4

Start

تشانيول pov

ولدنا من عمق الألم

ولدنا من ثنايا المعاناة

وترعرعنا وسط بتلاتٍ من الانكسارات

نشأنا في انشقاقات للجبال وكبرنا كهمزاتِ وصلٍ لا توصلنا لشيئ

وأخيرا سيؤول بنا المطاف للهاوية

كأي إنسان ولد وكبر ليموتَ في نهاية المطاف

ما كنتُ يوماً أخاف على نفسي فقد اعتدت علي العيش وحيداً و الإعتماد علي نفسي خاصة بعدما تركت والداي و إنتقلت إلي مدينة أخري

لكن منذ ان دق قلبي، منذ ان عرفتُ معنى الحبِ، منذ ان تأجج في اعماقي واخترق كياني اصبح للخوفِ منفذٌ يتسلل به لي

أصبحتُ احتسب للامور ألف حسابِ

اصبحتُ احمي على حسابِ روحي

زوجتي التي ارى فيها الحياة، أرى فيها المستقبل يتجسد امام ناظراي إحتلت كياني وهدمت أسواراً من البرود كنتُ قد شيدتها سابقاً

و أنا بين احضانها أنسى العالم، وانا ارتشف من رحيق شفتيها انسى إسمي

بل أنسى لمن انتمي..

والان لم يبقَ شيئٌ ويكلل حبنا بأول هدية سيهبها لنا الربُ، فتاةٌ جميلة تحمل الصفاء في قلبها وتضيفُ لمسة دافئة لحياتنا

أعدُ نفسي امام الرب وامام كل نفسٍ طاهرة انني ساحميهما بالدم والروح

فقط لتأتي صغيرتي واحملها بين ذراعاي، ساتوجها اميرة لقلبي فانا اعلم أن والدتها لن تتنازل عن رتبتها

ابتسمتُ وانا اسارع خطواتي للمنزل فالليل قد حل والظلام خيم على المكان، لكن كل شيئ سار بسرعة، تلك الوحوش التي ظهرت تلاه سقوطي من الجدار الذي حاولتُ تسلقه

حاولت النهوض من مكاني لكني عجزتُ،و لم يتبق لي سوى نظرات اوزعها في الانحاء أطمئن فيها نفسي بعدم عودة تلك الوحوش الى أن بدأتُ اشعر ببوادر فقدان الوعي

.......

الحياةُ تمضي وتخلّف ورائها جراحا تقتلْ،الحياةُ تمضي وتتركنا خلفها نتصارعُ كي نعيش،الحياة تمضي ولا يتبقى من همومها سوى جراحٌ تقتل وكسورٌ تؤلم وندوبٌ ترهق وأرواحُ تتفانى

شهقتُ بعمقٍ و أنا افتح عيناي كأن الهواء قد عاد لي بعدما غادرني

نهضتُ بترنح لأجد نفسي ملقى أمام القمامه ،دفعتُ تلك السلة بعيداً عني بينما أمسك برأسي بألم، أشعر وكأنني مخمورٌ

شعورٌ بالفراغ يداهمني،شعور بعدم الانتماء يجتذبني نحوه،وقفت من مكاني و نظرت حولي أحاول إستيعاب ما يجري و قد رأيت الظلام يسود السماء

نحنُ في الليل إذا!!

سرتُ بخطوات مبعثرة نحو منزلي، و عيناي تدمع للألم الذي يسير بجميع أنحاء جسدي

عظامي و كأنها كُسرت و البروده تزداد كلما مر الوقت

قدت الطريق بمفردي،كان مظلماً و موحشاً ،توقفتُ حين وصلت أمام منزلي

الأبواب كلها مغلقة والانوار منطفئة ،وصلت لذلك الباب وتوقفت تلقائياً

طرقت الباب عدة طرقات لم انكف اقترب اكثر حتى فتح الباب لأبتسم براحه حينما رأيتها أمامي لكنها لم تبتسم كما فعلت

عينيها اتسعتا بصدمه و إقتربت مني بسرعه تحتضن خصري وهي تنتحب باكيه

"تشاني، قلقت عليك كثيراً"

عقدت حاجباي بتشوش و الرؤية أمامي بدأت تهتز فـ هززت رأسي مُحاولاً إستعادة وعيي

"أ أنا بخير"

همست بألم و دفعتها بخفه كي تبتعد عني و حينما فعلت، هي صرخت بفزع و سرعان ما أمسكت بوجهي بين يديها تديره إلي جميع الإتجاهات

"ما... ما هذه الدماء؟أين كنت و لماذا؟ لماذا لم تعد منذ البارحه ؟أ أنت لماذا... ؟"

"لا تقلقي، أنا بخير"

تنهدت بتعب و إبتسمت بتصنع لأغلق الباب و تحركت إلي الداخل قاصداً الغرفه

منذ البارحه؟! ليس هذا وقت الإستفسار فـ جسدي يؤلمني

الآن أنا أبحث عن السرير كي يحتضن جسدي المُرهق، لكنها كانت ثواني حتي تشوشت الرؤية أمامي مرة أخرى و وقعت أرضاً لا أرى شيئ أو أشعر بأي شيئ

End pov

---------

"تشانيول"

صرخت بذعر حينما رأت جسده يحتضن الأرض دون حراك و بشرته بدأ لونها يتحول من البرونزيه إلي الأبيض بصورة غير طبيعيه، و قد زين وجهه بعض العروق الزرقاء التي برزت قليلاً

إنحنت تجلس بجانبه علي رُكبتيها و إحتضنت وجنتيه بصعوبه بسبب بطنها المُنتفخ

و من بين شهقاتها و بكائها الهيستيري هي تمتمت بصعوبه

"لا تفعل بي هذا رجاءً... أنا... أنا لا أمتلك سواك...رجاءً أفق"

