24

Start

"هيبا"

همهمت لترفع عينيها سريعاً نحو سوشيل التي تقف أمام باب غُرفة النوم

"هل يُمكننا أن نتحدث قليلاً؟"

أومأت بإستغراب ثم سارت نحو الغرفة تحت نظرات بيكهيون و تشانسوك بينما تشانيول كان مُنشغلاً مع 'اي ان' لربما هو حتي لم يلحظ ما حدث للتو

أغلقت الباب خلفها لتجلس علي السرير بجانب سوشيل حيث أشارت لها الأخري بأن تفعل ثم هزت رأسها بحركة خفيفه تحثها علي التحدث

" هناك أمر مهم أريد أن أخبرك به،لكن رجاءً لا تغضبي أو تتسرعي في اتخاذ قرار كـ أن تبتعدي عني مُجدداً"

"و أنا من قُلت كيف يمر أسبوعين منذ أن تصالحنا و حتي الآن سوشيل لم ترتكب خطئاً"

قلبت عينيها ساخرة لتهز رأسها بيأس فابتلعت سوشيل ريقها بتوتر

"كان لصالحك هيبا صدقيني... فقط لم أرغب بأن تتأثر نفسيتك و نحن لسنا بظروف تسمح بالمزيد من القلق و الحزن "

بررت سريعاً فضمت هيبا شفتيها بعبوس ثم همست

" إنه بشأن البروفيسور أليس كذلك؟ "

سوشيل أومأت لتُغلق هيبا عينيها بقوة فأمسكت الأخري بيدها سريعاً

"لا، لا تقلقي هو بخير... أعني لقد أصبح بخير نوعاً ما "

" ما الذي حدث له؟ "

تسائلت بعبوس و سوشيل تنهدت بضيق بسبب ملامح الصغري التي تبدلت عما كانت عليه منذ قليل و قد بدت علي وشك البكاء

" قبل انتقالنا إلي هنا كان من المفترض اننا توصلنا إلي علاج و لكن يبدو أنه أثناء محاولة البروفيسور في تجربته و تعيين الكميات اللازمة للاستخدام انفجر المُختبر"

هيبا شهقت بفزع و أعينها اتسعت بخوف لتهز سوشيل رأسها سريعاً

"صدقيني البروفيسور الآن بخير... جسده ليس بخير تماماً لكنه استفاق من غيبوبته البارحه.. "

" هل دخل في غيبوبه؟ "

تسائلت بنبرة مُرتجفه و سوشيل تنهدت لتومئ إليها

" يمكنني رؤيته؟ هو هنا أليس كذلك؟"

"نعم، هو هنا و يمكنك رؤيته لكن لأنني مشغوله سيهون طلب أن يذهب معكِ بيكهيون "

" لا مشكلة في ذلك "

وافقت سريعاً فـابتسمت سوشيل و ربتت علي كتفها لتخرجا بعدها من الغُرفه

"بيكهيون"

سوشيل أشارت إليه ليقف من مكانه سريعاً ثم اقترب منهما بتوتر

" الأمور علي ما يرام؟ "

سوشيل اومأت إليه و بعدها أمالت بجذعها قليلاً كي تنظر إلي الآخرين

" سوف يذهب معي كلاً من هيبا و بيكهيون لبعض الوقت"

"حسناً"

تشانسوك أجابتها بخفوت و تشانيول اكتفي بإيماءة بسيطه دون أن يلتفت نحوهم كما فعل الصغير 'اي ان'

غادر ثلاثتهم الغُرفة و بينما سوشيل كانت تسبقهم ببضعة خطوات، كان كلاً من هيبا الشاردة و بيكهيون الذي ينظر إليها بقلق يسيران مُتجاورين

" آسف لأنني لم أُخبرك بالأمر"

بيكهيون أمال برأسه نحوها يعتذر بهمس و هي اكتفت بهمهمة و ابتسامة مُصطنعه ليتنهد بضيق ثم التفت ينظر أمامه حين توقفوا أمام غرفة البروفيسور لتطرق سوشيل الباب بخفه ثم عادت خطوتين إلي الخلف تنتظر إلي أن فُتح الباب بواسطة المُمرضه

"البروفيسور مُستيقظ؟ "

" نعم، لقد استيقظ لتوه"

سوشيل تقدمت لتدخل هي أولاً و خلفها كلاً من هيبا و بيكهيون ثم جلس ثلاثتهم حول السرير حيث جلس بيكهيون و هيبا علي مقعدين متجاورين و علي الجانب الآخر كانت سوشيل

"كيف حالك بروفيسور؟"

أغلق عينيه و فتحهما بحركة بطيئه مع ابتسامة مُتعبه ظهرت علي شفتيه المُشوهتين لتبتلع هيبا ريقها بصعوبه غير قادره علي النطق بحرف كي لا تنهار أمامهم جميعاً لكنها عجزت عن منع دموعها من الهطول

" ااه هذا بيكهيون يكون حبيب هيبا... إنه شخص لطيف "

سوشيل أشارت نحو بيكهيون بإبتسامة ليُحرك البروفيسور رأسه ببطئ حتي استقرت عينيه علي بيكهيون ليبتسم الآخر في المقابل و انحني برأسه قليلاً لينظر بعدها نحو سوشيل و من ثم هيبا

"لدي عمل لذا سأترككم الآن"

سوشيل انسحبت من هناك أولاً كي تُكمل عملها بينما بيكهيون اعتدل بجلسته لينظر نحو البروفيسور بإبتسامة

"سمعت أن منزلك انفجر بسبب هجوم تلك الوحوش و كنت مُمتنة أنك لم تكن متواجداً به لكنني للتو اكتشفت أنك..."

