27

Start

"أتظنون أنه فتي سيارة الأجرة؟"

الرجل ذو الشعر الغُرابي تسائل و هو ينظر نحو الأرض بشرود غير قادر علي نسيان ذاك المنظر الغريب الذي رآه

كيف كانوا يطيرون في الهواء بسلاسة ليختفوا من أمامهم و بوقت قصير لم يكن بإمكانهم رؤية تلك الأجساد المُحلّقة بالهواء

مجموعة منهم كانوا يلتفون حول طاولة مُهترئة بمنزل قد دمرته الانفجارات التي تسببوا بها و يترأس تلك الطاولة سونغ هو الذي ينظر في الفراغ بعقل شارد

" لا يوجد تفسير سوي هذا فهو الوحيد الذي حصل علي مصل يحتوي علي تركيبة مُميزة... إنها التركيبة الوحيده التي استخدم بها الرئيس شيئاً غير علمي و لجأ إلي الخُرافات"

أحد المتواجدين علّق علي الأمر بتفكير ليلتفتوا بعدها جميعاً نحو سونغ هو الذي لم يتحدث حتي الآن يكتفي بالإستماع إليهم

" يبدو أنني مُضطر لتجربة تلك التركيبة مرة أخرى "

بأسف مُصطنع سونغ هو تحدث ليبتسم بجانبية و بعدها سار نحو الداخل حيث الغرفة الوحيده بذلك المكان المهجور التي تصلح إلي الإستخدام... و ما كانت سوي المختبر الذي نقله من قبو منزل البروفيسور إلي هذا المكان

__________________

في غرفة المعيشه حيث تجلس تشانسوك بجانب تشانيول يتوسطهما الصغير 'اي ان'

و يُقابلهما بيكهيون الذي بدا شارداً فـ هيبا دخلت غرفة النوم منذ مدة و أوصدتها من الداخل و منذ ذلك الوقت و هي لم تخرج بعد

" تعال إلي هنا"

تشانيول همس و هو يسحب الصغير نحوه بينما عينيه تنظران نحو خصر تشانسوك بإهتمام خشية أن يرتطم الصغير بجرحها دون قصد، و بطواعية التصق به 'اي ان' ليُلقي برأسه بتعب علي صدره

"تريد أن تنام؟"

هز رأسه بالنفي كإجابة علي تشانيول ثم مد ذراعيه يحتضن خصر الأطول كي يرتاح أكثر بوضعيته في حين رفع تشانيول كفه يمسح بها علي رأس الصغير تحت نظرات تشانسوك التي تبتسم بخفه

بيكهيون تنهد بضيق و هو يميل برأسه يستمع إلي أفكار هيبا بعدما تمكن منه التوتر

'هذا مؤلم'

عقد حاجبيه بإستغراب و سريعاً هو وقف من مكانه يخطو نحو الغُرفة ليطرق الباب بقلق جاذباً بذلك انتباه البقية

"هيبا، افتحي الباب"

"ما الأمر بيكهيون؟"

تشانسوك هي الأخري سألت بقلق ليلتفت نحوها يتبادل النظرات بينها و بين تشانيول الذي عقد حاجبيه

"ااه... لا شيئ ،أنا فقط أريد أن أتحدث معها"

قهقه بإحراج مُزيف و استدار مرة أخرى نحو الباب حين فُتح

هيبا صنعت شِقاً صغيراً تنظر إلي بيكهيون من خلاله ليميل برأسه قليلاً كي يراها و بإبتسامة لطيفه هو تسائل

"لم تجلسين وحدك؟"

أخرجت رأسها قليلاً تنظر نحو تشانسوك و ابتسمت لها كي تُطمئنها ثم رفعت عينيها نحو بيكهيون الذي يقف أمامها

"أردت البقاء مع سندريلا وحدي"

كانت كاذبة و هو مُدرك لذلك سواء بسبب ما سمعه بأفكارها أو ملامحها الباهتة تلك مع لمعة عينيها التي توحي برغبتها في البكاء

"إذاً هل يُمكنني الانضمام الآن؟"

تحركت مع الباب و هي تفتحه سامحة له بالدخول ليُغلق الباب خلفه بعد دخوله و استند عليه بظهره

" أنتِ بخير؟"

اومأت بإبتسامة مُصطنعه لكن سرعان ما غلبها عبوسها الذي ظهر علي شفتيها لتهز رأسها إلي الجانبين

"لا أعلم... أنا حقاً...لا أعلم "

اقتربت منه بخطوات ثقيله و بدوره قد مد ذراعيه نحوها يستقبلها بينهما إلي أن استقرت رأسها ضد صدره فتنهدت بتعب

"جسدي... إنه مُتخدّر و لا أعلم إذا كنت أشعر بالألم أم لا... أمتلك شعوراً كريهاً و مُزعجاً"

بعدم فهم عقد حاجبيه ليشد الخناق حول جسدها بينما يميل به يميناً و يساراً بهدوء

"ربما هذا بسبب نفسيتك... أعني قد تكوني مُنزعجة من تواجدنا بهذه الغرفة و هذا الفندق لوقت طويل دون رؤية الطبيعه و استنشاق هواءً نقياً... هذا يحدث أحياناً "

همس بلطف و هو يمسح علي رأسها من الخلف محاولاً تهدئتها لكنه بكلماته تلك لم يكن مُقتنعاً لأن بيكهيون هو الآخر يمتلك مشاعر غريبه نحو هيبا منذ فتره

مشاعر لا يُمكن وصفها

" بيكهيون "

همست لتتشبث بثيابه من الخلف مُغلقة عينيها بقوة

" لا تُخبر أحداً... لا أريد أن تقلق سوشيل أو تشانسوك... كذلك 'اي ان'.. لن تُخبرهم ،أليس كذلك؟"

همهم بتفهم و أمال يُقبل جانب رأسها

"لن أُخبرهم لا تقلقي"

تحرك و هو يحتضن جسدها ليقترب من السرير ثم ساعدها بالتمدد عليه

"ارتاحي قليلاً حبيبتي"

همس بإبتسامة خفيفه وعلي ركبتيه جلس علي الأرض بجانبها بينما يمسح علي رأسها و وجنتها بُـ رقة بالغه

هو حاول السيطرة علي عقدة حاجبيه كي لا تشعر هيبا بوجود خطب به

لكن هو بالفعل لم يكن بخير... هو قلق و خائف لأنه كلما تعلق الأمر بـ هيبا سيبدأ عقله بكتابة سيناريوهات مُخيفه لن يتحملها بيكهيون

___________

سيهون pov

بغرفة البروفيسور حيث يتمدد علي السرير خاصته، كنت أجلس علي كُرسي بجانب السرير و علي الجانب الآخر تُقابلني سوشيل

اليوم هو موعد الإجتماع الذي سنعقده مع مسؤولي منظمة الصحه العالميه

أعلم أنه اجتماع ليس له داعٍ لكن كشف الأوراق أمام البروفيسور ستجعله يكشف نفسه بنفسه

و حين يكشف نفسه قد تسنح لنا الفرصة لإيجاد حل لهذه الكارثة... علي الأقل الحد منها حتي نحلها بأنفسنا

سوشيل كانت تنظر لي بين الحين و الآخر تُحرك شفتيها بسؤال غير مسموع

"ما الخطب؟"

فأهز رأسي بلا شيئ لأنني مُدرك أن سبب سؤالها هو عدم تفاعلي مع حديثها هي و البروفيسور و نظراتي نحو الأكبر المُمدد علي السرير

لكن ماذا أفعل؟!

