31
Start
بكائه كما الطفل الصغير لم يتوقف بسهولة و انتحابه الذي جعل من قلبها يتألم لم يكن يُزيد حالتها سوي سوءاً إلي أن غط بنوم عميق بين ذراعيها لتتنهد هيبا براحة و هي الأخري استسلمت للنوم
تلك الليلة مرت عليهما بهدوء تتخلله شهقات بيكهيون بين فينة و أخري حتي أثناء نومه
صباح اليوم التالي هو جلس بجانبها يُساعدها في تناول الإفطار بأعينه المتورمة اثر بكائه لكنها كما العادة بعد انتهائها من تناول الطعام تتقيأ كل ما تناولته
مساءً هو كان يجلس علي الأرض بجانب السرير يمد إحدي كفيه نحو يدها مُحتضناً اياها و أعلي ذراعه كانت رأسه تستقر هناك ينظر إلي أناملهما المُتشابكة بشرود كشخص مُغيب إلي أن همس
" إنه البروفيسور"
نفذ صبره من كتمان هذه الحقيقة لذا هو تحدث دون تفكير بينما هيبا حركت عينيها نحوه ببطئ شديد إلي أن استقرت نظراتها علي وجهه المُرهق
" هو من فعل بكِ هذا كي لا أكشف أمره... بأنه سبب تواجد هذه الكائنات"
نبرته كانت هادئة للغاية و هي لم تفهم حديثه جيداً لذا ضغطت بأناملها برقة بالغه علي ابهامه فكانت إشارة له لينفجر باكياً بينما وجهه قد أمال به يخفيه عن ناظريها
" هو يريد مني إما تركك تتعذبين حتي أفقدك أو أن أرتكب جريمة في حق أناس آخرين و سأفقدك لاحقاً أيضاً "
من بين شهقاته ألقي بكلماته علي مسامعها لكن وجهها لم يكن يظهر ما بها من حزن أو صدمة
هيبا لم تكن لتُصدق الأمر بهذه السهولة لكنها لم تستغرق وقتاً طويلاً حتي تذكرت ذاك العصير الذي كان يُعطيه البروفيسور لها بالمرات الأخيرة التي ترددت فيها علي غُرفته و كذلك اصراره علي أن تتناول الطعام معه
و بيكهيون الغارق ببكائه لم يشعر بها حين بدأ صدرها يعلو و يهبط بوتيرة سريعه، أعينها التي فقدت بريقها قد اتسعت بخفه، شفتيها تتفرقان محاولة التقاط أنفاسها حتي بدأ يصدر عنها صوتاً مُختنقاً بينما دموعها قد سالت علي جانبي وجنتيها
"هيبا؟"
همس بخفوت و هو يرفع رأسه عن ذراعه ليري حالتها تلك فضاقت عينيه بتشوش و ترك يدها ليُزيح دموعه عن عينيه كي يراها جيداً
"هيبا"
صرخ و انتفض من مكانه ليجلس بجانبها مُحتضناً وجنتيها بذعر لكن الأخري لم تكن تستجيب له
صورتها و هي تلتقط أنفاسها بتلك الصعوبة كما و كأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة أفقدته عقله ليركض إلي خارج الغُرفة حيث المصعد و حين أوشك رجل الأمن علي إيقافه بيكهيون دفعه بخشونة و استقل المصعد لينزل باحثاً عن سيهون حيث يكون الآن بذاك المُختبر المؤقت
دفع الباب و هو يلهث محاولاً جمع حروفه فما من كلمات تصف سوء موقفه
و لولا ذراعي سيهون التي لحقت به لكانت احتضنته الأرض بعدما خارت قواه و لم يقوي علي حمل نفسه أكثر من ذلك
"هيـ هيبا... أنا.. أفقدها"
استغرق سيهون لحظات يفهم ما يقوله بيكهيون فاتسعت عينيه تدريجياً و سريعاً تركهم ليركض حيث غرفة هيبا
بعدم فهم سوشيل اقتربت من بيكهيون تُساعده و القلق يتآكلها فحالة بيكهيون الرثة كانت أسوأ من المرة الأولي التي التقته بها
بدا أكثر ضعفاً و انكساراً
بتلك اللحظة التي اقتحم سيهون الغُرفة تجمد بمكانه فارتطمت سوشيل بظهره كونه توقف فجأة و هي كانت تلحق به
"ما..."
صاحت بقلق لتبتلع حروفها حين رؤية هيبا و بتيهٍ هي تبادلت النظرات بين سيهون، بيكهيون و تلك النائمة التي لا تُشبه أختها الصغري
" هيبا"
تمتمت بضعف و سارت نحو السرير بخطوات ثقيلة إلي أن توقفت بجانبه فالتفتت نحو سيهون ثم أعادت نظراتها نحو هيبا لتجلس بجانبها
كفيها المُرتجفين تحركا نحو وجنتي الصُغري ليقشعر جسد سوشيل حين شعرت بعظام الأخري بارزة أسفل أناملها بصورة مخيفه
" هـذا.. هـ.. هذا كان... سـ ـبب..."
ابتلعت غصتها و أغلقت عينيها بقوة بينما تضغط علي أسنانها بقوة تمنع نفسها من الصراخ
و ذاك المُتجمد بمكانه استوعب أخيراً ما يحدث ليقترب من هيبا حتي جلس بجانبها ينظر إليها بضياع، فهل هذه النهاية؟ من المستحيل أن تسوء حالتها أكثر من ذلك
" ماذا حدث؟ "
بصعوبة نطق سيهون حروفه ليرفع أنامله نحو أنف الأخري بإرتجاف لكنها كانت لاتزال تتنفس
" لقد .."
