7
start
شاب ثلاثيني يقف مُتخصراً و أنفاسه يلتقطها بصعوبه بينما يُراقب مساعديه يسحبان الجثة التي أحضرها منذ قليل و يضعونها فوق سرير ما و يبدأوا بإيصال تلك الأسلاك البلاستيكيه به عن طريق حقنه تتواجد بنهاية كل سلك منهم
" من أين أحضرته هذه المرة ؟"
وقف بجانبه سيده و هو يسأل ببرود فـ التفت إليه ذاك الشاب سريعاً و انحني إليه بإحترام
" تم نقله للمشفي بسبب ارتفاع مفاجئ بضغط الدم و..."
" هل رآك أحدهم و أنت تنقله إلي هنا ؟"
قاطع ثرثرته ليتحمحم بإحراج و هز رأسه نافياً
" لم يكن هناك من يساعدني لكن لحسن الحظ كاميرات المشفي مُعلقه منذ المرة الماضيه و لم يتم إصلاحها بعد "
تنهد الأكبر و التفت نحو الشاب الثلاثيني و سأله مرة أخري بهدوء
" ذاك الشاب من حادث سيارة الأجرة ، ألا توجد أية أخبار حوله ؟"
" لا ، مازلنا نبحث عنه لكن لم نصل إليه ...ربما هو خرج من أولسان بالفعل "
عقد حاجبيه بعدم رضا لما سمعه من الآخر لـيُبلل الأصغر شفتيه ثم قال بتوتر
" هل نبدأ بإستخدام المصل H أم ننتظر حتي إيجاد ذاك الشاب لنعرف مفعوله ؟"
نظر إلي سيده بفضول ليهز الآخر رأسه بعدم معرفة
" إنها المرة الأولي التي ألجأ فيها إلي شئ آخر في أبحاثي بعيداً عن العلم لذا أريد أن أعرف إذا نجحت التجربه هذه المرة أم لا ؟"
" إذاً فلنجربه علي ذاك الرجل "
صاح بحماس يقترح الأمر علي سيده قاصداً الرجل الذي أحضره منذ قليل فـ رمقه الآخر بإزدراء
" أقصد نحن نريد أن تنجح التجربه علي شخص ميت بالفعل و ذاك الشاب لم يكن ميتاً لذا استخدام المصل H علي هذا الرجل هناك سوف يكون أكثر دقة بالنسبة لنا... أليس كذلك ؟ "
أشار نحو الجثة المقصوده و رفع حاجبيه بنهاية حديثه مُحاولاً إقناع الآخر فهو قد مل البحث عن ذاك الشاب
" حسناً لكن لا تدعه يهرب منك و لا يقوم أي منكم بإيذائه "
" لا تقلق سيدي ، هو سيكون تحت عيناي حتي يستيقظ"
أردف بنبرة خبيثه و إبتسامة جانبيه تعلو ثغره ليلتفت بعدها نحو تلك الجثه و أشار إلي رجاله بالخروج و إقترب هو يحرسه كما أخبر سيده سابقاً ، فـ كانت ثواني فقط حتي أصبحت الغرفة فارغه من أي شخص
فقط هو و بضعة جثث هالكه
" يجب أن يكون الجميع خاضعاً لي و ليس لـذاك العجوز الضعيف "
_____________
" طبيب أوه ... سيهون إستيقظ "
سيهون إنتفض مفزوعاً و اعتدل يجلس علي الأريكه بينما يمسح علي وجهه
" لماذا أتيت بهذا الوقت و تركت سوشيل ؟"
سيهون عقد حاجبيه و أمال بعنقه إلي الجانبين كي يستعيد تركيزه ثم هز رأسه بالنفي
" سأبقي هنا ...الليلة برو.. بروفيسور ..لدي بعض العمل حـ حول قضية تلك الكائنـ ـنات "
" لا تُرهق نفسك و من الأفضل أن تعود إلي منزلك من حين إلي آخر "
البروفيسور نبهه بجدية كي يتوقف عن إرهاق ذاته فـ أومأ إليه سيهون و وقف من مكانه متوجهاً إلي الحمام
مرت أيام علي هذه الحاله... سيهون كل ما يقوم به هو العمل بالمُختبر مع بضعة ساعات قد يتخذها راحة ليغفو علي أريكة المكتب
هو حاول بقدر الإمكان تجاهل كل الأفكار التي تدور حول ذاك المنزل و من به
و ربما تكون هذه المرة الأولى التي ينزعج فيها من سوشيل بتلك الطريقه
فقط كيف تُلقي بكل تعبهم خلف ظهرها و تذهب لقتل زوجها السابق بسبب مقال سخيف مثل ذلك
هي تعرف الحقيقه و كذلك سيهون لذا الآن أو لاحقاً سوف يُثبتانها لأن تلك الكائنات لن تبقي لوقت طويل في الظلام
لكنها و بلحظة تسرع أرادت هدم كل شئ و هدم ماضيها، حاضرها و مستقبلها
بالمنزل هيبا كانت تجلس على طرف سرير والدها تقوم بالتغيير علي جرح أختها الأكبر بهدوء كما كانت تفعل بالأيام السابقه ، و سوشيل قد اكتفت بالفعل من تكرار إعتذارها
