلاً ففتحت عينيها ببطئ لتُقابلها ابتسامته

"تُفكرين كثيراً"

نقر أنفها بسبابته بينما يُقهقه بخفه ثم أحاط خصرها بذراعيه ليسحبها نحوه فرفعت كفيها تستند بهما علي صدره بتلقائية

" حسناً يُمكننا أن.. نتوقف عند هذا القدر، أنا لا..."

أمال يُقبّل شفتيها بسطحية و ابتعد قليلاً لتتسع عينيها فنمت ابتسامة جانبية علي جانب ثُغره حين رأي تراقص مُقلتيها بتوتر

حرك كفه من جانب خصرها إلي طول ذراعها حتي وصل إلي عُنقها يُعانقه بينما ابهامه ارتفعت نحو فكها يمسح عليه بلطف ليرفع عينيه نحو خاصتها ثم أخفضها حيث شفتيها ليُغلق عينيه مُقترباً منها يمحو المسافة بين شفتيهما

أناملها انكمشت حول قميصه من جانب صدره حين شعرت بتحرك شفتيه ضد خاصتها ليميل برأسه إلي الجانب الآخر مُتعمقاً بقُبلته بينما كفه التي تُحيط خصرها جذبتها نحوه أكثر و ابتسامته أثناء القُبلة جعلت من أطياف وردية تظهر علي وجنتيها

"القهوة ستبرد"

دفعته من صدره تتحدث من بين أنفاسها لينظر إلي كوبي القهوة ثم أعاد نظراته إليها ليومئ بإبتسامة ثم اقترب ليحمل كوبي القهوة و سبقها نحو إحدي الطاولات القريبة من الزجاج المُطل علي الشارع

جلسا مُتقابلين يرتشفان القهوة بهدوء

عينيها تُراقبان الطريق بتوتر و خجل بينما عينيه تُراقبانها بإبتسامة خفيفه

وضع الكوب أمامه بعدما شرب منه قليلاً ثم أمال برأسه

" حين كنا بالفندق..."

بدأ حديثه بهدوء فحركت رأسها نحوه بينما ترفع حاجبيها بخفه تتسائل عن ما يرغب بقوله

"ربما كانت المرة الأخيرة التي تحدثنا فيها بصورة طبيعيه قبل أن تبدأي بتجاهلي"

سحب الكوب نحو شفتيه يرتشف منه مرة أخرى و من ثم أعاده إلي مكانه تحت نظرات تشانسوك

" أخبرتك حينها أنني لازلت أحب داك يونغ لكنك قاطعتني.."

"و مازلت سأفعل، رجاءً توقف و صدقني سوف... "

" أنا كنت ولازلت أحبها لأنها لطالما كانت بجانبي، لم تفعل شيئاً سيئاً لي و ليس لأنها ماتت فهذا يعني أن مشاعري نحوها قد ماتت أيضاً"

قاطعها فعضت علي شفتها السُفلي بعبوس لتخفض رأسها حين شعرت بحرقة عينيها ليتنهد تشانيول

" أردت حينها إخبارك أنني أحبكِ لكنك رفضتي الإنصات إِليّ "

عقدت حاجبيها لترفع رأسها ببطئ حتي تلاقت نظراتهما لتتمرد دمعة و تساقطت علي وجنتها

" أُحبكِ تشانسوك "

كرر اعترافه بوضوح لتمسح علي وجهها بعشوائية حين وجدت أن دموعها لا تتوقف فترك مقعده و استدار حول الطاولة حتي توقف بجانبها لينحني يجلس بجانبها و أمسك بيديها يجعلها تلتفت إليه

" لدي أمنية، هل يُمكنك تحقيقها لي أم أنتِ فقط من لديها الحق في التمني؟ "

شهقت باكية لتضم شفتيها بعبوس بينما تُهمهم منتظرة أمنيته فضحك بخفه ليرفع كفيها نحو شفتيه يُقبلهما بعمق ثم تنهد

"لكن عذراً آنستي فهذه الأمنية حين الإفصاح عنها يُمنع رفضها، و حين تحقيقها فلن تكوني قادرة علي الهروب مني "