بيكهيون شهق باكياً لينحني قريباً من السرير يجلس علي الأرض بضعف
" لقد أخبرتها "
ضيّقت سوشيل عينيها بعدم فهم لتميل برأسها حيث يجلس بيكهيون تنظر إليه بنظر تشوش اثر دموعها
" ما الذي أخبرتها به ؟"
تساءلت بـ تيه و التفتت بعدها نحو سيهون الذي أغلق عينيه بقوة
" ما الذي يحدث هنا ؟ "
سحبت يديها عن وجه هيبا لتقف من مكانها تتبادل النظرات بينهما
سيهون كان يبكي بصمت مُغلق الأعين بينما بيكهيون جسده ينتفض بمكانه ببكاء و نحيب كان كفيلاً لتُدرك سوء الموقف
" ليُجيبني أحدكما "
صرخت ببكاء لكنها تلقت الصمت من كليهما فدارت حول السرير حيث يجلس سيهون لتجلس القرفصاء علي الأرض قريباً منه و استقامت بظهرها بينما تسحب وجهه نحوها كي ينظر إليها
" سيـ سيهون رجاءً ...رجاءً أخبرني بما يحدث ...لا تختبرني فأنا ضعيفة نحو هيبا ...صدقني الخوف يقتلني "
ترجته بضعف ليبتلع هو ريقه بصعوبة حين ألقت رأسها فوق صدره باكية
حالة هيبا السيئة كانت قادرة علي تحطيمهم جميعاً لأنها كانت تُشكل جزءً مُهماً من حياة ثلاثتهم
و لساعات ثلاثتهم كانوا يجلسون مُحيطين بها يبكون بصمت،و بأمل ينتظرون أن تفتح عينيها بعدما تأكد سيهون من أنها فقدت وعيها
" كنتما تعرفان ذلك "
سوشيل همست بشرود و كفها أخذت تمسح علي شعر هيبا حيث كانت هي تجلس بجانبها و ذراعها الأخري تلتف فوق رأس هيبا
" لذا قُمتم بنقلها من الغُرفة و تمنعاني عن رؤيتها "
رفعت عينيها الدامعتين نحوهما لكن بيكهيون الذي يجلس علي الأرض قريباً من هيبا و يُمسك بيدها لم يكن يستمع إلي أي شيئ حوله
" هي من طلبت ذلك ؟"
صوت قصير أشبه بالقهقه قد صدر عن سوشيل لتومئ برأسها و هي تُحركها نحو هيبا
" ليس خطؤك أنت ، أنا من أثق بالشخص الخاطئ "
" هذه حقيقة "
بحدة قاطع كلماتها فعقدت حاجبيها وأعادت نظراتها نحوه لتستقيم بجذعها تنظر إليه حين ترك مكانه ليقف هو الآخر
"الآن ستُلقين اللوم عليّ أنا فهذا ما تُجيدين فعله ،أليس كذلك ؟"
أخفضت نظراتها عنه تنظر إلي الأرض و لم تنفك عُقدة حاجبيها بعد
" لا أرغب بأن نتشاجر "
" بل سنفعل ذلك لأنني ..."
صرخ مُقاطعا إياها حتي توقف بفك يرتجف ليُمرر لسانه علي طرف شفتيه
" لأنني أختنق ، قلبي سيتوقف إذا بقيت صامتاً"
أشار حوله بعشوائية و بتلك اللحظة هو لم يكن يكذب أو يُبالغ فيما يقول ، سيهون بالفعل كان يشعر بأن قلبه سيتوقف إذا لم يصرخ الآن ليُفرغ كل ما بداخله من ألم
سيهون بالفعل يتحمل منذ البداية ...منذ موت صديقه و هو يحاول أن يتحمل
خسارة سوشيل و مرة أخري هو حاول أن يتحمل ، ثم موت والديه و تحوله إلي كائن غير بشري و حاول أن يتحمل ذلك
حقيقة جيبوم و البروفيسور كذلك حاول تحملها لكن حتى وصل الأمر إلى هيبا و التي إذا أصابها مكروهاً ستحل التعاسة على الجميع دون وجود مجال للسعادة مرة أخرى
هذا كان كثيراً عليه ليتحمله
" لست أنا الشخص الخاطئ ،إنه جوهيون الذي دمر حياتك و حياتي من قبلك "
تحدث و كفه ارتفعت تُمسد يسار صدره بإختناق
" إنه جيبوم الذي وثقنا به لكنه لم يستحق تلك الثقه و لا أقصد بذلك ..."
انفعل نهاية حديثه ليتنهد بضيق ثم أكمل بنبرة خافته
" لا أقصد بذلك مشاعره نحوك و إنما خيانته لنا سوشيل "
حرك رأسه جانباً ينظر بعيداً عنها حين رأى نظراتها نحوه و التي أبدت عدم فهمها لمقصده بينما بيكهيون أمال برأسه قليلاً ينظر إلي سيهون و دموعه لم تكن تتوقف
" إ إنه ..إنه البروفيسور جونغ هون الـ الذي ..."
تلعثم بحديثه و شهق باكياً ليستدير بجسده يُعطيهم ظهره
" أعلم أنني ربما السبب في حالته ...بسبب ذاك الانفجار هو أوشك علي الموت و .."