هيبا همست من بين شهقاتها المكتومه لتتوقف عن الحديث و هي تُغلق عينيها بقوة بينما تضم شفتيها فأمال نحوها بيكهيون و هو يمسك يديها بلطف

"لا بأس هيبا... البروفيسور بخير الآن، علي الأقل قد نجا مما حدث "

رمق البروفيسور بنظرة سريعه ثم أعاد نظراته نحو هيبا ليمسح علي عينيها بلطف

"لـ. لا تـ.. ـبكي"

بضعف أخرج البروفيسور حروفه ليُعيد بيكهيون امساك كفي هيبا و ضغط عليهما بخفه

________

"سيد جيبوم "

شخص ما هتف بإسم جيبوم من بعيد لكن الآخر كان كالجثة.. جسد بلا روح

ينظر نحو الأرض بشرود و ظهره يستند ضد ذاك الحائط الذي دمرته النيران

" و أخيراً  وجدتك... نحن نبحث عنك منذ فترة طويله"

رفع عينيه ببطئ حين توقف ذاك الشاب أمامه لينعقد حاجبيه تدريجياً بغضب و بحركة سريعه هو وقف من مكانه مُحاصراً عُنق الآخر بينما يصرخ عليه ببكاء هيستيري

"سوف أقتلك أيها الحقير"

"سيد جيبوم اهدأ رجاءً"

حاول دفع جيبوم بعيداً عنه لكن الآخر لم يكن ليتركه بسهوله لذا أعين ذاك الشاب تحولتا إلي اللون الأحمر ليدفع جيبوم بقوة حتي ارتطم ظهره بالحائط بقوة ليقع بعدها أرضاً

"أنا أبحث عنك لأُخبرك أننا لم نتخلص من تلك الجُثتين كما أمرنا سونغ هو... "

جيبوم رفع رأسه ببطئ نحو الآخر و هو يُضيّق عينيه كي يري جيداً بعدما شوشت دموعه الرؤية أمامه فـ انحني إليه ذاك الشاب و ربت علي كتفه قائلاً

"نحن لم نستطع فعل ذلك لذا قمنا بتخبئتهم جيداً بعيداً عن أنظار سونغ هو كي لا يكتشف الأمر و هناك من يحرسهم جيداً ... حاولنا التوصل إليك و إلي الرئيس لكن الأمر كان صعباً خاصة و اننا لم نتوقع أنك..."

حرك عينيه في المكان قبل أن يُكمل

"أنك هنا.. حيث كانت جثة والدتك"

_______________

" لتلعبا معي.. لنلعب الغُميضه "

'اي ان' هتف بحماس و هو يقف من مكانه بحركة سريعه ليلتفت نحوه كلاً من تشانيول و تشانسوك فوجهه المُتعب و جسده الذي نحف أكثر من السابق لم يبدوان و كأنهما سيتحملان الركض أو الحركة لكن الصغير بدا و كأنه يشعر بالقلق و يحاول التخفيف عن نفسه فالوقت قد تأخر و حتي الآن لم يعد أياً من سوشيل و سيهون، كذلك بيكهيون و هيبا

" هل واثق من ذلك؟ "

تشانسوك سألته بإستغراب ليومئ إليها ثم اقترب ليسحبها كي تقف و تشانيول هو الآخر وقف بينما ينظر نحو الصغير بإبتسامة مُتسعه

"حجرة، ورقه، مقص"

'اي ان' صرخ ليستوعبوا ذلك و قاموا بالاختيار سريعاً فخسر 'اي ان' لينتحب بعبوس

"لماذا أنا؟"

"هيا هيا يا صغير أغلق عينيك"

تشانيول أشار نحوه و هو يهز حاجبيه بمزاح لتتسع ابتسامة 'اي ان' ثم أغلق عينيه و بدأ بالعد التنازلي قبل أن يرفع يديه باحثاً عنهما

و كلاً من تشانيول و تشانسوك حرصا علي أن يكونا قريبين من الصغير كي يتأكدا من أنه لن يرتطم بشيئ أو يتأذي

" ااه هذا مُتعب "

صاح بنفاذ صبر ليضحك كليهما و هما يلتفان حوله بصورة دائرية بطيئة قليلاً

"أمسكت بك"

صاح بحماس و فتح عينيه ليضحك بصخب حين أدرك أن الشخص الذي أمسك به كان تشانيول فـ ضحك ثلاثتهم ليُغلق تشانيول عينيه و بدأ بالعد التنازلي

'اي ان' كان يتمسك بـ تشانسوك يختبئ خلفها و كلما حاولت إبعاده عنها هو سيضحك بطفولية و يهز رأسه رافضاً ذلك لتبتسم هي

" 'اي ان' هكذا هو سيُمسك بي"

"و أنا لا أريده أن يُمسك بي أنا"

أجابها بخوف مُزيف و بسبب همساتهم العالية تلك اقترب تشانيول من مصدر الصوت و باللحظة الأخيره' اي ان' لاحظ اقتراب تشانيول منهما ليصرخ بفزع و بتلقائية هو دفع تشانسوك نحوه ليقع كلاهما أرضاً فـ ضحك 'اي ان 'بصخب

تشانيول فتح عينيه ببطئ ليراها تُغلق عينيها بخوف و هي تتشبث به حيث استندت بكلتا يديها فوق صدره حين وقعت مُعتلية اياه

بدون وعي أخذ يتأملها غافلاً عن قلبه المُضطرب و بخفة هو ضغط علي خصرها لتفتح تشانسوك عينيها تدريجياً إلي أن تلاقت مع عينيه و برفق حركت يدها فوق يسار صدره و هي تشعر بذاك الطرق ضده مدركة لما يحدث من صخب بداخله

"لمَ ينبض هكذا؟"

همست بخفوت لتخفض عينيها نحو صدره و معها هو الآخر حرك عينيه بـ تيهٍ

و حين ابتسمت هي كـ طفلة صغيره و هي تتأمل صدره بشرود هو الآخر ابتسم بتلقائية لكن سرعان ما تردد صوت داك يونغ برأسه

"أحبك"

دفع تشانسوك سريعاً ليستقيم و هو ينظر إليها بصدمة كأنه استيقظ لتوه من كابوس بينما هي لم تفهم ما يحدث و فقط كانت ترفع رأسها نحوه بـ تيهٍ تحت أنظار 'اي ان' الذي توقف عن الضحك

"لمَ تفعلين ذلك؟"

نطق بعدم تصديق و هو يضع يده علي صدره بدون وعي بينما أنفاسه كان من الواضح أنها غير مُنتظمه كأنه انتهي من سباق لتوه

"أنا ماذا فعلت؟"

وقفت من مكانها تتسائل بعدم فهم ليضحك بسخرية

"ماذا فعلتِ؟.. أنتِ لا تفعلين شيئ سوي الالتصاق بي، تستغلين كل موقف فقط للتقرب مني"

"أنا لم أفعل هذا عن قصد"

عينيها اتسعتا و هي تُبرر موقفها ليومئ برأسه و هو يقترب منها بخطواته فتراجعت هي للخلف