بعدم فهم رفعت حاجبيها ليستقيم بجذعه مُحتضناً وجنتيها ليُكمل

"لأنه لا يجب أن تهربي و تتركي زوجك وحيداً"

مد يده بجيب بنطاله يُخرج خاتماً بسيط التفاصيل و وضعه ببنصرها لترمق الخاتم بعبوس ثم انزلقت عن الكرسي تدفعه إلي الخلف لتجلس أمام تشانيول علي رُكبتيها و حين حاولت الحديث هي فشلت بذلك و انفجرت باكية ليضحك بصخب ثم ضمها إلي صدره

" هل هذا يعني موافقة؟ "

أومأت سريعاً و صوت بكائها يعلو أكثر فمسح علي شعرها من الخلف

" أحياناً قد تجديني أبكي شوقاً لداك يونغ بسبب ذكري مرت علي عقلي فجأة لذا لا تلوميني حينها"

"سوف أشعر بالغيرة و ربما أصرخ بوجهك و أبدأ بالبكاء دون مبررات فلا تلومني حينها "

أجابته بصوت مختنق و هي تبتعد عنه فاحتضن وجنتيها ليمسح دموعها بإبهاميه

" عيناي تؤلمني من العدسات لذا لا يُمكنني ارتدائها و لا يُمكنني الرؤية بدون نظاراتي، لن يُزعجك هذا؟"

"لقد أحببتها "

همست بعبوس و هي تُشير بسبابتها نحو نظارته التي يرتديها ليضم شفتيه بإبتسامة

" حين تجديني أصبحت عجوزاً بجانبك لن تتركيني"

"إنها فقط عشر سنوات أي اننا مُتقاربين لماذا تتعامل و كأن الفارق أربعون عام"

عقدت حاجبيها بإنزعاج ليرفع حاجبيه فتنهدت هي

" لو أعرف كيف أتركك هل كنت سأبقي أحبك كالحمقاء بعد كل هذا الكم من الرفض الذي تلقيته منك؟! "

رفعت طرف شفتها بإنزعاج فعض علي شفته السُفلي بإبتسامة مُتسعة

" تشانسوك "

همهمت بإنزعاج مُصطنع لكن تبخر ذلك سريعاً يحل محله ابتسامة خجوله حين همس بخفوت

"اشتقت إليكِ كثيراً "

___________

بعد مرور شهر تقريباً

صوت ضحكات صاخبه كان يملأ مقهي تشانيول و طاولة واحده كانت السبب في تلك الضجة التي تجذب انتباه جميع المتواجدين

"كيف لي أن أعرف بأنها كانت حامل؟ كما أنها لم تبدو كبيرة بالعمر"

تذمر 'اي ان' و الذي اكتشف أن الفتاة التي تُعجبه هي في الواقع سيدة تكبره بالكثير من الأعوام لكن ملامحها الصغيرة كما جسدها لم يُساعدانه في معرفة ذلك

" لا بأس، أنت لا تزال صغيراً و ستجد الشخص المناسب بالوقت الُمناسب "

نبس تشانيول بإبتسامة و هو يضع قطع الكعك أمامهم ثم أكواب القهوة التي حضرها ليميل نحو تشانسوك مُقبّلاً وجنتها لتبتسم بإتساع

" و هل تظنني أحمق للوقوع بالحب مجدداً؟"

تشانيول رفع حاجبيه بتحدي لينظر نحو هيبا الشاردة بالفراغ ثم حرك عينيه عليهم الواحد تلو الآخر حيث سوشيل التي تجلس مجاورة إلي هيبا يُقابلهما 'اي ان' و بجانبه تشانسوك

" ماذا عن لونا؟"

تشانيول سأل مُغيظاً إياه فاتسعت أعين 'اي ان' لترفع سوشيل حاجبيها بفضول

"من هي لونا؟"

"انها الفتاة الغامضة التي تقف علي الجانب الآخر من الطريق"

تشانيول أشار بعينيه نحو زجاج المقهي لينظر الجميع هناك و بالفعل رأوا شخصاً يقف هناك واضعاً يديه بجيوب بنطاله الجلدي الأسود و الذي يعلوه سترة سوداء جلدية كذلك ذات قلنصوة كبيره تغطي وجه ذاك الشخص

