6
Start
هدوء غريب عم بالغرفة المتواجد بها جسد تشانيول بعدما كانت الغرفة صاخبه بسبب صراخه و نحيبه ... كان نائماً و صوت شخير خافت يصدر عنه بينما أمامه بيكهيون يجلس أرضاً و يمسح علي رأسه بخفه كي ينام الآخر
بدت صوره لطيفه كوالدة و طفلها الصغير عكس ما كانوا عليه فقط قبل ساعات
آثار البكاء كانت واضحه علي وجه تشانيول، و ذراعيه داميتين اثر تحركاته العشوائية سابقاً و هو يحاول التخلص من تلك القيود... فقط مجرد أجزاء هي الواضحه من ذراعيه كانت كفيله بشرح ما تعرضت له
و بيكهيون كلما حاول الإبتعاد عنه سوف يجده يفتح عينيه... و كأن لمسات بيكهيون علي رأسه هي المخدر الذي يدفعه للنوم دون شعور بما حوله
باب الغرفة فُتح ببطئ و بيكهيون التفت نحو الباب يعرف هوية الشخص المُتطفل مسبقاً
تشانسوك أطلّت برأسها تنظر نحوهما فأومأ إليها بيكهيون كي تقترب فدخلت هي و معها علبة الإسعافات الأولية... هي جلست بجانب بيكهيون أرضاً ليهمس هو
"فقط احرصي أن لا يستيقظ"
همهمت و مدت يدها نحو ذراع تشانيول حيث أكمام قميصه الممزقه بسبب تخبطاته و أسفلها الدماء الناجمه عن جروحه
وضعت أحد كفيها تحت خاصته لتحتضنه برفق متشبثة بإبهامه و رفعت كفه قليلاً كي يرتفع ذراعه عن الغطاء، بعدها بدأت بتمزيق أكمام قميصه من أجل تطهير جروحه
و رغم أن الأمر كان مؤلماً إلا أنه لم يستيقظ أو حتي تتجعد ملامحه ألماً
بدا هادئاً مثل الباريستا بارك تشانيول الذي عرفته هي لسنوات و ليس ذاك الوحش الذي حاول قتلها
"لماذا ستغادرين؟"
بيكهيون تطفل علي أفكارها الخاصة و سأل بإستغراب فرفعت رأسها نحوه و زفرت بغير راحه لقدرته علي قراءة كل ما يدور بعقلها
"هذا ليس منزلي... و أيضاً تواجدي بجانب تشانيول يزعجه لأنه يراني السبب بقتل زوجته لذا من الأفضل لـ كلينا أن أبتعد أنا و اخرج من حياته "
تنهدت بعدما انتهت من تضميد جروحه ثم وقفت من مكانها قائلة بهدوء و عينيها تنظران إلى يدها المضمده هي الأخري
"حصلت علي هذا الجرح حينما هاجمني و أوشك علي قتلي، لذا كلما شعرت بالضعف و أردت العودة الي هنا فسوف أنظر إليه لعله يوقظني من غفلتي و يعيد لي صوابي لأُقدّر حجم المصيبة التي قد تقع إذا رآني مرة أخرى"
رفعت عينيها تنظر نحو بيكهيون بنهاية حديثها و إبتسمت بتصنع لتكمل
" لا أعرف ماهيتك، لكن أياً كنت... رجاءً لا تؤذي هيبا "
إنسحبت تخرج من الغرفة بعدما ألقت نظره أخيره نحو تشانيول، و لم تتمكن دموع هيبا و بكائها من إيقاف تشانسوك
بالنهاية هي تركت منزل صديقتها و عادت إلى منزلها الخاص تحبس نفسها بغرفتها تبكي لكل ما يحدث
هي لم تتمني موت زوجته، و لم تكن السبب لكنها فجأة تشعر بأنها كذلك
