23

Start

"تشانيولي"

ضغط جفنيه سوياً بقوة حين نطقت إسمه بهمس خافت سمعه هو فقط حيث كانا يجلسان علي نفس الأريكة و بينهما مسافة تكاد تنعدم

"ماذا؟"

هسهس من تحت أنفاسه فـاتسعت ابتسامتها و هي تميل برأسها إلي الأمام قليلاً بينما تنظر إليه

"لا شيئ"

"إذاً توقفي عن ندائي كل دقيقتين"

رمقها بنظرة جانبيه عاقداً حاجبيه بإنزعاج ثم أعاد نظراته نحو الأمام

"لم أُناديك... أنا فقط يُعجبني إسمك مُضافاً إليه ياء الملكية التي تجعله كالنغمه"

همست ببراءة مُصْطَنَعه ليزفر تشانيول بضيق

"توقفي عن إدّعاء الجُرأة، يمكنني الشعور بحرارة جسدك ترتفع من الخجل و تكاد تحرقني"

رفع طرف شفتيه ساخراً فـضمت شفتيها بإبتسامة خجوله

"لربما تكون حرارة الحب و ليس الخجل "

ألم طفيف احتل صدره فجأه ليُفرق بين شفتيه يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة بعض الشيئ في حين هيبا كانت تنظر اليهما بإستغراب لتلك الهمسات الخافتة المُتبادلة بينهما

" لماذا يتهامسان؟"

هي سألت بعدم فهم لتلتفت برأسها نحو بيكهيون المجاور لها لتتسع ابتسامته و هو يميل نحوها هامساً

"يبدو أن تشانسوك تبذل قصاري جهدها لإذابة كتلة الجليد هذه"

" لا.. بجديه لم يعد بوسعي تحملها "

انتفضا مع صوت تشانيول الذي وقف من مكانه مُنزعجاً من تشانسوك و تصرفاتها

بل مُنزعجاً أكثر من ذاته التي تبدو و كأنها تضعف مع كل حركة تقوم بها تشانسوك

البارحة فقط هي اتخذت قراراً بعدم كبت مشاعرها نحوه و قامت بتقبيله بجُرأة صدمته و بالرغم من ذلك هو ظل يُقنع نفسه أنها ستندم عن تصرفاتها هذه حين تختلي بنفسها مساءً قبل النوم

سوف تُدرك أن هذه الفتاة الجريئه لا تُشبه تشانسوك الخجوله لكنه كان مُخطئاً فمنذ الصباح و هي تتلاعب به

كما يقولون... تضرب من أسفل الطاولة و لا يظهر من فوق الطاولة سوي ملامح البراءة

"أبعدي صديقتك عني"

أشار إلي هيبا بغضب لتتنهد و اقتربت هي لتجلس بجانب تشانسوك بينما تشانيول جلس بجانب بيكهيون مُلتصقاً به و كأنه هو من سيُنقذه من تشانسوك

"تشانسوك توقفي عن ما تفعلينه"

هيبا همست بهدوء و هي تُدير جسدها نحو صديقتها لتتلاعب بخصلاتها ثم أكملت

" لا أريد أن تسوء نفسيتك من جديد و أنتِ تعرفين أنه لا يستطيع..."

توقفت عن الحديث حين استدارت تشانسوك برأسها إليها لتبتلع ريقها

"لا يستطيع نسيان زوجته؟... أعرف هذا هيبا ،لكنني لا أستطيع"

أغلقت عينيها لبضعة لحظات ثم فتحتهما لتلتقي مع خاصتي هيبا

"أنا أحبه منذ سنوات، و محو تلك السنوات من ذاكرتي سيكون مستحيلاً... إنها الذكري الوحيده الجميله في حياتي البائسه"

"أعلم هذا"

هيبا تنهدت و اقتربت أكثر من تشانسوك لتحتضن كتفيها و جعلتها تميل برأسها نحوها لتدفنه بعنق هيبا

"لكن تشانيول لم يعد الباريستا اللطيف خاصتك لذا رفضه لمشاعرك لن يكون بطريقة لطيفه كما السابق بل سيجرحك دون أن يرف له جفن "

همست بهدوء و هي تمسح علي ظهر تشانسوك صعوداً و نزولاً بسبابتها لتتوقف عن ذلك بنهاية حديثها و رمقت تشانيول الذي يتحدث مع حبيبها بنظرة حاده لتُكمل

" و حينها سوف أقتله "

" هل بيكهيون يعرف أنكِ قاسية لهذا الحد؟ "

تشانسوك رفعت رأسها قليلاً عن عُنق هيبا تتسائل بقهقهة ساخره فـ أومأت هيبا بثقه

"نعم، يعرف و هذا يُعجبه"

"عن أي خيانة تتحدث تشانيول؟"

بيكهيون صاح بهمس و هو يضغط علي أسنانه محاولاً خفض صوته قدر الإمكان كي لا تسمعه أي من هيبا و تشانسوك لكن تفكير تشانيول يُفقده عقله

"زوجتك لم تعد علي قيد الحياه لذا هذه ليست خيانة لها ... و أيضاً لم يطلب منك أحداً أن تنساها "

الآخر عقد حاجبيه بتفكير ليُغلق عينيه بقوة حين تردد صوت داك يونغ بعقله تهمس له بـ'أنا أُحبك'

و تلي صوت داك يونغ صوت آخر يُخبره بنفس الكلمه و تلك لم تكن سوي تشانسوك

" لننسي أمري بيكهيون "

وضع كفه علي خاصة بيكهيون بحركة سريعه ليضغظ عليه بخفه حين شعر بقلبه يضطرب مع تفكيره المشوش هذا

"أخبرني ما بك؟... لاحظت أنك تبتعد عن هيبا منذ البارحه"

أمال نحوه قليلاً ليسأل بتردد

"هل هذا بسبب حبيبتك السابقه؟... هل تعتقد أن مشاعرك نحوها.. "

" لا، لا... بالطبع لا"

بيكهيون نفي سريعاً ليومئ تشانيول بتفهم

"لا يُمكنني اخبار سيهون بذلك لكن..."

تنهد بضيق فـ عقد تشانيول حاجبيه بإستغراب

" هل هو أمر مُتعلق بتحولك؟ أم..."

