9
Start
"تم إصدار قراراً رسمياً بإغلاق المدينة، لن يُسمح بخروج أو دخول أي شخص كما أن الشرطة سوف تمر من الساعة الرابعة و حتي السادسة مساءً يومياً للتأكد من إغلاق المطاعم، المقاهي، المحلات و كذلك عدم وجود أي شخص بالشارع "
جيبوم تحدث بإختصار عن آخر القرارات التي تم الإتفاق عليها صباح اليوم فـ قهقت سوشيل بإستهزاء و عادت بظهرها إلي الخلف تستند به ضد مسند الكرسي
" لو أنهم فعلوا ذلك منذ البداية لإنتهي الأمر مُبكراً و لم نكن لنخسر هذا العدد من السكان "
سيهون رمقها بطرف عينيه ثم أعاد نظره إلي الأوراق بين يديه يقرأها بصمت ليشير جيبوم إلى الأوراق
"و هذا قرار رسمي آخر بتصنيف الأطباء و الباحثين حسب خبراتهم فـ هناك جزء سوف يستكمل بقية الأبحاث القائمة الآن بينما البقية سوف يتولون أمر قضية تلك الكائنات و بالطبع أنت و سوشيل علي رأس قائمة الأسماء المسئولة عن هذه القضية"
سيهون عقد حاجبيه و رفع عينيه سريعاً نحو جيبوم بعدما أدار الورقه أمام أعين الآخر... الورقة كانت تحمل اسمين فقط
" لا يوجد سـ سواي أنا... و سوشيل بـ بهذه القائـ قائمه "
" تماماً "
جيبوم طرقع بأصابعه و إبتسم بإتساع ليكمل
" سوف تستمر الأبحاث الخاصة بك أنت و سوشيل مع توفير إحتياجاتكما و كذلك المختبر سوف يصبح خاصاً بكما فقط إلي حين الإنتهاء من هذه القضية و البروفيسور جونغ هون سيكون المسئول عنكما و كذلك الموافقه الرسميه علي إستخدام أي دواء سوف تكون صادرة من البروفيسور و هو من سيتحمل مسئولية أي مشكلة تقع، و البروفيسور هو من اقترح أن يتحمل المسئولية "
انتفضت سوشيل بجلستها و التفتت تتبادل النظرات مع سيهون بعدم تصديق و كلاهما التفت بعدها إلي جيبوم لتتسع إبتسامته البلهاء
" لا أصدق أن البروفيسور وافق "
سوشيل همست بصدمه ليرفع جيبوم كتفيه مُتحدثاً ببساطه
" الأمر أصبح جدياً الآن و أعتقد أن البروفيسور هو كذلك يسعي لإيجاد زوجته أو إنقاذها كما بقية الأهالي"
سيهون نظر نحوه بشرود يُفكر بالخطوة القادمه ثم وقف من مكانه يخلع معطفه و أخرج الآخر الخاص بالعمل بينما يتحدث بهدوء
"إذا إنـ نتهيت يمكنك الـ المغادره"
المعني زفر بضيق ثم وقف يُغلق أزرار بذلته
" لقد انتهيت بالفعل... لكن كما قلت، لا يجب أن تتهوروا بالحديث مع أي شخص لأن حالة الذعر التي انتشرت بأركان أولسان قد أفقدت الجميع عقولهم و إذا فكروا للحظة أنكما تتخليان عنهم لن يترددوا بقتلكما "
تنهد بصوت عالٍ و إبتسم مُقترباً من سوشيل الشارده فأسرع سيهون يقف بالفراغ بينهما يمنع عنه لمس الأخري
" أصبحت واضحاً جيبوم "
هسهس بحده و إبتسامة مُصطنعه ظهرت علي جانبي شفتيه ليبتسم الآخر رافعاً أحد حاجبيه
" و أنت أصبحت أكثر وضوحاً لذا إحذر "
ربت علي كتفه و إلتفت كي يُغادر ليعقد سيهون حاجبيه بينما يُراقب ظهر الآخر و هو يبتعد عنهما حتي خرج من المكتب
" إلي أين؟ "
عُقدة حاجبيه ضاقت حين رأي سوشيل تجر خطواتها نحو الخارج هي الأخري فتوقفت يدها عن فتح الباب مُمسكة المقبض بقوة بعدما سمعت صوته
" لا يمكنني ترك هيبا وحدها أكثر من ذلك"
" هيا بنا"
عاد يخلع معطفه الأبيض و هو يسحب المعطف الذي خلعه لتوه فـ راقبته بعدم تصديق
"سيهون هل المختبر منزل والديك تتركه وقتما تشاء و تعود إليه حين تشاء ؟"
يديه توقفتا عن الحركه حينما كان يضع المعطف الأبيض بمكانه و كذلك عينيه شردتا بالفراغ عندما صرخت عليه بتلك الكلمات
" ماذا، هل ستلتصق بي بكل مكان تاركاً العمل؟... أليس الأمر واضحاً أنني أحاول تجنبك؟ "
" أخفضي صوتك و توقفي عن التفوه بالترهات "
ببرود نبس و أغلق باب الخزانة بقوة بعدما وضع أغراضه بها لتقلب عينيها شاخرة بسخريه
"دعني أقولها لك بوضوح ... منذ الآن فصاعداً ما يجمعنا لن يكون سوي هذه القضية و بحدود أيضاً، رغم أنني أشك في كونها سوف تُحل لكن لا بأس دعني أحاول... لا تعد معي إلي المنزل بعد الآن و عد إلي منزلك... اترك بيني و بينك مسافة طويلة سواء كان في المسافة بين جسدينا أو بالحديث... و أخيراً توقف عن التصرف مع جيبوم بهذه الطريقة الهمجيه "
" طريقة همجيه؟! "
ضيق عينيه و أمال برأسه مُتمتماً مع نفسه بتساؤل ثم إلتفت إليها و قهقه بخفه
" طريقة همجيه؟!... لماذا؟ هل لأنني أوضح له أن يتوقف عن التقرب منكِ... هو يتمادي سواء بتصرفاته، كلماته أو حتي نظراته و أنا لن... "
" هذا شئ خاص بي أنا لذا توقف عن إقحام نفسك بحياتي و بما يخصني "
ببداية صراخها عليه هو اقترب منها بخطوت سريعه و سحب ذراعها بقوة حتي أصبحت مقابلة له ليهسهس بحده
"ماذا؟ هل أصبحتِ فجأة تكرهين كل خطوة أقوم بها وكل كلمة أنطقها بسبب أوهام غبيه بعقلك أنتِ فقط؟ "
" نظراتك هذه قاسية كما لمساتك لي... فجأة اكتشفت أنك شخص آخر و هذا يجعلني أكره رؤيتك و ثقتي بك تتلاشى تدريجياً لأن كل ما تفعله لا يُثبت شيئاً عدا أن هذه ليست أوهام و إنما الحقيقه "