بعد عدة ساعات، غروب الشمس قد اقترب، و سيهون كان قد انتهى من العمل و عاد إلى منزل الأختين
وضع يده علي زر الجرس و أبعدها سريعاً ليفتح له بيكهيون الباب ثم أفسح له المجال كي يدخل
"رائع، المنزل لم يتدمر"
ضحك ساخراً و بيكهيون قلب عينيه بملل و لحق بسيهون حيث تشانيول
"هو مازال نائماً؟"
"لا لقد استيقظ سابقاً، كان يبكي و يصرخ بأن أقتله كي يتخلص من عذابه حتي ربت علي رأسه فبدأ يهدأ و نام كما تري أنت"
بيكهيون شرح بهدوء و اقترب يجلس بجانب تشانيول الذي بدأ يفتح عينيه ببطئ
فرق بين جفونه بتعب و حُرقة بليغه شعر بها بأطراف جفنيه بسبب بكائه
شفتيه اهتزتا تنذران ببكائه مرة أخرى فأسرع بيكهيون يمسح علي رأسه بينما يهمس بخفوت
" لا صغيري، لا تبكي... كل شئ بخير لذا لا تبكي"
"عذراً؟... ما الذي حدث في غيابي؟"
سيهون ضيّق عينيه بشك و بيكهيون أشار إليه بأن يصمت ثم عاد ينظر إلى تشانيول و إبتسم بخفه بينما يرى جفون الآخر تلتصق و صوت شخيره الخافت خرج منه مرة أخرى
"سوف أذهب لأطمئن علي سوشيل "
همس بإستغراب و هو يرى نظرات بيكهيون الغريبه نحو تشانيول و اتجه هو حيث غرفة سوشيل
طرق الباب بخفة و دخل ليري هيبا تجلس علي طرف السرير بجانب سوشيل و معها بعض الطعام بينما تحاول إفاقة أختها الأكبر
"أهي بخير؟"
"أعتقد"
إختصرت الرد عليه و مسحت علي رأس الأخري ليتنهد سيهون و اقترب يجلس على الجانب الآخر
"سـ ستكون سعيدة... حينما تراكِ بجانبـ ـها"
هيبا رفعت رأسها نحوه ببرود و رمقته بنظرة فارغة ثم أعادت نظرها حيث أختها النائمة
"لا أريدها أن تموت، لكن لن أنسى أبداً أنها تركتني مع ذاك الوحش وحدنا بالمنزل دون اهتمام لي"
أبعدت صينية الطعام قليلاً عنها ثم وقفت من مكانها و التفتت نحو الباب قائلة ببرود بينما تتحرك قاصدة الخروج من الغرفة
"أطعمها أنت فلا داعي لوجودي"
أغلقت الباب خلفها ليتنهد سيهون بضيق، بعدها أخفض رأسه حيث تنام سوشيل
" هي تُحبكِ كثيراً كما أفعل أنا "
تمتم و انحني برأسه يطبع قبلة علي جبينها لتلك النائمه ثم ابتعد عنها ليحاول إيقاظها كي تتناول الطعام و للتغيير علي جرحها و حتي تناول الدواء
في مكان آخر حيث منزل ضخم لا يوجد به سوي طفل السابعه و جده العجوز مع خادمتين
الصغير فتح عينيه مُنتفضاً علي صوت مُخيف بالخارج ...صوت امتزج فيه صراخاً خائفاً مذعوراً مع أصوات أخري جائعه لا تمد لصوت البشر بـ صله
غرفة الصغير لم يكن بها سوي إضاءة خافته لذا هو نزل عن السرير و سار ببطئ نحو الباب حتي سمع صوت صراخ آخر قادم من الخارج فـ إنتفض يشهق بفزع
" ما هذا ؟"
تمتم بخوف ثم اقترب بتردد من النافذة و صنع شق صغير بين الستائر لينظر إلي الخارج من حيث مصدر صوت الصراخ
