29
Start
"رائحة دمائها.."
همس بـ تيهٍ و استقام بوقفته يتبادل النظرات بين بيكهيون و تشانيول
" لا يُمكنني التحديد ... إنها غريبه"
ابتلع ريقه ليُعيد نظراته حيث هيبا التي أصدرت تنهيدة خافته و هي تتحرك بمكانها فبدأت تُفرق بين جفونها حين شعرت بشيئ ناعم أسفل جسدها مُختلفاً عن صدر بيكهيون و لم يكن ذلك سوي السرير
نظراتها التقت مع أعين سيهون القلقه لتبتسم بخفه غافلة عن إدراكه أنها ليست بخير حتي جلس السرير بجانبها يميل بجسده نحوها قليلاً و بنبرة أبدت قلقه هو همس
"بم تشعرين هيبا؟ هل تتألمين؟"
عقدت حاجبيها و بضعف سحبت جسدها لتستند بجذعها ضد مسند السرير تتبادل النظرات بين الرجال الثلاثة أمامها إلي أن استقرت عينيها علي بيكهيون ترمقه بنظرات مؤنبه فهز رأسه نافياً تلك الاتهامات الباطلة التي تُلقيها عليه بنظرتها تلك
" لم أُخبره شيئاً"
همس بخفوت ليجلس علي جانبها الآخر مُقابلاً إلي سيهون الذي عقد حاجبيه بضيق
"كنت تعرف و لم تُخبرني؟"
نبرته الحادة أفزعت بيكهيون حتي لم يستطع الرد عليه و كلما فرق بين شفتيه هو سيُعود ليضمهما مرة أخرى
"أنا طلبت منه ذلك، لا أريد لأحد أن يقلق "
" كان يجب أن تُخبريني أنا هيبا، حتي و إن لم تتقبلي حقيقة أنني أريد أن أكون بمثابة والد لكِ لكنني مازلت أعتبر نفسي كذلك و أري أنه من أحد حقوقي أن أعرف بهذا الأمر"
تحدث بصرامة يُخفي بطيات حديثه الحزن و الإنكسار فتنهدت هيبا غير قادرة علي التبرير فالحديث يستهلك الكثير من طاقتها... أو ربما هي تتخذ من مرضها حجة فقط كي لا تتحدث خجلة من إظهار مشاعرها نحوه
" تشانسوك بالكاد تحاول تخطي ما حدث مع جون سو عن طريق التجاهل و الإدعاء، سوشيل مشغولة معك و 'اي ان' مريض لذا هي لم ترغب بأن تجعلهم يقلقون أكثر من ذلك... الأمر ليس له علاقة بك سيهون و هيبا بالفعل تراك كوالدها حتي و إن لم تقُلها صريحة لكنها تفعل"
بيكهيون برر سريعاً مُمسكاً يد هيبا مُحتضناً كفها بين خاصتيه ليبتسم سيهون بتلقائية سواء كان ذلك بسبب اهتمام بيكهيون بهيبا أو حتي بسبب كلمات الآخر التي لامست قلبه خاصة و أن هيبا لم تنفي ذلك
" مازلت مُنزعجاً... مرض هيبا ليس بشيئ هيّن كي أتغاضي عن اخفائكما الأمر عني"
نبس بجدية ليزفر بيكهيون
"هذا بسبب تشانيول، لم أتوقع أن يكون ثرثاراً"
بيكهيون سريعاً تأوه حين تلقي صفعة علي مؤخرة رأسه من تشانيول الذي اقترب ليقف بجانبه فرمقه بإنزعاج و تشانيول بلا مبالاة رفع كتفيه
" كيف أعرف أنكما تُخفيان الأمر عن قصد؟ أنا فقط شعرت بوجود خطب ما، أنت لم تعد تتأثر من اقترابها منك و هي أصبحت ضعيفة و حين اقتربت لأشم رائحتها كي اتأكد من شكوكي وجدت أنها بالفعل غريبه لذا كان يجب أن أخبر سيهون "
"ما خطبك بيكهيون؟ ألم تُرد أن أعرف بالأمر؟ فقط لتعرف ذلك... أنا بالفعل بمكانة والد هيبا سواء تقبلتما ذلك أم لا و لن أُمرر الأمر بهذه السهوله "
سيهون وبخه بإنزعاج لينتفض حين وقع رأس هيبا بثقل فوق كتفه
" لم أقل أنني لا أتقبل هذا سيهون، أنا أتقبله... "
همست بضعف فابتلع ريقه بتوتر و بتلعثم تسائل
" مـ ما الذي.. تتـ ـقبلينه ؟"
" أوه سيهون عاد للتلعثم مرة أخرى "
بيكهيون قهقه ساخراً فضحك تشانيول بخفه و مرة أخري هو صفع مؤخرة رأس بيكهيون ليزفر الأقصر بإنزعاج مُصطنع
" في الواقع أنا لم أُخبر أحداً عن الأمر و لولا أن لاحظ بيكهيون ذلك لم أكن لأُخبره فهذا ليس له علاقة بمشاعري... أنا حتي لم أُخبر البروفيسور، هل هذا يعني أنني لا أُحبه؟"
"ولا تُخبريه بذلك"
سيهون نطق مُتسرعاً بدون وعي لما يخرج منه من حديث متهور فابتعدت هيبا برأسها عنه قليلاً تتبادل النظرات بينه و بين بيكهيون
" ما خطبكما مع البروفيسور؟... بجدية أولاً بيكهيون و الآن أنت تتحدث و كأنه سيلتهمني "
بحاجبين عُقدا بإنزعاج هي تسائلت ليُحرك سيهون عينيه نحو بيكهيون بسرعة جعلت من الاخر يشهق بفزع
"و ما الذي قاله بيكهيون؟"
"لا شيئ.. أنا فقط قُلت أنك من تستحق أن تكون بمثابة والدها وحدك ولا أحد آخر ، أنا لم أقصد شيئاً بحديثي "
بيكهيون برر سريعاً و سيهون اومأ يُصر علي أسنانه بغضب بيكهيون لاحظه ليبتلع ريقه بصعوبة
" سيهون"
هيبا بخفوت نطقت إسمه ليلتفت إليها بملامح ارتخت تدريجياً حين حطت عينيه علي وجهها المُرهق يوبخ نفسه داخلياً لأنه لم يلحظ ذلك وحده
" أريد الانتقال إلي غرفة أخري قبل أن يُلاحظ الآخرين الأمر... رجاءً لا أريد لهم أن يقلقوا بشأني أو ينشغلوا بي"
"الانتقال؟... بالطبع لا هيبا، يجب أن تكوني تحت أنظاري هنا"
سيهون رفض دون تفكير فعبست هي
"سأكون بجانبها، لا تقلق... لكن هيبا لن تشعر بالراحة إذا تسببت في قلق الجميع "
سيهون حرك رأسه نحو بيكهيون الذي عاد يُبرر الأمر و بإنزعاج هو زفر
" بيكهيون، ألا يمكنك أن تتعاون معي قليلاً و تُساعدني بدلاً من الإنصات إليها بكل ما تُريد؟!"
