25
Start
~ تجربة D&P هدفها منذ البداية كان تحقيق التوازن بين الانفعالات حسب ما قاله البروفيسور تشارلز أثناء حديثه عن التجربة و كيف راودته الفكرة و لماذا، لكن بالطبع الأمر انتهي بكارثه لأن التوازن الذي تحدث عنه لم يتحقق و بدلاً من ذلك لقد كانت تتسبب بنوع من الانفصام و مُضاعفة الانفعالات... إذا نظرنا إليها من هذا الجانب ربما التجربه لها دخل بالفعل خاصة أن تلك الكائنات غضبها أعمي كما تقول و كذلك ربما بعضهم يعاني من ذاك الانفصام الغريب كما المُتحول ذو القوي الغير طبيعيه ~
جوزيف بدأ شرح الأمر بهدوء ثم توقف يلتقط أنفاسه بينما ينظر نحو سيهون الذي همهم إليه يُعطيه انتباهه
~و هناك بالطبع المادة المُخدرة التي تحدثت عنها سابقاً و التي تُدمر خلايا الجسد تدريجياً ليبدأ الشخص في فُقدان نظره أولاً ~
سيهون أومأ إليه و عقد ذراعيه نحو صدره ليبتسم جوزيف بجانبيه وهو يبحث عن شيئ ما ثم أدار الحاسوب نحو سيهون ليميل بجذعه قليلاً كي يري تلك الصور التي تُعرض أمامه و جميعها كانت لأشخاص غريبي الأطوار...رأس أصلع تملأه الوشوم الغريبة و الوجوه التي تلطخت بالرسوم الغريبه
~هذه الصور قد تبدو لفيلم ما لكنها حقيقه.. واقع عايشته بعض الدول مثل الولايات المتحده منذ بضعة سنوات و هذا كان بسبب فيلم تم تصنيفه تحت فئة الرُعب و خمن عن ماذا كان يتحدث ذاك الفيلم؟ ~
رفع حاجبيه نهاية حديثه بتساؤل ليرمقه سيهون بنظرة سريعه و أعاد عينيه مرة أخري نحو الشاشة حيث تلك الصور
~ الاستنساخ و احياء الموتي عن طريق تقديم القرابين إلي الإله الذي ادّعوا وجوده ~
سيهون عقد حاجبيه و أمال برأسه بعدم فهم بينما سوشيل اتسعت عينيها بخفه
"هل هذا يعني أن بيكهيون في خطر؟"
هي سألت بفزع لينظر سيهون إليها ثم التفت يتبادل النظرات بين البقية الذين لم يفهموا ما قالته حين تحدثت بالكورية
~ هل الفتي الذي يمتلك قوي غريبه ربما.. ربما يُصيبه مكروهاً؟ ~
سأل بحذر و دوريان سريعاً هزت رأسها بالنفي لتُكمل هي
~لأجعل الأمور أكثر بساطة سوف أُخبرك لمحة سريعه عن هذا الفيلم ~
سحبت نفساً عميقاً ثم تحمحمت لتُكمل
~ذاك الفيلم كان أشبه بخُدعة من مهووسي المواقع السوداء.. فيلم عن وجود ديانة جديده تجعل من يعتنقها يعيش الأبدية و هذا بعد التفوه ببعض الكلمات التي اتضح فيما بعد انها تعويذة حقيقيه لكنها لا تجعلك تعيش الأبديه و إنما تجعلك تتصرف دون وعي و كأن أحدهم يُسيطر عليك و ما أقصد بالتصرف دون وعي هو القتل و التعذيب ~
~عملنا يقتصر علي التعامل مع المواد الكيميائية و إذا كان هذا حقيقياً فلن نتمكن من التخلص من ذاك الشيئ الذي يُسيطر علي.. علي ذاك الفتي ذو القوي الغير طبيعيه ~
سوشيل تحدثت بـيدٍ ترتجف بتوتر و عقلها لا ينفك عن تخيل ما قد يلحق بـهيبا إذا أصاب بيكهيون مكروهاً فـتنهد سيهون ليمد يده نحوها مُمسكاً بكفها يمسح عليه بلطف
~هذا فقط تفسير لما يحدث و كيف يُمكن لذاك الفتي أن يستمع إلي أفكار الآخرين و تحريك الأجسام عن بُعد.. هو لا يمتلك شيئاً بداخل جسده كـ الأرواح أو ما يُشابهها و إنما هناك قوي سلبية مُحيطه به هي ما تُساعده لتجعله يشعر و كأنه ملك و هذا ما كان يدور حوله الفيلم و قد نجح في جعل الكثيرين يعتنقون تلك الديانة التي لا أساس لها و ترديد التعاويذ التي تعني الخضوع إلي الإله و حينها يكتسبون تلك الطاقه ~
جوزيف شرح الأمر و هو يسحب الحاسوب نحوه يبحث عن شيئ ما ثم أكمل
~ذاك الفيلم مُنع من العرض بعد الفوضي التي تسبب بها لكن بحسب التعليقات المُتواجدة حوله لقد فهمت أمراً ما و هو أن تلك التعويذة ترتبط بالشيئ الذي أُقيمت عليه... بمعني إذا تم قراءة تلك التعويذة علي قميص فمن يرتدي ذاك القميص سوف تُسيطر عليه تلك القوي السلبيه الخارجيه و التخلص منها لا يحتاج إلي شيئ سوي حرق ذاك القميص ~
~بهذه السهوله؟ ~
سوشيل جعدت ملامحها بعدم استيعاب ليومئ جوزيف
~ربما بسبب عدم اتقان تلك المجموعة التي أصدرت الفيلم في استخدام التعويذة أو اختيارهم لها لم يكن موفقاً... لكن بالنهاية لقد حققوا غرضهم و مازال هناك من يُعانون بسببهم ~
~إذاً المُتسبب في تلك القوي الغريبه ليس المواد الكيميائيه لكن ما يجب أن نتخلص منه نحن هو التركيبة الكيميائية التي تسير في دمائه و حينها ينتهي كل شيئ؟! ~
سوشيل تسائلت بحذر و مع كل كلمة تنطق بها جوزيف كان يومئ برأسه لتقلب عينيها نهاية حديثها فهذا يبدو جنونياً
~أنا أيضاً أعتقد أن جوزيف مُحق~
سيهون أومأ برأسه و هو يقف من مكانه لتعقد سوشيل حاجبيها
"سيهون لا تقل هذا رجاءً، من قد يستخدم هكذا تعويذه و ما الذي قد يستفيده من هذا الأمر؟"
هسهست من بين أسنانها تسأله بنبرة خافته كي لا يسمعها الآخرين فتنهد سيهون قائلاً
"إذا ربطنا جميع الأمور ببعضها فسوف نكتشف أن هذا الشخص بالفعل يهدف إلي احياء الموتي لغرض معين و لا تنسي أنه لا يوجد تركيبة كيميائيه قد تجعلك قادره علي الاستماع إلي أفكار الآخرين أو حتي تحريك الأشياء عن بُعد لذا استخدام هذه التعويذه يبدو مُقنعاً خاصة و أنها من المفترض تمتلك نفس التأثير الذي يُريده ذاك الشخص الا و هو الحياة الأبدية و احياء الموتي "
نبرته كانت هادئة و واثقه كأنه مُدرك أن احياء الموتي هو السبب الرئيسي من هذا لكن سوشيل لم تلحظ ذلك حتي و لم تبدو و كأنها تقتنع
" سوشيل"
همس و رفع يده يمسح علي رأسها بلطف ثم سحبها معه ليقف بعيداً عن البقيه
" أعلم أن هذا يبدو غريباً لكن كل ما نعيشه ليس سوي أحداث غريبة ليس لها علاقة بالعقلانية والواقع..."
