28
Start
"بيكهيون"
شفتيها العابستين همستا بإسمه بخفوت بينما تميل بجذعها نحوه و هي تمسح علي شعره بيدٍ ترتجف و الأخري احتضنت بها يده بقوة و خوف
هيبا لم تتوقف عن البكاء و كلما تذكرت أنها أوشكت علي فُقدانه سوف تزداد وتيرة بكائها و علي اثر بكائها الصغير 'اي ان' كان يبكي كذلك بينما يجلس علي الجانب الآخر من السرير مُمسكاً بيد بيكهيون الأخري
حروق بيكهيون كانت تلتئم ببطئ شديد و منظرها البشع كان يؤلم قلب هيبا و لا تنفك عن تخيل مدي سوء الألم الذي يشعر به حبيبها
" لا أصدق أن الأمور وصلت إلي هنا"
تشانسوك همست من بين بكائها فرمقها تشانيول بنظرة جانبيه ثم مد ذراعه حول كتفها يسحبها نحوه حتي استقرت بحضنه فدفنت رأسها بعنقه
هي الأخري لازال جسدها يرتجف بذعر منذ أن اعتقدت انهم سيتخلصون من سيهون و فجأة انضم إليه بيكهيون ليتضاعف خوفها ظناً منها أن تشانيول سيلحق بهما
و بالنهاية رؤيتها هيبا مُلقاة أرضاً و ذاك الزومبي يركض نحو صوت صراخها
أن تتحمل حدوث كل ذلك أمام عينيها كان أمراً مُستحيلاً خاصة و ان الخسارة كانت تُحيط بأغلي الأشخاص لديها
_______
"كان يوجد كاميرا بالقبو سابقاً حين استخدمناه للتخزين لكنها لم تعد تعمل مؤخراً"
الرجل المسؤول عن الكاميرات تحدث بجدية حيث كان يجلس علي مقعد أمام مجموعة من الحواسيب و خلفه دونغهي الذي تبادل نظرات سريعه مع سيهون و سوشيل حيث كانا يقفان بجانبه مُتشابكي الأيدي
" شخص ما عطّل الكاميرا المؤدية إلي القبو"
ذاك الرجل عقد حاجبيه حين حاول فتح شريط الكاميرا التي تطل علي القبو و الذي وصل إلي نقطة معينه و تشوش حينها
"سوشيل هل يُمكنك العودة إلي الجناح الآن؟"
سيهون التفت إليها برأسه يهمس بلطف فعقدت حاجبيها
"لكن..."
"هيبا لم تكن بخير لذا ربما تحتاج إليكِ بجانبها، حين أنتهي سألحق بكِ"
همهمت بتفهم ليبتسم بخفه ثم قبّل جبينها و ابتعد هامساً
"احذري أثناء عودتك"
أومأت برأسها و خرجت من هناك بخطوات مُبعثرة تشعر بالتوتر كونها لم تعتاد بعد علي هذه العلاقة بينما هو تغطي بالبرود و تلاشت ابتسامته بمجرد أن أغلقت الباب خلفها ليستدير بعدها ينظر إلي الشاشات أمامه
" الطابق الثالث، الرابع، السابع، و التاسع... أريد رؤية شريط الكاميرا بتلك الطوابق"
تحدث بحذر ليعقد دونغهي حاجبيه بعدم فهم لما يفعله الآخر بينما سيهون فقط كان يتقصد بذلك رؤية الطابق الذي تقع به غُرفة البروفيسور لكن دون لفت انتباه أي من دونغهي و رجل الكاميرا إلي ذلك
سوشيل توقفت أمام باب الجناح من الخارج لتسحب نفساً عميقاً و هي تطرق علي الباب بشرود مُتذكرة ما حدث بينها و بين سيهون لكن قبل ارتفاع شفتيها بإبتسامة هي التفتت برأسها حيث باب غرفة مي سون و تنهدت بضيق
ماذا لو أن مي سون وقعت بحب سيهون بصدق؟ ماذا لو أنها من جديد تسببت في أذي شخص آخر لأنها أنانيه؟!
"حبيبتي..."
ضمت قبضتيها بغضب حين سمعت صوته يصرخ من بعيد و بهلع هي سحبت الباب تُغلقه حين فُتح بواسطة تشانيول خائفة أن تُكتشف حقيقته هو الآخر ويكون بمأزق
"تبكين؟ بحق... و من أجل من؟ من أجل ذاك المعتوه؟"
جوهيون اقترب منها بخطوات سريعه دافعاً إياها نحو الحائط غير قادر علي نسيان كيف كانت تبكي منذ قليل حين تم جر سيهون من أجل تعريضه إلي الشمس بشكل مباشر و بسبب دفعته القوية تلك هي ضمت شفتيها بصراخ مكتوم تشعر بكتفها يكاد يخرج من مكانه
" سيهون ليس معتوهاً "
هسهست من بين أسنانها لتُغلق عينيها بألم حين ضغط برأسها بقوة ضد الحائط عندما أمسك فكها بين أنامله بخشونة
"ليس أنا من يتم استبدالي بذاك الحقير سوشيل، هل تفهمين؟... و سواء أردتِ ذلك أم لا فمكانك ليس سوي علي سريري بغرفتي تنتظرين مني عودتي إليكِ "
" أنا لست رخيصة، ألا تفهم ذلك؟"
صرخت بقهر و دفعته بعيداً عنها لتصفع وجنته بكل ما أوتيت من قوة
كلماته كانت ولازالت تكسرها... أن تفعل المستحيل للزواج به و كالحمقاء تنجرف خلف مشاعرها لشخص تلقت تحذيرات من المُحيطين بها حول خطورة الارتباط به و بالنهاية تكتشف أنه لم يراها سوي دُمية بين يديه... هذا بالفعل كان قادراً علي كسر امرأة مغرورة و واثقه مثل سوشيل
و قادراً علي قتل الجزء الطفولي و المُشرق بداخلها
"أنا لم و لن أكون أبداً كما عاهراتك جوهيون و هذا أهم فارق بينك و بين سيهون... هو يتعامل معي كما أستحق أنا أن أتعامل... سيهون يكتفي برؤيتي سعيدة، ناجحة و بخير بينما أنت لا تسعي سوي..."
