3

Start

بيكهيون pov

بدأتُ رحلة إلى أولسان أجمل مدن كوريا حيث التقيت المرة الأولى بـ حبيبتي

ركبت سيارة أجرة عند خروجي من المطار و ابتسمت حين تخيلتُ استعدادات هيونا لملاقاتي

بذكرها لقد مرت سنة كاملة منذ أن تعرفنا لأول مره، أذكر لقائنا الأول و كأنه حدث اليوم، يومها أتيت مع والدي لأول مرة الى كوريا وحين وصلنا لمنزلنا رأيتها تركض خلف شاب بالمكنسة خارجاً

بدت مضحكة حينها ...

التقينا بعدها واصبحت أتودد لها،ظننتُ انها سترفضني لكنها قبلت بي بسهولة وهذا ربما أسعدني كثيراً

صحيح أني كبرت و ترعرعت في أمريكا وفي مجتمع مغاير لكن لطالما وددت انشاء عائلة برفقة فتاة تشبهني،فتاة ان تشاجرنا لا تنعتني بألفاظ قد تبدو عنصريه نوعاً ما

و ها هي أمنيتي تتحقق ،فاليوم سأقوم بعرض الزواج عليها،ان وافقت سنعود لأمريكا فلستُ بشخص يتركُ محبوبته للخطر بمفردها

رغم أنني لم أرى هذا الخطر بعد

و ليتني حتى لم أُفكر بذلك فـ سرعان ما تحقق الأمر و رأيت الخطر بعيناي

القلق قد داهمني حين بدأ ذاك السائق بالتحدث عن الطبيبة التي تدّعي وجود كائنات غير طبيعيه تلاه وقوف ذاك الـ... الشئ ؟!

لم يكن بشراً مثلنا حتي

ركضه نحونا أو حتي أعينه تلك لذا هربنا منه سريعاً و كلانا قد أوشك على فقدان عقله مما رأيناه تواً

تلك الكائنات كانت تتكاثر بشكل غير طبيعي حتي تشتت تركيزنا و السائق حينها لم يستوعب وجود سيارة تصف أمامه على جانب الطريق و..... هو اصطدم بها

شعور بالألم بجميع أنحاء جسدي و صداع قاتل سيطر علي رأسي بأكمله و جسد يرتجف لشدة البروده ، هذه حالتي الآن

فتحت عيناي و بصعوبه لكن ما قابلني كان الظلام فقط و كأن جفوني ما تزال ملتصقه، فـ حركت رأسي إلي الجانب قليلاً بينما أتنهد

مشاهد مشوشه بدأت تداهم عقلي لما حدث منذ وصولي المطار، حادث السرقه و من ثم سيارة الأجرة التي تولت توصيلي و مطاردة كائنات غريبه لنا إلي أن تعرضت لحادث

لا أذكر ما حدث بعدها، أعتقد!

ربما أكون فقدت الوعي أو تلك الكائنات التهمتني

أهذا يعني أنني بمعدة وحش أو هذه روحي التي تركت جسدي بعد التهامه ؟!

بيكهيون توقف عن الهلوسه!

"حسناً، أنا قادم"

صوت صاح من مكان قريب مني بلكنة كورية لأدرك أنني مازلت بكوريا و كذلك لست بمعدة وحش... حتي الآن علي الأقل

اعتدلت بصعوبه أحاول إدراك مكاني فلا بد أن شخصاً ما أنقذني

المكان بأكمله مظلم و لا يوجد أثر لضوء او اي شيئ يساعدني على التعرف على الاشياء من حولي

تحسست الهواء بيدي و تقدمت حيث خط عريض من الضوء الأخضر علي جانب الغرفه الذي لاح لي حين بحثت بعيناي من حولي

حاولت لمسه و فتح ذاك الشئ و ليتني لم أفعل

بخار بارد قابل وجهي شوش رؤيتي بضعة ثواني تلاه رؤيتي لجسد إمرأتين تبدوان... فاقدتين للحياه

عيناي اتسعتا بصدمه لأتراجع بخطواتي المبعثرة لكن ما قابلني كان أجساد أخري مستلقيه فوق أسرّة و لا أي منهم يتحرك أو يوحي بوجوده علي قيد الحياه

ألهذا الجو بارد هنا، هذه ثلاجة للموتي و أنا....

يا إلهي

لا أفهم هل أنا ميت أم لا؟!

جسدي انتفض بفزع حينما شعرت بأحد هذه الأجساد ترتفع عن مكانها يُصدر أصواتاً مُخيفه و كأنها تابعه لحيوان جائع

تحركت ببطئ أحاول الإبتعاد عن مصدر الصوت ذاك و أنا أتذكر كل كلمة قالتها هيونا، لربما هناك وجود لتلك الوحوش بحق و أنا ضحيتهم هنا بعدما تم سرقة جسدي

"هيا، ساعدني في إخراجه"

صوت مختلف عن الذي سمعته سابقاً ظهر لأختبئ أسفل أحد الأسرّة بينما أراقب باب تم فتحه علي بُعد خطوات مني و بعدها أقدام لشخصين قد مرتا بجانبي دون أن يفتحا إضاءة الغرفه و كلاهما تولي حمل جسد ذاك الشخص الذي استفاق منذ قليل... ربما قامت بتخديره فهو أصبح هادئاً فجأه

"الفتاه التي وصلت معه سوف نُخرجها هي الأخري ليس هناك داعي للإنتظار حتي تستفيق فقد مر 17 ساعه بالفعل "

عقدت حاجباي بعدم فهم لكن سرعان ما نفضت رأسي أراقب المكان من حولي كي أخرج من الباب دون أن يكتشف أمري أحد

زحفت علي ركبتاي حتي وصلت للباب ثم خرجت منه لأجد سلالم طويله بنهايتها باب و باب آخر مجاور للذي خرجت منه تواً

الرجلين السابقين عادا مرة أخري من الباب الجانبي لأختبئ أسفل السلالم حتي انتهيا من إخراج جسد الفتاه التي تحدثا عنها سابقاً

عروقها بارزة و مخيفه تماماً كتلك الكائنات التي هاجمتنا أنا و سائق السيارة سابقاً

الأمر استغرق دقائق طويلة حتي تأكدت من خروج هاذين الشخصين من الباب العلوي و انتظرت حتي اتأكد من كونهما لن يعودا مرة أخرى، علي الأقل في الوقت الحالي