"أعرف ذلك.. أنا فقط لا أستوعب، لماذا تعتقد أن الهدف هو احياء الموتي ربما هناك سبب آخر"
ضيّقت عينيها و هي تُحرك رأسها بـ تيهٍ فضم سيهون شفتيه بتفكير قبل أن يهز رأسه قائلاً
" لأن التجارب بدأت علي الجثث التي يتم سرقتها من المشفي، جرحي الحوادث و غيرهم... لم يكن الضحايا المُختفين أشخاص سالمين... "
" لكن.. "
قاطعته بتردد ليحتضن وجنتيها هامساً بإبتسامة
" هل تثقين بي؟"
نظرت إليه قليلاً لتبتلع ريقها بتوتر ثم أومأت فـ اتسعت ابتسامته
"و أنا لن أخذلك لذا فقط ثقي بما أقول "
_______________
أسفل النافذة الزجاجية حيث ينام تشانيول، هو تحرك بعدم راحة بعقدة بين حاجبيه و عرق يتصبب فوق جبينه حيث كابوس يُراوده يُعيد أمامه مشهد جون سو و هو يكسر تلك الزجاجة بعدها رؤيته جسد تشانسوك غارقاً بدمائها علي الأرضية
تشانيول كان يقف بالجانب مُقيداً بذراعٍ أنثوية تخرج من الحائط و إحدي يدين تلك الانثي ارتدت خاتم الزواج الخاص بداك يونغ زوجته
كان كالمُشاهد يري نفسه وحشاً يحاول قتل تشانسوك بينما أذرع بدت كذراعي زوجته كانتا تمنعانه من مساعدة تلك المُلقاة أرضاً تلفظ أنفاسها الأخيره
رأي نفسه يقترب منها بأعين غير طبيعيه كلاً منهما تحتوي لوناً مُختلفاً حيث كانت احداهما حمراء و الأخري ذات لون أزرق فاتح
و بضعف هو بدأ يتخبط بمكانه محاولاً التخلص من ذراعي زوجته كي يُساعد تشانسوك لكن تلك الأذرع كانت تضيق الحصار حول جسده كلما حاول التحرر
"داك يونغ ابتعدي، يجب أن أُنقذها"
صرخ بفزع و هو يري ذاك المتحول الذي يحمل ملامحه ينحني نحو تشانسوك حتي جلس بجانبها و رأسه قريباً من خاصتها
ذاك المُتحول رفع عينيه نحو تشانيول المُقيد و بإبتسامة جانبية خبيثه هو نظر إليه بينما يُفرق بين شفتيه ليميل برأسه ببطئ شديد نحو تشانسوك و تشانيول حينها فقد صوته ليبدأ بهز رأسه بهيستيرية و هو يبكي بخوف لكنه لم يمنع ذاك المُتحول من الانقضاض علي عُنق تشانسوك
"تشانسوك"
صرخ بفزع و هو يستقيم بجذعه ليتلتفت حوله بـ تيهٍ يستوعب مكان تواجده حيث كان بغرفة النوم ينام بمكانه
رفع كفيه يمسح بهما علي وجهه حيث دموعه التي امتزجت مع قطرات عرقه ليزفر بإهتزاز
"تشانسوك"
همس بخفوت حين لمح جسدها الغارق بين أغطية السرير ليزحف برُكبتيه نحوها حتي استقر مرفقيه علي السرير بجانب رأسها
"تشـ تشانسوك"
مرر يديه علي وجهها دون تلامس عدة مرات حتي استقرت كفه فوق وجنتها مُحتضناً إياها بلطف
"آسف... أنا حقاً آسف"
همس من بين شهقاته و ألقي برأسه بجانبها يكتم بكائه فأمالت رأس تشانسوك نحوه و ابتلعت ريقها بينما تُفرق بين جفونها ببطئ
"لا تبكي"
رفعت كفها لتضعه فوق رأسه تمسح علي شعره فرفع عينيه نحوها وهو يضم شفتيه بعبوس
"هل أصبحتَ بخير الآن؟"
سألته بضعف ثم مررت لسانها علي طرف شفتيها الجافتين
" أنا آسف... لم أقصد أن يحدث كل هذا"
أغلقت عينيها و فتحتهما بينما تومئ برأسها هامسة بخفوت
"لا بأس... لا بأس"
بللت شفتيها بتعب و عادت تُغلق عينيها ليرتفع بجسده إلي أن تمدد بجانبها و كفه لم ينفك عن تمسيد وجنتها بلطف
"اقترابك مني يضعك بخطر... صدقيني تشانسوك أنتِ تستحقين الأفضل "
همهمت و هي تتحرك بجسدها نحوه حتي دفنت وجهها بصدره فتنهد هو الآخر بتعب مُحتضناً إياها بذراعيه
"لا تهتم لمشاعري، ربما بين هذه الفوضي اخسر حياتي و تتخلص مني"
غمغمت بعبوس لتضم شفتيها بقوة مانعة صوت شهقاتها فعقلها لا يتوقف عن تكرار ما حدث
و ما كان بمقدورها أن تتحمل أي شيئ سواء كلمات تشانيول التي تلفظ بها أثناء غضبه أو حتي تصرفات جون سو
"لا تقولي هذا "
نهرها و لم يشعر بنفسه حين أحكم ذراعيه حول جسدها بتملك لتتنهد تشانسوك
"هل يُمكنني أن أطلب شيئ ما؟"