ضمت شفتيها بعبوس لتدفعه من صدره حين أوشك علي الاقتراب منها مرة أخرى
"اتركني و شأني جوهيون، اخرج من حياتي و لا تجعلني أكرهك و أكره نفسي أكثر من ذلك "
تشانيول ابتلع ريقه بتوتر و هو يُمسك بمقبض الباب يصنع شقاً صغيراً كي يري سبب عدم دخول سوشيل حتي الآن، و تزامن ذلك مع رؤيته لوجهها يلتف إلي الجانب الآخر بصفعة قوية حطت علي وجنتها جعلت من أعين تشانيول تتسع بصدمة، و بغضب هو ضغط علي مقبض الباب بقوة أكبر محاولاً تمالك أعصابه
" جوهيون الجبان الذي دفع أختي ليهرب من الزومبي ها هو هنا يقوم بضرب امرأة فقط لمجرد أنها تقوم برفضه...كم هذا رجولي؟"
همست بألم و ختمت حديثها بسخرية مانعة نفسها من البكاء أمامه فسحبها من شعرها بقوة نحوه ليعقد تشانيول حاجبيه
"هل أنتما معاً كما قال ذاك المعتوه "
" نعم أنا معه، و أعدك حين تنتهي هذه الأزمه أنا من ستطلب منه الزواج لأنني لا أستطيع أن أعيش بدون سيهون "
رفعت طرف شفتيها بإبتسامة مُستفزة لتتلقي صفعة أخري جعلت من الغضب يتصاعد إلي رأس تشانيول و حينها عينيه أخذت تتبدل ألوانها
" هذا لن يحدث ما دُمت حياً"
هسهس رافضاً ذلك و بطبيعة شخص مغرور كجوهيون هو لن يقبل أن يتفوق عليه شخص ساذج و ضعيف مثل سيهون - كما يراه هو -
لن يتقبل أن تكون المرة التي يتفوق عليه بها سيهون تكون بسرقة المرأة الوحيده التي أحبها بصدق
جوهيون قبض علي شعر سوشيل بحدة أكثر من السابق و تلك النظرة بعينيه هي تعرفها جيداً
إنها ذات النظرة التي لطالما رمقها بها قبل جرها إلي سريره غير مُهتم لرأيها و التي لم تنتهي بدون علامات مؤلمه تُذكرها بأنها ليست سوي جسد يُفرغ به شهواته و غضبه و ما يكنه نحوها من حب هي لم تشعر به يوماً
"إذاً ستأتين معي لأنني أنا الوحيد الذي يستحق أن يكون زوجك"
عينيها اتسعتا بخوف و بضعف جسدها بدأ يرتجف محاولة دفعه بعيداً عنها لكنها كلما دفعته كلما شعرت بخصلات شعرها تخرج من جذورها حين يتشبث بها بقوة أكبر
جسد جوهيون اندفع بقوة نحو الحائط لتصرخ سوشيل بفزع فوقف تشانيول أمامها بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة غاضبه لتتمسك به من الخلف بينما تُظهر فقط عينيها كي تري ذاك الذي يتأوه بألم لما يشعر به
هو بلا شك حصل علي كسور حقيقية بعظامه و لسوء حظه هو ليس مُتحوّلاً لتلتئم عظامه لذا هو سيُعاني بحق مع علاجها
جوهيون رفع عينيه ببطئ يري ما حدث، يري من هذا الذي دفعه بقوة كما و كأنها شاحنة ضخمه كانت تسير بسرعة و ارتطمت به، فاتسعت عينيه حين رؤية تلك الملامح التي لا تبدو طبيعية
شحوب البشرة و تلك العروق البارزة مع الأعين ذات اللونين الأحمر و الأزرق الفاتح.. تلك الملامح المُرعبة بالنسبة إليه جعلته يتراجع إلي الخلف بتلقائية و هو يتكئ علي كفيه بضعف و مع كل حركة هو سيصرخ بصوت مكتوم
"كنت أعلم... كنت أعلم أنكم مجموعة من غريبي الأطوار"
جوهيون صرخ مُشيراً نحو تشانيول و حين أوشك علي الاقتراب من ذاك المُلقي أرضاً، انتفض جوهيون بخوف و سوشيل سريعاً أمسكت بثياب تشانيول تمنعه عن ذلك لأن هذه المره تشانيول قد يقتله
"ألم تكن تظن نفسك رجلاً منذ لحظات فقط؟ هيا واجهني و لنجعلها رجلاً لرجل "
تشانيول صرخ به و عينيه بدأتا تعودان إلي طبيعتهما ببطئ ليعقد جوهيون حاجبيه
"ااه أنا مضطر لتركك فهذا لن يكون عادلاً"
قهقه ساخراً و التفت يُحيط كتفي سوشيل بذراعه يتكئ عليها بضعف حين شعر بنفسه يفقد توازنه
" بالطبع لن يكون عادلاً... كيف يتقاتل رجل مع وحش مثلك؟"
تشانيول التفت إليه بحركة سريعه جعلت من ذاك المغرور يختنق بلعابه فـ رفع تشانيول طرف شفتيه بإبتسامة جانبيه
"لن يكون عادلاً لأن رجلاً مثلي قادر علي القضاء علي مُخنث مثلك بإصبع قدمي"
سوشيل أحاطت خصر تشانيول بذراعها حين شعرت بثقله علي جسدها لتسير معه نحو جناحهم مُتجاهلين صوت صراخ جوهيون و تهديداته... ليس و كأن هناك ما يُخيفهم
بيكهيون قد انكشفت حقيقته بالفعل لذا تواجد مُتحول آخر ليس بالكارثه... أو ربما هو كذلك
تشانيول بضعف جلس أرضاً بمجرد دخولهما من الباب لتنحني سوشيل إلي مستواه هامسة بعبوس
"أنا آسفه... هل تشعر بالتعب؟"
"لم تعتذرين؟ ليس و كأنكِ أخطأتي بشيئ"
ابتسم بلطف ليضع إحدي كفيه علي الأرض كي يقف و معه هي الأخري استقامت بوقفتها بينما تضم شفتيها بعبوس
" لا تُخبر سيهون، رجاءً"
همست بخفوت مُحرجة و مجروحة مما حدث، و تشانيول اومأ بطواعية ليرفع يده نحو وجنتها يمسح عليها بأنامله بلطف فتأوهت بألم
" لا يوجد ثلج هنا لذا أعتقد أن وجنتك ستتورم، إنها أصبحت متورمة بالفعل"
وجنتها التي تلقت عليها صفعتين كانت حمراء بالفعل و علامات أصابع جوهيون كانت واضحة عليها إلي جانب أن لونها بدأ يميل إلي الزُرقة قليلاً فالآخر لم يُقصّر بوضع قوته بتلك الصفعات لعلها تخفف من حنقه نحو سوشيل