بعدها خرجت بهدوء من الباب الذي أخرجا منه الجثث

كان يجب أن أفكر قبلها فهذا الباب يؤدي إلى قبو آخر و ليس الخارج

أي أنني أصبحت مسجوناً بين هذه الجثث مرة أخرى

"أو ربما لا"

تمتمت بإبتسامه متسعه و أنا ألمح أشجار بالخارج تتحرك بفعل الرياح لأتقدم بسرعه نحو ذاك الباب الذي تظهر الأشجار من خلال نافذته العلويه لكنه موصد بإحكام

تلفتت حولي و ألم جسدي أصبح يتزايد، أخشى أن أفقد وعيي الآن فهذا يعني نهايتي و العوده حيث تلك الجثث لكن هذه المرة كواحدة منهم

نظرت بأرجاء المكان بحثاً عن شئ يساعدني في تسلق نافذة الباب لكن هذا القبو كان فارغاً و لم يكن بيدي حيله سوي تسلق الباب بذراعاي كي أفتح النافذه لأخرج من خلالها و أول ما تلقاني كان جذع الشجره الملتصقه بالباب و من بعدها الأرضية

هذا مؤلم!

سرت بشوارع المدينه لأدرك أنني مازلت بحدود أولسان فلا حياة هنا بعد غروب الشمس كما قالت هيونا

الشوارع خاليه تماماً و الأضواء مغلقه بالكاد يمكنك الرؤية هنا

جذب انتباهي ذاك الكائن الذي كان يتحرك علي بُعد خطوات مني ليلتفت نحوي

ثواني هادئه بلا رد فعل، رأسه نحوي تماماً لكن عيناه ليست كذلك بينما عيناي أنا تجمدت تراقب هدوئه

لم يركض نحوي كما حدث سابقاً حينما كنت بسيارة الأجرة بل هز رأسه بإيماءات بسيطه ثم التفت بجسده يُكمل طريقه

ألم يراني؟!

هل هذه الكائنات كفيفه أم أنا من مات و أصبح مجرد روح؟

لكن لا أعتقد أن الروح تتألم كما أفعل أنا الآن

حركت رأسي بالأرجاء أتأكد من عدم وجود كائن آخر لأتنهد براحه ثم أكملت طريقي

و مع صوت صراخ قريب صرخت بذعر أنا الآخر و وقعت أرضاً حينما رأيت مجموعه من تلك الكائنات تركض نحوي يلحقون بشخص ما

حاولت  الإبتعاد بينما ازحف بيداي للخلف و لم يكن لذلك داعي فهذه الكائنات لحقت بي و... مهلاً لقد تفادوني

لماذا؟ هم لِمَ يتفادونني و كأنني لا شئ؟!

هززت رأسي بسرعه أطرد هذه الأفكار بعيداً لأحاول استجماع قوتي كي أصل إلي منزل هيونا قبل ظهور هذه الكائنات مرة أخرى

و كانت دقائق طويله و ربما ساعات حتي وصلت أمام منزلها لألقي برأسي فوق الباب بتعب بينما أصرخ بصوت عالٍ و يدي تطرق الباب بقوة و قد بذلت ما بوسعي و أفرغت طاقتي كي أستنجد بها... بحبيبتي هيونا

"هيونا "

بدأت أشعر بالتعب و رغم نداءاتي المتكرره هي لم تفتح الباب فـ تراجعت قليلاً أنظر حول المنزل لعلي أجد سبيلاً لإنقاذي أو شخصاً يساعدني

و علي بعد منزلين رأيت شخص ما يقف خلف نافذة ، شعرت بأن نظراته موجهه نحوي... و كأن عيناي تنظر مباشرة إلي خاصته، و حينما أضاء أمل إنقاذي و كنت علي وشك أن أرفع يدي و أشير نحو ذاك الشخص.. رأيته يتراجع بسرعه بظهره و كأنه خائف من شئ ما

و ها هو أمل إنقاذي قد فُقِد

"هيونا "

هذه المرة صوتي كان خافتاً ضعيفاً و رأسي قد ألقيته علي الباب بينما يدي تدق الجرس دون توقف حتي شعرت بالباب يُفتح فأشرق وجهي بسعاده

"هيونا "

همست براحه و مددت يدي أحاول دفع الباب فرأيت إتساع عينيها بعد رؤيتي تلي ذلك صراخها بفزع مُلقبة اياي بالوحش و أغلقت الباب بوجهي

"لا لا هيونا هذا أنا... بيكـ... هذا أنا بيكهيون افتحي الباب هيونا .. رجاءً"

طرقت علي الباب كثيراً و حتي تفتحت ألوان السماء و شارفت الشمس علي البزوغ لأُدرك أنه قد تم التخلي عني

جسدي قد ضعف تماماً و صوتي بدأ يختفي تدريجياً حتي فقدت القدرة علي النداء علي هيونا أكثر من ذلك

و لولا هذه الطبيبه التي  عرضت علي المساعده فلا أعلم كيف كان ليكون مصيري

فإذا حبيبتي رفضت تقبلي بهذه الحاله فماذا سيفعل معي الغرباء!

دخلت معها إلي منزلها و أشارت لي نحو الأريكه بغرفة المعيشه و بتردد امتثلت لما قالت... ليس من عاداتي أن أدخل منزل شخص غريب

اقتربت أجلس حيث أشارت لينتفض جسدي حينما رأيت  فتاه تستلقي بصورة غريبه فوق الأريكه حيث يتدلي رأسها عن الأريكه و قدميها هما ما تحطان فوقها و تنعقدان سوياً

أملت برأسي قليلاً أحاول رؤيتها بصورة أوضح فالرؤية بدأت تتشوش أمامي... أعلم أنني أبكي بصمت لكنني واثق أن هذا التشويش ليس بفعل دموعي فقط

هذه الفتاه فتحت عينيها و رفعتهما ببطئ نحوي لتصرخ بفزع و اعتدلت بوضعيتها تنكمش علي نفسها بجانب الأريكه و إثر صوتها خرجت تلك الطبيبه بسرعه

"هيبا .. هيبا اهدأي"

اردفت تلك الطبيبة في حين احتضنت رأسها إلي صدرها كي تهدأ الأخري لكن و رغم توقفها عن الصراخ عينيها كانت ماتزال ترمقني بنظرات خائفه

"مـ من هذا؟"

أشارت نحوي بتلعثم و الطبيبه إبتعدت عنها لتجلس بجانبي

"إسمك؟"