أومأ برأسه مُصدراً همهمة خافته لكن تشانسوك قد نامت مرة أخرى بسبب إرهاقها
___________
بيكهيون pov
بغرفة المعيشه كنت أجلس بجانب الصغير 'اي ان' نلعب قليلاً
لكن بسبب ما يدور بعقلي من أفكار أنا لم أستطع التركيز معه عيناي بين الحين و الآخر تسترقان النظرات إلي هيبا النائمة علي الأريكة و ملامح الإرهاق تبدو علي وجهها فهي لم تحظي بنوم هانئ
و كذلك أنا لم أنم جيداً
ليس بعد هذا الكم من المشاكل و الأمور التي أدركتها بيوم واحدٍ
لم أعرف ماذا أفعل أو من يجب أن أُخبر... من سيصدقني و من لن يفعل؟
هيبا لن تتحمل الأمر حين تُدرك الحقيقه
"عليّ قضاء أمر ما، لن أتأخر"
همست للصغير 'اي ان' ليومئ إلي و قبل خروجي ألقيت نظرة أخيره نحو هيبا النائمة بعمق
أغلقت الباب خلفي بحذر لأتجه حيث غُرفة البروفيسور
رفعت يدي كي أطرق الباب لكن شخص ما سبقني بفتحه و لم يكن سوي تلك المُمرضة التي تعمل هنا
"البروفيسور... "
" هو نائم ، من الأفضل أن تُغادر"
كاذبة
"ااه حسناً"
أومأت إليها و هي تُغلق الباب ثم أشارت إلي بأن أسير أمامها ففعلت مُدعّياً مُغادرتي حتي اختفت هي لأعود أدراجي حيث غرفة البروفيسور بينما أتلفت حولي كي اتأكد من أن لا أحد يراني
هذا لن يُعجب سيهون إذا علم بما أفعله لكن لا يوجد أمامي حلول أخري
End pov
--------
بيكهيون ابتلع ريقه بتردد ليُغلق عينيه بضعة لحظات ثم أعاد فتحهما بلون أحمر قد انتشر بمُقلتيه و بحذر هو أشار بسبابته نحو الباب ليتحرك المفتاح من الداخل ببطئ حتي فُتح الباب فـ تنفس براحة و هز رأسه بألم بينما يستعيد وعيه يعود إلي طبيعته
" أنا لا أهتم لأي مما تقول، تابعك ذاك أوشك علي التخلص من جثة أمي"
عقد حاجبيه و هو يسمع صوت الصراخ الغاضب ذاك يصدر من غرفة البروفيسور
" هل وجدت فتي سيارة الأجرة؟"
بيكهيون أمال برأسه قليلاً يسترق النظر إلي الشخصين بالداخل يتأكد أن من تحدث للتو كان البروفيسور و قد كان هو بالفعل
صوته كان يبدو و كأنه بخير لذا بيكهيون تأكد أن ما سمعه يدور بعقل البروفيسور باليوم السابق كان حقيقة
هو بخير و لم يُصبه مكروهاً فلماذا يكذب؟
بل كيف نجا من ذاك الانفجار؟!
"فتي سيارة الأجرة؟"
بيكهيون أخفض عينيه قليلاً يتذكر أين سمع هذا الحديث و سرعان ما اتسعت عينيه بصدمة ليُعيد نظراته نحو البروفيسور و ذاك القابع أمامه
فتي سيارة الأجرة إنه بيكهيون بنفسه
هذا ما أغضبه و أفقده السيطرة علي نفسه حين هجم مصاصي الدماء علي منزل سيهون
لأنه لم ينفك عن الاستماع إلي أفكارهم التي تدور حول رغبة رئيسهم في إيجاد فتي سيارة الأجرة و الذي لم يكن سوي بيكهيون
إذاً البروفيسور يكون رئيسهم؟!
"توقف عن هوسك بذاك الفتي؟ إذا لم تجده قم بإستخدام تلك التركيبة مرة أخري لتعرف مدي فاعليتها لكن لن أبقي ساكناً و أنا أري ما فعلته يذهب سُدي"
"اهدأ جيبوم و دعنا نُفكر جيداً"
"لن أهدأ... سونغ هو فجر منزلك بالفعل و اختفي بعدها أي أن الوصول إليه لن يكون بهذه السهولة، أفق من غفلتك بروفيسور فالأمر خرج عن سيطرتك و سونغ هو أصبح الرئيس الآن "
جيبوم وقف من مكانه ليدفع الكُرسي بغضب فـ انتفض بيكهيون و تلفت حول نفسه بفزع قبل أن يركض من هناك هارباً كي لا يراه أحدهم
" سيدي، أنت ماذا تفـ... "
ارتطم بتلك المُمرضة أثناء خروجه من هناك لكنه لم ينتظر حتي يستمع لما تقوله و سريعاً هرب إلي وجهة غير معلومه.. فقط يركض بالفندق كالمجنون و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة
إذاً الشخص الذي تُحبه هيبا و كأنه والدها ليس سوي المُتسبب بكل هذه الفوضي
بيكهيون كان عاجزاً عن اخبار هيبا أنه تنصت علي افكار البروفيسور و أدرك أنه بخير
فماذا سيفعل الآن بعد أن اكتشف هذه الحقيقة؟!
بأي طريقة قد يُخبرها و كيف سيكون رد فعلها؟!
ماذا سيحدث لها؟!