توقف عن الحديث لبضعة لحظات حين رفع بيكهيون عينيه نحوه ليميل برأسه مُتسائلاً

" أم هيبا؟... هل حدث بينكما شيئ؟"

"لقد فقدت السيطرة علي نفسي "

ألقي برأسه علي كتف تشانيول و بتصرفه ذاك هو جذب انتباه هيبا لترفع حاجبيها بإستغراب حين شعرت أن هناك ما يُزعجه لكنها سرعان ما هزت رأسها رافضة تلك الأفكار فـلعله منزعج من تشانيول و ليس شيئاً آخر

" و تلك الـ' فقدت السيطرة علي نفسي'... ما المقصود بها؟ "

سأل بحذر فـ رفع بيكهيون رأسه ببطئ حتي التقت عينيه مع خاصتي تشانيول ليهمس من بين أسنانه

"فقدت السيطرة علي تحولي أيها الأحمق و ليس شيئاً آخر"

"لا تنظر إلي هكذا؟ من أين لي أن أعرف ما تقصده؟"

رفع كتفيه يدّعي البراءة ليقلب بيكهيون عينيه

" تشانيول أنا لا أمزح"

التفت تشانيول برأسه نحو هيبا و تشانسوك ثم أعاد نظره نحو بيكهيون ليُمسك بيده قائلاً

" تعال معي "

بطواعية هو لحق به إلي غرفة النوم ليُغلقا الباب بحذر كي لا يستيقظ 'اي ان' ثم اقتربا ليجلسا أسفل النافذة حيث ينام تشانيول في العاده

"إذاً.. أخبرني ما الذي حدث بينكما؟"

"لا... لا أعلم"

هز رأسه يهمس بنبرة مُختنقه ثم ابتلع ريقه

"قُـ قُمت بتقبيلها.. لكن سرعان ما شعرت بشخص يُقيدني داخل جسدي مُسيطراً هو علي تصرفاتي... حرفياً أنا كنت ألتهم شفتيها و بالكاد سيطرت علي نفسي لأعود إلي وعيي... هذه لم تكن المرة الأولي التي أفقد بها صوابي لكنها الأسوأ "

تشانيول ضم شفتيه بأسي علي حالة الآخر و للحظات هو عاد بذاكرته إلي الخلف مُتذكراً تلك الليلة المشؤومه فـ أغلق عينيه بحزن كونه أكثر من يمكنه تفهم موقف بيكهيون حالياً

" أكره حينما أفقد السيطرة علي نفسي، أخشى أن أقتلها بدلاً من حمايتها "

تنهد و ضم قدميه نحو صدره مُتكئاً عليهما بذقنه ليهمس

"شعرت برجفة جسدها و عينيها كانتا تائهتين و كأنها خائفة مني لكنها لم تتحدث بشأن ما حدث.. تلك النظره آلمتني و لم أستطع التنصت علي أفكارها خشية أن أكون فهمتها بصوة صحيحه... خشيت أن أكون أخفتها بحق "

" ربما يجب أن تضع بينك و بينها حدود حقاً"

بيكهيون سحب نفساً عميقاً ثم زفره ليميل برأسه نحو الحائط يتكئ عليه بعدما أغلق عينيه بحزن

" كلما ظننت أنني تأقلمت مع وضعي الحالي أعود إلي نقطة الصفر "

" لا تقلق، الأمور ستصبح علي ما يرام قريباً "

مد يده يمسح بها علي فخذ بيكهيون بلطف و بإبتسامة لطيفه ليُهمهم بيكهيون ثم فتح عينيه ببطئ و همس بينما عينيه تنظران نحو الأرض بشرود

"أتمني ذلك"

______________

في ذاك الفندق حيث إحدي الغرف الكبيره و التي تحتوي علي مسرح بنهايته و مساحة واسعه بينه و بين الباب تواجد بها بضعة مقاعد مُرتصة بجانب بعضهم بإنتظام

تجمع مجموعة من سكان أولسان يجلسون علي تلك المقاعد و حيث المسرح كان جوهيون يسير ذهاباً و إياباً بينما يدس سموم أفكاره بعقول المتواجدين بكلماته التي تجعلهم مُشتتين

"هو أول من عرف بالأمر و لم يتأذي حتي الآن كذلك"

شابك أنامله خلف ظهره و هو يُكمل حديثه بجدية مُصطنعه يحاول بها بث الشكوك في قلوبهم نحو سيهون

" كيف لشخص يُعاني من اضطرابات نفسيه أن ينجو بين هذه الفوضي و يكون هو البطل الذي يُنقذنا؟... إذا لم يكن هو الفاعل فمن قد يكون؟ أنا لا أري أي مُستفيد من هذا الأمر سواه لكي يُحقق نجاحاً آخر و هذه المره العالم بأكمله يعترف به بطلاً"

"لكن سيد جوهيون.. ربما الطبيب أوه نجا لأنه يتخذ حذره فهناك الكثير من الناجين حتي الآن و منهم نحن "

أحد السكان قاطعه عن اقتناع ليضحك جوهيون بصخب و هز رأسه إلي الجانبين

" هذا ما يُريد منكم تصديقه... هل يُمكنكم إخباري لماذا صديقه قد يقوم بنقلنا إلي فندقه و بدون مُقابل؟... لا بل متي قام بتأمين الفندق و لماذا؟!... أليس غريب أن من فعل هذا هو صديق الطبيب أوه و ليس شخصاً مسؤولاً بالدوله أو أي شخص آخر بعيد عن الطبيب أوه؟"

عقد ذراعيه إلي صدره يطرح السؤال تلو الآخر فـ بدأت التهامسات المُشككه تتبادل بين المتواجدين فما يقوله يبدو مُقنعاً

" لنفترض أن هذا الفندق تم تجهيزه من أجل حمايتنا فلماذا انتظر مدير الفندق حتي اتي الطبيب أوه إلي هنا؟ و لماذا أتي إلي هنا بينما يمتلك منزلاً خاصاً به بالفعل؟!"

رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعه ثم عاد يدور حول نفسه فوق ذاك المسرح مُستمعاً إلي الهمسات المُتسائله حول حقيقة ما يحدث بينما احتوت بعض الهمسات علي اتهامات باطله موجهة نحو سيهون و مع كل كلمة سيئة تُقال عنه ابتسامة جوهيون الخبيثة تتسع فما يُريده قد تحقق و بسهوله

______________

~هل توصلت إلي أي شيئ؟ ~

سوشيل سألت بجديه و هي تميل بجذعها قليلاً تنظر إلي شاشة الحاسوب التي يجلس أمامها جوزيف فـهز رأسه بالنفي

~جميع المعلومات المتعلقه بتلك القضيه سريه و لا يمكن الإفصاح عنها، البروفيسور ويليام يرفض إخباري بأي شيئ عنها ~

زفرت بغضب لتُبعثر شعرها بضيق تحت نظرات سيهون الذي يقف بعيداً بجانب كريستوفر يتناقش معه بأمر ما

هذا كان قبل أن تقع عينيه علي سوشيل و تتعلق نظراته بها كما المغناطيس رافضة الإبتعاد

~ألا تقول أنه قادر علي قراءة الأفكار و تحريك الأشياء عن بُعد؟... هذا يبدو بعيداً عن تجربة الD&P... لقد كانت تتسبب بنوع من الانفصام و مُضاعفة الانفعالات لذا من رأيي أن البحث حول تلك التجربة هو إضاعة للوقت ~

دوريان خلعت نظاراتها الخاصة بالعمل ثم قفازيها لتضعهم جانباً و اقتربت منهم و هي تتحدث بصوتٍ عالٍ جاذبة أنظار سيهون نحوها

~نحن لسنا واثقين من أي شيئ لذا من الأفضل أن لا نترك شيئاً خلفنا كي لا نندم لاحقاً ~

دوريان أومأت بتفهم ثم عادت إلي موقعها مرة أخري تستكمل عملها بينما سيهون حرك عينيه نحو سوشيل و حين وجدها تنظر إليه أدار وجهه بعيداً عنها يتصنع اللامبالاة

~دعونا نستكمل العمل غداً بعدما يُحضر الطبيب أوه عينات الدماء~

كريستوفر صفق بيديه يجذب انتباههم ليبدأ كل منهم في انهاء ما بين يديه حتي عودتهم باليوم التالي

~لأكون صريحة معكم ...أري أننا يجب علينا إجراء التجارب علي الزومبي أيضاً فلا ننسي أنهم ليسوا سوي أموات لذا قد تختلف النتائج الخاصة بهم ~

اليزابيث نبست بتفكير ليتبادلوا النظرات فيما بينهم فتنهد سيهون قائلاً

~فكرت في ذلك لكن خروجنا من هنا للعمل سيكون خطراً عليكم جميعاً خاصة و أن الأمور تزداد سوءاً مع كل يوم يمر و كذلك إحضار زومبي يُشكل خطراً علي السكان ~

~نحن نحتاج إلي واحد فقط و يمكن تقييده بغرفة في القبو بعيداً عن الجميع و يمكننا تحذيرهم مُسبقاً بعدم الاقتراب من تلك الغُرفه~

عقدت ذراعيها إلي صدرها بنهاية حديثها ليعقد سيهون حاجبيه بتفكير

~لا أظنها فكرة جيده أو قد تُفيد بشيئ~

~لقد قُلتها بنفسك طبيب أوه ...ليس علينا ترك شيئاً خلفنا كي لا نندم~

رمق دوريان بنظرة جانبيه حين تدخلت في الحديث ثم أومأ برأسه

~ سوف أتحدث مع دونغهي أولاً~

اكتفي بتلك الإجابة و حمل أغراضه ثم غادر ليلتفت الجميع نحو سوشيل التي تبادلت النظرات بينهم ثم انحنت إليهم بخجل قبل أن تركض خلفه كي تلحق به

" سيهون ، انتظر "

أبطأ بخطواته حين سمع صوت خطواتها مُسرعة نحوه لتقف أمامه مانعة إياه من التقدم و صدرها يعلو ويهبط بوتيرة سريعه اثر ركضها لتبتلع ريقها بصعوبة ثم بللت شفتيها مُتسائله

" ما خطبك؟لماذا تتعامل بجفاف معهم ؟ إنهم لا يعملون لدينا سيهون "

أغلق عينيه و فتحهما بحركة بطيئه كإجابة عليها ثم تخطاها ليُكمل طريقه فأسرعت بخطواتها و هي تميل برأسها بنحوه مُتسائلة

"لماذا لا تُجيبني ؟هل تحاول تجاهلي الآن ؟ ألم تمل من ذلك ؟"

"أنا فقط مُتعب "

" وهل هذا سبب لتتحدث معهم بهذا الأسلوب؟ "

تجاهل تساؤلاتها المُتكرره إلي أن وصل أمام غُرفة مي سون ليتوقف هناك و معه هي الأخري توقفت

" اذهبي أنت سوف أري مي سون أولاً "

رفعت حاجبيها بعدم فهم لتنظر من حولها حتي استوعبت أين يقفان فأصدرت 'أوه' خافته ثم أعادت نظراتها نحوه

" ألم تقل للتو أنك مُتعب ؟"

" لقد وعدتها بأن أمر عليها بعد انتهاء عملي ؟ هل لديك مشكلة مع ذلك ؟"

هزت رأسها تنفي سريعاً لتعود ببخطواتها إلي الخلف و هي تنظر إليه

" لا ،لا ..بالطبع لا يوجد مشكله "

ابتسمت ببلاهة و استدارت بحركة سريعه كي تهرب من عينيه الباردتين لكنها وبدون قصد عقدت قدميها سوياً لتقع أرضاً و هي تصرخ بتفاجؤ مما حدث

سحبت قدمها نحو صدرها مُمسكة إياها و هي تُجعد ملامحها بألم بسبب جرحها السابق و الذي يبدو أنه قد تأذي مرة أخري لتوه فـ أسرع إليها سيهون ليجلس علي رُكبتيه أمامها و هو يتفحص قدمها

" يا إلهي ..انها تنزف "

ارتجفت نبرته بقلق لتتجعد ملامحه لرائحة دمائها التي اخترقت أنفه بينما هي كانت تنظر إليه بشرود حتي نمت إبتسامة خفيفه علي شفتيها بسبب قلقه عليها

" سـ سوف ..اا ..لا تقلق ...سأكون بخير "

دفعته عنها سريعاً حين شعرت بقلبها يضطرب بسبب قُربه منها فـبدأت تزحف نحو الخلف حتي وقفت أمامه بعدم اتزان قائلة بقهقهات بلهاء تتخلل كلماتها

" أنا بخير ، اذهب أنت... لحبيبتك "