لم يعد بإمكاني السيطرة علي تصرفاتي لأنني لم أعد أراه كما السابق

نظراته الدافئة نحو سوشيل و هيبا لم أعد أراها سوي نظرات مخيفه و كأنه سيجعلهما ضحايا له... كما أصبح والداي ضحية لهوسه بزوجته

و رغم أنني حُر طليق أبدو و كأنني مُقيد غير قادر علي حماية سوشيل و هيبا، بل أنا مضطر لرؤيتهما تقتربان من الخطر و الذي تجسد لهم في صورة دافئة ودودة

"لا يُمكنك ذلك بروفيسور... يُمكننا أن نُخبرك بالتفاصيل لاحقاً، أليس كذلك سيهون؟"

رفعت عينيها نحوي نهاية سؤالها لتُشير لي بعينيها بحركة سريعه نحو البروفيسور كي أتحدث فتنهدت لأومئ موافقاً إياها رغم أن هذا ليس ما أُريد

"إنها مُحقه... أنت لست بخير في الوقت الحالي و... "

" من المُفترض أنني رئيسكم و يجب أن أكون حاضراً.. هذا لأجل صورتكم أمام الجميع"

قاطعني يُبرر بحجة غير مُقنعه لكنني ادّعيت الإقتناع لأومئ برأسي

"إذاً... أليس من المفترض أن يعرف البروفيسور بالتفاصيل؟... ربما يحتاج إلي النقاش مع باحثي المنظمة و يعلموا بأنه ليس علي اطلاع كامل بالمعلومات "

استقام ظهري سريعاً حين تحدثت سوشيل بما أريده و أخيراً

"ااه... معي أوراق المعلومات، هل ترغب بالإطلاع عليها؟"

اومأ لي بإبتسامة لأمد الأوراق نحوه و بكل هدوء أنا الآخر اختصرت المعلومات التي أرغب بإخباره بها

" ما توصلنا إليه هو أن هناك أشخاصاً خلف ما يحدث و التحول يكون مختلفاً حسب الطريقه التي دخلت بها التركيبة الكيميائيه إلى الجسد... اذا كانت عن طريق الحقن فهذا يستغرق وقتاً حتي تتفاعل مع الدم و حتى تتمكن منه و تكون ثائرة كذلك و هذا الوقت ليس أقل من 17 ساعه... أما إذا كانت العضه مباشرة من الكائن نفسه سواء الزومبي أو مصاص الدماء فـ التحول يستغرق بضعة ثواني حتى يتحول هذا الشخص و يُصبح من نفس فصيلته و هذا لأن تلك الكائنات تستهدف المناطق التي تحتوي على رائحة دماء قويه مثل العنق علي الأغلب و كذلك معصم اليد و هذا نادر لكن ما يهم أن هذا يؤدي إلى سرعة انتشار الوباء بأنحاء الجسد و لأنه يخرج من جسد ذاك الكائن ثائراً بالفعل و أثناء جوعه فهو ينتقل إلى الجسد الآخر ثائراً و لا يحتاج وقتاً للتحول "

التفت نحوي بنظرة مصدومة امتزجت بالخوف فشل في اخفائها عني... لا هو قد فعل

لقد نجح في ادّعاء البرود تجاه الأمر و كأنه لا يعرف شيئاً لكن الخوف و الصدمة لاحظتهما أنا لأنني دققت النظر بوجهه، تصرفاته و ارتجاف مُقلتيه

" الأهم من ذلك أننا علمنا السبب وراء انتشار هذه الكائنات"

ببرود أكملت لأراه يبتلع ريقه بصعوبة ثم همهم يحثني علي الحديث

" هل تتخيل أن السبب لم يكن من أجل لقاح مُعالج أو نتيجة تلوث المصانع الكيميائية؟...إنه شخص مهووس يريد إعادة احياء الموتي"

رفعت حاجباي نهاية حديثي أدّعي الصدمة و حينها هو بحق لم يكن قادراً علي إخفاء اضطراب أنفاسه

" لكن لو أن إعادة احياء الموتي بهذه السهولة أو هو أمر يمكن حدوثه لكان الجميع سعي لإعادة أحبائه إلي الحياة "

رفعت كتفاي أشرح الأمر بهدوء و الكثير من الكلمات كانت عالقة بحلقي لكن اندفاع سوشيل نحو البروفيسور بقلق جعلني ألتزم الصمت لأدّعي قلقي أنا الآخر

"بروفيسور، أنت بخير؟ "

" نعم...نعم ،لا تقلقي "

أجابها ليضغط علي يدي بجانبه بضعف شعرت بأنه مُصطنع فرفعت يدي الأخري أُربت بها علي يده بإبتسامة مُزيفه

"أعتقد... أعتقد أنه لا يمكنني..."

"لا بأس بروفيسور... سنتولي نحن أمر الإجتماع"

قاطعته بهدوء و سوشيل سريعاً أومأت توافقني لنتجه إلي الأسفل حيث سينعقد الإجتماع

حين دخلنا تلك الغُرفة ركض نحوي كريستوفر يسحبني بعيداً عن الآخرين، و حينها زفرت أنا بضيق مُدركاً لما هو علي وشك قوله

~لقد تأكدنا من أنه البروفيسور لكن هذا لا يعني أن التركبية التي تسببت في الانفجار هي العلاج الحقيقي... رجاءً عِدني أنك ستنتظر حتي نجد العلاج سوياً و لن تقوم بفعل متهور... ~

~كريستوفر.. لا تجعلني أندم لأنني أخبرتك ~

قاطعته بهدوء و حاولت ازاحته عن طريقي لكنه تشبث بذراعاي بقوة و بتصرفاته تلك جذب انتباه البعض و منهم سوشيل التي تنظر إلينا بنظرة لم أفهمها

~سيهون أنا لا يُمكنني النوم من الخوف و التفكير خاصة و بعد أن تأكدنا أنه البروفيسور...لا تتهور رجاءً، أعدك سنصل إلي العلاج سوياً لكن يجب أن تعرف أن الجميع يحتاج إليك ~

أومأت أتصنع إبتسامة لأدفعه بعيداً عني كي يبدأ الإجتماع... و طوال فترة الإجتماع كنت أراه هو و سوشيل يرمقاني بنظرات غير مفهومه

نظرة اهتمام و قلق ربما

و لوهلة أنا أوهمت نفسي أن لمعة أعين سوشيل بها حب نحوي لكنني استيقظت سريعاً من أحلامي الورديه

سوشيل لم تكن لي سابقاً و يبدو أنها لن تكون لي... خطتي في إثارة غيرتها فشلت فشلاً ذريعاً لأشعر بمدي سخافة ما فعلته

End pov

____________

بضعة أيام مرت في هدوء... روتين مُتكرر بالنسبة إلي الجميع

سيهون و سوشيل منذ الصباح و حتي قبل منتصف الليل بدقائق يغرقان بالعمل دون جدوي

هيبا اما ستقضي وقتها مع البروفيسور أو ستكون بالجناح الخاص بهم... و يوماً بعد يوم بيكهيون يشعر بالغرابة نحوها أكثر و مشاعره الغريبة تلك يصعب عليه تفسيرها

تشانسوك و تشانيول فقط مُلتصقين طوال الوقت، إما تتغزل به أو هو يهتم بها

بينما الصغير 'اي ان' كان يتنقل بينهم جميعاً و كأنه يحاول صنع لحظات سعيدة معهم قبل رحيله فمهما حاول إظهار أنه بخير لازال لا يمكنه تجاهل شعوره بالتعب و هلاك جسده تدريجياً

"مرحباً!"