هاتف سيهون فقده بتلك الغرفه حينما هجم عليه تشانيول لذا سوشيل عجزت عن التواصل معه
الأجواء من حولها كانت فارغه ينقصها شئ ما
شئ مهم و شخص إعتاد أن يملأ فراغاً كبيراً في حياتها
سيهون لم يكن أبداً بدون فائده كما قال بل لطالما كان الجدار الذي تستند عليه سوشيل بأوقات ضعفها
و اليد التي تُحيط بها كي لا تقع
"لا تتسرعي، إجعلي ذاك الحقير يفقد صوابه و هاجميه بنقاط ضعفك أنتِ قبل أن يستغلها ضدك، أعيدي أوه سيهون إلى هنا و حينها يُمكنني مُسامحتك"
نبست بهدوء و نبرتها مالت للأمر و التشجيع كذلك لتبتسم سوشيل بخفه و أومأت سريعاً فـ رفعت هيبا رأسها تنظر نحو الأخري
"أكرهك لأنكِ حظيتي بأيام سعيدة مع والديكِ، أكرهك لأن حياتك يوجد بها شخص مثل سيهون يتقبلك كما أنتِ بغبائك و تهورك، لسانك البذيئ أحياناً و برودك و لا يهتم كونك مُطلقه و سكان أولسان جميعاً يعتقدون أنكِ فاقدة للعقل... أكرهك لأن هناك دائماً شخص بجانبك منذ طفولتك و حتى الآن بينما أنا كان يجب أن أعتمد على نفسي و أحافظ عليها من ذئاب أمي الجائعه... وحيدة و خائفه و حتي بالوقت الذي وجدت به أبي كنتِ تشاركيني حنانه غير مُكتفيه بالسنوات التي قضيتها معه... أكرهك لأنكِ قادره على النوم بينما أنا أمتلك أحلاماً أسوأ من الواقع الذي عِشته يوماً"
مسحت علي عينيها بخفه و تنهدت تُبعد أنظارها عن أختها الأكبر لتكمل بعبوس
" أكرهك لأنكِ تهتمين بحماية الآخرين للدرجه التي جعلتكِ تتركين وحشاً مثل ذاك الأحمق معي، أكرهكِ لأنكِ أنقذتيني منه بينما ذهبتي لتلقي بنفسك بالجحيم كي تتركيني وحيدة مرة أخرى... أنا أكرهك لأنني أعجز عن كراهيتك بعد كل ما فعلتيه و ما زلت أخشى خسارتك "
ضغطت جفنيها ضد بعضهما بقوة و إستسلمت لبكائها فـ اقتربت منها سوشيل بتردد مُحيطة إياها بذراعيها لتتنهد
" صدقيني هيبا أنني أحبك كثيراً بل لطالما فعلت و لم أكرهك لحظة واحده ، قد أكون غبيه أحياناً.. "
" بل دائماً "
قاطعتها بصوت مُتحشرج لتضحك سوشيل بخفه
" غبيه دائما ً ، و ربما تسرعت بتركك مع بيكهيون و أنا غير واثقه مما قد يفعله بك لكن لم أتمني أبداً أن يؤذيك هو أو غيره "
دفعت هيبا برفق كي تبتعد عنها ثم احتضنت وجنتيها لتكمل
" أنا أعيش فقط من أجلك ... أنت أهم من نجاحي و من حياتي بأكملها و خسارتكِ تعني هلاكِ "
دفعت سوشيل بعيداً عنها بخجل و وقفت من مكانها تُلملم عُلبة الإسعافات ثم تحدثت علي عجل دون أن ترفع عينيها نحو الأكبر
"حسناً إبتعدي فهذا مُزعج "
بخطوات سريعه إقتربت من الباب و فتحته علي حين غُرة لتري بيكهيون أمامها و يده مرفوعه بالهواء، كان علي وشك طرق الباب
إبتسم لها بإتساع لتعقد حاجبيها و دفعته من أمامها بضيق لتتوجه حيث غُرفتها
" لقد أخرجته إلي غرفة المعيشه كما طلبتي مني ، لكن هل متأكده أنك لا تريدين مني تقييده؟ "
" ليس هناك داعي لذلك بيكهيون "
هزت رأسها نافية بإبتسامة خفيفه لتقف بعدها من مكانها و هو اقترب يُساعدها
" لا يُمكنك القيادة بهذه الحاله ، هل أقوم بإيصالك؟ لا تقلقي لن أدع الشمس تلمسني "
" صديقي سوق يُقلّني و من الأفضل أن لا تفتحوا الباب إلي أحد أو تظهر أنت و تشانيول أمام أي شخص "
حذرته و هي تخرج معه حتي وصلت غُرفة المعيشه
" هيا بنا هيبا "
أشارت إلي الأخري بأن تذهبا و هيبا سريعاً أومأت و ركضت نحوها تتهرب من نظرات تشانيول المُخيفه
ما يقارب الساعه و نصف قد مر بينما بيكهيون يحاول تجنب نظرات تشانيول بتغيير قنوات التلفاز بعشوائية حتي وصل للقناة المطلوبه
" تبقي عشر دقائق "
بيكهيون همس بقلق و قدميه أخذت تتحركان بتوتر بينما عينيه ترمقان التوقيت المتواجد أسفل الشاشه و تشانيول علي الأريكة المجاورة له عاقداً حاجبيه بإستغراب لما قاله الآخر