الكثير من التساؤلات يطرحها عقله و بخوف جسده بدأ ينتفض و هو يقف بمكانه يتلفت حوله
يشعر بالأرض تدور به و أفكار المُحيطين به تداخلت مع بعضها بطريقة مزعجة و مؤلمة بعدما فقد السيطرة علي نفسه لينحني أرضاً و هو يُمسك برأسه بين كفيه يضغط عليه بقوة و من حوله فقط يرمقونه بنظرات الاستغراب كلما مروا من جانبه
"ذاك"
تلك المُمرضة أشارت نحو بيكهيون المُنهار أرضاً و سريعاً جيبوم ركض نحوه ليُمسك بذراعه فرفع بيكهيون رأسه ينظر إليه بـ تيهٍ بعدما تشوشت رؤيته اثر الدموع العالقة بعينيه
"البروفيسور يُريد رؤيتك"
بيكهيون بضعف حاول سحب ذراعه فتشبث به جيبوم ليضغط علي ذراعه بقليل من القوة و هو يُحرك عينيه يُشير بهما نحو المُحيطين بهم
"هيا"
همس بأمر و هو يسحبه نحوه ليقف بيكهيون من مكانه بإستسلام يلحق به حيث غرفة البروفيسور
_________________
هيونا وقفت أمام باب الجناح حيث تمكث هيبا و بتردد هي رفعت يدها تطرق عليه بقليل من القوة
لم تتلقي رداً منذ المرة الأولي لتطرق مرة أخرى فـ فُتح الباب بواسطة هيبا التي ما ان رأتها حتي تطاير النعاس من عينيها لتمسح عليهما بلطف كي تستفيق
"بيكهيون ليس هنا"
هي اكتفت بتلك الجملة حين رأت الأخري تقف أمامها بتوتر تتلاعب بأناملها سوياً ثم تراجعت لتغلق الباب لكن يد هيونا منعتها بينما تستوقفها بنبرة عالية
"أعلم"
دفعت الباب قليلاً كي تري وجه هيبا ثم سحبت نفساً عميقاً لتُكمل
"لقد رأيته منذ قليل و هو يُغادر لذا بحثت عن غرفة الطبيب أوه لأنني كنت واثقة أنني سأجدك حينها.. و ها أنتِ ذا"
هيبا همهمت بعدم اهتمام لتعقد ذراعيها نحو صدرها بضيق
"يمكنك الدخول"
"لا... لقد أتيت فقط لأُخبرك بأمر ما"
هيبا أغلقت عينيها و فتحتهما ببطئ تحثها علي الحديث فتنهدت هيونا
" أنا و بيكهيون نُحب بعضنا، أعرف أنكِ تعانين من مشكلة مع الرجال و ربما هذه فرصة لكِ لتواعدي و تقعي بالحب لكن لا تفعلي هذا علي حساب تدمير علاقة حب قوية كخاصتي أنا و بيكهيون "
ألقت بحديثها دفعة واحده لتُبلل شفتيها و اقتربت من هيبا التي لم يبدو عليها التأثر
" أنا لم أُحب شخصاً من قبل كما بيكهيون و هو الآخر يُحبني كما يفعل والديه... كلانا كنا ثنائي رائع و مازلنا كذلك لكن حدث بيننا سوء فهم لذا رجاءً لا تستغلي الوضع وتسرقيه مني"
"تفضلي بالدخول هيونا"
تحركت جانباً تُشير إليها بالدخول فتنهدت هيونا لتدخل
الصغير 'اي ان' وقف من مكانه حين رؤية شخص غريب يدخل مع هيبا ليرفع حاجبيه بتفاجؤ و أوشك علي دخول غرفة النوم لكن هيبا هزت رأسها بالنفي بحركة خفيفه تحثه علي عدم تركها
هيبا اقتربت لتجلس بجانب 'اي ان' و سريعاً الصغير احتضن خصرها و اتكأ برأسه علي كتفها فـ رمقته هيونا بنظرة سريعه ثم رفعت عينيها نحو هيبا التي تجلس مقابلة لها
" هيبا، رجاءً ابتعدي عن بيكهيون... صدقيني إذا فعلتي هو سيُدرك أنه يُحبني أنا، لا تستغلي مشاعره المشوشة بهذه الطريقه"
'اي ان 'عقد حاجبيه بضيق و رفع نظراته نحو هيبا مُنزعجاً مما تقوله الأخري فـ ابتسمت له هيبا بلطف بينما تُداعب شعره من الخلف ثم رفعت عينيها نحو هيونا
"أنا أيضاً أحب بيكهيون و لن أسمح له بأن يعود إليكِ "
همست كلماتها ببرود لتعقد هيونا حاجبيها
" أنا أعاني من مشكلة مع الرجال و ها قد أتتني فرصة لمواعدة رجل وسيم و لطيف فلماذا أتركه؟!"
شخرت ساخرة نهاية حديثها لتقف هيونا من مكانها بغضب
"ماذا تقصدين؟"
"أقصد أنني لن أترك بيكهيون... إذا أردتي يُمكنك أن تحاولي معه كي يعود إليكِ لكنني لن أبتعد عنه طالما هو لم يطلب مني ذلك "
" لن يطلب ذلك لأنه يشعر بالشفقة تجاهك "
صرخت بإنزعاج لتجفل هيبا من نبرتها الحاده و تلك الكلمات كانت مؤذية لقلب هيبا رغم إدراكها أن هذه ليست مشاعر بيكهيون نحوها
هو لا يشعر بالشفقة تجاهها
" لا يُمكنك تقبل حقيقة أنه يُحبني أنا "
هيبا همست بخفوت لتزفر بإهتزاز و هي تدفع 'اي ان' بعيداً عنها محاولة التقاط أنفاسها
"هو لا يفعل، كيف يقع بحبك و هو كان قادماً للزواج مني؟ أنتِ تستغلين الوضع هيبا...ماذا توقعت من فتاة مثلك؟"
قهقهت ساخرة نهاية حديثها لتعقد هيبا حاجبيها و هي تقف من مكانها
"ماذا تقصدين بفتاة مثلي؟"
'اي ان' تبادل النظرات بينهما بتوتر لينسحب حيث غرفة النوم و بحذر اقترب من الجانب الذي ينام به تشانيول مُحتضناً تشانسوك ثم رفع يده يدفعه بخفه هامساً
" تشانيول... تشانيول استيقظ رجاءً"
صوت تأوه خافت صدر عن تشانيول و هو يفتح عينيه تدريجياً حتي اتضحت الرؤية أمامه ليلتفت برأسه حيث يقف الصغير خلفه
"ما الأمر؟"
سأل بإستغراب فأشار إليه 'اي ان' بأن يلحق به
"هناك فتاة غريبة بالخارج"
همهم تشانيول ليدفع تشانسوك بلطف كي لا تستيقظ ثم سحب أحد الأقنعة ليضعه علي وجهه و قبل أن يخرجا صوت صراخ في الخارج أفزع كليهما ليركضا نحو غرفة المعيشه
علي الأرض كانت هيونا تعتلي هيبا و كلتيهما تتبادلان الضربات حيث كانت هيونا عنيفة بهجومها و غضبها قد سيطر عليها بينما هيبا فقط تحاول الدفاع عن نفسها غير قادرة علي السيطرة علي بكائها و نحيبها
هي و بعد فترة طويلة سمعت تلك الكلمات اللاذعة من شخص غريب يُذكّرها بحقيقتها
و حقيقة أنها لم تحصل علي رعاية كافية و تربية لائقه من والديها
"يااا من تكونين؟"
تشانيول صرخ بفزع و اقترب من هيونا ليحملها بعيداً عن هيبا بينما 'اي ان' انحني سريعاً يجلس بجانب هيبا التي لم تتحرك رغم ابتعاد هيونا عنها
عينيها كانتا تنظران إلي السقف بشرود و دموعها تنزل من جانبي عينيها بصمت، تتردد كلمات هيونا برأسها تستهدف قلبها دون رحمة
تشانيول أغلق الباب بسرعة بعدما دفع تلك الفتاة خارجاً ليُغلق الباب مانعاً إياها من الدخول و براحة هو تنهد ليخلع القناع عن وجهه بينما يعود أدراجه نحو الداخل
"هيبا"
اقترب ليجلس بجانب 'اي ان' ثم أمسك بكتفي هيبا يُساعدها بأن تستقيم و بإستسلام جسدها كان يتحرك معه حتي استندت بجذعها ضد الأريكة خلفها
"ماذا حدث؟ من تكون تلك الفتاة؟"
سألها بعدم فهم و هو يمسح بكفيه علي وجهها كي تهدأ انتفاضة جسدها فـ فرقت بين شفتيها تسمح لشهقاتها المكتومة بالتحرر
"حسناً اهدئي... لقد غادرت"
همس و رفع كفه نحو رأسها يمسح عليه بـلطف لتضم شفتيها بعبوس
"من تكون تلك الفتاة؟ "
وجّه سؤاله نحو 'اي ان' الذي رفع كتفيه بعدم معرفه ليتنهد تشانيول
"سـ سوف أذهب.. إلي.. البروفيسور"
نطقت بتلعثم و هي تقف من مكانها ليقف معها كلاً من تشانيول و 'اي ان'
"لا يُمكنكِ الخروج وحدك"
أمسك يدها مانعاً إياها لكنها دفعته بضيق و بخطوات مُبعثرة هي خرجت من هناك ليتبادل تشانيول النظرات مع الصغير
"أعتقد أنها حبيبة بيكهيون "
الصغير همس بعبوس فعقد تشانيول حاجبيه
"حبيبته؟!"