همهم إليها بعدما أدرك ما فعله للتو ثم تحمحم ليتصنع اللامبالاة و اقترب من باب غُرفة مي سون بينما عينيه عادتا تختلسان النظر نحو سوشيل التي تركض نحو جناحهم بخطوات غير مُتزنه

هيبا اقتربت تفتح الباب بغضب بسبب الطرق العنيف و المُتواصل عليه لتعقد حاجبيها حين رأت سوشيل تقف أمامها بإبتسامة مُصطنعه

" لم تطرقين الباب هكذا ؟ هل تريدين افزاع الجميع ؟"

" أعتذر "

همست بخفوت و هي تتخطي هيبا لتتجه إلي الداخل حيث غرفة النوم و معها أعين هيبا كانت تُراقب كيف تسير بعدم اتزان حتي وقعت عينيها علي بقعة الدماء التي تلوث بنطالها من الأسفل حيث جرحها السابق فلحقت بها سريعاً

كلاً من تشانيول و بيكهيون وقفا من مكانهما حين دخلت سوشيل الغرفة و خلفها هيبا

"مرحباً بعودتك"

بيكهيون لوح لها بإبتسامة لطيفه فأومأت إليه و اقتربت تجلس علي طرف السرير كي تكون بعيده عن 'اي ان' النائم لكنه سرعان ما استيقظ و كأنه شعر بوجودها ليستقيم بجذعه و هو ينظر إليهم بأعين ناعسه حتي وقعت عينيه علي سوشيل ليبتسم بإتساع ثم اقترب منها ليستند برأسه علي ظهرها هامساً

"اشتقت إليكِ"

تثاءب بنعاس ليُغلق عينيه بعدها فـ ابتسمت سوشيل و همهمت إليه كإجابه

"ماذا حدث لقدمك؟"

هيبا سألت بإنزعاج حين رأت سوشيل مُتناسية أمر قدمها... و مع طرحها لذاك السؤال انتفضت سوشيل بخفه ثم ابتسمت بتوتر و هي تحاول إخفاء قدمها

"أنتِ غبية؟ قدمك تنزف "

هسهست بحنق لتجلس القرفصاء أمام قدمي سوشيل التي شهقت بخجل من فعلتها و حاولت دفعها فزجرتها هيبا بنظرة غاضبه قبل أن تسحب قدمها لتجعلها تستقر فوق خاصتها كي تري الجرح

كلاً من سوشيل و بيكهيون ابتسما خفاءً حين رؤية هيبا تعض علي شفتها السفلي بعبوس و هي تتفحص قدم الأكبر منها ثم زفرت بضيق لترفع عينيها نحو سوشيل

"ما الذي فعلتيه لينزف الجرح مرة أخرى؟ هل تحاولين الحصول علي اهتمام الجميع أم اهتمام سيهون بعدما..."

هي توقفت عن التحدث لتتسع عينيها

"أين ذهب سيهون؟ أليس من المفترض أن يكون معكِ؟"

"إنه مع.. حبيبته"

أجابتها بتردد لتضرب هيبا علي قدمها بعدم وعي

"ذاك الحقير هل تركك بهذه الحاله من أجل تلك الخنفساء؟ "

صرخت بغضب و هي تستقيم من بُقعتها و معها أعين الجميع كانت تُراقبها و اثر صوتها العالي تشانسوك هي الأخري ركضت نحو الغرفة معتقدة أنها تتشاجر مع سوشيل

" إنها حبيبته هيبا لذا لا تتحدثي عنها بهذا الأسلوب الوقح "

" عن أي حبيبة تتحدثين؟ ألا تشعرين بالغيرة أن اهتمامه لم يعد لكِ؟ لقد سُرق منكِ أكثر شخص يهتم بك و يحبك، كيف تكونين بهذا البرود؟"

بعدم تصديق كانت تتسائل لتبتسم سوشيل و أمسكت بيد هيبا لتسحبها نحوها كي تجعلها تجلس أمامها علي الأرض حيث كانت فـ فعلت ذلك بعقدة بين حاجبيها

" لا يهمني سيهون أو غيره... أنا أريد اهتمامك أنتِ فقط و تواجدك بجانبي "

مُقلتي هيبا اهتزتا بتوتر و حاولت سحب يدها من خاصة سوشيل لكن الأخري ضغطت عليها رافضة تركها

"حـ حسناً... أعتقد أنه يجب علينا تركهما وحدهما"

بيكهيون دفع كتف تشانيول كي يتحرك فـ هزت هيبا رأسها سريعاً تنفي ذلك

" لا أريد ذلك "

" هيبا "

بيكهيون نطق اسمها ليرمقها بتأنيب فـ زفرت بضيق حين اقترب منها بخطوات متردده ثم وضع كفه فوق رأسها يمسح عليه مُبتسماً بلطف

" من أجلي، همممم؟ "

حركت رأسها بعبوس ليُبعد يده عنها ثم خرج من هناك و معه تشانسوك بينما تشانيول اقترب من 'اي ان' الناعس ليسحبه معه نحو الخارج و أغلقوا الباب خلفهم

"لقد وعدتيني سابقاً حين تشاجرت مع سيهون"

سوشيل بدأت الحديث و هيبا فقط تجاهلت النظر نحوها و ابتعدت تبحث عن صندوق الإسعافات الأوليه ثم عادت تجلس أمامها لتساعدها في تضميد الجرح

"وعدتني بأنني إذا أعدته سوف تسامحينني... أعدته لكن لم تُسامحيني"

"و خسِرته مرة أخرى "

شخرت ساخره لتتأوه سوشيل بخفوت حين شعرت بها تُمرر المُطهر فوق جرحها

"إذا كنتِ غير قادره علي كُرهي فلماذا لا تتركي لنفسك الفرصه علي أن تُحبينني؟... هل بسبب أبي ؟"

هيبا رفعت عينيها نحوها سريعاً تنظر إليها بحنق فـمدت سوشيل يدها نحو وجنتها لتمسح عليها بلطف

"أعرف أن حياتك لم تكن بتلك السهوله لكن لستِ وحدك هيبا... نعم أعرف أنكِ حصلتي علي أم لم تتمنيها أبداً و خسرتي والدك الذي لم تتمكني من قضاء وقت طويل معه لكن أنا لم تكن حياتي سعيدة دائماً"

"إثارة الشفقة لن تُساعدك بموقفك معي سوشيل"