مجموعة من الأشخاص كانوا مُجتمعين بمكان واحد فـ ضيق عينيه يُتابع ما يحدث بفضول حتي رآهم يبتعدون عن ذاك المكان و كل منهم يسير في إتجاه مختلف
معظمهم لطخت الدماء وجهه وثيابه و آخرين امتلكت ملابسهم آثار دماء قديمه
بمجرد أن إبتعدوا من ذاك المكان ، الصغير شهق و وضع يديه علي فمه سريعاً يمنع صوت صراخه من الخروج عند رؤيته لأربعة أجساد لشباب رياضيين يرتدون زي كرة السله و فتاه ضئيلة الحجم ترتدي ثياباً بسيطه
و الأجساد الخمسه كانوا علي الأرض غارقين بدمائهم
" هل قتلوهم؟"
تمتم مرة أخري و تحرك قاصداً الخروج لإنقاذهم لكنه عاد سريعاً حينما لمحهم يتحركون
الواحد تلو اخر فتح عينيه و انتفض عن الأرض بحركه غير طبيعيه ليقفوا بالقرب من بعضهم بأجساد تميل إلي أحد الجانبين
تنفس الصغير اضطرب و تراجع إلي الخلف ببطئ خوفاً من إصدار أي صوت حتي فتح أحد تلك الكائنات فمه مُصدراً صوتاً مُخيفاً و البقية قلدوه لتتفاعل أصواتهم سوياً و تُصبح أكثر إخافة
فتراجع الصغير بينما يصرخ بفزع ليقع أرضاً و بدون إنتظار هو ظل يزحف حتي تمكن من الوقوف ليركض بجسد يرتجف حتي وصل إلي غرفة جده و استلقي بجانبه دافناً نفسه بين ذراعيه
" ما بك صغيري ؟"
" وحوش ،إنـ إنهم مخيفين "
الصغير همس بخوف و تشبث بالعجوز ليتثاءب الآخر بنعاس و إحتضن حفيده ليربت علي ظهره بخفه
" لا تقلق صغيري إنه مجرد كابوس مُزعج"
___________
"عذراً ، أردت فقط إخبارك أن ذاك ...أقصد تشانيول إستيقظ "
بيكيهون تحدث بإحراج بينما يصنع شقاً صغيراً بالباب خاصة غُرفة سوشيل
و سيهون إلتفت نحوه بإستغراب من تصرفات الآخر ثم همهم إليه بتفهم و مسح علي شفتي سوشيل ليضع صينية الطعام جانباً ثم مسد وجنتها بـ رقه
" سـ سوف أنادي هيبا ...من أجلك "
" لا بأس يمكنني أنا البقاء معها و أهتم بها فـ كما تعلم هي ساعدتني و أنا حقاً ممتن لها "
بيكهيون تحدث سريعاً قاصداً التهرب من الإجتماع مع المدعو تشانيول
" إذا إنـ نتهيت دعنا نذهب للإطمئنان ... عليه "
ببرود هو تحدث و سحب بيكهيون من ياقته متوجهين نحو غرفة تشانيول
و ذاك الأجنبي تصنع البكاء و كأنه يتم سحبه نحو نهايته ... ليس و كأنه كان يُربت علي رأس تشانيول طوال اليومين الماضيين و حتي منذ دقائق قليلة
سيهون دخل الغرفة و بيكهيون لحق به بعبوس لطيف و أكتاف مُترهله ، الأطول سحب كُرسياً و جلس عليه ليجلس بيكهيون علي طرف السرير عاقداً ذراعيه إلي صدره و قدميه عُقدتا سوياً
"سيد بارك"
سيهون همس بخفوت يجذب انتباه تشانيول، لكن الآخر كان شادراً في الفراغ بأعين حزينه دامعه و لم يبدو أبداً و كأنه يسمعه أو حتي مُدركٌ لتواجدهم
"هو يُفكر بزوجته الراحله"