ألقت برأسها فوق صدره بينما إحدي يديها قد إقتربت من يده الممددة بجانبه لتشابك أناملهما سوياً و صوتها تعالي بالبكاء و النحيب حينما لم تتلقى منه أي استجابه

جثة هامده أمامها و هي لم تتوقع يوماً أن يحدث هذا لزوجها و الشخص الوحيد الذي تمتلكه

بين فينة و أخري هي تهز جسده علي أمل إستيقاظه لكن إجابتها هي برودة جسده التي تزداد بكل لحظة تمر

و كلما لم تجد إجابه ستغمض عينيها بقوة تحارب أفكارها و دموعها الحزينه علي فراق زوجها

"تشان"

تمتمت بصوت مختنق حينما شعرت بأنامله تضغط علي يدها بحركه خفيه لتُبعد رأسها عن صدره و تركت يده تُراقبه بحذر

و عينيها بدأتا تلمعان بـ بصيص من الأمل حينما رأت انتفاضة أطرافه لتتسع إبتسامتها أكثر

و حينما إنتفض جذعه يستقيم عن الأرض تزامناً مع خروج شهقه عاليه منه، هي إحتضنته بقوة حتي عاد جذعه يتمدد علي الأرض و جزئها العلوي يعتليه

"إعتقدت أنني فقدتك... لا تفعل بي هذا مُجدداً رجـ.."

إبتعدت عنه و هي تصيح ببكاء لكن سرعان ما توقفت حينما رأت إحدي عينيه تحولت للأزرق الفاتح و الأخري حمراء اللون مع ملامح وجه يعلوها الغضب، ناهيك عن العروق البارزة بوجهه الشاحب بخفه لكنها مازالت مخيفه

"تـ تشانـ.. تشانيول أنت.."

همست بتلعثم بينما تتراجع بيديها إلي الخلف بخوف، و ها هي شفتيه شكلتا إبتسامة جانبيه و إستقام بجذعه بحركه سريعه، و هو يُفرق بين شفتيه لتبرز أنيابه، فـ صرخت هي و إستقامت محاولة الركض بخطوات مُبعثرة

و لخوفها إبتسامته إتسعت ليقف هو الآخر و إقترب منها بخطوات بطيئة يتلاعب بأعصابها

أمام باب منزلها من الداخل و حينما فكرت بـ فتحه هي تذكرت أن الخارج لا يقل خطراً عن منزلها، فـ وقفت تستند بظهرها ضد الباب تبكي و هي تهز رأسها إلي الجانبين

"تشانيول رجاءً عد لوعيك... هذه أنا داك يونغ حبيبتك... رجاءً"

إنفجرت باكيه بنهاية حديثها و أغمضت عينيها بقوة بعدما إلتصق بها و أنفاسه البارده ضربت عنقها تدب الرعب بقلبها أكثر

"تشانـ..."

"هشششش"

قاطعها بوضع سبابته علي شفتيها فأومأت بسرعه و ضمتهما لتمنع شهقاتها من الخروج

" رائحته قوية "

بصوته الخشن هو همس بعدما جلس علي ركبتيه أمامها و أنفه يتجول ضد بطنها المنتفخ

"هذه طفلتنا رجاءً لا تفعل"

تمتمت لتفتح عينيها ترمقه بترجي لعل هذا يُعيده لصوابه

لكن هذا لم يكن أبداً زوجها الحبيب... هو فرق بين شفتيه ببطئ شديد يستمتع بخوفها أكثر لتتلاشي أنفاسها بخوف كلما رأت أنيابه تظهر أكثر

"تشانـ..."

صرخت مُقاطعه حديثها حينما غُرزت أنيابه بمعدتها يشقها طولياً بوحشيه و بشراهه هو تغذي علي دماء صغيرته التي لم يكن يفصلها عن الخروج للحياه سوي عدة أيام

جسد داك يونغ كان ينتفض بمكانه و رأسها مرفوع للأعلى تُنازع الموت لتقع تدريجياً علي الأرض بمجرد أن ابتعد هو عنها مُخلّفَة أثراً علي الباب بدمائها

عينيه كانتا ترمقانها بشهوه و مازال يرغب بالمزيد بينما عينيها الدامعه مازالت تترجاه بأن يتوقف ولا تتوقف عن ذرف الدموع بصمت

"أنت... لست... وحشاً"

همست بإبتسامه مُتعبه مازالت تُحاول إعادة زوجها لصوابه لأنها و رغم نظراته المخيفه، مازالت تري به تشانيول اللطيف والحنون

هو لن يقتل طفلته بهذه الطريقه و لن يستمتع بقتل زوجته التي يعشقها

"تـ..."

أنيابه غُرزت بعنقها علي حين غُرة لتسعل دماءً و مع إختفاء أنفاسها و إلتقاء جفونها هي همست تُخاطب روح زوجها التي تأمل أنها مازالت متواجده

"أحبك "

و رغم ما إفتعل بها كانت همستها الأخيره تعبر عن حبها له و ثقتها به فـ تشانيول زوجها لم و لن يكن وحشاً يوماً

جسدها تهاوي و جذعها الذي كان يستند ضد الباب أمال لتقع أرضاً فـ ابتعد هو عنها يبتسم برضا بعدما حصل علي ما يريد

بأعين ناعسه تلفت حول نفسه و رأسه بدأ يدور حتي إقتحمه ألم شديد جعله يُغلق عينيه بقوة إلى أن تهاوي جسده هو الآخر ليقع أمام جسد زوجته الراحله فاقداً وعيه

_____________

تشانسوك pov

لطالما كنت حمقاء و أنانيه بمشاعري نحو تشانيول، أُعجبت به كثيراً حينما رأيته للمرة الأولي، إبتسامته النقيه جعلت قلبي يخفق و منذ ذلك الوقت و أنا أعجز عن الإبتعاد عنه