بإستفزاز هسهست و رفعت ذراعها قاصدة التحرر منه فـ أمسك بذراعها الأخري كذلك و قرّبها منه حتي كادت قدميها لا تُلامسان الأرض
" لقد تحملت كل شئ سابقاً... لكنني لن أسمح أن تتحدثي معي بهذه اللهجة المُستفزة و القاسيه "
إحدي يديه ضغطت علي ذراعها بقوة إلي أن شهقت هي بألم و جحظت بعينيها لنظراته المُخيفة نحوها
و يده الأخري تركت ذراعها و أحاطت بذقنها يضغط عليه بخشونه
" لأقولها أنا بوضوح سوشيل... الوقوف بعيداً و رؤيتك تضيعين مني لن يحدث مرة أخرى... التعامل برفق معكِ لن ينفع، منذ الآن فصاعداً بتعاملي معكِ عقلي سيتوقف و لن أقول لنفسي سوشيل سوف تكره هذا التصرف أو ذاك بل سأفعل ما يُمليه علي قلبي، جيبوم أو غيره لن يتمكنوا من الحصول علي فرصة معك و لو أردتي أنتِ ذلك "
ترك ذراعها ببطئ و أحاط خصرها بذراعه يسحبها نحوه أكثر حتي التصقت به و عينيها الدامعتين تاهتا بخاصته الحاده تحاول إيجاد لو لمعة تخبرها أن سيهون يمزح أو أن هذا مجرد حلم لكنها لم تجد
" لن أعود معك إلي منزلك لأننا سوف ننتقل إلي منزلي ... جميعنا.. فـ منزلي أكبر و أكثر أماناً... بالنسبة إلي المسافة فأنتِ تحلمين لأنني لن أتركك بعد الآن و سألتصق بكِ و كأننا جسد واحد... و بالنسبة لثقتك بي و كراهيتك لي فمن الأفضل أن تتوقفي عن تكرار هذه الكلمات هذا إذا أردتي الاحتفاظ بلسانك لأنني لا أمانع قطعه "
ضحك بخفه و هز رأسه إلي الجانبين لتعقد سوشيل حاجبيها
" المسافة ستكون بينك أنتِ و جيبوم... أنتِ محقه ،أنا لست سيهون السابق الذي تعرفينه لذا تجنبي غضبي كي لا أرتكب جريمة بحق ذاك الجيبوم أو أي شخص آخر "
" لا أصدق أنك تتحدث بهذه الوحشية عن صديقك و... "
" صديقي؟... سوشيل أنا لا أمتلك أصدقاء و لا عائلة... أنتِ فقط من أمتلك و لن أسمح بأن أخسرك لأي سبب كان حتي و إن كان السبب هو كراهيتك لي... لا أهتم، لقد مللت بالفعل من لعب دور الصديق اللطيف ذو القلب الحنون، مللت من حبك من بعيد و لا يمكنني التحمل، ليس بعد الآن "
تركها بصدر يعلو و يهبط تلتقط أنفاسها بسرعه و هي تراقب شروده الذي دام لثواني ينظر إلي عينيها دون أن ينطق بحرف واحد إلي أن نمت إبتسامه علي شفتيه و عينيه أُغلقتا بضعة ثواني قبل أن يفتحهما ليمسح علي شعرها بـ رقه
" هيا كي لا نتأخر علي هيبا "
عقدة حاجبيها ضاقت و زفرت بحنق حينما امتدت يده نحو خاصتها يُشير إليها أن تُمسك بها
و سوشيل خلعت معطفها و ألقت به بوجهه فـ أغلق عينيه بنفاذ صبر ليُمسك بذاك المعطف بقوة قبل أن يقع أرضاً
"إذهب إليها أنت و أنا سوف أبقي من أجل العمل"
تفادته متوجهة حيث خزانتها و بينما تمر بجانبه، قيدها كفه يُمسك بمعصمها بقوة و بحركة سريعه كانت فوق كتفه رأسها يتدلي إلي الخلف حيث ظهره
"ياااا أنزلني، أوه سيهون ماذا تفعل؟ أقسم سوف أكسر جمجمتك الغبية هذه إذا لم تتركني و... "
صرخت تضرب ظهره بقبضتيها و حتي قدميها المُكبلتان بذراعيه لم تتوقفا عن الحركه حتي وصل حيث سيارته و وضع جسدها فوق هيكلها
" قدمك ليست بخير لذا لا تتهوري و تُحركيها بعشوائية هكذا مرة أخرى هممم؟ "
تحدث بإبتسامة مستفزة و مسح علي وجنتها بإبهامه فـ صرخت هي بضيق
"إبتعد عني، الا تفهم؟ أنا خائفة منك"
"لا بأس، سوف تعتادين علي هذا الجانب مني لكن تحتاجين إلي بعض الوقت"
أصدر صوتاً ساخراً كصوت القُبلات و داعب أسفل ذقنها بأنامله
" بحق، من تكون؟ "
تنهدت بعدم تصديق دافعةً كفه بعيداً عنها و انزلقت بجسدها تنزل عن السيارة ليضحك هو بصخب ثم فتح الباب لها مُستمتعاً بمضايقتها
" لو كنت أعلم أن الأمر مُسلياً هكذا لما استمرت تنازلاتي سابقاً"
همس و هو يستند بذقنه فوق باب السيارة من جهتها لتسحبه كي تُغلقه حتي تسببت بإرتطام رأسه بالسيارة
"هذا عنيف"
تأوه عابساً ليضحك بعدها و ركض حيث مقعد السائق بينما يُمسد رأسه حيث بُقعة الألم
_______________
بألمٍ شديد جرت جسدها من الحمام و حتي سريرها لترتمي عليه بتعب ثم سحبت جهاز التحكم تفتح التلفاز ليصدر بجانبها صوتاً قد يُشعرها بالأمان قليلاً
زفرت أنفاساً مُهتزة و انكمشت علي نفسها حينما سمعت صوتاً لطرق عنيفٍ علي الباب تحاول تجاهله
هذا أكثر ما أخافها من الظهور علي التلفاز في العلن... خشيت أن يعرف بمكان تواجدها و من تجنبته لسنوات ها هي أوقعت نفسها بين يديه
مرت أيام بالفعل علي ظهورها بذاك اللقاء التلفزيوني، و ها هو الآن وصل إليها عازماً علي قتلها
"لا بأس تشانسوك، سوف يرحل قريباً صغيرتي، لا بأس"
همست لنفسها بنبرة خافتة و ربتت علي كتفيها بكفيها بينما تحتضن نفسها بقوة و مع كل طرقة له جسدها ينتفض ثم ينكمش علي نفسه أكثر من السابق
" غروب الشمس قد اقترب و هو سيذهب، لا تبكي و لا تقلقي، هو سيذهب...هو سيـ يذهب "