سألتني بإبتسامه لطيفه فـ التفت إليها محاولاً استيعاب ما تقول ثم أجبت بهدوء

"بيكـ بيكهيون، بيون بيكهيون "

"حسناً هيبا ... هذا بيون بيكهيون ... بيكهيون هذه هيبا أختي الصغري"

أشارت علي كلاً منا بينما تُفصح عن هويته للآخر، و كلانا تبادل نظرات فارغه تجاه بعضنا ثم التفتنا إلي الطبيبه

"أعتقد... ربما ملابس والدي مناسبه لك بما أنه كان يمتلك بنية أضخم من خاصتك"

" لا تقولي أنكِ ستُعطين ملابس والدنا لهذا الـ.... شئ"

المدعوة هيبا صرخت بحده بينما تشير نحوي لأُضيق عيناي محاولاً إستيعاب نظرتها التي ترمقني بها... تبدو و كأنها متقززة مني

أغمضت عيناي بتعب أضغط جفوني ضد بعضها بقوة في محاولة فاشله للسيطرة علي الألم حتي سألتني بنبرة وقحه  بمجرد أن تركتنا الطبيبه وحدنا

"ما الذي حدث لك؟ "

حروف متقطعه هي ما سمعتها و كذلك عيناي فقدت قدرتها علي الرؤية للحظات معدودة

" تلك الغرفه هناك، ستجد الملابس فوق السرير... احصل علي حمام دافئ و ارتديها"

فتحت عيناي علي وسعها كوسيله للرؤية و من ثم وقفت من مكاني اتجه حيث الغرفة التي أشارت نحوها الطبيبه

استحممت و بدلت ملابسي لأنظر بأرجاء الغرفة بـ تِيه و جسدي قد بدأ يميل للأمام و الخلف، كنت علي وشك فقدان الوعي فـ تخبطت بتحركاتي حتي خرجت من الغرفة بصعوبه باحثاً عن تلك الطبيبه أو ربما أختها كي تساعدني إحداهما و مع كل خطوة تصبح الرؤية اكثر ضبابيه و قدرتي علي الحديث و التحرك أصعب إلي أن وقعت علي إحدي أرائك غرفة المعيشه لأغمض عيناي فاقداً الشعور بكل ما حولي

End pov

--------

بعد معاناة طويله لبيكهيون مع تحركاته هو فقد وعيه علي أريكة غرفة المعيشه

جسده كان ساكناً لعدة دقائق لا تتعدي العشرة حتي بدأت  أجزاء جسده تنتفض علي فترات مختلفه...بدأت بإنتفاضة أصابع يديه و قدميه تلاهم جذعه الذي انتفض تزامناً مع شهقه عاليه من بيكهيون يسحب بها أنفاسه و من ثم اعتدل بجلسته فوق الأريكه

تلفت حوله كالمجنون يبحث عن شئ ما حتي أوقفه صوت غريب لم يكن مجاوراً له بل مجرد صوت بعقله

و كأنه يقرأ أفكار شخص آخر... شخص متناقض الأفكار يخشي شئ ما و لا يعترف بذلك

ملامح بيكهيون أصبحت أكثر حده و إبتسامه جانبيه تكاد تظهر قد إرتسمت علي شفتيه حينما أدرك اقتراب ذاك الشخص الذي يستمع إلي أفكاره و بمجرد خروج هيبا من غرفتها هو ادّعي البرود و عدم الإهتمام فهناك رغبة قوية بداخله تدفعه لمُلاعبة ضحيته قبل الإنقضاض عليها

الشعور بخوفها و التلذذ به... دمائها المليئة بالسخونه النابعه عن الخوف و التوتر لا بُد أنها الأفضل

"اعااا، أفزعتني يا هذا"

هيبا صرخت بفزع حينما خطت علي أقدام بيكهيون الجالس علي الأريكه و بنظرات فارغه رمقها ثم نظر أمامه بهدوء

"أووه"

همست بخفوت و انحنت تنظر إلي وجهه بأعين مُتسعه و وجهها يكاد يلتصق بخاصته

"أ.. أنت تبدو غريب..."

'وسيم'

هيبا فكرت بها و بيكهيون ابتسم بـثقه و رفع رأسه نحوها لتتراجع خطوتين و أكملت بتلعثم

" أقصد مختلف عن... هل تريد تناول شئ ما؟ "

اعتدلت بسرعه و اقتربت من المطبخ بخطوات مبعثرة خجلاً مما فكرت به

"أنا فقط خرجت من الغرفه لأنني جائعه و لم أتناول شئ منذ أن استيقظت لذا..."

بررت بخجل و يديها انشغلتا بتحضير البيض لذا وضعت الحقنه فوق طاولة الطعام

" هل ستبقي هنا لوقت طويل؟ أليس لديك منزل أو عائلة؟"

نبرتها مالت للإنزعاج و لم تتلقي رد

"ألا تعتقد أنه يجب أن... "

صاحت بصوت عالٍ منزعج لتصمت و عينيها اتسعتا حينما شعرت بأنفاس بارده  تضرب عنقها

"أن تُجيب حينما يتحدث معك شخص ما"

أكملت بخفوت و تركت المقلاه بتردد ثم استدارت ببطئ و ابتلعت ريقها بخوف

قدميها تحولتا إلي هُلام و جذعها أمال إلي الخلف بخوف تاركة العنان لدموعها بالهطول

مقلتيها اهتزتا بخوف بينما تنظر إلي عينيه حمراء اللون و بتلقائية انتقلت عينيها نحو شفتيه حينما شعرت بإبتسامته

و أنيابه التي ظهرت بفعل إبتسامته جعلتها تُدرك أنها بالفعل مع وحش و ليس مجرد شخص عادي

إحدي يدي بيكهيون إستندت علي الطاولة بجانبها و الأخري تحركت ببطئ نحو خصرها، يتلاعب بأعصابها بخبث مُتلذذاً بإرتجافها الذي يتضح مع كل تصرف بسيط ينتج عنه سواء كان إبتسامه مخيفه أو لمسه جريئة

و علي حين غُره هو سحب خصرها نحوه لتنتفض بخوف و كم بدا هذا مُغرياً لوحش يتلذذ بالخوف أكثر من الدماء

بيكهيون مرر لسانه علي أطراف أسنانه العلويه و يده التي تستند علي الطاولة ابتعدت عنها متوجهة نحو هيبا القابعه بين أحضانه تقريباً ليحرك أنامله حول عنقها وهو يميل برأسه بنظرات خبيثه تملأ عينيه الحمراء

و بمجرد أن وصلت أنامل بيكهيون طرف ياقة ملابسها ، اتسعت ابتسامته لتنزل أنامله نحو الزر الأول تفتحه و من ثم الزر الثاني تحت مراقبة أعين هيبا لتصرفاته

أنامله ارتفعت مرة أخرى نحو ياقة القميص تُبعده ببطئ عن عنقها فأغمضت عينيها ترحب بالموت ولا تتوقع طريقة سهله للراحه الأبديه، ليقترب بيكهيون هامساً بجانب أذنها

" أنتِ ملكي "

تلي همسه التصاقه بها بينما يشتم رائحة ما يجري بـ عروقها ثم فرق بين أسنانه لتبرز أنيابه أكثر

أنتِ ملكي؟!