بيكهيون حرك شفتيه بهمس خافت كي لا يسمعه تشانيول، و سيهون همهم بتفهم ثم إقترب من ذاك النائم و هزه قليلاً فـ شهق تشانيول بخفه و نظر إليه بنظرات تائهه
"أيمكننا أن نتحدث قليلاً بشأن ما حدث؟"
"قتلتها"
همس بإبتسامة مُنكسره و ضم شفتيه باكياً بـ حُرقه، و علي أثر ما يدور بعقله بيكهيون عبس و ضم شفتيه هو الآخر كي لا يبكي
"يُمكنني تفهم مشاعرك لذا رجاءً ساعدني في حل هذه المُصيبه قبل أن تتفاقم"
سيهون وقف من مكانه بينما يتحدث بهدوء ليفك وثاق تشانيول
بينما بيكهيون عينيه اتسعتا بصدمه و أمسك بذراعه سريعاً لإيقافه عن فعل ذلك
"ماذا تفعل أنت؟ هكذا سنقع بورطة حقيقيه"
و ما كان علي سيهون سوي أن دفع يدي الأقصر منه بخفه و أكمل ما كان يفعله
" تفهم مشاعري!"
تشانيول شخر ساخراً و نبرته لم تخلو من آثار البكاء
اعتدل بتعب و ظهره استند ضد مسند السرير الذي قد كُسر نصفه تقريباً بسبب بيكهيون سابقاً
هو تبادل النظرات بين بيكهيون و سيهون بسخريه ليضحك بعدها
"تقول أنك تفهمني ها؟!"
هز رأسه هامساً يُردد جملة سيهون السابقه و بدون سابق إنذار هو هجم عليه و اعتلاه ليقع كلاهما على الأرض بعيداً عن الكرسي الذي كان يجلس عليه سيهون
" يااا ما الذي تفعله أنت؟ توقف رجاءً"
بيكهيون ركض نحوهما سريعاً مُحاولاً إنقاذ سيهون من بين يدي تشانيول و تشبث بخصره يرفعه بعيداً عن جسد الرجل الغاضب الذي يعتليه لكن تشانيول دفعه بعيداً و حاصر عُنق سيهون بكلا كفيه
" أنت لا تفهم شئ "
هسهس بحده و أحكم قبضتيه حول عنقه لـ يَسعُل سيهون و ملامحه تجعدت بألم
" رجاءً توقف عن ما تفعله "
بيكهيون همس بخوف فـ نظرات تشانيول كانت مُخيفه و عينيه ذات اللونين الأحمر و الأزرق الفاتح تُشيران إلي تحوله إلي كائن آخر يقتل بلا رحمه
" قلت أنني قتلت زوجتي و طفلتي ، قتلت بنفسي المرأة الوحيده التي أحببت لكنك لا تسعي سوي لتحقيق نجاح آخر .... و تقول أنك تفهمني "
صرخ بنهاية حديثه و ترك عنق سيهون يدفعه بعنف ليرتطم رأس الآخر بالأرض بقوة
سيهون زحف بجسده نحو الحائط و ارتفع بجذعه يستند به ضد الجدار وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه ، و عينيه راقبتا جسد تشانيول المُهتاج و هو يسير نحو الباب قاصداً الهروب من ذاك المكان و البحث عن مكان آخر يحتوي علي ذكريات زوجته و رائحتها
" أبي قتل أمي ... أمام عيناي "
سيهون تحدث سريعاً و همس بنهاية حديثه ليتوقف الآخر عن فتح الباب و أمسك بالمقبض بقوة
" رأيته يلتهم عنقها حتي تحولت لوحش مثله و أنا لم يكن بيدي سوي البكاء و عجزت عن إنقاذ أي منهما "
مسح علي عينيه بقوة و مرر لسانه علي شفته السفلي ثم عض عليها بخفه يمنع نفسه من البكاء