شهقت باكيه و ضمت شفتيها تمنع صوتها من الخروج، معدتها تؤلمها كما بقية جسدها و بأيام معدودة جسدها أصبح نحيفاً و هالات سوداء واضحه ظهرت حول عينيها
سحبت هاتفها تتصل علي هيبا لعل الأخري تُجيبها لكن كما الأيام السابقه ، هيبا هاتفها كان مُغلقاً و لا تصلها المكالمات أو حتي الرسائل
وجدت نفسها وحيدة فجأة و لم يكن لديها ما يؤنسها سوي تخيلاتها بذراعي تشانيول تحتضنان جسدها و هذا كان يخفف خوفها لكن لم يمحوه أبداً
بعد دقائق ذاك الرجل غادر المكان بعدما ألقي بتهديد بقتلها فـ لو بقي قليلاً لكانت الشرطة ألقت القبض عليه حيث أن موعد مرورهم قد حان
و مع حلول الليل عاد إليها ألم الرأس الذي أصبح زائراً مُنتظماً لديها
هي بسببه تعاني و كلما غفت سوف تستيقظ بعدها من شدة الألم
مع إضاءة غرفتها بفعل أشعة الشمس، فتحت عينيها تتأوه بألم و دون حتي أن تغتسل هي مدت يدها تسحب علبة السجائر من فوق الطاولة و ألقت بواحدة بين شفتيها زرقاء اللون ثم أشعلتها
بدأت تسعل بشده بمجرد أن سحبت النفس الأول من تلك اللفافة و بلحظات الأمر تفاقم لتضع يدها علي شفتيها تحاول التخفيف من حدة السعال لكن عينيها اتسعتا حينما رأت الدماء تملأ كفيها
"لا، لا ليس مرة أخرى"
تمتمت و هي تهز رأسها بهيستيريه فـ بدأت تتحسس السرير حتي ابتعدت عنه و ركضت إلي الخارج بخطوات مُبعثرة و مُرهقة حتي وقعت أمام المنزل المجاور للمبنى الذي تقع به شقتها
"هيون بين، هيون بين ساعدني"
صرخت ببكاء و يدها ظلت تطرق الباب بفزع إلي أن فُتح بواسطة المدعو هيون بين و عينيه كانتا شبه مُغلقتان بنعاس حتي رآها أمامه تنكمش علي نفسها و الدماء تُغطي ثيابها و حتي كفيها و قد تركت آثاراً علي باب منزله
"تشانسوك، يا إلهي هل عُدتي للتدخين؟ "
صاح بفزع و هو يضرب وجنتيها يحاول إفاقتها بعدما وقعت بين يديه بعقل غائب يوحي بإقبالها علي فقدان الوعي بينما رائحة السجائر تفوح منها بوضوح
ركض إلي الداخل يُحضر معطفه بعدما جعلها تستند علي الباب بكتفها، ثم عاد إليها و ألقي بالمعطف فوقها كي تختبئ به حتي وضعها بداخل السيارة
"لا تفقدي الوعي، مهما حدث لا تُغلقي عينيكِ "
ردد كلماته علي مسامعها و ظاهر كفه كان يضرب علي وجنتها كي تستفيق بينما اليد الأخري كانت تتولي أمر القياده
هيون بين تولي أمر إيصالها للمشفى و إلي أن نُقلت حيث غرفة الطوارئ، في حين هو انتظرها بالخارج يسير ذهاباً و إياباً بقلق
" هيبا "
هتف مُتذكراً ثم أخرج الهاتف من جيبه كي يتصل علي الأخري كي يستنجد بها لكن هاتفها كان مُغلقاً
___________
بيكهيون pov
هاجمتها بوحشيه... شعرت برغبة عارمه في تمرير أنيابي على جانب عُنقها لأستمتع بصراخها المُتألم لكن بدون وعي وجدت نفسي أتصارع مع ذاتي
إحدي يداي تحاول الاقتراب منها و الأخري تدفعها
ظاهرياً يبدو و كأن شخص آخر يتشاجر معي لكن بالواقع كنت أنا من أتشاجر مع نفسي
انتفض جسدي حين فُتح باب المنزل لأسمع صراخ سوشيل علي سيهون و هي تحاول دفعه بعيداً عنها، هي حتى لم تلحظ وجودي و بصعوبة كانت تجر قدمها نحو الغُرفه لأخفض رأسي نحو تلك الرائحه
دمائها كانت تسيل من الجرح و قد لوثت الضمادة المُلتفة حولها لكن رغم قوة الرائحه إلا أنني لم أرغب بالإقتراب منها
بداخلي شيئ يُخبرني أنها لذيذه لكن لدي شعور بالتقزز نحو الأمر و هو ما يمنعني عنها
"ماذا تفعل هنا؟"
رفعت رأسي نحوه أرمقه بأعين دامعه فـ رأيت عُقدة حاجبيه تضيقان أكثر بينما ينظر إلي ما أصبح عليه المطبخ
"هل فعلت شيئاً لها؟"
سأل بتردد لأضغط بكفاي علي الأرض كي أقف مقابلاً له لكن سرعان ما فقدت توازني ليُسرع هو نحوي يحتضن جسدي بين ذراعيه بقوه
" دعنا ندخل الغُرفه"
جرّني معه نحو الداخل حيث يتواجد تشانيول ليضعني بجانبه الآخر على السرير
"ماذا حدث له؟"
"ربما تحول "
سيهون أجاب تساؤل تشانيول القلق ليتحرك الآخر يُفسح لي المجال كي أنام براحه و الطبيب اقترب يجلس بجانبي يتفحص جسدي بتركيز لكنني غفوت حينها ولا أعلم كم استغرقت في نومي
لكن حين فتحت عيناي و جدتهما يجلسان بجنبي ينظران نحوي بإهتمام
"لقد حاولت... "
نطقت بأنفاس مُضطربه ثم أغلقت عيناي بينما أسحب نفساً عميقاً كي أكمل و صور سريعه تمر أمام عيناي و أنا أتذكر ما فعلته
"كنت أحاول الإبتعاد عنها لكن... جسدي أبي ذلك، فجأة رائحتها بدأت تُصبح أقوى بمجرد أن تناولت الطعام و جسدي ضعف كثيراً أمام تلك الرائحه"
"ربما لأن الطعام أحد الأشياء التي تجعل هيبا مُتحمسة و سعيده مهما كانت حالتها"
هو فسر بينما يُهمهم بتفكير لأهز رأسي
"لكنني كنت شخصين "
" ماذا تقصد؟ "
التفت نحو تشانيول الذي سأل بعدم فهم لأزفر بضيق ثم التفت نحو سيهون
" كنت أتشاجر مع نفسي كي أبتعد عنها... كنت أتشبث بالطاولة كالمجنون جزء مني يريد الانقضاض عليها و الجزء الآخر كان يحاول حمايتها"
صحت بإنفعال بينما أتذكر حالتي حينها
أيعقل أن هذا حقيقي حتي؟!
أنا...
أنا لم أصبحت هكذا؟!