" بل فعلتيها عن قصد وهذا ما تفعلينه طوال الوقت، أنتِ لا تُفكرين سوي بكيفية اغرائي و جذبي نحوك لكن هذا مستحيل لأنني مازلت أحب زوجتي و التي لن تأخذ فتاة مثلك مكانها بقلبي"

توقفت عن التراجع لترمش بعينيها و مع التقاء جفونها بدأت دموعها تنزلق الواحدة تلو الأخري

" داك يونغ لم تكن أبداً تتصرف هكذا... "

" أنا لست داك يونغ "

هسهست من بين أسنانها ثم مسحت علي عينيها بعشوائية ليومئ هو بإبتسامة ساخره

" و لذلك تصرفاتك هذه لن تجذبني أبداً"

و عكس ما يشعر به هو نطق كلماته السامة ليرفع طرف شفتيه بسخرية

"بل العكس تماماً... إنها تُشعرني بالتقزز "

رفعت حاجبيها بصدمة مما قال و فرقت بين شفتيها كي تُجيبه لكنها فشلت بذلك

"تشانسوك"

'اي ان' همس بعبوس حين لاحظ خطواتها تعود نحو الخلف بتخبط لتنظر إليه ثم أعادت نظراتها نحو تشانيول قبل أن تركض إلي خارج الجناح بأكمله ليلتقط تشانيول أنفاسه و عاد هو الآخر إلي الخلف حتي استند بظهره ضد الحائط ثم امال بجذعه قليلاً إلي أن جلس أرضاً و أغلق عينيه بضيق

"لم.. لماذا قلت لها ذلك؟"

'اي ان' سأل بحزن ليسير نحو غُرفة النوم ثم عاد بعد لحظات و ألقي بشيئ ما نحو تشانيول ليفتح الآخر عينيه و ينظر إلي ما بين يديه حيث ألقي الصغير النظارة الشمسية و قناع الوجه علي قدميه

"هيا اذهب لتبحث عنها"

"لا تتدخل في هذا الأمر"

اجابه بجدية و ألقي القناع و النظارة بجانبه عاقداً حاجبيه بإنزعاج ليزفر 'اي ان' بغضب

"بل سأتدخل لأنني المُخطئ هنا... أنا من دفعتها نحوك و أنت مُخطئ لأنك قلت لها أشياء سيئه لذا هيا ابحث عنها قبل عودة الآخرين "

بينما بالخارج حيث تشانسوك التي خرجت من الجناح تركض بدون وجهة و هي تمسح علي وجهها بعشوائية

ابتسامة خبيثه نمت علي شفتي ذاك الذي لم يتوقف عن مُراقبة الجناح لأيام عديدة و بحذر هو لحق بها حتي ابتعدت عن الدور الذي يقع به جناحهم و اقتربت من الدور الذي تقع به غرفته ليتحدث بصوتٍ عالٍ جاعلاً منها تتجمد بمكانها

"و أخيراً خرجتي من غُرفتك"

عينيها اتسعتا بصدمة حين سمعت صوته... ذاك الصوت الذي لم و لن تنساه أبداً مادامت علي قيد الحياه

" كنت قد فقدت الأمل في رؤيتك لكن يبدو أن اليوم هو يوم حظي"

ضحك بصخب لتنكمش ملامحها ببكاء و بصعوبة حتي حركت قدمها فبدأت تسير بخطوات سريعه غير مُتزنة محاولة الهروب منه

"إلي أين حبيبتي؟ نحن لم نري بعضنا منذ فترة.. ألم تشتاقي إلي؟"

انفجرت باكية و هي تسمع صوت خطواته تقترب منها و صوت ضحكاته الصاخبة و الساخرة كانت تجعل من قلبها يضطرب حتي وقعت أرضاً لتلتفت نحوه سريعاً و هي تزحف بظهرها نحو الخلف غير قادره علي الوقوف فقدميها الرخوتان تنزلقان كلما حاولت فعل ذلك

صوت صراخها بتلك الليلة المشؤومه اختلط مع صوت سيارات الشرطه و نظرات هيبا نحوها تجسدت مرة أخري أمام عينيها و بكل لحظة تمر وتيرة بكائها تزداد حتي أصبحت تتخبط بمكانها بهيستيرية

_____________

ادّعي اللامبالاة و هو يقف من مكانه يرتدي ذاك القناع الخاص بالوجه رغم انقباض قلبه بخوف عليها لكن تشانيول لم يكن ليرغب بالاعتراف بذلك حتي و ان كان بينه و بين نفسه

ارتدي النظارة و سار نحو الباب كي يفتحه فرفع سيهون حاجبيه بتفاجؤ و سحب البطاقة ليضعها بجيبه فلتوه كان علي وشك فتح الباب

"إلي أين ؟"

سيهون سأله بعقدة بين حاجبيه ليبتلع تشانيول ريقه و التزم الصمت فاقترب 'اي ان' من سوشيل ليحتضن خصرها ثم رفع رأسه نحوها مُتسائلاً بقلق

"متي ستعود هيبا؟"

"ألم تعد هي و بيكهيون بعد؟"

تدخل سيهون و هو ينظر إلي الساعة بتفاجؤ فالوقت قد تأخر بالفعل و مع طرحه لذاك السؤال ظهر كلاً من هيبا و بيكهيون قادمين من بعيد ليلتفتوا نحوهم جميعاً

"لماذا تأخرتما؟"

سوشيل سألت بقلق فهزت هيبا رأسها بإبتسامه

"لم أرغب بترك البروفيسور و أيضاً يبدو أنه أحب بيكهيون فكلاهما كانا يتحدثان لوقت طويل"

ضحكت بخفه ليرفع سيهون رأسه نحو بيكهيون الذي بدا شارداً ثم اومأ بتفهم

"دعونا ندخل إذاً"

أشار نحو الداخل لتدخل  هيبا و سوشيل التي يلتصق بها الصغير بينما تشانيول ظل بموقعه مُتردداً

" ما بك؟ لم لا تدخل؟ "

" في.. في الواقع تشاجرت مع تشانسوك و هي غادرت منذ فتره و لم تعد بعد"

سيهون عقد حاجبيه بعدم فهم ليقترب منه قليلاً

" ماذا تقصد بأنها غادرت؟... غادرت الغرفة وحدها؟"