تشانسوك بتعجب أجابت على هاتفها حيث يتصل بها رقم دولي غير مُسجل لديها لتلتفت نحوها هيبا سريعاً و كذلك بيكهيون بينما تشانيول كان مشغولاً مع الصغير 'اي ان'

تشانسوك لم تسمع رداً لذا هي وقفت من مكانها و اقتربت من باب الغُرفة بينما تتحدث بنبرة قلقة عاليه حين سمعت صوت أنفاس على الجانب الآخر

"مرحباً... من المُتصل ؟"

تشانيول بإستغراب حرك عينيه نحوها حين سمع صوتها العالي و بلطف ربت على شعر 'اي ان' قبل أن يترك جانبه و اقترب من تشانسوك بخطوات بطيئه

"آسفة.. ظننت أن هذا هاتف ابني.. لقد اتصل علىّ مُسبقاً من.. هذا الرقم لذا... "

صوتاً رقيقاً أجابها لتضيق عُقدة حاجبي تشانسوك أكثر و رفعت عينيها نحو تشانيول حين توقف أمامها

"تشان-يول؟!"

تسائلت بتردد و هي تتذكر حين كانت بالمشفى، لقد سمعت تشانيول و هو يتحدث مع والدته بالفعل لذا هي فكرت أنه ربما يكون تشانيول المقصود بكلمة - ابني - التي نطقتها تلك المرأة على الجانب الآخر

"نعم، نعم هو تشانيول..كيف حاله؟ هو لم يُصبه مكروهاً، أليس كذلك؟ "

بلهفة وقلق والدته تسائلت فابتسمت تشانسوك بخفه حين حرك تشانيول شفتيه بهمس غير مسموع

"ما الأمر؟"

"لحظة سيدتي"

تشانسوك تحدثت لتدفع بالهاتف نحو أذن تشانيول الذي التقط الهاتف سريعاً و عقدة حاجبيه لم تنفك بعد

" مرحباً! "

نبس بإستغراب و عينيه تنظران الي خاصتي تشانسوك إلى أن سمع صوت والدته لتتسع عينيه

"صغيري، اشتقت إليك كثيراً"

بعدم تصديق هو دفع الهاتف عن أذنه يتأكد من الرقم لكن سرعان ما أعاد الهاتف نحو أذنه و هو يسير إلى داخل غرفة النوم لتبقى تشانسوك بمكانها كي لا تكون مُتطفلة بالنسبة إليه

"أمي أنتما بخير؟ أين أبي؟.. مهلاً رقم من هذا؟ كيف تتصلين برقم دولي؟ لقد حاولت الإتصال بكِ كثيراً لكن هاتفك كان مُغلقاً"

كان يطرح السؤال تلو الآخر غير مدرك لتلك الدموع التي بللت وجنتيه بالفعل... هو كان قد فقد الأمل في أن تُجيبه و بصعوبة كبح أفكاره من أنه ربما قد حل سوءاً بوالديه

" تمهل صغيري.. نحن بخير، أنا و والدك "

" إذاً أين هو؟ "

سأل بقلق لتتنهد هي بينما تنظر من خلف زجاج النافذة حيث يمكث زوجها بداخل تلك الغرفة الواقعه بإحدى مستشفيات أمريكا

" إنه بخير لا تقلق، أخبرني أنت... هل أنت بخير؟ من تلك الفتاة معك؟"

مسحت على وجهها بعشوائية لتضم شفتيها بعبوس حين سمعت شهقة ابنها الباكية ليسحب هو نفساً عميقاً

"أنا بخير أمي... نحن في فندق آمن بأولسان.. لقد جمعوا السكان جميعاً هنا لأن تلك الكائنات من الصعب عليهم اقتحام المكان لذا لا تقلقي "

همهمت بتفهم ليرتخي حاجبيه و شفتيه بدأتا ترتجفان

"أبي بخير؟ هو لم يتحدث معي بالمرة السابقة و كذلك الآن ... هو لم يُهاجَم من أي من تلك الكائنات أليس كذلك أمي؟ "

كلماته خرجت بصعوبة لمجرد التخيل أنه قد خسر والده

" تشانيول نحن لسنا في كوريا "

" ماذا؟ "

تسائل بصدمة فتنهدت هي

"حين اتصلت بي سابقاً كنا على وشك السفر لأن صحة والدك قد تدهورت فجأة و احتاج إلى عملية... لذا أتينا إلى أمريكا لأن الوضع لم يكن مُستقراً في كوريا لذا عمتك عرضت علينا أن نذهب إلى أمريكا و أخيه لزوجها سيقوم بالعملية لذا... ها نحن هنا في أمريكا، و لا تقلق، تلك الكائنات لم تدخل أمريكا بسبب سرعة إغلاق المطارات و كذلك فرض الحظر هنا "

شرحت له الأمر بهدوء ليزفر براحة

" إذاً أبي بخير؟ "

" نعم صغيري... هو فقط لا يُمكنه التحدث كي لا يُرهق نفسه لكن صدقني هو بخير تماماً، لكن لا يُمكننا العودة إلى كوريا حالياً"

ابتسم من بين دموعه ليضغط بأسنانه على شفته السُفلي حين همست هي بتساؤل

" هل أنت بخير وحدك صغيري؟"

"لا تقلقي أنا لست وحدي أمي... هناك الكثيرين يُحيطون بي و يهتمون لأمري "

و تشانيول حين نطق كلماته هو فكر بذلك... أنه محظوظ لتواجدهم جميعاً حوله لأنه لم يكن ليتحمل كل ما يحدث هذا وحيداً بعيداً عن والديه و بعد أن خسر زوجته

"أهاا.. تقصد الفتاة التي أجابت على الهاتف؟من تكون هذه الفتاة تشانيول؟ هل هي جيده؟ هي لا تُزعجك أليس كذلك؟"

" إنها.."

حرك عينيه ينظر إلى الباب المفتوح قليلاً حيث بإمكانه رؤية تشانسوك التي تقف أمام الغرفة تتلاعب بأناملها سوياً بتوتر بينما تتحرك بجذعها بخفه تارة إلى الأمام و تارة إلى الخلف

" تُدعي تشانسوك أمي... إنها شخص جيد، تهتم بي و لا تتوقف عن الإلتصاق بي و القلق بشأني و كأنني طفلها الصغير"

قهقه نهاية حديثه مُتذكراً كيف كانت تشانسوك قلقة عليه بعدما حدث بينه و بين جون سو و بالرغم من كونها هي الشخص الذي أوشك على فقدان حياته إلا أنها لم تهتم بذلك

" هذا يجعلني أشعر بالراحة... أتمني أن تبقى بخير دائماً، أنت تعرف أنه لا يمكنني أنا و والدك أن نعيش بدونك"

"لا تقلقي بشأني أمي، اهتما لصحتكما و حين تتحسن صحة أبي رجاءً اتصلي بي... اشتقت لسماع صوته"

همهمت سريعاً ليُغلقا الخط بعدها و بتنهيدة عميقه تشانيول التفت بجسده ينظر إلى ما بخارج النافذه

بطريقة ما هو مُمتن لمرض والده الذي دفع والديه للسفر إلى الخارج

و مُمتن إلى عمته التي عرضت عليهما الذهاب إلى أمريكا حيث تعيش هي مع زوجها النصف كوري و نصف أمريكي

لأن تشانيول لم يكن مُستعداً لخسارة والديه

أغلق عينيه براحة و هو يعقد ذراعيه إلى صدره يشعر بأن الحياة قد عادت إليه

صوت والدته الهادئ قد جعل من حياته تُشرق من جديد

عقد حاجبيه بخفة حين شعر بأنامل رقيقة تمسح على إحدي وجنتيه ليفتح عينيه ببطئ و التفت برأسه ينظر إلى جانبه حيث تشانسوك التي تنظر إليه بقلق

"هل كنت تبكي؟ هل حدث شيئ ما؟"

"لا... فقط سعيد لأن والداي بخير"

أجابها بهدوء و عينيه تنظران إليها بلمعة تغزو مُقلتيه فـابتسمت هي بإتساع و همهمت بتفهم لتضم شفتيها في خط مُستقيم مُشابكة يديها خلف ظهرها بينما تقف على أطراف أناملها و هي تهز جسدها بدلال