المقصود هز رأسه سريعاً ينفي ذلك فابتسمت هيبا
" أنا لا أهتم سوي لراحة هيبا، و لا تقلق فأنا سأحميها جيداً"
تحدث بثقة و من خلفه تشانيول أغلق عينيه و فتحهما بحركة سريعه حين التقت عينيه مع خاصتي سيهون يحثه علي الموافقه
تشانيول يري أيضاً أنه من المناسب ابتعاد هيبا دون إدراك البقية لسوء حالتها
" دعونا نخرج الآن كي لا يقلق الآخرين و لنترك سيهون يُفكر بهدوء دون ضغط"
تشانيول نبس بهدوء فأومأت هيبا لتبتعد عن السرير و حين أمسك بيكهيون يدها يُساعدها أوقفه سيهون
"دع تشانيول يُساعدها فهناك أمر يخص العمل أرغب بالتحدث معك بشأنه"
بيكهيون ابتلع ريقه بتوتر ليراقب بعينيه خروج هيبا مع تشانيول إلي أن أُغلق الباب عليه مع سيهون الذي سرعان ما تبدلت ملامحه إلي أخري جدية و نظرات حاده رمق بها ذاك الجالس علي جانب السرير مُقابلاً له
" لم قُلت ذلك لهيبا؟ "
" أخبرتك أنني فقط قُلت ذلك لأنني لم أري شخصاً آخر يستحق هذا سواك... لم تهتم للأمر هكذا؟"
انفعل بحديثه ليعقد سيهون جاجييه
" لم أُحدد عن أي أمر أتحدث لكنك فهمت سريعاً و انفعلت كذلك"
بهدوء تحدث لتهتز نظرات بيكهيون
"أنت تعرف... كنت تعرف أنه البروفيسور لكنك لم تُخبرني، تعلم أن هيبا ليست بخير لكنك أيضاً لم تُخبرني... ما الذي تُخفيه عني أيضاً بيكهيون؟ بل كيف أثق بك بعد الآن؟"
"سيهون أنا... "
همس بتردد فرفع سيهون كفه أمامه يمنعه عن الحديث و بضيق تنهد
"لا تتحدث لأنك ستكذب و إذا فعلت سأفقد ثقتي بك بجديه "
كلاهما تنهد و بيكهيون بخجل اعتدل بجلسته ينظر نحو سيهون
" كنت سأُخبرك صدقني... لكن البروفيسور وعدني أنه سيجد حلّاً خلال أسبوعين و إذا لم يفعل هو..."
"مهلاً.. البروفيسور قال ماذا؟... بيكهيون هل هو يعرف بشأنك؟ "
قاطعه بعدم استيعاب لينفي بيكهيون سريعاً
" لا.. هو لم يعرف بأنني مُتحول لكنه... أعني حدث و سمعته يتحدث مع ذاك المدعو جيبوم و حين أمسكا بي، أخبرني البروفيسور أنه سيجد حلاً للأمر لأنه لم يقصد أن يحدث كل هذا... لقد استمعت إلي أفكاره و هو لم يكن كاذباً... هو حقاً سيتخلص من هذه الفوضي بعد تحقيق مُراده "
" تحقيق مُراده؟ "
سيهون انتفض من مكانه يصرخ بفزع و معه انتفض بيكهيون ليرمش بعينيه حين بدأ الآخر بالقهقهة بعدم استيعاب و هو يسحب شعره بقوة إلي الخلف
" هل أنت مُغفل؟... لا بجديه هل أنت مُغفل؟! عن أي مُراد تتحدث؟! إنه يرغب بإعادة إحياء زوجته... زوجته التي توقفت جميع أعضاء جسدها عن العمل و أن تعود للحياة مرة أخرى هذا مستحيل... إذا عادت لن تكون سوي وحشاً و ليس أي وحش بل زومبي أي شخص ميت يسير بلا وجهة... هذا مُراده بيكهيون و أنت بغباء صدقت ما يقول "
" هـ.. هو لم يقل.. هذا و.. و لم أسمع أي شيء بـ.. بأفكاره "
بـ تيهٍ أجاب بيكهيون ليقترب منه سيهون بخطوات سريعه مُمسكاً ياقته
" لا تقل... رجاءً لا تقل أن هيبا ساءت حالتها بعد لقائك ذاك مع البروفيسور و جيبوم "
سيهون بخوف ترجاه ليهز بيكهيون رأسه بالنفي إلي أن توقف يتذكر ذلك... هيبا بالفعل بدأت تسوء حالتها بعد أيام من فضح البروفيسور أمامه
"سيهون"
همس بصوتٍ مُرتجف حين تركه سيهون يُلقي بجسده علي السرير بجانبه و عينيه تنظران نحو الأرض بأعين لامعه
البروفيسور لم يترك مجالاً لمُسامحته و أن يكون السبب فيما يحدث إلي هيبا هذا الاحتمال الوحيد الذي يُفسر ما يحدث لها
"هيبا يجب أن تعرف... هو سيستغلها لاحقاً"
"لا... هيبا لن تتحمل الأمر"
بيكهيون نفي بفزع ليقف من مكانه حين وقف سيهون هو الآخر
"صدقني هذا أفضل حل فهو قد يستغلها لاحقاً كي يضغط علينا لذا يجب أن تعرف هيبا بالحقيقه ... "
سيهون اختنق بغُصته حين رأي دموع بيكهيون تنزلق علي وجنتيه بصمت و بضيق هو ألقي برأسه علي كتف الأقصر منه يستسلم لبُكائه
صوت طرق علي الباب جعلهما يبتعدان عن بعضهما سريعاً ليمسح كلاً منهما علي عينيه بعشوائية يُخفي آثار دموعه
" وصل الطعام "
سوشيل تحدثت بإبتسامة بينما تُشير نحو الخارج لتتلقي همهمات من كلا الواقفين ثم سارا نحوها يتجهان إلي الخارج حيث يجلس البقية
"أنت بخير؟"
همست بتساؤل حين مر سيهون من جانبها ليومئ برأسه كاذباً ثم شابك أنامله مع خاصتها و هو يجرها معه نحو الأريكة ليجلسا مُتجاورين فكانت أول من لمحت تشابك يديهما هي هيبا التي ابتسمت بإتساع لتنتفض بجسدها إلي الأمام بحماس عاقدة كفيها أمام صدرها بحالمية