_____________
"بيكهيون، أمهلني أسبوعين.. أعدك فقط أسبوعين ما أحتاج لهما للتخلص من الكارثة التي تسببت بها دون قصد"
بيكهيون كان يجلس بالمقهى المتواجد بالدور الأول يطرق بسبابته فوق الطاولة أمامه بينما يتذكر كلمات البروفيسور
هو لا يثق به... لقد استمع إلي أفكاره و التي بدت و كأنها تنوي التخلص من هذه الكائنات بالفعل لكن بعد أن يُحقق مُراده
" رجاءً لا تُخبر أي شخص، لا أريد أن تكرهني هيبا أو سوشيل... أعدك إذا لم أنهي الأمر خلال أسبوعين يمكنك اخبار الجميع و لن أنكر ذلك"
زفر بضيق ليُلقي برأسه فوق الطاولة خائفاً من منح البروفيسور فرصه
ذاك الرجل كاذب في شيئ ما لكنه بالوقت ذاته صادق فيما قال فهو لم يقصد أن تسوء الأمور و تصل إلي هذه المرحله
لكن مازال هناك سؤال يراود بيكهيون
إذا كان البروفيسور بخير فهذا يعني أنه من دبر انفجار المُختبر، و إذا كان هو من دبر انفجار المُختبر فربما يكون ما قدمه إليه سيهون كان العلاج الحقيقي... فلماذا لا يريد البروفيسور أن يوجد العلاج رغم رغبته بإنهاء الأمر؟!
"اااه عقلي سيتوقف"
بعثر شعره بضيق ليرفع رأسه عن الطاولة فرأي شخصاً مألوفاً بالنسبة إليه يجلس أمامه
و ذاك الشخص لم يكن سوي جوهيون الذي ساهم بنشر الشائعات حول تشانيول و زوجته مسبقاً و الذي يكون زوج سوشيل السابق
بيكهيون لم يتحدث، هو فقط اكتفي برمق ذاك المغرور بنظرات بارده ينتظر أن يبدأ هو الحديث
فإبتسامة جوهيون الخبيثة التي تعلو ثُغره تعني أنه لم يأتي إلي هنا سوي للحديث
"رأيتك تتحدث مع نفسك لذا قلت ربما تريد من ينصت إليك"
" اغرب عن وجهي"
قلب عينيه بضجر و عاد يُلقي برأسه فوق الطاولة لكن هذا لم يكن ليوقف جوهيون عن ازعاجه
"أنت تمكث بنفس الغرفة مع ذاك الـ... أقصد الطبيب أوه"
ابتسم بتصنع ليستند بمرفقيه فوق الطاولة، و مرة أخري بيكهيون تجاهله فهو يمتلك من المشاكل ما يؤرقه بالفعل
" هناك الكثير من الأشخاص بتلك الغرفة و هذا يبدو غريباً، ألا تظن ذلك؟"
بيكهيون رفع رأسه عن الطاولة يزفر بحنق لعل الآخر يُدرك مدي ازعاجه
" هل تعرف ماذا حدث له ليفقد عقله؟ ذاك الضعيف كان يتعرض للتنمر و هو صغير"
قهقه بصخب ليضم بيكهيون قبضتيه و أغلق عينيه بقوة كي لا يفقد أعصابه فـ أكمل جوهيون بضحكات صاخبه و كأنه يسرد فيلم كوميدي و ليس حياة شخص آخر كان يُعاني بحق
"اعتاد أن يكون وحيداً و يا للمسكين لقد خسر صديقه الوحيد الذي حصل عليه...حسناً لقد كان مجرد مزحة لكن يبدو أن صديقه لم يتحمل بينما ذاك المعتوه فقد عقله"
بيكهيون عقد حاجبيه بإستغراب كونه لا يعرف حتي ما أصاب سيهون... و أي مزحة تلك التي تُفقده صديقه و تجعله مُضطرباً نفسياً
" أصبحت فضولياً هااا؟ "
جوهيون راقص حاجبيه بإستفزاز ليقلب بيكهيون عينيه و وقف من مكانه قاصداً المغادرة لكن سرعان ما تحدث جوهيون
" هاااي أنا لم أُخبرك بعد ما حدث"
مرر بيكهيون لسانه علي طرف شفته بغضب ليلتف حول الطاولة حتي وقف أمام جوهيون ليسحبه من ياقته جاعلاً إياه يقف أمامه إلي أن التصق أنفيهما تقريباً
"اسمعني يا هذا أنا لدي ما يكفيني من المشاكل لذا لا تُضف نفسك مشكلة فوق رأسي لأنني بالكاد أمنع نفسي من قتلك "
هسهس بحنق ليدفعه بعيداً عنه حين شعر بجسده يرتجف مُنذراً ببدء تحوله
"بيكهيون"
هيونا وقفت أمامه علي مسافة ليست بقريبة تجذب انتباهه إليها فقلب عينيه و غير مساره لتلحق به بخطوات سريعه حتي توقفت أمامه و هي تفرد ذراعيها علي جانبيها مانعة إياه من التقدم
" هل تتجاهلني؟"
"رجاءً هيونا، أنا لا أرغب بـ..."