حاولت مراراً و تكراراً أن أفصح له عن مشاعري لكن بكل مرة يرفضها

لو يرفضها لسبب كـ أنه يراني بشعه ، أنني قصيرة أو يكره شخصيتي، لم أكن أبداً لألتصق به

لكن سببه الوحيد هو الفارق العمري بيننا

ما العيب في ذلك؟! ، هو حتي لم يمنحني فرصه و قام برفضي مباشرةً

تشانيول كان الرجل الأول الذي أقع بحبه و الأخير كذلك

كان أحد أهم الأسباب التي دفعتني لإستكمال علاجي و لكن بعد أن تحسنت حالتي و إستجمعت شجاعتي لأعترف له هو رفضني

لا يعلم ما الذي أصابني و لا يعرف أن رفضه لي دون مبالاه جعلني أنتكس مرة أخرى

حينما تزوج حالتي ساءت و حاولت الإنتحار رغم خوفي من الموت لكن عقلي لم يكن يعمل

لم أرى مستقبلي أبداً خالياً من تشانيول و لم أتخيل خسارته

و بعدما أنقذتني هيبا، قررت أن أستكمل حياتي على التخيلات و الإكتفاء برؤيته من بعيد

لم أتمني يوماً أن ينفصل عن زوجته رغم كراهيتي لها و غيرتي منها... لكن هو كان سعيداً معها تماماً كما أكون أنا سعيدة حين رؤيتي له

حينما إستيقظت صباحاً مُتذكره ما حدث أمس، بكيت و صرخت حتي تأذت حنجرتي

هذا محرج و لم أرغب بأن تصل الأمور إلى هذه النقطه

احتضانه بتلك الطريقه و هو رجل متزوج و كذلك محاولتي سرقته من زوجته؟

هذه ليست أنا

دفنت وجهي بوسادتي أصرخ بغضب من نفسي و مشاعري التي بدأت تخرج عن السيطرة لأعتدل سريعاً مع قرار جديد

صعب

ربما مستحيل بالنسبة لي، لكن يجب أن أخرج من حياته

هو سيرزق بطفل و أنا لن أكون سبب دمار تلك العائلة

لا أريد أن يكون الطفل مشتتاً مثلي

سوف أذهب إليه... للمرة الأخيره و أعتذر عما فعلته

سأنسحب من حياته لكن بصورة مثاليه و أترك ذكري  أخيره عني تكون جيده

حتي و لو لم يقع بحبي فـ علي الأقل لا يكرهني

توجهت نحو مقهاه بتردد و لا أعرف ما قد تكون ردة فعله حين رؤيتي

و ربما أبكي أثناء حديثي معه

أستحق ذلك

المقهي كان مُغلقاً و مظلماً من الداخل عدا الإضاءة الخافته التي يتركها بالمطبخ دائماً فـ تنهدت براحه لأنني غير مستعده لملاقاته الآن

لكن لِمَاذا تأخر اليوم؟!

عدت إلي المنزل مرة أخرى و إنتظرت حتي اقتراب موعد إغلاق المقهي لأذهب إليه لكنه كان مُغلقاً

اليوم بأكمله مر و اليوم الذي يليه و ها هو لم يفتح حتي الآن

هل... لربما هو بالمشفى مع زوجته؟

هل حصل علي طفل أخيراً؟!

لماذا أبكي الآن؟ أليس هذا ما أريده أنا؟ أن أتركه لزوجته و طفله

و بأكتاف مترهله عدت إلي المنزل

غداً المرة الأخيرة التي أعود بها إلى مقهاه و إن لم أجده فـ ربما تكون إشارة لي أن أبتعد دون وداع كي لا أضعف و أتراجع عن قراري

End pov

------------

هيبا pov

التشبث بالحياة كثيرا ما يؤدي بنا للهاوية لكن الاستسلام للحياة ضعفٌ يؤدي بنا إلى التهلكة

لستُ باردة مشاعر ولا إنسانة متسلطة لكن الهموم  أثقلت كاهلي

والشوقُ فتحَ شرخاً عميقاً في صدري يأبى الشفاء

لازلتُ طفلة صغيرة في اعماقي احتاج حضن أمي ورعاية ابي

لازلت الفتاة ذات الـ خمس سنوات ابكي لانني لم احصل على الحلوي التي أحبها

"أتودين الذهاب معي؟ ،ستستمتعين"

أردف ذلك الرجل ذو المعالم البشعة وهو يقترب مني بعدما خرج من غرفة والدتي بمفرده

"إبتعد عني،لا أريد"

قلت بإقتضاب بعدما ضربتُ راحة يده لأدفعه بعيداً عني

'' صغيرة ذات مفاتن جذابه و هذا ما أريد "

قال  وهو يتلمس ذراعي دون ان أفهم ما يقصده

ابتعدت عنه بخوف فـ تعرقلت بالأريكه المجاورة ثم وقعت عليها، لأصرخ حينما إعتلي جسدي

شهقتُ بقوة لأفتح عيناي، و جدت نفسي علي سريري بينما جسدي يرتجف من الخوف و حقنة مُغذي مُتصله بيدي

نفس الكابوس الذي يلاحقني دائماً

دنوت من الطاولة المجاورة أحصل على كوب ماء ويداي ترتجفان بوضوح وما إن ارتشفت تلك القطرات حتى عادت لذاكرتي مقاطع مشوشه

صرخت بذعر حينما تذكرت ذلك الشخص الذي كاد ينهي حياتي

لكنني مازلت علي قيد الحياه، و أنا الآن بـ سريري... ربما مجرد كابوس كالبقية

أبعدت الغطاء عني بتردد و خرجت من الغرفه بينما أتلفت حولي بهيستيريه فـ حتي لو كان كابوساً مازال تأثيره سيئاً