أنا لم أكن يوماً شخصاً سيئاً كي يحدث لي هذا
" هل تقصد... مثل شخص يعاني من الانفصام؟ "
تشانيول بصوته الهادئ و الثقيل عاد يتسائل لأنظر نحو الطبيب سيهون أرى تفسيره للأمر لكن بدا شارداً
"طبيب سيهون"
همست بخفوت ألفت انتباهه إلينا فـ رفع هو حاجبيه بينما ينظر نحوي بـ تيه
"ما تصفه غريب لكن يبدو أنك بدأت تُدرك حقيقتك حين تتحول "
اعتدلت و تشانيول أسرع يُساعدني بأن أستقيم بجذعي لأنظر إلي سيهون بعدها... لم أفهم ما قال
"حين تحولت بالمرة الأولي أنت كنت وحشاً تصرفاتك تتحكم بك"
هو تحدث لأهمهم إليه
"ربما كان هذا لأنه تحولك الأول لكن الآن يمكنك أن تُسيطر علي نفسك و لو قليلاً "
" لكنني هاجمت تشانيول أيضاً... حين حاولت ردعه عن الخروج من هنا كنت علي وشك قتله"
نبست سريعاً بينما أتذكر كيف خنقت الآخر بتلك القوة الغريبه التي أمتلكها فـ عقد سيهون حاجبيه
"لكنك توقفت عن ذلك حين هدأت أنا "
التفت كلينا نحو تشانيول حين تحدث هو الآخر بحاجبين معقودين لتضيق عقدة حاجباي
" لتوي لم أكن أسمع صوت أفكاره "
" ماذا؟"
تسائلا لألتفت نحو تشانيول أنظر إليه بتركيز
"الآن أسمعها"
همست بخفوت لأنفض رأسي محاولاً التركيز
في البدايه أنا لم أسمع صوت الطبيبة سوشيل حينما كنت علي وشك قتل هيبا
هذا كان في تحولي الأول و بذلك الوقت تركيزي كان علي هيبا فقط
حين كنت بغرفة المعيشه سمعت صوت تفكير هيبا فقط بينما أقف أمام الشرفة لأنني كنت أفكر بما فعلته و بـ هيونا التي تركتني
و حين سمعت أفكار الطبيبة سوشيل حول رغبتها بقتل زوجها أنا كنت أفكر بها و بـ هيبا و حتى بـ الطبيب سيهون و تشانيول.. و حينها كانت أصوات عقولهم تتضارب بعقلي و طبعاً بإستثناء هذا الطبيب الذي يتحكم بأفكاره
و الآن تركيزي كان على ما حدث لذا أنا لم أسمع صوت عقل تشانيول إلى أن لفت صوته انتباهي
"أعتقد أنني فهمت"
همست بـ قهقهة هيستيريه لينظرا نحوي بتعجب... يبدو أنني فقدت عقلي بالفعل
"لقد فهمت لماذا ينقطع عني أصوات تفكيركم؟"
عدت أضحك بصخب... أعرف أنني أبدو كالأحمق لكن هل و أخيراً سأتخلص من هذه اللعنه
ليس نهائياً لكن علي الأقل يمكنني التخلص من تداخل أصواتهم لوقت مؤقت بدلاً من الإستماع إليهم بطريقة مزعجه لي أنا و هم
أغلقت عيناي أتجاهل نظراتهم الفضولية نحوي و بتركيز حاولت جعل أفكاري تتجه إلي جانب واحد... إنها هي هيبا
تبحث عن هاتفها و عقلها مُشتت لأنها و بالرغم من خوفها تُريد أيضاً الاطمئنان عليّ
الطبيبة سوشيل... إنها تلعن الطبيب أوه و يبدو أنها تشك في أمر ما حوله
تشانيول هنا... هو يريد فهم ما أفعله
بينما الطبيب سيهون... إنه فراغ... حين أضع تركيزي معه لا استمع إليه أو إلى الآخرين
فتحت عيناي أتبادل النظرات بينهما لتتسع ابتسامتي
"أعتقد أنه يمكنني السيطرة على سماعي لأفكار الآخرين"
وضعت كفاي علي شفاهي أمنع ابتسامتي عنهما لأنني بحق بت مجنوناً بنظرهما
"ماذا تقصد؟"
"لقد سألتني من قبل لماذا لم استمع إلى أفكار الطبيبة سوشيل حتي اتصدي لهجومكما عليّ"
أجبته بحماس و هو اومأ لي لأبلل شفتاي
"بعد التفكير في الأمر... بكل مرة صوت عقولكم يختفي حين أضع تركيزي علي شيئ أو شخص معين لذا أعتقد أنه يمكنني منع تلك الأصوات بوضع تركيزي علي شيئ آخر بعيداً عنكم... هل تفهم ما أقول؟ "
سألته نهاية حديثي ليعقد هو حاجبيه يحاول فهم ما أقول
"ربما كانت صدفه"
" لا لقد جربتها لتوي"
نفيت سريعاً ليومئ هو لي
" ضع مسافة بينك و بين هيبا حتي ننتقل إلي منزلي ... نحتاج إلي مكان أوسع و أكثر أماناً كي تتدرب به "
تجاهل سعادتي بالأمر و بنبرة آمره هو ألقي كلماته بوجهي ليخرج بعدها من الغُرفه تاركاً إياي بإبتسامة اختفت تدريجياً
" إنه مشغول... ربما ليس لديه الوقت أو... "
تشانيول حاول تبرير تجاهل الطبيب لي فـ قاطعته بإبتسامة مُزيفه لأخرج أنا الآخر من هناك أجلس بغرفة المعيشه مع سندريلا
اشتقت إلى والداي
لم يعد بإمكاني البقاء هنا و لولا ما وصلت إليه الآن لكنت عدت إليهما لأرتمي بحضن والدتي الدافئ
" لدي عمل مهم، احذر الاقتراب من هيبا"
أشار نحوي بسبابته قبل خروجه من المنزل لأرمقه بنظرة فارغه ثم أعدت عيناي نحو سندريلا
ربما في هذا المكان الغريب ليس لي من يُشعرني بالدفئ سواها
ذكرياتي معها و تلك الصور بداخلها هي أفضل بالنسبة لي من النظر الى وجوه هؤلاء الغرباء المحيطين بي
كم من الوقت قد مر؟ لا أعرف و بالرغم من أن الليل قد حل منذ ساعات و الشمس قاربت علي الإشراق إلا أن الطبيب سيهون لم يعد من الخارج بعد
و هذا كان مخيفاً
"مرحباً"
صوتها الهامس ظهر بجانبي لأهمهم إليها ثم التفت أعطيها ظهري حين شعرت بها تجلس تاركة بيننا مسافه
ألقيت اهتمامي على سندريلا لأمنع صوت أفكارها عني و حين نجحت لم أتمكن من السيطرة على ابتسامتي السعيده
هي اقتربت مني تصنع معي حديثاً و بدون قصد مني عدت أستمع إلي أفكارها لأبتسم دون وعي
خوفها مني بدأ يتلاشى و شعور الشفقة نحوي حل محله الحزن على أحوالي و هذا جيد
لكن ابتسامتي محوتها حين أدركت أنني استمعت إلى أفكارها
هذا لن يُعجبها
انجرفت بمشاعري و لا أعلم هل كنت السبب بذلك أم هو الأمور الخصوصيه التى رفض الطبيب سيهون شرحها لي سابقاً
لكنها كانت علي وشك تلبية رغبتي بإحتضانها قبل أن يرتجف جسدها و تدفعني بعيداً عنها
تركتني بمكاني أنظر للفراغ خشية أن تكون ما وصلت إليه كان بسببي
" لقد أخفتها و سيهون حذرني من ذلك"
تنهدت اضرب رأسي بضيق مما فعلت ثم تنهدت.. ما كان يجب أن انجرف خلف مشاعري
End pov
" غبي بيون ما كان يجب أن تترك مشاعرك تتحكم بك"
_____________
هيبا pov
"أنتِ بخير؟"
سيهون سألني بهدوء و هو يقف أمام الباب المفتوح بعدما سمحت له بالدخول فـ أومأت إليه و ابتسمت بخفه
"من الأفضل أن تتركي مسافة بينك و بين بيكهيون كي لا تتأذي فـ يبدو أن قوته تخرج عن السيطره "
همهمت له ليتراجع بظهره و أغلق الباب بعدما أوصاني بالتغيير علي جرح سوشيل و بعدها هو غادر
بعقل غير واعي سحبت نفسي نحو غرفة سوشيل كي أُغير لها على الجرح و كلانا كان هادئاً فـ كما عقلي مشغول هي الأخري كانت مُشتته
حينما خرجت من غرفتها سمعت صوته بغرفة المعيشه يتحدث مع أحدهم و دون تفكير وجدت نفسي أسير نحو الخارج حيث يجلس هو
أرضاً كنت أجلس بينما أنظر نحو بيكهيون بشرود وبيننا مسافة كي لا تُزعجه رائحتي
و هو كان مُنشغلاً بالتحدث مع تلك الـ... سندريلا ؟!