" هو بخير "
بيكهيون قاطعه بعقدة بين حاجبيه ثم رفع قبضته يمسح على أنفه يُكمل بأعين ضاقت بألم بسبب بكائه لوقت طويل
" هـ هو لم يتأذي بذاك الانفجار"
"ماذا تقصد؟"
سيهون سحب نفساً عميقاً بعدما طرح سؤاله فاستند بيكهيون بكفيه علي السرير بعدما ترك يد هيبا و بخطوات غير ثابته اقترب من سيهون إلى أن وقف مقابلاً له
" ظننتك تعرف"
"لا... اعتقدت أنه تأذي حقاً بذاك الانفجار لكنني...فقط أعرف أنه السبب بما يحدث"
بتردد ختم حديثه و هو يتبادل النظرات ما بين بيكهيون و سوشيل فتركت هي الأخري مكانها و وقفت بينهما تتسائل بعدم فهم
"عن ماذا تتحدثان؟ ما الذي يحدث؟ و ماذا فعل البروفيسور؟ بل كيف لم يتأذي بذاك الانفجار و هو كان علي وشك الموت؟! "
بيكهيون مسد جبينه بتوتر و ابتلع ريقه بعدها قائلاً بنبرة مُهتزة
" حين سمعته يتحدث مع جيبوم أدركت أنه لم يتأذي بل كان يدّعي ذلك كي لا يشك به أحد ما... هو المُتسبب بكل ما يحدث، لقد أراد إعادة زوجته إلي الحياة و حين خاف من أن أفضحه هو استغل هيبا و وضع لها شيئاً يجعل من جسدها يضعف بهذه الطريقه... هيـ هيبا لم يعد لديها وقت"
سوشيل رمشت بضعة مرات لتُحرك عينيها نحو سيهون ثم أعادت نظراتها إلي بيكهيون لتُقهقه دون فُكاهه
" إذاً... البروفيسور هو.. "
مرة أخري قهقهت ليميل جسدها فأسرع سيهون ليسندها من الجانب فرفعت رأسها نحوه مُتشبثة به
" سيـ.. "
شهقت بعبوس فتنهد مُربتاً علي رأسها بلطف و بحذر اقترب من السرير ليجعلها تجلس علي الطرف بعدما انهارت باكية
" هذا يعني أننا قدمنا العلاج الحقيقي "
سيهون همس بخفوت ليرمق هيبا بنظرة سريعه ثم التفت برأسه نحو بيكهيون
" هو لا يُريد لهذه الفوضي أن تنتهي قبل استعادة زوجته لذا ادّعي أن العلاج تسبب في ذاك الانفجار كي لا نُفكر في استخدامه مرة أخرى أو محاولة تجربته"
انحني ليجلس القُرفصاء أمام سوشيل و احتضن وجنتيها بين كفيه قائلاً من بين دموعه
"اهدئي حسناً؟... أعدك أن الأمور ستُصبح علي ما يُرام لكن أولاً يجب.... "
توقف عن الحديث ليرفع رأسه نحو الباب بسرعة حين طُرق بعنف فرفع بيكهيون حاجبيه و اقترب من الباب بحذر كي يفتحه فظهر أمامه دونغهي و أحد حُراسه
"سيهون، أنت يجب أن تري هذا"
المقصود رفع حاجبيه بإستغراب لينظر إلي سوشيل ثم ربت علي رأسها بإبتسامة مُطمئناً إياها قبل لحاقه بدونغهي
خطوات دونغهي كانت سريعه و واسعه و خلفه سيهون و ذاك الحارس الذي كان مألوفاً بالنسبة إلي سيهون فهو المسؤول عن الكاميرات
تقدم ذاك الحارس يفتح الباب و دخل ليدخل خلفه كلاً من دونغهي و سيهون الذي حرك عينيه علي تلك الشاشات بعدم فهم
" لا أفهم ما يحدث، نظام الأمن كان قوياً و لم يجرؤ أي كائن من هؤلاء بالمرور من أمام البوابة من قبل"
دونغهي نبس بذُعر و هو يُشير نحو الشاشة التي تعرض ما يحدث بخارج الفندق
أعداد ضخمه من الزومبي يُمكن رؤية بدايتها لكن عجزت الكاميرا علي التقاط نهاية تلك الصفوف المُمتلئة
يتقدمهم مجموعة مختلفه من مصاصي الدماء، منهم مصاص الدماء بالكامل و منهم من هو نصف زومبي و نصف مصاص دماء
"مهلاً مهلاً..."
سيهون صاح و هو يقترب من الشاشة ليلتفت نحو دونغهي
"أريد رؤية هذا الشخص"
أشار علي شخص كان يتقدم تلك الجموع من الوحوش، ملامحه لم تكن غريبة علي سيهون، و حين بدأ رجل الكاميرا في تقريب الصورة و توضيحها اتسعت أعين سيهون تدريجياً
"هذا سونغ هو... "
" من؟"
دونغهي سأل بعدم استيعاب فهز سيهون رأسه بالإيماء قائلاً
" أنا أعرفه، فهو كان مُساعداً مؤقتاً للبروفيسور منذ أربعة أعوام تقريباً.."
ابتلع ريقه بتوتر حين رأي سونغ هو يمد يده نحو البوابة من بعيد فتبدأ بالاهتزاز رغم أن لا أحد يلمسها
" أعتقد أنه من فصيلة بيكهيون"
تمتم بخفوت و التفت بعدها نحو دونغهي قائلاً
"أخبر الحُراس أن يقوموا بنقل السُكان إلي الأدوار العلوية بسرعه... البوابة لن تصمد كثيراً أمام قوته"
"يا إلهي، نحن في ورطة"
دونغهي ضرب جبينه بخوف فهمهم له سيهون
"سأصطحب بيكهيون و مي سون معي إلي الأسفل في حالة تمكنوا من الدخول و أنتم تأكدوا من إغلاق الغرف جيداً بعد نقل السكان إلي الأعلي و حذروهم من إصدار الأصوات فالزومبي تجذبهم الأصوات العالية "
حذره و هو يخرج من هناك مُتجهاً إلي الجناح حيث يجلس كلاً من تشانيول و تشانسوك بجانب 'اي ان' في غرفة المعيشه
فتح الباب و اتجه إلي غرفة المعيشه بخطوات سريعه ليقف ثلاثتهم من مكانهم بقلق
" الحقوا بي بسرعه "
أشار لهم بسبابته أن يلحقوا به فتبادل ثلاثتهم النظرات قبل أن يلحقوا به كما أمرهم
اتجه إلي الأعلي حيث ترك بيكهيون مع هيبا و سوشيل ثم فتح الباب و أشار للثلاثة مع بالدخول ففعلوا
"هيبا؟!"