" تشانيول "
رفع عينيه ينظر نحو تشانسوك التي تقف بالخلف تنظر نحوهما بنظرات فارغه و معه سوشيل هي الأخري التفتت تنظر إليها
"بيكهيون استيقظ لذا... لذا تركناه ليتحدث مع هيبا علي راحتهما"
كانت تتحدث بتلعثم و هي تُشير علي نفسها تارة و علي الصغير 'اي ان' تارة أخري بينما عينيها تتبادلان النظر بتردد ما بين سوشيل و تشانيول فهمهم إليها الآخر بتفهم و بتنهيدة عميقه هو سحب يده بعيداً عن وجه سوشيل و أشار لها بالدخول
بينما بالداخل حيث بيكهيون الذي يستند بجذعه ضد مسند السرير و بجانبه هيبا التي لا تتوقف عن البكاء و النحيب
هو تنهد عدة مرات حين فشل في جعلها تهدأ لأنه بالرغم من كونه استيقظ لازالت آثار الحروق علي جسده لذا هيبا مازالت تشعر بالضيق لأنه الآن مُستيقظ و بالطبع يشعر بهذا الألم الناتج عن الحروق
"ليست المرة الأولي هيبا، صدقيني كسر العظام كان أسوأ من هذا"
قهقه بخفه ليرفع يده ماسحاً علي شعرها بلطف لكنها لم تنظر إليه و فقط اكتفت بإستنشاق ماء انفها بينما تنتحب بصوت أعلي
"هل رأيتِ كم كنت رائعاً و أنا أطير بالهواء، أو حين أنقذتكم من الزومبي؟ بالطبع قُلتِ 'واااه حبيبي رائع... "
قاطعت حديثه مُحتضنة صدره بحذر دافنة رأسها بعنقه و من بين شهقاتها هي صاحت مؤنبة إياه
"لم تتصرف بشجاعة أيها الأحمق و تجعلني أقلق؟ بيكهيون كيف تفعل هذا بي؟ "
انفجرت باكية ليبتسم و رفع ذراعه يحيط بها كتفها هامساً
" آسف... أنا فقط لم أعرف ماذا أفعل و أنا ارأهم يسحبون سيهون بتلك الطريقه... سيهون الشخص الذي أثق أنه لن يُحبك أي شخص كإبنته و يهتم لكِ بقدر ما يفعل هو، و لأنه هو الوحيد القادر علي حمايتك... هو قادر علي حمايتك أكثر مني هيبا"
"و أنا أوشكت علي خسارة كيلكما، هل تعرف كيف شعرت حتي؟ هل... "
شهقت باكية ليدفع جسدها نحوه أكثر حتي استقرت بجذعها فوق جسده مُحتضنة خصره و ذقنها استندت به علي صدره كي تري وجهه جيداً
" لقد أوشكت علي خسارة والدي و راحتي مرة أخرى "
بيكهيون ابتسم بإتساع و أمال يُقبّل جانب رأسها بعدما وصفته براحتها
" هل أنا حقاً راحتك؟ "
" هل مازلت تسأل؟ "
رفعت رأسها تنظر إليه بعقدة حاجبيها فضحك بخفوت و برقةٍ هو قبّل عينها اليسري لتغلق كلتا عينيها بتلقائية حتي شعرت بشفتيه تُلامسان عينها اليُمني
"هل تشعرين حقاً بأن سيهون والدك؟"
همس بفضول فهمهمت بتفاجؤ و كأنها استوعبت للتو ما تفوهت به
" حسناً... هو يهتم لي.. أعني هو و البروفيسور يـ..."
"لا تُقارني مشاعر سيهون نحوك بأي شخص آخر هيبا، و لا تتخذي من أي رجل آخر والداً لكِ سوي سيهون، البروفيسور ليبقي فقط البروفيسور كما هو "
رفع يده نحو وجهها يُداعب غُرتها بهمس خافت وابتسامة لطيفه فهمهمت إليه بعدم فهم
" لم تتحدث بهذه الطريقه؟ "
رفعت حاجبيها و هي تميل برأسها مع كفه التي لامست وجنتها تمسح عليها بلطف ليزم شفتيه بتفكير مُصدراً همهمة خافته قبل أن يُجيبها
" اهتمام سيهون بكِ و مشاعره نحوك تجعلني أشعر بالظلم إذا تمت المساواة بينه و بين شخص آخر"
"لكن البروفيسور يُحبني و أيضاً هو لطالما كان..."
"إذا كان عليكِ الاختيار بين البروفيسور و سيهون من ستختارين؟"
قاطعها بفضول لتعقد حاجبيها بقليل من الانزعاج
"بيكهيون، هل أنت لم تُحب البروفيسور؟ "
ابتلع ريقه و ضم شفتيه حين أوشك علي الإجابة بصراحه لكن عبوسها الذي رآه ينمو علي شفتيها جعله يلتزم الصمت
"لا.. لكنني كما قُلت، أنا فقط شعرت بالظلم حين رأيتك تتعاملين معه براحة و لطف علي عكس تعاملك مع سيهون بالرغم من أنني أري سيهون يتعامل معكِ بصورة أفضل و كذلك هو لا يراكِ سوي طفلته التي يجب عليه حمايتها و هذا بدون مقابل لأن سوشيل لم تقبل به أو حتي تُعطه فرصه و هذا يجعلني أري أن مشاعره نحوك حقيقيه و بدون مقابل بينما البروفيسور... "
هو توقف يلتقط أنفاسه بينما يُراقب ارتخاء عبوسها و ابتسامة خفيفه بدأت تنمو علي شفتيها ليتنهد براحه
" بينما البروفيسور إنه بعمر والدك كما أنه رجل لم يحظي بطفل طوال حياته و حين أوشك علي الحصول علي طفل هو فقده و فقد زوجته لذا مشاعره نحوك طبيعيه و ربما يتعامل مع الجميع هكذا..."
'اوه' خافته صدرت عن هيبا ليُبلل بيكهيون شفتيه و حرك يده علي طول ظهرها حتي استقرت أسفل شعرها يُداعب أطرافه
" لم أنظر للأمر من هذا الجانب مُسبقاً لكنك تجعلني أشعر بالغرابة نحو سيهون فجأة "
" آسف لم أقصد هذا "
زفر بضيق فهزت هيبا رأسها بالنفي سريعاً و هي تبتسم بإتساع
"لا، لا... أنا أشعر نحوه بالغرابة لكن.. أ أعني أصبحت أري مشاعره أعمق من ما كنت أراها سابقاً و هذا غريب... هو يبدو و كأنه والدي بالفعل "
قهقهت ببلاهة نهاية حديثها ليومئ بيكهيون سريعاً موافقاً إياها
"أرأيتِ؟! أنا محق"
"لكن، مهلاً لحظه!"