صرخ بنهاية حديثه لينتفض كلاً من تشانيول و بيكهيون بفزع

"نعم، لكنني كنت علي وشك الذهاب للبحث عنها "

" تبحث عن ماذا أيها الأحمق ما كان يجب أن تتركها وحدها"

سيهون هسهس من بين أسنانه و هو يركض إلي الداخل ثم أشار إلي سوشيل بأن تقترب إليه ففعلت

" ما الأمر؟"

"تشانسوك خرجت وحدها لذا سوف نذهب للبحث، عنها "

شهقت بفزع ليضع سيهون يده علي شفتيها سريعاً كي تصمت

"اهدئي سوف نبحث عنها... لكن لا تدعي هيبا تشعر بأي شيئ، أخبريها أي شيئ فقط لا تدعيها تعرف بوجود جون سو هنا في الفندق كي لا تتهور "

اومأت سريعاً ليتراجع بخطواته ثم ركض عائداً حيث بيكهيون و تشانيول القلقين و أغلق الباب حين أصبح ثلاثتهم خارج الجناح

"ابحثوا عنها جيداً، حتي و ان تطلب الأمر أن تبحثوا بجميع الغُرف فلتفعلوا ذلك "

" ماذا يحدث؟ "

تشانيول سأل بعدم فهم ليُخرج سيهون هاتفه من جيب بنطاله ثم وضعه بيده قائلاً

"جون سو هنا في الفُندق... هو ليس من أولسان لذا تواجده لا يعني شيئاً سوي انه يريد الانتقام من تشانسوك... سوف أذهب إلي دونغهي كي أري كاميرات المُراقبة و إذا وجدت شيئاً سوف أتصل بك"

أومأ إليه بقلق ليركض بعدها ثلاثتهم في جهات مُختلفه

الوقت كان مُتأخراً و الأجواء تبدو هادئه فلا يوجد الكثير من الأشخاص بخارج غرفهم

مُعظم الطوابق كانت فارغه لذا صوتهم بينما يصرخون بإسمها كان يصدح بالطابق بأكمله الذي يتواجدون به

" تشانسوك "

بيكهيون صرخ مُنادياً إسمها فـاتسعت عينيها حين سمعت صوته قريباً لترفع رأسها نحو جون سو الذي يقف أمام قدميها حيث كان يُسمعها كلمات مخيفه عن ما سيلحق بها بعد قليل

و حين جمعت شتات نفسها و أوشكت علي الصراخ كي تجذب انتباه بيكهيون إلي موقعها، تحرك جون سو بسرعة و أصبح خلفها لتُلثم إحدي كفيه فمها و الأخري جرّ بها شعرها بقوة و هو يسحبها منه نحو السُلم

هو كان يركض تقريباً فوق السُلم وجسدها الذي يتدحرج علي الأرض و يرتطم بالدرجات بقوة كان قد بدأ يمتلئ بآثار خفيفه للضربات التي تتلقاها مؤخرتها و جوانبها و كذلك ظهرها اثر ارتطامهم بالأرضية

تلفت حول نفسه بإرهاق حين وصل إلي غُرفته ليترك شعر تشانسوك للحظات و هو يحاول فتح الباب لكنها حاولت الهرب منه حينها فـ دفع وجهها بقوة بكفه الأخري التي تُلثم شفتيها ليرتطم رأسها بالحائط المُجاور للغرفة

حين فتح الباب هو عاد يسحب شعرها مرة أخرى و بدون مقاومة تركت جسدها يُسحب مع رأسها إلي داخل تلك الغُرفة

" أخبرتك من قبل... الهرب من جون سو ليس بتلك السهوله"

انحني إلي مستواها و هو يدفع رأسها نحوه بينما يُمسك خُصلاتها بقوة

صدرهما كان يعلو و يهبط بسرعة فسحبها إلي هذه الغرفة لم يكن بتلك السهوله و ما عانته هي و هو يجرها معه إلي هنا كان أشبه بالجحيم

"اااه لا أُصدق أن هناك أحمق في هذا العالم يظن أنه قادر علي الاختباء مني"

"جون سو... رجـ ـاءً"

همست بضعف لتتأوه بألم حين ضغط بقوة أكبر علي شعرها و هو يدفعها نحوه

" رؤيتك ضعيفة أمامي تُشعرني بالسعادة، إنها تجعلني انسي تلك السنوات التي قضيتها في البحث عنكِ كالأبله "

اقترب منها أكثر يجعل من أنفاسه تُمرر علي وجهها ببطئ شديد مُتلاعباً بأعصابها لتُغلق عينيها بخوف

"هل اشتقتِ إلي؟"

بفحيح كالأفعي همس بجانب أذنها لينتفض جسدها و هي تضم شفتيها بشهقات مكتومه

" لم لا تتحدثين هااا؟ "

صرخ ليُمسك وجنتيها يضغط عليهما فشهقت تشانسوك و انفجرت باكية

"كما تُريدين"

اومأ برأسه بإبتسامة خبيثه ثم استقام بوقفته ليقترب من خزانة الملابس يبحث عن شيئ ما فـاستغلت انشغاله و زحفت بجسدها نحو الباب بضعف لكن سرعان ما صرخت بألم حين عاد يسحبها من شعرها يُعيدها إلي حيث كانت تلي ذلك صفعة مؤلمه حطت علي وجنتها فتركت رأسها ترتخي علي الأرضية بتعب

الرؤية أمامها أصبحت ضبابية و صداع قاتل قد انتشر بأنحاء رأسها

تشعر به يُحرك جسدها بعنف و كأنها دمية ليُقيد ذراعيها خلف ظهرها بثيابه التي احضرها لتوه من الخزانه

_____________

ركض بضياع باحثاً عنها حتي امتزجت دموعه مع قطرات العرق أسفل قناع وجهه و تلك النظارات التي يرتديها

تشانيول تغيب عقله عن الواقع و اختلطت أصوات صراخ زوجته المُتألم حين فقدها مع صوت تشانسوك و هي تسرد بشاعة ما عايشته مع ذاك الرجل

لم يعلم أين يذهب أو ماذا يفعل لكن ما كان يدور بعقله مع ذكرياته تلك هو أنه إذا مس تشانسوك ضرراً فحينها لن يتحمل المسؤولية سواه

و هذه المرة هو كان بوعيه حين تسبب في إيذاء المرأة التي تحبه علي عكس ما حدث حين قتل زوجته دون وعي

"تشانسوك"