تلك الكلمه كانت تحتوي على الكثير من المعاني الخاليه من مشاعر الحب و الرومانسيه... نبرته العميقه حين نُطقها كانت تحمل بطياتها الخبث و التملك و ليس التخدر إثر مشاعر حب دفينه!

تأوهت بصوت مكتوم تشعر بأنيابه تلمس عنقها تُخلّف جرحاً بمكانها، و يدها قد تراجعت للخلف تبحث عن الحقنه فـ إبتعد عنها بيكهيون تاركاً خصرها و قد ترك مسافه طويلة بين كليهما

" أهذا ما تبحثين عنه؟"

برز شفتيه بعبوس مُصطنع و أمال برأسه بينما يتسائل ليرفع بعدها يده بمستوى كتفه و ثواني حتي حطت الحقنه وحدها بين يدي بيكهيون لتتسع أعين هيبا

"صوت تفكيرك أعلي من نبض قلبك الخائف و هذا مُزعج"

زفر بإنزعاج و مازال يتصنع اللطافه و هذا يبث الرعب بقلبها أكثر

هيبا صرخت بفزع حينما شعرت بقدميها ترتفعان عن الأرض مع حركة كف بيكهيون الذي يرتفع معها و كأنه يتحكم بها

سحب كفه إلي الخلف بسرعه و بلمح البصر هي وجدت نفسها قابعه بين أحضانه مرة أخري و يديه تضغطان علي خصرها بقوة و تملك

"رغم ذلك، مازلت أشعر بلذته"

همس وهو يمرر لسانه علي الدماء المتدفقه من جانب عُنقها إثر الجرح الذي خلّفته أنيابه 

"هذا..."

مرة أخرى همس و قبل أن يُكمل حديثه قد ضربت حقنة أخري عنقه لتنفك عقدة ذراعيه عن خصرها تدريجياً حتي فقد وعيه ووقع أرضاً فـ التفتت هيبا هي الأخري تنظر نحو الباب المفتوح و الدموع قد ملأت وجهها بالفعل

"سوشيل"

تمتمت بصوت مختنق بمجرد أن رأت أختها الأكبر تقف أمام الباب تلتقط أنفاسها بصعوبه و بجانبها صديقها سيهون لتقع بعدها فاقدة الوعي

--------------

سيهون pov

أولسان تعيش أسوأ أيام حياتها فلا حامي لها و لا المسئول عنها يرغب في تقديم العون

لكن بالرغم من ذلك لا يُخيفني الموت علي يد كائن غريب أقل ما يقال عنه وحش، بقدر ما يُخيفني العوده إلى منزلي

مجرد ذكر أمر المنزل يذكرني بوالداي... ذاك المنظر البشع الذي لم أتمني رؤيته أبداً

ذات يوم استيقظت علي صراخ أمي فـ فتحت باب غرفتي باحثاً عنها ليتجمد جسدي بأكمله حينما رأيتها بين يدي شئ ما

أسوأ ما في الأمر أن ذاك الشئ كان والدي، ذو عروق بارزه و بشره شاحبه مع أعين بـ لون أزرق فاتح

لم يكن أبي بل جسده فقط فأبي لم يكن وحشاً يوماً... أسنانه غُرزت بعُنقها بعدما هاجم جسدها بوحشيه و لم تخرج سوي بعد أن غطت الدماء عنق أمي ليتركها تقع أرضاً

رأيتها تصرخ و رأيت جسدها ينتفض أرضاً حتي وقفت بصورة غريبه و جسد يميل للجانب، كانت مشابهه له تماماً

ملامح أمي لكن زرقة الأعين و العروق البارزة كما شحوبة البشرة بدت مثيله له

حينها فقط أدركت أنني أصبحت وحيداً بهذا العالم و لم أجد ملجأ لي سوي غرفتي

اعتقدت أن هذه الكائنات لن تؤذي والداي طالما أنني أحافظ علي ذلك لكن بالنهاية هما أصبحا جزءاً من هذه الوحوش

بذلك اليوم فقدت وعيي من كثرة البكاء و حينما استفقت اعتقدت أنني كنت أحلم لكن حينما خرجت من غرفتي وجدت باب المنزل مفتوحاً كما كان سابقاً و هناك آثار للدماء لكن والداي ليسا هنا

أدركت حينها أنهما اختفيا خوفاً من الشمس

"لا أصدق أن يدك لا ترتجف حينما تُمسك هذه الأنابيب، رغم أنها دائماً ما ترتجف"

سوشيل تحدثت فجأة بمجرد أن وقفت بجانبي لأكتفي أنا بالضحك ثم عقدت حاجباي مرة أخرى أصب تركيزي علي ما بين يدي فلا يجب أن يُشوش تفكيري

أنا أعاني من اضطرابات نفسيه... أقصد كنت أعاني منها لكن لسبب ما لم أعد كذلك

لا يمكنني اخبار سوشيل أنني أصبحت بخير لأنني حينها سوف أضطر أن أخبرها بأنني قد أكون السبب في تكاثر هذه الكائنات... كانت أمامي فرصة التخلص منهم و لم أفعل ذلك

لذا أنا مضطر إلى تصنع التأتأة و ارتجاف يداي كما كان يحدث معي سابقاً كي لا أضطر إلى الشرح

"لم تعد للمنزل، أليس كذلك؟"

أنزلت يداي بسرعه بتوتر بعد سماع سؤالها هذا... تعلم جيداً أنني أكره المنزل منذ وفاة والداي لكنني لم أُخبرها يوماً أنني رأيت أبي يلتهم عنق أمي جاعلاً منها... زومبي مثله