استقامت تبتعد عنه ليعتدل بجلسته. بتأوه خافت هو أخفض نظراته نحو خصره حيث الحرق المتواجد به و براحة تنهد حين رآه يكاد يختفي، لم يعد سوي القليل
" أليس من المفترض أن يكون هذا الحديث عنك و ليس عن سيهون؟"
"أعرف ما يدور بعقلك الوسواس هذا دون الإنصات لأفكارك لذا أوقفيه سريعاً عن سرد السيناريوهات الحزينه"
أشار لها بسبابته بتحذير فضمت شفتيها بإحراج سريعاً و أومأت إليه
هيبا حين تتوصل للاستنتاجات بنفسها تكون دراميه و بلا شك هي فكرت أنه ربما مشاعر بيكهيون ليست عميقه لتلك الدرجه
" أن تتصرفي نحوي و كأنني طفلك أو أن أتصرف نحوك و كأنكِ طفلتي هذا أمر طبيعي و سيكون لطيفاً أن تمر علاقتنا بهكذا لحظات دافئة لكنني سأكون دائماً حبيبك و بالمستقبل زوجك و ليس والدك لذا تصرفاتنا ستظل محصورة بتلك النقطه ... و في الواقع لو أنه شخص آخر لأخبرتك أن تكتفي بي أنا فقط و لأكون أنا كل شيئ بالنسبة لكِ لكن و لأنه سيهون فهذا استثناء... لو أنني أخبرتك بشيئ غير ما قُلته و انجرفت خلف غيرتي حينها هذا لا يعني سوي أنني شخص أناني ولا أحبك بحرماني لكِ من مشاعر و علاقة كالتي تجمعك بسيهون "
رفع حاجبيه و أخفضهما حين انتهي من حديثه ليبتسم بإرتباك حين اكتفت هي بالنظر إليه بشرود دون كلمة
" هل ما قُلته يُزعجك؟ "
" كلماتك بدت عميقه لكن أعتذر، لم أستمع إليها جيداً لأن عقلي توقف عند كلمة زوجك "
قهقهت بإحراج ليقترب منها بيكهيون ناقراً أنفها بخاصته بحركة سريعه و هو يضحك بخفه
"أُحبكِ"
همس لتعقد حاجبيها بإبتسامة ثم ألقت برأسها نحو عنقه تدفنه هناك
" لا تقُلها فجأة"
" سأقولها كلما تأكدت أكثر أنني محظوظ بمُقابلتك هيبا "
" حسناً، حسناً، لقد فهمت لذا توقف عن التحدث"
غمغمت بخجل و دون أن تُبعد رأسها عن عنقه هي رفعت يدها تضرب وجنته بخفه مما جعله يضحك بصخب مُحيطاً جسدها بذراعيه
____________
خطواته الواسعة كانت تضرب الأرض بقوة تُظهر مدي غضبه و حين توقف أمام باب الغُرفة المقصوده طرق علي الباب بعنف إلي أن فُتح الباب فدفع جيبوم نحو الداخل مُحاصراً عُنقه بأنامله
سيهون أغلق باب الغُرفة و بأعين حمراء هو جعل من جيبوم يلتصق بالحائط خلف الباب و قدميه تكاد لا تُلامسان الأرض
"لقد تماديت كثيراً جيبوم، هذه المرة أنت تماديت أكثر من اللازم "
"أوه سيهون و أخيراً توقف عن إدّعاء التلعثم"
هتف بحماس مُزيف فضُرب رأسه ضد الحائط بقوة جعلته يُغلق عينيه حين سحب سيهون رأسه و دفعه نحو الحائط بحركة سريعه
" لماذا أتيت إلي هُنا؟ ألم تكن مُختفياً ؟ لماذا عُدت؟ "
" اتركني "
ببرود ضرب علي كف سيهون التي تقبض علي عُنقه و رغم اختناقه هو لم يترجاه أو يرتجف خوفاً حين رؤية تحول الآخر أمام عينيه
"تباً لك جيبوم"
هسهس بحنق ليدفعه بقوة حتي وقع علي الأرض ببقعة بعيده عنه و بغضب سيهون خطي نحو السرير ليجلس علي طرفه
" كان خطئي منذ البداية أنني وافقت علي أن تعمل معنا..."
بأنفاس مُتسارعه تحدث لينظر بطرف عينيه نحو ذاك المُلقي أرضاً ينظر إلي السقف بشرود كشخص فقد عقله
" لقد بدوت لي شخصاً ضعيفاً لكن لم أظنك حقيراً لهذه الدرجه"
"يجب عليك أن تفهمني"
همس بخفوت و حينها ارتفعت زوايا شفتي سيهون بسخرية
" كنت أساعدكم حقاً... لكنه وعدني بأنه سيُعيد إلي والدتي"
سيهون بنفاذ صبر اندفع نحوه يجلس علي ركبتيه بجانبه و بعنف هو سحب ياقته حتي ارتفع جذع جيبوم عن الأرض و أنفه يكاد يلتصق بأنف ذاك الغاضب
" هي لن تعود، من يموت لا يعود جيبوم، و والدتك لن تعود بأي طريقة كانت، و أقسم حتي و إن حدثت مُعجزة و أعدتها إلي الحياة سأقتلها أمام عيناك... سأجعلك تتعذب من جديد كما تسببت بعذاب الآخرين، سأجعلك تُجرب شعوراً أسوأ مما عانيت حين رؤيتي موت والدتي علي يد والدي الذي ساهمت في تحويله إلي وحش "
تركه ليرتطم رأسه بالأرض و مرة أخري جيبوم عاد ينظر إلي السقف بشرود و دموعه عالقة بحواف عينيه
" ادعي كثيراً أن لا تعود والدتك إلي الحياة بأي طريقة جيبوم لأنني لا أمزح فيما أقول "
أشار إليه بتحذير ليخرج من الغُرفة صافعاً الباب بقوة خلفه
" يا إلهي، لقد نسيت أمرهم"
تنهد ضارباً جبينه بيأس ليُغير اتجاهه بدلاً من الصعود إلي الأعلي هو اتجه إلي الأسفل حيث ترك أعضاء المنظمة
~أعتذر علي التأخير ~
نبس بمجرد دخوله و جميعهم التفتوا نحوه لتعقد دوريان حاجبيها و اقتربت منه حتي توقفت أمامه مُتسائلة
~ما الذي حدث؟ لم عقدوا اجتماعاً بين السكان؟ هل هناك خطب ما؟ ~
أمالت برأسها قليلاً و البقية كذلك التفتوا نحو سيهون بفضول فجميعهم بدون استثناء كانوا قلقين منذ أن حضر أحد السكان و طلب حضوره مع سوشيل بسبب عقد اجتماع طارئ بين السكان
و وجود اجتماع كان أمراً مُخيفاً بالنسبة إلي الآخرين كونهم يعرفون بحقيقة سيهون