" رجاءً أخبراني أن ما يدور بعقلي حقيقي"
للوهلة الأولي سوشيل لم تفهم حديث أختها المُتحمس لكن حين شعرت بشفاه سيهون تُلامس كفها مُقبّلاً ظاهره هي فهمت ما ترمي إليه الأخري و إجابة سيهون كانت صريحة و مُرضية بالنسبة إلي هيبا التي قهقهت بسعادة
"كيف حدث ذلك؟"
بفضول تسائلت لتتحمحم سوشيل بخجل في حين مد بيكهيون يده نحو شعر هيبا يُبعثره بلطف
"توقفي عن إحراجهما"
"أريد أن أعرف"
انتحبت تضرب الأرض بقدميها كطفلة صغيره فحشر بيكهيون الطعام بفمها كي تلتزم الصمت لكنها لم تهتم و تحدثت بينما تمضغ الطعام و سبابتها تُشير نحو سيهون
" كان يجب أن تُعذبها لبعض الوقت أولاً"
"هيبا"
سوشيل شهقت بصدمه و الصغري اكتفت برفع كتفيها و اخفاضهما بلا مُبالاة لتلتفت بعدها نحو بيكهيون مُفرقة بين شفتيها تنتظر منه أن يُطعمها وهو لبي طلبها سريعاً
" أردت فعل ذلك، لكن كل دقيقة تمر عليّ و سوشيل ليست لي تكون قاسية.. و حُزن سوشيل يكون مؤلماً بالنسبة لي أكثر منها لذا رفض مشاعرها و تعذيبها و لو للحظات سيكون بمثابة عقاب لي أنا الآخر"
سيهون بهدوء تحدث خاتماً حديثه بقُبلة أخري علي ظاهر كف سوشيل جاعلاً منها تضم شفتيها بخجل ليضحك 'اي ان' خجولاً مما يري و يسمع
" سوشيل من اعترفت "
رغم صوتها الضعيف كان واضحاً حماسها نحو الأمر ليومئ سيهون بإبتسامة مُتسعه
" كان اعترافاً لم أتخيله طوال حياتي "
"ما كان يجب أن أتسرع"
سوشيل هزت رأسها بيأس لتتنهد بعدها
"إنها المرة الأولي التي أحب بها تسرعك"
هيبا تحدثت بدراميه فاتسعت أعين سوشيل تتبادل النظرات بين هيبا و سيهون فهذه الجُملة لم تكن بالغريبة عليها
"هذا مُريب.. لم فجأة بدوتما كالأب و ابنته؟ "
" ربما لأنها حقيقة "
بخفوت هيبا أجابتها لتلتفت بعدها نحو بيكهيون تُشير إليه نحو فمها كي يُطعمها مُتجاهلة الأمر تدّعي عدم اهتمامها نحو ما قالت لكن الجميع بلا استثناء قد سمع ما تفوهت به و لم يخفي عن أي منهم لمعة أعين سيهون المُنذرة بالبكاء
" لطيفه "
بيكهيون ضرب أنفها بسبابته بعدما أطعمها فضحكت هي لتُلقي برأسها إلي الخلف و بألم هي ضمت قبضتيها تحاول الإدّعاء أنها بخير
_____________
في مكان آخر حيث ذاك المبني الذي دُمر علي يد مجموعة من الكائنات الغير طبيعية و الذي لم يكن الأول أو الأخير الذي يحدث به ذلك
تواجد مجموعة من مصاصي الدماء أمام جسد سونغ هو المُمدد أرضاً بعشوائية ينظرون إليه بقلق
لا يعلمون ما الذي حقن نفسه به لكن ذراعه التي تبدو متورمة قليلاً كانت كافيه ليُدركوا أنه لم يعد بشرياً
لكن ما السبب الذي دفعه للتضحية بحياته الطبيعية هكذا؟... لا أحد يعلم
"أتعتقدون أنه مات؟"
أحد المتواجدين ذو شعر طويل يصل إلي أسفل عُنقه تسائل و هو ينحني نحو جسد سونغ هو لكن سرعان ما تم سحبه من ياقته بواسطة زميل له
" أتمني ذلك... لكن للأسف لم يمر الوقت المطلوب لتتمكن التركيبة الكيميائية من جسده"
" ماذا لو قتلناه؟"
ذو الشعر الطويل تسائل مرة أخرى فتنهد آخر مُجيباً إياه
"أتمني لو فعلناها مُسبقاً لو كنت أعلم أنه لن يُساعدنا في العودة إلي طبيعتنا لكن الآن حتي و ان قتلناه فلا نعلم من سيُساعدنا و هل سيموت بالفعل أو يتحول الي كائن أسوأ "
زفر بضيق ليرُبت علي كتف طويل الشعر
"لننتظر حتي يستيقظ بنفسه و لنري ماذا سيحدث حينها"
__________
" بيكهيون "
هيبا همست للجالس بجانبها ليلتفت نحوها سريعاً كما فعل سيهون الذي يجلس مقابلاً لهما بجانب سوشيل
" دعنا نخرج قليلاً... لنذهب إلي البروفيسور"
"لا... دعينا نسير بلا وجهة نتبادل أطراف الحديث أفضل "
بإبتسامة داعب وجنتها لتعبس هي
"الفندق مليئ بالكثير من الأشخاص الذين أكره رؤيتهم، و بجدية هم يظهرون بوجهي دون مقدمات"
ضحك بخفه حين بدأت تتمسح بوجهها بثيابه كالقطة فهمهم بعدها
" لا تقلقي، لن نُقابل أي شخص "
أمالت برأسها بعبوس لينقر أنفها بخاصته ثم استدار نحو سيهون الذي اعتدل بجلسته سريعاً بعدما كان يميل نحوهما دون وعي محاولاً معرفة ما يتحدثان بشأنه
" سنخرج أنا و هيبا قليلاً فقط لتغيير الأجواء"
"لا...قد يُزعجكما أحدهم، و أيضاً هناك ما أرغب بالتحدث عنه "
سوشيل عقدت حاجبيها بإستغراب لتُعطيه انتباهها كما فعل البقيه
"في الواقع لم يعد هناك داعٍ لنبقي جميعاً بنفس المكان..."