" حسناً إستمع إلي و إهدأ و رجاءً كُن عقلانياً "
بيكهيون إلتفت بجسده نحو تشانيول و أشار إليه بكفيه أثناء حديثه بأن يهدأ و لا يتسرع ، و بعدم صبر تشانيول زفر ثم همهم إليه كي يبدأ الحديث
" منذ أيام تم إصدار تقرير حول قضية قتل ما و هو ما أغضب الطبيبة سوشيل "
إبتلع ريقه و إبتسم بتوتر ليكمل
" التقرير كان كاذباً لذا الطبيبة كانت علي وشك قتل زوجها السابق كونه الشخص الذي أمر بإصدار ذاك التقرير لكن بعد الهدوء و التفكير هي قامت بالتواصل مع البرنامج التلفزيوني الذي يقدمه طليقها و طلبت أن تظهر معه بتلك الحلقه و بعدها قامت بتحميل منشور علي صفحتها الخاصة تُعلن فيه عن ظهورها بتلك الحلقه "
الأطول همهم إليه كي يُكمل و لم يبدو و كأنه شخص يمكنه تمالك أعصابه
" كل ما عليك فعله هو مشاهدة تلك الحلقه و الإستماع إلي حديث الطبيبة بتمعن و من الأفضل أن تضع بإعتبارك حالتها الصحيه السيئة التي لم تبالي بها و ذهبت إلي هناك لإثبات براءة الزوج و الحفاظ علي الصورة النظيفة للزوجة الراحله "
بيكهيون وضع يديه علي وجهه سريعاً خوفاً من تشانيول لكن الآخر لم يُبدي أي رد فعل ، لديه شعور سيئ نحو حديث بيكهيون و كلمة الزوجين هو شك بأن يكون و زوجته الراحله المقصودين بها
ببطئ بيكهيون أبعد يديه عن وجهه و نظر نحو تشانيول ليري أعينه ترمقان الأرض بشرود فـ ترك أريكته و اقترب يجلس بجانب تشانيول ليرفع يده نحو رأس الآخر لكنه سحبها سريعاً خشيةً أن ينام بهذا الموقف
" رجاءً إستمع بهدوء و لا تتسرع "
ربت بتردد علي كفي تشانيول المُتشابكتين سوياً و إلتفت بعدها حيث شاشة التلفاز ليرفع مستوي الصوت و عاد بظهره إلي الخلف يتناوب النظر بين الشاشة و بين القابع بجانبه
~~~~~~~~~~~~~~
" أتيتِ وحدكِ اليوم ؟"
بعد إلقاء التحيه جون وجّه سؤالاً ساخراً نحو زوجته السابقه فـ إبتسمت هي ببرود و همهمت إليه
" كلاهما مشغول ، و لا أعتقد أن هناك داعي لتواجدهما فـ امرأة مُصابه و ضعيفة مثلي يُمكنها التغلب عليك بسهوله "
رفعت كتفيها بلا مبالاه قاصدة صديقيها سيهون و جيبوم ليضحك هو بصخب
" لطالما أحببت غرورك "
" تُدعي ثقة بالنفس سيد كانغ ، إنها الثقه التي تفتقر إليها أنت "
~~~~~~~~~~~~~~~
توقفت سيارة جيبوم بالقرب من المُختبر لينزل منها و توجه حيث يوجد سيهون بخطوات سريعه ...هو تقريباً كان يركض ليلحق بالآخر
" عُذراً أين سيـ ...اااه حسناً وجدته "
كان يسأل أحد زملاء سيهون عنه حتي لمح الآخر يدلف إلي المكتب بملامح مُرهقه
" ماذا تفعل..هـ هنا جيبوم ؟"
سأل بإستغراب و هو يقترب من مكتبه
" هذا هاتفك ، سوشيل طلبت مني أن أعطيك إياه "
همهم يدّعي اللامبالاه و سحب الهاتف من يد الآخر ليفتحه
إتصالات معدودة رآها من أشخاص مُختلفين و عدد مرات إتصال من سوشيل تعدت الثلاثون إتصالاً مع رسائل قد أرسلتها هي
" هل تشاجرتما ؟"
رفع عينيه يرمقه ببرود ثم نظر نحو الهاتف مرة أخري ليفتح الرسائل الواحده تلو الأخري مُتجاهلاً الرد علي جيبوم
( سيهون رجاءً أجب علي الهاتف )
( أنا حمقاء و مُتسرعه لكن لست أنانية و لم أُفكر بـ جوهيون بل بي ، بك ، جيبوم و حتي الباريستا )
( سيهون أنا أشعر بالفراغ في غيابك ، العالم مُخيف بدونك )
إبتسم بخفه للحظات ثم تمالك نفسه ليُحرك الرسائل إلي الأعلي و عقد حاجبيه لقراءة الرسالة التاليه
( سوف أذهب إليه ، لن أقتله و لن أتعامل بغباء بل سـ أهاجمه بطريقته ليس لأنه جوهيون بل من أجل زوجة الباريستا )
" أين سوشيل ؟"
سأل و تنهد يُغلق عينيه بنفاذ صبر ليتحمحم جيبوم
" أوصلتها منذ قليل إلي الاستديو الذي يُعقد به برنامج جوهيون ... اللقاء بدأ منذ ربع ساعة تقريباً "