" لـ لا... ليس هـناك.. دا داعي لذلك "

ابتسمت بتصنع بينما أضع أنابيب الإختبار بموضعها الأساسي ثم توجهت نحو المكتبه  أدّعي بحثي عن كتاب ما و لم أتوقع أنها قد تلحق بي

"و أنا بطريقي إلى هنا تأملتُ اولسان "

تحدثت بصوت عالٍ لألتفت إليها بسرعه... أشعر بالغرابة كونها تتحدث معي في شئ لا يخص العمل

سوشيل حتي بالوقت الذي كنا نخرج به سوياً لتناول العشاء مع طاقم العمل هي سوف تلتزم الصمت أو تتحدث بشأن العمل فقط

"أولسان التي أعرفها... تُصيبني الصدمه بكل مرة أفكر بها بالفرق بين أولسان الراقيه و المضيئة ذات الأصوات السعيده و النشاط صباحاً، و أولسان المظلمه، المخيفه ليلاً"

بخطوات بطيئة اقتربت مني حتي توقفت أمامي، عينيها كانتا شاردتين بالأرض طوال حديثها توحي بإنكسارها و حزنها المختلط مع الكثير من الخوف

" سنجد اا الحل.. قـ قريباً "

تحدثت بثقه لأسمع منها ضحكه خافته و ساخره

أعلم كم هي حزينه و هذا أكبر أسباب بحثي عن الحل، ليس لإنقاذ البشرية كما تعتقد هي بل لإنقاذها

في هذا العالم ليس لي سواها، حتي و لو ظلت ترفضني كـحبيب و زوج لها فلا أهتم... كل ما أريده هو رؤيتها بخير

اشتقت لرؤية إبتسامة سوشيل السعيده

جو هيون سرقها مني سابقاً مع إبتسامتها التي أحب و أعادها لي امرأة أخري قد تنسي ما معني السعاده بأية لحظه

" مر 15 شهر حتي الآن... و حتي الآن الخطر يزداد و لا أحد بصفنا... بنظرهم ثلاثتنا مختلين و بكل مرة نجد مواد مختلفه مختلطه بالدماء و حتي تلك المواد لا يمكننا معرفتها... لم نصل إلي أي عنصر إلي الآن سيهون ولا نعرف ما سبب وجود هذه المواد في دماء هؤلاء الأشخاص و كيف تصل لها " 

زفرت بأنفاس مهتزة و ضمت شفتيها  بعبوس فتنهدت أنا بينما أرمقها بأسي

أرغب بإحتضانها... أريد أن أُشْعِرها بالأمان و أريد منها أن تثق بي لكنني أضعف من أن أُقدم علي هكذا خطوة

" سيهون إذا حدث لك شئ قد أقتل نفسي... أنت الأمل الوحيد لي في التخلص من كل ما يحدث و إنهاء هذه الفوضي... إذا أُصبت بخدش واحد فـ سوف ينتهي العالم "

أخفض صخبك قلبي و لا تفضحني أمامها فهي لم تقصدها بالمعنى الذي تتمناه أنت لذا إهدأ رجاءً

"هـ هذه المرة الاولـ لي"

همست بخجل و بحماقه لم أتمكن من إخفاء مشاعري... كالعاده

و هي لم يكن عليها سوي أنها همهمت غير مكترثه لمشاعري... لو تعطيني فرصه لأعبر عن ما أشعر به بصورة صحيحه أقسم بأنني سأمحو الماضي و لو فشلت عن محوه علي الأقل سوف أجعلها سعيده لدرجة كلما تذكرت الماضي سوف يعجز عن إفساد سعادتها

بعد هذا الحديث القصير قضينا اليوم بأكمله سوياً لإجراء المزيد من الإختبارات إلي أن أتي جيبوم مع بعض الأوراق و الأدلة التي قد تساعدنا في حل هذه القضيه و للأسف جميعها لن تساعد فمازالت تثير الشك إذا كانت كائنات غريبه بالفعل أم قاتل متسلسل... و الأكثر يُشير إلي أنه مجرد قاتل

بعدما غادر جيبوم وقفت سوشيل هي الأخري ترتدي سترتها بهدوء غير مُدركه لنظراتي التي اراقبها بها

بكل مرة تقع عيناي عليها أعجز عن إبعادها... أريد استغلال أي فرصه لحفظ ملامحها أكثر فهذا ما يساعدني علي النوم ليلاً

أحياناً أفكر، لماذا لا أكون شخصاً سيئاً و أختطفها لأجبرها علي البقاء معي و أن تكون ملكي

و هذه المرة ليس ضعفي ما يمنعني بل إحترامي لها و كذلك مشاعري نحوها

مشاعري قوية للدرجه التي تجعلني أتألم بمجرد التفكير أنها قد تصبح ملكي بغير رضي منها و ان أكون حملاً ثقيلاً عليها و كابوساً تخشاه

لذا أكتفي بمحبتها من بعيد مع إظهار مشاعري لعل هذا يجعلها تقع بحبي حينما تُدرك صدق مشاعري نحوها

خلعت معطف العمل أنا الآخر كي أستريح قليلاً قبل إستكمال العمل و من ثم اتجهت نحو الحمام كي أغسل يداي و حينما خرجت كانت هي تجمع أغراضها و تركض نحو الخارج

 
"الشـ شمس.. لم تشرق بـ بـ ـعد"

سحبت يدها بسرعه أنهيها عن الخروج ثم تحركت لأقف أمامها معترضاً طريق خروجها... لماذا تتصرف بتهور و بدون مسئولية ألا تعلم أن هذا خاطئ؟!