"لم تنظرين إلى هكذا؟ "

همس بتساؤل مُحاولاً تصنع الإنزعاج لكن ابتسامته كانت تفضحه

"تبدو وسيماً حين تبتسم هكذا"

عض على شفته السُفلي بقهقهة مكتومه لينقر جبينها بسبابته

"توقفي عن التغزل بي كلما سنحت لكِ الفرصة"

أومأت برأسها و اقتربت تحت نظراته التي تُراقبها لتفك عقدة ذراعيه بينما تحشر جسدها بينهما كقطة صغير تتمسح بمالكها و حين التصق ظهرها بصدره هي جعلت من ذراعيه تُحيطان خصرها مُشابكة أناملها بأنامل كفيه

"سوف أفعل... لكن حين تتوقف عن جعل قلبي ينبض من أجلك "

رأسه كانت تعلو رأسها بالكثير و من الأعلى هو كان ينظر نحوها بقلب صاخب ليضغط بأنامله بلطف على أناملها المُعانقة لخاصته و بدون وعي هو ضيّق الحصار حول خصرها ليستند بذقنه فوق رأسها

" هل هذه إحدي أُمنياتك؟ "

همس بخفوت قاصداً بذلك إحتضانه لها بهذه الطريقة و هي أومأت برأسها سريعاً بينما تعض على شفتها بإبتسامة مُتسعة

" لا أريد أن تفهميني بصورة خاطئه... لكن أُمنياتك دافئة"

نبرته كانت خافته و عينيه مُغلقتين براحة لما يشعر به من دفئ فأغلقت تشانسوك عينيها و همهمت موافقة إياه

"إنها دافئة فقط لأنك أساسها"

هيبا التي راقبتهما من أمام الباب ابتسمت بخفة لتُغلق الباب بحذر ثم عادت بخطواتها حيث يجلس بيكهيون و ابتسامة متسعة تشق وجهها بسعادة جعلته هو الآخر يبتسم بتلقائية

" أشعر بالراحة لما يحدث بينهما"

همست له ليرفع كفه نحو وجنتها يمسح عليها برّقة

" هل تشعرين بتحسن؟"

سألها بصوت خافت كي لا يلفت انتباه 'اي ان'، و هيبا أومأت إليه كاذبة لتقترب منه دافعة برأسها داخل عنقه مُحتضنة خصره بذراعيها

"نعم، لكنني أشعر بالغيرة من تشانسوك، تشانيول يحتويها بين ذراعيه بطريقة لطيفه"

"إذاً هل تُريدين من تشانيول أن يحتويكِ أيضاً ؟ "

سألها بتلاعب لتعقد حاجبيها و ابتعدت برأسها عن عنقه قليلاً كي تنظر إليه

"نعم أريد، هل أذهب إليه؟"

قهقه بصخب حين أوشكت على الإبتعاد عنه ليسحبها من مرفقها نحوه حتى وقعت فوقه فـاتسعت ابتسامته و تحرك قليلاً ليُفسح لها المجال كي تجلس بجانبه ثم مدد قدميه على الأريكة لتفعل هي المثل

" واثقة أنكِ بخير؟"

تسائل مرة أخرى فهمهمت له و رأسها يستقر على صدره لتُغلق عينيها بإرهاق

إنها قريبة منه... قريبة منه للحد الذي يجعل من بيكهيون يفقد السيطرة لكن هذا لم يحدث

" غريب! لم تعد دمائها تستهويني، بل فقدت القدره علي شمها و الشعور بها"

تمتم بصوتٍ غير مسموع حين ضاق ذرعاً من مشاعره الغريبة مؤخراً نحو هيبا... و لتوه أدرك أن هذا هو سبب مشاعره الغريبه

بطرف عينيه رمقها بنظرة سريعه ليجدها قد نامت فوق صدره بالفعل ليتنهد بضيق

هي بخير... ربما العيب منه هو و ليس هي

و بتلك الكلمات هو كان يحاول مواساة نفسه

______________

"سيهوني"

صوت مي سون المُتغنج قاطع حديث سيهون و سوشيل حول العمل بينما يسيران عائدين نحو الجناح الخاص بهم

"اسبقيني أولاً سوشيل"

ببرود أخبرها ليتجه إلى مي سون التي تقف أمام باب غُرفتها و حين وقف أمامها هي قبّلت وجنته و عينيها تنظران نحو سوشيل بإبتسامة مُزيفه

تألم قلبها حين رؤيتها ابتسامة سيهون التي يتحدث بها مع مي سون و بضيق هي أشاحت بوجهها بعيداً عنهما لتتقدم من الجناح بخطوات ثقيله و كأن هموم العالم وقعت فوق رأسها هي

"متأكدة من ذلك مي سون؟"

همس بإبتسامة مُصطنعه و يده تُداعب خصلات شعرها فأومأت الأخرى

"لقد رأيته عدة مرات يحوم حول غرفتكم، المُختبر و كذلك القبو... أنا لا أشعر بالراحة نحو ذاك المدعو جوهيون، يبدو و كأنه سيفتعل كارثة"

سيهون زفر بضيق فهو لم يكن ينقصه سوي ذاك الغبي و تصرفاته المغرورة

"شكراً لإهتمامك مي سون.. لكن لا تلحقي به مرة أخرى لأنه ربما يقتلك إذا اكتشف أمرك... نحن لا نعرف فيم يُفكر "

" يقتلني؟!... يا رجل احترم أنيابي، إنها قادرة على نحر عنقه بلحظة واحده "

نفخت غُرّتها بغرور فضحك هو بينما يُبعثر شعرها تحت نظرات سوشيل التي تعجز عن إبعاد عينيها عنهما

ألم تكن هي من أرادت أن ينسي مشاعره نحوها؟ لماذا إذاً لا تُريده لغيرها و تشعر بالغيرة من مي سون؟!

لوح إلى حبيبته المُزيفة لتدخل الغُرفة و أغلقت الباب خلفها و بعدها هو تقدم من سوشيل و أخرج البطاقة من جيبه يتسائل بهدوء

"لماذا لم تدخلي؟"

"لم تدخل مع حبيبتك غرفتها لذا قلت ربما لن تتأخر فلا داعي لأن أُزعج الآخرين"

همهم بتفهم ليفتح الباب و أشار إليها بالدخول ليدخل بعدها مُغلقاً الباب خلفه

بعد ساعات كان كل منهم بمكانه حيث ينام، تشانسوك و 'اي ان' غرقا بالنوم

هيبا كانت تنام بأحضان سوشيل التي لم تتمكن من النوم بعد

صورة مي سون و هي تُقبل وجنة سيهون لازالت عالقة بذهنها و بداخلها شيئ يُخبرها أن هذا شيئ لا يجب أن يفعله أحداً سواها لأنها فقط من تستحقه

و جانب آخر يُخبرها أن سيهون يستحق الأفضل منها

تشانيول هو الآخر كان بموقعه حيث ينام مُغلق العينين لكن مُتيقظ التفكير

هو ليس مُراهقاً و ليس غبياً كي لا يُدرك أن مشاعره بدأت تنجرف خلف أفعال تلك الصغيرة

زوجته لم يمر الكثير على موتها و الذي لم يتسبب به شخصاً سواه... كما أن المشاعر بينه و بين داك يونغ كانت عميقه فكيف بسهولة يقع بحب هذه الصغيرة أو حتي يمتلك إعجاباً نحوها

اضطراب قلبه، عينيه التي تغرق بملامحها بمجرد النظر نحوها و كذلك أفكاره التي تُطيعها برضا

كل ذلك تشانيول يعرف انه يوضع في خانة الحب و الإعجاب لكن بالوقت ذاته هو لازال لم يتخلص من مشاعره نحو داك يونغ و لن يفعل

فكيف له أن يقع بحب امرأتين؟ كيف له أن يستغل تشانسوك و يخون زوجته بالوقت ذاته؟

"سيهون"