عقد حاجبيه حين تسربت منها عدة شهقات و يبدو أنها تبكي منذ مدة
وجهها به علامات حمراء لأصابع شخص ما و شعرها مُبعثر قليلاً
"ماذا حدث؟"
سأل بقلق فضمت شفتيها بعبوس و اقتربت منه تحتضن خصره بتردد حتي استقرت برأسها ضد صدره
" هيبا هاجمتني.. كادت تقتلني، إنها فاقدة لعقلها"
انفجرت باكيه ليدفعها بيكهيون بلطف و بأطراف أنامله رفع ذقنها ينظر جيداً إلي ما حدث بوجهها
هيبا غيورة و عصبيه لكن هل سيصل بها الأمر للهجوم علي شخص ما بهذه الوحشيه؟!
"لم فعلت هذا؟"
بعدم استيعاب تسائل فهزت رأسها تدّعي عدم المعرفه
" كنا نتحدث بهدوء... طلبت منها أن تتركك ربما تدرك حقيقة مشاعرك لكنها فقدت عقلها فجأة و بدأت تضربني حتي كادت تقتلني"
"فعلت بكِ هذا لأنكِ طلبتي منها أن تبتعد عني فقط؟"
سأل بشك لتومئ هيونا برأسها بعبوس
"بيكهيون، أنا حقاً أحبك... لا أفهم لماذا تغيرت معي بهذه الطريقة لكنني أحبك بحق ولا أتخيل حياتي بدونك "
" حسناً، اذهبي إلي غرفتك الآن فأنا مشغول "
تخطاها كي يُغادر لتُمسك بيده سريعاً هامسة بخجل
" هل يُمكنك مساعدتي؟ قدمي تؤلمني"
"لكن كيف وصلتي إلي هنا؟ "
سأل بضيق و هو ينظر نحو قدمها ثم زفر ليومئ إليها بالموافقة و أمسك بكتفها يُساعدها حتي وقف أمام المصعد ليضع رجل الأمن ذراعه أمامه قائلاً بجديه
"أعتذر سيدي لكن المصاعد تعمل لكبار السن، ذوي الاحتياجات و النساء الحوامل فقط "
" قدمها تأذت بحادث صغير لذا اسمح لها بالمرور رجاءً... هي فقط"
بيكهيون استأذنه بإحترام كونه لا يرغب صعود تلك الأدوار جميعها مُلتصقاً بها لكن رجل الأمن رفض ذلك فالقوانين تسير علي الجميع
صعدا السلالم في هدوء بسبب بيكهيون الذي لم يتفاعل مع أي حديث تنطق به إلي أن توقفا أمام غُرفتها فأمسكت بيده قبل أن يُغادر ليستدير نحوها
"ألن تدخل؟"
هز رأسه بالنفي ليُبعد يدها عن خاصته ثم زفر بضيق
"بخصوص ما فعلته هيبا... أنا أعتذر لكنها نوعاً ما مُتملكة و غيورة لذا..."
رفع كتفيه نهاية حديثه الهادئ محاولاً شرح الأمر فأومأت إليه هيونا بتفهم و ابتسمت بلطف هامسه
"لا بأس"
"شكراً علي تفهمك الأمر... و لكن معني حديثي هذا هو أن لا تتحدثي معها بشأني مرة أخرى لأنني لا أستطيع منعها عن ما ستفعله إذا تكرر و تحدثتِ معها عني"
ابتسم بتصنع ليمحو ابتسامته حين استدار و خطي نحو السُلم ليصعد حيث جناحهم
سحب نفساً عميقاً مُتعباً ثم رفع يده ليطرق علي الباب عدة مرات إلي أن فُتح بواسطة 'اي ان'
بإبتسامة مُرهقه بيكهيون بعثر شعر الصغير بينما يسير نحو الداخل فأغلق 'اي ان' الباب ليلحق بـ بيكهيون بتوتر
دفع باب غرفة النوم بلطف و الذي كان مفتوحاً قليلاً ليستقيم تشانيول بظهره وسحب يده بعيداً عن وجنة تشانسوك ليمسح دموعه بعشوائية حين اقترب منه بيكهيون حتي وقف بجانبه
"ألم تستيقظ بعد؟"
"استيقظت عدة مرات لكن سرعان ما تعود للنوم دون شعور"
تهامسا بخفوت ليومئ إليه بيكهيون بتفهم ثم خرج و خلفه الصغير حيث غرفة المعيشه ليعقد بيكهيون حاجبيه بإستغراب بسبب غرفة المعيشه التي كانت في حالة من الفوضي و أمال بجسده قليلاً ينظر نحو الحمام الذي بدا فارغاً
"هيبا ليست هنا؟"
'اي ان' أومأ إليه ليعقد ذراعيه نحو صدره و اقترب يجلس علي الأريكة قائلاً بعبوس
"لقد غادرت منذ مدة..."