" هذا يبدو مخيفاً"

تشانسوك احتضنت جسدها بخوف مصطنع فضحك تشانيول و هو يمسح علي شعرها بلطف ثم حرك عينيه نحو 'اي ان' الذي أخفي وجهه بين كفيه بخجل

" 'اي ان' كان يتردد علي المقهي لرؤية تلك المرأة التي أعجبته بينما لونا و التي تكون صديقة 'اي ان' بالدراسه كانت تتردد علي المقهي لرؤيته و لكن بعض المتنمرين من مدرستهم أتوا إلي هنا و افتعلوا مشهداً محاولين احراجها مع 'اي ان ' و هم من كشفوا أمرها، لكن خمنوا ماذا حدث؟ "

" أريد أن أختفي "

انتحب 'اي ان' و هو يختبئ أسفل الطاولة بخجل ليضحك تشانيول بصخب تحت نظرات الآخرين الفضولية

" قام بمشهد بطولي و انتصر علي الأشرار عن طريق تقبيل البطلة "

" أووووه "

أصوات مُعجبة صدرت من سوشيل و تشانسوك فقهقهت هيبا بخفه حتي لاحظت هدوء تشانسوك المفاجئ لتنظر إليها ثم رفعت عينيها نحو تشانيول فالتفتت هي و سوشيل نحو الباب حيث كان ينظر الآخران

وقفت من مكانها ببطئ حين رأت بيكهيون يقف أمام الباب يُحرك عينيه في الأرجاء إلي أن وقعت عينيه عليها

"آسف"

همس بعبوس ليقترب منها بخطوات سريعه فدفعت كُرسيها هي الأخري لتركض نحوه حتي ألقت بجسدها بين ذراعيه ليرتد جسده إلي الخلف قليلاً و هو يُحيط خصرها بذراعيه

"أنا حقاً حقاً آسف"

غمغم ببكاء ليدفن رأسه بعنقها و هي فقط اكتفت بالبكاء بينما تتشبث بعنقه

'اي ان' خرج من أسفل الطاولة ليري ماذا يحدث حتي رأي بيكهيون ليركض نحوه سريعاً فابتعدت هيبا عن بيكهيون حين شعرت بوقوف 'اي ان' بجانبها ليحتضن بيكهيون

" دعونا نعود إلي المنزل كي يرتاح بيكهيون"

سيهون نبس بهدوء ليومئوا إليه جميعاً و غادروا تاركين تشانيول بالمقهي يستكمل عمله و تشانسوك التي انضمت إليه كي تُساعده

بغرفة المعيشة جلسوا جميعاً ينظرون نحو بيكهيون حيث يجلس علي الأريكة مُحتضناً جسد هيبا التي تستقر برأسها فوق صدره مُتشبثة بخصره بقوة و لكثرة بكائها هي وقعت نائمة بحضنه

" منذ أن أفاقت من غيبوبتها لم تنام براحة هكذا"

سوشيل همست بإبتسامة فحرك بيكهيون عينيه ينظر إلي هيبا ثم ابتسم بخفة ليُقبّل جبينها

" خذها إلي الغُرفة بيكهيون"

سيهون أشار إليه نحو غرفة هيبا فأومأ بيكهيون ليضع يداً أسفل فخذيها و الأخري أحاط بها خصرها ثم اتجه بها نحو الغُرفة و أغلق الباب خلفه بعدما وضعها علي السرير ليتمدد بجانبها ساحباً جسدها نحوه كي يُحيطها بذراعيه

"بيكهيون"

همست بنعاس لترفع يدها تضرب علي صدره تتأكد من وجوده فهمهم إليها

" لم أري الفيديو الذي سجلته إليّ"

"لماذا؟"

رفع حاجبيه بتفاجؤ ليخفض عينيه حيث رأسها الذي يستقر علي صدره فتنهدت هي لترفع رأسها كي تنظر إليه

"لقد حذفته لأنني كنت غاضبة منك"

"غاضبة؟ "

أومأت بأعين ناعسة ليهز رأسه بتساؤل فارتفعت بجسدها قليلاً ثم دفنت رأسها بعنقه

" قُلت سابقاً أنك لن تكتفي بمجرد فيديو لي لكنك تركتني و سجلت فيديو لي مُعتقداً أن هذا سيكفيني"