إذا كان جيبوم رجل شرطة و يمكنه حماية نفسه فهي ليست كذلك ولا تحمل مسدس علي الأقل تدافع به عن نفسها في حالة ظهور أحد هذه الكائنات أمامها

و كونها كانت خائفة علي أختها الصغري فهذا يعني أنها لن تتراجع و سوف تخرج مهما رفضت أنا لذلك بالنهاية استسلمت

"حـ حسناً... فقط لحـ ظه "

أشرت لها أن تنتظر ثم اتجهت نحو الخزانة الخاصه بي حيث أهم أعمالي يختبئ و لو علم أي شخص لسوف يتم إلقائي بالسجن

"هـ هذه الحقنه يمـ مكنها تخدير أي كائن "

ضيّقت عينيها بعدم فهم لأدفعها كي تخرج فهذا ليس المكان المناسب للتحدث عن أعمالي السريه

البروفيسور بصورة خاصة لا يجب أن يعلم فهو رجل نزيه لأقصي درجة و لن يعجبه كوني أستخدم مخدرات ممنوعه في بعض إختباراتي الخاصة بهذه القضية

لكن ماذا أفعل؟

لا أحد يساعد و لم أجد طريقة لإيقاف أو تعطيل هذه الكائنات قليلاً سوي حقنه مُخدرة تحتوي علي الكثير من الهيروين و مزيج من مواد مخدره أخرى أسوأ

في هذه القضية تعلمت انه يجب أن أخرج عن أخلاقي و أخلاق العمل قليلاً... فهذه الكائنات ليست بشريه لذا الضمير و الأخلاق لن ينفعا معها

تنهدت بتعب و اتجهت نحو المكتب التابع لأطباء المختبر لأتمدد فوق إحدي الأرائك التي أصبحت بيتي الثاني، و لم أشعر بنفسي حينما غصت إلي عالم الأحلام

حيث مدينة أولسان السعيده و المُبهجه بينما أنا أجلس بإحدي حدائقها مع حبيبتي سوشيل و كذلك والداي

حلم مستحيل... فـ سوشيل لن تقبل بي ولا والداي علي قيد الحياة الآن

"سيهون، مابك؟"

انتفضت علي هز شخص ما لجسدي فوجدت سوشيل أمامي... ألم تذهب منذ قليل؟

"لماذا تبكي؟"

سألتني بإستغراب و اقتربت تضع الحقائب بيدها فوق مكتبها لأمسح علي عيناي بسرعه و قد كنت أبكي بالفعل

ربما تأثير حلمي

"لـ لم عُدتِ.. بـ هذه السـ سرعه؟"

"عن أي سرعة تتحدث؟ لقد مر 4 ساعات تقريباً منذ رحيلي ...اااه و أحضرت لك بعض الطعام"

ضحكت بخفه و قلبي تراقص إثر النغمه الخافته الصادره من شفتيها فإبتسمت أنا الآخر و اقتربت اجلس أمام مكتبي المجاور لخاصتها

"تبدين سـ سعيده "

" وجدته "

عقدت حاجباي بعدم فهم و سحبت الكرسي نحو مكتبها كي أصبح أقرب منها بينما هي بدأت تُفرغ حقائب الطعام أمام كلينا

"من تقصدين؟"

"إنه شاب... هناك كائنات هاجمته و أعتقد أنه كان علي وشك التحول حينما تركته بالمنزل فـ بشرته كانت تصبح شاحبه مع كل دقيقه تمر لذلك تركته بغرفة أبي فربما بعد تحوله يساعدني ذلك علي معرفة ما يحدث و ما سبب هذا التحول"

"مهـ ـلاً "

أغمضت عيناي و توقفت عن تناول الطعام ثم فتحتهما أرمقها بصدمه

" هيبا أين... هي ؟"

" بالمنزل... لا تقلق لقد أعطيتها الحقنه و طلبت منها عدم الخروج من الغرفه و لا أعتقد أن هذا الكائن قادر علي فتح الباب خاصة و أنهم عجزوا عن مهاجمة البشر في منازلهم "

" هـ هيا بنا"

سحبتها من يدها أجرها خلفي دون شرح أو تفسير... و لو تدرك كم غضبي و إنزعاجي منها الآن

كيف لها أن تترك أختها مع كائن غريب لا تعرف أساسه

" سيهون أنت تؤلمني، سوف تكسر يدي "

صرخت بألم لأدفعها نحو سيارتي مُحاصراً إياها ضدها بينما إقتربت منها برأسي

"لم أتوقع  أبداً أن تكوني بهذا الإهمال، ماذا لو كان مصاص دماء وكان هذا تحوله الأول؟"

"و ما المشكلة في ذلك؟"

"غبية"

هسهست بغضب لأفتح باب السيارة و دفعتها إلي الداخل ثم اتجهت إلي مقعد السائق أقود السيارة بأقسي سرعه نحو منزلها

أتمني أن نلحق بهما... لو أن ذاك الشخص تحول و قتل هيبا فـ سوشيل لن تتحمل الأمر و لا يمكنني رؤيتها تنهار

هي لا تعلم كم تصبح هذه الكائنات وحشيه و مستفزة في تحولها الأول

لقد ارتكبتي خطيئة كبيره سوشيل

" إبقي هنا "

أمرتها بحده بعدما توقفت بالسيارة أمام منزلها و إنحنيت أُخرج مسدس صغير أسفل مقعدي ثم خرجت بعدها و هي لحقت بي و لم تهتم لتحذيري

"عودي إلي السيارة"

و مرة أخري أمرتها لتتلاشي نظراتي الحاده و تلين بمجرد رؤية عينيها تلمع بفعل الدموع

"فقط إبقي خلفي"

تنهدت مستسلماً و هي أومأت بسرعه موافقة لأتجه إلي الداخل ببطئ

"المفتاح"

همست لها فهزت رأسها نافيه

"سحبتني خلفك بسرعه لذا تركته بالمكتب "

" دبوس شعر"

هسهست أتمالك أعصابي فأخرجت دبوس شعر بسرعه من رأسها و وضعته بيدي لأنحني بعدها محاولاً فتح الباب بهدوء

"أسرع، سيهون"

ضربت كتفي بفزع حينما تعالي صوت صراخ هيبا قادم من الداخل لأزفر أنا بينما مازلت أحاول فتح الباب

كانت ثواني أخري حتي فُتح الباب و علي نفس وضعيتي رفعت المسدس و ضربت عنق ذاك الكائن لتصله الحقنه الصغيرة التي أفقدته وعيه

حينما رأيته يقع أرضاً تنفست براحه و وقفت من مكاني مدركاً لحجم المشكلة الواقع بها الجميع

هذا الكائن أقوي من السابقين، من الصعب السيطرة عليه... بل مستحيل

--------------

تشانيول pov

رائحة القهوة بأنواعها المختلفه هي ثاني أفضل رائحة علي الإطلاق بالنسبة لي

حينما أدخل المقهي يبدو و كأنني دخلت إلي عالمي الخاص، عالم بني اللون ذو رائحه مميزة تبث السعادة في النفوس

والدي كان يعشقها و بكل يوم صباحاً سوف أستيقظ علي رائحتها القوية حينما تُحضّرها أمي بكل حب من أجله، و حينها أنا وجدت عشقي بها