صرخ بصوتٍ عالٍ بعدما وقع أرضاً ليُمسك رأسه بكفيه يضغط عليها بقوة كي تهدأ تلك الأصوات لكن شهقات تشانسوك الباكية بدأت تتعالى أكثر فأكثر، و كأنها حقيقة جاعلة منه يصرخ لما يشعر به من ألم برأسه و قلبه

جسده انتفض بفزع حين قاطعه صوت رنين هاتف سيهون ليُخرجه سريعاً محاولاً السيطرة علي ارتجاف يديه وهو يُمسك به ثم وضعه بجانب اذنه حين أجاب فـ وصله صرخ سيهون من الجانب الآخر حيث كان يقف أمام عدة شاشات تعرض ما يحدث بالفندق و دونغهي مجاوراً له يميل بجذعه قليلاً نحو تلك الشاشات حيث كان يتحدث مع رجل الأمن المسؤول عن المُراقبه

"إنها ليست بالأعلي، انزل ثلاثة أدوار إنها الغرفة الرابعة من الجانب الآخر.. هيا بسرعه"

تشانيول اومأ بسرعة و هو يحاول الوقوف ليمسح علي وجهه بعشوائية ثم تلفت حول نفسه بـ تيهٍ قبل أن يركض نحو السُلم بينما سيهون ألقي بالهاتف نحو دونغهي و ركض هو الآخر حيث تلك الغُرفة

أمام الغُرفة المقصوده تشانيول وقف ينظر حوله بأنفاس غير مُنتظمه ليتأكد أنها الغُرفة الرابعة ثم رفع كفه ليطرق الباب بقوة جعلت من جون سو ينتفض مُبتعداً عن تشانسوك التي كان يعتليها و بمنتصف الطُرقة الصغيره التي تصل بين الباب و غرفة النوم هو وقف مكانه ينظر نحو الباب بحذر حين توقفت تلك الطرقات العنيفه

ضيّق عينيه لذاك الهدوء الذي دام لبضعة ثوانٍ ثم تنهد براحة و ابتسم بجانبية يعود خطواته حيث تشانسوك التي احتضنت جسدها بخوف بعدما زحفت إلي جانب السرير

" اليوم لن..."

تحطم الباب أوقفه عن الحديث ليلتفت برأسه سريعاً حيث تلك الطُرقة و لحظات حتي ظهر أمامه رجل طويل القامة و مُلثم الوجه فـسحب تشانسوك من شعرها لتصرخ بألم و جعلها أمامه يحتمي بها و إحدي ذراعيه تطوق عنقها

"تشانسوك"

تشانيول همس بقلق و هو يقترب منها لتُغلق عينيها بقوة حين ضغط جون سو علي شعرها بقوة أكبر و هو يضيق الخناق حول عنقها

"لا تقترب"

أشار نحو تشانيول بتحذير ليتوقف بمكانه و هو ينظر إلي تشانسوك مع قلق يزداد بكل لحظة تمر

"اتركها و شأنها"

"أنت من تكون؟"

تسائل بحنق ليجعل من تشانسوك تلتفت إليه و كفه التف حول عُنقها يُهسهس بغضب

"لمَ يوجد دائماً الكثير من الرجال حولك؟"

سعلت بإختناق و شهقت باكية ليُعيدها إلي وضعيتها السابقة جاعلاً من ظهرها يلتصق بصدره

"هذا شأن خاص بي أنا و حبيبتي لذا لا تتدخل "

" اتركها و شأنها"

تشانيول نطق بصعوبة محاولاً تمالك أعصابه حين شعوره بتغيرات تطرأ علي جسده

ذاك الألم الذي يسبق تحوله قد بدأ ينتشر بأنحاء جسده و غضبه من استفزاز جون سو لم يكن من السهل السيطرة عليه

"تشانيول"

تشانسوك همست بضعف و هي تشعر بأنفاسها تتلاشي بسبب اختناقها لتلين ملامح تشانيول قليلاً و هو يُراقبها بحذر

"أنقذني رجاءً"

أومأ برأسه بتوتر محاولاً طمئنتها لكنه كان غافلاً منذ البداية عن محاولة جون سو في الاقتراب من الطاولة حيث يتواجد زجاجة مياه

و علي حين غُرة سحب جون سو تلك الزجاجة ليضرب بها علي الطاولة بقوة حتي كُسرت ثم دفع بها بعشوائية نحو خصر تشانسوك من الخلف

أعين تشانيول اتسعت حين رؤيتها تقع علي الأرض أمامه غارقة بدمائها بشفاه ترتجف من شدة الألم غير قادرة علي النطق بحرف

دمعة تلو الأخري كانت تهرب من عينيها و هي تنظر نحوه بضعف ليقع أمامها علي رُكبتيه بيديه العالقتين في الهواء يُمررهما علي وجهها و جسدها من بعيد دون تلامس خشية ايذائها

"ا.. أنا آسف.. تشانسوك أنا.. حقاً آسف"

همس ببكاء فـ ابتسمت هي بضعف و مدت يدها نحو وجنته تلمسها بلطف من فوق ذاك القناع الذي يرتديه

"تشا..نيولي"

أغلقت عينيها و هي تبتلع ريقها لتُعيد فتح عينيها مرة أخرى و هي تنظر إلي خاصتيه

"لن أصرخ بوجهكِ مرة أخرى.. أعدك أنني لن أفعل "

هز رأسه بهيستيرية ليرفع يده يضغط بها فوق كفها الذي يحتضن وجنته و أغلق عينيه بقوة مُتناسياً أمر جون سو الذي أصبح خلفه

هو قد استغل انشغال كلاهما بالحديث ليقف خلف تشانيول و بقطعة الزجاج تلك التي طعن بها تشانسوك، طعن تشانيول بها بظهره فـ استقام ظهر تشانيول بحركة سريعه و هو يصرخ بألم لتتسع أعين تشانسوك بخوف لكنها لم تكن قادرة علي التحرك من مكانها

جون سو ابتسم بخبث و مرة أخري هو دفع بتلك الزجاجة إلي مكان آخر يُخلّف جرحاً جديداً و عكس توقعاته تشانيول لم يقع فاقداً الحياة بل وقف من مكانه ببطئ و التفت نحوه يُعطيه وجهه

توترت نظرات جون سو و هو ينظر إلي أطراف الزجاجه بيده الملوثة بالدماء و عاد يطعن بها تشانيول لكنه لم يُبدي أي رد فعل.. فقط يقترب منه ببطئ بينما يده ارتفعت تخلع ذاك القناع عن وجهه وتلك النظارات هو ألقي بها بعيداً ليظهر شحوب بشرته ذات العروق البارزة و عينيه ذات اللونين الأزرق الفاتح و الأحمر

"أنـ أنت.."