أعين تشانسوك اتسعت بفزع و اقتربت من هيبا بسرعه و معها 'اي ان' الذي ما إن رآها هرع إليها بخوف
" هناك شخص آخر يمتلك نفس قوة بيكهيون"
سيهون تحدث علي عجل لينظروا إليه بعدم فهم
"الفندق سيتعرض للهجوم بأي لحظة فالزومبي و مصاصي الدماء اجتمعوا جميعاً بالخارج و لا أدري لم يحدث هذا فجأة... سيتم نقل السكان إلي الأعلي كي يكونوا بعيدين عن تلك الكائنات إذا اقتحموا الفندق، سأنزل مع بيكهيون و مي سون إلي الأسفل كي نتأكد انهم لن يصعدوا إلي الأعلي ... و تشانيول أنت ستبقي هنا و تأكد من حماية الجميع، هل تفهم؟"
تشانيول أومأ سريعاً ليخرج سيهون و خلفه بيكهيون الذي كفكف دموعه بقلق و لحق به حيث غرفة مي سون التي ما إن أخبرها سيهون بما يحدث هي أوشكت علي فقدان وعيها من الخوف
"أنا لست مُستعدة لذلك "
" كل من يقف أمامك افصلي رأسه عن جسده بدون تفكير "
سيهون قاطعها بينما ثلاثتهم كانوا يسيرون في الاتجاه المُعاكس لأولئك السكان الذين قابلوهم علي السلالم و وجوه الجميع كانت مذعورة بحق
مي سون و بيكهيون تبادلا النظرات بإستغراب لما تفوه به سيهون لكن سرعان ما تلبست الجدية وجهيهما حين وصلوا إلي الدور السُفلي حيث يُمكنهم رؤية تلك الكائنات من خلال باب الفُندق الزُجاجي
سيهون عقد حاجبيه حين رؤيته تلك الإبتسامة الجانبية التي ظهرت علي ثغر ذاك المدعو سونغ هو بينما بيكهيون أمال برأسه قليلاً و هو ينظر إلي ذاك الذي يقف خلف البوابة يتقدم تلك الكائنات
" إنه يبحث عن البروفيسور"
بيكهيون همس و التفت إلي سيهون و مي سون لينظرا إليه ثم التفت ثلاثتهم يُعيدون أنظارهم إلي البوابة التي أصدرت صوتاً عالياً بسبب اهتزازها
" مي سون"
همهمت تلتفت إلي سيهون الذي نطق بإسمها و أمال برأسه نحوها
"أنا آسف"
"علي ماذا؟ "
ضيّقت عينيها بعدم فهم فتنهد سيهون
"لقد وعدت بحمايتك لكنني أضعك هنا بالخطر"
" لقد وفيت بوعدك أوه سيهون لذا لا تقلق"
قهقهت بخفه لتلتفت بعدها إلي الأمام و أكملت
"وقوفي هنا بجانبك أفضل من تواجدي مع أولئك بالخارج... علي الأقل سأموت و أنا كما أنا.. مي سون و لست الوحش مي سون"
بينما بالأعلي الفُندق كان في فوضي، الغُرف امتلأت تجمع الغُرباء و الأقارب و جميعهم بلا استثناء كانوا في حالة من الذُعر خاصة أولئك الذين تمكنوا من رؤية تجمع الوحوش أمام البوابة من الخارج
" رأيتم الطبيب أوه؟"
إحدي النساء تحدثت حين وقعت عينيها علي ذاك الذي كان يجلس بركن الغُرفة بعيداً عن الجميع لتضحك بسخرية
"لقد هاجمناه عدة مرات لكن بينما كنا نصعد إلي هنا هرباً من الموت هو قابلنا و كان ذاهباً للدفاع عنا، لم يجلس في ركن بعيد يحتضن نفسه كالجبان "
جوهيون حرك رأسه إلي الجانب قليلاً ثم ابتسم بجانبية
" لو لم يكن وحشاً مثلهم لكان سيختبئ كالجُرذ فهذه طبيعته"
"الحقيقة أننا نحن الجُبناء، لقد صدقناك في البداية لأننا خشينا الحقيقة، ثم أردنا إيذاء الطبيب أوه و من معه علي الرغم من أنه الشخص الوحيد الذي ساعدنا ، و الآن ها نحن هنا نختبئ علي عكسه... هو لم يكن جباناً يوماً و منذ البداية كان البطل الحقيقي و نحن الأوغاد"
كلماتها لم يتمكن أحدهم من نفيها، هي كانت مُحقة و ربما قالت ما خجل الكثيرين منهم أن ينطقوا به
و جوهيون فقط اكتفي بقهقهة ساخرة ليتجاهلها فما عاد للحديث أهمية بهذا الموقف
موتهم ينتظرهم بالخارج و سواء الآن أو لاحقاً فسيتم القضاء عليهم
لقد رأوهم بالفعل كانوا ثلاثة
سيهون و شخصين معه لذا التصدي لذاك العدد الهائل بالخارج ليس بتلك السهولة
و التغلب عليهم إنه المُستحيل بذاته
______
" لا يُمكنني البقاء هنا "
سوشيل نبست و هي تمسح علي وجهها بعشوائية لتخطو نحو الباب بعجل فركض إليها تشانيول سريعاً يُعيدها إلي مكانها
" إلي أين تظنين نفسك ذاهبة ؟"
ألقي بها علي طرف السرير بغضب بسبب مقاومتها له فوقفت من مكانها مرة أخري باكية
" سيهون ..هو وحده ولا يُمكـ..."