اعتدت علي رائحتها صباحاً حتي أصبحت إدمان لا أكتفي منه في الصباح فقط

"تشاني"

إلتفت تاركاً ما بين يداي حينما سمعت صوت زوجتي - داك يونغ - المتذمر

و بالمناسبه هي عشقي الأول

"همممم"

همهمت بإبتسامه خفيفه و إقتربت محاصراً خصرها بذراعاي لأدفن رأسي بعنقها أشتم رائحته

هذه الرائحه الأفضل لي والتي تسبق رائحة القهوة

"قابلت سونغ في السوق، لقد قالت أنني إكتسبت الكثير من الوزن و أصبحت بشعه"

أبعدت رأسي قليلاً عن عنقها كي أراها بينما تتحدث، و كم تصبح لطيفه حينما تعبس و تشكو جارتنا لي كطفله صغيرة

"هي فقط تغار لأنكِ الأجمل"

همست ثم طبعت قبله خفيفه علي شفتيها أزالت عبوسها

" لا تستمعي لها مرة أخري همممم؟ "

همست بينما أمسح علي غُرتها بأطراف اناملي و يدي الأخري تحيط خصرها برفق كي لا تتأذي

"لكن هي قالت أنني سمينه بسبب الحمل و أنك سوف تتركني كـ ..."

حملتها من جانبي خصرها و إلتفت بها لأضع جسدها فوق الطاولة بجانبي ثم ملأت الفراغ بين قدميها بجسدي لأهمس لها

" رأيتِ ؟ أنتِ مازلتِ خفيفه و جميله و لطيفه و أنا مازلت أحبك و لن أترككِ أبداً لذا لا تستمعي إلي سونغ أو غيرها كي لا أغضب أنا "

رفعت حاجباي بنهاية حديثي أتصنع الجدية و كـ طفلة خجوله هي قهقهت و سحبتني من ياقتي تطبع قبله خفيفه علي شفتاي حولتها أنا إلي قبله شغوفه بينما أدفع بجسدها نحوي أكثر غير مكترث للزبائن المتواجدين بالمقهى

ليست وقاحه لكنني أنسي نفسي عند رؤيتها أو لمسها.. و حينما تُقبلني بهذه الجرأة أفقد صوابي و لا أهتم لغيرها

"احممم احممم"

شخص ما قاطعنا بينما يتحمحم بصوت عالٍ فـ دفعتني برفق كي أبتعد عنها ثم تحركت قاصده النزول لأمسك بخصرها كي أساعدها

"طلبك؟"

سألت الشاب أمامي عن طلبه بينما إبتسامتي تتسع و أنا أشعر بها تتمسك بملابسي من الخلف بقوة و تسير خلفي بكل خطوة في محاولة فاشلة للإختباء من نظرات الزبائن لشعورها بالخجل من قبلتنا منذ قليل

"حبيبتي.... عودي... للمنزل فالوقت... قد تأخر... و الشمس... علي وشك... الغروب "

إلتفتت إليها بصعوبه بسبب يديها التي تتشبث بخصري بقوة، و بين كل كلمة و أخري كنت أطبع قبله علي وجنتيها تارة و شفتيها و جبينها تارة أخري

"ماذا عنك؟"

"سوف يغادر الزبائن بعد قليل و بمجرد أن أنتهي سأعود إلي المنزل "

" لا تتأخر "

حذرتني تتصنع الجديه فـ إنحنيت لها بإحترام ثم اعتدلت لأطبع قبله طويله علي جبينها

"لن أفعل"

غادرت بعدها لألتفت  أنظف كالعاده قبل رحيلي كي أترك المقهي نظيفاً، و الزبائن الواحد تلو الآخر بدأوا بالمغادره حتي أصبح المقهي فارغاً و دقائق بسيطه التي تفصلنا عن غروب الشمس

خلعت مئزري الأسود ثم دخلت أضعه بالمطبخ و أطفأت أضواء الداخل عدا ضوء خفيف أتركه دائماً كي لا يكون المقهي مُظلماً لأخرج بعدها من المطبخ

"عذراً لقد أغلقـ.."

تنهدت مُقاطعاً حديثي حينما رأيت أن تشانسوك هي الشخص الذي دفع باب المقهي، و بسرعه إقتربت منها أساعدها كي تجلس كونها كانت تترنح

"أحضر لي قهوة سوداء"

نطقت بـ صوت عالٍ لأدرك أنها ثمله من تصرفاتها و كذلك رائحتها المليئة بمزيج من رائحة الخمر و السجائر

"لا تتحركي"

أمرتها بذلك و توجهت نحو الداخل كي أحضّر لها القهوة حتي تستفيق و بينما أنا أفعل شعرت بشئ يلمسني و لم تكن سوي أناملها التي تلامس خصري من فوق الملابس حتي أحاطته

"عذراً تشانسوك لكن هلا..."

"اوووه أنت تتذكرني؟"

شهقت بصدمه و إبتعدت عني قليلاً لألتفت نحوها... بدت كالمجنونه و هي تترنح بوقفتها بينما تضع كفيها فوق فمها تُخفي إبتسامتها السعيده

"نعم أتذكرك و الآن عودي إلي مقعدك حتي أحضر لكِ القهوة"

ربت علي رأسها بخفه بينما أتحدث بإبتسامه فأنا أعرفها جيداً... هي ليست من هذه النوعيه لكن الثماله قد أفقدتها عقلها

"سوف أبقي هنا مثلما تفعل هي"

تشبثت بخصري بقوة و رأسها دفنته بصدري بينما تتذمر بعبوس قاصدة داك يونغ بحديثها

لا أعلم لماذا لا تتخلص من هذه المشاعر نحوي

"هي زوجتي و لها الحق أن تفعل ذلك لكن أنتِ لا"

أمسكت كتفيها لأدفعها برفق و هي بسرعه استدعت دموعها و جلست أرضاً تعقد قدميها أسفلها بينما تبكي بأعلي صوت لها و يديها تضربان الأرض

"لماذا هي و أنا لا؟ أنا أول من أحببتك و أنا أول من اعترف لك فلماذا تحبها هي و أنا لا؟ "

" إهدئي و دعيني أحضر لك القهوة فالوقت تأخر ولا يجب أن تبقي هنا أكثر من ذلك"