~ هذا... ~
حرك عينيه في الأرجاء كي يُجيبها لكنه سرعان ما التزم الصمت و هو يتلفت بينهم برعب
~أين كريستوفر؟ ~
~ااه.. ~
رفعت دوريان حاجبيها و هي تتبادل النظرات بين الآخرين ثم ابتسمت ببلاهة قائلة
~كريستوفر درامي بعض الشيئ لذا حين ذكرت إليزابيث انه ربما السكان علموا بأمر تحولك أو وجود متحولين معك بنفس الغرفة لذا عقدوا ذاك الإجتماع و... حسناً كريستوفر خرج ركضاً ليبحث عنك لأنه كان قلقاً ~
~خرج إلي أين؟ ~
صرخ بفزع فجفلت دوريان من صوته العالي و رفعت كتفيها بعدم معرفه
~هو قال أنه سيبحث عنك، لكن يبدو أنه أضاعك كونك هنا و هو لم يعد بعد ~
"يا إلهي"
هسهس بضيق ليسحب شعره إلي الخلف بتوتر
~هل يمكنكم العودة إلي غُرفكم؟ دعونا نُنهي العمل إلي هنا اليوم ~
ركض مُغادراً تلك الغُرفة فأشارت دوريان إلي البقية بالمُغادره لتلحق بسيهون سريعاً
~ما الذي يحدث؟ لماذا أنت قلق هكذا؟ ~
حاولت اللحاق به و هي تلتقط أنفاسها بصعوبه لكنه كان يسبقها بخطوات طويله بسبب فارق الطول بينهما.. الفارق الملحوظ بينهما
~ شخص ما حرر الزومبي و يُمكنك تخيل ما حدث ~
أجابها علي عجل لتعقد حاجبيها و بسرعة هي ركضت لتسحبه من ذراعه هامسة بخوف
~أنت... لا تقصد أن.. كريستوفر بخير أليس كذلك؟ ~
ابتلع ريقه بصعوبة ليدفع يدها بعيداً عن ذراعه بلطف
~أتمني ذلك ~
جسدها أمال بصدمة أوشكت علي فقدان توازنها فأمسك سيهون بكتفيها سريعاً يُساعدها بالإستقامة
~سأبحث عنه لذا اذهبي أنتِ إلي غُرفتك ~
هزت رأسها رافضة بأعين دامعه لتبتعد عنه بعبوس
~كريس بخير... أنا واثقة من ذلك ~
تمتمت بتلعثم لتجر خطواتها بصعوبة تسبق سيهون الذي تنهد ليلحق بها بهدوء
بدون وجهة معينه أو معرفة بأين يبدآن... هما فقط سارا بأرجاء الفندق بقلق باحثين عن شخص قد يكون لم يعد له وجود
________
"حسناً يبدو أننا سننام الليلة علي الأرض"
'اي ان' همس بقهقهة طفولية حين دخل جميعهم الغُرفة ليجدوا بيكهيون غارقاً بالنوم و بين ذراعيه هيبا، الأخري لم تكن مُستيقظه كذلك
" يُمكن لتشانسوك أن تنام بجانب هيبا"
سوشيل همست بخفوت و هي تُشير إلي جانب هيبا حيث يتواجد مساحة تكفي شخصين رُبما كونها هي وبيكهيون ينامان علي جانب واحد من السرير الواسع
" و 'اي ان' يُمكنه النوم بجانب تشانيول لـ.."
"لكن رائحتي ستُزعج نومه"
'اي ان' نبس بإحراج لتضم سوشيل شفتيها سريعاً حين أدركت ذلك
" 'اي ان' لينام هو علي السرير كي يكون مُرتاحاً أثناء نومه... تشانسوك يُمكنها النوم بجانبي"
تشانيول تحدث بهدوء يدّعي اللامبالاة و عدم اهتمامه بمن سينام بجانبه لكنه لم يكن ليكذب علي نفسه و قلبه الذي ينبض بعنف لمجرد التخيل أنها غارقة بالنوم بين ذراعيه دون أن تكون مريضة أو مجروحة جسدياً أو حتي نفسياً
" لا أُمانع"
مُقلّدة نبرته الباردة تحدثت تشانسوك لتسير نحو فراشه المتواجد أرضاً و تمددت فوقه بينما عينيه ترمقانها بجانبيه
"سأنتظر أنا مجيئ سيهون، و يمكنني النوم بمكان بيكهيون الليلة"
تشانيول أعاد نظراته إلي سوشيل و أصدر همهمة خافته و هو يخطف النظر نحو وجنتها التي لم تبدو بخير
"سأبقي معكِ حتي عودته"
"ليس هناك داعٍ... أيضاً أنا أرغب بالبقاء وحدي لبعض الوقت"
أومأ بتفهم ليستدير بجسده مُتجهاً حيث تنام تشانسوك بمجرد أن خرجت سوشيل من الغُرفه
'اي ان' سحب وسادة يضعها حاجزاً بينه و بين هيبا كي لا يتجاوزه فتُضايق رائحته بيكهيون و تُقلق نومه
بينما تشانسوك كانت تحتل فراش تشانيول و هي تفرد ذراعيها و كذلك قدميها علي كلا جانبيها تتعمد بذلك إزعاجه
"تشانسوك، تحركي قليلاً"
جلس القُرفصاء بجانبها يهمس بإبتسامة لكنها اكتفت برفع كتفيها و خفضهما عدة مرات رافضة ذلك و أعينها المُغلقة هي لم تفتحها لتنظر نحو ذاك الذي تنهد بإرهاق
"تشانسوك تحركي"
"لا، إذا كنت تتعامل مع جميع النساء بحميمية و أنا لا فأنا أيضاً لن أتعامل معك جيداً بعد الآن"
رفع حاجبيه بتفاجؤ من نبرتها الحاده الناتجة عن غيرتها و بعدم فهم هو نكز كتفها لتُحركه سريعاً كي يبتعد عنها
"مع من تصرفت بحميمية؟ هل فقدتي عقلك؟ "
قهقه بصدمة نهاية حديثه فـ استقامت بجذعها لتجلس مُقابلة له بعقدة بين حاجبيها عاقدة ذراعيها إلي صدرها و قدميها تشابكتا سوياً فاتسعت ابتسامته جاعلاً من غضبها يتفاقم
"سوشيل... هل رأيت كيف كنت تتعامل معها؟"
"مهلاً ماذا؟ "
صاح بصدمة ليلتفت برأسه ينظر حيث أولئك النائمون يتأكد من كونه لم يتسبب في استيقاظهم ثم أعاد نظراته إليها
"تشعرين بالغيرة من سوشيل؟ تمزحين أليس كذلك؟"
اومأت بعبوس فقهقه بعدم تصديق
" أشعر بالغيرة لأنك تستطيع أن تكون لطيفاً مع الجميع دون مُقابل بينما تعاملك الجيد معي كان له مُقابل... مُقابل يجعلني عاجزة عن إدراك مدي كُرهك لتواجدي حولك"