رفع عينيه نحو بيكهيون ليتنهد
"حبيبتك وقحة لقد قالت أشياء سيئة إلي هيبا"
بعدم فهم بيكهيون عقد حاجبيه و اقترب ليجلس بجانب 'اي ان'
"لم أفهم... ما الذي حدث؟"
"فتاة ما أتت و اخبرتها أن تبتعد عنك، لقد قالت أنك لا تحب هيبا و تشعر بالشفقة تجاهها ثم هاجمت هيبا... لقد غادرت و هي تبكي"
الصغير ابتلع غصته و هو يتذكر كيف كانت حالة هيبا حين سحب تشانيول هيونا بعيداً عنها
'اي ان' رآها تُشبهه حين اقتنع بحقيقة أنه أصبح وحيداً بالمشفي دون أب، أم أو أي شخص قريب منه
" سوف أذهب للبحث عنها "
وقف من مكانه ليسير نحو الباب بخطوات واسعه بقلب مُضطرب
يشعر نحوها بالشفقة؟ من أين لها هيونا أن تتحدث بهذه الكلمات و كأنها تعرف حقيقة مشاعر بيكهيون؟
وقف أمام غرفة البروفيسور مُدركاً أن هيبا لن تجد ملجأ لنفسها سواه لكنه لم يكن مُستعداً لرؤية البروفيسور مرة أخرى.. ليس في وجود هيبا
تنهيدات ثقيلة غادرت ثُغره قبل أن يطرق الباب ففتحت له المُمرضة و التي تحولت نظراتها الباردة إلي أخري حادة حين رؤيته
"هل هيبا أتت إلي هنا؟"
"رحلت منذ قليل"
أجابته و هي تُغلق الباب بوجهه فزفر بحنق و التفت يعود أدراجه فربما هي صعدت السُلم الآخر لذا لم يرها
الأخري كانت تسير بخطوات ثقيلة تجر قدميها نحو الجناح الخاص بهم و عقلها يُردد كلمات هيونا مراراً و تكراراً فمهما حاول البروفيسور التخفيف عنها هي لم تكن لتنسي تلك الكلمات أو تتغاضي عنها بسهولة
بيكهيون توقف بمكانه و هو يتنهد براحة حين رآها تسير مقابلة له متجهة إلي الجناح ثم عاد مرة أخرى يركض حتي وقف أمامها لتعقد حاجبيها و رفعت رأسها نحوه ببطئ إلي أن تلاقت عينيها مع خاصتيه
"بيكهيون"
انتحبت باكية و تعلقت برقبته مُحتضنة إياه بقوة جاعلة من جسده يرتد إلي الخلف فـتنهد بإبتسامة و أحاط خصرها بذراعيه بينما أحد كفيه ارتفع قليلاً ليمسح به علي رأسها من الخلف بلطف
"أنا آسف... حقاً آسف هيبا"
همس كونه السبب في سماعها هكذا كلمات ليُغلق عينيه محاولاً كتم أنفاسه كي لا يفقد السيطرة علي نفسه لكن جسده بالفعل قد سارت به رجفة و ألم قد بدأ ينتشر برأسه فـ أحكم حصار ذراعيه حول جسدها هامساً بضعف
"لا تستمعي إلي ما تقوله... لا تستمعي إلي أي مما يقوله الآخرين، فقط استمعي لي أنا"
أمال قليلاً يُقبل جانب رأسها و كفه لم تتوقف عن التربيت علي رأسها بلطف رغم قسوة احتضانه لها
هي لم تتوقف عن البكاء و النحيب لدقائق طويلة حتي لم يعد بيكهيون قادراً علي السيطرة علي نفسه
" دعينا ندخل "
همس بصوت مُختنق فشهقت بفزع و ابتعدت عنه حين أدركت ما يحدث له لتضم شفتيها بعبوس
"أنا.. أنا آسفة"
"لا مشكلة، فقط ساعديني للدخول فيبدو أنني لست بخير"
همس بقهقهة خافته دون أن يفتح عينيه فأمسكت يده و هي تومئ برأسها ثم طرقت الباب و انتظرت قليلاً حتي فتح تشانيول الباب
"أنتما بخير؟"
سأل بقلق و أمسك هو الآخر يد بيكهيون يُساعده في الدخول ليُغلقا الباب بعدها
" ماذا يحدث؟ هل تعاني من خطب ما؟ "
سأل يوجّه حديثه إلي بيكهيون فهمهم بالنفي ثم فتح عينيه ببطئ ليظهر لونهما الأحمر
" إذاً... سأدخل إلي تشانسوك"
تشانيول انسحب يشعر بتوتر بين هذين ليعود إلي مكانه حيث كان يجلس بجانب تشانسوك بينما بغرفة المعيشه فوق الأريكة نام الصغير 'اي ان' بتعب
" 'اي ان' أخبرني بما حدث مع هيونا"
استقام بوقفته و هو يتحدث بهدوء بينما حُمرة مُقلتيه بدأت تتلاشي تدريجياً حتي عادت إلي طبيعتها
" أعرف أن كلماتها جارحه"
اقترب منها قليلاً ليحتضن وجنتيها جاعلاً منها تنظر إليه فضمت شفتيها بعبوس و استنشقت ماء أنفها ليبتسم بخفه و اقترب يُلثّم جبينها بقبلة طويلة
"لكنني أحبك أنتِ و لا أهتم سوي لكِ"
ارتجفت شفتيها ببكاء فحرك ابهامه عليهما بـ رقة بينما يحتضن وجنتها لتصدر عنها شهقة خافته
" هل تظنين أنني أحمق لأعود إلي فتاة لقبتني بالوحش و هي تراني أمامها غارقاً بدمائي أطلب النجده؟"
أمال برأسه يتسائل بجديه فهزت رأسها بالنفي
" أنت لست أحمق "
" بل أنا كذلك لأنني تسببت في بكائك"
قاطعها سريعاً فعادت تهز رأسها و رفعت يديها تمسح علي عينيها بعشوائية بينما كفيه لازالا يحتضنان وجنتيها
"انظر، أنا لا أبكي "
قهقه بصخب وهو يهز وجهها إلي الجانبين بضعة مرات لتُجعد أنفها بإنزعاج مُصطنع
" توقف عن ذلك"
همهم بطواعية ليسحبها من وجهها نحوه مُقبّلاً شفتيها بسطحية ثم تراجع بخطواته نحو الخلف مُتجهاً إلي غرفة المعيشه بينما هي ظلت بمكانها تنظر إليه بخجل و اتساع طفيف بعينيها ليغمز لها بإبتسامة لعوبة قبل أن يستدير بجسده ليسير بإعتدال
________________
مساء اليوم التالي
'اي ان' ركض نحو الباب يفتحه حين سمع طرقات من الخارج لتدخل هيبا التي عادت لتوها من غرفة البروفيسور فـ حركت رأسها بالأرجاء باحثة عن بيكهيون
"إنه مع سيهون"
همهمت و هي تضم شفتيها بخجل فلم تكن تدرك أن نظراتها تفضحها
"تشانسوك"
انتحبت بطفولية حين رأت صديقتها تجلس علي السرير و بجانبها تشانيول يُساعدها بتناول الطعام فـ ابتسمت المقصودة حين ألقت هيبا بجسدها بجانبها و هي تحتضن كتفيها مُقبّلة وجنتها بقوة
" ابتعدي أيتها الصغيرة"
تشانيول رمقها بجانب عينيه و هو يدفع بملعقة الطعام نحو تشانسوك لتقلب هيبا عينيها بضجر
" ابتعدي أيتها الصغيرة"
قلدته بسخرية لتُقبّل وجنة تشانسوك مرة أخرى و هي تقترب من خزانة الملابس تُخرج ثياباً لنفسها ثم اتجهت إلي الحمام بينما تشانيول و تشانسوك قهقها بخفه عليها
"تبدو سعيدة"
تشانيول همس حين خرجت هيبا من الغُرفة فهمهمت تشانسوك
" هذه هيبا "
التفتت برأسها نحوه حين قرب الملعقة من شفتيها لتُفرّق بينهما تأكل ما بالملعقة فمسح تشانيول بإبهامه علي طرف شفتيها و ابتسم بعدها ليُمسك بالطبق بيده جيداً و هو ينظر إليها مُصدراً همهمة قبل أن يتسائل بتردد
"ما.. ما الشيء الذي.. أردتِ أن تطلبيه مني؟ "
حك جبينه بتوتر ليضع الطبق جانباً ثم شابك أنامله سوياً فوق قدميه
"أهاا"
همست بخفوت مُتذكرة ما أرادت أن تُخبره به
" أردت أن أُخبرك بذلك... أنك لست مُضطراً لأن تُبادلني مشاعري"
رفع عينيه نحوها و هو يبتلع ريقه بصعوبة لتبتسم في المقابل
" أعدك أنني إذا لم يُصبني مكروهاً حتي انتهاء هذه الأزمة فسوف أبتعد عنك"
"لستِ.. مُضطرة إلي ذلك"
نبس بتوتر و جزء بداخله يُخبره أن يمنعها عن ذلك لكن بالوقت ذاته هو يري أن الإبتعاد عنه أفضل لها و له هو الآخر
" كان لدي حلمين... أحدهما أنت، و الآخر السفر إلي الخارج... و إذا فشلت في تحقيق حُلمي الأول فلا بأس بأن أبحث عن حُلمي الآخر "
شرحت له الأمر بهدوء و قلبها يصنع الصخب مُعترضاً علي ما تقوله لكن كلماته لازالت عالقة برأسها
هو يشعر بالاشمئزاز منها
"لكنني... كُلما بحثت في ذكرياتي لا أجد ما يُسعدني سواك "
اختنقت بغُصتها لتُدير وجهها بعيداً عنه للحظات ثم عادت تبتسم بتصنع و هي تُعيد نظراتها نحوه
"لذا طوال هذه الفتره..."