تراجع بخطواته و هو يحاول الفرار لكن ابتسامة تشانيول الجانبية حين حاصره ضد الحائط جعلته يصرخ بفزع و هو يدفع بقطعة الزجاج بداخل جسد الآخر

مرة تلو الأخري يدفع بقطعة الزجاج بجسد تشانيول و كل جرح يعود ليلتئم مرة أخرى

"تشانيول"

كلاً من بيكهيون و سيهون صرخا معاً حين رؤية تشانيول بتلك الحاله فـ التفت نحوهما ليهز سيهون رأسه يمنعه عن ما يفعله و حينها جون سو تحرك بحذر بجانب الحائط محاولاً الفرار إلي أن لمحه تشانيول ليسحبه من ياقته يُعيده إلي مكانه ثم حاصر عنقه بكفه يرفعه منه عن الأرض حتي أصبح يتخبط بإختناق و هو يحاول دفعه

"تشانيول، توقف رجاءً"

بيكهيون حاول إيقافه لكن تشانيول لم يكن يستمع إليه

"فقط، أنقذا تشانسوك"

تشانيول هسهس من بين أسنانه و هو يرمق جون سو بحده ليبتسم الآخر و هو يلفظ أنفاسه بصعوبة

"هي قد ماتت"

تشانيول ابتلع ريقه بصعوبة و التفت يعيد نظراته إلي تشانسوك التي قد فقدت وعيها بالفعل ثم أعاد نظراته نحو جون سو حين سمع قهقهته المكتومه

" اووه، أعتذر لذلك"

ضغط بأنامله بقوة أكبر علي عنق الآخر حين سخر منه ليسعل جون سو بإختناق

"يمكنك قتلي.. لقد حققت ما أردت بالفعل"

همس بصوت مختنق و مع كلماته تشانيول قد ارتخت قبضته تدريجياً حول عنق جون سو الذي بدأ يستعيد أنفاسه

"لازالت بخير، يمكنني الشعور بنبضها "

سيهون تنهد براحة ليبتسم تشانيول بجانبيه و عاد يقبض علي عنق جون سو بقوة ثم سحبه نحوه بحركة سريعه إلي أن ارتطم أنفه بخاصته و هسهس بحنق

"يبدو أنك ستفقد حياتك قبل تحقيق مُرادك"

لم ينتظر كثيراً حتي فرق بين شفتيه لتبرز أنيابه و معه أعين جون سو كانت تتسع بذعر

اللحظات السريعه التي برز فيها تشانيول بأنيابه أمام أعين الآخر كانت بطيئة للغايه بالنسبة إلي جون سو

بطيئة للدرجة التي مكنته من رؤية شريط حياته يمر أمام عينيه و ما افتعله بـ تشانسوك و غيرها لكنه لم يحصل علي الوقت الكافي للشعور بالأسف و الندم فـ تشانيول سرعان ما دفعه نحو الحائط دافناً رأسه بعنقه جاعلاً منه يصرخ بألم و يتخبط بمكانه حين غرز أنيابه هناك

لم يتوقف حين اكتفي و لم يسمح بأن يبقي جون سو علي قيد الحياة و لو في هيئة وحش

لم يتركه سوي حين مغادرة الألوان من وجه جون سو ليُلقي به أرضاً عينيه مُتسعتان كما هما و جسده لا يتحرك بعدما غادرته روحه بالفعل ليبدأ تشانيول في التقاط أنفاسه براحة

و تدريجياً عينيه بدأتا تعودان إلي طبيعتهما فـتمايل جسده ليقع أرضاً و صوت شخير خافت يصدر عنه

كلاً من سيهون و بيكهيون لم يلحظا ما حدث بين تشانيول و جون سو بسبب انشغالهما مع جرح تشانسوك حتي وقع جسد تشانيول بجانبهما لينظرا إلي الفوضي و الدماء التي تركت أثراً علي شفتي تشانيول

" يا إلهي"

بيكهيون همس بتوتر و التفت بعدها نحو سيهون الذي أغلق عينيه بقوة و هز رأسه بضيق ليسحب بعدها هاتفه من جيب تشانيول ثم طلب دونغهي و انتظر بتوتر حتي أجابه الآخر

" دونغهي"

___________

بالجناح الخاص بهم حيث سوشيل و 'اي ان' يجلسان متجاورين

هيبا كانت تسير أمامهما ذهاباً و هي تضرب كفيها سوياً بتوتر غير مُقتنعة بما قالته سوشيل حول خروج تشانسوك لاستنشاق الهواء لكنها تأخرت و غيره من الأحاديث العشوائية التي لم تفهمها

لو أن الأمر فقط هكذا ما كان ليخرج تشانيول لأنه و بالرغم من كونه مُلثم إلا أنه مازال يجذب الأنظار و الشكوك

و سيهون لن يُضحي أبداً و يجعل أحدهم يشك في أمر تشانيول

الباب فُتح لتتوقف هيبا عن الحركة و هي ترفع نظراتها بخوف حتي تلاقت مع نظرات بيكهيون الذي يحمل تشانسوك بين ذراعيه

عينيها تحركتا ببطئ علي جسد تشانسوك حتي استقرت علي بقعة الدماء التي تلوث ثيابها

"مـ ماذا..."