" كل ما استطعت فعله حينها هو البكاء حتي فقدت وعيي و ها أنا الآن أحاول وضع حد لتكاثر تلك الكائنات كي لا نخسر المزيد "
وقف من مكانه بصعوبه و اقترب من تشانيول حتي وقف خلفه مباشرةً ليكمل بضعف
" النجاح لن ينفعني بهكذا أمر و لم يكن هدفي من البداية، بل هدفي أن يتوقف ذاك الكابوس، أنا أختنق بينما أرى الجميع يقع من حولي و أنا عاجز عن فعل شئ لهم... سيد بارك أنت لست الخاسر الوحيد هنا "
هز رأسه بنهاية حديثه و هو ينفي بحده اتهامات تشانيول نحوه و التي لم تُشر سوي إلي كونه شخصاً أنانياً يسعي لتحقيق مطامعه الخاصة ليس أكثر
" الطبيبه سوشيل تُريد قتل شخص ما "
بيكهيون رفع رأسه نحوهما بأعين مُتسعه و أفصح عن ما سمع من أفكار تدور بعقل سوشيل ، و سريعاً سيهون دفع تشانيول من أمامه ليركض إلي الخارج باحثاً عن سوشيل
"هل والديه حقاً...؟"
تشانيول سأل بشرود و هو ينظر نحو الأرض ثم رفع رأسه نحو بيكهيون فـ هز الآخر رأسه نافياً معرفته لحقيقة الأمر
"ما هذا ؟"
بيكهيون سأل بهمس و تبادل نظرات الإستغراب مع تشانيول حين سماعهما لصوت صراخ قادم من الخارج و حينما تكرر الصوت كلاهما ركض سريعاً نحو مصدره و توقفا عند رؤية سيهون يقف أمام باب المنزل من الداخل و أمامه سوشيل التي بدت مُستعدة للخروج
" كيف تركتي سريرك بهذه الحاله ؟ هل فقط كل ما تفكرين به كيفية الإطاحة به ؟"
سيهون سألها بصدمه و هز رأسه بعدم تصديق لتصرفات الأخري
" ماذا يحدث هنا؟"
هيبا خرجت من غرفتها هي الأخري لتنتفض حين رؤيتها كلاً من بيكهيون و تشانيول يقفان أمامها فـ أمسك بيكهيون بذراع تشانيول ليبتعدا عن رائحة خوفها
و لحركته تلك تشانيول رمقه بحده و ابتسم هو ببلاهة بوجهه
" سابقاً بكيتي نادمه علي تركك هيبا مع شخص لا تعرفين ماهيته و رغم أنك مخطئة إلا أنني حاولت تفهمك مُعتقداً أنك تريدين إنقاذ الأوضاع بأي طريقه لكن الآن فقط اكتشفت أنني كنت أحمقاً فـ أنتِ لا تُفكرين سوي بنفسك ... أنتِ أنانية سوشيل و أنا مصدوم من ذلك "
بلل شفتيه ليبتسم سخرية علي تفكيره و أنها قد تتحدث أو تعتذر علي غبائها لكن سوشيل منذ البدايه مُكتفية بالبكاء
" اذا كنتِ قادره علي إتخاذ القرارات بنفسك فهذا يعني أنه لا داعي لوجودي ، اتخذي قراراتك بنفسك و أنقذي أولسان بنفسك لأنه من الواضح و منذ البداية أنني لم أكن ذو قيمه بالنسبة لكِ "
دفعها بعيداً عنه بنهاية حديثه فوقعت أرضاً و صرخت بألم من قدمها المُتأذيه
و للحظة ملامح سيهون لانت و تقدم منها لكنه استعاد صوابه سريعاً و خرج من المنزل صافعاً الباب خلفه بقوة جعلت من أجساد الجميع تنتفض بفزع