ضربت يد سوشيل تدفعها عن وجهها ثم أخفضت عينيها نحو قدمها تُكمل ما كانت تفعله

" أنا لا أُحاول الظهور أمامك كشخص ضعيف مُثير للشفقة لأنني أعلم أن هذا لا يهمك لكنني أحاول جعلك تفهمين أنكِ عانيتي في حياتك مع والدتك و خسرتي والدك لكن أنا أيضاً خسرت والداي... علاقتي الأولي و الوحيدة كانت أسوأ مما تتخيلين"

نبرتها كانت لا تزال هادئه و هيبا كانت لاتزال تدّعي عدم الإهتمام

" ما عايشته أنتِ مع زبائن والدتك كنت أنا أعيش أسوأ منه مع الرجل الذي من المفترض أن يحميني... و رغم أن تلك الحياة لم أرغب بالتحدث بها مع نفسي كان هو بالمقابل يتحدث عنها بالتلفاز أمام المئات.. أو ربما أمام الآلاف من الغُرباء حتي فقدت الثقة بنفسي"

مسحت علي عينيها بضعف لتبتلع ريقها

" لا تعرفين كم أكره نفسي كلما تذكرت أن زواجي منه كان بإرادتي... كلما تذكرت تلك اللحظات التي ضعفت بها أمامه و سامحته بها... هيبا أنتِ يُمكنك مداواة جرح قدمي لكن هناك جرح عميق بقلبي يصعب عليكِ تضميده "

شهقت باكيه لتضغط علي شفتيها بظاهر كفها محاولة منع بكائها في حين أخفضت هيبا رأسها أكثر كي لا تري الأخري ضعفها

"توقفي سوشيل "

" هذا الجرح يمكن محوه بسهوله... بلحظه سيتم محوه و كأنه لم يوجد، كل ما أريده هو كلمة منكِ.. "

عضت علي شفتها بعبوس لتنخفض بجسدها حتي جلست أمام هيبا علي الأرض

"أنا أريدكِ أنتِ فقط هيبا... أريد رؤيتك تتعاملين معي بجانبك الطفولي و المرح كما تفعلين مع البروفيسور و مع بيكهيون... أريد رؤية ابتسامتك الصادقة نحوي كما معهم.. و أريد منكِ أن.. "

" تـ توقفي"

"و أريد منكِ أن تُشاركيني الأحاديث المهمة منها و التافهه... أن تتحدثي معي عن علاقتك بـ بيكهيون و تشانسوك.. أريد أن تكون علاقتنا طبيعية و لا يوجد بها الكثير من الحدود... "

" توقفي سوشيل "

هسهست من بين أسنانها و هي تميل برأسها إلي الأسفل أكثر حين بدأت دموعها تهطل فوق وجنتيها لتضع سوشيل أناملها أسفل ذقنها كي تنظر إليها هيبا

" فقط علاقة طبيعية كما الأم وابنتها "

أعين هيبا اتسعت و بدون وعي دفعت سوشيل بقوة لتقع إلي الخلف و ارتطمت بالسرير فصرخت بألم بسبب جرحها الذي ضغطت عليه بدون قصد

"أنتِ.. أ أنتِ..."

هيبا تراجعت إلي الخلف و هي تهز رأسها بصدمة بينما سوشيل كانت تحاول الاعتدال بجلستها

" لا.. لا تقولي هكذا كلمة بسهوله إذا كنتِ.."

"أنا أقصدها حرفياً هيبا"

قاطعتها بصرامه و عادت بجذعها إلي الخلف لتستند به ضد السرير ثم بدأت بالضرب علي فخذها بخفه حيث بدأت تشعر بالتخدر من شدة الألم

"منذ الوهلة الأولي التي دخلتي بها إلي المنزل و أبي أخبرني أنني لست أختك الكبري بل والدتك... و تلك كانت المشاعر التي حملتها نحوك منذ رؤيتك لكن أنتِ لم تتركي لي الفرصة للتعبير عن نفسي"

"إذاً... إذاً كل أم حصلت عليها كانت تُلقي بي للوحوش فقط"

مسحت علي وجهها بعشوائية لتهز سوشيل رأسها سريعاً

" كان خطأ غير مقصود و أنتِ تعرفين ذلك أنني لطالما كنت غبية و مُتسرعه لذا سامحيني..."

" لا يمكنني الوثوق بكِ... "

" لا تكذبي علي نفسك و تصطنعي أسباباً للبقاء بعيدة عني "

سوشيل قاطعتها بصراخ فصرخت هيبا بالمقابل

"أنا لا أصطنع أسباباً وهميه سوشيل، أنتِ أنانية و... "

" حسناً أنا أنانيه، غبية و متسرعه و أسبب الأذي لجميع من حولي لكنني أحبك"

قاطعتها تصرخ بنبرة أعلي لتضم هيبا شفتيها ببكاء

"  أغلقي عينيكِ هيبا... أغلقي عينيكِ و تخيلي أنني بين ما نمر به فقدت حياتي... أعدك أنه إذا كان بإمكانك تحمل الحياة بدوني و فقداني لن يؤثر بكِ حينها حتي إذا أردتِ أن أختفي من حياتك فسوف أفعل ذلك "

تعالي صوت بكاء هيبا و هي تُغلق عينيها بقوة لتلتفت بجسدها كي لا تواجه سوشيل بتلك اللحظة فـابتسمت الأخري من بين دموعها

" لم تفعلين هذا بي؟ "

انتحبت ببكاء كالطفل لتقترب منها سوشيل بتردد و احتضنت كتفيها من الخلف و معها هيبا ضغطت جفنيها سوياً بقوة أكبر

" إذا اعتقدتِ أنني أحصل علي محبة الجميع و علي ما أريد فيجب أن تعرفي أنكِ مُخطئة هيبا... و يجب أن تعرفي أنه إذا لم تتقبليني فحينها ستكون حياتي لا أهمية لها"

"أنا أكرهك"

شهقت لتضم شفتيها ببكاء فاتسعت ابتسامة سوشيل التي تُشاركها البكاء

"إذاً... سوف أبتعد عنكِ للأبد "

ببطئ شديد ابتعدت عن هيبا لتقف بحذر كي لا تؤذي قدمها أكثر من ذلك

بينما بالخارج حيث يجلس البقية بغرفة المعيشه.. كلاً من بيكهيون و تشانيول يجلسان متجاورين و بين الحين و الآخر تشانيول سينظر نحو تشانسوك التي تتهامس مع 'اي ان' و تبدو بخير عن الأيام السابقة حيث كان يبدو عليها الإرهاق و الحزن دائماً