" هو ليس وحده لذا اهدئي ...خروجك الآن سيضعه بخطر لأنك ستُعيقين تحركاته "
صرخ بنفاذ صبر مُقاطعاً إياها فهو الآخر خائف و متوتر و هي لا تُزده سوي توتراً
" و بيكهيون هو كان بحالة يُرثي لها "
همست لتنفجر باكية فزفر تشانيول بإرتجاف يُمرر عينيه عليهم جميعاً
هيبا كانت بعالم آخر و حالتها سيئة بالفعل ، و بسبب ذلك هو رأي انهيار تشانسوك و كذلك' اي ان'
بينما سوشيل لم يتوقف جسدها عن الارتجاف فمن جهة هناك أختها الصغري التي تكاد تفقد حياتها ، و من جانب آخر هناك سيهون الذي يُقاتل بالخارج وحوشاً لا تعرف الرحمة
" بيكهيون سيكون بخير ...من أجل هيبا "
تمتم بعدم ثقة يأمل أن يحدث ذلك ، بينما بالأسفل حيث غُرفة المُختبر كُلاً من دوريان ، كريستوفر و حتي جوزيف كانوا يركضون هنا و هناك محاولين الانتهاء بأسرع وقت و علي الجانب الآخر كان يقف بقية أعضاء الفريق الطبي حيث يقومون بتعبئة المسدسات مختلفة الأنواع بتلك التركيبة التي يقوم الثلاثة الآخرين بتصنيعها
بالداخل معهم كان يقف مجموعة من الحُراس يُساعدون بالتعبئة و كذلك دونغهي و هذا ما جعل التحرك بتلك الغُرفة صعباً لكنهم كانوا بحاجة للمُساعدة
~ هل مُتأكد مما تفعله؟ ~
دونغهي تساءل بقلق وهو يتبادل النظرات بين الباب و بين كريستوفر ليهز الآخر رأسه نافياً
~ في جميع الأحوال نحن ميتون لذا لا ضرر من المحاولة ~
أجابه بجدية و هو يصب تركيزه علي ما يفعله لتعقد دوريان حاجبيها و رفعت رأسها تنظر إلي صديقها بإستغراب فابتسمت بخفه حين رؤيتها مدي جديته و سرعان ما محت تلك الابتسامة لتعود إلي عملها فلا وقت لديهم
البوابة الخارجية للفندق وقعت تُصدر صوتاً عالياً و مُزعجاً جعل من الجميع يرتجف بخوف فصرخ كريستوفر سريعاً
~هيا أسرعوا~
بينما الثلاثة المتواجدين خلف البوابة الزُجاجية تبادلوا النظرات قبل أن يومئوا برؤوسهم يتخذون وضع الاستعداد
بيكهيون سحب نفساً عميقاً بسبب صورة هيبا التي لا تُفارق عينيه فأغلق عينيه يحاول استعادة وعيه ثم فتحهما ليظهر لونهما الأحمر تزامناً مع كسر تلك البوابة الزُجاجية حين ركض إلي الداخل عدداً كبيراً من الزومبي يتبعون الصوت المُزعج الذي يُصدره مصاصي الدماء
" اقتلوهم "
سونغ هو ابتسم بجانبية يُعطي أوامره فتفرق مصاصي الدماء علي جميع الجوانب قبل أن يبدأوا بإصدار تلك الأصوات المُزعجة مرة أخري و من ثم ركضوا نحو الثلاثة الواقفين أمامهم و هناك مجموعات أخري ركضت نحو السلالم قاصدين الهجوم علي الأدوار العلوية فحرك بيكهيون رأسه بدائرية قبل أن يرتفع بقدميه عن الأرض قليلاً و كلتا يديه ارتفعتا علي جانبيه و كأنها جناحين ليُلوح بهما إلي الأمام مما دفع جميع تلك الوحوش للوقوع فوق بعضهم بينما تتطاير أجسادهم إلي الخلف حيث كانوا سابقاً
" اقتلي من يُقابلك "
سيهون دفع مي سون من ظهرها بخفة كي تتقدم فأومأت له قبل أن تتحول عينيها للون الأحمر و بصوتٍ عالٍ هي زمجرت كما فعل سيهون بينما يركضان نحو تلك الكائنات
بيكهيون بقدر الإمكان كان يحاول دفع تلك الكائنات التي تتدافع نحو السلالم مراراً و تكراراً غافلاً عن ابتسامة سونغ هو الجانبية الذي ما ان رأي بيكهيون ينشغل مع أتباعه هو سار نحو الأعلي ببطئ يضع يديه بجيوب بنطاله
حين وصل الدور الأول هو بدأ بفتح الأبواب الواحد تلو الآخر بينما صوت البروفيسور يتردد بأذنيه
هو سمع تلك الكلمات التي رددها البروفيسور علي مسامعه للعديد من المرات يُخبره فيها أنه فاشل ، غبي و لا يستحق أن يعمل معه
صوت البروفيسور بأذنيه و كأنه يصرخ بوجهه بتلك الكلمات الآن و هذا ما جعل من غضبه يتفاقم فلم يشعر بذاك الذي ظهر خلفه بصدر يعلو و يهبط بغضب
بيكهيون رفع يده في الهواء يُشير نحو سونغ هو ليُحرك يده نحوه ببطئ ثم دفعها بقوة إلي الأمام ليندفع معها جسد سونغ هو الذي ارتطم بالحائط بقوة جعلت تشقق كبير يُحيط بجسده الذي التصق بتلك البُقعة
" ليس من شيم الرجال القتال من الخلف "
قهقه بسخرية و هو يتأوه بألم بينما يضغط علي الحائط بيديه كي يقف مُستقيماً تحت نظرات بيكهيون الباردة و الذي ما إن عادت عظام سونغ هو إلي مكانها عاد يدفعه مرة أخري بقوة أكثر من السابق لكن يد سونغ هو ارتفعت في الهواء تُشير نحو بيكهيون ليعود جسده إلي الخلف حتي وقع من فوق السُلم
بالأسفل سيهون كان يندفع بين تلك الأعداد من الزومبي يُحاول دفعهم عنه بينما أنظاره مصوبة نحو الفتي ذو الشعر الزهري
ذاك الفتي كان يبتسم بجانبية مُستفزاً إياه و كلما اقترب منه سيهون خطوة يتراجع هو دافعاً الزومبي نحو سيهون ليُعيقوا تحركه حتي اتسعت عينيه فجأة ليقع أرضاً غارقاً بدمائه و من خلفه ظهرت مي سون التي ابتسمت بتصنع تمسح بذراعها علي شفتيها
" شعره كان يُشوشني "