بيكهيون النائم على الأريكة المجاورة لسيهون نادي فجأة بإسم الآخر ليتلقي منه همهمة ناعسة

هو و بعد تفكير طويل أراد إخبار سيهون بكل شيئ، عن تعب هيبا الغريب، وكذلك عن اكتشافه أمر البروفيسور و جيبوم لكن مرة أخرى هو تردد و تنازل عن إخباره رغم إدراكه بأن سيهون يعلم بأمر البروفيسور و هذا ما يتضح بنظراته

و بعقله هو ردد جملة واحده و هي أنه يجب أن يثق بالبروفيسور

لينتظر حتى تنتهي المُهلة المُحددة و إذا لم يُنهي البروفيسور كل شيئ فسيفضحه بيكهيون حينها دون تردد و هو لا يتمنى أن تصل الأمور إلى هذه النقطة

_______________

باليوم التالي قبل غروب الشمس بفترة ليست بالطويلة... صوت طرقات قوية على باب الجناح أفزع الجميع ليتبادلوا النظرات فيما بينهم بفزع

"لا تتحركوا"

بيكهيون أشار إليهم بجدية و اقترب هو بحذر من الباب كي يفتحه بينما الآخرين كانوا يقفون خلفه بنظرات قلقة يرمقون بها الباب

"مي سون؟!"

سأل بتفاجؤ ليلتفت حيث يقف البقية ثم أعاد نظراته نحوها

"جوهيون جمع مجموعة من السُكان بغرفة المسرح يُخبرهم أن سيهون مُتحوّل و هم على وشك جعله يتعرض إلى أشعة الشمس كي يتأكدوا"

أعين بيكهيون اتسعت بفزع ليركض نحو تلك الغُرفة مع مي سون دون تفكير و خلفه هيبا التي لحقت به بخوف

"تشانسوك توقفي"

تشانيول صرخ بقلق يستوقفها حين ركضت هي الأخرى كي تلحق بهيبا فجرحها لم يلتئم بعد و لا يجب أن تخرج في هكذا ظروف

سار بخطوات سريعة نحو الغُرفة يسحب قناعاً لوجهه و نظارات كي يلحق بهم فتوقف 'اي ان' أمامه بخوف و جسد يرتجف

"لا تخرج من هنا أو تفتح الباب لأي شخص ، هل تفهم؟ "

'اي ان' اومأ إليه سريعاً ليركض هو الآخر كي يلحق بهم

تشانيول وصل خلف البقية مباشرةً لينظر أمامه حيث كان سيهون و سوشيل يقفان بالمُقدمة و خلفهما بيكهيون، مي سون، هيبا و تشانسوك و بالنهاية تشانيول الذي اقترب يُمسك بيد تشانسوك بقلق

تقدم جو هيون زوج سوشيل السابق و وقف أمامه مُتكتفاً لينظر إليه سيهون بلا مُبالاه، لم يكن غبياً كي لا يُدرك ان هذا القابع أمامه قد جعل من الشك يتسرب إلى قلوب سكان أولسان نحوه فهذا ما يُجيد فعله... زرع الشكوك

"أنت"

بوقاحة نطق ليتخطاه سيهون و تقدم ليجلس علي كُرسي واضعاً قدم فوق الأخري مُتجاهلاً الرد عليه و خلفه دخل البقية إلى الغرفة يقفون بالجانب

"اخلع ثيابك"

"ما بك جوهيون؟ هل و أخيراً فقدت ما تبقي من عقلك؟!"

قهقهت سوشيل ساخره و تكتفت أمامه رافعة أحد حاجبيها فـ ابتسم المقصود بجانبية

"لقد انتهت اللعبه، هذا الباحث الذي تعتقدون أنه مجرد طبيب ماهر يقوم بعمله ما هو إلا مجرد وحش و أنا واثق من ذلك... نظراته الواثقه و هو يتحدث عن طريقة التحول تجعلني واثقاً أنه أحد تلك الكائنات"

بيكهيون تراجع خطوة يتشبث بذراع تشانيول و بيده الأخري أمسك يد هيبا يضغط عليها بقوة محاولاً تمالك نفسه فـ الخوف يتزايد بين المتواجدين و الرائحة تُصبح أقوى مع الوقت

" هـ هذا عملي سيد... جو.. جوهيون ، و هذا ما يقوم عليه عـ عملنا ... هناك وحش.. بالقبو كما تعرف و أنا أُضحي مع باقي طاقم العمل كي نقوم بـ فحصه فـ.. في حين أنت تجلس هنا و تُختلق
الشـ ـائعات"

سيهون أجابه بهدوء يدّعي التلعثم و هو يرتخي بظهره ضد مسند الكُرسي و عينيه تُتابع تحركات المُحيطين به حيث يبتعدون مع كل حرف ينطق به مُصدقين كلمات ذاك الخبيث جوهيون

" جميعنا نعرف جيداً أن ذلك الوحش بالقبو قد تم عضه و رقبته واضحة أمام أعيننا، هل يمكنك أنت أن تُخبرنا كيف علمت بأمر الحقن؟ و لماذا دائماً ترتدي ثياباً تُخفي كامل جسدك حين خروجك إلى الشمس؟"

"سيهون لديه حساسية من أشعة الشمس ولا يمكن لبشرته التعرض لها مباشرةً، قبل و حتي بعد انتشار هذا الوباء هو كان و مازال يرتدي ثياباً تُخفي جسده "

سوشيل دافعت عنه و هي تقف بجانب سيهون لتضع يدها على كتفه لأنه و لحسن حظ سيهون أن بشرته حساسة بالفعل و لا يُمكن أن تتعرض للشمس بشكل مباشر دون الحصول على حروق ولو طفيفه

" يمكنك أن تسأل زملائنا بالعمل، اتهاماتك هذه لا أساس لها من الصحه، لا تُعيق عملنا جوهيون و لتحشر لسانك بمؤخرتك قبل أن احشو معدتك ببضعة رصاصات و أتخلص منك "

هسهست بحدة نهاية حديثها ليرفع جوهيون طرف شفتيه بإبتسامة ساخره

" ليست المرة الأولى التي... التي أقوم فيها بفحص كائن كهذا... ما لا تعـ.. تعرفه أنت أن التعامل مع مصا.. صي الدماء أسهل لأنهم أشخاص طبيعيين نوعاً ما و سابقاً تعاملت معهم و كان أحدهم قد تم حقنه....لـ لذا إذا كنت قد حصلت علي إجابتك أغلق فمك.. أم.. أم أنك تُريد إراقة المزيد من دماء الأبرياء كما حدث لـ الفتي من المدينة المجاوره بـ.. بسببك أنت ؟أتمني أنك.. ما.. زلت تذكر ما حل بـ جايون بسببك سيد جو.. هيون "

ختم حديثه ببرود و وقف من مكانه ليضبط ثيابه ثم أمسك يد سوشيل لتنظر إليه بإستغراب حين شابك أناملهما سوياً بحميميه

" أعلم أنـ.. أنك تشعر بالغيرة لأننا سوياً الآن لكن... أتمني أن تستوعب حجـ حجم الكارثة التي وقعنا بها و لـ تضع غيرتك... جانباً "

ربّت علي كتفه و تخطاه كي يخرج من هناك ليضم جوهيون قبضتيه بقوه ثم التفت نحو الباب ليستوقف سيهون قبل خروجه

"أين ذاك مصاص الدماء الذي قمت بفحصه؟ أم أنك أنت ذاك الكائن؟ "

سيهون تنهد و ضغط علي يد سوشيل حين التفتت كي تُجيب جوهيون فـ تنهدت هي الأخري و تجاهلته ليفتح سيهون الباب