بنهاية حديثه نظر إلي ساعته و أومأ ليزفر سيهون و سحب المعطف يرتديه مُغلقاً إياه حتي النهاية و وضع القلنسوة علي رأسه ثم سحب مفاتيح سيارته ليخرج و هو يتجاهل جيبوم
سيهون أدار الُمحرك و بأقصي سرعه هو قاد السيارة حيث موقع الإستديو وبين الحين و الآخر يزفر بتوتر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
" إذاً أنت تقول أنه قتل زوجته لأنها خائنه لكن لا يوجد دليل علي خيانتها ، لا يوجد دليل علي شجارهما سوياً و لا يوجد أي دليل علي أنه هو القاتل و لا يوجد أثر للزوج و بدلاً من التفكير أن مكروهاً قد أصابه ، أنت قلت أنه هرب "
ضحكت بصخب و مسحت دموعها الوهميه لتكمل
" اللقاء السابق قلت أن فيديو يتواجد به كائن ذو أنياب يلتهم عنق بشري لا يعني وجود كائنات غريبه و ليس بالدليل الكافي و طلبت من سكان أولسان عدم تصديقي و الآن تُريد منهم تصديقك بدون وجود حتي لو ورقه صغيرة تُثبت أقوالك و تشير إلي كون الزوجة خائنه ...أنت لا تمتلك أي دليل "
" هناك شهود متواجدين بين الحضور و قد شهدوا علي الشجارات المُتكرره بين الزوجين و ..."
" وااه ، عُذراً لمقاطعتك سيد كانغ جوهيون لكن هل تعتقد أن الشجار قد يليه القتل ؟ ... أشعر بالحيرة لماذا لم أقتلك بعدما خُنتني مع نصف نساء العالم و علي فراشي ، أو لماذا لم أقتلك بعدما أسأت إلي أكثر من مرة أمام المُشاهدين و بسببك أصبح الجميع يُشير نحوي قائلين أنني فاقدة العقل ...ما تتحدث عنه ربما يكون مجرد شجار بين زوجين و هذا أمر طبيعي "
رفعت حاجبيها مع إبتسامه ساخره علت ثغرها ليبتسم الآخر بتحدي و فرق بين شفتيه كي يتحدث لكنها سبقته قائلة
" المقال الذي نُشر احتوي علي جملة تقول أنك سوف تتحدث عن تلك الحادثه و علاقتها بالحوادث الأخري لذا أنا فضولية تجاه الإتهامات الموجهه نحوي أنا و ذاك الباريستا ... هل فجأة سوف أُصبح متواطئة معه و يكون هو القاتل المتسلسل أم أننا عصابة كبيرة تحتوي على أشخاص غيرنا "
مسحت طرف أنفها بقبضتها و هزت رأسها بسخريه
" نصيحة مني سيد كانغ فلتتذكر أنك إتهمته بقتل زوجته لأنها خائنه لذا إذا أردت توجيه تهمة أخري نحوه أو نحوي دعها تكون مُقنعه و مترابطة مع أمر الخيانه "
عينيها إتسعتا و شهقت لتكمل
" تعلم أحياناً الكاتب يُخطئ في كتابة السيناريو و هذا يجعله عُرضة للنقد السلبي و الهجوم "
إنتفضت بجذعها و إقتربت من طرف الأريكه بحماس قائلة
" ااه لقد نسيت أهم شئ "
إستقام جذعها بثقه و عقدت ذراعيها رافعه أحد حاجبيها بتحدي
"أمتلك شهود كانوا متواجدين بالمقهي بالليلة التي تسبق قتل زوجة الباريستا و جميعهم قالوا أن اللحظات الحميميه بين الزوجين كانت تُشعرهم بالغيرة و ذاك اليوم لم يكن مُختلفاً لكن آخر فتاة إلتقت مع الباريستا سوف تُخبرنا عن التفاصيل"
إستندت بجذعها إلي الخلف و إلتفتت نحو المتواجدين و حيث أشارت هي، إلتفت الجميع و علي رأسهم هيبا التي إتسعت عينيها حين رؤيتها صديقتها تدخل الإستديو بملامح مُرهقه و توتر واضح
" تشوي تشانسوك "
إنحنت أمام الكاميرا تُعرّف عن نفسها ثم نظرت حول المتواجدين بتردد لتعود بظهرها حيث سوشيل و جلست علي الأريكه المجاورة لها
" أليست صديقة أختك ؟ بالطبع و من أين قد تجدي شاهداً موثوق به "
شخر ساخراً فـ تجاهلته سوشيل و تحمحمت تشانسوك مُجيبة إياه
" صديقة أختها .. لكن في مقهي الباريستا بارك تشانيول أنا زبونة دائمه و ربما الكثيرين لاحظوا تواجدي هناك "
" أليست الطبيبه سوشيل غريبة بعض الشئ ؟"
كانغ جوهيون ضحك بصخب و إلتفت نحو الحاضرين بالإستديو ليكمل
" في البداية كانت تأتي مع ضابط متهم بقتل والدته ، و طبيب يُعاني من الإضطرابات و اليوم ..."