همست بقهقهة مصدومه لتميل بجسدها قليلاً حيث الطاولة المجاوره لها حتي استندت عليها بضعف بينما 'اي ان' اختبأ خلف سوشيل يبكي بصمت مانعاً نفسه من النظر نحو تشانسوك

بيكهيون تنهد ليسير نحو الغُرفة كي يضع تشانسوك فوق السرير ثم خرج من هناك و اقترب من هيبا يُساعدها كي تجلس

"بيكـ بيكهيون... هي.. ماذا حدث.. لها؟"

أمسكت يده تضغط عليها بخوف و هي تتسائل بتلعثم فـ ابتسم بيكهيون بخفه و ربت علي كفها ليلتفت بعدها نحو الباب كما فعل الجميع فـ شهقت سوشيل بفزع حين رؤيتها تشانيول و تلك الدماء التي تلوث فمه

و منظر تشانيول بتلك الدماء حول فمه و دماء تشانسوك التي لوثت ثيابها جعلت من هيبا تفهم الأمور بكل خاطئ لتندفع نحو تشانيول الذي يسنده حارسين تابعين للفندق

"ماذا فعلت لها هااا؟ أجبني ماذا فعلت لها؟"

صرخت بهيستيرية و هي تسحبه من ياقته لكن الآخر كان نائماً بالفعل،بينما بيكهيون اقترب منها يسحبها بعيداً عن تشانيول و جعلها تلتفت نحوه ثم أشار للحراس بالدخول إلي غرفة النوم فـ فعلوا

"هيبا.. حبيبتي"

همس بلطف و هو يحتضن وجنتيها لتومئ إليه ببكاء و شهقات مكتومه

" تشانيول ليس الفاعل"

همهمت بعدم فهم ليبتلع بيكهيون ريقه بتوتر

" جون سو كان هنا"

شهقت بفزع و التفتت برأسها نحو غُرفة النوم حين خرج الحراس من هناك فأعاد بيكهيون رأسها نحوه كي تنظر إليه

"جون سو؟... أين هو ؟ماذا حدث هاا؟ سـ سيهون كان يعرف لذا أرسلك معي إلي البروفيسور صحيح؟ هو كان يعرف أنه يُراقبنا لذا لم يرغب أن أكون وحدي صحيح؟ ..أ أين هو؟ أين جون سو الآن؟ "

أمسكت بثيابه من جهة صدره تسأل بخوف فـ ضم شفتيه و هز رأسه إلي الجانبين هامساً

"تشانيول... لقد فقد السيطرة علي نفسه و.."

رفعت حاجبيها تنتظره أن يُكمل فـ تنهد هو بضيق

"لقد قتله و يبدو أن السيد دونغهي غاضب مما حدث"

"إذاً جون سو قد... مات ؟"

همست بعدم تصديق ليومئ إليها

"لكن تلك الدماء علي ثياب تشانسوك"

همست مرة أخرى بتردد ليرفع بيكهيون كفه يمسح علي شعرها بلطف

" جون سو طعنها بزجاجة مكسورة لكن يبدو أنه أخطأ الهدف حين فعل ذلك فـ الجرح كبير لكنه ليس عميقاً.. لا تقلقي "

ابتعدت عنه لتدخل الغرفة بخطوات متردده حتي توقفت بجانب تشانسوك التي تمدد جسدها علي جانب السرير بينما علي الجانب الآخر كان تشانيول النائم يتمدد هناك حيث وضعه الحُراس

" بيكهيون.. أين سيهون ؟"

سوشيل سألته بقلق ليلتفت إليها سريعاً

" ااه.. يقف بالخارج مع السيد دونغهي"

اومأت بتفهم ثم أشارت إليه بعينيها نحو 'اي ان' ليقترب بيكهيون منها حتي سحب الصغير من خلفها

"لماذا تبكي؟انهما بخير"

همس بلطف و هو يمسح علي وجنتي الصغير بينما سوشيل جرّت خطواتها نحو الخارج حيث يقف سيهون مع دونغهي و الذي بدا غاضباً بحق

" نحن لم نتفق علي هذا سيهون.. لا يمكنني اخبار السكان بأن ينتقلوا إلي هنا كي أحميهم من الوحوش بالخارج فيتم قتلهم هنا علي يد وحش أنا من أدخلته بنفسي إلي هنا"

صراخه الهامس و هو ينقر صدر سيهون بسبابته جعل من سوشيل تتوقف بمكانها بجانب الباب تستمع بهدوء إلي محادثتهما

" هذا خطأ لم يكن مقصوداً دونغهي... لقد رأيت حالة تشانسوك، هو أوشك علي قتلها و كما يبدو من ثياب تشانيول أنه حاول قتله هو الآخر و هذا رد فعل طبيعي "

"أري ذلك... لكن ماذا لو علم السكان بما حدث؟ أنا لست واثقاً ما إذ قد رآنا أحدهم"

"أعدك إذا حدث أي مشكله سوي أتحمل أنا المسؤولية "

سيهون قاطعه بجدية ليعقد دونغهي حاجبيه بضيق

" دونغهي ... أعدك أن لا أحد من ثلاثتنا سيؤذي السكان لذا لا تقلق... لكن كونك جمعت السكان هنا فلا تعتقد أنه لا يوجد خطر "

هز رأسه بإبتسامة ساخره ليربت علي كتف دونغهي

" العدو الأول للإنسان هو الإنسان نفسه ليس حيواناً مُفترساً أو حتي وحشاً غير معروف ماهيته..."

وضع يديه بجيوب بنطاله ليميل بجذعه بعدها ضد الحائط

" و ما جعل شخص كـ جون سو يبحث عن تشانسوك بين تلك المشاكل التي نتعرض لها و حاول قتلها، هل تظن أن أولئك السكان جميعاً ذوي قلوب طاهرة و لن يُفكروا بشيئ سوي البحث عن الراحة بعيداً عن تلك الكائنات خارج حدود فندقك؟"

امال برأسه بتساؤل ليميل معه رأس دونغهي

" الفاسد مهما كانت الظروف التي يمر بها فسيظل فاسداً... لقد أخبرتك سابقاً و سوف أخبرك مرة أخري دونغهي... جمعك السكان هنا ليس حماية لهم لأن اللحظة التي سيعتقدون بها أن الخطر بعيد عنهم سيبدأ عقل كل واحد منهم في التفكير بنفسه و كل مرة يمر من أمامهم شخص لم يحبوا رؤيته خلف أسوار  هذا الفندق فلن يحبوا رؤيته هنا أيضاً و ربما يفكرون بقتله و يتهموا الكائنات بالخارج أنهم الفاعل... لا تنسي أن تلك الكائنات بالخارج و التي أصبحت كابوس العالم أجمع ليست سوي تجربة لإنسان "

" إذاً هل يجب أن أتقبل قتل شخصاً وعدت بحمايته؟ "