"ماذا تقصد بذلك سيهون؟"
بعدم فهم سوشيل تسائلت ليضم سيهون شفتيه بتفكير فلا يوجد حجة مُقنعه قد تجعله يُخرج هيبا من الغُرفة
" أعني أنني سأكشف هويتي أمام السُكان..."
"سيهون ،أنت لن تفعل"
قاطعته بصرامة فتنهد حين رؤيتها تقبض كفها بإرتجاف ليمد يده نحو قبضتها مُحتضناً إياها
" الأمر سيُصبح أكثر خطراً مع الوقت فـ جوهيون لن يتوقف عن إفساد حياتنا فأنا أعرفه جيداً... لذا علينا كشف هوياتنا، إما أن يتقبلوا تواجدنا معهم او يتخلصوا منا و هذا ما أنا واثق أنهم لن يتجرأوا علي فعله"
" لماذا فجأة؟"
تشانسوك بقلق همست و بدون وعي هي ضغطت بكفها علي فخذ تشانيول بخوف ليرمقها بجانبيه
" ليس علينا الاختباء بينما الجميع يعيش حياته بهذا الفندق و كأنه لا يوجد خطب...ليس علي تشانيول الاختباء فقط لأن وجهه غريب بعض الشيئ و ليس علينا التفكير بأشخاص أنانيون لا يهتمون سوي لأنفسهم... و أنتم رأيتم ما حدث، لقد أوشكوا علي قتلي أنا و بيكهيون بالرغم من أننا لم نؤذي أي منهم رغم تواجدنا بالفندق منذ فترة طويلة كما أنني هنا أحاول مساعدتهم لكن لا يوجد مُقابل لمجهوداتي أنا أو حتي سوشيل "
شرح الأمر بهدوء لتهز سوشيل رأسها رافضة ذلك
" لن أسمح لك بفعل ذلك "
" هل يرغب أحدكم بالانتقال إلي غُرفة أخري؟ لم يعد هناك داعٍ لنلتصق ببعضنا بهذه الطريقة "
تجاهل حديث سوشيل يطرح سؤاله بينما يُمرر عينيه علي المتواجدين و حين أرادت سوشيل الاعتراض مرة أخري هي صُدمت برؤية ذراع هيبا يرتفع قليلاً
"هيبا، ماذا تفعلين؟ "
" لم أعتاد البقاء بنفس المكان مع عدد كبير من الأشخاص و هذا يخنقني تدريجياً لذا أعتقد أنني بحاجة إلي الانتقال إلي غرفة أخري"
"هذا لن يحدث"
سوشيل رفضت ذلك دون تفكير فضغطت هيبا علي ذراع بيكهيون بقليل من القوة فهي الأخري ليس لها طاقة للحديث
" اا.. أنا.. أنا أيضاً سأنتقل مع هيبا لن أتركها وحدها... ظهري يؤلمني من نوم الأريكة لذا أعتقد أن هذا أفضل بالنسبة لي "
ملامح سوشيل أبدت رفضها للأمر كما تشانسوك التي شعرت بوجود خطب ما فـ حجة هيبا لم تكن مُقنعة بتاتاً بالنسبة لها
"لقد اتفقتم علي هذا، أليس كذلك؟ "
سألت بنبرة خافته و عينيها تنظران نحو الأرض بإنكسار لأنها و مرة أخري تشعر بأن لا قيمة لها بالنسبة إلي هيبا التي اتخذت قراراً كهذا دون مناقشتها
دون إضافة حرف آخر هي انسحبت من هناك مُتجهة إلي غُرفة النوم لتصفع الباب بقوة فتنهد الآخرين بينما أغلقت هيبا عينيها بتعب تتكئ برأسها علي ظهر بيكهيون من الخلف بعبوس تُخفي وجهها عن البقية
" ما كان يجب أن تفعلي هذا هيبا ...لا يوجد داعي لذلك صدقيني "
تشانسوك تنهدت حين تجاهلت هيبا الرد عليها لتلتفت برأسها نحو تشانيول الذي أمسك يدها يضغط عليها بخفة هامساً
" إذا كانت ترغب بالمُغادرة فلتتركيها ، ليس و كأنها ستذهب بعيداً فنحن بنفس الفندق "
" ِأشعر بالغرابة "
تمتمت بصوت غير مسموع تتبادل النظرات بين المُتواجدين فكما سوشيل تشعر بوجود خطب ما ، تشانسوك أيضاً تشعر بذلك
باب غُرفة النوم فُتح بحذر لتلتفت سوشيل برأسها تنظر إلي سيهون الذي أغلق الباب و استند عليه بظهره يرمقها بإبتسامة لطيفه حيث كانت هي تقف أمام النافذة عاقدة ذراعيها إلي صدرها لكن حين رؤية تلك الإبتسامة التي لم ترها سوي ابتسامة مُستفزة ، هي اقتربت منه بخطوات سريعه لتدفعه نحو الحائط بأعين تلمع بفعل الدموع إلا أن نظراتها نحوه كانت غاضبة
" ما الذي تُخطط لفعله ؟"
أخفض عينيه نحو كفها التي تُحيط عُنقه تضيق الخناق عليه فقهقه بصوت مكتوم
" هل ستقتلين حبيبك بعد يوم واحد من المواعدة ؟"
" لا تدّعي البرود سيهون "
هسهست بحنق ليقلب عينيه بملل حين ضغطت بأناملها أكثر علي عنقه تخنقه مُهددة إياه
" سأفعل إذا كنت تسعي إلي استغلال هيبا "
أمسك يدها التي تُحيط عُنقه و بحركة سريعه هو قلب الوضعية جاعلاً منها مُحاصرة بينه و بين الحائط بينما يديها ثُبتتا فوق رأسها بواسطة يديه لتعقد حاجبيها حين رفع حاجبيه بإبتسامة كانت مُستفزة بحق هذه المره
" استغلال ؟ هيبا ؟ ...حسناً هذا يبدو درامي أكثر من اللازم سوشيل "
" أنت لا تفعل شيئاً إذا لم يكن خلفه سبباً و أنا لا أري سبباً مُقنعاً خلف ترك هيبا للغُرفة ..و مع من ؟ مع بيكهيون ؟...بجديه هل تظنني غبيه كي لا أعرف أن هناك خطة خلف ذلك ؟"
" أنتِ كذلك "