رفع حاجبيه حين أخفضت عينيها نحو يديه و بحذر هي أمالت نحوه حتي أمسكت إحدي يديه ليحتضن كفها سريعاً كي تستقيم بجذعها حتي لا تتأذي
" هل يُمكنك تحقيق أُمنياتي؟... فقط سأصنع بعض الذكريات التي يُمكنني أن أعيش عليها لاحقاً"
قهقهت نهاية حديثها لترفع يدها الحُرة تمسح بها علي عينيها
"تشانسوك.."
همس و هو يهز رأسه لتنفي سريعاً مُقاطعة إياه
"رجاءً لا ترفض ذلك... لقد اعتدت العيش علي مجرد خيالات و أوهام و هذا كان كافياً بالنسبة لي، لكنني الآن طامعة في ذكريات حقيقيه و ليس مجرد وهم... أقسم لن أدفعك للوقوع بحبي أو أضغط عليك... فقط أريد بعض الذكريات و بعدها سأختفي من حياتك لترتاح و أنا الأخري سأكون سعيدة... هل يُمكنك فعل هذا من أجلي؟ "
ختمت حديثها برجاء و ابهامها ضغط علي كفه بخفة ليبتلع ريقه و هو يومئ بتردد
كلاهما غير راضٍ عما يحدث
لكن تشانيول يري أن هذا الصواب من أجلهما
و هي تعتقد أنه ما عاد بإمكانهما أن يكونا سوياً
" يُمكنني المحاولة "
_______________
بوابات الفُندق المُغلقة كان يقف أمامها من الداخل سيهون بجانبه بيكهيون ، و خلفهما مجموعة من رجال الأمن الذين ارتدوا بذلات حامية و مُسدسات احتوت على حُقن المُخدّر الذي صنّعه سيهون
كلاً من سيهون و بيكهيون تقدما حين بدأت البوابة تُفتح صانعة شق صغير يمر من خلاله كلاهما، و بمجرد أن خرجا أُغلقت البوابة مرة أخري ليلتفت سيهون نحو الرجل الذي يتقدم رجال الأمن و الذي لم يكن سوي رئيسهم
"بإمكانكم الدخول... حين عودتنا سوف أبعث برسالة إلي دونغهي كي تخرجوا لكن وجودكم هنا سيلفت الانتباه"
تحدث بجدية ليقترب منه ذاك الحارس و هو يسأل بقلق
"هل واثق أنك لا تحتاج إلي المُساعدة؟"
"لا تقلق... هم لا يمكنهم ايذائنا"
بإستسلام اومأ إليه ليرفع يده مُشيراً إلي الُحراس بالانسحاب فالتفت سيهون إلي بيكهيون و أومأ إليه برأسه
كلاهما تحركا بحذر مُبتعدين عن هذه المنطقه
انها خالية نوعاً ما و بين تلك المنازل و المباني المُدمرة لم يكن هناك أثر إلي أي زومبي يسير وحيداً أو بين مجموعه
سيهون سحب بيكهيون ليختبئا خلف أحد الأسوار حين لمح كائن غير طبيعي يسير بخطوات عرجاء يتقدمه شخصاً بدا سليماً ليتنهد
"ربما خرجنا بوقت متأخر"
بيكهيون همس له ليتنهد سيهون فالوقت لم يتعدي منتصف الليل بعد فلماذا جميع مجموعات الزومبي يتقدمهم مصاص دماء
"هناك"
بيكهيون أشار علي الجانب الآخر من المبني الذي يختبئان بجانب سوره فأومأ إليه سيهون سريعاً و بحذر اقتربا من ذاك الزومبي حتي توقفا بنهاية السور ينظران في الأرجاء بحذر كي يتأكدا من عدم تواجد مصاص دماء آخر
و بالفعل تلك المنطقة كانت خالية من مصاصي الدماء
سيهون اتخذ وضع الاستعداد ليُشير بمسدسه نحو ذاك الزومبي ثم ضغط الزناد لتضرب تلك الحقنة رقبته و بلحظات هو وقع أرضاً فزفر سيهون براحة و أشار إلي بيكهيون بعينيه
حرك بيكهيون رأسه بدائرية و اللون الأحمر بدأ يتسرب إلي مُقلتيه إلي أن سيطر عليهما ليرفع يديه مُشيراً بهما في الهواء نحو ذاك الزومبي ليبدأ جسده في التحرك نحوهما حتي لم يعد يفصل بينهما و بين جسده سوي خطوة واحده
"انظروا ماذا لدينا هنا؟"
صوت ساخر خرج من خلفهما ليعود بيكهيون إلي طبيعته فوقع الزومبي و بقوة ارتطم جسده بالأرض
ببطئ استدارا لتتسع أعين بيكهيون حين رأي المسافة جانب ذاك السور بأكمله امتلأت بالزومبي و بمقدمتهما يقف رجل و فتاتين احداهما تبدو من نفس فصيلة تشانيول حيث كانت ذات بشرة شاحبه و عروق بارزة بينما عينيها اختلف لونيهما
"نحن في ورطة"
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top