إنحنيت محاولاً سحبها من كتفها لكنها دفعتني بقوة لأقع أرضاً أمامها فتنهدت و سحبت قدماي إلي صدري بينما أستند برأسي فوقهما

اكتفيت بمراقبتها حتي هدأت تدريجياً، تركتها تفرغ ما بداخلها من مشاعر و تبكي بقدر ما تريد فلم أكن أعتقد أنها تحبني لهذه الدرجه... و أمام الحب يكون الشخص ضعيفاً فلا أمتلك الحق بـ لومها

" توقفي عن ذلك... توقفي عن حبي و إبحثي عن شخص مناسب و مقارب لعمرك"

همست لها بعدما توقفت عن الصراخ و لم يبقي سوي شهقات مكتومه تخرج منها

ما بيننا فارق 9 أو 10 أعوام

اعترفت لي وهي بالمرحله الثانويه و بعدها اعترفت لي و هي بعامها الثاني بالجامعه أي منذ عامين تقريباً و بكل مرة كنت أرفض مشاعرها محاولاً عدم جرحها

إعتقدت أنها كبقية المراهقات ينجذبن للرجال من عمري و كذلك ربما تراني وسيماً و تعتقد أنها سوف تعيش معي قصة فيلم ما

لكنها علي عكس بقية الفتيات كانت تتردد إلي مقهاي بصورة متكررة رغم رفضي لها

و بعد زواجي مباشرة هي اختفت لفترة، ربما شهرين أو أكثر و اعتقدت أنها نسيت أمري لكنها عادت مرة أخري كزبونة دائمه و أنا ادّعيت عدم معرفتها كي لا أحرجها

لم تكن تصرفاتها واضحه لذلك قلت ربما عادت لأنها تحب قهوتي و مشاعرها نحوي قد تخلصت منها، لكن نظراتها الحزينه بكل مرة تراني فيها مع داك يونغ، كانت واضحه

و أنا ليس بوسعي شئ أقدمه لها

أنا أحب داك يونغ و سوف نرزق بطفل قريباً سـ يساعد بتقوية علاقتنا أكثر

و حتي قبل معرفتي بـ داك يونغ لم أكن قادراً علي قبولها... أنا لا يمكنني الوقوع في حب فتاه صغيرة، الفارق العمري كبير و أسلوب التفكير مختلف بلا شك و قد تأتي فيما بعد لتخبرني انها تريد شاباً صغيراً و ليس أنا، أو ربما حينما نصل في علاقتنا للجديه و الزواج تخبرني انها مازالت صغيرة وغير مستعده

أليس هذا ما يحدث عادة؟

وقفت من مكاني لأحضر لها القهوة ثم وضعت الكوب بين يديها لأتحدث بعدها و عيناي تراقب ما خلف الباب

"اشربي القهوة بسرعه و بعدها غادري  لأن الشمس قد غربت بالفعل"

الشمس قد غربت و الظلام بدأ يأكل شوارع أولسان ولا بد أن داك يونغ قلقه

"أكرهك"

أخفضت عيناي نحو تشانسوك حينما ضربت قدمي تصرخ بذلك ثم ارتشفت من القهوة بعبوس لأضحك بخفه و بعثرت شعرها

هي لطيفه... لا أعتقد أنني سوف أراها بعدما تتذكر ما فعلته اليوم

بعد دقائق هي انتهت من تناول القهوة فوقفت من مكانها لتضع الكوب بهدوء فوق الطاولة ثم غادرت دون أن تنبس بحرف

"إنتبهي لنفسك فالشوارع أظلمت بالفعل "

صحت أحذرها لتتوقف بمكانها لثواني ثم أومأت دون أن تلتفت إلي و خرجت بعدها لأغلق الأضواء مرة أخرى و سحبت هاتفي لأخرج بعدها

تباً، لم أسمع الهاتف و داك يونغ قد إتصلت كثيراً

فتحت الهاتف أتصل عليها و سرعان ما أتاني الرد منها

" أين أنت؟ اعتقدت أن مكروهاً قد أصابك"

انفجرت باكيه و حديثها لم يكن واضحاً، أراهن أنها تمسح وجهها بظهر يدها بعشوائية الآن و أنفها اللطيف قد إكتسب اللون الأحمر

"آسف حبيبتي، زبون ما أتي و كان ثملاً لذا لم يكن علي طرده"

"هيا عد بسرعه، أنا خائفه"

همهمت أنهي حديثي معها بقبلة لأضع بعدها الهاتف بجيب بنطالي و أغلقت المقهي جيداً لأسير مُتجهاً نحو المنزل

منذ فترة طويلة لم أسر بشوارع أولسان ليلاً و لا أذكر أنني رأيتها بهذا الظلام من قبل

صوت دراجة قادمه من بعيد جذب إنتباهي لأتوقف مكاني أنتظر حتي تمر و حينما ظهرت لناظري اتسعت عيناي بصدمه بينما أري السائق يعتليه شخص آخر و كأنهما يتشاجران

لكن لا.. هذا ليس شجاراً و ما يعتليه ليس بالبشري... حاولت الركض و الإختباء لكن من حيث الطريق الذي ركضت نحوه أنا وجدت كائنات أخري مشابهه له... جميعهم ركضوا نحوي بأفواه مفتوحه يسيل منها اللعاب و حينها تذكرت حديث تلك الطبيبه

المشكله لا تكمن بمصاصي الدماء بل بالكائنات الأخري

أصبحت مُحاصراً من كلا الجانبين في زقاق صغير مُعتم و سرعة هذه الكائنات كانت مخيفه لذلك لم أجد حل سوي تسلق أحد الجدران بجانبي

قفزت بسرعه أتشبث بالحجر الأول و كررت الخطوة أحاول التشبث بأي حجر إلي ان وصلت إلي أنبوب المياه لأتعلق به و حتي وصلت إلي الدور الثالث أنتظر هذه الكائنات أن تبتعد فكلما صعدت أنا تبدأ مجموعة منهم في الرحيل بحثاً عن ضحية أخري إلي أن أختفوا جميعاً من هذا الزقاق متناسيين أمري لأبدأ بالنزول تدريجياً لكن يداي قد فلتت و فقدت توازني لأقع و أتلقي ضربة قوية من الأرض أفقدتني وعيي تقريباً

لم أكن أري أو أسمع ما يدور حولي لكن جسدي شعرت بألم يسير في أرجاءه و بروحي تحاول مغادرته حتي لم أعد أشعر بأي شيئ

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top