"هل ستقول أنه لم يعد له وجود أم ماذا؟... اوه سيهون لنخرج إلي الشمس الآن، علي سطح هذا الفندق و لنري إذا كنت مُخطئاً بحقك، أعدك حينها سوف أنحني إليك أمام الجميع و أعتذر، لكن إذا كنت مُحقاً.. "

إبتسم بجانبية ليكمل

"حينها سوف تحرقك الشمس و لست آسفاً على ذلك"

"أنت.. تحلم"

نطق كلماته بتقطع و خطي نحو الخارج فـ سحب أحد المتواجدين سوشيل حين أشار لهم جوهيون بفعل ذلك ليعود سيهون إلى الغرفة بحاجبين معقودين

" ماذا تفعلون؟ "

" آسف طبيب سيهون، لكن يكفي بالفعل وجود وحش واحد هنا، علي الأقل هو مقيد بالقبو لكن لو انك كنت كما يقول السيد جوهيون فلا يمكننا الوثوق بك بيننا"

ذاك الرجل نطق بخوف و سحب سوشيل معه إلي الخلف ليتراجع واقفاً بجانب جوهيون في حين هي كانت تحاول تخليص نفسها

"أوقفوا هـ هذا الهراء"

سيهون هسهس بحده و تقدم نحو سوشيل ليقف أمامه مجموعة من سكان أولسان مُطاطئ الرأس

" فقط قف بالشمس كي لا يكون هناك مجالاً للشكوك بيننا"

"أيها الحثالة عن أي شكوك تتحدثون؟ نحن لسنا خدماً لديكم و لسنا مضطرين لمساعدتكم حتي يجب أن تُقدّروا مجهوداتنا بدلاً من هذه الإهانه"

سوشيل صرخت بغضب و جسدها يتحرك بعشوائية بين تلك الذراعين التي تقيدانها لترمق ذاك الرجل بنظرة حاده ثم أعادت نظراتها نحو سيهون

" أرأيت؟ اخبرتك سابقاً أنهم لا يستحقون مساعدتنا....سابقاً وثقوا في هذا السافل و حتي الآن هم يثقون به و يضربون بتضحياتنا عرض الحائط"

أشارت بكلماتها إلي جوهيون واصفة إياه بالسافل لتتسع إبتسامته المُصطنعه و هو يُراقب تلك الدموع تنهال علي وجنتي زوجته السابقه

"ما بكِ سوشيل؟ نحن نريد التأكد ليس أكثر، و في الواقع رفضك هذا يؤكد حديثي و يبدو أنكِ تعرفين الحقيقه "

" في أي جزء من حديثي أنه يمتلك حساسية قويه أنت لا تفهمه"

و صرخاتها المُبررة لم تكن تُزد الآخر سوي إصراراً علي فعل ما يدور بعقله

"أمسكوا به"

جوهيون أشار نحو الرجال المُحيطين بـ سيهون و بلحظة هو وجد نفسه مُقيداً يجلس علي رُكبتيه بمنتصف تلك الغرفه

" الشمس سوف تغرب بعد ساعة تقريباً لذا لنلحق بها قبل ذلك"

أحدهم تحدث ليزمجر تشانيول بغضب و اقترب منهم بخطوات واسعه لكن تم سحبه هو الآخر و تقييده بجانب سيهون بينما يتلقى نظرات مُستفهمه حول ذاك القناع الذي يرتديه

"أمسكوا بهم جميعاً"

جوهيون أشار نحو كلاً من بيكهيون، هيبا و حتي تشانسوك كونهم علي معرفة بسيهون فانسحبت مي سون تقف بالخلف بعيداً عنهم خائفة أن يتم سحبها هي الأخري و بتوتر بيكهيون سحب نفساً عميقاً من ثم كتم أنفاسه كي يمنع تلك الرائحة من التسلل إلى داخله أكثر من ذلك لكن شعوره بخوفهم لم يختفي

"من يُثيره الشك نحو الطبيب أوه سيهون فليرفع يده"

جوهيون صاح كي يسمعه المتواجدين و حينها تبادلوا النظرات فيما بينهم بتوتر ليبدأ الواحد منهم تلو الآخر برفع يده يُشيحون بأنظارهم بعيداً عن سيهون

"يبدو أن لا أحد يثق بك"

جوهيون شهق بتفاجؤ مُصطنع و سيهون فقط ينظر إليه بحده مُتوعداً إياه

" لنصعد إلي الأعلي"

تقدم نحو الباب بعدما أشار إليهم باللحاق به، و بعقل جوهيون هو لا يهتم إذا كانت تلك الإشاعة حقيقة أم لا لأنه قد قرر بالفعل أن اوه سيهون سوف يحترق أمام عينيه سواء كان بفعل الشمس أو بفعله هو

"انـ انتظروا"

بيكهيون صرخ بتردد يوقفهم و هو يُغلق عينيه بقوه ليتوقف جوهيون هو الآخر و التفت نحوه

متوسط القامة وقف من مكانه ببطئ و بخفة هو دفع ذاك الرجل الذي يُمسك به ليبتلع ريقه بخوف و هو يتبادل النظرات بين هيبا و سيهون و كلاً منهما كانا يهزان رأسهما بالنفي لكن بالنهاية هو أغلق عينيه يتجاهل ذلك

"أنا... إنه أنا ذاك الوحش الذي أجري عليه الطبيب أوه تلك الفحوصات و التجارب"

"تعرف أن هذا لن يساعدك أو يساعده لذا عد إلي مكانك"

جوهيون بملل أشار نحو الرجل الذي قيد بيكهيون سابقاً كي يعود و يمسك به، لكن كلمات بيكهيون كانت قادرة على إخافته لذا هو لم يجرؤ علي لمسه بل تراجع تاركاً مسافة بينهما كي لا يؤذيه

" هذه "

بيكهيون همس و ابتلع ريقه ليرفع أنامله نحو كُم قميصه يرفعه ببطئ حتي توضحت تلك الآثار البشعه بمنتصف ذراعه حيث عروقه البارزه فـابتلع ريقه محاولاً تمالك نفسه

"إنها آثار التجارب التي تحدث عنها الطبيب أوه"

إبتسامة جوهيون اتسعت ليمسح علي شعره بغرور

"إذاً لنُلقي بكليهما تحت أشعة الشمس "

" لا، توقف رجاءً"

هيبا صرخت بـ هيستيرىه حين أمسكوا بيكهيون مرة أخرى يدفعوا به نحو جوهيون ذاك في حين سوشيل كانت تنظر نحو سيهون بـ بكاء صامت إلي أن تم دفع جوهيون بقوة حتي وقع أرضاً ليدخل تلك الغرفة مرة أخرى حينما دخل أحد رجال الأمن و أغلق الباب ليستند عليه بظهره بينما يلتقط أنفاسه بصعوبه

"ما الذي فعلته للتو أيها الأحمق؟"

جوهيون هسهس بحنق و هو يستند بيديه علي الأرض كي يقف فـ ابتلع الآخر ريقه بـ هيستيريه

"هناك زومبي طليق بالخارج"

بيكهيون نبس وهو يعقد حاجبيه يحاول فهم ما يدور بعقل رجل الأمن الهلع هنا و حين تحدث توجهت الأنظار إليه ليعم الصمت على الغُرفه

ثانية

ثانيتين

و ها هو صوت الصراخ يملأ الغرفة حين سمعوا صرخات فزعة و متألمه تصدر من الخارج توحي بزيادة تلك الوحوش و إصابة المزيد من سكان أولسان و بسبب صرخاتهم بدأت تلك الوحوش بالتجمع خارج الغرفه يضربون الباب برؤوسهم

"التزموا الصمت"

"هيا تراجعوا إلي الخلف"

سيهون و بيكهيون صرخا معاً يحاولون دفع المتواجدين نحو زاوية واحده من الغرفه لكن الآخرين لم يكونوا ينصتون إليهم حتي