بيكهيون و هيبا سريعاً اقتربا لمساعدة سوشيل كي تدخل غُرفتها و الأخيرة لم تتوقف عن البكاء و النحيب ، بينما تشانيول كان يسير خلفهم مُغيب العقل لا يفهم ما يحدث و لا يدري أيجب عليه هو الآخر أن يرحل أم لا
" من يكون جو هيون ذاك ؟"
بيكهيون سأل بتردد بعدما ساعد سوشيل في الاستلقاء فوق سريرها ، و هيبا دون أن ترفع رأسها نحوه أجابت بهمس خافت
" يكون زوجها السابق "
أشارت علي سوشيل بنهاية حديثها و بيكهيون مرة أخري سأل بفضول
" و لماذا أرادت قتله ؟"
أعين هيبا إتسعت و التفتت ترمق أختها التي تبكي بصدمه لترفع عينيها نحو بيكهيون
هيبا وضعت كفها علي عنقها حيث جرحها الذي تسبب به بيكهيون من قبل و تراجعت خطوتين حينما لمحت نظرات بيكهيون المُتمركزة نحو عنقها ليستعيد الآخر وعيه و نفي بيديه سريعاً
" صدقيني أنا لن أقتلك و لن أفعل شيئاً "
إبتسم بتوتر و أعاد عينيه إلي سوشيل مُحاولاً بصعوبه تجاهل رغبته بـ الإلتصاق بـ هيبا الآن و إستنشاق رائحتها
" أسفه "
سوشيل همست بصوت مُتحشرج و رفعت رأسها حيث يقف تشانيول ليعقد هو حاجبيه بإستغراب
" أقسم أنني أردت المساعده لكنني فشلت "
وضعت كفيها علي وجهها و إنفجرت باكيه ليقترب بيكهيون بتردد من هاتفها و غير متأكد من أفكار الأخري المُتداخله
سحب يد سوشيل كي يُمرر إصبعها حيث يجب أن تُقرأ بصمته بعدها رفع الهاتف أمامه ليري المقال الذي أفقدها عقلها هكذا و أعين بيكهيون اتسعت بينما يقرأ ما كُتب به ليلتفت نحو تشانيول
" ماذا هناك ؟"
طرف شفتي بيكهيون ارتفع يبتسم بتوتر بوجه الآخر ثم اقترب من تشانيول بتردد و احتضن رقبته جاعلاً إياه ينحني إلي مستواه ثم أخذ يمسح علي رأسه بخفه
" يااا ما الذي تفعله ؟"
تشانيول هسهس بحده و حاول دفع الآخر عنه ليتشبث به بقوة
" كم أنت طويل ولطيف "
بيكهيون دندن بخفوت و صوت لطيف ليتثاءب الآخر و تدريجياً جسده بدأ ينخفض حتي وقع أرضاً بحضن بيكهيون
" تلك القيود التي استخدمها الطبيب هناك بالغرفة ، أحضريها رجاءً "
طلب برجاء من هيبا فأومأت إليه بـ تيهٍ و ركضت حيث غرفة والدها
هي للحظات تجمدت بمكانها تراقب الفوضي التي أصبحت بها الغرفة لتهز رأسها نافيه و سحبت القيود الحديديه و عادت بها إلي غرفة سوشيل
" ماذا تفعل به؟"
هي سألت بخوف
" عذراً أيتها الطبيبه لكن أكملي بكائك بمكان آخر لأنني بحاجة إلي هذا السرير في الوقت الحالي "
وقف من مكانه بعدما أبعد رأس الآخر عن صدره بصعوبه
إحدي يدي بيكهيون ظلت تُمسد علي رأسه لـ تشانيول بينما الذراع الأخري إلتفت حول كتف الشاب الضخم هنا
و بصعوبه هو سحبه معه حيث السرير ليضع جسده فوقه و زفر بعدها بإرتياح
" إذا رأي ذاك المقال سوف يغضب و يقتلنا جميعاً فـ أنتم لم تُشاهدوا ماذا فعل بالطبيب سيهون"