"لم أقصد ذلك"

همس بأسف ليُغلق عينيه بتعب كما فعلت هي الأخري ليغرقا بالنوم

_____________

"تشانسوك ستتزوج تشانيول، بيكهيون و هيبا سيتزوجان أيضاً بلا شك"

'اي ان' ادّعي أنه يُحادث نفسه بينما ينظر إلي أنامله ليعبس بعدها

" أوووه ألن يبقي سوي العجائز؟ "

رمقه سيهون بنظرة جانبيه ليُعيد عينيه إلي هاتفه مُتجاهلاً ما يقوله الصغير بينما سوشيل أشارت بعينيها نحو 'اي ان' كي يُكمل فقهقه الصغير بصوت مكتوم

" هل تظنين أن سيهون لم يتزوج بكِ لأنكِ كنتِ متزوجة من شخص آخر؟ أعني ربما بعد التفكير هو قرر أنه يستحق امرأة أفضل"

'اي ان' كان يتحدث بجدية مبالغة و سوشيل تفاجئت مما قال لكنها سرعان ما استوعبت ما يفعله الصغير حين ترك سيهون الهاتف و التفت إليه و هو يعقد حاجبيه

" أنت تُفكر بصوتٍ عالٍ "

" أوووه أعتذر "

عض علي لسانه بأسف مُصطنع ليقلب سيهون عينيه و عاد يفتح هاتفه مرة أخرى

"و هذا ليس السبب، هي تعرف أن غبائها و عدم ثقتها بي هما السبب"

أكمل بهدوء ليتبادل 'اي ان' النظرات مع سوشيل قبل أن يترك غرفة المعيشه مُتجهاً إلي غرفته كي يُفسح لهما المجال للحديث

" ماذا لو حاولت التخلص من غبائي؟"

سألته لتترك مقعدها و اقتربت لتجلس علي طرف أريكته المُنفرده فرفع عينيه نحوها ثم أعادها نحو هاتفه بإبتسامة ساخرة

"تحاولين؟"

"الغباء ليس شيئاً نتخلص منه بسهولة لذا اخشي أن أخبرك أنني سأتخلص منه فيصدر عني موقف غبي يخيب أملك بي لذا أنا أخبرك بذلك... أنني سأحاول"

تنهد و تجاهلها فضغطت علي الزر الجانبي لهاتفه كي تُغلق الشاشة ليرفع عينيه نحوها يتأفف بإنزعاج مُصطنع يُخفي خلفه اضطراب قلبه

" هيبا أفاقت و لم يعد هناك خطر لذا يُمكننا الزواج، أليس كذلك؟ "

اختنق بلعابه ليسعل بقوة حين تفوهت بتلك الكلمات فعقدت حاجبيها بقلق و هي تمسح علي ظهره

"أنت بخير؟"

"لا.. نعم.. مهلاً ماذا قُلتي للتو؟"

"أنت بخير؟"

سألته بإستغراب ليهز رأسه بالنفي

"ماذا سبقها؟ "

قهقهت بخفه و رفعت كفها تُمرره علي وجنته بلطف هامسه

"هل تقبل الزواج بي؟"

"لا"

ابتسم بإستفزاز و ترك الأريكة ليسير نحو غُرفته بإبتسامة تكاد تظهر بينما هي ظلت بمكانها تنظر حيث كان يجلس

"أنت تمزح صحيح؟"

حركت رأسها نحوه مُتسائلة فهز رأسه بالنفي و هو يدخل غرفته ليغلق الباب خلفه دون إلقاء نظرة نحوها

_____________

تحركت هيبا بمكانها بغير راحة لتمد يدها نحو بيكهيون تحتضنه لكن ما قابلها كان الفراغ فانتفضت بفزع تبحث عنه حولها فلم تجده لذا هي ركضت إلي الخارج تبحث عنه بخوف حتي رأته يضحك مع تشانيول الذي يجلس مُجاوراً له

"بيكهيون"

اقتربت منه بخطوات سريعه فترك تشانيول جانبه واقترب ليجلس بجانب تشانسوك فجلست هيبا بجانب بيكهيون مُحتضنة خصره