"صوتكم العالي يجذبهم لذا اخرسوا"

تشانيول صرخ بحده لتبدأ أصواتهم في الهدوء حتى اختفت تدريجياً و معها تلك الأصوات بالخارج بدأت تهدأ

بزاوية من الغرفه كانوا يقفون جميعاً يلتقطون أنفاسهم بصعوبه و خلف هيبا كان يقف جوهيون يحتمي بها و هو ينحني بجسده نحو الأسفل كي لا يظهر في حين كانت سوشيل تقف أمامها هي و تشانسوك تحاول حمايتهما و أمامها سيهون الذي يفرد ذراعيه يحميها بينما ينظر نحو الباب بترقب و قريباً منه كان يقف كلاً من تشانيول و بيكهيون

"ماذا نفعل؟"

إحدي النساء نطقت بخوف فـ أشار سيهون لها بالهدوء واضعاً سبابته أمام شفتيه فـ ضمت هي شفتيها بخوف

"مازالوا بالخارج"

بيكهيون همس و التفت نحو كلاً من تشانيول و سيهون ليومئ كليهما

"يجب أن نُنقذ المتواجدين بالخارج أيضاً"

تشانيول همس بخفوت ليومئ إليه بيكهيون

"ماذا تقصد بإنقاذ من بالخارج؟ هل تريدون قتلنا؟"

جوهيون صرخ بفزع و معه بدأ صوت المتواجدين يعلو مرة أخرى فـ عادت الضربات من الخارج أكثر قوة و قسوه و كأن العدد أصبح أكثر من ذي قبل

" اهدأوا "

بيكهيون صرخ عليهم كي يلتزموا الصمت فـ فعلوا لكن الأوان قد فات حين وقع باب الغرفة و معه تلك الوحوش اقتحمت الغرفه لتُصبح في فوضى

"قف هناك بسرعه"

بيكهيون صاح بفزع و هو يُشير إلي تشانيول بأن يقف في المقدمه أمام السكان كي تُبعد رائحته تلك الكائنات في حين هو مُقلتيه تلونتا بالأحمر و ارتفع  بالهواء ثم قفز ليُصبح خلف الزومبي حيث الباب و معه أعين المتواجدين تتحرك بصدمه

رفع يده أمام شفتيه يُشير لهم بالصمت ليومئوا له برؤسهم ثم تراجع بظهره إلى الخلف

"هااااي"

صاح بصوتٍ عالٍ يجذب تلك الكائنات نحو الخارج ليركضوا حيث مصدر الصوت، و كلما اقتربوا منه يبتعد هو مُصدراً صوتاً أعلي يجذبهم نحوه حتى لفت نظره جسد مُلقي أرضاً على مسافة قريبه من الغُرفة المتواجد بها البقيه لذا هو كان يصدر صوتاً أعلي عن السابق

صعد السلالم برفق كي يلحقوا به ثم ابتلع ريقه بصعوبة حين توقف أمام باب السطح ليدفعه بخفه بينما يحاول خلع قميصه كي يحتمي به

رفع القميص يضعه فوق رأسه دافناً جسده أسفله ثم تقدم اكثر حيث أشعة الشمس و أصدر صوتاً أعلي يُشبه الصراخ فـ ركضوا نحوه جميعاً دفعة واحده

و أبشع من أي منظر اخر، بيكهيون رآهم يحترقون أمامه حيث تسيح جلودهم أمام عينيه إلي أن وقعوا أرضاً في بقعة امتلأت بالدماء، العظام و بقايا لحم و جلد

قدميه ارتفعتا عن الأرض ليخرج من هناك ببخار يتطاير من أعلي ذراعه و جانب خصره حيث لامست الشمس لكنه تجاهل كل ذلك بينما يطفو فوق السلالم بسرعة كبيره يحاول الوصول إلى الغُرفه مرة أخرى يسمع أصواتاً لأفكار تتداخل سوياً

تشانيول في ورطه يحاول حماية المُتواجدين بتلك الغُرفه و بالوقت ذاته التخلص من ذاك الكائن الذي عاد إليهم

المتواجدين بالغرفة لم يتوقفوا عن الصراخ و اصدار أصوات خائفه و معهم كان يتحرك ذاك الزومبي يحاول التقاط أي من مُصدرين ذاك الصوت و معه كان يتحرك تشانيول يحاول إبعاد رائحتهم عنه ولا أحد يفهم ما يفعله في حين هو كان يحاول السيطرة على نفسه كي لا يتحول و ينكشف أمره هو الآخر

جوهيون حرك عينيه مع ذاك الوحش و هو يتقرب منهم بترقب فـ دفع هيبا بقوة لتندفع بعيداً و بدون قصد صدر عنها صرخة حين التوي كاحلها جذبت ذاك الكائن إليها ليركض جوهيون نحو الخارج مُتجاهلاً بيكهيون الذي ظهر بوجهه فجأه

أعين بيكهيون اشتعلت غضباً حين رؤيته ذلك الزومبي يقترب من هيبا و بلمح البصر هو وصل أمام الزومبي و دفع ذاك الكائن نحو الحائط بعنف و بأنيابه هو مزق عُنقه ليقع أرضاً غارقاً بدمائه و مع ذاك المنظر البشع صرخن النساء بفزع و أشاحوا بوجوههن بعيداً عنه

"بيكهيون"

هيبا زحفت نحوه حين تهاوي جسده ليقع أرضاً و هو يلتقط أنفاسه بصعوبه فـ احتضنت رأسه إلي صدرها و هي تمسح علي وجهه ببكاء

"بيكهيون"

"لنأخذه إلي الغُرفه"

سيهون تحدث بحاجبين معقودين و انحني مع تشانيول يحملان بيكهيون بعدما تأكدا من عدم وجود كائنات أخري في الجوار و سوشيل سريعاً أمسكت يد كلاً من تشانسوك و هيبا بينما ترمق السكان بنظرات قاسية و أعين لامعه

"أنقذوا أنفسكم بأنفسكم و إياكم أن يحاول أحدكم لمس أي شخص يخصني، أقسم حينها أنني من سأقتلكم و ليس تلك الكائنات... سفله"

ألقت كلماتها بغضب بوجه المتواجدين و بنهاية حديثها هي رمقتهم بتقزز لتلحق بـ البقية حتى دخلوا الغرفه ليُحكموا إغلاق الباب و وضعوا بيكهيون علي السرير فتشبث 'اي ان' بقدم تشانسوك بخوف

" إنها تلتئم ببطئ "

تشانيول همس بقلق فـ همهم إليه سيهون

" أشعه الشمس بالنسبة لبشرة بيكهيون ليست كـ جرح عادي لذا سوف تستغرق بعض الوقت... لندعه كي يرتاح و انت اهتم بالآخرين "

"ماذا عنك؟"

تشانيول تسائل بإستغراب ليلتفت سيهون نحو سوشيل رمقها بنظرة سريعه لتشيح بوجهها بعيداً عنه تُخفي عبوسها فـ تنهد هو

"يجب أن أعرف كيف خرج ذاك الزومبي من تلك الغُرفة ... هو لا يستطيع فتح باب القبو بنفسه"

بهدوء شرح الأمر ثم وقف مُبتعداً عن السرير

"لا تفتحوا الباب لأي شخص كان ولا تخرجوا من الغُرفه "

أشار لهم بتحذير ثم ربت علي رأس هيبا بلطف كي تهدأ و بعدها هو خرج من الغُرفه لتنظر إليهم سوشيل بتوتر قبل لحاقها به

هو كان يسير بخطوات واسعة ، و هي الأخري خلفه تسير بخطوات سريعة حتى أصبحت بجانبه و بالرغم من ذلك هو تجاهل النظر نحوها إلى أن دخلا غُرفة القبو ليسأل ببرود بينما ينظر في الأرجاء