هززت رأسي أطرد هذه الأفكار من عقلي و مع حركتي تلك شعرت بوخز بعنقي فـ تحسسته بخفه لأجدها مُضمده

"هل... هل يُعقل؟"

تمتمت بخوف و إلتفت نحو غرفة والدي المُغلقه، أرغب بفتحها لأتأكد أن لا أحد بداخلها أو لربما هو بالداخل منذ أن تركته سوشيل و ذاك الوحش الذي رأيته كان مجرد حلم تأثير خوفي

"هيا هيبا"

همست أُشجع نفسي و سحبت نفساً عميقاً ثم وضعت يدي علي مقبض الباب أفتحه بحركة سريعه و إقتحمت الغرفه ليلتفت نحوي ثلاثتهم

سيهون الذي يجلس بكل وقار علي كرسي مجاور للسرير المقيد عليه ذلك الوحش بينما سوشيل تقف بجانبه تدون بضعة أشياء

"لماذا تقولين عني وحشاً؟ "

بإبتسامة مرحه هو نطق بينما يهز رأسه إلي الجانبين، و بمجرد أن قال ذلك أعين الجميع اتسعت بصدمه بما في ذلك أنا و هو

تحركت بخوف نحو سوشيل كي أختبئ خلفها فـ ظهرت عقدة بين حاجبيه كانت تضيق كلما اقتربت حتي صرخ بألم و ها هي تلك الملامح الحاده احتلت وجهه مرة أخرى و جسده بدأ ينتفض وهو ينازع مع تلك القيود

"سيهون، ماذا يحدث؟"

سوشيل صرخت بفزع حينما رأتني أطير في الهواء تقريباً و من شدة خوفي أنا لم أتمكن من الصراخ... لساني قد شُل و لم أقدر سوي علي هز رأسي بهيستيريه و خوف

إبتسامته الجانبية تلك رأيتها حينما أراد الإنقضاض علي عنقي سابقاً و مع تذكري لما حدث سابقاً عنقي بدأ يحرقني

هذا لم يكن حلم و أنا بالفعل متواجده تحت سقف منزل واحد مع وحش يريد قتلي و يمكنه تحريكي

هو تركني مُعلّقه في الهواء لثواني ثم فتح فمه لتبرز انيابه بعدها سحبني تجاهه مُتحكماً بي عن بُعد

و لولا سيهون الذي وقف من مكانه سريعاً و دفعني بعيداً عن هذا الوحش لـ كان عنقي الآن عالقاً بين أنيابه

"أخرجي من هنا، بسرعه"

ركضت إلي الخارج بخطوات مُبعثرة بعدما صرخ عليّ سيهون و هو يحاول إيقاف ذاك الشئ

تصرفاته كانت همجيه و عشوائية... كان يريد إلتهامي أنا فقط من بين الجميع و رغبته بذلك كانت قوية للحد الذي دفعه لخلع خشبة السرير المقيد بها

و ذاك المنظر جعلني أختنق بأنفاسي لأخرج من الغرفه بدون عودة لها

دخلت غرفتي و أحكمت إغلاقها علي نفسي، أنا وحدي بها لكنني أخشى أن يظهر من اللامكان

إحتضنت جسدي فوق السرير بخوف أتحرك بجذعي إلى الخلف و الأمام مراراً و تكراراً مع أعين تبكي بينما تراقب الباب بخوف

إذا كنت نجحت سابقاً في التخلص من رجال أمي و رغباتهم القذرة نحوي فهذه المره لن أنجو من هذا الوحش

هو يمتلك بنية هزيله لكن أضخم من خاصتي، أنياب مخيفه و قدرات خارقه

مجرد التفكير بذلك يجعلني أرغب بقتل نفسي أسرع و أقل ألماً من قتله لي

سوشيل السبب... لن أسامحها أبداً

هي أرادت التخلص مني بهذه الطريقة

لقد تركتني معه و هي تعرف النتائج

End pov

__________

"سيهون، ما الذي حدث للتو؟"

بصدمه سوشيل همست بينما ترمق بيكهيون الشارد مع أعين دامعه و سيهون الذي يعقد حاجبيه بقلق

"أ أنا لـ... لست وحشاً"

همس بصوت مختنق و رفع رأسه حيث سوشيل ثم هز رأسه

"لا تُشفقي عليّ، ولا تفكري أبداً بأنني.... يا إلهي أنا أقرأ الأفكار و أشتم رائحة دمائك"

صرخ بهيستيريه و بلا تفكير هي اقتربت منه فـ أوقفها سيهون سريعاً و هو يصرخ بحده

"لا تقتربي منه قد يؤذيكِ ، إبقي في الخارج و أنا سوف أتصرف معه"

"لا أنا لن أؤذيها هي ساعدتني لكن... "

بيكهيون زفر و أغمض عينيه لينفجر باكياً فمهما قال هو لا يمكنه تصديق نفسه

لأنه و بكل بساطه مازال يشم رائحة دماء الطبيبه التي ساعدته سابقاً و ما يدور بعقلها لا ينفك هو عن قرائته

" سيهون "

" قلت أخرجي "

هسهس بحده فـ انتفضت بفزع من نظراته المخفية نحوها و أومأت بسرعه و حينما وصلت إلى الباب هي ألقت نظره سريعه نحوهما ثم خرجت لتغلق الباب خلفها و توجهت نحو غرفة هيبا بينما سيهون اقترب يفك ما تبقي من قيود بيكهيون بهدوء فـ تحدث الآخر بهيستيريه

"أنا لن أقتلها صدقني، أقصد أنا أشم رائحة دمائها لكن لا أريدها... هي لا تثير غريزتي و..."

"إهدأ"

همس بخفوت و دفع جسد الآخر برفق كي يتمدد فوق السرير

"أنت تصدقني أليس كذلك؟"

"إسمعني سيد.."