إبتسم بجانبيه و إلتفت نحو سوشيل التي بدت بارده و غير مُهتمه ثم تشانسوك التي رفعت رأسها نحوه و إبتسمت إبتسامه مُنكسره و ساخره
" مُدمنة مخدرات سابقه ؟"
سألته ترفع حاجبيها ثم ضمت شفتيها بتفكير
" الطبيبة سوشيل أخبرتني أنك حينما تجد الأمور تنقلب ضدك فسوف تسخر من الماضي خاصتي كي تُشكك الجميع بي و صدقني أنا لا أهتم إذا علم العالم أجمع أنني كنت مُدمنه مخدرات كارهة لحياتي ،كانت تأتيني نوبات أفقد بها عقلي و حتي أنني حاولت قتل نفسي عدة مرات إلي أن رأيت الباريستا بارك تشانيول "
إبتسمت بخفه تتذكر لقائهما الأول ، تسرد معرفتها به دون تفاصيل عميقه ، مشاعرها الصادقه نحوه و حتي مُراقبتها له بعد زواجه و إعترافاتها الفاشلة و لم تخجل من التحدث عن ثمالتها بتلك الليلة
" لقد رفض مشاعري بسبب حبه لزوجته و بذاك اليوم هو قال أنه يحبها هي و ليس أنا ، بارك تشانيول لم يعد إلي منزله تلك الليله و لا اليوم الذي يليه فزوجته ظلت تبحث عنه بكل مكان و بعض الجيران بقوا معها حتي غروب الشمس أي أن الجريمة وقعت بعد غروب الشمس و لم يري أحداً زوجها أبداً يدخل المنزل أو يخرج منه ... زوج السيده داك يونغ كان مفقوداً بالفعل قبل قتلها و لم تقع بينهما أي مُشكلة كما تقول أنت و هذه المعلومات تأكدنا منها من الجيران "
تشانسوك كانت ترتجف بداخلها من الخوف ، أن تُفصح عن مشاعرها الخاصة أمام العالم ليس أمراً مُحبباً ، لكن فكرة أن ذلك قد يُخفف ألم تشانيول و يُبعد تلك الإتهامات عنه جعلها تكتسب بعض الثقه
" تبدين مُثيرة للشفقه و أنت تحاولين تبرئة الشخص الذي تُحبينه "
جوهيون تحدث بدرامية مُبالغة و مسح عن عينيه دموعه الوهميه ثم صفق لها و أشار للحضور بأن يُصفقوا كذلك ففعلوا
" زوجته خائنه و هو مُتهم بقتلها ، لذا إذا ساعدتي في تبرئته هذا سيدفعه إلي قبول مشاعرك التي رفضها عدة مرات ...مسكينه "
~~~~~~~
بيكهيون رمق تشانيول من الجانب يتأكد من هدوءه الغريب فـ حتي أفكاره لم تكن واضحه إلي أن وقف من مكانه فجأة و بعقله جملة واحده تتعلق بالقتل ...قتل ذاك المُذيع أمام الجميع
جوهيون قد تمادي بالفعل و لم يتوقف لو للحظه عن الإساءة لزوجة تشانيول الراحله
لا بأس أن يقولوا عنه قاتل فهذه الحقيقه ، لكن داك يونغ لم تكن يوماً خائنه
" توقف "
بيكهيون سحبه من ذراعه كي يتوقف لكن بغضب أعمي تشانيول هو دفع بيكهيون ليقع أرضاً بقوة و إتجه هو نحو الباب
خوف بيكهيون تحول إلي غضب تفاقم حين رؤيته تشانيول يقترب من الباب بعقل يعجز عن التفكير بشئ آخر سوي تعذيب و قتل المدعو جوهيون
بلمح البصر بيكهيون وقف حاجزاً بين تشانيول و الباب ، صدره يعلو و يهبط بوتيرة سريعه غاضبة و أعينه الحمراء تقابل ذات اللون الأزرق الفاتح و الأحمر خاصتي تشانيول ، للحظات كلاهما تبادل نظرات الغضب و التحدي حتي إبتسم بيكهيون بجانبيه و رفع يديه في الهواء ليرتفع معها تشانيول
أعاد يده إلي الخلف قليلاً ثم وجهها إلي الأمام لتنبثق دائرة ضخمه بلون وردي خفيف شبيهة بالبخار دفعت تشانيول إلي الخلف ليرتطم ظهره بالحائط بقوة
" توقف عن التصرف بهذه الطريقة كي لا تقع بورطه و تسحب الطبيبة معك ، هي تحاول مُساعدتك ألا تفهم"
هسهس بحده و بملامح غاضبه اقترب من تشانيول رافعاً يديه في الهواء و مع حركة يديه كان جسد تشانيول يرتفع عن الأرض و وجهه يصبح أحمر مع إختناقه