"ظننته حُلماً"

أمال نحوها يُداعب أنفها بخاصته بإبتسامة فانكمشت بين أحضانه بخجل لتتحمحم سوشيل مقاطعة لحظتهم اللطيفه و بجانبها وقف 'اي ان' الذي يضرب الكوب الزجاجي بالملعقة مُصدراً صوتاً مُزعجاً يجذب انتباه الجميع

"لدي إعلان هام"

قالت بصوتٍ عالٍ و وقفت من مكانها لينظر إليها الجميع بإستغراب

"أنا و سيهون سنتزوج"

الجميع تبادل نظرات مُتفاجئة ثم بدأوا بتهنئتهم بسعادة ليقف سيهون من مكانه يصرخ بهم لكي يهدأوا

"من سيتزوج؟"

أمال برأسه بعدم فهم يُصدر قهقهة مصدومة فأشارت عليه ثم علي نفسها ببراءة

"سوشيل، أنتِ تتمادين"

مسد جبينه بتوتر فضمت شفتيها بعبوس لتقترب منه حتي وقفت أمامه ثم انحنت لتجلس علي رُكبة واحده و هي ترفع نحوه علبة تحتوي علي خاتمين فرفعت هيبا حاجبيها بتفاجؤ و ابتعدت عن حضن بيكهيون و هي تنظر إلي ما تفعله سوشيل

" سوف أبذل قصاري جهدي لأكون زوجة صالحة لا تتسبب لك بالأذي أو التعاسة، سوف أحاول التخلص من عصبيتي و غضبي السريع و لن أشك بك مجدداً مهما حدث"

أشاح بوجهه بعيداً عنها لتهتز شفتيها تُنذران بالبُكاء

"سوف أمنحك الحب الذي تستحقه و... لا أعرف ماذا أقول أكثر؟"

أخفضت رأسها و شهقت باكية ليُحرك سيهون عينيه يرمقها بنظرة حزينه لكنه أبعد عينيه عنها سريعاً يرفض الضعف أمام دموعها

" يُمكنك فقط قول أنكِ تُحبينني"

قهقهت هيبا بخفوت حين انحني سيهون إلي مستوي سوشيل ليُمسك بكتفيها يجعلها تقف أمامه

فهذا هو أوه سيهون الذي تعرفه هي، دموع سوشيل تكون نقطة ضعفه و لن يصمد أمامها طويلاً

"لا مزيد من الشك"

"حسناً، لكن لا أعدك فيما يتعلق بالغباء "

أجابته ممازحة ليضحك و احتضن وجنتيها كي يمسح دموعها

"لنتزوج اليوم"

صاح بحماس ليضحكوا بصخب بينما سوشيل ضربت صدره بخجل فقهقه هو الآخر قبل أن يحتضنها

" لنتزوج بنهاية الأسبوع"

سوشيل همست بصوتٍ مسموع ليبتعد عنها قليلاً بينما يتذكر ما هو اليوم ثم أومأ موافقاً

"لكن الزفاف..."

هيبا حاولت الرفض لكن سيهون هز رأسه سريعاً ينفي ذلك

"لا نحتاج إليه، أكثر ما نحتاجه هو أن نكون بجانب بعضنا و سيكون أفضل لو أسرعنا قبل أن ينشب شجار آخر بيننا فسوشيل مغناطيس للمشاكل"

" حسناً لقد فهم الجميع كم أنا شخص سيئ لذا توقف عن التحدث عني هكذا "

هسهست بحنق فابتسم و رفع كتفيه بلا مُبالاة ليحتضن بيكهيون خصر هيبا و اتكأ بذقنه علي كتفها هامساً بخفوت

" لنذهب إلي أمريكا بعد زفافهما "

أمالت برأسها قليلاً كي تراه فاتسعت ابتسامته

" لتتعرفي علي والداي أولاً و بعدها سنتزوج نحن أيضاً "

همهمت موافقة ليُقبّل وجنتها ثم ابتعد ليركض نحو الغُرفة و عاد بعدها يقول بمرح بينما يرفع سندريلا في الهواء أمامهم

"دعونا نوثّق هذه اللحظة "

The End

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top