"بيكهيون"

هو قال بسرعه و عينيه تراقبان هذا البارد أمامه و الذي يتصرف و كأنه أمر عادي تواجدك مع كائن قادر على قتلك بأي لحظه

" بيكهيون أنت مختلف... لا أفهم كيف تقرأ الأفكار أو تتحكم بالأشخاص كما فعلت مع هيبا منذ قليل لكن... "

سحب نفساً عميقاً و بيكهيون همهم له كي يُكمل

"تحولك الأول يكون مُخيفاً... أياً كان ما بداخلك هو يسيطر على جسدك في التحول الأول و خاصة عقلك لكن بعد ذلك الأمور تصبح طبيعيه... تمتلك غريزه لا يمكن السيطرة عليها لكن عقلك يكون تحت تصرفك و هذا سوف يسهل عليك الأمر كي تسيطر على نفسك"

"لـ لم أفهم"

همس بتلعثم مُضيقاً عينيه بضياع و سيهون أومأ إليه مُدركاً ذلك ثم سحب دفتر ملاحظاته و فتح القلم قائلاً

" أخبرني بكل شيئ بالتفصيل، كيف وصلت إلى منزل حبيبتك و كذلك أخبرني بشعورك حين رؤية حبيبتك، رؤيتي، رؤية الطبيبه سوشيل، و أخيراً رؤية هيبا أختها الصغرى للطبيبه "

علي بُعد خطوات فقط من غرفتهما و حيث غرفة هيبا تحديداً، سوشيل توجهت إلي هناك تطرق الباب علي أختها الصغرى لتنكمش الأخري علي نفسها بخوف و دموعها تأبى التوقف

" هيبا، إفتحي رجاءً "

رفعت رأسها سريعاً تنظر نحو الباب حينما سمعت صوت أختها الكبري، و إبتسامه خفيفه ظهرت علي محياها لشعورها بالراحه، لكن سرعان ما تبدد كل ذلك و صرخت عليها بغضب بعدما تذكرت ما حدث

"لن أفتح، أنا أكرهك سوشيل و لن أسامحك علي ما فعلتيه"

"إفتحي الباب و دعينا نتحدث، رجاءً"

طرقت الباب مرة أخرى لتتلقي صوت قوي لشئ إرتطم بالباب من الداخل حيث ألقت هيبا المنبه نحو الباب فإرتطم به بقوة

"قلت غادري، أنا أكرهك... ألا تفهمين؟! أنا أكرهك"

ألقت بجسدها أسفل الغطاء تختبئ به و كما فعلت طوال اليوم هي بكت بصوت عالٍ و بـ جسد يرتجف

بينما سوشيل إنسحبت إلي غرفة المعيشه بأكتاف مُترهله

شفتيها ضمتهما بقوة تمنع نفسها من البكاء و الضعف، لكنها فشلت

لتوها أدركت خطأها، لكن ربما سعادتها برؤية بيكهيون و وجود أمل في إجراء تجارب عليه تساعدهم في كشف الحقيقه، كل هذا جعلها تفقد عقلها و تتصرف بدون تفكير و هذا لم يزد الأمور سوي سوءاً

"لماذا أعجز عن قراءة أفكارك؟"

بيكهيون بمجرد أن إنتهى من إخبار سيهون بكل شيئ، هو طرح السؤال الذي يثير فضوله

"حتي... حتي حينما فتحت باب المنزل و ضربت عنقي بذاك الشيئ... أنا لم أتمكن من قراءة أفكارك حينها"

رفع رأسه نحو سيهون بنهاية حديثه، و الآخر بقي شارداً لبضعة ثواني ثم حرك عينيه لتلتقي مع خاصة بيكهيون ثم همهم قائلاً

"أنا فقط إعتدت  السيطرة على أفكاري"

إكتفي بهذه الإجابه و أعاد نظره حيث الدفتر الصغير بين يديه يكتب بضعة أشياء و بعدما إنتهى رفع رأسه مرة أخرى نحو بيكهيون و تنهد قائلاً بهدوء

" هيبا هي أول شخص أنت قابلته بعد تحولك الأول لذا رائحة دمائها تستهويك و تُسيطر عليك أكثر من البقيه لكن هذا لن يكون دافعاً لتحولك... أما بالنسبة لتحولك و كما فهمت أنا، فهو يتم عن طريق إستشعارك الخوف كما حدث منذ قليل حينما دخلت هيبا إلي هنا فـ أنت رغم قدرتك علي شم دماء من حولك لم تتحول حين اقتربت منك أنا و سوشيل "

توقف يضع علامات بدفتره و بيكهيون مازال يعقد حاجبيه يحاول إستيعاب ما يقوله الآخر

" ماذا أفعل؟... أنا لا أريد قتل أحد و لا أريد أن... "

" لا ،تقلق "

سيهون قاطعه سريعاً و وضع يده فوق خاصة الآخر بإبتسامه خفيفه

" أنت قلت أن في كلتا المرتين اللتان تحولت بهما قد شعرت بتشوش بنظرك و كذلك بإختناق و ألم جسدك"

بيكهيون أومأ بتردد فـ هز سيهون رأسه بتفهم

" لذا كلما شعرت بذلك، نبه الشخص الذي أمامك بأن يبتعد عنك أو حاول أنت الإبتعاد عنه و بعد ثواني سوف تعود إلى طبيعتك"

" ماذا لو بقيت متحولاً؟...اليوم عدت إلي طبيعتي لكن البارحه أنا بقيت وحشاً  "

بعبوس تسائل مرة أخرى و سيهون وقف من مكانه مُجيباً إياه بهدوء

" لأن البارحه كان تحولك الأول... التحول الأول كما أخبرتك سابقاً فهو يكون موحشاً، لكن بعد ذلك تكون الأمور طبيعيه و إذا إتبعت ما قلته أنا فلن ترتكب أي جريمه "