هو كان يتعامل معها و كأنها بشر... بل أنثى رقيقه
طريقته في التربيت عليها و كلماته اللطيفة نحوها تجعله غريباً بنظري
هو يمتلك شخصية تتناقض كثيراً مع ذاك الوحش الذي يُصبح عليه
"بيكهيون"
رفع رأسه نحوي حين همست بإسمه و همهم ثم أعاد نظراته لسندريلا
"أنت بخير؟"
أومأ بإستغراب و سحب الكاميرا يحتضنها إلي صدره ليهز رأسه بتساؤل
"لماذا؟"
"فقط...أنت تتجاهل وجودي، حتي أنك لا تجلس مع تشانيول بالغرفة"
مرر عينيه علي الأرض بشرود ثم رفع رأسه نحوي و إبتسم بتصنع
"لا...أنا بخير"
همهمت إليه بـ شك فهو لا يبدو بخير حتي... أهذا بسبب ما حدث؟
أخافه؟ لن أنكر ذلك
لكن حين يكون على طبيعته يبدو بريئاً
يبدو كـ طفل بريئ لا يستحق ما يحدث له و أنا رغم خوفي منه مازلت أريد أن أحاول التعايش معه
يجب أن أعتاد علي وجوده بالجوار كما يجب أن يعتاد هو الآخر علي رائحتي كي يتحكم بنفسه
اقتربت منه ببطئ بينما ازحف نحوه علي أطرافي الأربعه حتي التصق وجهي بـ سندريلا ليجفل هو بفزع و بخوف صعد فوق الأريكة ينكمش علي نفسه
"يااا ما الخطب؟ ألم يُحذرك سيهون مُسبقاً بأن تضعي بيننا مسافة؟"
قلبت عيناي بحركة دائريه أنظر بالجوار بلا مُبالاه و كأن هذا الحديث ليس موجهاً لي ثم عقدت قدماي أسفل جسدي لأرفع رأسي نحوه حيث يجلس فوق الأريكه
" ما بك همممم؟"
عقدت ذراعاي و أنا أميل برأسي اتسائل بهدوء فـ ابتسم هو... تباً له
لم لا يتوقف عن قراءة أفكاري؟!
"لماذا فجأة تهتمين لأمري؟"
"لأنك تبدو مثلما كنت أنا بـ يومٍ ما "
عقد حاجبيه حينما أجبته أنا بهدوء
بيكهيون يُذكرني بنفسي حين بحثت عن مأوى لي في أغراضي بدلاً من البشر
لم أكن أجد الراحه
حياتي لا يوجد بها دفئ و أذناي تلوثتا بسماع الكثير من... هل أصف ما سمعته بالقذارة؟!
عيناي كانت تري ما لم أتمني رؤيته و عقلي لطالما كان يرفض تلك الحياه لذا لجأت إلى سريري أنام عليه بينما رأسي يتدلي نحو الأرض و قدماي تتعاقدان فوقه و بأذناي تتصل سماعات أذني بموسيقى صاخبه أحياناً و هادئة أحياناً أخري
أُغلق عيناي براحه و بخيالي أسرح بعيداً نحو عالم آخر أتمني تواجدي به
"تشتاق لوالديك؟"
اومأ لي بصدق لأبتسم بسخرية بينما أومئ له
أنا أيضاً كنت أشتاق لهما
لكن أشتاق إلي أم حنونه لا أمتلكها و إلى أب لا أعرف كيف يبدو شكله أو حتي شخصيته
"أنت تتجنب الجميع و تختلق حديثاً مع الكامير خاصتك كما و أنك مهما ضحكت و تصنعت الإبتسامه فـ مازال هناك هاله حزينة مُحيطة بك "
تبادل معي نظرات هادئة و هو يعقد حاجبيه بخفه
تلك النظره أشعر بأنني أعرفها
كما و كأنه يحاول معرفة ما يدور بعقلي
و حين انتفضت رأسه حينها فهمت أنه استوعب أنه يقرأ أفكاري و ربما هو لا يُريد ذلك
لست غبيه
أنا دقيقة المُلاحظه لأنني اعتدت علي أن أكون حريصة مع الآخرين و خاصة الرجال
خوفي أن يتم استغلالي دفعني لأن أكون حريصة و قاسيه
"اشتقت إلى والدتي... أتمني لو يمكنها إحتضاني الآن و التربيت علي كتفي لتخبرني أن هذا مجرد كابوس و أنني طبيعي.. تخبرني أنها لا تخاف مني و أنني لن أؤذي أي شخص، أريد أن أسمع كلمة واحدة تجعلني أطمئن و حضن دافئ يسحب هذا الألم المُنتشر بأنحاء جسدي"
قطع التواصل البصري بيننا و هو ينزل عن الأريكة ببطئ بينما يقترب مني و عيناي بحذر تحركتا معه إلى أن جلس القرفصاء أمامي مباشرةً و بحاجبين رفعهما إلى الأعلى ببراءة، فرد ذراعيه نحوي يتسائل مُميلاً برأسه بعبوس طفيف
" هل يُمكنك إحتضاني؟ "
رمشت بتردد و أنا أنظر إلي أنحاء وجهه بشرود
و بتلقائية رفعت ذراعاي أُلبي دعوته لكن... لمسات قذرة شعرت بها تتحرك علي جسدي تحاول استكشافه مع أصوات ضحكات مقززة اقتحمت عقلي، و ذكريات سوداء لرجال يحاولون التحرش بي ها هي تُعرض أمامي لأشهق بفزع و دفعته بعيداً عني ليرتطم ظهره بالأريكه
صوت تأوهه المُتألم جعلني أرتبك و أتجمد بمكاني لكن..