رفع كتفيه بلا مُبالاة ليتركها مُقترباً من النافذة حيث كانت تقف هي سابقاً لتلحق به بخطوات غاضبة و وقفت أمامه عاقدة ذراعيها إلي صدرها قائلة بإنفعال
" تقصد أنني غبية؟ "
" هذا ما قُلته لتوي "
رفع حاجبيه ببراءة ليميل نحوها مُقبلاً وجنتها بحركة سريعه فمسحت بخشونة علي وجنتها التي قبّلها ليبتسم هو
" هيبا أخبرتني أنها ترغب بترك الغُرفة فهي لا تشعر أنها بخير بسبب تواجد عدد كبير من الأشخاص حولها فأنتِ تعرفين أنها لا تشعر بالراحة مع الآخرين لكنها كانت خجولة من قول ذلك أمامك كي لا تعتقدي أنها ترغب بالإبتعاد عنكِ أنتِ، خاصة و أنه لم يمر وقت طويل علي تحسن علاقتكما "
بهدوء شرح لها الأمر يتغاضي عن الكثير من التفاصيل لكن ما تلقاه منها كانت نظرات تُبدي عدم تصديقها لما قاله للتو
" من الغريب ؟ أنا التي قضت معي سنوات طويلة بنفس المنزل أم تشانسوك صديقتها المُقربة ؟ بالطبع ليس بيكهيون حبيبها و الذي لم تعترض علي انتقاله معها ؟ ..هل أنت الذي اعترفت و أخيراً أنها تراك كوالدها و أنت تعرف أنها مكانة كبيرة و مهمة بالنسبة إلي هيبا ... لا تقل هل تشانيول سبب انتقالها أم الصغير' اي ان' ؟...سيهون أنت غير مُقنع "
هزت رأسها بإبتسامة ساخره لتضم شفتيها بعبوس فاقترب منها سيهون وبإبتسامة لطيفه هو احتضن وجنتيها لترفع عينيها نحو خاصتيه
" سيهون ، رجاءً أخبرني الحقيقه "
" نحن هنا منذ فترة و تعرفين طريقة هيبا في افراغ طاقتها السلبية كان بالانصات الي الموسيقي وهي وحدها لكن الآن نحن جميعاً بمكان واحد إذا خرجت إلي غرفة المعيشه ستجد أشخاصاًو إذا دخلت غرفة النوم ستجد أشخاصاً ،و شخص كما هيبا لن تشعر بالراحة إذا جعلت الجميع يجتمع بمكان واحد كي تبقي هي بأي الغُرفتين وحدها ... "
عقدت حاجبيها لتهتز شفتيها تُنذران بالبكاء فأمال هو برأسه قليلاً كي ينظر إليها
" تعرفين أن هيبا لازالت تمتلك مشاكل نفسيه لذا ربما هذا سبب شعورها بالضيق و رغبتها بالإبتعاد ... في الواقع هي لم ترغب بأن ينتقل أي شخص معها إلي غرفة أخري لكنني بصعوبة أقنعتها أن ينتقل معها بيكهيون و هذا كي يكون بجوارها إذا حدث شيئ ... لذا لا تضغطي عليها أكثر و وافقي ...هي لن تذهب بعيداً ، نحن بنفس الفُندق و معها بيكهيون لذا لا تخافي همممم؟"
همهم نهاية حديثه ليرفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعه فأومأت إليه بتردد رغم شعورها بعدم الراحة نحو انتقال هيبا
" بالمناسبة ... "
همست بخجل ليُهمهم و هو يمسح علي وجنتيها بلطف فهمست بخفوت
" أسفه علي ما فعلته منذ قليل ... فقط كنت غاضبة "
"تقصدين حين أوشكتي علي قتلي ؟..لا ، لا بأس لقد اعتدت علي كونك غبية و مُتسرعه لذا لا تشغلي عقلك بهذا الأمر "
قهقه بصخب نهاية حديثه حين قرصت خصره بإنزعاج ليميل بجذعه مُتألماً دون أن يُبعد يديه عن وجنتيها
" سوشيل أنت قاسيه "
" و أنت مُزعج"
هسهست بحنق لتدفع يديه بعيداً عنها فسحبها نحوه مُحتضناً خصرها لتضرب صدره بظاهر كفها بإنزعاج
"ابتعد"
هز رأسه رافضاً ليُقبّل شفتيها بسطحيه
" تعرفين أنك تُخطئين بحقي كثيراً "
" هذا لأنك تميل إلي اخفاء الكثير من الأسرار عني "
احتضنت خصره تتكئ برأسها علي صدره لتُطلق زفيراً مُختنقاً
" هذا يُخيفني سيهون "
" آسف لأنني أتسبب بإخافتك "
أمال مُقبّلاً جانب رأسها ليضيق العناق حول جسدها مُتنهداً بقلق
سيهون حتي الآن لا يعرف كيف سيتصرف في مشكلة هيبا و هو الآن أصبح واثقاً أن إخبار سوشيل عن حالتها ليس بالخيار المُناسب
_________
تلك الليلة مرت بهدوء ظاهري رغم عدم ثبات أي منهم داخلياً فمنهم من يُعاني بمرضه كما هيبا و' اي ان '
بينما منهم من يُعاني من القلق كما كان البقية فالراحة لم تزر أي منهم
مساء اليوم التالي كانوا جميعاً يتناولون الغداء بغرفة المعيشه و حين انتهوا اتجهت تشانسوك نحو غُرفة النوم تُخرج ثياباً لنفسها كي ترتديها بينما أعين تشانيول فقط تُراقبها بحذر مُعتقداً أن لا أحد يري ذلك لكن هيبا و 'اي ان' لم يخفي عنهما تلك النظرات و كلاهما كانا يتبادلان ابتسامات خبيثة يدّعيان بها أنهما بخير
خرجت تشانسوك من غُرفة النوم لينتفض تشانيول من مكانه مُقترباً منها حين رؤيتها تقترب من الحمام فرفعت هي حاجبيها بتفاجؤ حين توقف أمامها
" إلي أين ؟"
سألها بغباء ليُغمض عينيه بضيق حين استوعب تصرفاته التي يفقد السيطرة عليها دون قصد