سأله يرفع حاجبيه بصدمه فـ هز سيهون رأسه إلي الجانبين ينفي ذلك

"إذا وضعت تحذيراً بعدم التدخين قريباً من محطة الوقود فهذه تسمي تقديم الحماية لكن إذا اقترب شخصاً مغروراً من تلك المحطة و أشعل سيجارته هناك ليُدخنها مُعتقداً بذلك أن لا شيئ يمكنه التغلب عليه فلا يمكنك وضع اللوم علي نفسك حين ينفجر إلي أشلاء ... هذا ما حدث مع جون سو، لقد حذرته من استفزاز تشانيول لكنه ظن أنه بسبب محاولتي منع تشانيول عن الاقتراب منه فهو في أمان "

تنهد نهاية حديثه و معه دونغهي هو الآخر تنهد

" ربما أنت نادم الآن علي مساعدتي لكنني أعرف تشانيول و جون سو لذا أفهم الموقف جيداً و هذه المشكلة كانت ستنتهي بموت أحدهما و إذا كان الشخص الذي يموت هو تشانيول فهذا يعني خسارة تشانسوك أيضاً لأنها كانت هدف جون سو... أنا حقاً أعتذر لما حدث و لأنني ربما خذلتك "

" لا تتحدث بالترهات... أنا فقط متوتر "

دونغهي نفي سريعاً ليسحب نفساً عميقاً ثم لوح إلي سيهون قبل أن يُغادر فـ راقبه سيهون من الخلف و هو يُغادر مُدركاً لسوء موقف الآخر

" إذاً... لا جون سو بعد اليوم؟ "

سوشيل همست بتساؤل و هي تقترب لتقف أمامه فحرك رأسه نحوها ينظر إليها قليلاً قبل أن يُهمهم

" لقد كذبت علي دونغهي للتو... أنا لم أُحذّر جون سو فأنا لم ألحظ حتي ما حدث بينه و بين تشانيول إلي أن رأيت كلاهما مُمدد علي الأرض و هناك الكثير من الدماء... هل تعرفين بم شعرت حينها؟"

قهقه نهاية حديثه ليُحرك عينيه في الأرجاء محاولاً السيطرة علي دموعه

" كنت شامتاً؟ "

ضيّق عينيه بتساؤل ليضحك بصدمة فـ ضمت سوشيل شفتيها بعبوس و اقتربت منه بتردد لتحتضن عنقه بينما ترتفع علي أطراف أناملها كي تصل إلي مستواه

" لم أتمني أن يُقتل أي مُتحول لكنني كنت سعيداً بقتل شخص طبيعي "

" ما فعله جون سو لم يكن قليلاً لذا مشاعرك طبيعيه... ليس و كأنني شعرت بالحزن لأجله"

داعبت أطراف شعره من الخلف تهمس محاولة مواساته فـأغلق عينيه بقوة و هو يطوق خصرها بذراعيه

"لم يعد بإمكاني تحمل ما يحدث "

" لا تقل هذا رجاءً.. تعرف أنني أستمد طاقتي منك أنت "

قاطعته بجدية ليسحبها من خصرها إلي الخلف قليلاً كي تبتعد عنه و حين فعلت هو مرر عينيه علي وجهها قبل أن يستند بجبينه فوق خاصتها مُغمضاً عينيه بإرهاق

" بل أنا من أستمد طاقتي منكِ سوشيل "

أغلقت عينيها بتخدر مع لمسات أنفاسه الرقيقة ضد وجهها، و ابتسامة تكاد تُلاحظ ارتسمت علي شفتيها حتي قاطعهما صوت بيكهيون الذي تحمحم بإحراج فـ ابتعدا عن بعضهما

" ألا يجب أن تأتي لرؤية تشانسوك؟"

سأل بتوتر ليومئ إليه سيهون و أشار إلي سوشيل كي تدخل من ثم دخل هو خلفها و أغلق الباب 

جسد تشانيول النائم قد تحرك إلي مكانه بواسطة بيكهيون الذي أصرّ علي استخدام قوته لتحريكه لأنه لم يكن يستطيع تحريكه وحده خاصة و أن سيهون لم تكن لديه الطاقة لحمل نفسه حتي

جرح تشانسوك كان يصل ما بين جانبها و حتي منتصف ظهرها أو ربما أقل من ذلك بقليل

مجرد جرح سطحي لكنه أفقدها الكثير من الدماء إلي جانب الضرب الذي تعرضت له قبل ذلك من جون سو مما أضعف جسدها و أفقدها الوعي

كلاً من سوشيل، هيبا، بيكهيون و 'اي ان' جلسوا بغرفة المعيشه ينتظرون خروج سيهون الذي طلب خروجهم حتي ينتهي من خياطة جرح تشانسوك

تلك الليلة لم يحظي أحدهم بنوم هانئ

و رغم أن تشانيول و تشانسوك شبه فاقدي الوعي عن المحيط حولهما لكن الكوابيس لم تكن تبتعد عنهما

صباح اليوم التالي... كلاً من سيهون و سوشيل كانا يسيران متجاورين بصمت إلي أن وصلا حيث ينتظرهم البقيه

~ماذا تفعلون؟ ~

سيهون سأل بإستغراب و هو يقترب منهم حيث كانوا يجتمعون جميعاً حول الحاسوب الخاص بـ جوزيف فأشار إليه الآخر بحماس كي يقترب ليتبادل مع سوشيل النظرات قبل أن يقترب كلاهما من الآخرين

~اقرأ هذا التعليق ~

جوزيف أشار نحو تعليق ما أسفل فيديو خاص بـ قضية الـ D&P ليعقد سيهون حاجبيه و هو يقرأ ذاك التعليق بإستغراب

و بعدها بلحظات قام جوزيف بإغلاق الصفحة و فتح صفحة أخري خاصة بقضية الزومبي و مصاصي الدماء التي انتشرت حالياً ليُشير نحو تعليق آخر يتشابه مع الأول

~تناسخ الأرواح و إعادة الإحياء؟! ~

سوشيل همست تُكرر الأساس الذي يتحدث عنه ذاك التعليق ليومئ جوزيف فتحدثت دوريان قائله

~ جوزيف يعتقد أن الهدف الأساسي من هذه التجربة كانت لإعادة إحياء البشر و ليس المقصد منها الترويج لعلاج أو مؤسسة مُعينه.. و أعتقد أنه مُحق ~

سيهون ابتلع ريقه بتوتر حين سمع كلمات دوريان ليلتفت نحو كريستوفر الذي هز رأسه و هو يغلق عينيه بأسف

فيبدو أن سيهون كان مُحقاً في شكوكه

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top