لم أكن قادرة على فعلها
"اطلب... اطلب ذلك من سوشيل هي... سوف تحتضنك"
بتلعثم نبست و أنا أعود نحو غرفتي علي عجل أحاول تجاهله
و أحاول تجاهل هذا الخوف الذي بدأ يتسرب بداخلي
ربما ليس بيكهيون سبب خوفي و إنما تلك الذكريات التي تُطاردني
End pov
____________
"كيف يتحول إلي زومبي مرة أخرى؟"
ذاك الرجل صرخ بضيق و هو يلقى بكل شيئ فوق مكتبه أرضاً فـ بحق لم هذه التجربة أيضاً انتهت بتحول تلك الجثة إلى زومبي
"اهدأ سيدي... رجاءً"
ذاك الشاب الذي يعمل معه ارتجف من غضبه و سريعاً ابتلع كلماته حين التفت إليه الآخر
"أهدأ؟... أتعرف إذا ظلت تنتهي هذه التجارب بالفشل ماذا سيحدث؟"
هسهس بحقد ليبتلع الآخر ريقه
"سوف أموت... هل تفهم هذا؟ أنا سوف أموت"
التفت يضرب على الطاولة بقوة جعلت من جسد ذاك الشاب ينتفض بفزع
" أعيدوا جثته إلي مكانها و عد كي نستكمل التجارب"
الشاب انحني بإحترام و تراجع بظهره نحو الخلف حتي ارتطم بالباب ليلتفت و فتحه كي يخرج من هناك و معه دخل شاب آخر يحمل الخبث بملامحه
" سيدي، التجربه لا تؤثر بجسد الجثة رقم 1456"
"ماذا تعني بأنها لا تؤثر؟"
التفت نحوه يتسائل بحاجبين معقودين فـ تنهد الآخر بأسي مصطنع
"لا أعلم لكن التجربة التي تسبقها كانت قد حصلت على نفس المصل و تحولت إلى مصاص دماء أما هذه الجثه فلا تتأثر أبداً... ربما خلايا و أعضاء الجسد قد ماتت جميعاً و التركيبة أضعف من أن تُعيد إحيائها "
جسد ذاك الشاب ارتد إلى الخلف بقوة يلتصق بالحائط حين اقترب منه الآخر علي حين غُرة و كفه قد احتضن عنق الشاب يضغط عليه بقوة
" ألم تكن هذه التركيبة التي أمضيت أنت بها ما يقارب شهرين أيها الوغد "
الآخر تنفس بصعوبة و هو يُمسك يدي سيده محاولاً دفعه بعيداً عنه لكن قبضته ما كانت تخف أبداً بل كانت تنعقد حول عنقه أكثر
"يمكننا.. المحاو.. لة مرة... أخرى"
نطق بتقطع و هو يحاول التقاط أنفاسه فـ تركه ذاك الرجل ليقع الشاب أرضاً و هو يسعل بقوة
" أمامك أسبوع واحد حتي تجد الفتي من حادث سيارة الأجرة الذي هرب منكم و أنا سأتولي أمر الأبحاث فلا فائدة ترجي منك أيها الفاشل"
هسهس بحنق ليستند الآخر بكفيه علي الأرض كي يتزن حتي وقف أمامه و هو يستند بظهره ضد الحائط
"لكن سيدي..."
"لا يوجد لكن سونغ هو... إنها كلمتي الأخيره، لا تدخل المُختبر مرة أخرى و لتبحث عن ذاك الفتي أفضل من اضاعة وقتي و وقتك "
بعنف ضرب كتف سونغ هو و خرج بعدها من المكتب ليضم الآخر قبضتيه بغضب
"انتظرني حتي يُصبح الجميع تحت أمري... أقسم سأقتلك بأبشع الطرق "
__________
سيهون pov
فتحت ذاك الباب الذي لم أفتحه منذ مده و هدوء مزعج هو ما قابلني
منزل مظلم تحول إلى آخر مُضيئ للحظات و هنا أمام عيناي تماماً رأيتها تركض بقهقهات عاليه تحاول الهروب من أبي بعدما أزعجته أثناء محاولته التركيز على العمل... و خلفهما ظهرت أنا أنظر نحوهما بإبتسامة محوتها بينما أدّعي الانزعاج
"لـ لا يُمكنني التـ... التركيز على عمـ ـلي أمي"
تصنعت الجدية و هي اقتربت مني بعبوس مصطنع حتي أصبحت أمامي لتبدأ بدغدغتي و حينها أنا من ركضت أحاول الفرار من اناملها الرقيقة تلك بينما أضحك بصخب
مسحت علي عيناي سريعاً حين عادت الأجواء المُظلمه تُحيط بي
أكره كل مرة أدخل هذا المنزل فـ بكل مرة أراهما حولي و أبشع ما بالأمر أنه لا يُمكنني لمسهما
سحبت نفساً عميقاً قبل أن أسير نحو الداخل حيث غُرفتي
هما بكل مكان... هذا صعب عليّ و لذا أنا أكره البقاء هنا لكنني مضطر
يجب أن يكون المنزل جاهزاً حين ينتقلوا غداً إلي هنا فـ حديث بيكهيون جعلني أُصّر أكثر علي انتقالهم
منزلي بمنطقة هادئه لا يوجد الكثير من الجيران حولي أشبه بمنطقة منعزله
كذلك المنزل واسع و به الكثير من الغُرف إلي جانب غرفة تجاربي، غُرفة أبي الخاصة بالملاكمه و تدريباته و هذا أفضل مكان لتدريب بيكهيون و تشانيول
بيكهيون بصفة خاصه يجب أن يتعلم كيف يُسيطر علي قواه
و أنا يجب أن أعرف ما سبب ما يحدث
هذا الوباء أو أياً كان ما يحول الأشخاص إلى وحوش لا يبدو و كأنه يقتصر علي مجرد تجارب فاشله أو خطة خبيثه من إحدي شركات الادويه الكُبري ولا حتي نتيجة لمخلفات المصانع الكيميائيه
الأمر أكبر من ذلك فـ أي تركيبة كيميائية تلك التي ستجعل بشرياً قادراً علي تحريك الأشياء عن بُعد، قراءة الأفكار و ماذا أيضاً؟
شخصين بداخل شخص واحد؟!