" الحمام؟ سأستحم"
بإبتسامة متوترة هي أجابته ليضحك بيكهيون بصخب مُلتفتاً نحو تشانيول الذي عاد يُغمض عينيه مرة أخري
" يا رجل هل ستُساعدها ؟"
تشانيول زفر بحنق ليفتح عينيه و التفت نحو بيكهيون بأعين تلونتا بالأحمر و الأزرق الفاتح فابتسم بيكهيون ليقف من مكانه
" قتال ؟رجلاً لرجل ؟"
رفع كتفيه بغرور يتخذ وضع الاستعداد فوقفت هيبا من مكانها تسحبه من ياقته تُعيده ليجلس بجانبها بعبوس بعدما تلقي منها التوبيخ بهمس خافت ليهز سيهون رأسه بيأس
" كيف لعقولكم أن تكون أصغر من عقل الصغير 'اي ان' ؟"
اي ان ابتسم بخجل حين بعثر سيهون شعره بإبتسامة ليدفن رأسه بعنق سوشيل التي كانت تجلس بينه و بين سيهون ، و بعدم اهتمام تشانيول حرك رأسه ينظر إلي تشانسوك
" هل ستكونين بخير ؟ ا..أعني جرحك لم يلتئم بعد "
" ليست المرة الأولي التي أستحم بها ... أنت تجعل الأمر مُحرجاً "
همست بخفوت و هي تنظر إلي الآخرين فتحمحم تشانيول بخجل هو الآخر و إن طرح أحدهم عليه سؤالاً كـ لماذا وقفت أمامها منذ البداية ؟ فهو بنفسه لا يعرف الإجابة
تخطته تسير نحو الحمام و بتيهٍ هو حك مؤخرة رأسه بينما يتلفت حوله فبجدية هو ماذا كان يفعل للتو ؟
و حين التقت عينيه مع بيكهيون الذي يُقهقه بصوت مكتوم هو شتم تحت أنفاسه فذاك المُزعج كان يتنصت علي أفكاره و التي كانت مُحرجة بحق
" اااه تشانسوك "
التفت يسير نحو الحمام يدّعي تذكره لما كان علي وشك قوله يحاول بذلك التخفيف من الإحراج لتفتح تشانسوك الباب الذي أوشكت علي إغلاقه
" ما الأمر تشانيول ؟"
تنهدت تحتضن ثيابها إلي صدرها فوقف أمامها ينظر بالأرجاء باحثاً عن حجة ما إلي أن هتف بهمس
" ااه ...لقد تذكرت ، كنت علي وشك سؤالك إذا كان هناك أمنية أخري ترغبين بتحقيقها ؟تعلمين لا أريد أن تخبريني لاحقاً أنك لن تُغادري لأنني لم أحقق جميع أمنياتك "
رمقته بنظرات فارغه ليبتلع ريقه و ضم شفتيه بإحراج نادماً علي ما تفوه به ، بعد لحظات هي اقتربت منه ببطئ تمحو المسافة بينهما و بيدها التي تتشبث بثيابها هي استندت علي صدره لترتفع علي أطراف أناملها تترك قُبلة رقيقه علي فكه
" إنه صاخب "
همست بخفوت لتنسحب نحو الحمام تُغلق الباب خلفها في حين هو بقي بمكانه لبضعة لحظات ينظر إلي الفراغ
" إنه .. "
تمتم ليرفع كفه نحو صدره يتحسس يساره و بتردد أخفض عينيه ينظر إلي كفه المتموضعة فوق صدره
" ...صاخب "
____________
" لأوصلكما إلي غُرفتكما الجديده أولاً"
سيهون تحدث و هو يستقيم من مكانه لتقف سوشيل هي الأخري مُتشبثة بذراعه
"هل واثق مما ستفعله؟ ربما لن يعطوك فرصة الحديث و يقتلوك كما فعلوا بجايون"
نبست بقلق ليبتسم مُربتاً علي يدها التي تتمسك به
" لا تقلقي، دونغهي سيأتي بالحُراس لحمايتي "
"لا أصدق أن دونغهي وافق علي ذلك"
عقدت حاجبيها بإحباط ليسحب نفساً عميقاً ثم زفره
"لقد أقنعته و هو رأي أنني محق فيما أقول... إذا انتظرنا حتي يكشفنا شخص آخر فسنكون في خطر... بيكهيون بالفعل في خطر لكن لكونه يمتلك قدرات خاصة فهو يمكنه حماية نفسه أفضل مني أنا، تشانيول و كذلك مي سون "
همهمت بإستسلام ليرفع ذراعه كي يتحرر من يديها لكنها تشبثت به بقوة
" سأذهب معك "
" لكن لا... "
" رجاءً "
قاطعته برجاء ليومئ بإستسلام ثم التفت نحو بيكهيون الذي انحني يحمل حقيبة صغيره بها بعض الثياب لأجله و لأجل هيبا بينما يده الأخري تتمسك بيد حبيبته التي تجر خطواتها خلفها بصعوبة و يدها الحُرة تقبض علي سندريلا المُعلّقة بعنقها
بيكهيون، هيبا، سوشيل و سيهون كانوا يتجهون نحو غرفة بالدور العلوي حيث سيمكث كلاً من بيكهيون و هيبا، في طريقهم إلي تلك الغرفة سوشيل كانت تسترق النظرات نحو الصُغري بقلق
شعرت و كأنها تودعها للأبد و ليس فقط تساعدها بالإنتقال إلي غرفة بنفس الفندق بل و بينهما دور واحد فقط
مشاعر غريبة و أفكار مخيفه دارت بعقل سوشيل لكنها هزت رأسها تلقي بتلك الأفكار بعيداً حين احتضنتها هيبا أمام الغُرفة مودعة إياها
"هيا سوشيل"
سيهون نكزها بسبابته لتنتفض مُستفيقة من شرودها و بتيهٍ هي لحقت به إلي الأسفل حيث غرفة المسرح التي شهدت حادثاً مُرعباً منذ يومين تقريباً
"أريد أن أنام"
'اي ان' تمطي بتعب ليسير نحو غرفة النوم بجسد نحيف و وجه يعلوه علامات الإرهاق و فجأة تشانيول وجد نفسه يجلس وحيداً بغرفة المعيشه