" هي ليست خائنه "
همس بصوت مُختنق فـ دمعت عينيه بحزن
" تلك كانت طفلتي أنا ، صدقني "
انفجر باكياً و جسده أخذ يهتز فـ لانت ملامح بيكهيون و بدأ يعود إلي طبيعته بينما يخفض ذراعيه ببطئ حتي وقع أرضاً يلتقط أنفاسه بتعب و أمامه تشانيول انهار علي الأرض باكياً
" يمكنك أن تنتقم منه لكن ليس بهذه الطريقة "
بيكهيون همس من بين أنفاسه و ربت علي كتف الآخر بينما يُساعده في العودة إلي غرفة المعيشه
~~~~~~~~~~~~~
" ما بكِ طبيبه سوشيل ؟"
كانغ جوهيون أمال برأسه مُتسائلاً بعبوس فـ زفرت هي و إلتفتت تنظر بعيداً عنه
" طبيبه سوشيل "
ثلاثتهم و حتي الحاضرين جميعاً إلتفتوا نحو صوت شخص ما يُناديها لتقف من مكانها بصعوبه بسبب قدمها
كان شاباً صغير السن يجلس بين الجمهور و هي أشارت إليه بأن يتحدث فوقف من مكانه بتردد
" أريد قول شئ ما"
"يمكنك أن تأتي إلى هنا و تكمل المسرحية التي بدأتها هذه الطبيبة هنا"
جوهيون لوّح إليه و هو يصيح بسخرية مُشيراً بحديثه إلى أن سوشيل هي من حرّضت هذا الفتي علي الحديث
و سوشيل فهمت ما يرمي إليه الآخر لكن لم تُعره أى إهتمام فـ مشاعر سيئة راودتها نحو ذاك الشاب الصغير
هو إقترب منهم بتوتر و رأسه كان يلتف بكل مكان، لم يبدُ طبيعياً و بدا و كأنه يُعاني من اضطراب ما أو خوف مُبالغ
" لـ لي جايون... أنا من بوسان"
سوشيل همهمت إليه و أومأت لتقترب منه قليلاً كي تري ملامحه جيداً من أسفل تلك القلنسوة التي تُخفي وجهه فـ شهقت بصدمه
ذاك المدعو جايون رفع يديه يُبعد الغطاء عن رأسه فأمسكت سوشيل بيده بسرعه و هزت رأسها هامسه
" لا تفعل"
إبتسم بإنكسار و أبعد يدها ليبدأ بإبعاد القلنسوة عن رأسه ببطئ و خلفه جو هيون يتثاءب مُدّعياً الشعور بالملل
شهقات تعالت و همسات حينما توضح وجهه الذي قد احترق نصف بحروق طفيفه و كفه اليمني قد نال ظاهرها حروق بالغه
" منذ أيام كنت مع حبيبتي، كنا نحتفل بعيد مولدها و حين عودتنا..."
ابتلع ريقه و بلل شفتيه ليكمل بعبوس مُتجاهلاً نفي سوشيل و مطالبتها إياه بأن يتوقف
"هاجمتنا كائنات غريبة...لا أعلم ما الذي حدث لكنني رأيتها تسير بطريقة مريبه و كأنها زومبي بينما أنا..."
"عذراً لكن ما الذي يفعله فتي بوسان هنا في أولسان؟ طبيبه سوشيل ألم تقولي أنهم مصاصي دماء؟ من أين ظهر ذاك الزومبي؟"
جوهيون تدخل يسخر من حديث الشاب المُحطم مُثيراً غضبه بأسلوبه لكن جايون اكتفي بضم قبضته و التفت نحو الرجل المستفز هنا
" جدتي تعيش هنا و كنت أعيش معها سابقاً بسبب أعمال والداي لذا تعرفت علي حبيبتي هنا و أقوم بزيارة المدينه كثيراً... سيد كانغ أنا لا أكذب و لا أدّعي"
"بالطبع بالطبع أنت صادق"
أومأ إليه و إلتفت نحو الجمهور يضحك بسخرية ليبدأ بعضهم في الضحك و الآخرين قد اندمجوا بالفعل مع حديث ذاك الشاب و بدأوا بتصديقه
" إذاً و كيف مررت من بين الزومبي ذاك؟ هل يا ترى وجدت نفسك تمتلك قوي خارقه أم أنك... "
جايون سحبه من عنقه مُقاطعاً حديثه ليتدخل الأمن و الأسلحة توجهت نحو الشاب الأصغر سناً فـ اقتربت سوشيل تسحبه من ذراعه هامسه
"غادر المكان رجاءً"
"لن أغادر قبل أن يصدقوني "
صرخ دافعاً إياها لتقع إلي الخلف فسارعت تشانسوك لتسندها
" حبيبتي أصبحت وحشاً و حتي أنا أصبحت وحشاً بينما هذا الحقير يرفض التصديق و كل ما يفعله هو السخريه"