هذه الصفات تبدو مألوفة بالنسبة لي لكن لا يمكنني تذكر أين قرأت عن هذا الأمر سابقاً لذا حتي أتوصل إلي حقيقة ما يحدث مع بيكهيون يجب أن يكون بعيداً عن الأنظار بقدر الإمكان
و تشانيول لا يجب أن يراه أي أحد خاصة بـ شحوب بشرته و تلك العروق البارزه التي تجعلك تُدرك من النظرة الأولى أنه ليس بشرياً طبيعياً
End pov
_________
صوت الجرس أفاقهم جميعاً من النوم لتستقيم هيبا بإنزعاج بعدما كانت تنام علي الأريكة بوضعيتها المُعتاده
سارت نحو الباب بينما تتثاءب بنعاس لتفتح الباب بأعين ضيّقه تحاول الرؤية جيداً
" هيبا و أخيراً وصلت إليك "
هيون بين هتف براحه لتعقد هي حاجبيها محاولة تذكره حتي استوعبت أنه جار تشانسوك
" تـ تشانسوك ...هل هي بخير ؟"
تسائلت بذعر ليومئ هو كاذباً
" نعم ، لا تقلقي ...لكن أعتقد أنه يجب أن تأتي معي "
" أخبرني ما بها ..هل أصابها مكروهاً ؟"
أمسكت يديه تضغط عليهما بقوة بينما ترمقه بأعين دامعه فـ تنهد هو
" لقد أتت لي البارحه و كانت في حالة يُرثي لها و حسب ما قاله الطبيب هي لم تُدخل الطعام لفمها منذ أيام إلي جانب أنها عادت للتدخين بكثره "
بهدوء أخبرها ما حدث لتقع يديها بجانبها بصدمه
"لمـ لماذا عادت ...إلي التدخين ؟"
" لا أعرف ...لم أرها منذ أيام ..ربما اخر مرة كانت بعد ذاك اللقاء و حينها هي تصرفت و كأنها لم تراني "
أجابها عاقداً حاجبيه يتذكر نظرات تشانسوك التائهه بذلك الوقت فـ زفرت هي أنفاساً مُهتزه توحي بتوترها
" انتظر حتي أُحضر معطفي "
ركضت نحو غُرفتها كي تُحضر معطفا ثم عادت إليه ليخرج كلاهما بعدها في حين سوشيل كانت مُمدده علي السرير تُطالع السقف بشرود غير واعيه لما يحدث بالخارج
تشانيول و بيكهيون كلاهما كانا ينتظران بالداخل مُعتقدين أن سيهون هو من عاد
" إلي أين ؟"
بيكهيون سأل بإستغراب حين ترك تشانيول السرير
" حلقي جاف "
أجابه بصوت مُختنق ليومئ بيكهيون بتفهم
_______
تشانيول pov
سرت نحو الخارج حيث المطبخ باحثاً عن الماء ... أشعر بالإختناق و كأن روحي تُغادرني بكل لحظه
لا يمكنني نسيانها أو تخطي ما حدث
تلك النظرة المُحبة بعينيها كيف امتلكتها نحوي رغم ما افتعلته بها من جُرم؟
كيف لها أن تُحبني بتلك الصوره ؟لماذا لم تُلقي بي خارجاً حين رؤيتي ؟
علي الأقل كانت لتكون علي قيد الحياة الآن
و صغيرتنا ؟
حتي و إن كنت وحشاً فمازلت والدها ،كيف أمكنني فعل هذا بها ؟
اقتربت أجلس علي طرف الأريكه مُمسكاً يسار صدري بقوة
لماذا أريد تخفيف ألمي ؟ ألم تكن تُعاني من أضعافه و بسببي ؟
"تشانيول "
مسحت علي عيناي سريعاً حين سمعت صوتاً مُتعباً يهمس بإسمي بتفاجؤ لأقف من مكاني و التفت نحوه و حينها رأيت تلك الطبيبة تقف أمامي بجسد يستند علي الحائط لعدم قدرتها علي الوقوف علي قدمها المجروحه
وقفت من مكاني و اقتربت أمسك بكتفها محاولاً مساعدتها حتي وصلنا إلي الأريكة لتجلس ثم سحبتني لأجلس مُقابلاً لها
" بشأن ما حدث ..أ أنا أسفه "
هززت رأسي إلي الجانبين أنفي ذلك لأتنهد
" صدقيني أنا مُمتن لما فعلته ... في الواقع أنا لا أهتم كونهم اتهموني بقتلها لأنها الحقيقه لكن ...زوجتي لم تكن خائنة أبداً ، لم تكن امراة خبيثه أو سيئه و لولا ما فعلته لكان الجميع مشغولاً الآن بتأليف قصص حولها و بالطبع لن تخلو كلماتهم من القسوة و الفُجر في وصفها "
شخرت ساخراً نهاية حديثي لأنني أعلم جيداً كيف يُفكر هؤلاء الحمقي
يحشرون أنوفهم فيما لا يخصهم و لا يكتفون بذلك بل يضعون سيناريوهات إضافيه غير مكترثين للحقيقه فما يهم هو ما يجذب الانتباه
" لقد قتلت زوجتك و بطريقة بشعه "
هي تحدثت و كأنها تُعاقبني بترديد هذه الحقيقه
" لكن أتعرف لماذا كانت تُعبر عن حبها لك و حتي اللحظة الأخيره ؟"
رفعت عيناي نحوها بضعف بينما أبكي بصمت فـ ابتسمت هي
" زوجتك لم تحتج إلي تجارب كي تُدرك أن هناك شيئاً مايُسيطر علي زوجها بل كانت مُدركة أن هذه التصرفات الوحشية لن تخرج منك ...كانت تُخاطب بكلماتها روحك النقيه ...تشانيول أنت لست مُخطئاً "
هي قهقهت بنبرة طغي عليها الحزن لتكمل بشفاه مُهتزه
" أعرف ما تُعانيه لكن أتعرف من السبب ؟"
" من ؟"
تسائلت بعدم فهم فـ سحبت هي نفساً عميقاً و أزاحت عينيها تنظر نحو الفراغ
"الأطباء، الشرطه الذين ساهموا في إخفاء أسباب الوفاة و اختفاء الجثث ... و الإعلام الذي ضلل أهالي أولسان و بشتي الطرق كأني حاول القاء الضوء علي قضايا أخري ومسائل جانبيه و بسهولة يكتسبون ثقة الجميع فمن قد يُصدق بوجود كائنات خياليه"
" لكنني من قتلها "
قاطعتها بإبتسامة مُنكسره ساخره فـ عقدت حاجبيها و التفتت نحوي
" ولماذا فعلت ذلك؟ ...ألم يكن لأنهم السبب في تكاثر تلك الكائنات ؟...إذا أردت الحقيقه فأنا أضع اللوم علي من سمح بتكاثر تلك الكائنات أكثر مِن مَن كان السبب في تواجدها"
أغمضت عينيها قليلاً لأفعل المثل
هي مُحقه لكن لا يمكنني التوقف عن القاء اللوم علي نفسي
" سوف تتخلص من هذا الذنب بتقديم المساعدة لنا "
فتحت عيناي لتلتقي مع خاصتها فـ عادت تبتسم مرة أخرى
" أهم مساعدة قد تقدمها لنا هي التوقف عن القاء اللوم علي نفسك و علي تشانسوك و لتتأقلم مع الواقع الذي نُعايشه كي يُصبح الأمر سهلاً للسيطرة علي نفسك "
امتعضت ملامحي حين ذكر اسم الأخري لأشعر بيد الطبيبة تمسح علي يدي بلطف
" لا أُبرر لها لكن تشانسوك وضعت نفسها في خطر بل أشبه بالإقدام علي الانتحار حين ظهرت علي التلفاز فقط كي تُبرأ اسم زوجتك ...هي من حاولت الحصول علي شهادة الجيران حول علاقتكما و ما حدث بتلك الليله و دون أن يطلب أحداً ذلك منها ...هي تُحبك لكنها ليست سيئة للدرجه التي تجعلها سعيدة بما حل لزوجتك "
" لكن ..."