أخفضت عينيها بإنكسار و بأعين لامعة هي استدارت بينما تُمدد جسدها لتلتصق بالحائط تُعطيه ظهرها تاركة له جزء كبير من الفراش كي ينام هناك
" تشانسوك "
همس محاولاً لفت انتباهها و للآن هو لم يستوعب ما بها أو حتي إن كانت مُنزعجة بجديه أم فقط تمزح معه
لكن حين طال صمتها هو أدرك أن تشانسوك تتألم بحق
رفع كتفيه بعدم اهتمام ليتمدد بجانبها يجعل من ظهره مُقابلاً لخاصتها ثم أغلق عينيه كي ينام
"أنا لا أكره تواجدك حولي "
همس بخفوت حين ملّ من لعب دور البارد فـ تشانسوك لم تكن لتلتفت إليه خاصة بعد أن مرت دقائق طويلة عليهم بصمت
تشانيول استدار بجسده ينظر إلي ظهر تلك النائمة بشرود، و بتردد هو رفع ذراعه ليجعله يلتف حول خصر تشانسوك دافعاً جسدها نحوه فعادت تزحف نحو الحائط بعبوس مُبتعدة عنه
"هل أنتِ غاضبة حقاً؟"
لم تُجيبه ليعقد حاجبيه ثم عاد يسحبها مرة أخرى مُقيّداً جسدها بذراعيه مما جعلها غير قادرة عن الإبتعاد عنه مرة أخرى فالتفتت إليه تنظر إليه بعقدة بين حاجبيه هامسه
"اتركني أو سأترك الجناح بأكمله لأجد مكاناً آخر كي أنام به"
"لقد وعدت سابقاً بحمايتك لذا حيث تذهبين سألتصق بكِ.. للأسف مُضطر إلي ذلك"
ضم شفتيه بخط مُستقيم يدّعي الحُزن فضربت أنفه بخاصتها بقليل من القوة جاعلة من رأسه يرتد إلي الخلف بحركة بسيطه
" هل بنظرك أنا شخص مُزعج؟ "
" لا يُمكنني النوم لذا هلا ساعدتني بذلك؟ "
رمش ببراءة يتجاهل الرد عليها و حين أوشكت علي الرفض هو دفع بجسده نحوها مُحتضناً خصرها بلطف ليدفن رأسه بعُنقها فحاولت دفعه لكنه تشبث بها
" كيف لـِصَخبِه أن يكون مُريحاً هكذا؟"
همس قاصداً بذلك قلبها النابض أسفل ذقنه الذي يستقر أعلي يسار صدرها ليقشعر جسدها حين شعورها بشفتيه تتحركان ضد عُنقها مع كل حرف ينطق به
" أحياناً يكون الشيئ مُزعجاً بصورة مُريحه"
إجابة سؤالها مُتأخرة و مُلتوية لكنها جعلت من غضبها يتلاشي بلحظات و بدلاً منه ابتسامة رقيقه احتلت شفتيها لتُحيط كتفيه بذراعيها بينما إحدي كفيها ارتفعت تُداعب رأسه من الخلف تُساعده بالنوم كما طلب فكانت لحظات حتي استقرت أنفاسه و صوت شخير خافت فقط ما يخرج من شفتيه
و بالخارج بغرفة المعيشه حيث تجلس سوشيل تضم قدميها إلي صدرها بجسد يرتجف
هي دفنت وجهها بقدميها و عينيها فقط ما تظهران منه حيث كانتا ترمقان الأرض بشرود وبكاء صامت
سيهون حين أزعج جوهيون بقوله أنهما معاً كان الأمر لا يزال مُجرَدُ كذبه لكنها جعلت من جوهيون يشتعل غضباً للدرجة التي تجعله يعود لها بالرغم من هروبه منذ دقائق فقط خوفاً من ذاك الزومبي
لكن ما لم تُدركه سوشيل بعد هو أن مشاعر جوهيون نحوها عميقه كما مشاعر سيهون لكن أحدهما لطيف بإظهار مشاعره حتي و إن قست تصرفاته عليها أحياناً لكن الآخر كان أنانياً، و غداً و قاسياً بصورة مُهينه و لازال
هدوء جوهيون سابقاً كان لأنها ليست مع سيهون و لأنه يظن أن مشاعرها نحوه هي ما تمنعها من أن تكون مع شخص آخر لكن الآن... هو لن يسمح بأن تكون لغيره و خاصة سيهون
__________
منذ ساعات و سيهون يتجول مع دوريان بأنحاء الفُندق باحثاً عن كريستوفر المفقود إلي أن فقدا الأمل بإيجاده
لقد خرج مباشرةً بعد سيهون لذا أن يكون قد نجا من تلك الكائنات لهي مُعجزة
غُرفة المُراقبة كانت مُغلقه و رغم طرقهم الباب لمدة طويله إلا أن أحداً لم يفتح حتي تنهدا بضيق ليكتفيا بالبحث بنفسيهما
~اقترب شروق الشمس.. نحن نبحث منذ ساعات و بلا شك أنتِ مُتعبة لذا عودي إلي غُرفتك و أنا... ~
~لن أنام قبل أن أطمئن عليه ~
قاطعت حديثه بصرامة لتمسح علي وجهها بعشوائية بينما تتلفت حول نفسها باحثة عن صديقها المُقرب
~دوريان.. ~
التفتا نحو مصدر الصوت ليتنهد كريستوفر براحه ثم ركض نحوها حتي وقف أمامها قائلاً من بين أنفاسه
~يا إلهي و أخيراً وجدتك.. ظننت أن مكروهاً قد أصابك ~
~كريس ~
انتحبت باكية لتحتضن خصره بقوة فارتد جسده إلي الخلف قليلاً و بعدم استيعاب هو أحاطها بذراعيه بينما ينظر نحو سيهون
~أين كنتما حتي هذا الوقت؟ ~
سأل بحاجبين مرفوعين فتنهد سيهون براحه
~كنا نبحث عنك... ظننا أن مكروهاً أصابك ~
~ااه يا إلهي كدت أفقد حياتي... انظر ~
أشار نحو عُنقه فعقد سيهون حاجبيه حين رأي كدمة واضحة هناك
~ ماذا حدث لك؟ ~
دوريان صاحت بفزع و هي تُبعد يديها عن خصره لتتلمس تلك الكدمة بحذر فتأوه هو بخفوت
~لا أعلم... كنت ألحق بـسيهون و سوشيل فقط لأطمئن أن الأمور علي ما يُرام لكن شخص ما دفعني فجأة و اعتلاني علي الأرض، رأيت شريط حياتي يمر أمام عيناي حين التقت نظراتي مع تلك الأعين الزرقاء المُخيفه و محاولات ذاك الكائن المُستميته في قتلي لكن لحسن حظي أنقذني أحد الحُراس و سحبني نحو المطبخ لنختبئ هناك حيث كان يختبئ الطاهي و مجموعة من السُكان ~