إبتسم بخفه مُطمئناً الآخر ثم ربت علي رأس بيكهيون

"لا تقلق، سوف أساعدك و لن أتركك، لكن الآن عليك أن ترتاح قليلاً فـ بلا شك أنت مازلت تحت تأثير الصدمه "

إنسحب إلي الخارج بعدما أغلق أضواء الغرفه و الباب، ثم اتجه إلى غرفة المعيشه حيث تجلس سوشيل بعقل شارد

" مازلت بصدمه مما فعلتيه أنتِ سوشيل"

زفر يُلقي كلماته بحده و جلس علي أريكة أخرى مُقابلاً لها

" سيهون رجاءً... أنا بالفعل أشعر بالتعب و لا يمكنني تخيل كيف فقدت عقلي هكذا "

همست بصوت مُختنق و رفعت رأسها نحوه، و بمجرد أن رأي عينيها تذرفان الدموع

لانت ملامحه و إقترب ليجلس أمامها علي ركبتيه ثم إحتضن وجنتيها يمسح دموعها برفق

"أعتذر... أنا واثق أنكِ لن تفعلي ذلك لـ نيةٍ سيئة... فقط مصدوم "

" صدقني أنا لم أرغب بأن يؤذي هيبا و لم أتمني يوماً أن يُصيبها مكروهاً... أنا أحبها كثيراً لكن... لكن حينما شعرت أن الأمور سوف تتحسن و سنصل للعلاج قريباً لم أفكر بأي شيء آخر"

تحدثت بعبوس محاوله تبرير فعلتها و هو مع كل كلمه كان يومئ موافقاً إياها

" أصدقك، فقط لا تبكي هممم"

همس بعبوس هو الآخر و إبهاميه لم يتوقفا عن تمسيد وجنتيها فـ إنفجرت باكيه مُتذكره كيف هجم بيكهيون علي هيبا و كيف الأخري صرخت بها تعبر عن الكراهيه التي تمتلكها نحوها

و بتردد هو إرتفع بجذعه قليلاً و ضم رأسها نحو صدره حتي إستقر عليه ليحيطها بذراعيه ثم تنهد براحه حينما لم تدفعه عنها

"لا تقلقي... وصلت إلى الكثير من النقاط التي قد تُساعدنا، دعيني أخبرك بها لنحاول سوياً إيجاد الحل"

___________

في مكان آخر حيث ذاك المنزل الذي شهد جريمة قتل أدت بحياة امرأة و صغيرتها إلي الموت و قادره علي قتل المُذنب كل يوم مليون مرة

تشانيول فتح عينيه يواجه سقف منزله و إبتسامه خفيفه ظهرت علي محياه لشعوره براحة غريبه و شبع غير مُبرر

مرر لسانه علي شفتيه يستشعر طعم الصديد بهما و سرعان ما أغلق عينيه بقوة لتدفق ذكريات سوداء إلي رأسه

مؤلمة هي، لقلبه و لعقله

"لا مُـ مُستحيل"

تمتم بعدم تصديق و إنتفض من مكانه مفزوعاً و مُتجاهلاً ألم رأسه و حتي جسده

و شكوكه تأكدت سريعاً حينما رأي جسدها أمامه غارقاً بالدماء

"داك يونغ"

همس بإبتسامه و إقترب منها بضعف لكن يديه لم تتجرأ و تلمسها

"لا، لا هذا مستحيل...هذا مستحيل أن يحدث "

بهيستيريه هو تمتم و جسده يتحرك إلي الأمام و الخلف بتوتر ممتزج مع خوف شديد

عينيه تحركت علي جسد زوجته بأكمله بداية من شعرها و حتي وصل إلى بطنها فأغمض عينيه بقوة و صرخ بقهر بينما يضرب وجهه بيديه

صوت صراخها و ترجيها له بأن يتركها قد تسرب إلي أذنيه

يسمعه بوضوح و كأنها تصرخ أمامه الآن

كيف تحول إلى وحش و كيف شق بطنها بأنيابه يتلذذ بدماء صغيرته ليهجم بعدها علي عنق والدتها بلا رحمة

و لا أي تفصيله قد غادرت عقله

و ما كان يتلذذ به منذ ساعات، ها هو يتألم بسببه... بل يموت قهراً

"داك يونغ لا تتركيني رجاءً"

ببكاء هيستيري إنحني نحوها أكثر ليحتضن وجنتيها بيديه المُرتجفه، لكن هي قد فارقت الحياه و هو مُدرك لذلك

"داك يونغ أنا لا أساوي شيئاً بدونك رجاءً أفيقي... داك يونغ رجاءً تشان بحاجتك"

سحب جسدها نحوه و إحتضن رأسها إلي صدره يهمس بخوف و تشبث بها كـ طفل صغير يخشى فقدان والدته

لكن رجائه لم و لن يكون قادراً علي إعادة إحيائها... ليس بعد أن تلذذ بكل قطرة دم إحتواها جسدها و تعامل مع جسدها بوحشيه و بدون رحمة

" لم أقصد ذلك... أقسم أنني لم أقصد ذلك، رجاءً استيقظي و لا تفعلي هذا بي"

تمتم و ضغط علي جسدها بقوة أكبر نحوه لينفجر باكياً و بكل لحظة تمر هو يسترجع ذكريات جريمته قبل ساعات

--------

إرتدي معطفه يختبئ بآثار جريمته و مع كل خطوة يتلفت حول نفسه كالمجنون و كأن شخصاً ما يُراقبه