مرة أخري حاولت القاء اللوم علي نفسي و عليها لكن تلك الطبيبة قاطعتني
" تشانسوك ليست سيئه لكن كما تشعر بالألم لفقدان زوجتك هي الأخري كانت تشعر بالألم لخسارتك ...و الآن هي تشعر بأضعاف ألمك لأنها تُحمّل نفسها مسؤولية ما حدث... لكن رأيي ؟... كلاكما ضحيه "
أنهت حديثها بـ ثقه و كأنها ترغب بجعلي أقتنع بتلك الكلمات
أنا سريع الاقتناع و مُدرك لما تقول لكن مازال هناك شيئ بداخلي يجعلني أشعر بالضيق و الذنب
وتلك الذكري لا يوجد بها ضحية سوي زوجتي و أنا المجرم بها لا غيري
" تشانسوك... هل كانت مدمنه؟ "
سألت بفضول نحو تلك الحقيقة التي صدمتني فهي لم تبدو كذلك أبداً
منذ المرة الأولى التي رأيتها بها كانت فتاة جيده ذو خلق حسن
ربما مازلت أذكر رائحة السجائر تمتزج مع رائحة ثمالتها بتلك الليلة المشؤومه لكن...
لكن اعتقدت أن هذا حدث فقط بسبب حزنها... ظننت أنها كانت مرة واحده
"هي لماذا ذهبت إلى هناك؟... أقصد إذا كان أشبه بالانتحار كما تقولين فلماذا ظهرت على التلفاز حتي؟"
انكمشت ملامحي بضيق و أنا أذكر الأمر... أنا غاضب منها و ذكرها قادر على جعل غضبي يتفاقم لكن بما فعلته هي جعلتني مديناً لها و هذا أمر لا يمكنني الهروب منه
"هناك الكثير من الأمور التي لا تعرفها أنت لكن بالنسبة إلى تشانسوك أنت... "
رفعت حاجباي حين أجابتني بهدوء لكن كلماتها قوطعت عندما رن جرس المنزل لتلتفت نحو الباب ثم أعادت نظرها نحوي
End pov
___________
"اختبئ بالداخل"
دفعته بخفه ليومئ لها بتردد بينما يسير نحو الداخل و بين الحين و الآخر هو يلتفت لها بقلق حتى دخل الغُرفه
"أين كنت؟"
تسائلت بحاجبين معقودين حين وجدت سيهون يقف أمام الباب فـ ابتسم بخفه و اقترب يُقبّل جبينها لتمتعض ملامحها و دفعته بضيق
" كنت أجهز المنزل كي ننتقل"
أجابها بهدوء ليخلع معطفه بينما يسير نحو غرفة المعيشه لتلحق به هي
"أنا لن أنتقل، هل تفهم؟"
"لا... لا أفهم"
هز رأسه ينفي ببرود لتصرخ هي بقهر
"ياااا، ما خطبك أصبحت مستفزاً هكذا"
و بلا مبالاه هو رفع كتفيه كإجابة أخري مستفزه فـ اقتربت منه بخطوات متعثره حتي وقفت أمامه لتسحبه من شعره بقوة
"أيها الحقير توقف عن استفزازي "
زفر بحنق و أغلق عينيه بألم لقبضتها التي تسحب خصلاته بقوة مبالغه ليرفع يده مُمسكاً بيديها يحاول تهدئتها
" توقفي عن ذلك سوشيل"
"لن أتوقف حتي تغادر، لا أريد رؤية وجهك و لا أريد سماع صوتك مجدداً، أنت سافل و مزعج لست قريباً حتي من سيهون الذي أعرفه "
زمجر بألم مع ضغطها أكثر حول خصلاته و بضيق هو سحب يديها بقوة ليُلقي بها علي الأريكة بجانبه مُعتلياً إياها بجذعه بينما يُثبّت يديها فوق رأسها
" اتركني "
هسهست بحنق عاقدة حاجبيها بغضب تحاول تجاهل ألم قدمها ليُحرك يده حيث قبضتها التي تُغلقها بإحكام و بين تلك الأنامل هو رأي خصلات شعره التي خرجت من جذورها ليغلق عينيه بضعة ثوانٍ
"هل فقدتي عقلك؟"
"بل أنت من فقدت عقلك ...إذا اعتقدت أنني سوف أخاف من هذه التصرفات الهمجيه فـ أنت مُخطئ، عد إلي صوابك و عد إلي سيهون الذي أعرفه أو اخرج من حياتي لأنني بالفعل كرهت هذا الـ سيهون الذي أصبحت عليه بهذين اليومين"
كرهته؟! أليس تعبيراً مُبالغاً؟
عينيه رمقتا خاصتها بنظرات بارده خلفها يصرخ لوقع تلك الكلمة علي أذنيه و قلبه فـ بنبرتها هو لمح الصدق الذي جعل منه يتراجع ببطئ يفك وثاق قبضتيه عن معصميها ليجلس على الأريكة المُقابلة لها... لم تكن المرة الأولى التي تنطق نفس الكلمه دون مبالاة غير مدركة لما تفعله به
سيهون حرك عينيه بعيداً ينظر نحو الفراغ يحاول السيطرة على نفسه، هناك شيئاً بداخله يُخبره بأنه محق فهو من يستحقها و لا يجب أن يقف مكتوف الأيدي و هو يراها تضيع منه مرة أخرى
و جزء آخر يحاول تجاهله لكن صوته كان عالياً يُخبره أن هذه التصرفات لا تُشبهه... هذا ليس أوه سيهون
"معملي سيكون مناسباً لإجراء الإختبارات هناك فـ بعد القرارات الجديده لن نتمكن من البقاء في المختبر لوقت متأخر... و غرفة تدريبات والدي ستكون مناسبه لمساعدة بيكهيون و تشانيول في السيطرة على تحولهما و خاصة قوة بيكهيون الغريبة تلك"
شرح بهدوء علّه يُقنعها من ثم وقف من مكانه يُكمل ببرود
" سوف أخبر هيبا كي تكون علي استعداد و كذلك بيكهيون و تشانيول... فـ لنغادر فجر الغد أثناء شروق الشمس حيث يكون سكان أولسان مازالوا يستعدون للخروج فلا نعرف ماذا قد يحدث و ربما وجه تشانيول يلفت انتباههم و كذلك كي لا يتأذيا من الشمس لتكون ببدايتها كي نضمن سلامتهما "
أكمل و هو يُعطيها ظهره لتعقد حاجبيها حين اختفي عن أنظارها
" فقط لو أعرف ماذا أصابك "
تمتمت بيأس لتعتدل بجلستها ثم أغلقت عينيها و هي تُلقى برأسها علي مسند الأريكة خلفها بتعب حتي قاطع راحتها صوت سيهون الذي يطرق جميع الأبواب بالداخل باحثاً عن هيبا فـ استقامت هي بجلستها
"هيبا أنتِ هنا؟"
صوته تعالي مرة أخرى و هو يطرق أحد الأبواب بالداخل فـ تركت سوشيل مقعدها و بيديها استندت علي كل ما يُقابلها إلي أن وصلت حيث الطُرقة الفاصلة بين الغُرف و أمام سيهون القلق كان هناك كلاً من بيكهيون و تشانيول يقفان أمامه قلقين من ملامحه المذعوره
" إلي أين ذهبت هيبا بهذا الوقت؟"
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top