سيهون همهم لها و التفت يعود بخطواته إلي الخلف حيث فتاة كانت تحاول الهجوم عليه بينما مي سون تحركت جانباً تنظر إليهم فهناك شيئ خاطئ يحدث مع هذه الكائنات
هي رأت مجموعة من مصاصي الدماء يتراجعون ليقفوا بعيداً عن السلالم و كذلك عن البُقعة التي امتلأت بأعداد هائلة من الزومبي يُحيطون سيهون و مي سون
و أثناء انشغال الجميع كانت هناك فتاة أخري استقلت المصعد نحو الدور الثاني بعدما رأت شجار بيكهيون مع سونغ هو في الدور الأول
قبل أن يُغلق باب المصعد تماماً هي ابتسمت بجانبية فقد حان الوقت لتنتقم فهذه اللحظة هي انتظرتها كثيراً
الفُندق أصبح في حالة من الفوضي حيث الدور الأرضي بينما الدور الأول قد تحطم تقريباً بسبب بيكهيون و سونغ هو
" أنت تُزعجني "
سونغ هو صاح بغضب و هو يعتلي بيكهيون أرضاً ليرفع رأسه قليلاً مُفرقاً بين شفتيه ثم انحني نحو بيكهيون بحركة سريعه قاصداً عُنقه لكن الآخر دفعه عنه يستقيم بوقفته ليزفر سونغ هو بحنق و وقف من مكانه فـ نمت ابتسامة جانبيه علي ثغر بيكهيون حين أدرك ذلك ....سونغ هو لا يعرف كيف يتحكم في قواه جيداً
ذات الشعر البُني القصير ، الوجه الشاحب و العروق البارزة كانت تسير بين الطُرقات تدفع الباب تلو الآخر لتضرب بلسانها ضد وجنتها من الداخل بنفاذ صبر بعدما أنهت ثلاثة أدوار و جميعهم كانوا فارغين
باب المصعد أغلق علي رجل آخر و خلفه مجموعة من الزومبي ليصعد إلي الدور الأخير حيث يكون بعيداً عن هذه الفوضي و لا أحد يكتشف أمره
" أين أنتما ؟"
ذات الشعر البُني القصير المدعوة هي سو لحنّت كلماتها و هي تدفع الباب تلو الآخر بملل حتي فتحت باباً انتفض من خلفه بذعر
" يااا هل يعرف أحدكما أين الباريستا بارك ؟"
سألت من كانا يقفان أمامها يحتضنان بعضهما بخوف ، حيث كانا توأم فتي و فتاة لم يبلغا العشرين من عمرهما بعد فتنهدت هي سو بضجر و هي تُغلق الباب خلفها بينما تتجه إلي داخل الغُرفة
" سأحصل علي استراحة أولاً "
برزت أنيابها و هي تقترب منهما ليصدح بعدها صوت صراخهما بالغُرفة و بعد لحظات هي خرجت من هناك تاركة جسديهما ينتفضان علي الأرض بينما الدماء تتسرب علي جانبي شفتيها لتسمح بظاهر كفها علي شفتيها بعشوائية
" مي سون "
أحد الواقفين بعيداً صرخ بذعر حين رآها تقع أرضاً مُمسكة بعنقها حيث أُصيبت
" لا تُحركي يدك "
" أيها الوغد أنت أتيت "
همست بألم من بين دموعها ليومئ لها ثم احتضن جسدها ليسحبها معه بعيداً عن الزومبي الذين يتدافعون نحوهم بينما أعين سيهون كانت تتبادل النظرات بينها و بين الرجل الذي يُقاتله حتي برزت أنيابه لينحر عُنقه ثم ركض نحو مي سون التي تبكي بألم
" أريني "
سيهون همس لها و هو ينظر إلي الفتي الآخر الذي يبكي بذعر
" لا تقلقي لا يوجد خطب ... ستكونين بخير لكن التئامه سيكون بطيئ كونه قريب من مصدر تحولك "
ربت علي كتفها يُطمئنها ليرفع عينيه بعدها نحو الفتي أمامه
" اهتم بها أنت "
" لا ، مارك ساعد سيهون ... "
صرخت بألم بسبب حركتها فدفع سيهون كتفها كي يرتخي جسدها علي الحائط ثم حرك عينيه نحو السلالم التي امتلأت بالزومبي و مصاصي الدماء الذين يسبقوهم بخطوات
"يجب أن .... "
وقف من مكانه علي عجل و هو يتبادل النظرات بين تلك الوحوش و بين مي سون ليتوقف عن الحديث حين رآهم يقعون من فوق السلالم الواحد تلو الآخر تزامناً مع اقتحام رجال الأمن للمكان و معهم كلاً من دونغهي و الفريق الطبي و أنواع مختلفه من المسدسات كانت معهم حتي مسدسات الماء الخاصة بالأطفال و جميعها تحتوي علي التركيبة التي تواجدت بآخر صفحات مُذكرات سيهون
سيهون ابتسم براحة حين رفع كريستوفر إبهامه له وعاد بعدها يُصوب نحو الزومبي فركض سيهون نحوهم هو الآخر بعدما ترك مي سون مع صديقها
باب الغُرفة المتواجد بها تشانيول مع الآخرين دُفع بقوة لتظهر أمامهم فتاة ذات شعر بُني قصير بدت مألوفة لتشانيول
" التقينا مُجدداً باريستا بارك "
تشانيول بعدم فهم عقد حاجبيه ليتقدم إلي الأمام فارداً ذراعيه علي كلتا جانبيه و جسده يميل قليلاً محاولاً بذلك حماية البقية فابتلعت تشانسوك ريقها بخوف حين تذكرت تلك الفتاة التي استغرق تشانيول لحظات حتي تذكرها
هي نفس الفتاة التي هاجمها بالمشفي حين أرادت قتل تشانسوك
ابتسامتها اتسعت و هي تميل برأسها تنظر نحو تشانسوك فتحرك تشانيول جانباً يمنع عنها رؤية تشانسوك فقهقهت هي بصخب
أعينهما تلونتا بلونين مُختلفين حيث أصبح لكل منهما عين حمراء و أخري زرقاء فاتحه فاتخذ تشانيول وضع الاستعداد و هو يتبادل النظرات بين المتواجدين خلفه و بينها بتردد كونه لا يرغب في ايذائها أو أن يلحق الأذي بأي من المتواجدين
هي سو ركضت تجاه تشانيول بحركة سريعه و علي حين غفلة و هي تبرز أنيابها لينتفض جسده بعدما وعي علي حركتها و اعترض طريقها محاولاً دفعها عنه فأصابت ذراعه بأنيابها قبل اندفاع جسدها إلي الخلف مما جعل من 'اي ان' يركض ليقف خلف تشانيول فارداً ذراعيها علي الجانبين حيث لمح كائناً آخر يدخل الغُرفة و الذي بدا كمصاص دماء