أجاب تساؤلاتهم و أشار إلي هيبا نحو القيود لتومئ بسرعه و إقتربت تساعده في تقييد الآخر بينما سوشيل إكتفت بتمسيد رأس تشانيول كما طلب منها بيكهيون
" لا ترفعي يدك "
حذر سوشيل مُشيراً إليها بسبابته ثم سحب هاتفها مرة أخري و بفضول هيبا وقفت خلفه تقرأ ذاك المقال
********
لقاء مع المُذيع المحبوب كانغ جو هيون و حديثه عن قضية قتل نتيجة للخيانه
وردت أخبار عن مقتل إمراة بمنتصف العشرينات نتيجة خيانتها زوجها و شكه في نسب الطفل الذي تحمله زوجته برحمها و بعد تأكده من خيانتها هو قتلها بوحشية يُرضي غروره ، و بدون رحمه هو تخلص من صغير نتج عن خطيئة
موعدنا الأربعاء الثانية ظهراً مع كانغ جو هيون يسرد لنا تفاصيل الحادثه و علاقتها بالحوادث المُتكرره مؤخراً بمدينة أولسان المحبوبة
*******
المقال كان مُرفقاً بصور للباريستا بارك تشانيول و قد حملت إسمه يسبقه كلمة "القاتل "
" لذلك أرادت قتله "
هيبا همست بخفوت ليلتفت إليها بيكهيون ، و حين رؤيته المسافه بينه و بينها تكاد تنعدم هو إبتسم بخفه
" هل توقفتي عن الخوف مني ؟"
انتفضت مُبتعدة عنه و تركت بينهما مسافة لتتجاهل النظر نحوه ، بينما سوشيل اقتربت منه و هي تجر خطواتها نحوه بصعوبه لتسحب الهاتف
" جو هيون سوف يتهمني بالتواطئ مع القاتل ، ليس أنا فقط بل حتي سيهون و جيبوم ، و هذا الباريستا قد يتحمل عبء جميع القضايا السابقه و تتشوه صورة زوجته ... جو هيون شيطان و أنا أعرف كيف يعمل عقله البذيئ "
همست كي لا يسمعها تشانيول و بين حديثها تخللت شهقه تقاطعه
" لا أعرف ما الذي يجب أن نفعله لكن ... الطبيب سيهون يجب أن يعود "
سوشيل تنهدت بعبوس إثر حديث بيكهيون لتعقد حاجبيها بينما تتذكر حديث سيهون ... لماذا بدا طبيعياً ؟
" ماذا حدث ؟"
صوت تشانيول الغاضب لفت نظرهم ليلتفتوا إليه
" ماذا فعلتم بي؟"
" خشيت أن تهرب "
بيكهيون قهقه ببلاهه و حك مؤخرة رأسه حينما لمح الغضب بنظرات الآخر ..لكن هي حجة مُقنعه نوعاً ما
" فك قيودي "
"ليس قبل عودة الطبيب ، أقصد في حالة تحولت أنت أو كلينا ستكون كارثه "
__________
بعد دقائق طويله ما بين تهدئة غضب تشانيول من تصرف بيكهيون الذي اعتقده الآخر طفولياً و بين محاولة بيكهيون من طرد هيبا من الغرفة بسبب رائحة خوفها التي تجعله يفقد صوابه
هو خرج من غرفة سوشيل تاركاً تشانيول بالداخل ينام بعمق و صوت شخيره يظهر خافتاً بين الحين و الآخر
زفر براحه ثم ضحك بعدم تصديق و هو يتذكر كيف سقط الآخر نائماً أثناء صراخه عليه و بدا كـ طفل صغير بالعبوس الذي يحتل شفتيه مختلفاً تماماً عن ذاك الوحش الذي يُصبح عليه حين يقظته