لكن الطرقات فارغه فالليل قد حل و لا أحد يجرؤ علي الخروج بهذا الوقت

دخل مقهاه بجسد هزيل و فتح الإضاءة و ها هي حوله بكل مكان

صوت ضحكاتها الصاخبه، إبتسامتها الخجوله، مضايقتها له و الإنتحاب كـ طفلة صغيرة بسبب مضايقات جارتهم لها، و حتي تشبثها به بخجل بعد كل مرة تقوم فيها بتقبيله بجرأة

صرخ بغضب و حمل إحدي الطاولات يُلقي بها بعيداً بغضب عارم حتي إرتطمت بالزجاج المُطل علي الخارج لينكسر كلاهما - الطاولة و الزجاج -

المقهى أصبح رأساً علي عقب، يكسر كل ما يُقابله بغضب و صوت صراخه كان مُرعباً أكثر من أصوات الكائنات بالخارج

و حتي بدأت الوان السماء تتفتح هو ظل يصرخ و يكسر كل ما أمامه بدون تعب أو إرهاق حتي خارت قواه ليستند بجذعه ضد الحائط و تدريجياً هو وقع أرضاً ثم سحب قدميه إلي صدره و دفن رأسه بينهما بقوة

"أرجوك، كن مجرد كابوس"

تمتم مرة أخيره قبل أن يغفو بتعب و جسده تدريجياً أمال ليقع نائماً دون شعور منه

----------

بعد عدة ساعات أشرقت شمس الصباح و الكثير من الأشخاص تجمعوا أمام ذاك المقهي يتهامسون حول ما حل به أو أنه تعرض للسرقه

و تشانسوك التي وصلت لتوها كانت تدفعهم برفق بينما تتسائل عما يحدث حتي تجمدت بمكانها و هي ترى ذاك المقهي مُدمر تقريباً

"مـ ماذا يحدث هنا؟"

همست بصدمه و إلتفتت نحو الأشخاص المُتجمعين حول المقهى غير مستوعبه لهمساتهم البشعه نحو صاحب المقهي و زوجته ، لكن و لا أي شخص مُتأكد حول ما حل بهذا المقهي و تدريجياً أعدادهم بدأت تقل حتي بقيت هناك وحيده تبكي بصمت و تنتظر ظهور تشانيول، لكن حتي بمرور ساعات و الاقتراب من غروب الشمس

لم يكن هناك أحد

وقفت من مكانها سريعاً و مسحت عينيها بعشوائية لكن بكائها لم يتوقف

أخرجت هاتفها تتصل بصديقتها و مع أول دقة، الأخري ردت بلهفه و إنفجرت باكيه فما مرت به هي أيضاً لم يكن سهلاً

"تشانسوك، أنا في ورطه"

"و أنا أيضاً، تشانيول لم... هو لم يظهر منذ أيام و اليوم رأيت مقهاه مُدمر و هناك من تهامسوا عن قتله لزوجته لأنها خانته و لا... لا أعلم ما الذي يجري هنا، أنا خائفة أن مكروهاً قد أصابه "

تحدثت بشهقات تتخلل كلماتها، و هيبا عقدت حاجبيها بإستغراب و أبعدت الغطاء سريعاً عن جسدها بينما تتسائل

" أين أنتِ الآن؟ "

" أمام المقهي... "

" هل جننتِ؟ الشمس أوشكت علي الغروب و.. تشانسوك ،تشانسوك "

قاطعتها بصراخ و هي ترتدي معطفها بينما عينيها تنظران إلى الخارج حيث ألوان السماء الباهته و لون الشمس الأحمر الذي يدل على إختفائها قريباً

لكن و أثناء حديثها هي سمعت صوت الصافره تُعلن عن إغلاق الخط بوجهها لتتسع عينيها بخوف و ركضت تخرج من الغرفه و تزامناً مع خروجها قابلها بيكهيون الذي خرج هو الآخر من غرفته مفزوعاً

هي لثواني ترددت و عادت خطوة إلي الخلف خوفاً منه لكن سرعان ما تذكرت صديقتها و ركضت إلي الخارج مُتجاهله تواجد سيهون و سوشيل بغرفة المعيشه

بيكهيون لحق بها سريعاً و بعدم فهم وقف سيهون من مكانه ينظر نحوهما، فـركضت سوشيل إلي الخارج بقلق هي الأخري تلحق بأختها، و سيهون كذلك لحق بهم

"إنتظري، هل جننتِ؟"

بيكهيون سحبها من ذراعها بقوة بمجرد أن وصل إليها فـ عادت ترتطم بصدره بعنف

"إبتعد عني"

دفعته بقوة دون فائده فلا شعرة منه قد إهتزت، و مع صوت تفكيرها العالي هو التزم الصمت يستمع إلي ما يدور بداخلها و سرعان ما دفعها بعيداً عنه حتي وقعت أرضاً

" حـ حسناً لا تخافي رجاءً"

تحدث بألم و هو يتراجع بخطواته مُبتعداً عنها فـ وقفت هي من مكانها و اقتربت منه أكثر و هي تصرخ بينما الآخر مازال يتراجع محاولاً تجنبها

"كيف لا أخاف و صديقتي في خطر بينما وحش مثلك يلاحقني هاااا؟"

"فـ فقط توقفي.... رجاءً"

أغمض عينيه بقوة حينما إرتطم بحجرة صغيره فـ وقع أرضاً و جسده بدأ ينتفض ليصرخ بألم

"إبتعدي بسرعه "

عينيها إتسعتا بخوف و هي ترى حالته هذه والتي لم تكن تراها للمرة الأولي فـ تراجعت إلي الخلف ببطئ حتي تركت مسافه بينهما طويله ليسعل هو بإختناق ثم إلتقط أنفاسه بصعوبه

بيكهيون إستند بيديه علي الأرض و إستقام يترنح قليلاً بمكانه حتي توقفت سيارة سوشيل بجانبه و قبل أن تتحدث هي، هو قد قرأ ما يدور بعقلها و صعد إلي السيارة ليلحقوا بـ هيبا التي ركضت مُبتعدة عنهم