أعين تشانيول اتسعت حين رأي أن هناك آخر دخل الغُرفة فدفع هي سو إلي الخلف لترتطم بالباب المفتوح في حين اقترب الفتي الذي تلونت عينيه بالأحمر يسير نحو سوشيل بخطوات سريعه بعدما التقطت أنفه رائحتها فكانت تلك الرائحة البشرية الأولي التي تلتقطها أنفه بعد تحوله الذي لم يمر عليه خمس دقائق حتي
ركض تشانيول نحو الفتي ذو الأعين الحمراء ذاك قاصداً الهجوم عليه فباغتته هي سو بدفعة قويه جعلته يرتطم بالحائط علي الجانب الآخر من الغرفة بعيداً عن مكان تواجد الآخرين الذين التصقوا بالسرير
و بتأوه مُتألم تشانيول حاول إخراج جسده من تلك الحفرة التي تشكلت في الحائط بعد ارتطامه به لكن صوت صراخه الصاخب جعل من أعين تشانسوك تتسع و هي تركض نحوه بذعر فباب الخزانة التي بجانبه قد اخترق جزءاً من خصر تشانيول بسبب قوة الدفعة الي تلقاها
بينما 'اي ان' كان يحاول إبعاد ذاك الفتي عن سوشيل حتي دفعه الآخر بخفة مُشمئزاً من رائحته فابتلعت سوشيل ريقها بصعوبة و هي تلتصق بهيبا مُحتضنة جسدها ليبتسم الآخر بجانبية و فرق بين أنيابها قاصداً بذلك عُنقها لكن 'اي ان' الذي احتضن خصره بقوة محاولاً دفعه عن سوشيل قد أعاق حركته بالفعل
"تشانيول"
تشانسوك همست ببكاء و هي تُحرك يديها علي ذاك الجرح دون تلامس لتعض علي شفتها السُفلي بعبوس ففرق تشانيول بين شفتيه محاولاً تهدئتها لكن اندفاع جسدها بعيداً عنه جعل من عينيه تتسعان بذعر حين رأي هي سو تقترب منها بإبتسامة جانبيه مُعتلية إياها
'اي ان' كان يبكي بهيستيرية بينما يتمسك بخصر ذاك الذي يحاول التحرر منه و بسبب بكاء الصغير كانت قبضته تتراخي دون شعور و ذو الأعين الحمراء كانت المسافة بينه و بين سوشيل تتضاءل حتي فرق بين شفتيه قريباً من عُنقها لتصرخ بفزع محاولة دفعه لكنها لم تستطع ذلك حتي شعرت بأنيابها قريبة من عُنقها
أغلقت عينيها بقوة مُستسلمة لقدرها فكان بإمكانها الشعور به يُلامس عنقها لكن بمجرد التقاء جفونها هي سمعت صراخ الصغير و ابتعاد تلك الأنياب عنها ففتحت عينيها الدامعتين سريعاً تري 'اي ان' الذي رفع يده من خصر ذاك الكائن نحو شفتيه محاولاً إبعاده عن سوشيل مما جعل من أنيابه تخترق كف 'اي ان'
"لا، لا، لا"
هزت رأسها بهيستيرية حين وقع ذاك الكائن أرضاً بجسد ينتفض بمكانه بينما الصغير بقي واقفاً بمكانه بجسد يتمايل بضعف حتي أمال للجانب و أوشك علي الارتطام بالأرض لكنها لحقت به سريعاً تسند جسده فوق خاصتها
في تلك الأثناء تشانيول كان يُزمجر بحده و هو يحاول دفع جسده بعيداً عن باب الخزانة ذاك، و جبينه قد تعرق لما يشعر به من ألم ليُلقي بجسده بثقل نحو هي سو التي تعتلي تشانسوك محاولة قتلها و ليس مجرد تحويلها لكائن مثلها فوقعت هي سو بعيداً عن تشانسوك
و ما ان وقعت أرضاً هو نحر عُنقها بأنيابه لتفقد حياتها بينما هو الآخر جسده أخذ يميل بمكانه حتي وقع أرضاً و صوت شخير خافت صدر عنه بعدها بلحظات
الفُندق امتلأ بالكثير من الأجساد المُلقاة أرضاً و بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعه وقف سيهون بمكانه يلتقط أنفاسه بصعوبة ينظر إلي هذه الفوضي
لربما لم تكن الأمور لتصل إلي هذا الحد لو أنه منذ البداية لم يُقدم العلاج بيديه للشخص الخاطئ أو لو أنه فقط تهور و استخدمه دون اذن
تنهد براحة حين ظن أن كل شيئ انتهي لكن صوت صرخات كانت تصدر من الأدوار العلوية جعلته يرتجف بذعر و التفت بعدها ينظر حيث رجال الأمن الذين صعدوا إلي الأعلي حيث مصدر الصوت
~بالأدوار الأخيره ~
جوزيف صرخ يُخبرهم بذلك و هو يميل بجذعه فوق السور محاولاً النظر إلي الأعلي كي يعرف مصدر الصوت فركض مجموعة من رجال الأمن نحو المصعد يستقلوه حيث الدور الأخير محاولين اكتساب الوقت
"بيكهيون"
سيهون تمتم بخفوت و هو يركض إلي الأسفل حيث يذكر أنه لمح بيكهيون سابقاً أثناء انشغاله بالقتال لكن ذاك الدور كان فارغاً و بإمكانه معرفة أن معركة شرسه قد وقعت هنا نظراً لتلك الحُفر التي امتلأ بها الحائط و الكسور المتواجدة بكل مكان
عقد حاجبيه حين سمع صوت أسرّة تتحرك بعشوائية ليسير حيث مصدر الصوت و فتح ذلك الباب المُغلق ليظهر من خلفه بيكهيون الذي كان يطفو جسده فوق الأرض بمسافة صغيرة و بيديه يُشير نحو ملاءات السرير التي أحاطت بجسد سونغ هو تُعيق حركته
حركة بيكهيون كانت سريعة و مُتقنه مما جعل الأمر صعباً علي سونغ هو التحرر من تلك الملاءات
بحذر رفع سيهون مُسدسه يوجهه نحو سونغ هو كي يُصيبه لكن سرعان ما استوعب سونغ هو ما أوشك الآخر علي فعله و أشار نحوه ليندفع جسد سيهون إلي خارج الغرفة حتي ارتطم بالسور بقوة فوقع جسد سيهون علي الأرض ليتلوي بمكانه بألم