بيكهيون سحب خطواته نحو غرفة والد الفتاتين فـ وجد سوشيل تنام هناك و دموعها قد تركت أثرها علي وجهها فـ تنهد و أغلق الباب عليها ليتجه إلي غرفة المعيشه
انتفض يصرخ بفزع حين رؤيته هيبا تجلس حول طاولة الطعام و أمامها طبق تلتهم ما به بنهم ليضع يده علي صدره و التقط أنفاسه براحه
" لم أكن أعرف أن مصاصي الدماء يخافون البشر "
قهقت ساخره ليقلب هو عينيه
" ليس و كأنكِ كنتِ تعرفين بوجود مصاصي الدماء في الحقيقه "
أجابها بنفس نبرتها لتزفر مُستسلمه
" أرأيتِ ؟حتي أفكارك تقول... يا إلهي إنه محق"
صفق بحماس و ضحك بصخب لـيُقلد صوتاً أنثوياً بنهاية حديثه و كأنها هي من تتحدث
" توقف عن قراءة أفكاري فهذا غير مُريح "
نهرته بحده لتنكمش ملامحه بإنزعاج و عبس ليسحب كُرسياً و جلس مُقابلاً لها
" آسف علي هذا ، لم أكن بوعيي حينها "
أشار نحو عنقها ليستقيم ظهرها بفزع و وضعت يدها فوق الضمادة سريعاً
" أنا لم أختر أبداً أن أكون وحشاً و لو كنت بوعيي لم أكن لأُفكر لو للحظة واحده بأن أقوم بإيذاء أي شخص و خاصة إمرأة"
رفع كفيه ليستند عليهما بذقنه و عبس حينما تجاهلته الأخري و أكملت تناول طعامها
" تعلمين ؟ أنا بطبعي لا أحب الإختلاط مع الآخرين لست شخصاً بارداً أو شيئاً من هذا القبيل لكن حماسي لم يكن يظهر سوي مع سندريلا لأنها أكثر من يفهمني "
إبتسم بحب نهاية حديثه وشرد بسقف المطبخ و هو يستعيد ذكرياته مع سندريلا خاصته و تدريجياً عقد حاجبيه لينتفض من مكانه فجأة جاعلاً إياها تشهق بفزع
" أين سندريلا صغيرتي ؟"
سأل بعبوس مُنذراً للبكاء لتبتعد هي بينما تنفي بتوتر
" أقسم أنني لا أعرف فأنا لم أري أي شخص آخر سواك حين وصلت إلى هنا "
جعد وجهه و عاد يجلس مكانه ليسند رأسه فوق سبابته بتفكير مُتجاهلاً توترها ثم انتفض مرة أخري يركض نحو غرفة المعيشه التي تقع مقابل المطبخ مُباشرةً
"وجدتها "
صاح بحماس لتفزع هي للمرة المليون بسببه ثم ركض نحوها و هو يُمسك بالكاميرا خاصته
" ها هي صغيرتي "
" هذه سندريلا؟"
جعدت ملامحها بتقزز و هزت رأسها بعدم تصديق لكن بيكهيون كان يصب تركيزه فقط علي الكاميرا بين يديه
" يا إلهي، لقد خُدشت"
انتحب باكياً و عينيه أدمعتا بصدق فـ قلبت هيبا عينيها و تحركت من جانبه بينما تُفكر في كونها غبيه للخوف من هذا الأحمق
هي مرت من جانب بيكهيون ليتوقف الآخر عن الانتحاب و رفع رأسه نحوها يُراقب ظهرها و هي تختفي خلف باب الحمام ليبتلع ريقه بصعوبه
" لم رائحتها نفاذة بعد تناولها الطعام ؟ هذا مُزعج بالنسبة لي "
تمتم بعدم راحه ثم مسح علي أنفه لـ يُعيد أنظاره نحو سندريلا و مسح عليها بعبوس
To be continued.......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top