"مرحباً"

سيهون نبس و هو يجر أقدامه خلفه بتعب ثم اقترب من غرفة النوم كي يفتح الباب لكن قبل أن يفعل، الباب قد فُتح من الداخل بواسطة سوشيل لينظر نحو قدمها بتلقائية و هو يضغط علي قبضتيه مانعاً نفسه من السؤال عن حالتها

" أعتقد أنه من الأفضل أن انتقل إلي غرفة أخري "

سوشيل تحدثت بجدية مُصْطَنَعه وصوتها قد تعالي قليلاً قاصدة بذلك أن تسمعها هيبا

"لماذا؟"

سيهون عقد حاجبيه بعدم فهم ليقف الجميع و هم ينظرون نحوها بإستغراب

"ربما هذا يكون أفضل"

تنهدت لتتخطي سيهون و هي تسير نحو الباب بخطوات مترددة بينما سيهون التفت نحو الآخرين يتسائل عما حدث لكن ولا أي منهم يعرف ما حدث بين الأختين كذلك بيكهيون الذي امتنع عن الاستماع لأفكارهم

"كـ كيف تقولين أنكِ أمي..."

صوت صراخ هيبا أفزعهم لتضم سوشيل شفتيها بإبتسامة محتها سريعاً و استدارت تنظر نحو هيبا التي ركضت إلي خارج غرفة النوم و وتيرة بكائها لم تهدأ

"كيف تقولين ذلك و أنتِ تنوين تركِ بين هؤلاء"

أشارت نحو الرجال الثلاثة بعشوائيه ليتبادلوا النظرات فيما بينهم

" ماذا لو أرادوا قتلي؟"

"هذه الصغيرة درامية بصورة مُبالغه"

تشانيول همس ساخراً ليبتسم بيكهيون بخفه و هو يُراقب هيبا تقترب من أختها الأكبر حتي أغلقت الباب لتستند بظهرها ضده مانعة إياها من الخروج

"ثيابك بالداخل و... و أنا أعرف أنكِ تفعلين هذا فقط كي.. كي أركض إليكِ و أخبركِ بأن لا تتركيني... أنا أعرف ذلك "

كانت تمسح علي وجهها بعشوائيه و هي تتحدث بصعوبة من بين شهقاتها

"لكن قلبي مازال يؤلمني و أنا أراكِ تُغادرين حتي و إن كانت كذبه"

سيهون تنهد براحه حين بدأت تتضح الصورة أمامه و كذلك تشانسوك ابتسمت براحه و كأن حملاً ثقيلاً قد انزاح عن قلبها

" عليكِ أن تُثبتي أنكِ تستحقين ثقتي لا أن تستسلمي هكذا"

انتحبت ببكاء لتضرب كتف سوشيل بظاهر يدها

" لمرة واحده هيبا...لمرة واحده فقط تخلصي من خوفك و توقفي عن تصنع أعذار للبقاء بعيدة عني و أعدك لن تندمي"

"حين فكرت في التقرب منكِ سابقاً أنتِ عاملتني كشخص مجنون و أرسلتيني إلي طبيب نفسي... و مرة أخري حين أردت الوثوق بكِ أنتِ تزوجتي و تركتني وحيده.. و عندما أردت اعطائك فرصة أخري تركتني مع شخص غريب كاد يقتلني ... كل مرة كانت أسوأ من سابقتها وهذا يؤلمني سوشيل"

أخفت وجهها خلف كفيها فـ اقتربت منها سوشيل بتردد حتي احاطت جسدها بين ذراعيها هامسه

"كوابيسك، صراخك المتواصل و خوفك طوال الوقت هو ما جعلني أعرضك علي طبيب نفسي و هناك أنتِ حصلتي علي صديقتك الوحيدة و المُفضله و تخلصتي نوعاً ما من كوابيسك... تزوجت و تركتك لكنني حصلت علي عقابي بذاك الزواج و أنتِ تعرفين ذلك... أعرف أنني أخطأت كثيراً،خطأ كان كفيل بجعلي أفقد حياتي إذا مسكِ مكروه حين تركت معكِ شخص غريب لكن هذا لأنني غبيه "

" يمكنك النظر للجانب الإيجابي لقد حصلتي علي حبيب وسيم ولطيف "

بيكهيون هتف بحماس يُلطف الأجواء جاعلاً من هيبا تُقهقه بخفة من بين بكائها

" حبيب كاد يقتلني "

غمغمت وهي تُبعد يديها عن وجهها لتدفنه بعنق سوشيل فـ اتسعت ابتسامة بيكهيون

" لو أن هذا حدث في دراما لأعجبكِ الأمر "

قلب عينيه بملل و هو يعقد ذراعيه نحو صدره ليتلقي صفعة علي مؤخرة رأسه من تشانيول

"إذا هل سامحتني؟"

سوشيل همست بتساؤل لتدفعها هيبا كي تبتعد عنها ثم عقدت حاجبيها و هي تمسح علي وجهها بعشوائيه

"لو أنني لم أسامحك لماذا سوف أسمح لكِ بإحتضاني أيتها الغبية"

الأخري رمشت بصدمه تستوعب الأمر ثم اومأت سريعاً برأسها

"ااه نعم... أنتِ مُحقه"

هيبا ضمت شفتيها بإحراج و هي تُحرك عينيها بدائرية لا تعرف ماذا تفعل لاحقاً خصوصاً و نظرات سوشيل لا تبتعد عنها، حتي وقعت عينيها علي سيهون الذي يبتسم لها فرفعت طرف شفتيها بإنزعاج لتميل نحو سوشيل هامسه بصوت خافت كي لا يسمعها أحد

"نحن فقط أُختين..."

سوشيل التزمت الصمت قليلاً و هي تشعر بألم يُداهم صدرها ثم ضمت شفتيها بعبوس لتُهمهم

"لن أسمح أن تكوني كـ والدتي حتي تجعلي سيهون ملكاً لكِ..."