حينها استوعب بيكهيون الأمر و بحركة سريعه هو أشار نحو ذاك المسدس ليحط بكفه من ثم ضرب به حيث صدر سونغ هو فاستغرق الأمر لحظات حتي وقع جسد سونغ هو أرضاً يرتجف بمكانه
ببطئ نزل جسد بيكهيون نحو الأرض حتي استقرت قدميه فوقها ليجلس علي رُكبتيه و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة في حين عينيه بدأتا تعودان إلي طبيعتهما
"أنت بخير؟"
حرك عينيه نحو سيهون الذي يبعد عنه بكثير من الخطوات يسأله من بين أنفاسه فأومأ إليه الآخر و هو يحاول الوقوف من مكانه ليقف بيكهيون كذلك
" لا أصدق أنه كان العلاج"
سيهون هز رأسه بسخرية ليتخصر و هو يسحب نفساً عميقاً
" لقد أدركنا الأمر بالوقت المُناسب "
سيهون أومأ موافقاً إياه ليدخل تلك الغُرفة و اقترب من سونغ هو ثم أشار إلي بيكهيون بالاقتراب ففعل
أمسكا بتلك الملاءات يُقيدان بها جسد الآخر جيداً حتي قهقه بيكهيون بعدم تصديق ليفعل سيهون المثل ثم همس طويل القامة بعدما دفع جسد سونغ هو إلي جانب الغُرفة قائلاً
"من دمر العالم انتهت قصته علي يد ملاءة سرير"
كلاهما قهقها مرة أخري و نوعاً ما تلك القهقهة كانت مُتألمة أكثر من كونها ساخرة
في الأعلي كان الحُراس يحاولون السيطرة علي الوضع حتي لم يعد هناك كائنات أخري لكنهم بالفعل قد خسروا عدداً من زملائهم فهناك من نفذت ذخيرته في وضع سيئ و أمام كائنات تحولت لتوها و كانوا الضحية الأولي فلقوا حتفهم
فندق دونغهي أصبح أسوأ من المباني الأخري التي تم تخريبها في الخارج لكن علي الرغم من ذلك هو كان راضياً بما حدث
علي الأقل تم إنقاذ عدداً لا بأس به من السكان، و العلاج قد أصبح بين أيديهم تقريباً
~ ليُخبرني أحدكم أن هذا الكابوس انتهي و أنني لازلت علي قيد الحياة ~
كريستوفر همس بأعين دامعة فالتفتت نحوه دوريان و هي تضحك بخفوت ثم احتضنت خصره بجانبية هامسه
~أنا الآن و أكثر من أي وقت سابق مُمتنة حقاً لأنك صديقي المُقرب ~
أحاط كتفها بذراعه مُقبّلاً رأسها بإبتسامة ثم حرك عينيه في الأرجاء يتأكد أن لا أحد من فريقه قد تأذي
جسد هيبا انتفض من مكانه لكن لا أحد لاحظ ذلك بين أصوات البُكاء و النحيب التي ملأت الغُرفة
مرة أخرى جسدها انتفض لتتجعد ملامحها و مجدداً لم يُلاحظ أحدهم ذلك
فمن جانب كانت هناك تشانسوك التي تحتضن جسد تشانيول و بيدٍ ترتجف هي كانت تضغط علي جرحه محاولة إيقاف نزيفه فذاك الجرح كان يلتئم ببطئ
بينما علي بُعد خطوات كانت سوشيل تضم رأس 'اي ان' إلي صدرها تبكي بهيستيرية و تنتحب بصوتٍ عالٍ جعل من سيهون و بيكهيون يركضا نحو الغُرفة بفزع حين سماعهما لذلك الصوت حيث كانا في طريقهما إلي هناك بالفعل
وقفا أمام الغُرفة ينظران إلي الفوضي التي حلّت بالمكان و إلي تلك الأجساد المُلقاة أرضاً فاندفع سيهون نحو سوشيل و احتضن وجنتي 'اي ان' بفزع بينما يتفحصه حتي وقعت عينيه علي آثار الأنياب المُتواجدة بكف يده فتنهد براحة
"سيكون بخير، لا تقلقي"
حاول طمئنتها بكلماته لكن الأخري لم تكن لتهدأ فجسد الصغير كان ساكناً لفترة طويلة و أنفاسه ضعيفه فكيف سيكون بخير؟!
بينما بيكهيون اقترب من تشانيول النائم ليجلس القرفصاء بجانبه بينما ينظر إلي ذاك الجرح بأعين لمعت بفعل دموعه
مرت عليهم لحظات هادئة يبكون في صمت علي ما آلت إليه الأوضاع فانتفض جسد هيبا لكن لا أحد لاحظ ذلك
مجدداً
و مجدداً
و....
ها هو صوت التقاط أنفاسها العالي جعل من بيكهيون ينتفض من مكانه بفزع راكضاً نحوها يحتضن وجنتيها لا يعرف ماذا يفعل بينما سيهون اقترب ليجلس علي جانبها الآخر من السرير يتفحص جسدها حتي نبس بقلق
"نبضها ضعيف"
عقد حاجبيه و هو يبتعد عن السرير راكضاً نحو الباب كي يبحث عن البروفيسور في محاولة منه للحصول علي علاج هيبا لكن صوت صراخ بيكهيون استوقفه
"لا تفعل"
بعدم فهم التفت نحوه سيهون فهز بيكهيون رأسه إلي الجانبين بضعف
" لا يُمكنني الوثوق به مُجدداً "
" هذه المرة هو مُضطر لمُساعدتنا فنحن نعرف العلاج بالفعل سواء كان علاجنا أو علاج هيبا "
"أجل.. نحـ نحن.. نعرف"
بيكهيون أجابه بشرود ليُحرك رأسه ببطئ نحو هيبا التي تلتقط أنفاسها بصعوبة و بضيق أغلق عينيه بقوة فهز سيهون رأسه نافياً حين فتح الآخر عينيه ليظهر لونهما الأحمر
" لا، لا، بيكهيون لا تفعل "
نفي بذعر لكن بيكهيون لم يستمع إليه و كأنه مُغيّب...و بحركة سريعه بيكهيون برز أنيابه ليُغلق عينيه مرة أخرى و هو يغرزهم بعنق هيبا التي ما ان فعل ذلك هي شهقت تفتح عينيها علي مصرعيها لما شعرت به من ألم
رفع بيكهيون يديه يُثبتهما علي جانبيها حين شعر بنفسه يضعف ليرفع رأسه عن عنقها بضعف و اندفع إلي الخلف بأعين مُتسعه حين وعي علي فعلته لكن سرعان ما تهاوي جسده هو الآخر و وقع أرضاً فاقداً الوعي
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top