صاح يسحب شعر رأسه بهيستيريه و قدميه أخذتا تتحركان في المكان بعشوائية
"أنا... أنا استيقظت وجدت نفسي... وجدت نفسي مليئاً بالدماء، دماء شخص آخر و... و كنت... أنا.. "
هز رأسه بضياع و أخفض كفيه ينظر إليهما بينما يتذكر كيف كانت... ملوثه بالدماء و منظرها بشع و مخيف
" خرجت أبحث عن حبيبتي مُعتقداً أنه كابوس لكن أشعة الشمس كادت تقتلني... أنا... أنا وحش كنت أشم رائحة دماء جدتي و تنتابني رغبة في إمتصاصها"
ضحك بصخب و الدموع لوثت وجهه حتي أصبح كالمجنون
"طبيبة سوشيل أنا أصدقك و الجميع يجب أن يُصدقك... رجاءً ساعديني أنا...أنا لا أريد أن أعيش بهذه الطريقة... لا أريد أن أكون وحشاً "
اقترب من سوشيل و أمسك بذراعيها بقوة لتشهق بفزع و بكت بصمت بينما تري الصغير أمامها ينهار باكياً و يفقد أعصابه مع كل لحظة تمر
هو أتي يطلب النجدة منها و يطلب من الجميع تصديقها خوفاً من القادم لكن جوهيون مازال يُماطل و يُشتت المواطنين
" إهدأ، أنا سوف أساعدك"
سوشيل ربتت علي يده و همست بتوتر لتبتعد يديه عنها تدريجياً
" للحظه كنت سأصدقك لكن سـ أبدو غبياً لو إنخدعت بهذه الترهات فـ نحن..."
أعين سوشيل إتسعت و هي ترى جايون تتحول عينيه إلي الأحمر القاتم و أنيابه تبرز كما عروقه غضباً من كلمات الآخر المستفزه
هو إلتفت نحو جوهيون و زمجر بوجهه بغضب ليقترب منه سريعاً و حاصره بذراعيه يحكم الوثاق عليه
جعل من رأس جوهيون يميل و أنيابه برزت أكثر و بسبب منظره المُخيف
الفوضي عمت الاستوديو و الجمهور بدأ بالمُغادره تزامناً مع دخول سيهون الذي شعر بالخوف و الضياع بينما يرى الجميع يندفع في الطريق المعاكس له هاربين من المكان بصراخ مذعور
صوت الطلقات الناريه بالداخل أفزعت سيهون و كل ما دار بعقله أن سوشيل فعلت ما أرادته سابقاً
لكن ما رآه كانت جثة شاب صغير السن تُحيط به الدماء و قد نال رأسه رصاصتين بينما يسار صدره رصاصة و أعلي كتفه رصاصة أخري
الأمن أحاطوا بـ جوهيون لإخراجه من المكان بأمان، المخرج و مسؤولي البرنامج و حتي المصورين الجميع غادر خوفاً من ذاك الوحش
و لم يُفكر أي منهم بالشاب الصغير الذي قُتل نتيجة إهمالهم و تكذيبهم للحقيقة... هو لم يختر أن يكون كذلك
تشانسوك وقعت مُنهارة تبكي من بشاعة المنظر الذي رأته و قساوته بينما سوشيل جلست بجانبها تحتضنها بخوف و عينيها ترمقان الشاب الميت بحزن مكتوم و شفاه ضمتها بعبوس كي لا تبكي بضعف
"هيبا"
سيهون صرخ بذعر و هو يرى جسد هيبا يتهاوي بمكانه فـ ركض نحوها و إحتضن جسدها من الجانب قبل أن تقع أرضاً بصدمه و عقل غير مستوعب لما حدث
لم تكن فاقدة الوعي لكنها بدت كذلك
هو تلفت حوله يرى الفوضي التي عمت المكان و خلفه جيبوم دخل ينظر إلى المكان بإستغراب و عدم فهم حتي لمح سوشيل ليقترب منها دون أن تتوقف عينيه عن فحص المكان بصدمه
~~~~~~~~~~
بذاك المنزل و أمام شاشة التلفاز... تشانيول كان مصدوماً لما حدث
البث انقطع بعد تهاوي جسد ذاك الشاب أرضاً فاقداً الحياة
و ربما هذا كان أقسى ما رأته عينيه بعد قتله زوجته
ألم يُشفقوا علي حال الشاب الصغير؟!
ألم يشعر أي منهم بخوفه من كونه وحشاً؟ أليس من المفترض أن يساعدوه؟
" هل هذه نهايتنا؟"
بيكهيون سأل بصوت مُختنق فـ التفت إليه تشانيول ليري الآخر يكتم شهقاته بقبضته
"لا أريد أن أموت... ليس بهذه الطريقه... أنا لا أريد أن أكون وحشاً و لا أريد أن..."