"لم لحقتي بي سوشيل؟"

انحني أرضاً يحمل تلك السلاسل التي قُيد بها الزومبي سابقاً ليزفر بحنق... لقد قُطعت بفعل أحدهم و لم تُكسر بسبب اندفاع الزومبي أو قوته

"كي لا يُزعجك.. أحد السُكان"

شهقة مكتومه قاطعت إجابتها الهادئة ليعقد حاجبيه و توقف لحظات عن ما يفعله ثم وقف من مكانه ليقترب من الباب ينظر إلى الباب حيث القفل المكسور

"سأذهب إلى دونغهي لتفريغ الكاميرات"

نبس بهدوء و هو يخرج من هناك فـ شهقت لتصرخ ببكاء

" سيهون، لا تتركني "

عاد خطواته نحوها رافعاً حاجبيه بقلق

"آسف.. لم أعرف أنكِ تخافين.. هيا بنا"

أمسك يدها و هو يجرها معه نحو الخارج لكنها توقفت بمكانها ليستدير نحوها بإستغراب

" ما الأمر سوشيل؟ لم يعد هناك زومبي بالفندق لم أنتِ خائفه؟!"

"سيـ ـهون... "

استنشقت ماء أنفها ليومئ برأسه و بملامح لطيفة حنونه هو احتضن وجنتيها يمسح عليهما بلطف

" اهدئي، بعدها تحدثي"

نبرته الرقيقة تلك جعلتها تعض على شفتها السُفلي تكتم صوت شهقاتها ليُمرر إبهامه على شفتيها و برفق ضغط على شفتها يُحررها من أسنانها

" أقصد... أقصد أنني لا أُريدك أن تتركني من... من أجل مي سون، رجاءً لا تتركني أبداً"

انفجرت باكية ليعقد حاجبيه

" سوشيل"

همس بخفوت لتهز رأسها سريعاً مُقاطعة إياه

"آسفة... أنا حقاً آسفة لكل مرة صددتك بها و رفضت مشاعرك لأنني غير واثقة بنفسي... آسفة لأنني جعلتك تتألم كثيراً لكنني حقاً غير مُستعدة لخسارتك... قلبي يؤلمني كلما رأيتك معها و روحي شعرت بأنها تُغادرني منذ قليل حين أوشكوا على قتلك... أنا... أنا..."

شهقت باكية لتُغلق عينيها بقوة و مع كل كلمة تنطق بها عينيه كانتا تتسعان بينما قلبه ينقبض بصورة مُحببه

طرف شفتيه ارتفع بإبتسامة لكنه سرعان ما محاها وسحب يديه بعيداً عن وجنتيها

" لا يُمكنني فعل ذلك سوشيل "

هز رأسه بالنفي فرفعت عينيها الباكيتين نحوه سريعاً... هل رفضها للتو؟!

"لا يُمكنني فعل هذا بـمي سون... هي لا تستحق هذا.. و في الواقع.."

توقف عن الحديث للحظات يُتابع ردة فعلها ابتداءً من اهتزاز مُقلتيها وصولاً إلى يديها اللتان عقدتهما سوياً حين ارتجفتا

"في الواقع أصبح لدي مشاعر نحوها"

وضعت يديها على وجهها حين تركها هناك وحدها و تلك الجملة التي قالها كانت كفيلة بجعلها تشعر بالألم بجميع أنحاء جسدها

في بضعة أيام فقط سيهون جعل من سوشيل تتذوق الألم الذي جعلته يشعر به طوال تلك السنوات

التجاهل

الغيرة

و الآن الرفض

قدميه توقفتا فجأة و التفت برأسه ينظر نحو الغُرفة حيث تتواجد هي و لم تخرج بعد فتنهد بإبتسامة يحاول إخفائها

"تباً لمشاعرك الغبية هذه"

تمتم مُنزعجاً من ضعفه تجاهها ليعود خطواته نحو الغُرفة بحذر و قبل دخوله هو أمال برأسه كي يراها فوجدها تقف بمكانها ليتنهد مرة أخرى

"هل حقاً تألمتِ؟"

اندفع بجسده داخل الغُرفة يسير نحوها بخطوات بطيئه بينما يحك مؤخرة رأسه بخجل فرفعت وجهها من كفيها تنظر نحوه بأعين تشوشت رؤيتها بفعل الدموع

"هل شعرتِ بالخوف من أن أكون لأخرى و لم تتمكني من النوم؟"

طرح سؤال آخر و هو يقترب منها فأومأت برأسها بشهقة مكتومه

"ما كان على أن أتسرع"

سوشيل همست من بين شهقاتها قاصدة بذلك اعترافها فاقترب منها قائلاً بقهقهات خافته

"إنها المرة الأولى في حياتك التي تتسرعي فيها بالحديث المُلائِم "

دنى منها يطبع قبلة رطبة على شفتها العُليا بينما ذراعيه أحدهما أحاط خصرها و الآخر احتضن وجنتها بلطف

" سيـ سيهون"

دفعت صدره برقة تُقاطع قُبلتهما فهمهم لها

"انسى ما قُلته.. لا يجب أن نفعل هذا بمي سون "

قهقه بأنفاس لاهثه ليميل بجبينه فوق خاصتها مُغلقاً عينيه بتخدر

"لن أتلاعب بأحد سوشيل و لن أكون مع امرأة و أنا واثق أن قلبي مُقيّد بإمرأة أخري و يأبى التحرر "

غير سامح لها بالتحدث مرة أخرى هو عاد يُقبّلها و كفه من الخلف دفعها من ظهرها نحوه لتلتصق به فأغلقت عينيها تُشاركه قُبلته اللطيفة بقلبين صاخبين

صوت افتراق شفتيهما و التصاقهما مرة أخرى كان هادئاً بقدر هدوء قُبلتهما

و تنهيدات خافته كانت تصدر عن سوشيل كلما فصل سيهون القُبلة لتبتسم شفاههما حين ارتطامهما مرة أخرى فرفع سيهون كفه على طول ظهرها حتى أحاطت بوجنتها الأخري و حينها هي رفعت ذراعيها تُحيط بهما خصره مُتشبثة بثيابه من الخلف بقوة محاولة إيقاف إرتجافهما

كما توقعت سوشيل ... سيهون رقيق بلمساته كما رقة مشاعره التي لطالما أغرقها بها دون مُبالاة منها

" أُحبك..."

همست بصدر يعلو و يهبط حين تلامس جبينهما ليُقبّل شفتيها بسطحية مُقاطعاً كلماتها

" أقسم أنني نادمة على كل مرة رفضت بها مشاعرك نحوي.. أنا حقاً أسفه"

"منذ تلاقت شفتينا سوياً و أنا سامحتك سوشيل،و كلمة أحبك هذه كانت كافية لجعلي أنسى كل ما حدث سابقاً "

همس بخفوت يضحك ببلاهة و ابتعد عنها قليلاً ليخفض يديه عن وجنتيها يتلمس طول ذراعيها حتى وصل إلى كفيها ليُشابكهما مع خاصتيه

" ااه يمكنني أن أموت بسلام الآن"

تنهد براحة فعقدت حاجبيها بضيق صارخة بوجهه

" أنا هنا أطلب منك أن لا تتركني و أنت تتحدث عن الموت أيها السافل"

"وقحة"

قهقه بعدم تصديق حين سبّته بنهاية حديثها لتُلقي بجسدها بين ذراعيه مُحتضنة صدره بقوة و هي تدفن رأسها بعنقه

" سيهون أنا لا أمزح... لا يُمكنني أن أعيش بدونك حقاً"

احتضنها و كفه أخذ يمسح على شعرها من الخلف بلطف هامساً بتنهيدة عميقه

" و أنا لن أترك جانبك حبيبتي... لن أتركك صدقيني"

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top