ابتعدت عنها قليلاً و معها تحركت أعين سوشيل المُتسعة لتبتسم هيبا

"ملكاً لكِ أنتِ فقط"

سوشيل ابتلعت ريقها بصعوبة و بإبتسامة مُصطنعه هي اومأت إلي هيبا فـ تحمحمت الأخري بإحراج لتسير بعدها نحو الغُرفة بخطوات سريعه كي تبتعد عن نظرات الجميع و بطريقها هي رمقت سيهون بنظرة حانقه لتصفع باب الغُرفة خلفها بقوة

" لنُكمل حديثنا بالداخل "

بيكهيون نبس فجأة و لم يسمح لتشانيول استيعاب الأمر ليسحبه من ياقته خلفه نحو غرفة النوم فلحقت به تشانسوك و 'اي ان'

"أشعر بأننا لا نفعل شيئاً سوي التنقل من غرفة لأخري كي تحل هذه العائلة مشاكلها"

تشانيول قلب عينيه ساخراً و هو يجلس علي الأرض أسفل النافذة حيث ينام عادة ليجلس بيكهيون بجانبه

"لا تحاول استفزاز هيبا هي لن تهتم لما تقول"

قهقه بخفه ليرفع عينيه نحو هيبا التي بدت شاردة في الفراغ فـ اتسعت ابتسامته

" هيبا "

تشانسوك نكزتها لتنظر نحوها فأشارت إليها الأخري بعينيها نحو بيكهيون و بعدم فهم هيبا حركت عينيها نحوه

"ما فعلتيه..."

رفعت حاجبيها بترقب حين صمت قليلاً ليُكمل بإبتسامته اللطيفه

"كان الأفضل"

"بيكهيون مُحق... لن تندمي أبداً علي ذلك"

تشانسوك وافقته لتومئ هيبا بإبتسامه

"هل دخلنا إلي هنا كي يتحدث سيهون و سوشيل سوياً؟"

'اي ان' تسائل بفضول فأومأ إليه بيكهيون بحماس ليبتسم الصغير ثم ترك مكانه حيث كان يجلس بجانب تشانسوك فوق السرير و اقترب ليجلس بجانب تشانيول ثم وضع رأسه علي صدره ليحتضن تشانيول كتفه بإبتسامه

" سيهون شخص جيد، سوشيل شخص جيد، تشانيول شخص جيد "

الصغير كان يهمس حتي تثاءب ليُغلق عينيه بتعب و بإبتسامة هو أكمل

"بيكهيون شخص جيد، هيبا شخص جيد، و تشانسوك شخص جيد"

"و 'اي ان' شخص جيد.. نحن نحبه"

تشانيول همس بشفاه تهتز بعبوس ليُحرك كفه صعوداً و نزولاً علي كتف الصغير الذي غرق بالنوم تدريجياً بعدما همس

"و أنا أحبكم جميعاً"

___________

"هل قدمكِ بخير؟"

سيهون تسائل بهدوء و هو يُشير بعينيه نحو قدم سوشيل فـ نظرت إلي قدمها ثم رفعت عينيها نحوه و هي تومئ بإبتسامة مُصطنعه

"نـ نعم.. إنها.. بخـ.. بخير"

"هل تُعاني من خطب ما؟ لماذا تتلعثمين؟"

قهقه بخفه و اقترب يجلس علي الأريكة ليتنهد بصوتٍ عالٍ فـاقتربت سوشيل بتردد لتجلس هي الأخري بعدما كانت تقف لفترة طويله ببقعتها منذ أن دخل الجميع إلي غرفة النوم

يديها تشابكتا فوق فخذيها بتوتر وهي تنظر إليه بينما هو كان يُغلق عينيه بتعب راغباً بالنوم لكن شعوره بها تنظر نحوه جعله يفتح عينيه ببطئ ليميل برأسه نحوها

"ما الأمر؟"

"لا.. لا شيئ"

هزت رأسها تنفي سريعاً ليومئ هو ثم عاد يُغلق عينيه مرة أخرى

" لم أُدون أي شيئ في المُذكرات عن الحقنة المُخدره التي استخدمتها سابقاً و لكن أعتقد أنني يجب أن أُخبر كريستوفر بأمرها"

" لكن هذا يُشكل خطراً عليك، لا تنسي أن هذا سيُسئ إلي سُمعتك إذا انتشر خبر استخدامك لمواد مُخدرة ممنوعة بها"

انتفضت من مكانها بفزع و اقتربت تجلس بجانبه لتعقد حاجبيها

" سيهون أنا لا أوافق علي هذا و لا أعتقد أن هناك أي داعي لذلك "

" لماذا؟ "

استدار بجسده نحوها فتنهدت هي

" سيُسئ هذا إليك ، و حين انتهاء هذه الأزمه سوف يتناسون المساعدة التي قدمتها أنت و حينها فقط سيتعاملون معك بالقانون... مُستقبلك و سُمعتك ستفقدهما"

"هذا جيد... ربما حينها لن تنظري إلي علي أنني شخص مثالي لا يُخطئ ولا يوجد به عيب"

قاطعها بسخرية لتضيق عقدة حاجبيها

" هذا ليس وقتاً مناسباً للمُزاح "

" و أنا لا أمزح سوشيل... "

صاح بهمس كي لا يسمعه الآخرين ثم ضم قبضتيه بغضب

" أنا لا أمزح... لا يجب أن أُفكر في صورتي أمام الآخرين بكل خطوة أخطوها و كأنني مُقيد "

أمسك ذراعها ليسحبها نحوه فشهقت بفزع حين كاد رأسها يرتطم بخاصته

"منذ الآن فصاعداً إذا كنتِ ستتحدثين عن مدي مثاليتي و كم أنا شخص لا مثيل له، ولا يجب أن أفعل هذا و ذاك لأنه لا يتناسب مع مثاليتي فمن الأفضل أن لا تتحدثي معي نهائياً لأن رد فعلي حينها لن يُعجبكِ سوشيل "

هسهس من بين أسنانه لتهتز مُقلتيها بتوتر و هي تتبادل النظرات بين عينيه و شفتيه ثم أومأت إليه بتردد ليترك ذراعها

" من الأفضل أن تنامي الآن فلدينا عمل غداً "

ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تبتعد عنه لتركض بعدها إلي الغرفة و بعد لحظات خرج بيكهيون لينظر إليه سيهون

"أنت ماذا فعلت لها؟ يا رجل تبدو و كأنها ستفقد وعيها بأي لحظه"

بمبالغة هو تحدث ليقلب سيهون عينيه ثم تمدد علي الأريكة قائلاً بغضب

" أنا من سأفقد وعيي بسببها... لا أصدق كم هي غبية و مُزعجه"