----------

أثناء حديث تشانسوك عبر الهاتف مع هيبا، هي سمعت صوت شهقات تصدر من داخل ذاك المقهي فـتحركت قليلاً مُحاوله النظر إلى الداخل عبر الزجاج المكسور و كانت لحظات حتي لاح لها جسده بين الفوضي بالداخل و هو ينكمش علي نفسه

ضيّقت عينيها محاولة رؤيته بصورة أوضح حتي رفع رأسه لتتسع عينيها بصدمه لتلك البشرة الشاحبه و العروق البارزه علي جانب وجهه

هي أغلقت الهاتف بسرعه و إندفعت نحو الزجاج لتكسره بحجر كي تتسع فتحته أكثر و مع صوت تكسير الزجاج هو إلتفت نحوها ليمسح عينيه سريعاً و عقدة ضيقة توسطت حاجبيه

"تشانيول، أنت بخير؟"

همست بقلق و إنحنت تجلس أمامه علي ركبتيها لتمسح دموعه برفق

"لماذا تبكي هممم؟ أنت تبدو شاحباً و..."

تفحصت وجهه بصمت، تعلم جيداً أن هناك شيئاً خاطئاً بشأنه ثم تنهدت

"أنت تبدو مُتعباً"

~~~~~~~

"أحضر لي قهوة سوداء"

"اوووه أنت تتذكرني؟"

"سوف أبقي هنا مثلما تفعل هي"

"لماذا هي و أنا لا؟ أنا أول من أحببتك و أنا أول من اعترف لك فلماذا تحبها هي و أنا لا؟ "

"أكرهك"

~~~~~~

بمجرد أن رفع رأسه نحوها و عينيه التقت مع خاصتها الباكيه، صوتها لـتشانسوك باليوم الذي تأخر فيه عن منزله تردد بأذنه ، و مع رؤيته لنظراتها الحزينه و القلقة عليه، غضبه بدأ يتصاعد و تنفسه أصبح مُضطرباً مُتمثلاً في صدره الذي يعلو و يهبط بصورة سريعه

" تشانيول، ما... ما خطبك؟ "

همست بتلعثم و تراجعت تزحف بيديها إلي الخلف حتي ضغطت يدها بقوة علي إحدي قطع الزجاج المتناثرة فـ خلّفت جرحاً كبيراً بـ كف يدها لتصرخ بألم و إحتضنت كف يدها المجروح لتبكي بصمت

"أنت تُخيفني"

"أنتِ السبب"

زمجر بغضب و إستقام من مكانه ليقترب منها بخطوات بطيئة فـ انكمشت علي نفسها بخوف و رأسها إرتفع إلي الأعلي تنظر إليه بـ رجاء

"تشانيول، عد إلي صوابك"

"تأخرت بسببك أنتِ"

اقترب منها خطوة و هو يتحدث متجاهلاً ترجيها له

"تلك الكائنات لاحقتني بسببك أنتِ "

إنحني بجذعه نحوها لتنكمش علي نفسها أكثر و إحتضنت كفيها إلي صدرها بقوة أكبر

"أصبحت وحشاً بسببك أنتِ"

علي حين غفلة هو أحاط عنقها بأنامله لتصرخ بفزع

" قتلتها بسببك أنتِ"

صرخ بوجهها فـ تسللت شهقه مفزوعة من بين شفتيها و أغلقت عينيها بألم حينما وقف من مكانه و يده مازالت تمسك بعنقها حتي أصبحت قدميها لا تلامسان الأرض

"إتركني رجاءً "

بإختناق حاولت التملص من بين يديه و مع كل محاولة هو يضيق الحصار حول عنقها أكثر

كفيها أمسكا بيده بقوة محاولة فك قيده عنها حتي لوثت دمائها يده، و عينيه تلونتا إحداهما بالأزرق الفتح و الأخري الأحمر القاتم

"أرجوك"

تمتمت بذعر و ضغطت جفنيها ضد بعضهما بقوة حينما رأت شفتيه تتفرقان و أنيابه تظهر تدريجياً و بصورة مخيفه

"تشانسوك"

هيبا صرخت بذعر و هي تركض إلي الداخل و خلفها البقية

و بدون تفكير منها هي حاولت دفع تشانيول بقوة و تخليص تشانسوك من بين يديه لكن كما مع بيكهيون هي عجزت عن تحريك إنش واحد منه و بردة فعل تلقائية هو دفعها بقوة ليرتد جسدها إلي الخلف بعنف، و بحركه سريعه بيكهيون ركض نحوها لتقع بين أحضانه حيث يسند جذعها بذراعيه

عيني بيكهيون تحولتا إلى اللون الأحمر و هو ينظر نحوها ثم رفع رأسه بغضب حيث تشانيول الذي يقف أمامه ليُساعد هيبا في أن تعتدل ثم أشار بيده نحو يد تشانيول التي تمسك بعنق تشانسوك


فـ إندفعت يد تشانيول بعيداً عنها و كأن شخصاً ما قد سدد ضربة قوية نحوها

حينما وقعت تشانسوك من بين يديه، ركض نحوها كلاً من سوشيل و هيبا ليحتضناها بقلق

"سـ سوشيل"

سيهون همس بتلعثم و هو يراقب النظرات الغاضبه و المخيفة المُتبادلة بين الوحشين أمامه

و علي صوت سيهون، رفع الفتيات رؤوسهن إلي الأعلي لتهتز شفتي تشانسوك ببكاء

"أخرجي هيبا و تشانسوك من هنا بسرعه"

سيهون صاح بفزع حينما إقترب تشانيول و بيكهيون من بعضهما

فهذه الحرب بينهما، لكن لن يكون الخاسر واحد منهما فقط

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top