فقط هو و تشانسوك التي تتواجد بالحمام الآن الشخصين المتواجدين هنا فـ الصغير النائم لا يُحتسب بنظره
و لتلك الفكرة تشانيول انتفض يدور حول نفسه بإحراج و خجل
مشاعره أصبحت واضحة و تصرفاته غير قادر علي السيطرة عليها و لا يعرف ما قد يفعله أو يتفوه به و هما هنا وحدهما دون تواجد شخص قد يمنعه
تشانيول واثق أنه يحاول كبح نفسه لكن شيئ غريب يجعله يتهور بتصرفاته معها و لم يجد شيئاً آخر يُلقي عليه اللوم سوي تحوله
لكن الحقيقة أن ما يتحكم به هو قلبه فقط فمن يُعاني من تغيرات في شخصيته و تحكمات خارجيه ليس تشانيول بل بيكهيون
سمع صوت قفل الحمام يُفتح ليركض نحو التلفاز بأعين مُتسعة يفتحه ثم ارتمي علي الأرض قريباً منه يلتقط أنفاسه
أمال بظهره إلي الخلف يستند علي الأريكة بظهره و بعشوائية هو كان يُقلّب بين قنوات التلفاز التي لم تكن تعمل معظمها حتي توقف علي قناة ما تزامناً مع دخول تشانسوك إلي غُرفة المعيشه
" أين الآخرين؟ "
تشانسوك تسائلت بإستغراب ليُحرك تشانيول عينيه نحوها ثم أعادهما نحو التلفاز
" بيكهيون و هيبا انتقلا إلي الغُرفة الأخري، و سوشيل ذهبت مع سيهون بينما 'اي ان' قال انه يريد أن ينام قليلاً"
همهمت بتفهم لتعقد حاجبيها حين شعرت بتوتر الآخر حيث عينيه كانتا تهتزان ما بين التلفاز و باب غُرفة النوم و كأنه يتجاهل النظر إليها مُتعمداً
ربما لم ينسي بعد قُبلتها التي وضعتها علي فكه قبل دخولها الحمام
"تشانيول "
----
تشانيول pov
همست بإسمي لأُحرك رأسي نحوها سريعاً فـ اقتربت مني بخطوات بطيئة إلي أن توقفت بجانبي و معها عيناي توقفتا أنظر إلي الأعلي، إلي وجهها مباشرةً و حينها لمحت ابتسامة تظهر علي شفتيها تدريجياً
" جفف لي شعري"
"ماذا؟"
رفعت حاجباي بتفاجؤ و لم أستوعب الأمر حتي وجدتها تجلس أمام قدمي التي أثنيها أسفلي و قدمي الأخري كانت مُمددة بجانبها ثم التفتت إلي بإبتسامة مُتسعه لتمد المنشفة نحوي
"هيا"
"اا اوه.. حسناً"
أمسكت المنشفة من يدها لتستدير برأسها إلي الأمام و ابتسامتها بدت مُتحمسه فـ ابتلعت ريقي قبل أن أُحرك كفاي بالمنشفة فوق رأسها بلطف مُبالغ لن يُجفف خُصلاتها
أكُنت أتقصد ذلك كي أقضي وقتاً أكثر مُلتصقاً بها؟!
حين امتدت إحدي يداي نحو خصرها تُحيطه لأجعلها تعود بظهرها إلي أن لامس ظهرها صدري، أدركت أنني أقع في فخها
هي تدفعني نحوها بهذه التصرفات و أنا كالأبله أدّعي الغباء و أفعل ما تُريد
" أتعلم؟..."
همست فجأه لأجفل مستوعباً نظراتي نحوها فـ تحمحمت سريعاً و ضغطت قليلاً علي المنشفة كي ننتهي من هذا لكن...
بسبب فارق الطول بين جذعينا يُمكنني رؤية وجهها بصورة معكوسه لو انحنيت قليلاً نحوها حيث كانت تميل بجسدها إلي الخلف كي يرتخي ظهرها علي صدري
و هذا جعلني تائهاً... بإمكاني رؤية شفتيها اللامعتين اثر تمرير لسانها عليهما من الحين للآخر تتحركان بكلمات هادئه مع ابتسامة رقيقه تحتلهما
و رموشها متوسطة الطول تتحرك إلي أعلي و أسفل ببطئ شديد مُتخدرة من تحركات المنشفة فوق رأسها... للتو فقط لاحظت ذلك
تشانسوك تمتلك نمشاً خفيفاً علي جانبي عينيها لكن الذي بالجهة اليُمني من قريب هو يبدو واضحاً أكثر
"لطالما تخيلتك تُجفف لي شعري..."
ضحكت بخفوت لأبتسم معها بتلقائيه
" كما يحدث بالدراما حين يوبخ البطل حبيبته ثم يسحبها لتجلس أمامه و يبدأ بتجفيف شعرها بينما يوبخها لأنه قلق من أن تلتقط برداً "
""هل تُريدين مني توبيخك؟"
قهقهت ساخراً لتتسع ابتسامتها أكثر
"أن توبخني قلقاً عليّ و بعد أن تنتهي أنت ستري عبوسي المُنزعج من توبيخك لي فتقوم بتقبيلي"
توقف كفي عن الحركة حين أكملت حديثها لأشعر بتنفسي يضطرب.. لم أقصد ذلك لكنني تخيلت الأمر
تخيلته و بطريقة ما هو بدا... لطيفاً
" ألا تخجلين من التفكير برجل غريب بهذه الطريقه؟ "
وبختها بينما أضرب رأسها من الخلف مُحرجاً مما قالته فـ اهتز كتفيها بقهقهة مكتومه
" أنت لم تكن غريباً بالنسبة لي تشانيول... أنت شخص كان يقضي معي لحظات حياتي منذ التقيتك، لذا التفكير بك بهذه الطريقه لم يكن مُحرجاً أبداً بالنسبة لي، بل كان راحتي و أمانِ "
إنها صريحة و لصراحتها قلبي يضطرب أكثر و كذلك يداي بدأتا ترتجفان بتوتر
هذه ليست المرة الأولي التي تُخبرني فيها بذلك لكنها وترتني هذه المرة أكثر من سابقاتها
تشانسوك...