"هل أنت مُنزعج لأنها لم تُظهر غيرتها نحوك؟"

بيكهيون سأل بإستفزاز و اجابته كانت تلك الوسادة التي ارتطمت بوجهه بقوة ليقع علي الأريكة

"أنا مُنزعج لأنها غبيه"

__________

بعد عدة أيام كان كُلاً من سيهون و كريستوفر يقفان مُتجاورين يتناقشان في بضعة نقاط حتي سأل كريستوفر

~هل فكرت في أمر الزومبي؟ ~

سيهون همهم إليه ليرفع رأسه نحو البقية ينظر إليهم قبل أن يميل برأسه نحو كريستوفر هامساً بخفوت

~دونغهي أفرغ غرفة بالقبو و وضع لها أقفال حديديه من الخارج كي يكون الوضع آمناً لكن هناك أمر أريد اخبارك بشأنه ~

~هل نتحدث في الخارج؟ ~

سيهون أومأ إليه ليضع كريستوفر الملفات بين يديه فوق الطاولة ثم أشار نحو دوريان قائلاً

~دوريان... سوف أذهب مع الطبيب أوه لنتحدث مع السيد دونغهي بشأن الزومبي لذا حين تنتهوا عودوا إلي غُرفكم.. لا تنتظروني ~

أومأت اليه ثم عادت تستكمل عملها ليخرج سيهون و خلفه كريستوفر بينما أعين سوشيل كانت تُراقبهما بقلق

~إذاً... ما الأمر ؟~

جلسا مُتقابلين بالمقهي التابع للفُندق ليتنهد سيهون

~ ما سأُخبرك به الآن سيبقي سراً بيننا لا يجب أن يعرف به أي شخص و بصفة خاصه سوشيل ~

كريستوفر عقد حاجبيه ليومئ بإستغراب فـ شابك سيهون يديه فوق الطاولة 

~أحد المُتواطئين في هذا الأمر أنا أعرفه ~

أعين كريستوفر اتسعت و بسرعة سحب كُرسيه إلي جانب خاصة سيهون ليميل برأسه

~من يكون؟ ~

~سوف أُخبرك من هو و سوف أُخبرك بهوية الشخص الآخر الذي أشك في حقيقة أنه السبب فيما يحدث الآن لكن عِدني.. ~

ابتلع ريقه ليُبلل شفتيه هامساً برجاء

~حتي ينكشف كل شيئ، سوشيل لن تعرف بأي مما أُخبرك به الآن ~

كريستوفر حرك عينيه في الأرجاء بإستغراب لكنه سرعان ما أومأ مُوافقاً سيهون

_____________

تشانيول فتح باب غُرفة النوم و هو يتثاءب و يتمطي بجسده حتي رأي غُرفة المعيشه فارغه ليلتفت برأسه نحو غرفة النوم ثم أعاد نظراته إلي غرفة المعيشه و هو يتقدم بخطواته إلي أن وقف بمنتصفها

" أين ذهب الجميع؟"

تسائل لينتفض جسده بفزع حين أُغلقت أضواء الجناح بأكمله ليتلفت حوله بتوتر

"بيـ بيكهيون... تشانسوك"

نادي بحذر و هو يحاول إيجاد الأريكة حتي شعر بخطوات تقترب منه ليلتفت بجسده حيث مصدر الصوت فـ اتسعت عينيه بخوف حين رؤيته نُقطتين حمراوتين تُضيئان بالظلام

تُشابه أعين بيكهيون حين يتحول

"بيكهيون؟!"

ابتلع ريقه و هو يقترب منه ليشعر بجسده يرتفع في الهواء حتي لم تعد قدميه تُلامسان الهواء

"يا يااا ما الخطب؟"

سأل بفزع ليترك بيكهيون جسده كي يقع أرضاً و مع تلامس جسده للأرض فُتحت الأضواء و سرعان ما ارتطم شيئ لزج بوجهه

"عيد مولد سعيد"

صوت صراخهم المُتحمس تلاها ضحكاتهم الصاخبه ملأ المكان بينما تشانيول كان يتبادل النظرات بينهم بعدم استيعاب حتي انحني بيكهيون إلي مستواه قائلاً بمزاح

"إنه عيد مولدك لذا لن تضربني لمزاحي معك للتو صحيح؟"

"أنتم..."

هز رأسه بصدمه ليضحك بعدم تصديق

" ماذا فعلتم للتو؟"

"نحن نحتفل بعيد ميلادك"

تشانسوك همست بلطف و هي تجلس القرفصاء بجانبه و بمنشفة صغيره بدأت تمسح آثار قطعة الكعك عن وجهه و التي لوثت بها هيبا وجهه فحرك عينيه نحوها ليرمش بعينيه بإستغراب و هو يشعر بقلبه يضرب ضد صدره  بقوة

"كيف... كيف عرفتم أنه اليوم؟ "

"و ما الذي لا تعرفه تشانسوك عنك؟"

هيبا شخرت ساخره لترمقها تشانسوك بتأنيب ثم أعادت نظراتها نحو تشانيول هامسه

"هذا ليس له علاقة بمحاولتي في التقرب منك لذا لا تُفسد الإحتفال، رجاءً"

همهم بشرود و عينيه تنظران نحو شفتيها بينما تتحدث ليُبلل شفتيه بتوتر

"لكن.. أعتقد أننا لسنا في ظروف تسمح لنا بالاحتفال"

" اليوم أنا معكم، لكن ربما لن أكون متواجداً غداً لذا أنا من أصررت علي أن نحتفل "

'اي ان' هتف بإبتسامة لتهدأ الأجواء و النظرات جميعها صُوبت نحوه ليبتسم بتصنع

"لا تنظروا إلي بهذه الطريقه، هذا يجعلني أرغب بالبكاء "

" أنت من تجعلني أرغب بالبكاء أيها الصغير "

هيبا دفعت جبهته بسبابتها بعبوس ثم سحبته نحوها لتحتضنه بقوة هامسة بإختناق

" توقف عن التحدث بهذه الطريقة... أنت ستكون بخير"

"أنا بخير بالفعل لأنني بينكم"

رفع يده يُربت علي ظهرها بإبتسامة مُتسعه ليتنهد بيكهيون و هو ينظر نحو تشانيول ثم هز رأسه إلي الجانبين بضيق



To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top