ابتلع غُصته ثم هز رأسه بهيستيريه
"أريد أمي... أريد العودة إلى حضن أمي، أنا خائف "
بيكهيون إنكمش علي نفسه بجانب الأريكة و دفن رأسه بين قدميه ليزفر تشانيول بضيق و استند بجذعه ضد الأريكة ليسحب قدميه إلي صدره هو الآخر
" هو أراد الحياة... أراد أن يعيش كـ شخص طبيعي"
تشانيول همس بشرود و علي أثر ما قاله بيكهيون انفجر باكياً... هو بكي بصوت عالٍ و كأنه طفل صغير و تشانيول شاركه البكاء لكن بصمت و تلك لم تكن حالتهما فقط فـ هناك الكثير ممن شاهدوا الحلقة مثلهما و رغم أن من قُتل كان وحشاً إلا أنه أراد العودة لطبيعته رافضاً ما وصل إليه
في السيارة... سيهون رفض ذهاب جيبوم معهم خشية أن يكتشف وجود تشانيول و بيكهيون بمنزل سوشيل
بجانبه سوشيل كانت تجلس و رأسها يستند ضد النافذة تُراقب ما خلفها بشرود
بينما بالخلف تشانسوك كانت تبكي بصمت و تحتضن جسد هيبا بقوة و يديها لم تتوقفا عن الإرتجاف بخوف
السيارة توقفت أمام منزل تشانسوك لتضع يدها على المقبض كي تفتح الباب
" على الأقل تعالي معنا اليوم... لا أعتقد أنكِ قادره علي البقاء وحدك"
"هذا أفضل لي و للجميع"
إبتسمت بإنكسار و طبعت قبله علي جبين هيبا لتفتح الباب و خرجت بعدها متوجهة إلى منزلها
سيهون قاد السيارة بعدها حيث منزل سوشيل و طوال الطريق هو التزم الصمت كما فعلت هي فلا يوجد ما يُقال بهذا الموقف
ليلة طويله قضاها الجميع، جميعهم صامتين و جميعهم خائفين
كل منهم اتخذ من وسادته ملجأً لـدموعه و تشانيول لم يعترض أو يتحدث هو فقط وجد نفسه يعود إلى غرفة والد الفتاتين حيث كان متواجداً حين تواجده بأول يوم، فكرة ترك المنزل اختفت من عقله و البقاء لم يكن خياراً
بيكهيون ظل بمكانه بغرفة المعيشه يُراقب التلفاز بشرود و عينيه تذرفان الدموع بصمت
هو مسح على عينيه سريعاً حين شعوره بـ هيبا تفتح باب غُرفتها بأفكار مُشوشه
و برأسها هي أطلت تنظر خارج الغرفه بتردد ثم أخرجت جذعها لتخرج بعدها بجسدها و توجهت نحو المطبخ
وقفت هُناك تصنع القهوة بينما تُراقب ظهر بيكهيون بحزن ثم تنهدت لتصب كوبين من القهوة و إقتربت تجلس بجانبه و مدت أحد الكوبين نحوه فأمسك به و ابتسم بسخريه
" تشعرين بالشفقة نحوي؟" "
عقدت قدميها سوياً و سحبت الوساده تضعها علي قدمها لتستند علي بمرفقيها ثم همهمت بالنفي
" تفهمت اليوم... كما أنا خائفه أنتم خائفين و ربما أكثر مني لذا ادعوها استيعاب الواقع و ليس الشعور بالشفقة "
قهقه بإنكسار و إحتضن كوب القهوة بيده جيداً
" قلبي يؤلمني "
بيكهيون همس مُجعداً وجهه بألم و يده الحره إرتفعت تُمسد يسار صدره ليشهق باكياً
"سيـ سيهون و سوشيل سوف يساعدانك... بل سيساعدان الجميع، أنا واثقه "
همست بخفوت و رفعت يدها بتوتر تُربت على كتفه
" أبعديها"
همس لتتوقف يدها في الهواء و سحبتها بعيداً عنها بإحراج
"رائحتها قوية كما عُنقك... يصعب علي السيطرة على نفسي حين إستنشاق رائحتها لذا... "
تنهد و إلتفت إليها يزفر بإنزعاج
" كم مرة أخبرتك أنني لا أريد إمتصاص دمائك... هي فقط رائحتها ما تستهويني لكن لا رغبة لي بتذوقها"
"توقف عن قراءة أفكاري فهذا غير مُريح"
ضيقت عينيها بعدم رضا و إبتعدت تترك مسافة أطول بينهما حيث التصقت بجانب الأريكه
" لا يمكنني السيطرة على تلك القوي الغريبه التي أملكها لذا لا تلوميني "
_____________
بالداخل حيث غرفة سوشيل... هي كانت تجلس على السرير و علي الطرف سيهون الذي يضع قدمها فوق فخذيه يُغير لها الضمادة حول الجرح
" سيهون"
همهم و هو يدّعي تركيزه علي ما يفعل فقط كي لا ينظر نحوها
هو لم يلحظ نظرات الشك خاصتها الموجهة نحوه و لا يُدرك الأفكار السوداوية التي تراودها تجاهه
"يدك لم تعد ترتجف"
توقف قليلاً عما يفعله ثم همهم و عاد يكمل قائلاً بهدوء
"هـ هذا يحدث أ أحياناً... "
"لا تدّعي التلعثم أمامي فهذا يُثير شكوكي و مخاوفي نحوك أكثر "
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top