سرد ما حدث بهدوء ليقشعر جسده حين تذكر تلك اللحظات البطيئة التي مرت عليه و هو يظن أنه سيلفظ أنفاسه الأخيره بعد لحظات
~ نحن نبحث عنك منذ ساعات... هل كنت بالمطبخ طوال الوقت؟ ~
سيهون تسائل بعدم تصديق فـ نفي كريستوفر يهز رأسه إلي الجانبين و بإبتسامة رفع يده يمسح علي شعر دوريان بلطف كي تهدأ
~ خرجت منذ 3 ساعات تقريباً بعدما اتصل شخص ما بالحارس و أخبره أنه تم التخلص من الزومبي لكن يبدو أن شخصاً ما تأذي أثناء الهجوم فهو كان يبحث عن طبيب بإستماتة حين قابلته قريباً من غُرفتي و ذهبت معه إلي غُرفته ... لديه كسور بأضلاعه لذا بقدر الإمكان حاولت مُساعدته فهو يحتاج إلي مشفي... بجدية حالته سيئة ~
سيهون همهم بتفهم و التفت كلاهما بعدها إلي دوريان
~ذهبت إلي غُرفتكِ لكن إليزابيث قالت أنكِ لم تعودي منذ خرجتي مع سيهون لذا كنت قلقاً خاصة و أنني لم أجدكما بالمُختبر ~
~ من الجيد أنك بخير، احظيا بالراحة و لا تستعجلا بالذهاب إلي المُختبر صباحاً فكلاكما يحتاج إلي الراحة ~
سيهون نبس بهدوء ليتلقي همهمات موافقة من الواقفين أمامه ليخطو نحو السلالم لكنه سرعان ما عاد خطواته اليهما ليعقد كريستوفر حاجبيه بإستغراب
~هناك خطب ما؟ ~
~أتعلمان؟... لا بأس بالحصول علي يومين راحه، أخبرا باقي الفريق أننا لن نعمل ليومين ~
بنهاية حديثه هو أومأ برأسه موافقاً كلماته فإذا كان عملهم لا يُشكّل فارقاً بالنسبة إلي السُكان فليس هناك داعٍ لإرهاق أنفسهم و كأنهم آلات غير بشريه
مرر البطاقة بمكانها ليُفتح الباب و بجفون تحترق بنعاس هو دخل يجر أقدامه خلفه بتعب... يوم طويل مليئ بالأحداث
الكثير من الأحداث التي لا يكفيها عاماً للحدوث
عقد حاجبيه بقلق حين رأي سوشيل تجلس بوضعية غير مُريحه حيث تضم ساقيها إلي صدرها و رأسها مُستقر فوقهما لتغفو دون وعي بتلك الوضعيه فاقترب ليجلس علي الأريكة أمامها
"سوشيل"
همس بخفوت ليميل برأسه قليلاً و حيث وجنتها المُتورمه و عينيها الحمراء هو مرر أنامله عليهما بلطف
"سوشيل"
أمسك وجهها بين كفيه حين تأوهت بألم تُفرق بين جفونها ليجعلها تنظر إليه بأعين ناعسة و ملامح عابسه
"أنتَ بخير سيهون ؟"
احتضنت يديه علي وجنتيها سريعاً حين أدركت أنه هو مُتسائلة بقلق فأومأ إليها بإستغراب
"لم أنتِ نائمة هنا؟"
"كنت أنتظر عودتك.. لكنك تأخرت "
تثاءبت بنعاس ليُجعد أنفه و هو يمسح علي وجنتها بلطف بعدما أبعدت يديها عن خاصتيه
"كريستوفر كان مفقوداً لذا كنا نبحث عنه"
"هل هو بخير؟"
رفعت حاجبيها بتساؤل ليومئ هو و عينيه لم تبتعدا عن وجنتها
" حصل علي كدمة بعنقه، فهو تعرض للهجوم من قِبل الزومبي لكن أحد رجال الأمن أنقذه لحسن الحظ"
"ااه، هذا جيد"
تنهدت براحه فحرك عينيه نحو خاصتيها ثم أعادهما نحو وجنتها مرة أخرى
"ماذا حدث لوجنتك؟ إنها متورمه"
انتصب ظهرها بذعر و بتلقائية هي دفعت يده جاعلة من حاجبيه يقتربان من بعضهما بإستغراب لردة فعلها
" لقـ.. لقد اصطدمت... بالباب "
ابتسمت ختاماً لحديثها المُتلعثم فأومأ بتفهم و أعاد يده نحو وجنتها يمسح عليها برقه
"انتبهي لنفسك سوشيل...تبدو سيئه، هل تؤلمك؟"
همهمت بعبوس و اقتربت منه لتحتضن خصره مُتكئة برأسها علي صدره
"أخبرت كريستوفر و دوريان أننا سنحصل علي يومين إجازة... لقد مللت العمل و لم أعد قادراً علي فعل شيئ، بجديه أريد التوقف"
"أنا أيضاً... لم يعد بإمكاني التحمل أكثر من ذلك "
غمغمت بصوتٍ مُختنق ليتنهد هو و أحاط جسدها بذراعيه هامساً
" سوف أستحم أولاً... يُمكنك النوم "
" سأنتظرك "
قاطعته و هي تبتعد عنه فأومأ ثم قبّل جبينها قبل أن يسير نحو غرفة النوم ليُحضر ثياباً مريحة لنفسه و بعدها اتجه إلي الحمام تحت نظرات سوشيل التي تنظر إليه بأعين لامعه
جوهيون مازال يشغل حيزاً من تفكيرها، لأنها و بدون قصد ستتسبب بالمشاكل لسيهون و هي تعرف ذلك
لقد وضعته بخطر حين قبلت مشاعره و أفصحت بذلك بجرأة أمام زوجها السابق و الذي يُمكنها تخيل إلي أين قد تتمادي تصرفاته
انتفض جسدها بخفه حين شعرت بيد تسحب ذراعها بلطف حتي وقفت من مكانها مُقابلة إلي سيهون الذي ابتسم بخفة يجرها معه نحو الأريكة الكبيره
استلقي عليها و بجانبه هي تمددت تدفن جسدها بين ذراعيه و رأسها استقر حيث الفراغ بعنقه ليحتضنها هو الآخر بذراعيه يتنهد براحة و بنعاس أغلق عينيه لينام دون أن يتحدث أي منهما بحرف آخر فلا طاقة لهما بالحديث أكثر من ذلك
______________
ظهيرة اليوم التالي حين استيقظ الجميع عدا سيهون و سوشيل الغارقين بالنوم بتعب
الآخرين كانوا يقفون أمام غُرفة النوم من الخارج ليرفع بيكهيون حاجبيه و التفت ينظر إلي تشانيول هامساً
"هل نُدخلهم إلي الغُرفه؟ يبدوان مُتعبين و السرير أكثر راحة من الأريكة"