أنتِ ماذا تحاولين أن تفعلي بي؟!
" ما هذا الصوت؟ "
همهمت بعدم فهم كوني لم أسمع شيئاً لتركض هي سريعاً نحو غُرفة النوم قبل أن أسألها عن مقصدها تاركة يدي مُعلّقة بالهواء و المنشفة بين أناملي
مشاعري نحو داك يونغ لم تكن ضعيفة يوماً و لم أري امرأة سواها من قبل
إنها لاتزال تسكن قلبي و عقلي فلا يمكنني نسيانها بسهوله
لكن لماذا أصبح قلبي موخراً ينبض بجانب هذه الصغيره؟
لماذا تتفحصها عيناي و يشرد عقلي بها كلما ظهرت أمامي؟
هل أنا ضعيف أم هي التي تجذبني بقوة نحوها؟
"يبدو أن 'اي ان' كان يتحدث و هو نائم"
رفعت عيناي نحوها حين عادت مرة أخرى لتجلس أمامي ثم أشارت لي بأن أُكمل و كشخص مُغيب العقل أنا وجدت نفسي أُجفف شعرها كما طلبت مني بإشارة من سبابتها
أنا أفقد عقلي... صدقاً أنا أفعل
End pov
----------
"ظننت أنه خائف أو يحظي بـكابوس لكنه كان يبتسم،لذا أعتقد أنه يحظي بحلم سعيد، أليس كذلك؟ "
استدارت برأسها نحوه و هي تتسائل بقهقهة رقيقه فـ اندفع رأسها إلي الخلف حين أمال نحوها بحركة سريعه يلتقط شفتيها بين خاصتيه بقبلة مُفاجئه لتهتز مُقلتيها بصدمة حين رأته يُغلق عينيه و تدريجياً جفونها أسدلت ستارها بتخدر مع شعورها بيده تلتف حول خصرها دافعاً بجسدها نحوه حتي استقرت فوق فخذيه، و كفه الأخري رفعها ليحتضن بها وجنتها بينما يميل برأسه أكثر نحوها مُتعمقاً بتلك القُبلة التي تنافس لها قلبيهما... من منهما يصنع صخباً أعلي من الآخر
تشانيول كان مُدركاً لما يفعل.. لم يكن راضياً تماماً لكنه لم يكن رافضاً ذلك كما قلبه الذي أخذ يرتجف حين بادلته تشانسوك قُبلته
"هل أنا مُضطر لتحقيق جميع أُمنياتك؟"
بهمس خافت كانت أنفاسه المُضطربة تختلط مع خاصتها كلما نطق بكلمة حيث يتلامس جبينيهما براحة، و بإبتسامة خجوله هي فرقت بين جفونها لترفع مُقلتيها نحو خاصتيه فبللت شفتيها بخجل حين رؤيتها عينيه تنظران إليها بنعاس
"لم أطلب منك تحقيق هذه الأمنية "
همهم بتساؤل و كأنه يُكذّبها ليخفض بصره نحو شفتيها قبل أن يلتقطهما بين خاصتيه مرة أخري دافعاً ظهرها من الخلف نحوه لترفع يديها مُحيطة بهما عنقه و دون أن تفصل القبلة هي اعتدلت بوضعيتها تجعل من قدميها تتموضعا علي جانبيه
بينما بالغرفة التي تقع بالدور العلوي حيث كان بيكهيون يتمدد علي السرير و بجانبه هيبا التي تضع رأسها فوق صدره سامحة لذراعيه بإحتضان جسدها و كفيه تُمسكان سندريلا يستكملان الفيديوهات الخاصة ببيكهيون
"لقد نسيت حذفه"
بجدية نبس حين تجعدت ملامح هيبا بضيق عند رؤيتها فيديو يجمع بين بيكهيون، هيونا و كذلك والديه
هو اعتدل بجلسته سريعاً بينما يضغط علي الأزرار محاولاً مسح ذاك الفيديو لكن يد هيبا أوقفته عن ذلك لينظر إليها بعقدة بين حاجبيه
" حتي و إن حذفته هو سيبقي ذكري برأسك بيكهيون لذا لا داعي لحذفه... أنت تُقدّر كل لحظة من حياتك صورتها بسندريلا لذا لا..."
"هذا ليس من أجلك و إنما من أجلي... سندريلا لا يجب أن تحمل صورة سوي لأشخاصي المُهمين و الذين أرغب برؤيتهم دائماً، و حين أشعر بالضيق سوف ألجأ إليها لتعرض لي ذكري سعيدة، و هيونا لم تعد من الأشخاص الذين يُشعروني بالراحة و السعاده فهي تُذكرني بسذاجتي "
حديثه كان جدياً رغم دموعه العالقة بأطراف عينيه فعقدت هيبا حاجبيها بإستغراب لتزحف بركبتيها نحوه حين ابتعد عنها يترك بينهما مسافة مُخفضاً رأسه إلي الأسفل
" ا أنا أسفه... هل أزعجتك بحديثي؟ أنا حقاً لم أقصد ذلك "
هز رأسه نافياً ليحتضن جسدها بعبوس و بضعف هي أرخت جسدها بين ذراعيه ليضيق العناق حولها
" أنا لن أكتفي بمجرد صورة أو فيديو لكِ... أنا أريدكِ أنتِ لذا لا تتركيني"
ارتجفت شفتيها بعبوس لترفع ذراعيها تحتضن خصره و بأنامل ترتجف بضعف ربتت علي ظهره من الخلف فأغلق عينيه بقوة يمنع نفسه من البكاء
"هناك ما أرغب بإخبارك بشأنه لكنني خائف"
"لا تخف، و أخبرني "
همست بتعب و أغلقت عينيها حين شعرت بأنفاسه المُهتزة تمر من جانب أذنها
"إنه شيئ سيئ عن البروفيسور"
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top