"لا، دعنا لا نُقلق نومهما"
تشانيول نفي ليشير إليهم بالعودة إلي الغُرفة كي لا يُزعجوا النائمين بالخارج و بحذر هم أغلقوا باب الغُرفة
تشانيول جلس حيث فراشه ليجلس بجانبه 'اي ان' مُحتضناً خصره بينما ذراع تشانيول تُحيط كتفه
أعلي السرير كانت تجلس تشانسوك تنظر نحو هيبا بإستغراب
و هيبا كانت تجلس علي الأرضية أمام السرير بجانب بيكهيون حيث يحتضن كتفها و رأسها يتكئ علي صدره
" بيكهيون"
تشانيول أشار بعينيه نحو هيبا ليتنهد بيكهيون و أغلق عينيه يهز رأسه إلي الجانبين بخفه
فـ تشانيول قلق من أن يتحول بسبب رائحتها القريبة منه، بينما بيكهيون لم يعد قادراً علي استنشاق رائحتها التي تُفقده صوابه كلما اقترب منها
و هذا مع الوقت كان يُصبح أكثر إخافة و بعيد كل البُعد عن الراحة
تشانسوك أمالت بحركة سريعه تضع قُبلة علي رأس هيبا فحركت هيبا رأسها قليلاً حتي استندت بذقنها علي كتف بيكهيون لتري صديقتها التي تجلس بالخلف و بإبتسامة باهته هي نظرت إليها لتقترب منها تشانسوك مرة أخرى تُقبّل جبينها و معها أغلقت هيبا عينيها
" تبدين... مريضة ربما"
تشانسوك همست ليُحرك بيكهيون رأسه قليلاً كي يري هيبا التي نفت برأسها سريعاً تُجيبها بهمس خافت
" أنا فقط لم أحظي بنومٍ كافٍ"
أعادت رأسها مرة أخرى علي صدر بيكهيون ليرفع يده نحو وجنتها مُداعباً إياها
" هل رأيت سوشيل كيف تحتضن سيهون؟ "
همست بسعادة لم تستطع كبحها فـ ضحك بيكهيون بخفه
"و البارحة سيهون قال أنهما معاً، هو لم يكن يُزعج جوهيون فقط أليس كذلك؟ "
تسائلت نهاية حديثها و هي ترفع رأسها نحو بيكهيون تنظر إليه فـ نقر أنفها بقبلة سريعه
"ربما"
ابتسمت لتُغلق عينيها و بعدم راحة تشانسوك كانت تُراقبها غافلة عن تلك الأعين التي لم تنزاح عنها للحظة و بقلب صاخب هو كان يصدر تنهيدات خافته من حين لآخر مُرهقاً من قلبه المُتمرد
تأوه مكتوم صدر عن هيبا و هي تضغط بيدها علي ثياب بيكهيون المُتشبثة بها و معها قلبه انقبض بخوف ليضيق عناقه حول جسدها و بيده دون أن يُلاحظه أحدهم هو دفع رأسها إلي أعلي قليلاً و هو يميل بجسده نحوها جاعلاً من رأسها يختبئ بعُنقه كي لا يري البقية ملامحها المُنكمشة بألم
"بيكهيون"
همست بخفوت ليُهمهم إليها فـ التزمت الصمت ليتنهد هو هامساً
"هل أميل برأسي نحوك؟"
أومأت برأسها بخفه ليُعطيها انتباهه حين فهم ما تُريد
' لم أعد قادره علي تحمل الألم'
صوت أفكارها تلاه يدها التي ارتفعت نحو صدره تضغط عليه بخفة جعلت منه يبتلع ريقه بصعوبه
' هل يُمكنك إقناعهم بمُغادرتنا إلي غُرفة أخري؟ لم يعد بإمكاني إخفاء تعبي عنهم'
"سأحاول"
همس بخفوت وهو يميل نحو جبينها مُقبلاً إياه كي لا يلفت انتباههم لحديثه الخافت و لِجُؤها إلي استخدام أفكارها بدلاً من شفاهها لإيصال حديثها إليه
الصمت حل علي المكان بعدها لساعات طويله حيث شخصين نائمين بتعب و الآخرين اكتفوا بنظرات منها الهائمة و منها القلقه حتي فُتح باب الغُرفة لتظهر من خلفه سوشيل
"لم تجلسون هكذا؟"
التفتوا نحوها الثلاثة المُستيقظين هنا ليبتسم بيكهيون بخفة قائلاً
"بدوتما مُرهقين لذا لم نرغب بإزعاجكما"
"ماذا عنك؟ هل أصبحت بخير؟"
اقتربت منه تتسائل بإهتمام فهمهم إليها هو بالإيجاب
"هيبا نائمه"
تمتمت بصوت غير مسموع حين رؤية هيبا نائمة ثم تنهدت لتقترب من خزانة الملابس تُخرج ثياباً منزلية مُريحه لأجلها
"هل ستُغادران الآن؟ "
" لا، سيهون قرر أن نحصل علي يومين اجازة لنرتاح "
أجابت تساؤل تشانيول بهدوء من ثم خرجت من الغُرفة ليلحق بها البقية كذلك 'اي ان' الذي استيقظ أثناء إخراجها لثيابها
فقط بقي بالداخل بيكهيون مع هيبا
هو كان ينتظر خروج البقية و بمجرد أن فعلوا، وضع كفه أسفل رأسها ليسنده حتي استقام بوقفته و بين ذراعيه حملها بحذر ليضعها علي السرير و سحب الغطاء فوقها من ثم جلس بجانبها يمسح علي شعرها و وجنتها بلطف
جسدها يُصبح ضعيفاً بصورة ملحوظة و خاصة بالنسبة إلي بيكهيون الذي لم تُخفي عنه حالتها
يُصبح أضعف من جسد 'اي ان' نفسه
"بيكهيون"
التفت حيث تشانيول الذي دخل الغُرفة مع سيهون ليستقيم من مكانه بقلق حين رؤية عقدة حاجبي سيهون و هو يقترب من هيبا بخطوات سريعة لمح بها الذُعر فتنهد بضيق
سيهون رمقه بنظرة حذره و هو يميل برأسه نحو هيبا النائمه و حين اقترب من عُنقها كثيراً هو سحب نفساً عميقاً يستنشق قدراً كافياً من رائحتها
ربما بيكهيون يمكنه ملاحظة الأمر بصورة أسرع منهم خاصة و أن رائحة هيبا كانت تثيره لأقل نسبة تستقبلها رئتيه لكن تشانيول و سيهون كانا قادرين علي إدراك وجود خطب حين إعطاء الأمر أهمية أو الاقتراب منها بمسافة جيده
"رائحة دمائها.."
To be continued...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top